logo
أسامة شرشر يكتب: انتبهوا يا عرب.. أطماع إسرائيل لن تتوقف عند إيران

أسامة شرشر يكتب: انتبهوا يا عرب.. أطماع إسرائيل لن تتوقف عند إيران

لا شك أن الحرب المشتعلة بين إيران وإسرائيل فى المنطقة، تزداد اشتعالًا وغموضًا، وسط أحداث ومجريات تتم بسرعة البرق نتيجة الغطرسة والغرور الإسرائيلى الذى يتوهم أنه يفرض بالقوة تغيير خريطة الشرق الأوسط من خلال الرؤية الإسرائيلية اليمينية المتطرفة برعاية ودعم أمريكى ترامبى بفرض الهيمنة الإسرائيلية على الواقع الإسلامى والعربى بمباركة أو عدم مباركة أوروبية، فالمنطقة تحترق وتشتعل وتؤثر على كل دول الجوار العربى والإسلامى.
فلذلك لم تتوقع إسرائيل رغم سيطرتها على سماء إيران نتيجة ضرب الدفاعات الأرضية والقواعد الصاروخية، الرد الإيرانى الذى طال تل أبيب ومدنها وبعث حالة الفوضى والرعب وضرب الأماكن الاستراتيجية والبحثية وشل حركة المطارات ومشاهد الوقوف أمام طوابير الخبز فى إسرائيل، فهى أول مواجهة عسكرية بين إسرائيل ودولة وليس ميليشيا منذ حرب أكتوبر 1973، ونحن نحيى صمود الشعب الإيرانى المسلم فى مواجهة الطوفان والعقيدة الصهيونية التى تريد أن تسيطر على العالم الإسلامى والعربى.
فأطماع وأحلام إسرائيل ومعها أمريكا لن تتوقف عند إيران فقط بل الحلم الصهيونى هو تحقيق السيطرة من النيل إلى الفرات مرورًا بالخليج الفارسى.
ولكن الطامة الكبرى هى حالة الاختراق الكبرى من إسرائيل لإيران من خلال جواسيسها وعملائها وزرعها للمسيَّرات بمباركة عملاء قاموا باغتيال القيادات الأولى فى المخابرات الإيرانية ورئيس الأركان وقيادات الجيش.. والطامة الكبرى هى استهداف علماء البرنامج النووى الإيرانى، فى محاولة قذرة ودنيئة لتهديد كل الجوار الإسلامى والعربى فى المنطقة، أنها تستطيع أن تصل إلى أى قيادة شرق أوسطية بمنتهى السهولة كما يتوهم نتنياهو واليمين المتطرف.
وبعيدًا عن كل ما يقال فى هذا المشهد المفتوح على كل الأوضاع والصراعات، نجد أن إيران أمامها خيارات حتى لا ترضخ للمطالب الأمريكية فى المفاوضات القادمة، وهى استخدام مضيق هرمز الذى يعتبر قناة مرور لـ17 مليون برميل من النفط الخليجى وهو ما يمثل 20% من صادرات النفط والغاز إلى العالم، مما سيؤدى إلى ارتفاع جنونى فى أسعار المشتقات البترولية والغاز ويؤدى إلى كارثة حقيقية فى العالم، ويؤثر على كل دول الجوار ودول العالم، بالإضافة إلى القواعد الأمريكية الموجودة فى منطقة الخليج، فلو قامت إسرائيل بضرب أماكن تخصيب اليورانيوم وأماكن وجود البرنامج النووى الإيرانى فستكون الكارثة الكبرى بضرب كل المصالح الأمريكية فى المنطقة.
وأخشى ما أخشاه أن تتحرك كل الأذرع الإيرانية فى العراق وخاصة الحشد الشعبى، الذى ولاؤه للجانب الإيرانى، وكذلك حزب الله والحوثيون، وتتحول المنطقة إلى قنبلة ملتهبة من المصالح لدى الجهتين، وخاصة إذا قامت إيران بضرب البرنامج النووى الإسرائيلى فى صحراء النقب فستكون الإشعاعات المنبعثة من إيران أو إسرائيل كارثة نووية على كل دول الجوار فى المنطقة بأسرها.
