
بعد 550 عاماً.. مايكل أنجلو في قلب الفاتيكان
تتّجه أنظار العالم في 18 مايو نحو ساحة الفاتيكان، لمتابعة مراسم تنصيب البابا ليو الرابع عشر، خليفة البابا الراحل فرنسيس. الذي تمّ انتخابه قبل أيام في الكابيلا سيستين، الكنيسة التاريخية الشاهدة على إبداع مايكل أنجلو.
أمضى الفنان الإيطالي 4 سنوات من حياته في رسم سقف الكنيسة وحدها، واعتبرها نقّاد الفن من أيقونات عصر النهضة. ولم تتوقف إبداعات مايكل أنجلو في الفاتيكان، بل شارك هندسياً في تصميم قبّة كنيسة القديس بطرس، كما ضمت الكنيسة عدداً من أعماله الفنية، أبرزها "تمثال الرحمة" المعروض في الجانب الأيمن من الكاتدرائية.
وبمناسبة حفل التنصيب، تضيء "الشرق" على إبداعات مايكل أنجلو في الفاتيكان، وخصوصاً في ذكرى ميلاده الـ 550، حيث انطلقت الاحتفالات منذ شهر مارس، وتستمر على مدار العام في عدد من المدن الإيطالية، أبرزها مدينة فلورنسا أو "عاصمة الفنون" كما يسمونها.
الكابيلا سيتستين
بدأت القصة عام 1508 عندما أراد البابا جوليو الثاني تجديد سقف الكنيسة، الذي ضم رسومات لعدد من الفنانين، أبرزهم الرسام الإيطالي فرا أنجيليكو، فاستدعى مايكل أنجلو الذي كان يبلغ من العمر 33 عاماً حينها، لكن سمعته الفنية كانت واسعة في إيطاليا، بفضل أعماله المهمة في الرسم والنحت، فضلاً عن تصاميمه الهندسية الفريدة.
رفض مايكل أنجلو في البداية، لعدم إتقانه الرسم بتقنية الفريسكو، وذكر الرسام الإيطالي بينو سانمياتيلي في كتابه "حياة مايكل أنجلو"، الصادر عام 1965 باللغة الإيطالية، أن أنجلو رفض طلب البابا، ورشّح له الرسام الشهير رافاييلو للقيام برسم السقف.
لكن إصرار البابا جعل مايكل أنجلو يوافق على طلبه، والتفرّغ التام لرسم الكنيسة، بل واعتبر ذلك أهم تحدي فني في حياته، فلم يسبق لأي فنان من قبله أن قام بمفرده برسم سقف، يمتدّ على مساحة ألف متر مربع.
لوحات من الكتاب المقدس
طلب البابا من مايكل أنجلو، رسم مشاهد لتلامذة السيد المسيح، لكن الأخير اقترح عليه رسم مشاهد من الكتاب المقدّس، بداية من قصّة خلق آدم إلى لوحة الحساب الأخير، فقال له البابا: "افعل ما تشاء".
وبالرغم من التصميم الهندسي المختلف لسقف كنيسة "سيستين"، الذي جمع مساحات هندسية في الأركان على أشكال مثلثات، إلا أن مايكل أنجلو جعل تلك الأركان جزءاً من اللوحة، بل أراد أن يعيش الزائر في رحلة عبر الزمن، وكأنه يشاهد لقطات متحركة، فرسوماته تحمل انفعالات ومشاعر مختلفة، تنم عن موهبة فريدة وإتقان تام لتشريح الجسد البشري.
لم تنتهِ قصّة الكابيلا هنا، فخلال السنوات الأربع التي قضاها مايكل أنجلو داخل جدرانها، شهدت العديد من القصص التي استعرضها بينو سانمياتيلي خلال سطور كتابه.
في بداية العمل، درس مايكل أنجلو طبيعة المكان، إذ اكتشف ظهور الأملاح بشكل ملحوظ على الملاط المستخدم حينها، فقضى أياماً داخل الكابيلا يبحث عن التقنية المناسبة لطبيعة الخامات المستخدمة في السقف.
