
اتهامات متبادلة وتحذير من "وضع خطير" بسبب سلاح "حزب الله"
وفي مقابلة مع الجزيرة قال عضو المجلس السياسي للحزب، غالب أبو زينب، إن الحكومة قد تجاوزت كافة المسائل التي كانت محل نقاش، والتي كان الحزب منفتحا عليها، لتتبنى ورقة تخدم مصالح إسرائيل بضغط من الولايات المتحدة.
وأضاف أبو زينب، أن الحكومة تجاوزت حتى مقترحات الرئيس جوزيف عون ، وقفزت على كل ما استقرت عليه الرئاسات الثلاث، "وتبنت ورقة أسقطها المبعوث الأميركي توماس براك، وتحمل نفسا إسرائيليا واضحا".
وكان الخلاف الداخلي في لبنان قد تزايد بعدما أقرت الحكومة الورقة التي قدمتها الولايات المتحدة لنزع سلاح حزب الله، وهي خطوة رفضها الحزب.
وقال الأمين العام للحزب نعيم قاسم إنه لن يقبل بأي إملاءات خارجية ولا تجريد لبنان من قوته قبل انسحاب قوات الاحتلال من الأراضي اللبنانية.
وجاء حديث قاسم بُعيد تأكيد رئيس الحكومة، نواف سلام ، استكمال مناقشة الورقة الأميركية الخميس المقبل، وتكليفه الجيش اللبناني بإعداد خطة تنفيذية لحصر السلاح قبل نهاية العام، على أن تُعرض على الحكومة نهاية الشهر الجاري لنقاشها وإقرارها.
والخميس الماضي، ألقى عون خطابا وصف بأنه "غير مسبوق"، دعا فيه إلى سحب سلاح جميع القوى المسلحة، بمن فيها حزب الله، وتسليمه إلى الجيش، في خطوة تعكس تحولا في الخطاب الرسمي.
محاولة لمساعدة إسرائيل
ويمثل تبني الحكومة لورقة براك "محاولة منها لمساعدة إسرائيل على تحقيق ما لم تتمكن من تحقيقه بالحرب"، وفق أبو زينب، الذي حذر "من خطورة الوضع، والمأزق الذي تتجه له البلاد بسبب موقفها الذي اتخذته تحت ضغط أميركي".
ولا تعكس هذه الورقة مصالح لبنان، كما يقول حزب الله، لأنها تنص على "توبيخ إسرائيل من جانب مجلس الأمن في حال قيامها بأي خرق لوقف إطلاق النار مع لبنان بينما يتم قطع المساعدات العسكرية عن الأخير في حال خرقه هو للاتفاق".
كما تعطي هذه الورقة إسرائيل "حق استباحة سماء لبنان"، ومن ثم فهي تضمن مصالح تل أبيب فقط وليست مصلحة لبنان، كما يقول أبو زينب، الذي اتهم المدافعين عن الورقة بـ"ممارسة حملة علاقات عامة".
ورغم رفضه حصر السلاح بيد الدولة، فإن الحزب يصر على وصف قبول الحكومة بالورقة الأميركية بأنه "خطيئة كبرى"، لا سيما وأن الجانب الإسرائيلي لم يلتزم بأي من بنود وقف إطلاق النار حتى اليوم.
ولن تلتزم إسرائيل بالانسحاب من لبنان في حال قبِل الحزب بتسليم سلاحه، لكن الأميركيين "سيعملون على إقناعها بالانسحاب في خطوة لاحقة لنزع السلاح" وفق حديث أبو زينب.
لذلك، تساءل عضو المجلس السياسي للحزب عما ستفعله الحكومة اللبنانية إن سلّم الحزب سلاحه ثم رفضت إسرائيل الانسحاب ولم تلزمها الولايات المتحدة بذلك، مؤكدا أن الجيش "لا يمكنه مقاومة إسرائيل ولا الدفاع عن نفسه حتى".
وبسبب هذه التخوفات، يريد حزب الله تقوية الجيش اللبناني وحصر السلاح بيده وفق خطة إستراتيجية دفاعية يكون الحزب جزءا منها، وهو ما ترفضه أميركا وإسرائيل وتتسمكان بنزع السلاح دون أي ضمانات لأنهما تحاولان تحويل الخلاف اللبناني الإسرائيلي إلى خلاف لبناني داخلي، وفق أبو زينب.
موقف لا يبشر بخير
لكن عضو البرلمان عن حزب القوات اللبنانية، نزيه متّى، يقول إن حزب الله "لا يلتزم بأي اتفاق بما في ذلك اتفاق الطائف ووثيقة الوفاق الوطني"، مؤكدا أن سلاحه "تسبب في انكشاف لبنان، وأعطى إسرائيل ذريعة لتوسيع عدوانها عليه".
ويرى متّى أن سيادة لبنان "لن تكتمل إلا بحصر السلاح في يد الدولة، التي لن تكون قادرة على مخاطبة العالم ومطالبته بإلزام إسرائيل بوقف عدوانها وانسحابها من جنوب البلاد، ما لم يسلم الحزب سلاحه".
