
الأناقة الإيطالية.. كيف وصلت إلينا؟
الموضةُ الإيطاليَّةُ ليست وليدةَ بيئتها، ولا يرتبطُ تأثيرها فقط بالحدودِ الجغرافيَّةِ لهذا البلدِ المتوسطي، فالموضةُ، هي الذاكرةُ الجماعيَّةُ للزمن، ولغةُ الشعوب، لذا تعكسُ القيمَ الاجتماعيَّة، كما أنها مرآةٌ لأسلوبِ حياةِ الناس، فما حكايةُ الريفييرا الإيطاليَّة؟ لقد تركت الموضةُ الإيطاليَّةُ تأثيراً كبيراً في العالمِ أجمع، وهي مرادفٌ للأناقةِ والرقي، وقد برزت بوصفها واحدةً من أعمدةِ الموضةِ العالميَّةِ بفضل حِرفيَّتها العريقة، وبراعتها في المزجِ بين الماضي، والحاضرِ، والتجدُّد بأسلوبٍ خاصٍّ.
لِم تميزت الموضة الإيطالية عن غيرها؟
الموضة الإيطالية خليط من العراقة والحداثة ففي منتصف القرن التاسع عشر كانت إيطالبا مجموعة مدن دويلات ولم تكن بنفس تطور الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا، فكانت بريطايا السباقة في الاستغناء عن تطريز البدلات واعتماد القصات العسكرية للبدلة ومع ازدياد الطبقة الميسورة كثر الطلب على البدلات والتاييرات المنفذة بحسب الطلب ولكن هذه البلدان كانت تفتقر الى اليد العاملة والتطريز خاصة.
مع نهاية الحرب العالمية الثانية برزت دور أزياء أمريكية مزجت الأسلوبين الفرنسي الراقي والأمريكي المريح. ففي حين ركز المصممون الأمريكيون على إطلاق مجموعات جاهزة أكثر بساطة لتلبية السوق الأمريكي، وحدهم المصممون الإيطاليون برعوا في مزج الطابع العملي بالرقي. في منتصف القرن العشرين كانت إيطاليا معروفة بتصاميم الأكسسوارات والقطع الجلدية ولديها تاريخ عريق في مجال الأحذية والنسيج تحديداً، وعرفت إيطاليا بتصميم المجوهرات منذ القرن الخامس عشر. وفي العام 1951 اسس رجل الأعمال جيوفان باتيستا Giovan Battista بالتعاون مع شريك له جيورجيني دار أزياء إيطالية تسلط الضوء على المواهب
المحلية ومنها المصمم الفلورنسي إميليو بوتشي وأرسلت عينات من التصاميم الى سلسلة متاجر أمريكيةمثل ساكس فيفث أفنيو وبيرغدورف غودمان التي أعجبت بها وأرسلت ممثلين عنها لمعاينة المجموعات الكاملة وهكذا انتقلت الموضة الإيطالية الى الولايات المتحدة.
اشتهرت الموضةُ الإيطاليَّةُ بنسيجِ الصوفِ المتين لدى علامةِ سيمونيتا Simonetta، وبالطبعاتِ الصارخةِ بألوانها عند ميسوني، وبوتشي، لكنَّ تاريخَ النسيجِ الإيطالي العريقِ أقدمُ من ذلك بكثيرٍ، ويعودُ بنا إلى البندقيَّةِ في القرنِ الـ 14، ويتجذَّرُ في الطبيعةِ المتوسطيَّةِ بدفء سكَّانها، وسحرِ مناظرها الخلَّابة، وعرفنا عبرها المخملَ في العشرينيَّاتِ حيث تفوَّقَ به المصمِّم ماريانو فورتوني Mariano Fortuny. كذلك بدأت إيطاليا عامَ 1300 بتصميمِ النظَّاراتِ الزجاجيَّةِ، ولو بشكلٍ بدائي، وقدَّمت المصانعُ في البلادِ أجودَ أنواعِ النسيجِ مثل نسيجِ Scarlati أي التويل Tweel، وهو نسيجٌ قطني قابلٌ للصبغ، واشتُهِرَ في القرنِ الـ 14، ونسيجِ المخملِ الميتاليكي اللامعِ الذي قُورِنَ بالحريرِ عند ابتكاره في القرنِ الـ 12، إضافةً إلى الجلدِ، والفرو في القرنِ العشرين، إذ بدأت دورٌ مثل تروساردي Trussardi، وفورلا Furlaفي استخدامِ الجلد بتصاميمهما، فيما ذاع صيتُ فندي في تصاميمِ الفرو خلال تلك الحقبة.
هل تريد الاطلاع على
وفي الربعِ الأخيرِ من القرنِ العشرين، تمكَّن المصمِّمون الإيطاليون من تطويرِ التصاميمِ دون المسِّ بطابعها الحِرفي، وبرزَ جيورجيو أرماني في أواخرِ السبعينيَّات، في حين تولَّت المصمِّمة ميوتشيا برادا Miuccia Prada تحديثَ الدارِ العائليَّة، وإطلاقِ خطِّ ملابسَ رياضيَّةٍ راقيةٍ، وصيحاتٍ، تحتفي بالمينيماليَّةِ في التسعينيَّات. بدوره، نجحَ توم فورد في تطويرِ صورةِ غوتشي، وإنعاشِ الدار، وإدخالِ روحِ الشبابِ إليها مستعيناً بمدنٍ مثل ميلانو، وتوسكانا بوصفها مراكزَ لإنتاجِ تصاميمِ الدار، وتعاونَ مع جمعيَّاتٍ مثل كاليجيري Caligheri لصباغةِ الجلدِ ومعالجته، واستوحى من الروحِ الإيطاليَّةِ الكامنةِ في روما، والبندقيَّة، وفلورنسا، فاشتدَّ تأثيرُ الموضةِ الإيطاليَّة على نبضِ الواقع، إذ استطاعت دون غيرها تلبيةَ تطلُّعاتِ الشبابِ مع الحفاظِ على رُقيِّها.
من هن ملهمات الموضة الإيطالية؟
هن شخصيَّاتٌ أنثويَّةٌ جريئةٌ، لذا هن محبوباتٌ في العالمِ أجمع، ونختصرهن في عددٍ من الوجوه.
صوفيا لورين
من أجملِ نساءِ العالم. برزت Sophia Loren ممثِّلةً في فيلمِ «امرأتان» عامَ 1962، ولها في رصيدها أكثر من 100 فيلمٍ. أصبحت مصدرَ إلهامٍ للمصمِّمين في الخمسينيَّاتِ والستينيَّاتِ بفضلِ قوامها الذي يُحاكي الساعةَ الرمليَّة، ومن المؤثِّراتِ في عالمِ الموضة، لذا تسابقَ المصمِّمون في إلباسها على السجَّادةِ الحمراء، وفي أفلامها، كما استوحت دورٌ عالميَّةٌ تصاميمَ عدة منها مثل الكورسيهات، والفساتين التي تُركِّز على تحديدِ الخصر.
مصوِّرةٌ إيطاليَّةٌ أرستقراطيَّةٌ، لُقِّبَت Marella Agnelli بالبجعةِ الأخيرة من قِبل النجم ترومان كابوت Truman Capote بسبب جمالها الساحر، وجاذبيَّتها. أنشأت عديداً من المتاحف، وصوَّرها المبدعُ أندي وارهول Andy Warhol، كما تعاونت مع دارِ فالنتينو Valentino لذوقها الرفيع، وأسلوبها المميَّز في مقاربةِ الموضةِ خلال الستينيَّاتِ والسبعينيَّات.
كلوديا كاردينالي
اشتركت الحسناءُ كلوديا كاردينالي Claudia Cardinale بمسابقةِ جمالٍ قبل أن تنتقلَ إلى عالمِ التمثيلِ في الستينيَّاتِ من خلال الفيلمِ الشهيرِ The Leopard للمخرجِ فيديريكو فيليني Federico Fellini، ثم فيلمِ The Pink Panther. عُرِفَت بقوامها الذي يشبه الساعةَ الرمليَّة، وبجاذبيَّتها الطاغية، وأيلاينر القطَّة، وغدت لاحقاً سفيرةً للدفاعِ عن حقوقِ المرأة لدى يونسكو.
مونيكا بيلوتشي
عارضةُ أزياءٍ قبل أن تصبحَ ممثِّلةً مشهورةً، وسفيرةً لدور ديور Dior، و دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana، و كارتييه Cartier. أثبتت موهبتها في التمثيلِ عبر فيلمِ «مالينا»، وعملٍ يروي قِصَّةَ حياةِ السيِّد المسيح، واشتُهِرَت بشكلها الجميلِ، وبشرتها العاجيَّةِ التي تتناقضُ مع شعرها الأسود.