صمّم له مساعدوه سقالات ثابتة للبدء بالعمل، لكنها لم تنل إعجابه، وقام بتصميم سقالات متحرّكة بشكل فريد تناسب طبيعة المكان، ودخل وقتها في صدام مع جميع مساعديه، واستغنى عنهم كي يعمل بمفرده في هذه المهمة الشاقّة، حيث كان يخلط الألوان بنفسه، ويصعد على السقالات للرسم، واستمر على هذا الحال أربع سنوات، فكان يتناول طعاماً بسيطاً، ويقضي فترات الراحة داخل الكنيسة.
وبحسب وصف بينو سانمياتيلي، كان مايكل أنجلو ينام على ظهره ووجهه صوب السماء، وامتلأ وجهه بالألوان التي تسقط أثناء الرسم، وكاد أن يفقد بصره خلال تلك الفترة.
تفقّد البابا الكنيسة أكثر من مرّة للاستفسار عن موعد انتهاء الأعمال، لكن أنجلو لم يحدّد تاريخاً واضحاً، وبسبب ذلك، وقع صدام بين البابا ومايكل أنجلو، وقرّر الأخير ترك العمل في الكنيسة، وأخذ قسط من الراحة في مدينة فلورنسا.
لكن البابا أرسل له حراسه، وأعاده مرّة أخرى إلى الكابيلا سيستين، وفي عام 1512، أنهى مايكل أنجلو رسم السقف كاملاً، مخلداً هذا العمل التاريخي.
إتقان النحت
عام 1496 قام مايكل أنجلو برحلته الأولى إلى جبال مدينة كارارا الإيطالية، المشهورة باحتوائها على أجود أنواع الرخام، إذ استوحى عدداً كبيراً من منحوتاته بفضل زياراته المتكررة لتلك المنطقة.
الكاتب الروسي وأستاذ تاريخ الفن هورست جانسوان، رأى في كتابه "تاريخ الفن"، "أن موهبة مايكل أنجلو في النحت استثنائية، وأن أهم ما يميز منحوتاته، إتقانه الكبير لتشريح الجسد البشري، وينمّ ذلك عن دراسة متقنة للحركة والمنظور، ومشاعر الوجه".
وعرض الكاتب تمثال "ديفيد" الشهير الموجود في فلورنسا، الذي تتم دراسته في أغلب أكاديميات الفنون في العالم، كنموذج مثالي لتشريح الجسم البشري.
زائرو كاتدرائية القديس بطرس، يصطفّون في طوابير كبيرة على الجانب الأيمن من المدخل، لمشاهدة إبداع مايكل أنجلو "تمثال الرحمة"، الذي يحمل اسم pieta باللغة الإيطالية، من خلف اللوح الزجاجي، ويلتقطون له صوراً، ويتأملون تفاصيله الدقيقة.
ويؤكد الفنان بينو سانمياتيلي في كتابه، أن "تمثال الرحمة" أجمع على أهميته النقّاد، وبالرغم من حداثة سن مايكل أنجلو حينها، حيث نحت التمثال خلال عامي 1496 و 1498، عندما كان في العشرينيات من عمره، لكنه استطاع أن يُحدث نقلة كبرى في فن النحت.
وكتب سانمياتيلي في سطور كتابه، "أن مايكل أنجلو اختلف بتكوينه الفني لتمثال الرحمة عمّا سبقوه، وعبّر من خلاله عن مشاعر حزن السيدة العذراء مريم على السيد المسيح، كما نقل مشاعر الأمومة، معتبراً عمله هذا بمثابة انطلاقة كبرى في حياته الفنية، حيث ذاع صيته في أوروبا كأحد روّاد عصر النهضة، مع الفنان الكبير ليوناردو دافينشي.