وللأسف الشديد الذى يملك أوراق الضغط الحقيقية فى هذه الحرب المفتوحة التى ليس لها سقف أو حدود زمنية هو الولايات المتحدة الأمريكية التى تستطيع أن توقف الحرب أمس قبل اليوم، وللأسف الشديد فى ظل غياب الدور الروسى فى الأزمات الشرق أوسطية وعدم وقوف روسيا مع حلفائها مثل الموقف الأمريكى الداعم بلا حدود للموقف الإسرائيلى على حساب الموقف الإسلامى والعربى، ناهيك عن الموقف الصينى الذى يمارس نوعًا من الأدب فى إعلان موقفه الداعم لإيران رغم الاتفاقيات والشراكات الاستراتيجية مع روسيا والصين كورقة تهديد يُعمل لها ألف حساب من خلال الجانب الترامبى أو الأمريكى، ناهيك عن موقف وكالة الطاقة الذرية التى يعتبر أمينها العام سببًا فى اشتعال الحرب لولاءاته الواضحة والمكشوفة للجانب الإسرائيلى والسبب الرئيس لضرب إسرائيل لإيران مخترقًا كل قواعد اللعبة واتفاقيات الطاقة النووية بعدم ضرب المنشآت النووية لدى الدول ذات السيادة.
وكان الموقف المصرى واضحًا ومحددًا وصريحًا بأن إسرائيل لن تستطيع بالقوة العسكرية المفرطة أن تغير خريطة الشرق الأوسط وأن لُب ما يجرى فى المنطقة هو نتيجة عدم حل القضية الفلسطينية التى تعتبر هى أداة اشتعال كل حرائق الشرق الأوسط إذا لم يتم حلها، فالمحاولات الإسرائيلية لضرب إيران وبعدها دول الجوار لها وخاصة مصر لن تثمر، فهى لا تدرك أو تدرك أن الجيش المصرى خير أجناد الأرض يتابع الموقف بصبر استراتيجى وهو على أهبة الاستعداد لأى تغيرات ومتغيرات فى المشهد الشرق أوسطى، فمصر كانت داعمة من خلال رؤيتها الثاقبة للرؤية التى تقول إن التفاوض والعمل الدبلوماسى هما الطريق الأمثل لإنهاء كل أزمات المنطقة، وأخشى ما أخشاه أن محاولات أمريكا وإسرائيل لإسقاط النظام الإيرانى ستحول المنطقة إلى ميليشيات فى بلد مساحته تتجاوز مليونًا و600 ألف كيلومتر مما سيكون كارثة على كل دول الجوار بل ودول العالم.
رغم أننا نحيى الموقف الباكستانى الواضح والداعم لإيران ولكن التساؤل: أين دول منظمة التعاون الإسلامى ذات الموقف غير الواضح؟ وخاصة تركيا ودول الخليج التى أصبحت فى مهب النيران، فلم تخرج مبادرة عربية أو إسلامية لوقف نزيف الحرب التى تنعكس بشكل مباشر على دول الخليج، فالعالم يحترق ونتنياهو يمارس كل أنواع الغطرسة التى ليس لها حدود، وآن الأوان أن يستفيق اليمين المتطرف الإسرائيلى ويعلم أن حالة الذعر والخوف والبقاء فى الملاجئ والإحساس بما جرى فى غزة من تدمير شامل قد تطول، فهم يعيشون الآن فى نفس المأساة مع الفارق طبعًا.
التاريخ لن يرحم أحدًا، وستظل القضية الفلسطينية هى القضية المحورية لمصر، وأى محاولة لتصفيتها أو تهجير شعبها ستخلق مزيدًا من الأزمات المستقبلية ولا حل إلا الاستماع للرؤية المصرية، وعلى العرب للمرة الأخيرة أن يصطفوا خلف مصر وجيشها وشعبها، فذلك طوق النجاة، حتى لا يتكرر هذا المشهد المأساوى فى عالمنا العربى الذى يزداد تفككًا وتباعدًا فى هذه الفترة الهامة والحساسة التى تمر بها المنطقة العربية والشرق أوسطية.
فهل آن الأوان ولو لمرة واحدة أن تكون هناك كتلة عربية وشرق أوسطية فى مواجهة هذا المد الأمريكى الإسرائيلى الصهيونى الذى لا يريد إزالة فلسطين فحسب من على الخريطة بل العالم العربى والإسلامى بأسره؟!
انتبهوا؛ فالأيام القادمة تحمل مفاجآت من العيار الثقيل إلا إذا توحدنا وتحركنا بعيدًا عن الوصاية والولاء للأمريكان، وكما قلتها وأكررها «المتغطى بالأمريكان أو بترامب عريان».. أفيقوا يا عرب.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«لا تزال تمتلك مفاعلات مهمة».. ما هو الضرر الإيراني من تدمير منشآتها النووية الثلاثة ؟
«لا تزال تمتلك مفاعلات مهمة».. ما هو الضرر الإيراني من تدمير منشآتها النووية الثلاثة ؟