جاكلين كينيدي أوناسيس
صحيحٌ أنها ليست إيطاليَّةَ المنشأ، لكنَّها إيطاليَّةُ الهوى، خاصَّةً في اختيارِ وتنسيقِ ملابسها خلال الرحلاتِ البحريَّةِ التي كانت تقومُ بها مع زوجها، رجلِ الأعمالِ أرسطو أوناسيس Aristotle Onassis. اشتُهِرَت Jacqueline Kenedy Onassis بالتنانيرِ المميَّزة بألوانها وطبعاتها، وبالأسلوبِ المريحِ والراقي الذي يجمعُ بين الكلاسيكيَّةِ والعصريَّة، واستمدَّته من التصاميمِ والماركاتِ الإيطاليَّةِ التي كانت ترتديها.
قد يهمك أيضاً الموضة وسحر المغرب العربي ..أرض الألوان
أعمدة الموضة الإيطاليَّة
أعمدةُ الموضةِ الإيطاليَّة، هم عمالقةٌ في التصميمِ والموضة. أسماؤهم قد تكون غابت اليوم عن الساحةِ، ولا يعرفهم الجيلُ الجديد، لكنَّ الموضةَ الإيطاليَّةَ تدين بوجودها لهم، إذ رفعوا عالياً اسمها، وحلَّقوا بعيداً بشعارِ «صُنِعَ في إيطاليا» بفضلِ بصيرتهم الفذَّة، وشجاعتهم في التعبيرِ عن الأسلوبِ الإيطالي بطريقةٍ لا تشبه غيرها مثل بصمةِ الأصابعِ تماماً.
Mariuccia Mandelli (1925 – 2015)
عرَّابةُ الموضةِ الإيطاليَّة، ومؤسِّسةُ ماركةِ كريزيا Krizia التي صمدت حتى الألفيَّةِ الجديدة، وعرفت رواجاً كبيراً في حقبتَي الستينيَّاتِ والسبعينيَّات. في بدايتها، لم تكن ماروتشيا مانديلي تُصمِّم لمنصَّاتِ العروض، وإنما تُنفِّذ تصاميمَ، وتبيعها بسيارتها للمتاجرِ الإيطاليَّةِ الأمرُ الذي لفتَ انتباه صحافيَّةٍ، فكتبت عن شجاعتها، وتفانيها، وتمكَّنت بعدها من تنظيمِ أوَّلِ عرضِ أزياءٍ لها.
Elio Fiorucci (1935-2015)
لاقت الدارُ التي أسَّسها شهرةً في الثمانينيَّات، وكان موهوباً في التصميم. امتلك والده متجراً للأزياءِ في ميلانو، وتمكَّن إيليو فيوروتشي من تحقيقِ نجاحٍ كبيرٍ عبر تصاميمَ منفَّذةٍ من الدنيم، واشتُهِرَ بابتكارِ الجينزِ المطاطي الأنثوي الضيِّق، والنظَّاراتِ الملوَّنة التي كان يُصمِّمها. كان يستوحي من أسفاره خاصَّةً من بريطانيا، إذ كانت تصميمه متأثِّرةً بالمصمِّمة ماري كانت Mary Quant، وتميَّز بأنه مصمِّمٌ مشاغبٌ، يشبه جان-بول غوتييه Jean-Paul Gaultier حيث خالفَ كلاسيكيَّةَ الموضةِ الإيطاليَّة، ليخرجَ بها في إطلالاتِ ستريت ستايل، تواكبُ نبضَ الواقعِ في حقبته.
Gianfranco Ferré (1944 – 2007)
مصمِّمٌ إيطالي، بلغَ جيانفرانكو فيري شهرةً واسعةً في الثمانينيَّاتِ والتسعينيَّات، وعُرِفَ بتصاميمه المستوحاةِ من فنِّ العمارةِ الإيطاليَّة. لُقِّبَ بمهندسِ الموضة، وعملَ مديراً إبداعياً لدارِ ديور من أواخرِ الثمانينيَّات حتى عامِ 1996 حيث عادَ إلى إيطاليا، وأشرفَ بنفسه على ماركته إلى أن توفي في 2007 عن عمرٍ يناهز الـ 62 عاماً. تمكَّن من حصدِ شعبيَّةٍ عالميَّةٍ لدى ديور Dior، واشتُهِرَ بالقمصانِ البيضاء التي كان يُصمِّمها بإتقانٍ مع أزرارٍ كبيرةٍ الأمرُ الذي أثارَ استهجانَ وسطِ الموضة في تلك الفترة التي لم تعتد على مصمِّمٍ أجنبي في دارٍ فرنسيَّةٍ.
La Dolce Vita.. أسلوب الحياة الوردي
نشأ مصطلحُ «لا دولتشي فيتا»، الذي يعني «الحياةَ الحلوة»، أو «الحياةَ الطيِّبة» في إيطاليا خلال فترةِ ما بعد الحرب، وتحديداً في خمسينيَّاتِ وستينيَّاتِ القرنِ الماضي، وارتبطَ على نطاقٍ واسعٍ بالفيلمِ الإيطالي الذي يحملُ الاسمَ نفسه، وأخرجه فيديريكو فيليني Federico Fellini عامَ 1960، وجسَّدَ روحَ تلك الحقبة. بعد الحربِ العالميَّةِ الثانية، شهدت إيطاليا فترةَ ازدهارٍ اقتصادي، ما أدى إلى تجدُّدِ الشعورِ بالتفاؤل، والرغبةِ في المتعةِ والتسلية. اتَّسمت هذه الفترةُ برفضِ القيمِ التقليديَّة، والتركيزِ على الحياةِ الممتعة، بما في ذلك السعي وراءَ الجمالِ، والفرح. والتقط فيلمُ فيليني «لا دولتشي فيتا» هذا التحوُّلَ الثقافي مستكشفاً موضوعاتِ الاغتراب، والسعي وراءَ المتعةِ في أجواءٍ ساحرةٍ، وإن كانت غامضةً من الناحيةِ الأخلاقيَّة. وأصبح الفيلمُ، ومفهومُ «الحياةِ الحلوة» راسخَين في الثقافةِ الشعبيَّة، كما أثَّرا في الموضةِ، والموسيقى، والأدب.
يمكنك الاطلاع على تأثير الفن في الموضة والأساليب المتنوعة فيها
الموضة الإيطالية والذكاء الاصطناعي
لقد أدرك المصممون الإيطاليون أنه لا يريدون التنافس مع الذكاء الاصطناعي بل يودون الاستعانة به لتطوير أعمالهم. يتكل المصممون الإيطاليون على الذكاء الاصطناعي لمزج الحرفية اليدوية بالجماليات الفنية الحديثة لابتكار تصاميم متجددة تواكب السوق وتطلعات الجيل الجديد. يساعد الذكاء الاصطناعي في إطلاق موضة مستدامة عبر مساعدة المصممين على اختيار أقمشة ومواد صديقة للبيئة واتباع طرق لا تسبب التلوث.
يساهم الذكاء الاصطناعي اليوم في تطوير تجربة التسوق ويقدم بيانات للعلامات الإيطالية حول سلوك الزبائن وخياراتهم في الموضة لضمان رضى العملاء وتفانيهم للماركة. ولكنه في لمقابل لا يستطيع إلغاء اللمسة الإبداعية للحرفيين فلكل فرد عامل بصمته المميزة في قص أو تطريز القماش ولكل فرد غرزة معينة لا يستطيع نسخها لأن العمل الفني خاصة في ملابس الكوتور تخضع لمزاج الشخص وحالته النفسية، ومدى تأثره بأعمال فنية أو تجارب سابقة في دور مختلفة.
تابعي أيضًا كيف نكتسب ثقافة في الموضة؟
الموضة الإيطالية والمعايير الأخلاقية
تتضمّن الموضةُ الأخلاقيَّةُ إنتاجَ القماشِ وصولاً إلى المبيعات، مع احترامِ البيئةِ والمشاركين في كلِّ مسارِ العمل. هو خيارٌ مسؤولٌ لحمايةِ المجتمعِ عن طريقِ العمل مع أفرادٍ، يلتزمون بمبادئ الموضةِ المسؤولة، ومعاييرِ الاستدامةِ للحدِّ من الأضرارِ على الكوكبِ الذي نعيش فيه. بهذا العالمِ المتحوِّل، تبرزُ علامةُ أوسكاليتو Oscalito بوصفها مثالاً للموضةِ الإيطاليَّةِ العصريَّة، فمنذ عامِ 1936، تختصُّ بتصميمِ الكنزاتِ من أليافٍ طبيعيَّةٍ، وتتَّخذ من مدينةِ توران مقراً لها، وتحافظُ على معاييرِ الجودةِ والاستدامةِ لتلبية متطلَّباتِ الموضةِ الملتزمة.
يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط
هذا الوعي جعلَ الموضةَ الإيطاليَّةَ أكثر حرصاً على الجودةِ، والعملِ الحِرفي المتقن الذي يدوم، لكنْ من أين أتت هذه الحِرفيَّةُ في التصميمِ والإنتاج؟
الحِرفيَّةُ تبدأ من تفصيلِ القماشِ، والتنفيذِ، وتشتملُ على التطريزِ المتوارثِ من جيلٍ إلى آخر. جودةُ التصميمِ المتقنِ في الخياطةِ والقصِّ، وتداخلُ القماش، والأقمشةُ الراقيةُ المستعملة في تصميمِ الأزياءِ الإيطاليَّةِ من حريرٍ خامٍ، وجلدٍ طبيعي مرنٍ، وقطنٍ عضوي جيِّد النوعيَّة. الحِرفيُّون الماهرون العاملون في مجالِ تصميمِ الملابس، والحريصون على تنفيذِ مهمَّتهم بدقَّةٍ في الخياطةِ للحفاظِ على الروحِ الإيطاليَّة، وعلى الطابعِ الأيوني العابرِ للزمن.
غنى التصاميمِ الإيطاليَّةِ التي تشملُ الدورَ الكلاسيكيَّةَ العصريَّة مثل غوتشي Gucci، وفيراغامو Ferragamo، وبرادا Prada التي كانت حماةً للإبداعِ الإيطالي، لنصلَ إلى أسماءِ مصمِّمين جددٍ، ومواهبَ فتيَّةٍ، تُشكِّل معاً فسيفساءَ من الإبداعِ الفنِّي. وفي العقدِ الثاني من الألفيَّةِ الثالثة، تواجه الموضةُ الإيطاليَّةُ تحدِّياتٍ اقتصاديَّةً واجتماعيَّةً، لا سيما مع تقلُّباتِ الدور، وانضمامِ فيرساتشي Versace إلى مجموعةِ برادا Prada، وغوتشي Gucci إلى كيرينج Kering. إن انجذابَ الدولِ إلى الماركاتِ الإيطاليَّة موجةٌ، امتدَّت لتطالَ علاماتٍ عريقةً، منها بولغاري Bulgari، وفندي Fendi، ولورو بيانا Loro Piana، وإيميليو بوتشي Emilio Pucci، التي اندرجت تحت مظلَّةِ LVMH.
واليوم، تمتلك ريتشموند Richmond علامةَ يوكس Yoox، فيما سلكت دورٌ أخرى مثل فالنتينو Valentino، وميسوني Missoni، وفيوروتشي Fiorucci طرقاً، تؤدي إلى الشرق بإدارةِ مستثمرين من اليابان، والصين، وقطر. هذه التطوُّراتُ، تكشفُ الأهميَّةَ الحيويَّةَ للماركاتِ الإيطاليَّة في الموضةِ والأسواقِ العالميَّة. وترتبطُ الموضةُ الإيطاليَّةُ بجيرانها مثل بريطانيا، وفرنسا، وقد تصدَّرت إيطاليا لائحة البلدانِ المُصنِّعة للملابسِ الجيِّدة، وهي واحدةٌ من عواصمِ الموضةِ الأربع التي تمتلك مشاغلَ للألبسةِ بمعاييرَ عالميَّةٍ على الرغمِ من صغرِ مساحتها، ومواردها الضئيلة، إذ تبقى مصانعها المرجعَ الأوَّلَ للجودة. واستطاعت البلادُ تجاوزَ محنةِ جائحة كورونا بكلِّ تبعاتها الاقتصاديَّةِ الصعبة، وبدأت تُلملم نفسها، وتستعيدُ قوَّتها.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 6 ساعات
- الشرق السعودية
جوزيبي تورناتوري لـ"الشرق": أنا برج الجوزاء ولذلك أفلامي مختلفة
Cinema Paradiso، Malena، Everybody's Fine، و The Legend of 1900، من بين أفلام أخرى للمخرج والمؤلف الإيطالي الكبير جوزيبي تورناتوري، أفلام يعرفها ويعشقها كثير من محبي السينما في كل مكان، يربط بينها ذلك الإيقاع الإيطالي الحميم والمشاعر الإنسانية الدافئة، وهذا المزيج الحلو المر النادر من الفكاهة والحزن. شاب في السبعين خلال مشاركتي في مهرجان شنغهاي السينمائي الدولي الأخير (من 13 إلى 22 يونيو) كعضو لجنة تحكيم بمسابقة الفيلم القصير، أسعدني الحظ بلقاء تورناتوري (رئيس لجنة تحكيم الأفلام الروائية) أكثر من مرة. وبالطبع لم يكن من الممكن أن أنسى مهنتي كصحفي، ولا أن أفوت الفرصة لإجراء حوار مع المخرج الذي أحبه، حول أعماله التي أحفظها عن ظهر قلب. تورناتوري الذي يقترب من السبعين يبدو شاباً مفعماً بالدفء والحيوية كأفلامه، لا تفارق وجهه الابتسامة، ولا يفارق الحماس يديه وحركته المستمرة، وتكوين جسده الصقلي الصغير بتلك الانحناءة البسيطة، يضفي على تواضعه الأصيل مزيداً من البساطة والطيبة المتأصلة. ما بين جدوله المزدحم بمشاهدة الأفلام، وارتباطات تم الاتفاق عليها مسبقاً، اقتطعنا ساعة صباحية قبيل بدء عرض الأفلام، جلست فيها إلى جوزيبي تورناتوري دافعاً إليه بعشرات الأسئلة التي لم نستطع أن نتحدث سوى عن القليل منها. "إيماني لا يتزعزع بالسينما" - في البداية أرغب في ربط حديثنا عن السينما بالأوضاع السياسية الحالية وما يمر به العالم من حروب وآلام، هل تعتقد أن للسينما دوراً يمكن أن تلعبه وسط هذا الجنون، وهل كان للسينما والفن عموما دوراً، أبداً، في جعل الناس أقرب إلى بعضهم البعض أو أكثر حكمة؟ = أنا أؤمن بشكل مطلق أن السينما هي أداة تستطيع أن تساهم في نشر السلام والعدالة والقيم، ومهما حدث لا شئ يمكن أن يجعلني أغير هذه القناعة، وعلى العكس أعتقد أنه في هذه اللحظات الصعبة تحديداً يمكن أن تلعب دوراً مهماً جداً في التقريب بين الناس، وأكثر ما يسعدني أن أرى السياسيين يتعلمون شيئاً من السينما. - نأمل أن يكون من بينهم من يفعل ذلك (ضحك متبادل)، في فيلمك الأول "الأستاذ" Il Camorrista، حاولت أن تصنع عملاً، بحسب نص عناوين الشاشة التي تسبق الفيلم، "يبين ضرورة الدولة والقانون، باعتبارهما الحماية الوحيدة والحقيقية للحياة المدنية"، هل لا زلت تصدق هذا الشعارعن قدسية الدولة والقانون؟ وهل لا زلت تعتقد أن السينما بإمكانها حقا أن تجعل المجتمع أفضل؟ = الفيلم كان يتناول الجريمة المنظمة وما تفعله عصابات الـ"كامورا" من تخريب للمجتمع، لذلك فإن العبارة مرتبطة بموضوع الفيلم وزمن صنعه تحديداً، وكانت تهدف إلى تعزيز الإيمان بدور الدولة والقانون، وبالتأكيد دولة القانون هي الوحيدة التي يمكن أن تتصدى لهذه العصابات. - في هذا الفيلم ناقشت موضوعات صعبة مثل الجريمة المنظمة والفساد السياسي، ولكنك انتقلت بعد ذلك إلى صنع أفلام تتراجع فيها السياسة والمشاكل الاجتماعية الكبرى إلى الخلفية، بدايةً بفيلمك الثاني Cinema Paradiso. = أنا أميل إلى التغيير دائماً، عندما صنعت Cinema Paradiso لم أكن أرغب في فعل شئ فعلته من قبل، في فيلم لاحق مثل Baaria عادت السياسة إلى الصدارة، ولكن أيضاً بشكل مختلف، بعض الموضوعات والأفكار القديمة يمكن أن تعود إلى الظهور في أعمال لاحقة، ولكن من منظور مختلف، يعكس التطور والاختلاف الذي يحدث لي، ولكن دائماً ما أحب تغيير جلدي. على سبيل المثال أحب الأفلام التي تدور عن السينما، ولكنني لا أصنع كل أفلامي عن هذا الموضوع. "ظاهرة Cinema Paradiso تحيرني" - Cinema Paradiso حقق لك النجاح والشهرة خاصة بعد حصوله على الأوسكار، ولكن المدهش أن شعبية الفيلم تزداد بمرور الزمن، وهو الآن أكثر تأثيراً وقرباً للأجيال الجديدة، أكثر حتى مما كان عليه في وقت صدوره، كيف يمكن أن تفسر ذلك؟ = لا يمكنني تفسيره، ولا حتى فهمه، ويدهشني الأمر مثل أي شخص آخر، أنا سعيد للغاية بهذه الظاهرة، ولكن يصعب علي تفسيرها، دائماً ما أفاجأ بالأمر، ولا أعرف ما هو السر، وبشكل خاص يسعدني ويدهشني استقبال الشباب الصغار للفيلم، الذين يحيطون بي كثيراً ليحدثوني عن مدى إعجابهم به، لا بد أن هناك سر ما في هذا الفيلم ولكنني لم أكتشفه بعد. - ربما يكون حالة الحنين التي يثيرها الفيلم، خاصة الآن مع التغير السريع الذي يشهده العالم، وتلاشي واختفاء العالم القديم بالتدريج، هناك حالة نوستالجيا إلى الماضي، خاصة لدى الصغار. = ربما، بالتأكيد، لكن الأمر يظل مدهشاً، في كل مكان أذهب إليه ألتقي بشباب يخبرونني بأنهم يحبون Cinema Paradiso، خاصة هنا في الصين وجدت اهتماماً وإعجاباً استثنائيين بالفيلم، حتى أنهم يعرفونه باسمه الإيطالي الأصلي Nova Cinema Paradiso، وليس بالاسم الدولي Cinema Paradiso. "أكثر من مخرج يعيش داخلي" - بعد الشهرة التي حققتها بـ Cinema Paradiso، انتقلت في فيلمك التالي Pure Formality إلى نوع أفلام مختلف تماماً: إنتاج دولي وممثلين أجانب، منهم الفرنسي جيرار دي بارديو والمخرج البولندي رومان بولانسكي، كممثل، وهو فيلم بوليسي أقرب لنوع الـ"فيلم نوار"، تجربة جريئة تحمل قدراً من المخاطرة. = كما ذكرت، دائماً ما تكون الرغبة في التغيير دافعي إلى صنع فيلم جديد، لذلك عندما ترى Il Camorrista أو Cinema Paradiso أو The Best Offer، تشعر وكأنها لمخرجين مختلفين وليست لنفس المخرج، دائماً أرغب في تغيير الموضوعات والأنواع الفنية، أو ربما أحب ذلك الوهم بأنني، في كل مرة، كما لو كنت أصنع فيلما لأول مرة، وفي كل الأحوال لا بد أن يكون هناك شئ غامض جديد عليَ يدفعني إلى صنع هذا الفيلم. - مع أنك تحب التغيير والابتعاد عن منطقتك الأليفة الدافئة، إلا أنك تعود دائماً إلى هذه المنطقة وأقصد بها "الدراما التي تدور في الماضي" (Period Drama)، كما فعلت حين عدات بفيلم The Star Maker الذي، مثل Cinema Paradiso، يتناول موضوع حب السينما ويدور في فترة تاريخية قديمة. = لا يحدث ذلك دائماً، أعود أحياناً إلى هذه المنطقة بالفعل، ولكن دائماً من منظور مختلف، The Star Maker يكاد يكون مناقضاً لـCinema Paradiso، الذي يعد مثل حلم جميل، رومانتيكي ورقيق، أما The Star Maker فهو عكس ذلك تماماً، صورة السينما في The Star Maker ليست رومانتيكية، ولكنها حلم بعيد المنال ولا يجلب سوى المتاعب. - بالفعل سؤالي التالي هو عن هذه الثنائية أو الإزدواجية بين الواقع القاسي الذي تهرب منه الشخصيات دائماً، إلى حلم قد يتمثل في السينما أو الموسيقى أو المرأة الجميلة. _ برجي هو الجوزاء، ولدي شخصيتان، قد يكون ذلك هو السبب، (يضحك) أحياناً أحدهما يعمل، وأحياناً يكون الشخص الآخر! "شخصياتي تعيش خارج المكان" - حبك للدراما التي تدور في الماضي لا يعادله سوى حبك للموسيقىK والإثنان موجودان في The Legend of 1900، وهو ينتمي أيضا للدراما التي تدور في حقبة تاريخية قديمة. = نعم لكن القصة هنا مختلفة والمفهوم وحتى الزمن مختلفين، ما جذبني في القصة هو هذا الوجود للشخصية الرئيسية في اللا مكان، حيث لا هوية محددة، وأتحدث هنا عن المؤسسات، إنه يعيش ويموت في مكان خارج المؤسسات والحدود، طريقة حياته لا يمكن شرحها، ولكن الموسيقى هي ما تعبر عن هذه الحياة وتعطيها المعنى، إن الموسيقى تظل هي التعبير الأكثر غموضاً عن الحياة. لقد قضيت وقتاً طويلاً في البحر على متن السفينة لكي أصنع هذا الفيلم. - في الوقت نفسه هناك هذه الثنائية بين الواقع القاسي والمكان الصغير الخاص الشبيه بالرحم، أو الحلم، الذي تفضل أن تعيش فيه الشخصيات، وقاعة العرض الصغيرة التي يعيش فيها بطل Cinema Paradiso تعادل السفينة التي يعيش على متنها "1900" (تيم روث). = نعم، معك حق، لكل منهما مكانه الصغير المعزول عن الواقع، ومثلما يرفض ألفريدو (فيليب نواري)، رجل تشغيل العروض، في Cinema Paradiso الحياة خارج قاعة العرض، فإن "1900" يرفض أيضاً أن يعيش خارج السفينة، لكل منهما سفينته التي لا يريد أن يغادرها. - في الفيلمين، بجانب The Star Maker وأعمال أخرى، هناك أيضا هذا المزج الفريد بين الكوميديا والحزن، أنت أستاذ في صنع هذا الخليط الذي تختلط فيه الضحكة بالدموع، كيف تستطيع تحقيق هذه المعادلة؟ = أشكرك على المجاملة، ليس لدي وصفة أو صيغة جاهزة لعمل ذلك، وعندما أكتب لا يكون هذا ببالي، أعتقد أنها طبيعة الحياة التي يختلط فيها الفرح بالحزن، وربما تكون أيضا طبيعتي الخاصة التي يمتزج فيها التناقض بين الميل للفرح والضحك والميل للحزن، لا أحب تصنيف فيلم من أعمالي بأنه كوميدي أو تراجيدي، لا أحب أن أغلق الباب أبداً. Malena - Malena نقلة مختلفة أخرى في مسيرتك الفنية، هو دراما مرحلة تاريخية أيضاً، ولكنه أول فيلم تكون بطلته امرأة (مونيكا بيلوتشي) وهو يشكل بداية مرحلة يكون فيها للنساء مركز الدراما. _ نعم، إنه يمثل اختلافاً في المنظور، وهو يبين كيف أن النساء يعانين لإنهن نساء ولإنهن جميلات، إنها جميلة للغاية، ولكن هذا الجمال يتسبب لها في المتاعب، والحكاية تروى أيضاً من منظور ولد صغير، تمثل مالينا بالنسبة له حلم يعلو من خلاله فوق الواقع، البعض قارن بين شخصية مالينا وقاعة العرض في Cinema Paradiso. - نعم، هذا الإفتتان بالجمال لدى الصبيين، الأول بالسينما والثاني بالمرأة الفاتنة، وهناك أيضا افتتان "1900" بالموسيقى. = أوافقك الرأي "النقاد هاجموا Cinema Paradiso و Malena ثم أحبوهما" - Malena حقق نجاحاً تجارياً كبيراً، ولكن النقاد هاجموه بشدة. هل أزعجك هذا؟ = نعم وهو ما حدث مع Cinema Paradiso أيضاً في الشهور الأولى من عرضه، وقبل حصوله على الجولدن جلوب والأوسكار، لكن مع Malena كان النقاد أقسى بكثير، ومما قالوه مثلاً أن شخصية مالينا مجرد فرجة وأنها لا تكاد تتحدث في الفيلم، نعم هذا صحيح لإنني أصورها كما يتخيلها الصبي، مع بداية عرض الفيلم ضايقني بعض النقد، ولكن بمرور الوقت حقق الفيلم نجاحاً شعبياً كبيراً، وعندئذ لم يعد يزعجني ما يوجه إليه من نقد، الآن بعد هذه السنوات أصبح هناك الكثير من الأفلام الحديثة المصنوعة على طريقة Malena، وأصبح ذلك الأسلوب مقبولاً أكثر. - هل تعلم أن هناك فيلما مصرياً "حلاوة روح" مقتبس بشكل مباشر عن Malena؟ = لا، هذه مفاجأة (يضحك)، أتمنى أن أشاهد هذا الفيلم. - فيلمك التالي The Unknown Woman بطلته امرأة أيضاً، ولكنها مختلفة تماماً عن Malena، كما أن الفيلم ينتمي لنوع فني مختلف، جريمة وتشويق وممتلئ بالعنف. = نعم، وكأن مخرجه شخص آخر (يضحك)، أحب هذا الشعور بأنني أصنع أفلاماً مختلفة، وأن لا يتعرف عليَ الناس في الأفلام، لقد أحب المشاهدون الفيلم، وهو يعرض من وجهة نظر المرأة نفسها على عكس Malena. - أحدث أفلامك Ennio وثائقي يتناول حياة المؤلف الموسيقي الراحل إينيو موريكوني الذي رحل عن عالمنا في 2020، وكانت تربطك به وبموسيقاه علاقة خاصة جداً، ما الذي دفعك لصنع هذا الفيلم، بجانب حبك لموريكوني. = علاقتي بإينيو امتدت على مدار 33 سنة منذ أن تعاونا لأول مرة في Cinema Paradiso، لم يكن مجرد مؤلف لموسيقي أفلامي، ولكن شريكاً في صنعها، بمجرد أن تولد الفكرة كنت أخبره بها، والفيلم هو محاولة لرصد قيمة هذا الفنان الكبير وما قدمه للموسيقى والسينما. ...الوقت ينفذ وحان وقت انصراف تورناتوري لمشاهدة الأفلام مع لجنة التحكيم، ولكن الحوار لم ينقطع على اتفاق باستكماله لاحقاً. * ناقد فني


مجلة سيدتي
منذ 10 ساعات
- مجلة سيدتي
الأناقة الإيطالية.. كيف وصلت إلينا؟
الموضةُ الإيطاليَّةُ ليست وليدةَ بيئتها، ولا يرتبطُ تأثيرها فقط بالحدودِ الجغرافيَّةِ لهذا البلدِ المتوسطي، فالموضةُ، هي الذاكرةُ الجماعيَّةُ للزمن، ولغةُ الشعوب، لذا تعكسُ القيمَ الاجتماعيَّة، كما أنها مرآةٌ لأسلوبِ حياةِ الناس، فما حكايةُ الريفييرا الإيطاليَّة؟ لقد تركت الموضةُ الإيطاليَّةُ تأثيراً كبيراً في العالمِ أجمع، وهي مرادفٌ للأناقةِ والرقي، وقد برزت بوصفها واحدةً من أعمدةِ الموضةِ العالميَّةِ بفضل حِرفيَّتها العريقة، وبراعتها في المزجِ بين الماضي، والحاضرِ، والتجدُّد بأسلوبٍ خاصٍّ. لِم تميزت الموضة الإيطالية عن غيرها؟ الموضة الإيطالية خليط من العراقة والحداثة ففي منتصف القرن التاسع عشر كانت إيطالبا مجموعة مدن دويلات ولم تكن بنفس تطور الدول الأوروبية مثل فرنسا وبريطانيا، فكانت بريطايا السباقة في الاستغناء عن تطريز البدلات واعتماد القصات العسكرية للبدلة ومع ازدياد الطبقة الميسورة كثر الطلب على البدلات والتاييرات المنفذة بحسب الطلب ولكن هذه البلدان كانت تفتقر الى اليد العاملة والتطريز خاصة. مع نهاية الحرب العالمية الثانية برزت دور أزياء أمريكية مزجت الأسلوبين الفرنسي الراقي والأمريكي المريح. ففي حين ركز المصممون الأمريكيون على إطلاق مجموعات جاهزة أكثر بساطة لتلبية السوق الأمريكي، وحدهم المصممون الإيطاليون برعوا في مزج الطابع العملي بالرقي. في منتصف القرن العشرين كانت إيطاليا معروفة بتصاميم الأكسسوارات والقطع الجلدية ولديها تاريخ عريق في مجال الأحذية والنسيج تحديداً، وعرفت إيطاليا بتصميم المجوهرات منذ القرن الخامس عشر. وفي العام 1951 اسس رجل الأعمال جيوفان باتيستا Giovan Battista بالتعاون مع شريك له جيورجيني دار أزياء إيطالية تسلط الضوء على المواهب المحلية ومنها المصمم الفلورنسي إميليو بوتشي وأرسلت عينات من التصاميم الى سلسلة متاجر أمريكيةمثل ساكس فيفث أفنيو وبيرغدورف غودمان التي أعجبت بها وأرسلت ممثلين عنها لمعاينة المجموعات الكاملة وهكذا انتقلت الموضة الإيطالية الى الولايات المتحدة. اشتهرت الموضةُ الإيطاليَّةُ بنسيجِ الصوفِ المتين لدى علامةِ سيمونيتا Simonetta، وبالطبعاتِ الصارخةِ بألوانها عند ميسوني، وبوتشي، لكنَّ تاريخَ النسيجِ الإيطالي العريقِ أقدمُ من ذلك بكثيرٍ، ويعودُ بنا إلى البندقيَّةِ في القرنِ الـ 14، ويتجذَّرُ في الطبيعةِ المتوسطيَّةِ بدفء سكَّانها، وسحرِ مناظرها الخلَّابة، وعرفنا عبرها المخملَ في العشرينيَّاتِ حيث تفوَّقَ به المصمِّم ماريانو فورتوني Mariano Fortuny. كذلك بدأت إيطاليا عامَ 1300 بتصميمِ النظَّاراتِ الزجاجيَّةِ، ولو بشكلٍ بدائي، وقدَّمت المصانعُ في البلادِ أجودَ أنواعِ النسيجِ مثل نسيجِ Scarlati أي التويل Tweel، وهو نسيجٌ قطني قابلٌ للصبغ، واشتُهِرَ في القرنِ الـ 14، ونسيجِ المخملِ الميتاليكي اللامعِ الذي قُورِنَ بالحريرِ عند ابتكاره في القرنِ الـ 12، إضافةً إلى الجلدِ، والفرو في القرنِ العشرين، إذ بدأت دورٌ مثل تروساردي Trussardi، وفورلا Furlaفي استخدامِ الجلد بتصاميمهما، فيما ذاع صيتُ فندي في تصاميمِ الفرو خلال تلك الحقبة. هل تريد الاطلاع على وفي الربعِ الأخيرِ من القرنِ العشرين، تمكَّن المصمِّمون الإيطاليون من تطويرِ التصاميمِ دون المسِّ بطابعها الحِرفي، وبرزَ جيورجيو أرماني في أواخرِ السبعينيَّات، في حين تولَّت المصمِّمة ميوتشيا برادا Miuccia Prada تحديثَ الدارِ العائليَّة، وإطلاقِ خطِّ ملابسَ رياضيَّةٍ راقيةٍ، وصيحاتٍ، تحتفي بالمينيماليَّةِ في التسعينيَّات. بدوره، نجحَ توم فورد في تطويرِ صورةِ غوتشي، وإنعاشِ الدار، وإدخالِ روحِ الشبابِ إليها مستعيناً بمدنٍ مثل ميلانو، وتوسكانا بوصفها مراكزَ لإنتاجِ تصاميمِ الدار، وتعاونَ مع جمعيَّاتٍ مثل كاليجيري Caligheri لصباغةِ الجلدِ ومعالجته، واستوحى من الروحِ الإيطاليَّةِ الكامنةِ في روما، والبندقيَّة، وفلورنسا، فاشتدَّ تأثيرُ الموضةِ الإيطاليَّة على نبضِ الواقع، إذ استطاعت دون غيرها تلبيةَ تطلُّعاتِ الشبابِ مع الحفاظِ على رُقيِّها. من هن ملهمات الموضة الإيطالية؟ هن شخصيَّاتٌ أنثويَّةٌ جريئةٌ، لذا هن محبوباتٌ في العالمِ أجمع، ونختصرهن في عددٍ من الوجوه. صوفيا لورين من أجملِ نساءِ العالم. برزت Sophia Loren ممثِّلةً في فيلمِ «امرأتان» عامَ 1962، ولها في رصيدها أكثر من 100 فيلمٍ. أصبحت مصدرَ إلهامٍ للمصمِّمين في الخمسينيَّاتِ والستينيَّاتِ بفضلِ قوامها الذي يُحاكي الساعةَ الرمليَّة، ومن المؤثِّراتِ في عالمِ الموضة، لذا تسابقَ المصمِّمون في إلباسها على السجَّادةِ الحمراء، وفي أفلامها، كما استوحت دورٌ عالميَّةٌ تصاميمَ عدة منها مثل الكورسيهات، والفساتين التي تُركِّز على تحديدِ الخصر. مصوِّرةٌ إيطاليَّةٌ أرستقراطيَّةٌ، لُقِّبَت Marella Agnelli بالبجعةِ الأخيرة من قِبل النجم ترومان كابوت Truman Capote بسبب جمالها الساحر، وجاذبيَّتها. أنشأت عديداً من المتاحف، وصوَّرها المبدعُ أندي وارهول Andy Warhol، كما تعاونت مع دارِ فالنتينو Valentino لذوقها الرفيع، وأسلوبها المميَّز في مقاربةِ الموضةِ خلال الستينيَّاتِ والسبعينيَّات. كلوديا كاردينالي اشتركت الحسناءُ كلوديا كاردينالي Claudia Cardinale بمسابقةِ جمالٍ قبل أن تنتقلَ إلى عالمِ التمثيلِ في الستينيَّاتِ من خلال الفيلمِ الشهيرِ The Leopard للمخرجِ فيديريكو فيليني Federico Fellini، ثم فيلمِ The Pink Panther. عُرِفَت بقوامها الذي يشبه الساعةَ الرمليَّة، وبجاذبيَّتها الطاغية، وأيلاينر القطَّة، وغدت لاحقاً سفيرةً للدفاعِ عن حقوقِ المرأة لدى يونسكو. مونيكا بيلوتشي عارضةُ أزياءٍ قبل أن تصبحَ ممثِّلةً مشهورةً، وسفيرةً لدور ديور Dior، و دولتشي أند غابانا Dolce & Gabbana، و كارتييه Cartier. أثبتت موهبتها في التمثيلِ عبر فيلمِ «مالينا»، وعملٍ يروي قِصَّةَ حياةِ السيِّد المسيح، واشتُهِرَت بشكلها الجميلِ، وبشرتها العاجيَّةِ التي تتناقضُ مع شعرها الأسود. جاكلين كينيدي أوناسيس صحيحٌ أنها ليست إيطاليَّةَ المنشأ، لكنَّها إيطاليَّةُ الهوى، خاصَّةً في اختيارِ وتنسيقِ ملابسها خلال الرحلاتِ البحريَّةِ التي كانت تقومُ بها مع زوجها، رجلِ الأعمالِ أرسطو أوناسيس Aristotle Onassis. اشتُهِرَت Jacqueline Kenedy Onassis بالتنانيرِ المميَّزة بألوانها وطبعاتها، وبالأسلوبِ المريحِ والراقي الذي يجمعُ بين الكلاسيكيَّةِ والعصريَّة، واستمدَّته من التصاميمِ والماركاتِ الإيطاليَّةِ التي كانت ترتديها. قد يهمك أيضاً الموضة وسحر المغرب العربي ..أرض الألوان أعمدة الموضة الإيطاليَّة أعمدةُ الموضةِ الإيطاليَّة، هم عمالقةٌ في التصميمِ والموضة. أسماؤهم قد تكون غابت اليوم عن الساحةِ، ولا يعرفهم الجيلُ الجديد، لكنَّ الموضةَ الإيطاليَّةَ تدين بوجودها لهم، إذ رفعوا عالياً اسمها، وحلَّقوا بعيداً بشعارِ «صُنِعَ في إيطاليا» بفضلِ بصيرتهم الفذَّة، وشجاعتهم في التعبيرِ عن الأسلوبِ الإيطالي بطريقةٍ لا تشبه غيرها مثل بصمةِ الأصابعِ تماماً. Mariuccia Mandelli (1925 – 2015) عرَّابةُ الموضةِ الإيطاليَّة، ومؤسِّسةُ ماركةِ كريزيا Krizia التي صمدت حتى الألفيَّةِ الجديدة، وعرفت رواجاً كبيراً في حقبتَي الستينيَّاتِ والسبعينيَّات. في بدايتها، لم تكن ماروتشيا مانديلي تُصمِّم لمنصَّاتِ العروض، وإنما تُنفِّذ تصاميمَ، وتبيعها بسيارتها للمتاجرِ الإيطاليَّةِ الأمرُ الذي لفتَ انتباه صحافيَّةٍ، فكتبت عن شجاعتها، وتفانيها، وتمكَّنت بعدها من تنظيمِ أوَّلِ عرضِ أزياءٍ لها. Elio Fiorucci (1935-2015) لاقت الدارُ التي أسَّسها شهرةً في الثمانينيَّات، وكان موهوباً في التصميم. امتلك والده متجراً للأزياءِ في ميلانو، وتمكَّن إيليو فيوروتشي من تحقيقِ نجاحٍ كبيرٍ عبر تصاميمَ منفَّذةٍ من الدنيم، واشتُهِرَ بابتكارِ الجينزِ المطاطي الأنثوي الضيِّق، والنظَّاراتِ الملوَّنة التي كان يُصمِّمها. كان يستوحي من أسفاره خاصَّةً من بريطانيا، إذ كانت تصميمه متأثِّرةً بالمصمِّمة ماري كانت Mary Quant، وتميَّز بأنه مصمِّمٌ مشاغبٌ، يشبه جان-بول غوتييه Jean-Paul Gaultier حيث خالفَ كلاسيكيَّةَ الموضةِ الإيطاليَّة، ليخرجَ بها في إطلالاتِ ستريت ستايل، تواكبُ نبضَ الواقعِ في حقبته. Gianfranco Ferré (1944 – 2007) مصمِّمٌ إيطالي، بلغَ جيانفرانكو فيري شهرةً واسعةً في الثمانينيَّاتِ والتسعينيَّات، وعُرِفَ بتصاميمه المستوحاةِ من فنِّ العمارةِ الإيطاليَّة. لُقِّبَ بمهندسِ الموضة، وعملَ مديراً إبداعياً لدارِ ديور من أواخرِ الثمانينيَّات حتى عامِ 1996 حيث عادَ إلى إيطاليا، وأشرفَ بنفسه على ماركته إلى أن توفي في 2007 عن عمرٍ يناهز الـ 62 عاماً. تمكَّن من حصدِ شعبيَّةٍ عالميَّةٍ لدى ديور Dior، واشتُهِرَ بالقمصانِ البيضاء التي كان يُصمِّمها بإتقانٍ مع أزرارٍ كبيرةٍ الأمرُ الذي أثارَ استهجانَ وسطِ الموضة في تلك الفترة التي لم تعتد على مصمِّمٍ أجنبي في دارٍ فرنسيَّةٍ. La Dolce Vita.. أسلوب الحياة الوردي نشأ مصطلحُ «لا دولتشي فيتا»، الذي يعني «الحياةَ الحلوة»، أو «الحياةَ الطيِّبة» في إيطاليا خلال فترةِ ما بعد الحرب، وتحديداً في خمسينيَّاتِ وستينيَّاتِ القرنِ الماضي، وارتبطَ على نطاقٍ واسعٍ بالفيلمِ الإيطالي الذي يحملُ الاسمَ نفسه، وأخرجه فيديريكو فيليني Federico Fellini عامَ 1960، وجسَّدَ روحَ تلك الحقبة. بعد الحربِ العالميَّةِ الثانية، شهدت إيطاليا فترةَ ازدهارٍ اقتصادي، ما أدى إلى تجدُّدِ الشعورِ بالتفاؤل، والرغبةِ في المتعةِ والتسلية. اتَّسمت هذه الفترةُ برفضِ القيمِ التقليديَّة، والتركيزِ على الحياةِ الممتعة، بما في ذلك السعي وراءَ الجمالِ، والفرح. والتقط فيلمُ فيليني «لا دولتشي فيتا» هذا التحوُّلَ الثقافي مستكشفاً موضوعاتِ الاغتراب، والسعي وراءَ المتعةِ في أجواءٍ ساحرةٍ، وإن كانت غامضةً من الناحيةِ الأخلاقيَّة. وأصبح الفيلمُ، ومفهومُ «الحياةِ الحلوة» راسخَين في الثقافةِ الشعبيَّة، كما أثَّرا في الموضةِ، والموسيقى، والأدب. يمكنك الاطلاع على تأثير الفن في الموضة والأساليب المتنوعة فيها الموضة الإيطالية والذكاء الاصطناعي لقد أدرك المصممون الإيطاليون أنه لا يريدون التنافس مع الذكاء الاصطناعي بل يودون الاستعانة به لتطوير أعمالهم. يتكل المصممون الإيطاليون على الذكاء الاصطناعي لمزج الحرفية اليدوية بالجماليات الفنية الحديثة لابتكار تصاميم متجددة تواكب السوق وتطلعات الجيل الجديد. يساعد الذكاء الاصطناعي في إطلاق موضة مستدامة عبر مساعدة المصممين على اختيار أقمشة ومواد صديقة للبيئة واتباع طرق لا تسبب التلوث. يساهم الذكاء الاصطناعي اليوم في تطوير تجربة التسوق ويقدم بيانات للعلامات الإيطالية حول سلوك الزبائن وخياراتهم في الموضة لضمان رضى العملاء وتفانيهم للماركة. ولكنه في لمقابل لا يستطيع إلغاء اللمسة الإبداعية للحرفيين فلكل فرد عامل بصمته المميزة في قص أو تطريز القماش ولكل فرد غرزة معينة لا يستطيع نسخها لأن العمل الفني خاصة في ملابس الكوتور تخضع لمزاج الشخص وحالته النفسية، ومدى تأثره بأعمال فنية أو تجارب سابقة في دور مختلفة. تابعي أيضًا كيف نكتسب ثقافة في الموضة؟ الموضة الإيطالية والمعايير الأخلاقية تتضمّن الموضةُ الأخلاقيَّةُ إنتاجَ القماشِ وصولاً إلى المبيعات، مع احترامِ البيئةِ والمشاركين في كلِّ مسارِ العمل. هو خيارٌ مسؤولٌ لحمايةِ المجتمعِ عن طريقِ العمل مع أفرادٍ، يلتزمون بمبادئ الموضةِ المسؤولة، ومعاييرِ الاستدامةِ للحدِّ من الأضرارِ على الكوكبِ الذي نعيش فيه. بهذا العالمِ المتحوِّل، تبرزُ علامةُ أوسكاليتو Oscalito بوصفها مثالاً للموضةِ الإيطاليَّةِ العصريَّة، فمنذ عامِ 1936، تختصُّ بتصميمِ الكنزاتِ من أليافٍ طبيعيَّةٍ، وتتَّخذ من مدينةِ توران مقراً لها، وتحافظُ على معاييرِ الجودةِ والاستدامةِ لتلبية متطلَّباتِ الموضةِ الملتزمة. يمكنك متابعة الموضوع على نسخة سيدتي الديجيتال من خلال هذا الرابط هذا الوعي جعلَ الموضةَ الإيطاليَّةَ أكثر حرصاً على الجودةِ، والعملِ الحِرفي المتقن الذي يدوم، لكنْ من أين أتت هذه الحِرفيَّةُ في التصميمِ والإنتاج؟ الحِرفيَّةُ تبدأ من تفصيلِ القماشِ، والتنفيذِ، وتشتملُ على التطريزِ المتوارثِ من جيلٍ إلى آخر. جودةُ التصميمِ المتقنِ في الخياطةِ والقصِّ، وتداخلُ القماش، والأقمشةُ الراقيةُ المستعملة في تصميمِ الأزياءِ الإيطاليَّةِ من حريرٍ خامٍ، وجلدٍ طبيعي مرنٍ، وقطنٍ عضوي جيِّد النوعيَّة. الحِرفيُّون الماهرون العاملون في مجالِ تصميمِ الملابس، والحريصون على تنفيذِ مهمَّتهم بدقَّةٍ في الخياطةِ للحفاظِ على الروحِ الإيطاليَّة، وعلى الطابعِ الأيوني العابرِ للزمن. غنى التصاميمِ الإيطاليَّةِ التي تشملُ الدورَ الكلاسيكيَّةَ العصريَّة مثل غوتشي Gucci، وفيراغامو Ferragamo، وبرادا Prada التي كانت حماةً للإبداعِ الإيطالي، لنصلَ إلى أسماءِ مصمِّمين جددٍ، ومواهبَ فتيَّةٍ، تُشكِّل معاً فسيفساءَ من الإبداعِ الفنِّي. وفي العقدِ الثاني من الألفيَّةِ الثالثة، تواجه الموضةُ الإيطاليَّةُ تحدِّياتٍ اقتصاديَّةً واجتماعيَّةً، لا سيما مع تقلُّباتِ الدور، وانضمامِ فيرساتشي Versace إلى مجموعةِ برادا Prada، وغوتشي Gucci إلى كيرينج Kering. إن انجذابَ الدولِ إلى الماركاتِ الإيطاليَّة موجةٌ، امتدَّت لتطالَ علاماتٍ عريقةً، منها بولغاري Bulgari، وفندي Fendi، ولورو بيانا Loro Piana، وإيميليو بوتشي Emilio Pucci، التي اندرجت تحت مظلَّةِ LVMH. واليوم، تمتلك ريتشموند Richmond علامةَ يوكس Yoox، فيما سلكت دورٌ أخرى مثل فالنتينو Valentino، وميسوني Missoni، وفيوروتشي Fiorucci طرقاً، تؤدي إلى الشرق بإدارةِ مستثمرين من اليابان، والصين، وقطر. هذه التطوُّراتُ، تكشفُ الأهميَّةَ الحيويَّةَ للماركاتِ الإيطاليَّة في الموضةِ والأسواقِ العالميَّة. وترتبطُ الموضةُ الإيطاليَّةُ بجيرانها مثل بريطانيا، وفرنسا، وقد تصدَّرت إيطاليا لائحة البلدانِ المُصنِّعة للملابسِ الجيِّدة، وهي واحدةٌ من عواصمِ الموضةِ الأربع التي تمتلك مشاغلَ للألبسةِ بمعاييرَ عالميَّةٍ على الرغمِ من صغرِ مساحتها، ومواردها الضئيلة، إذ تبقى مصانعها المرجعَ الأوَّلَ للجودة. واستطاعت البلادُ تجاوزَ محنةِ جائحة كورونا بكلِّ تبعاتها الاقتصاديَّةِ الصعبة، وبدأت تُلملم نفسها، وتستعيدُ قوَّتها.