تصميم القبّة
لم تتوقف إبداعات مايكل أنجلو عند حدود الرسم والنحت، بل ساهم من خلال تصاميمه الفريدة، بنقلة هندسية كبيرة، وبالتحديد لجهة تصميم القباب، إذ استوحى تصميمه لقبّة كاتدرائية القديس بطرس من البانتيون في روما.
يعد تصميمه للقبّة، وهي آخر أعماله الفنية، حيث توفي عام 1564، بدأ المنفذون ببناء القبّة في فترة استمرّت من عام 1588 إلى عام 1590، أي بعد مرور 24 عاماً على وفاته، واستغرق تنفيذها 22 شهراً، بواسطة 800 عامل.
وصل ارتفاع القبّة إلى 117 متراً و57 سم من الداخل، في حين بلغ طولها من الخارج 133 متراً ونصف، وقطرها 42 متراً، وتنتمي لطراز الباروك المعماري.
زيّنت القبة بالفسيفساء الزجاجية، وترتكز على أربعة أعمدة رئيسة، صمّم مايكل أنجلو الجزء الأكبر من القبّة، واستكملها النحّات الإيطالي والمعماري الشهير جياكومو ديلا بورتا، وكتب عليها باللاتينية "القديس بطرس"، ودشّنها البابا سيستو الخامس عام 1590، في السنة الخامسة من توليه المسؤولية البابوية.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مجلة سيدتي
منذ 3 ساعات
- مجلة سيدتي
شريف حافظ من ضابط شرطة لممثل موهوب.. فنانون تركوا مهنتهم من أجل التمثيل
لدى الكثير منا الأحلام والمواهب، التي نسعى لتحقيقها مهما واجهنا من صعوبات، وفي عالم النجومية والشهرة؛ تستحق التجارب دائماً المغامرة والتنازل والسعي؛ من أجل الوصول إلى الحلم. وهذا ما قام به بعض الفنانين الذين تمسكوا بحلمهم، وضحّوا بالعمل في مجالاتهم أو دراستهم؛ من أجل الدخول في مجال التمثيل وتحقيق الشهرة والنجومية، ومنهم: يحيى الفخراني، ليلى عز العرب، أكرم حسني، وكثيرون غيرهم، كان آخرهم الفنان الشاب شريف حافظ ، الذي أبدع في موسم دراما رمضان 2025؛ من خلال مسلسل "أثينا" مع النجمة ريهام حجاج، والذي كشف خلال لقائه مع الإعلامية والنجمة إسعاد يونس، في برنامجها "صاحبة السعادة"، أنه كان ضابط شرطة قبل اتجاهه إلى التمثيل. شريف حافظ من ضابط شرطة لفنان صاعد حلَّ الفنان الشاب شريف حافظ ضيفاً لبرنامج "صاحبة السعادة"، مع الإعلامية والنجمة إسعاد يونس ، وخلال الحلقة كشف الجانب الآخر من حياته وطبيعة عمله قبل التمثيل، وهواياته واهتماماته، حيث قال: "أنا إنسان عادي عاشق للفن منذ طفولتي، ومُتيم بالمزيكا التي تصنعها سحر الكلمات الخاصة بالفن وصنّاعه". وأكمل شريف حافظ: "أنا كنت ضابط شرطة أصلاً، وقد سبق لي أن قدمت في معهد السينما وتم رفضي، ووالدي ساعدني كثيراً وشجعني، وهو أيضاً كان مهندساً، ولكن شارك في بعض الأعمال، منها فيلم "النمس" مع النجم الراحل محمود عبد العزيز، وقدم دور زعيم العصابة الذي كان يطارده عبد العزيز طوال الفيلم". شريف حافظ نجم متعدد المواهب كما