مصرس

timeمنذ 17 دقائق

  • مصرس

«لا تزال تمتلك مفاعلات مهمة».. ما هو الضرر الإيراني من تدمير منشآتها النووية الثلاثة ؟

في تصعيد غير مسبوق يُنذر بتوسّع رقعة النزاع في الشرق الأوسط، شنّت الولايات المتحدة سلسلة ضربات جوية دقيقة استهدفت ثلاثة مواقع نووية وعسكرية حساسة داخل إيران، هي نطنز وفوردو وأصفهان. وقد وصف الرئيس الأميركي دونالد ترامب العملية بأنها "ناجحة للغاية"، مؤكدًا أن منشأة فوردو كانت الهدف الرئيسي في الهجوم، الذي نُفّذ في الساعات الأولى من صباح الأحد.وأكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية وقوع الهجمات على المواقع الثلاثة، مشيرة إلى أنها لحقت بها أضرار كبيرة، دون أن تقدّم مزيدًا من التفاصيل بشأن حجم الخسائر أو مستوى التلوث الإشعاعي.نطنز.. مركز تخصيب طاله الدمارتُعد منشأة نطنز، الواقعة على بعد نحو 220 كيلومترًا جنوب شرق طهران، الموقع الرئيسي لتخصيب اليورانيوم في إيران، فقبل الضربة، كانت المنشأة تنتج يورانيوم مخصبًا بنسبة تصل إلى 60%، وهي نسبة تقترب بشكل مقلق من العتبة اللازمة لصنع أسلحة نووية.وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، استهدفت الضربات الجزء العلوي من المنشأة بالإضافة إلى مرافقها تحت الأرض، حيث توجد سلاسل معقدة من أجهزة الطرد المركزي.وتشير التقديرات الأولية إلى أن الغارات الجوية الإسرائيلية، التي سبقت الضربة الأميركية، تسببت بانقطاع الكهرباء وتدمير عدد كبير من هذه الأجهزة الحيوية.ويُذكر أن نطنز تعرّضت سابقًا لهجمات سيبرانية عبر فيروس "ستوكسنت"، الذي يُعتقد أنه نتاج تعاون أميركي-إسرائيلي، كما كانت هدفًا لهجمات متكررة على مدى العقد الماضي.فوردو.. هدف رئيسيأما منشأة فوردو، المدفونة تحت جبل على بُعد نحو 100 كيلومتر جنوب غرب طهران، فقد وُصفت بأنها أكثر المواقع تحصينًا في برنامج إيران النووي. ووفقًا لتقارير ABC ومسؤولين عسكريين، يُعتقد أن الغارات الأميركية استخدمت قنابل "خارقة للتحصينات" من طراز GBU-57، تُطلق من قاذفات شبحية طراز B-2 سبيريت.هذه القنابل، المصممة لاختراق المخابئ العميقة، تزن أكثر من 13 طنًا، وتُستخدم فقط في أكثر المهام العسكرية تطلبًا.وتشير مصادر عسكرية إلى أن تدمير فوردو بهذه الطريقة يشكّل ضربة نوعية للبرنامج النووي الإيراني، ويبعث برسالة واضحة حول قدرات الردع الأميركية في المنطقة.أصفهان.. مركز الأبحاثفي مدينة أصفهان، التي تبعد حوالي 350 كيلومترًا جنوب شرق طهران، استُهدفت منشآت تضم ثلاثة مفاعلات بحثية وعددًا من المختبرات المتخصصة المرتبطة بشكل مباشر بالبرنامج النووي الإيراني.وتُشغّل هذه المنشآت آلاف العلماء والتقنيين، ويُعتقد أنها تساهم في الأبحاث التكميلية لتطوير تقنيات التخصيب وتصميم النظم النووية. وبحسب مصادر غربية، فإن أي ضربة على هذا الموقع تُعد بمثابة استهداف لعصب علمي رئيسي في مشروع إيران النووي.ماذا عن باقي المنشآت النووية؟رغم أن الضربات ركّزت على نطنز وفوردو وأصفهان، فإن إيران لا تزال تملك مواقع أخرى لم تُستهدف بعد، من أبرزها:محطة بوشهر للطاقة النووية: تقع على الخليج العربي وتعمل باليورانيوم الروسي، وتخضع لرقابة دولية مشددة.مفاعل آراك للماء الثقيل: يقع جنوب غرب طهران، ويُنتج البلوتونيوم الذي يمكن استخدامه في الأسلحة النووية، إلا أن إيران وافقت على تعديل تصميمه بموجب اتفاق 2015 النووي.إيران تحذروحذرت طهران من رد انتقامي "واسع النطاق"، فيما أطلقت وسائل إعلامها الرسمية تهديدًا مباشرًا: "كل مواطن أو عسكري أميركي في المنطقة أصبح هدفًا مشروعًا".كما انضمت جماعات حليفة لإيران، مثل الحوثيين، إلى جوقة التهديدات، محذرة من "تداعيات كبرى" على المصالح الأميركية والإسرائيلية في المنطقة.اقرأ أيضا | وكالة إيرنا الايرانية: إطمئنوا..لم يحدث تسرب اشعاعي بعد ضرب منشآتنا النووية

أنباء عن سقوط 3 صواريخ على الأقل في إسرائيل
أنباء عن سقوط 3 صواريخ على الأقل في إسرائيل

الأسبوع

timeمنذ 26 دقائق

  • الأسبوع

أنباء عن سقوط 3 صواريخ على الأقل في إسرائيل

جانب من الضربة الإيرانية على إسرائيل أحمد الكومي أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في نبأ عاجل، عن دوي صفارات الإنذار بدون توقف في تل أبيب الكبرى والسهل الداخلي والشارون ومناطق واسعة من شمال دولة الاحتلال. وأضافت مراسلة «القاهرة الإخبارية»، بوجود أنباء عن سقوط صواريخ إيرانية في أماكن بإسرائيل، منهم صاروخ واحد على الأقل في حيفا، بالقرب من ميناء حيفا، وذلك بعد سماع دوي انفجار في محيط حيفا، فيما سُمعت انفجارات في تل أبيب. وفي وقت سابق من صباح اليوم، كشفت طهران عن أول تعليق لها بعد الهجوم الأمريكي علي منشآتها النووية. وأكد التليفزيون الإيراني، أن كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح الآن هدفا مشروعا، بحسب ما أفادت به قناة «القاهرة الإخبارية». وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أن الجيش الأمريكي نفذ "هجومًا ناجحًا جدًا" على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وقال ترامب في منشور على منصته «تروث سوشال»: «أتممنا هجومنا الناجح جدًا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان». وأضاف: «أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي»، لافتا إلى أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام.

إيران تطلق دفعة صاروخية كثيفة تضم 40 صاروخًا باتجاه إسرائيل
إيران تطلق دفعة صاروخية كثيفة تضم 40 صاروخًا باتجاه إسرائيل

بوابة الأهرام

timeمنذ 29 دقائق

  • بوابة الأهرام

إيران تطلق دفعة صاروخية كثيفة تضم 40 صاروخًا باتجاه إسرائيل

كشف إعلام إسرائيلي بأن إيران أطلقت دفعة صاروخية كثيفة تضم 40 صاروخا باتجاه إسرائيل، حسبما أفادت قناة «القاهرة الإخبارية»، في خبر عاجل. موضوعات مقترحة وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن الجيش الأمريكي نفذ "هجومًا ناجحًا جدًا" على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وقال ترامب في منشور على منصته "تروث سوشال" "أتممنا هجومنا الناجح جدًا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان". وأضاف "أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي"، لافتا إلى أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store