
في انتظار «لابوبو»
هل حدث أن مررت أمام محل في أحد المجمعات التجارية الكبرى، ورأيت حشوداً من البشر تصطف في طوابير، منتظرة دورها للحصول على دمية أصبحت معشوقة الجماهير في الآونة الأخيرة؟.. إذا لم يحدث لك ذلك، فأنت لست من رواد المجمعات التجارية الكبرى، أو أنك لم تسمع بعد بالدمية «لابوبو» التي أطبقت شهرتها الآفاق، وأنك مشغول بأمورٍ أخرى، قد تَسِمُك بالتخلف في نظر البعض.
في عالمنا هذا، حيث تتسارع وتيرة التغيرات بشكل غير مسبوق، تبرز بعض الظواهر التي تحمل في طياتها مزيجاً من الغرابة والجاذبية، لتغزو كل زاوية من زوايا حياتنا. إحدى هذه الظواهر هي «لابوبو».. لعبة قد تبدو للكثيرين مجرد دمية صغيرةٍ ذات وجه عابس، لكن وراء هذه اللعبة البسيطة يكمن عالمٌ من الظواهر الثقافية الاجتماعية التجارية التي يعجز البعض عن فهمها.
اعتقد البعض في البداية أنها مجرد دمية صغيرة، لكن مع مرور الوقت اتضح أن هذه الشخصية، التي ظهرت لأول مرة عام 2015 في سلسلة من الكتب المصورة، قد تحولت إلى واحدة من أبرز الظواهر الحديثة. «لابوبو» التي تميزت بملامح غريبة، مثل آذان مدببة وأسنان فوضوية ووجه عابس، لم تعد مجرد دمية تقليدية، بل أصبحت رمزاً للغموض والجمال المختلف في نظر البعض! هكذا، وخلال فترة قصيرة، انتقلت هذه الشخصية من على صفحات الكتب المصورة لتصبح جزءاً من عالم الإثارة والتجارة.
لم تقتصر «لابوبو» على أن تكون مجرد دمية بل تجسدت في مجموعة متنوعة من الأشكال والأحجام والألوان، ما جعلها تتحول إلى هوس بين محبي الألعاب والدمى .. من هنا، بدأ محبو هذه الدمية في اقتنائها وتداولها، وتوالت الإصدارات المختلفة التي أصبحت تجذب أكثر فأكثر انتباه عشاق الظواهر غير المألوفة.
لكن ما الذي جعل «لابوبو» تصل إلى هذه الشعبية الكبيرة؟ .. هنا يأتي دور عنصر المفاجأة في اللعبة، حيث يتم بيع دمى «لابوبو» ضمن صناديق مغلقة، بحيث لا يعرف المشتري أي إصدار سيحصل عليه حتى يقوم بفتح الصندوق الذي اشتراه. هذه الفكرة البسيطة أضافت عنصر التشويق والإثارة لدى محبي جمع الألعاب والدمى، وجعلت كل عملية شراء رحلة اكتشاف جديدة .. فكما هو الحال مع الألعاب المجمعة، مثل بطاقات «البوكيمون»، صار للعبة «لابوبو» سحر خاص ومختلف، مغلف بالغموض والإثارة.
أينما توجهت أنظارك هذه الأيام، ستجد «لابوبو» تتسلل إلى كل زاوية من زوايا وسائل التواصل الاجتماعي .. هذه اللعبة، التي كانت في البداية مجرد فكرة غريبة لدمية ذات وجه عابس، أصبحت اليوم شكلاً للتميز في عالم الشباب، وغزت عالم غير الشباب، وغدت رمزاً للفن الغريب الذي يعكس التغيرات السريعة في أذواق الأجيال المختلفة.
عبر منصات مثل «إنستغرام» و«تيك توك»، بدأ مئات الآلاف من المستخدمين في نشر صورهم مع دمى «لابوبو»، ودمجها في ملابسهم وسياراتهم كإكسسوار عصري .. البعض ذهب إلى أبعد من ذلك، ليصنع محتوى مخصصاً لهذه الشخصية، يدمج بين الأدوات الفنية والتعبير الشخصي، ليجعل منها جزءاً من ثقافته الخاصة.
من خلال هذه الظاهرة، لم تقتصر «لابوبو» على كونها مجرد لعبة أو دمية، بل أصبحت جزءاً من حركة بدأت تأخذ شكلاً عالمياً .. فالشخصية التي بدأت على صفحات كتب مصورة أصبحت اليوم منتشرة في أيدي الآلاف حول العالم، تحمل في طياتها رسائل متعددة من التمرد على المألوف إلى التأكيد على التميز والاختلاف.
وإذا كانت «لابوبو» قد بدأت كدمية عابسة في عالم غريب، فإنها اليوم أصبحت ظاهرة اجتماعية وتجارية، تجمع بين الترفيه والفن والشغف الشخصي .. فقد أثبتت هذه اللعبة كيف يمكن لشيء بسيط أن يتحول إلى رمز ثقافي عالمي، حينما يكون خلفه فكرة مبتكرة وأسلوب تداول جديد يعكس التغيرات السريعة في ثقافات الأجيال. «لابوبو» ليست مجرد دمية، بل هي رمز للعصر الذي نعيشه، حيث يلتقي الفن بالتجارة، ويعكس اختلاف الأفراد وتنوع اهتماماتهم. في النهاية، تبقى هذه الظاهرة درساً في كيفية تحول الأشياء الصغيرة إلى تأثيرات ثقافية كبرى، تترجم إلى شغف يجذب العالم كله نحو عالم غريب، ويجعله يقف في طوابير طويلة من أجل الحصول على دمية.
لا ترفع حاجبيك مستغرباً، فربما وجدت نفسك قريباً واقفاً في طابور طويل من أجل الحصول على «لابوبو».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 10 ساعات
- صحيفة الخليج
يسرا تصور «بنات فاتن» و«الست لما»
القاهرة: أشرف توفيق تعيش الفنانة المصرية يسرا حالة انتعاشه فنية، حيث تعود إلى السينما بقوة، وتصور فيلمين جديدين يُعرضان قريباً، هما «الست لما» و«بنات فاتن»، اللذان يُصوران بالتزامن استعداداً لعرضهما في دور السينما خلال الفترة المقبلة. «الست لما» يضم ماجد المصري، درة، ياسمين رئيس، محمود البزاوي، رانيا منصور، دنيا سامي، انتصار، مي حسن، وعدد آخر من الفنانين، والفيلم من تأليف كيرو أيمن ومحمد بدوي وإخراج خالد أبو غريب وإنتاج ندى ورنا السبكي، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي «لايت» حول أكثر من قضية تخص المرأة. أما فيلمها الثاني «بنات فاتن»، فيضم هدى المفتي، باسم سمرة، الفنان السوداني مصطفى شحاتة ومواطنته إسلام مبارك، رضوى جودة، حمدي هيكل، مصطفى شحاتة، صفوة، منة صلاح، بسمة نبيل، فيما يظهر الفنان الشاب حسن مالك كضيف شرف خلال الأحداث، والفيلم من تأليف أمينة مصطفى وإخراج محمد نادر، وتدور أحداثه في إطار اجتماعي شعبي.


البيان
منذ 11 ساعات
- البيان
«تيك توك»: دبي تتفوق على لندن في المنشورات والمشاهدات
لم يعد «تيك توك» مجرد منصة ترفيهية على الهواتف الذكية، بل صار يلعب دوراً محورياً في تشكيل خيارات المسافرين، حيث يستخدمه في الإمارات أكثر من 11.3 مليون شخص، وتم نشر 29.7 مليون منشور عن دبي وحدها خلال النصف الأول من العام الماضي، متفوقة على لندن صاحبة 10.3 ملايين منشور فقط، وفي الفترة نفسها حققت فيديوهات تحمل وسم دبي 176.5 مليار مشاهدة، ليتحول تيك توك إلى محرك استكشاف رئيسي في قطاع السفر. مع أكثر من 2 مليار مستخدم نشط شهرياً حول العالم. «البيان» التقت ماريو الفغالي رئيس شراكات الأعمال لقطاع السفر والسياحة والحلول التجارية العالمية، منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا «تيك توك» الذي أكد أن التخطيط للرحلات يبدأ غالباً من تصفح المحتوى الذي تعرضه المنصة، وصار المسافرون يعتمدون على مقاطع