كشف خلال الحلقة أنه يمتلك العديد من المواهب ويحترف الكتابة، ولديه 4 روايات في معرض الكتاب، قائلاً: "أنا برسم قصص منذ طفولتي، بدأت الكتابة فعلياً عام 2015، كانت لديّ فكرة رواية عن سفاح يحكم على البشر من ملامح وجوههم إذا كانوا قتلة أو سارقين، وبناءً عليه كان ينفذ فيهم العدالة من وجهة نظره". وأكمل حافظ: "وقتها أخبرت ياسمين عمرو عرفة بالفكرة، وكانت وقتها مساعدة مخرج، نصحتني بأن أكتبها كسيناريو فيلم، وأنا لم يكن لديّ أي اتصال بأحد بالوسط الفني، فوقتها عدلت القصة إلى رواية، وتم طرحها في معرض الكتاب عام 2016، وبعدها كتبت 4 روايات أخرى". View this post on Instagram A post shared by Dmc Entertainment (@dmcentertainment) يحيى الفخراني.. ممثل مبدع كما كان دكتوراً كفؤاً النجم المبدع يحيى الفخراني ، الذي تخرج في كلية الطب جامعة عين شمس عام 1971، ولكنه مارس مهنته فعلياً في صندوق الخدمات الطبية بالتلفزيون المصري، كان يتجه للتخصص في الأمراض النفسية والعصبية، وشارك في فرق مسرحية جامعية، وأكمل تعليمه الجامعي، وبعدها تفرغ بعد ذلك للتمثيل، مقدماً باقة رائعة من أجمل الأعمال الدرامية والسينمائية. وفي لقاءٍ نادر ليحيى الفخراني، سُئل عن مهنة الطب، وهل إذا كان نادماً عليها، خاصةً أنه كان دكتوراً كفؤاً بشهادة جميع أساتذته، ليرد الفخراني:"لم أشعر بالندم، لأنني كنت أحب الطب كثيراً، ولكنه لم يكن كل حياتي مثل الفن"، مؤكداً أنه ترك مهنة الطب واتجه إلى التمثيل، على الرغم من ضعف العائد المادي من الفن، والذي كان وقتها أقل من نصف دخله الوظيفي. اطلعوا على: يحيى الفخراني رمزاً للثقافة العربية لعام 2025 ليلى عز العرب.. من البنوك إلى التمثيل النجمة ليلى عز العرب ، التي ضحّت بعملها في مجال البنوك، بعد أن نجحت في تقلد مناصب إدارية عليا، كان آخرها "مدير عام ورئيس قطاعين"، لتقرر وهي في سن الثانية والخمسين من عمرها ترك العمل في مجال البنوك للالتحاق بدورات في التمثيل؛ من أجل دخول المجال. وبعدها حصلت عز العرب على عدد من الأدوار الصغيرة، ولكن كان دورها في فيلم "1000 مبروك" مع أحمد حلمي عام 2009 هو نقطة التحول، وكانت وقتها تبلغ 61 عاماً، وبعدها توالت الأدوار على ليلى عز العرب، وأصبحت من الممثلات المطلوبات في الكثير من الأعمال، وأدت إلى الآن نحو 100 عمل فني. أكرم حسني.. قضى ثلث عمره ضابط عمليات خاصة كان من المفاجآت هو النجم أكرم حسني ، الذي تخرج في أكاديمية الشرطة عام 1996، وعمل كضابط عمليات خاصة في سلاح الأمن المركزي لمدة 10 أعوام، حيث قال إنه قضى ثلث عمره داخل وزارة الداخلية، وقرر أكرم في عام 2006 أن يقدم استقالته، ليتفرغ للعمل الفني والإبداعي في مجال الإعلام، وبدأ عمله