كما أن الورقة التي يرفضها الحزب تنص على "عدم تفكيك أي تنظيم عسكري"، وتضمن ترسيم الحدود وهي أمور تخدم مصلحة لبنان وليس إسرائيل، حسب متّي.
ومع ذلك، يقول النائب عن حزب القوات اللبنانية إن حزب الله "لن يسلم السلاح ولو على جثته لأن ارتباطه الخارجي يطغى على ارتباطه الداخلي".
وقال متى إن اللبنانيين "لا يثقون في إسرائيل لكنهم لا يثقون في حزب الله أيضا، وإن على الجميع منح الدولة فرصة فرض سيادتها وبعدها يكون لكل حادث حديث"، مؤكدا أن الدولة "لا تتفاوض، وإنما تصدر قرارات يلتزم بها الجميع".
بل إن متّى ذهب لما هو أبعد من ذلك بقوله إن موقف الحزب "لا يبشر بخير، وإنه هو الذي يجب أن يقدم ضمانات بأنه سيلتزم بما سيتم التوافق عليه"، رغم تأكيده أنه "لن يتمكن من فرض رأيه على الجميع".
في غضون ذلك، اعتبرت " حركة أمل" الشيعية المتحالفة مع حزب الله، اليوم الأربعاء، أن الحكومة "استعجلت" في قرارها، ودعتها لـ"تصحيح" موقفها خلال جلسة الخميس.
وقالت الحركة -التي يتزعمها رئيس مجلس النواب نبيه بري – في بيان: "كان حريا بالحكومة ألا تستعجل تقديم المزيد من التنازلات المجانية للعدو الإسرائيلي باتفاقات جديدة".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 22 دقائق
- الجزيرة
ترامب يدعو لضم جميع دول الشرق الأوسط لاتفاقيات أبراهام
دعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب جميع دول الشرق الأوسط للانضمام إلى اتفاقيات التطبيع مع إسرائيل ، قائلا إن ذلك سيضمن السلام في المنطقة، حسب تعبيره، بينما تستمر حرب الإبادة والتجويع الإسرائيلية في قطاع غزة بدعم واشنطن. وكتب ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، اليوم الخميس، "الآن وقد مُحقت الترسانة النووية التي صنعتها إيران، من المهم جدا عندي أن تنضم جميع دول الشرق الأوسط إلى اتفاقيات أبراهام". وأعلن وزراء ومسؤولون إسرائيليون في الآونة الأخيرة أن إسرائيل تتطلع إلى توسيع نطاق التطبيع وإبرام اتفاقيات مع دول عديدة عربية وإسلامية. ونقلت وكالة رويترز عن 5 مصادر قولها إن إدارة ترامب تجري أيضا في الوقت الحالي مباحثات نشطة مع أذربيجان ، لضمها هي ودول أخرى حليفة في آسيا الوسطى إلى اتفاقيات أبراهام، على أمل تعميق العلاقات القائمة أصلا مع إسرائيل. ومنذ أكتوبر/تشرين الأول 2023، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي -بدعم أميركي- حرب إبادة على سكان قطاع غزة، أسفرت حتى الآن عن استشهاد أكثر من 61 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 152 ألفا، وتشريد سكان القطاع كلهم تقريبا، وسط دمار لم يسبق له مثيل منذ الحرب العالمية الثانية ، وفقا لما وثقته تقارير فلسطينية ودولية.


الجزيرة
منذ 25 دقائق
- الجزيرة
انسحاب حزب الله وحركة أمل من اجتماع الحكومة وتسرب تفاصيل الورقة الأميركية
بحثت الحكومة اللبنانية في اجتماعها، اليوم الخميس، الورقة الأميركية المتعلقة باتفاق وقف إطلاق النار بين لبنان وإسرائيل والتي تتضمن جدولا زمنيا لنزع سلاح حزب الله. وأفادت مراسلة الجزيرة في بيروت بانسحاب الوزيرين المحسوبين على حزب الله و حركة أمل من الاجتماع الذي عقد بعد ظهر اليوم واستمر عدة ساعات. ورفض حزب الله موقف الحكومة التي قررت في اجتماعها السابق -أول أمس الثلاثاء- تكليف الجيش اللبناني بوضع خطة لحصر السلاح بيد الدولة قبل نهاية العام الجاري وعرضها على مجلس الوزراء قبل نهاية الشهر الجاري. وقالت كتلة حزب الله البرلمانية إن "تبني رئيس الحكومة الورقة الأميركية انقلاب على تعهدات التزم بها بالبيان الوزاري"، ورأت أن "التسرع المريب للحكومة ورئيسها بتبني مطالب واشنطن مخالفة ميثاقية ويضرب اتفاق الطائف". ودعت الكتلة الحكومة اللبنانية لتصحيح "ما انزلقت إليه من تلبية للطلبات الأميركية التي تصب بمصلحة العدو". تفاصيل الورقة الأميركية وقالت وكالة رويترز إنها حصلت على نسخة من جدول أعمال الحكومة اللبنانية اليوم، تتضمن تفاصيل الورقة التي قدمها المبعوث الأميركي توم براك لنزع سلاح حزب الله على ضوء اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل. ووفقا