فيديو توثّق التجارب الشخصية لاختيار وجهاتهم، والتعرّف إلى وسائل التنقّل، والمرافق، والإجراءات التنظيمية ذات الصلة. وقال الفغالي: وفقاً لدراسة أجريت مؤخراً بعنوان TikTok Made Me، فإن 80% من المستخدمين يتخذون قرارات السفر في غضون أسبوع من مشاهدة محتوى السفر، بينما يُقدم 35% منهم على شراء المنتج أو الخدمة مباشرة بعد مشاهدته. ويؤكد الفغالي: تحظى دبي بحضور رقمي واسع على تيك توك، مع انتشار كبير للمحتوى المرتبط بها عبر الرائجة وعلامات المواقع الجغرافية. ويُظهر وسم «دبي» وغيره تنوّعاً كبيراً في مقاطع الفيديو التي توثّق جوانب متعددة من المدينة، من معالمها التاريخية إلى فعالياتها الثقافية والوجهات غير المعروفة. وقد تجاوز وسم WhereToVisitDubai مئات الملايين من المشاهدات على مستوى العالم، في مؤشر واضح على تزايد اهتمام المستخدمين باكتشاف دبي، سواء كمقصد جديد أو كمدينة يعاد استكشافها من قِبل سكانها. ويواصل المحتوى المتعلق بدبي نموه السريع؛ ما يجعل تيك توك منصة مرجعية رقمية لاكتشاف المدينة بأسلوب تفاعلي ومبتكر. وعن الدور الذي تلعبه منصة «تيك توك» في دعم السياحة الداخلية خلال الفعاليات الكبرى، قال الفغالي: تسهم المنصة بدور فاعل في تعزيز السياحة الداخلية خلال الفعاليات الكبرى، من خلال ربط المستخدمين مباشرة بأجواء الحدث، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي. كما تتيح المرتبطة بالفعاليات سهولة الوصول إلى محتوى واقعي يقدّمه المستخدمون أنفسهم؛ ما يوفّر رؤى محلية ويغذّي الرغبة في المشاركة والتجربة. ويضيف: هناك أماكن في دبي يرتادها السياح بسبب محتوى تيك توك، الذي صار المنصة المفضلة للمسافرين بفضل المحتوى البصري السريع الذي يجعل اكتشاف دبي أسهل وأكثر تخصيصاً. وفي عصرنا الحالي الذي يعتمد على المحتوى، تواصل مجتمعاتنا تقديم توصيات موثوقة على نطاق عالمي، ومشاركة قصص حقيقية مصممة خصيصاً لتناسب اهتمامات الأفراد، وتقديم طريقة جاذبة لـ«تجربة» الوجهة السياحية؛ ما يساعد على تسريع خطوات الرحلة من الاكتشاف إلى اتخاذ القرار والإجراء العملي، وتخلق الحماسة التي يثيرها محتوى تيك توك في الغالب محادثات وزيارات لمواقع السفر، ومن ثم اتخاذ الإجراء الفوري، إذ يُقدم 2 من كل 5 مشاهدين على الشراء بعد التفاعل مع محتوى السفر. وبالنظر إلى محتوى السفر الناشئ هذا، وجدنا أن تيك توك لا يلهم المستخدمين فحسب، بل يسد الفجوة أيضاً بين الرغبة واتخاذ القرار، وهذا سوف يكون له تأثير مستقبلي في سلوكيات السفر وتوقعاته. يضيف الفغالي: يصنف السفر ضمن الفئات عالية المخاطر وعالية العائد وغالباً ما يكون التخطيط له مرهقاً، لكننا نعمل على خلق بيئة تجعل العملية أكثر قابلية للتحقيق. في الواقع، يرى 59% من مستخدمي تيك توك أنها تلهمهم للسفر. وبعد مشاهدة محتوى السفر، أجرى 41% منهم عمليات شراء ذات صلة، وأفاد 75% منهم أنهم لم يندموا على قرارهم.


سكاي نيوز عربية
منذ 11 ساعات
- سكاي نيوز عربية
إعلان انتقال "زيزو" للنادي الأهلي يثير موجة من الجدل
زيزو في أرض التاريخ.. زيزو أهلاوي! الفيديو الترويجي لصفقة انضمام أحمد مصطفى "زيزو" إلى الأهلي المصري.. أثار عاصفة من الجدل، و اتهامات موجهة للاعب باستفزاز الزمالك وجماهيره في توقيت بالغ الحساسية.