كمذيع راديو، ثم توالت نجاحاته في السينما والدراما. سماء إبراهيم.. مصممة ديكور وعاشقة للفن بدأت الفنانة المصرية سماء إبراهيم حياتها كمصممة ديكور في دار الأوبرا المصرية، ثم درست التمثيل والإخراج، ثم النقد الفني بأكاديمية الفنون، وهي ممثلة مسرحية في الأساس، لكنها استطاعت أن تحقق النجومية في السنوات الأخيرة، من خلال دورها الكوميدي "الكبيرة فحت" في مسلسل "الكبير أوي 6"، وتشارك في الجزء السابع من السلسلة الكوميدية المستمرة، كما تألقت في دور "زينب" في مسلسل "موضوع عائلي"، وأخيراً فيلم "مقسوم" الذي شاركت في بطولته مع ليلى علوي وشيرين رضا. View this post on Instagram A post shared by Blueprint Productions (@ أحمد فهمي وكريم فهمي.. يتركان مجالاتهما ويسحرهما الفن مع تفوقهما الدراسي، قرر الشقيقان كريم و أحمد فهمي ترك مجالاتهما ومجالات دراستهما، للتفرغ للتمثيل والتأليف، حيث تخرج أحمد فهمي في كلية الاقتصاد والعلوم السياسية، وقبلها كان في كلية الهندسة، واتجه إلى التأليف ثم التمثيل. أما شقيقه كريم فهمي فتخرج في كلية طب الأسنان، ولكن شغفه بعالم الفن جعله يمارس المهنتين معاً، فهو لا يزال يمارس مهنة الطب في عيادته الخاصة، مع استمراره في الكتابة والتمثيل. وقد قال كريم فهمي، خلال حوار خاص مع الفنانة إسعاد يونس، في برنامج "صاحبة السعادة" المذاع عبر فضائية "cbc"، إن مهنة طب الأسنان من أسهل المهن في العالم، وهو يحبها جداً. بيومي فؤاد.. من موظف حكومي إلى كوميديان رائع أما الفنان بيومي فؤاد ، والذي عمل موظفاً حكومياً بوزارة الثقافة، فهو لا يزال حتى الآن موظفاً، ولكنه حاصل على إجازة بدون مرتب، ولم يترك العمل الحكومي. وقال بيومي، خلال لقائه مع الإعلامي عمرو الليثي في برنامج "واحد من الناس" المذاع عبر فضائية "النهار"، إنه موظف حكومي، حيث يعمل رئيس قسم ترميم اللوحات الورقية ومدير مكتب حماية الملكية الفكرية بقطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة. وغيرهم الكثير من النجوم الذين ضحّوا بمجالاتهم سعياً إلى شغفهم؛ وهو العمل في مجال الفن، نذكر منهم أيضاً النجمة اللبنانية نجوى كرم التي كانت تعمل مدرسة جغرافيا، ويوسف الشريف الذي تخرج في كلية الهندسة جامعة عين شمس، قسم ميكانيكا دفعة 2002، والفنان سيد رجب خريج كلية الهندسة جامعة حلوان، وعمل لمدة 20 عاماً مهندساً بشركة النصر للسيارات، ثم انضم إلى عالم الفن مؤخراً، ليقدم لنا أجمل الأدوار والشخصيات. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا « إنستغرام سيدتي وللاطلاع على فيديوغراف المشاهير زوروا « تيك توك سيدتي ». ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر «تويتر» « سيدتي فن ».