مجلة هي
منذ 10 ساعات
- مجلة هي
أفراح النجوم في يونيو 2025... زيجات لفتت الأنظار من بيزوس إلى نجوم عرب
في يونيو 2025، لم يكن الصيف حارًا فقط بدرجات الحرارة، بل اشتعل أيضًا بأفراح المشاهير الذين اختاروا هذا الشهر لتتويج قصص حبهم بحفلات زفاف إستثنائية خطفت الأضواء. من حفل زفاف الملياردير جيف بيزوس والإعلامية لورين سانشيز الأسطوري في إيطاليا، إلى احتفالات عربية ساحرة جمعت شيرين بيوتي، أسما شريف منير، ماهيتاب ماجد المصري، ومحمد شاهين بنصفهم الآخر، كانت السجادة البيضاء هذا الشهر مزدحمة بالإطلالات، والمشاعر، واللحظات التي لا تُنسى. في هذا التقرير، نرصد لكم أبرز زيجات النجوم التي جعلت من يونيو شهر الحب بلا منازع. زفاف أسما شريف منير اسما شريف مع عريسها خلال حفل الزفاف في خطوة مفاجئة ووسط أجواء عائلية هادئة، أعلنت الإعلامية أسما شريف منير في يونيو 2025 عن دخولها القفص الذهبي مجددًا، بعد زواجها من شاب من خارج الوسط الفني. أسما شاركت جمهورها على إنستغرام لحظات من حفل زفافها البسيط، من خلال مجموعة صور مفعمة بالحب والدفء. وكتبت في تعليق صادق ومؤثر:"الحمد لله اتجوزت... القرار ده جه بعد رحلة طويلة مع نفسي، تعلمت فيها كتير، وخضت تجارب خلتني أفهم أنا محتاجة إيه من الجواز، وإيه فعلاً المهم في الحياة. دعيت ربنا كتير إنه يعوّضني عن كل صبر، وكنت دايمًا بقول: يا رب اختار لي ولا تخليني أختار... واتكلت على الله بكل قلبي." وخطفت رسالة والدها الفنان القدير شريف منيرإلى زوجها، قلوب المتابعين والتي تم تداولها خلال عقد القران، حيث قال بحرارة: "أهم حاجة إنك تحتويها... أسما تعبت كتير وكافحت، ووقفت جنبي في أصعب الأوقات، هي مش بس بنتي، دي أمّي وسندي، مش عايز منك غير إنك تطمّني عليها، لأني في يوم من الأيام مش هكون موجود." كلمات نابعة من القلب، عبّرت عن قصة إنسانية عميقة، وعن بداية جديدة مليئة بالأمل والحب لأسما التي اختارت أن تفتح قلبها من جديد، بثقة وتفاؤل. زفاف محمد شاهين محمد شاهين فاجأ الجمهور بزفافه وفي أجواء ساحرة وبحفل زفاف فخم خطف الأنظار، إحتفل الفنان المصري ونجم "ستار أكاديمي" محمد شاهين في يونيو 2025 بزفافه على المنتجة الفنية وسيدة الأعمال الإماراتية رشا الظنحاني، في أحد أضخم فنادق القاهرة. الحدث لم يمرّ مرور الكرام، إذ تحوّل إلى ليلة استثنائية تزيّنت بحضور نخبة من نجوم الفن والمجتمع، وسط أجواء مليئة بالحب والفرح. أحيا الحفل عدد من أبرز نجوم الغناء في مصر، من بينهم محمد حماقي وأحمد جمال، في مشهد فني متكامل جمع بين الحب والموسيقى، بحضور أسماء لامعة مثل إسلام إبراهيم، محمود الليثي وتوني ماهر. أما رواد مواقع التواصل، فتناقلوا صور العروسين ومقاطع من الحفل بشكل واسع، مشيدين بالأجواء وبالطاقة الإيجابية التي طغت على المناسبة. زواج الفنانة إيلاف عبد العزيز الفنانة ايلاف عبد العزيز بدورها فاجأت الفنانة السودانية الشابة إيلاف عبد العزيز جمهورها بزواجها في أجواء عيد الأضحى في يونيو 2025 إذ أقامت للمناسبة حفلاً في العاصمة المصرية القاهرة، خطفت خلاله الأضواء بإطلالة أنيقة. وانهالت التعليقات من قبل الجمهور والمتابعين مباركين لها هذه الخطوة ومتمنين لها حياة سعيدة. ماجد المصري يحتفل بزفاف ابنته ماجد المصري يحتفل بزفاف ابنته ماهيتاب في أجواء مفعمة بالرومانسية والأناقة، إحتفلالفنان ماجد المصري في يونيو 2025 بزفاف ابنته ماهيتاب على شاب من خارج الوسط الفني يدعى أحمد حسين نصار، في حفل ساحر خطف الأنظار وتصدّر مواقع التواصل الاجتماعي. الحفل الذي أقيم بحضور نخبة من نجوم الفن والإعلام والمقربين، اتّسم بأجواء دافئة ومشاعر صادقة. زفاف شيرين بيوتي شيرين بيوتي احتفلت بزفافها في يونيو 2025 وفي ليلة فاخرة من ليالي يونيو 2025 تخطّت التوقعات، إحتفلت صانعة المحتوى الشهيرة شيرين بيوتي بزفافها على اليوتيوبر السوري أسامة مروة، المعروف بـ"أوسي"، في حفل ملكي ساحر، شكّل محطة لا تُنسى في ذاكرة متابعيهما. أقيم الحفل وسط ديكورات فاخرة وتفاصيل مترفة تناغمت فيها الأجواء الرومانسية مع لمسات ملكية راقية، لتحوّل المكان إلى لوحة من الأحلام. وقد جاء هذا الزفاف كخاتمة مبهرة لقصة حب طالما أحاطها الغموض، بعد أن تم نفي علاقتهما مرارًا، إلى أن أُعلن عنها رسميًا في 15 نوفمبر 2024 مع خطوبتهما. زفاف كيناز حكيم اختارت كيناز مكانا للاحتفال بزفافها لطالما قصده المشاهير وفي مشهد أقرب إلى القصص الخيالية، وفي ليلة ملكية لا تشبه سواها، إحتفلت المؤثرة الأردنية كيناز حكيم بزفافها على رجل الأعمال السعودي محمد خاشقجي داخل قصر عثماني فخم في قلب إسطنبول، إلى جانب إطلالة بوسفورية ساحرة، حيث تحوّل المكان إلى لوحة فنية تفيض بالأناقة والرقي. واللحظة الأبرز كانت حين دخلت كيناز على أنغام أغنية حسين الجسمي، وسط تصفيق الحضور وتأثرهم، في مشهد مؤثر وخاطف للأنفاس. حف زفاف ثاني لأمينة خليل إلتقطت امينة خليل صورا رومانسية مع زوجها في حفل زفافها الثاني وبعد أيام قليلة من احتفالها بزفافها الأول في مصر وسط أجواء عائلية دافئة، إختارت الفنانة المصرية أمينة خليل أن تُكمل مشوار فرحتها بطريقة حالمة وخاصة، إذ أقامت في يونيو 2025 حفل زفاف ثانٍ لها مع زوجها المصوّر أحمد زعتر على الشاطئ في إحدى الجزر الساحرة بدولة اليونان، وسط حضور العائلة ونخبة من أصدقائهما المقرّبين. الحفل الذي أُقيم على شاطئ البحر، حمل أجواء رومانسية بامتياز، امتزج فيها جمال الطبيعة مع بساطة التفاصيل. وتخلّل الحفل لحظات مليئة بالضحك، الرقص، والمشاعر الصادقة، ما جعله يبدو أقرب إلى احتفال عائلي عفوي بعيدًا عن الرسميات. زفاف جيف بيزوس ولورين سانشيز جيف بيزوس ولورين سانشيز في واحد من أضخم وأفخم حفلات الزفاف التي شهدها عام 2025، تحوّل زفاف الملياردير جيف بيزوس والإعلامية لورين سانشيز إلى حدث عالمي استثنائي جمع بين الرومانسية والترف، وبين السحر الإيطالي ومظاهر الحياة الفارهة. أقيم الحفل على مدى أربعة أيام في مدينة البندقية الخلابة، حيث جرت المراسم الرسمية مساء الجمعة 27 يونيو على جزيرة "سان جورجيو ماجوري" بإطلالة ساحرة على ساحة سان ماركو. تنوّعت فعاليات الاحتفال من حفل ترحيبي وعرض أزياء فخم، إلى سهرة بيتزا مبهجة، وانتهاءً بحفلة بيجامة أسطورية قادها المغني أشر و"دي جي كاسيدي"، وسط أجواء راقصة حتى ساعات الفجر. أما قائمة الضيوف، فضمّت أكثر من 200 شخصية من نخبة المجتمع والمشاهير العالميين، بينهم الملكة الأردنية رانيا العبدالله وولديها الأمير الحسين والأميرة رانيا وأوبرا وينفري، كيم كارداشيان، ليوناردو دي كابريو، وتوم برادي. وشاركت العروس، التي أصبحت تُعرف على "إنستغرام" باسم لورين سانشيز بيزوس، صورة رسمية لها من الحفل الأسطوري الذي بلغت تكلفته أكثر من 50 مليون دولار. زفاف كريستال سعادة كريستال سعادة بفستان الزفاف كما احتفلت الإعلامية اللبنانية كريستال سعادة بزفافها منالشاب روي بو مارون في حفل زفاف بدت فيه مظاهر الأناقة من خلال الصور التي شاركتها عبر ستوري انستغرام، ووثقت فيها اللحظات المميزة وإطلالتها الساحرة. يُشار إلى أن العريس هو طليق زميلة لها في القناة التي تعمل فيها. زواج نوار سعد الدين ولارا بدري نوار سعد الدين ولارا بدري خلال حفل زفافهما كما احتفل الثنائي الفني السوري نوار سعد الدين و لارا بدري، بحفل زفافهما بعد قصة حب جمعتهما. وشارك الفنانان الجمهور بألبوم صور من جلسة تصوير خاصة رومانسية واكتفيا بتعليق بسيط بين قلبين أبيضين "رفيق العمر.. رفيق الدرب". ولاقت الصور تفاعلاً كبيراً على منصات التواصل، إذ انهالت التعليقات التي باركت للعروسين، وتغزلت بجمال لارا وأناقتها، ووسامة نوار وبساطة إطلالته.