للوكالة، فإن المرحلة الأولى من الخطة الأميركية تتضمن إصدار الحكومة اللبنانية بيانا خلال 15 يوما تلتزم فيه بنزع سلاح حزب الله تماما بحلول 31 ديسمبر/كانون الأول 2025، على أن تلتزم إسرائيل في هذه الفترة بوقف العمليات العسكرية برا وبحرا وجوا. وفي المرحلة الثانية، تبدأ السلطات اللبنانية خلال 60 يوما تنفيذ خطة نزع السلاح، وتعتمد الحكومة خطة تفصيلية لانتشار الجيش اللبناني بهدف حصر السلاح بيد الدولة. وفي المقابل، تبدأ إسرائيل عملية الانسحاب من 5 تلال تحتلها في جنوب لبنان وتفرج عن الأسرى اللبنانيين بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر. أما المرحلة الثالثة فيفترض أن تنسحب فيها إسرائيل خلال 90 يوما من آخر موقعين من تلك المواقع الخمس، وأن يبدأ توفير التمويل اللازم لإزالة الأنقاض في لبنان وترميم البنى التحتية تمهيدا لإعادة الإعمار. وفي وقت سابق، قال وزير الإعلام اللبناني بول مرقص في مقابلة مع الجزيرة إن الورقة الأميركية ستخضع للتدقيق وإن للحكومة الحق في التعديل عليها. وأضاف مرقص أن من الممكن أن يرفع الجيش مقترحات لتمكينه من تنفيذ الخطة التطبيقية لحصر السلاح بيد الدولة. من ناحية أخرى، قال عضو المجلس السياسي في حزب الله غالب أبو زينب إن كل خطوط الحوار بالنسبة للحزب مفتوحة، مبينا أن قرار الحكومة هو الذي "تجاوز كل المسائل التي كانت رهن الحوار". من جهته، قال عضو البرلمان عن حزب القوات اللبنانية نزيه متى للجزيرة إن اكتمال السيادة يتم بتسليم السلاح للجيش وصون الحدود، حسب تعبيره. ويسري وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل منذ 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، لكن الجيش الإسرائيلي يواصل تنفيذ عمليات تجريف وتفجير بجنوب لبنان ويشن غارات شبه يومية. ولا تزال القوات الإسرائيلية تحتل 5 تلال لبنانية كانت قد سيطرت عليها خلال العدوان الذي تحول إلى حرب واسعة في 23 سبتمبر/أيلول 2024، مما أسفر عن أكثر من 4 آلاف قتيل ونحو 17 ألف جريح.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
بسبب حرية التعبير.. صحيفة طلابية بجامعة أميركية تقاضي إدارة ترامب
رفعت صحيفة طلابية في جامعة ستانفورد دعوى قضائية على إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تتهمها بانتهاك حقوق الطلاب الأجانب في حرية التعبير من خلال التهديد بترحيلهم لكتابتهم مقالات تعدها "معادية للولايات المتحدة أو لإسرائيل". وقالت صحيفة ستانفورد ديلي وطالبان لم تحدد هويتاهما في الدعوى القضائية أمام محكمة اتحادية في كاليفورنيا ضد وزير الخارجية ماركو روبيو ووزيرة الأمن الداخلي كريستي نويم إن الطلاب الأجانب في الجامعة الواقعة في مدينة بالو ألتو بولاية كاليفورنيا أحجموا عن كتابة مقالات عن الصراع في الشرق الأوسط خشية اعتقالهم واحتجازهم وترحيلهم. وجاء في الدعوى القضائية أن "هذا الخوف يتعارض مع الحرية الأميركية… يقف تعديلنا الأول حصنا ضد الحكومة التي تنتهك حقا لا يمكن انتزاعه للتفكير والتعبير عن الرأي". وقال متحدث باسم جامعة ستانفورد إن الصحيفة منظمة مستقلة وإن الجامعة ليست طرفا في الدعوى القضائية. وحاولت إدارة ترامب ترحيل طلاب عبروا عن آراء داعمة للفلسطينيين، ووصفتهم بأنهم معادون للسامية ومتعاطفون مع متطرفين، وقالت إن وجودهم في البلاد يتعارض مع السياسة الخارجية الأميركية. وأمر قضاة بالإفراج عن بعض الطلاب الذين اعتقلتهم الإدارة الأميركية واحتجزتهم من دون توجيه اتهامات لهم. وقالت صحيفة ستانفورد ديلي في دعواها القضائية إن الإدارة دفعت كتّابها الأجانب إلى ممارسة الرقابة الذاتية لتجنب استهدافهم. ودفعت بأن تهديدات الإدارة تمنعهم من "الانخراط في ممارسات التعبير عن الرأي التي يكفلها القانون مثل حضور الاحتجاجات، واستخدام شعارات معينة، والتعبير علنا عن آرائهم الحقيقية بالسياسة الخارجية الأميركية وإسرائيل وفلسطين". وطلبت الصحيفة من المحكمة إصدار حكم ينص على أن الدستور الأميركي يمنع الحكومة من ترحيل الأجانب بسبب انخراطهم في حرية التعبير.