مجلة هي
منذ 3 ساعات
- مجلة هي
غولدن غوس تقدّم "تحوّلات الإدراك" لماركو برامبيلا في بينالي العمارة 2025
دشّنت علامة Golden Goose فعاليات بينالي العمارة 2025 بكشفها عن سلسلة مبتكرة من التجارب الفنية في هاوس HAUS، منصّتها الثقافية في مرغيرا، البندقية. هاوسHAUS ليست مجرد مساحة عرض، بل هي موطنٌ لمجتمع Golden Goose العالمي من "الحالمين" Dreamers، ومركز إبداعي يجمع بين الحِرف والثقافة والفنّ. هذا العام، سلّمت هاوس HAUS مفاتيحها للفنان ماركو برامبيلا، المعروف بأعماله البصرية الفاخرة ذات الطبقات المفاهيمية العميقة، والتي تستكشف التقاء تاريخ الفن بالثقافة الشعبية والتقنيات المتقدّمة. يعمل برامبيلا ضمن طيف واسع من الوسائط البصرية والإلكترونية – من التركيبات الفيديوية إلى الواقع الافتراضي والكولاج الرقمي – ويقوم بتشكيل مناظر خيالية مكتظة، كثيراً ما تكون سريالية، يعيد من خلالها تأطير المشهد الثقافي من منظور الابتكار التكنولوجي. وقد سبق لأعماله أن اجتاحت معالم شهيرة مثل سفير Sphere في لاس فيغاس وتايمز سكوير في نيويورك، كما عُرضت في متاحف بارزة مثل متحف الفنّ الحديث MoMA ومتحف غوغنهايم، إلى جانب مهرجانات سينمائية كالبندقية وصندانس. ويقدّم برامبيلا في هاوسHAUS معرضه الجديد "حالات متحوّلة" Altered States، في أول عرض موسّع له في إيطاليا، ضمن سلسلة من الأعمال التي أنجزها خصيصاً لهذا الفضاء. يستحضر المعرض السينما كحالة من عالم الأحلام، محوّلاً البنية الصناعية التي تميّز هاوس HAUS إلى واقع مائع يتغيّر باستمرار، حيث تتلاشى الحدود بين المادي والافتراضي. ويعتمد برامبيلا في ذلك اعتماداً تاماً على صور وأصوات سينمائية ليصوغ رؤية تربط الحلم باللاوعي الجمعي، مغموراً بصرياً وصوتياً في عوالم متشابكة من الذاكرة والخيال والرغبة. المعرض من تنسيق جيروم سانس، القيّم الفني البارز والمؤسِّس المشارك لمركز قصر طوكيو Palais de Tokyo في باريس. ومن خلال تقاطع وتباين رموز ثقافية بارزة ومناظر خيالية أخرى من عالم مختلف، يدعو المعرض الزوّار للتأمل في كيفيّة تشكيل الإعلام والتكنولوجيا إدراكنا للواقع. ويعمد من خلال المشاهد الآسرة والمناظر الصوتية الحُلُمية إلى إغراق الزائرين في تجربة حسّية تتلاشى فيها الحدود بين الإدراك الذاتي والمحفزات. وتُضفي خبرة جيروم سانس الواسعة في الفن المعاصر والمشاريع متعددة التخصصات عمقًا استثنائيًا على هذه التجربة، ما يُرسّخ موقع هاوسHAUS كمساحة تلتقي فيها العوالم الإبداعية وتتصادم في آنٍ. وقد شهد حفل الافتتاح حضور شخصيات بارزة من مختلف المجالات، من بينهم عمدة مدينة البندقية، وعارضون وفنّانون وعازفون وموسيقيون عالميون، إلى جانب أصحاب صالات عرض ومدراء فنيين، ومجموعة من روّاد الأعمال وصانعي المحتوى، ولاعبو تزلّج محترفون، ممن شاركوا في أمسية غامرة من العروض الحية، تخلّلها عرض طهي خاص قدّمه الشيف باولو غريفا. افتَح هاوسHAUS أبوابه أمام الجمهور يومَيّ10 و11 مايو ضمن فعاليات أسبوع هاوس HAUS، الذي يضم عروضاً أدائية وورش عمل وحلقات نقاش حول الفنّ والثقافة والأحذية الرياضية والرياضة، وذلك بهدف دعم المجتمع المحلي في البندقية، وتعزيز الحوار الثقافي، والإبداع، وحرية التعبير.


مجلة هي
منذ 7 ساعات
- مجلة هي
من نباهات تشاهرا إلى دينيز بايسال.. قصص نجمات تركيات فضلن عدم الإنجاب فما السبب؟
في مجتمع تُعدُّ فيه الأمومة جزءًا أساسيًا من هوية المرأة، تبرز أصواتٌ جريئة لنجمات تركيات تحدينَ التوقعات الاجتماعية واخترنَ مسارًا مختلفًا: رفض الإنجاب. سواءً كان السبب طموحًا فنيًا، تجاربَ شخصيةً مؤثرة، أو فلسفةً خاصةً تجاه الحياة، فإن قرارهنَّ هذا يفتح نقاشًا حول حرية الاختيار والتحديات التي تواجهها المرأة في الموازنة بين أحلامها والضغوط التقليدية. من أيدا بيكان التي ضحَّت بالأمومة من أجل الفن، إلى نبهات تشيهري التي تأثرت بطفولة صعبة، وصولًا إلى جولتشين سانتيرجي أوغلو التي ترفض حتى لقب "أم".. تروي هؤلاء الفنانات قصصًا متنوعة تثبت أن السعادة لا تأتي بنموذج واحد. في هذا المقال، نكشف الأسباب الكامنة وراء قراراتهنَّ، وردود الفعل الاجتماعية عليها، وكيف أصبحنَ نماذجَ لإعادة تعريف النجاح والتحقيق الذاتي خارج إطار الأدوار التقليدية. أجدا بيكان: التضحية بالأمومة من أجل الفن تُعتبر "السوبرانو الذهبية" أجدا بيكان واحدة من أكثر الأصوات شهرة في تركيا، ولكن شهرتها جاءت مقابل تضحية كبيرة. اعترفت بيكان بأن قرارها بعدم الإنجاب كان مرتبطاً بحياتها المهنية: "أحب الأطفال كثيراً، لكنني لم أجرؤ على الإنجاب من أجل البقاء في عالم الموسيقى. مع ذلك، ظل الشعور بالنقص من عدم كوني أماً يرافقني دائماً". هذا الاعتراف الصادق يكشف عن المعضلة التي تواجهها العديد من الفنانات: الاختيار بين التطور المهني وتحقيق الذات الفني، وبين حياة الأمومة التي تتطلب وقتاً وطاقة قد لا تتوافق مع متطلبات الحياة الفنية. أجدا بيكان: التضحية بالأمومة من أجل الفن أمل ساين: أربع زيجات دون أطفال على الرغم من زواجها أربع مرات، اختارت الفنانة المخضرمة أمل ساين (79 عاماً) ألا تصبح أماً، حيث فضلت التركيز على مسيرتها الفنية. تقول ساين: "بين ضيق الوقت والأهداف المهنية، أصبح الإنجاب في المرتبة الثانية". أمل ساين: أربع زيجات دون أطفال نباهات تشاهرا: جرح الطفولة الممتد تكشف الممثلة نباهات تشاهرا الشهيرة باسم "فيروز خانوم" عن سبب عميق وراء قرارها بعدم الإنجاب، مرتبط بصدمة طفولتها: "لست أماً، ليس لدي أطفال. أحب أبناء إخوتي كثيراً. كان قراراً مبدئياً بعدم الإنجاب. السبب لم يكن مهنياً. عندما كنت صغيرة، فقدت والدي. انتقلنا من سامسون إلى إسطنبول عندما كنت في الخامسة. تزوجت أمي لاحقاً من قاضٍ. لم أحب زوج أمي كثيراً. أعتقد أن هذه الفكرة بقيت معي منذ ذلك الوقت. أنا شخص يؤمن بأن على الطفل أن يكبر بسعادة مع والديه"، وذلك بحسب ما نشر موقع "gecce" التركي. هذه الشهادة تظهر كيف يمكن لصدمات الطفولة أن تشكل خيارات الحياة الكبرى، وتؤثر على القرارات المصيرية مثل الإنجاب. نباهات تشاهرا: جرح الطفولة الذي امتد إلى مرحلة البلوغ دينيز ساكي: الرضا عن الاختيار المغنية دينيز ساكي عبرت عن رضاها التام عن قرارها بعدم الإنجاب: "أنا سعيدة لأنني لم أنجب. بالمناسبة، لدي ابن أخت رائع، إرفان مرت، وأنا أعيش مشاعر الأمومة معه". جاندان إرتشين: توجيه الطاقة إلى مجالات أخرى أوضحت المغنية جاندان إرتشين فلسفتها بقولها: "أرى أصدقائي، الآباء والأمهات يبذلون جهداً ووقتاً لا يصدقان لأطفالهم. أنا أوجه هذا الجهد وهذا الوقت إلى مجالات أخرى". هذا البيان يعكس وعياً واضحاً بالتكاليف العاطفية والزمنية لتربية الأطفال، واختياراً واعياً لتوجيه هذه الموارد إلى مجالات أخرى. جاندان إرتشين: توجيه الطاقة إلى مجالات أخرى جولتشين سانتيرجي أوغلو: رفض "لقب" الأمومة قدمت الممثلة التركية جولتشين سانتيرجي أوغلو رؤية مختلفة: "لم نشعر بالحاجة إلى الإنجاب أنا وزوجي ولن نشعر في المستقبل. أعتقد أن إحضار طفل إلى العالم مسؤولية كبيرة. أفضل السفر بهذا المبلغ. أريد أن أبقى حبيبة ولا أرغب في تحمل لقب "أم". لكن احترامي لا حدود له لكل من تختار أن تصبح أماً". هذا الموقف يبرز فكرة أن الأمومة ليست الخيار الوحيد لتحقيق الذات الأنثوية، وأن هناك أشكالاً أخرى من العلاقات والإنجازات يمكن أن تكون مرضية بنفس القدر. جولتشين سانتيرجي أوغلو: رفض "لقب" الأمومة دنيز بايسال: الضغوط الاجتماعية وتوقعات "المسار الطبيعي" يواجه النجوم انتقادات مستمرة من المجتمع الذي لا يزال يعتبر الإنجاب جزءاً أساسياً من الحياة. الممثلة دينيز بايسال تتعرض لضغوط من عائلتها: "قالت لي أمي: 'ستكونين وحيدة في المستقبل'، ولكن إذا كان الهدف من الإنجاب هو ألا نكون وحيدين في المستقبل، فهذه مشكلة في رأيي. إنجاب طفل ليعتني بي في المستقبل؟ هذا غير مقبول". دنيز بايسال: الضغوط الاجتماعية وتوقعات "المسار الطبيعي" نهير إردوغان: الأمومة غير البيولوجية كما تقول الممثلة نهير إردوغان: "الأطفال مهمون جداً بالنسبة لي. إنهم شغف. لكن الأمومة لا تعني بالضرورة إنجاب طفل بيولوجي. كل الأطفال أطفالنا. هناك أمثلة جميلة على الأمومة دون الولادة. وهذا يمكن أن ينطبق علي أيضاً". وفي النهاية، فإن قرارات هؤلاء النجوم بعدم الإنجاب تذكرنا بأن الحياة لا تأتي بنموذج واحد يناسب الجميع. في عالم يزداد تعقيداً وتنوعاً، يصبح من الضروري احترام الخيارات الشخصية التي لا تضر بالآخرين. نهير إردوغان: الأمومة غير البيولوجية هذه القصص تقدم نموذجاً للشجاعة في مواجهة التوقعات الاجتماعية، والوضوح في تعريف السعادة والتحقق الذاتي. سواء كان السبب مهنياً أو شخصياً أو فلسفياً، فإن هذه الخيارات تثري النقاش حول معنى الأسرة ودور الفرد في المجتمع. كما تظهر هذه الحالات، لا يوجد جواب واحد عن سؤال "لماذا ننجب؟"، كما لا يوجد مسار وحيد لحياة مُرضية. وفي النهاية، قد يكون الدرس الأهم هو أن الاحترام المتبادل لاختلاف الخيارات هو أساس أي مجتمع صحي. جميع الصور من حسابات النجوم الأتراك على انستجرام.