
اقصر الحروب أكثرها تغييرًا
مع اعلان رئيس الولايات المتحدة الأميركية دونالد ترامب وقف النار، تكون منطقة الشرق الأوسط قد شهدت على واحدة من أقصر الحروب في تاريخ العالم لكن لا شكّ في أنها قد تكون أكثرها تغييرًا. فبعد حرب دامت 12 يومًا دخلت فيها قوى إقليمية ودولية وجرّ اليها البعض الآخر، فكيف إذن بـ12 يومًا فقط أن ترسم فجرًا جديدًا للشرق الأوسط تهندسه؟
مما لاشكّ فيه أن حرب الـ12 يومًا كما سماها ترامب كبدّت كلاً من إسرائيل وإيران خسائر مادية وبشرية ضخمة.
فقد تكبّدت إسرائيل مئات ملايين الدولارات يوميًا لتتصدّى صواريخها الاعتراضية للصواريخ والمسيرات الإيرانية، ناهيك بمئات ملايين أخرى لتشغيل نظام "مقلاع داود" وباقي أنظمة الحماية المتخصصة بإسقاطال الصواريخ القصيرة والطويلة المدى، وقد قدرت الأضرار المادية بنحو 400 مليون دولار بين أحياء بئر السبع وحيفا وتل أبيب ومبانيها، في حين اقتصرت الخسائر البشرية على 30 قتيلًا.
أما في المقلب الآخر، فكان للنظام الإيراني الكمّ الأكبر من الخسائر الكبيرة والجسيمة التي تقدر بالمليارات والتي طاولت مناطق مدنية وعسكرية عديدة ،ناهيك بتدمير المنشآت النووية نطنز، فوردو واصفهان التي إستغرق إنشاؤها سنواتٍ طوال وسلسلة طويلة من النقاشات والتفاوض، والتي ستكلف عملية إعادة بنائها ثمنًا باهظًا في حال حصلت أساسًا. لكن تكلفة إيران الكبرى كانت في خسائرها البشرية إذ قتل نحو 650 شخصًا واصيب الآلاف وبين القتلى قادة عسكريون كبار كرئيس الأركان محمد حسين باقري وقائد الحرس الثوري الإيراني حسين سلامي.
بين خسائر إيران وخسائر اسرائيل تبقى الولايات المتحدة الرّابح الأكبر من هذه الحرب، إذ استطاعت ترسيخ نفسها قوة بارزة ولاعباً أساسياً على الخارطة الشرق أوسطية، كما استطاعت تسديد ضربة قوية لتهديد دائمٍ لها ولقوة بارزة على الساحة الدولية والتي قد تأخذ وقتًا لتتعافى من هذه الضربة الأمر الذي يؤمن استدامة و حماية في وجه كل خطر يحدق بإسرائيل، الولاية الـ51 لأميركا في الشرق الأوسط.
قد تظهر الحرب إيران واسرائيل كسائر الحروب التي يشهدها عالمنا، ولكن لمن يقارب الأحداث الإقليمية عن كثب يمكنه ملاحظة تغيّرات عدة، أولها أن الردّ على كل من أميركا وإسرائيل اقتصر فقط على الجمهورية الإسلامية في إيران من دون تحرّك أي من االأذرع المسلحة لنظام خامنئي إن كان في اليمن أو العراق أو لبنان الأمر الذي قد يدل على بداية نهاية مفهوم "وحدة الساحات".
ثانيًها، ورغم شدّة الضربات على إيران من أميركا واسرائيل، إلا أن الردّ كان إما خجولًا و إما غير مجدٍ، فبعدما ألحقت الولايات المتحدة الدمار بثلاث منشآت نووية لإيران، بادلتها الجمهورية الإسلامية بضرب قاعدة أميركية في قطر حفاظًا على ماء الوجه، بعد إبلاغ الولايات المتحدة والدوحة الأمر الذي قد يدل على عدم إستطاعة إيران التصعيد وانكفاء وهج قوتها.
مع إنتهاء حربٍ،أخافت العالم من أن ترمي الدّول في أتون حرب عالمية ثالثة، استطاعت الولايات المتحدة أن تقوم بحسم المعركة وإحراز ضربة مشلة للنظام الإيراني قد تمنعه من الصعود إلى مكانته السابقةنفسها الأمر الذي سيرسم ملامح جديدة لشرق أوسط جديد.
لكن السؤال الأهم للمرحلة المقبلة يبقى هل من الممكن لهذا الشرق الأوسط الذي لم يعرف يومًا الهدوء أن يبصر السلام بعد عقود من إستعمال القوة والحديد والنار؟

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


تيار اورغ
منذ 19 دقائق
- تيار اورغ
وديع عقل: ودائع الناس مليارات الدولارات، وتمنّنوهم بفتات ٢٥٠ مليون؟!
كتب عضو المجلس السياسي في «التيار الوطني الحر» المحامي وديع عقل عبر اكس: ودائع الناس مليارات الدولارات، وتمنّنوهم بفتات ٢٥٠ مليون؟!يصفّقون لقرض من البنك الدولي وكأنه إنجاز،بينما في عزّ أحداث ١٧ تشرين، تمّ تهريب ٨ مليار دولار من مصرف لبنان إلى المصارف التجارية فالخارج… نهبوا وحولوا أموال المودعين بلا خجل! وحدها القاضية غادة عون حققت بهذه الجريمة! فحاربوها وشتموها في إعلام المافيا وسياسييه والزقيفة التافهين. "ثورة" تحوّلت غطاءً لأكبر خدعة مافياوية-ميليشياوية في تاريخ لبنان… ومن جيوب الأوادم!


IM Lebanon
منذ 20 دقائق
- IM Lebanon
محفوض: على 'الحزب' الاعتذار
رأى رئيس حركة 'التغيير' المحامي إيلي محفوض، خلال لقاء وفد من المغتربين اللبنانيين، إنه منذ لحظة 'مسرحية السنوار وما تلاها، بات واضحًا أن المنطقة تسير نحو مسار مختلف جذريًا عما كانت عليه خلال الخمسين سنة الماضية'. أضاف: 'في السنوات الأربع المتبقية من ولاية الرئيس دونالد ترامب، سنشهد تغيرات كبرى، والأكيد أنها ستكون إيجابية. فنحن كنا في أسوأ حال، ولا يمكن أن يكون القادم أسوأ. تذكّروا أن بشار الأسد بات خارج المعادلة، ونجم ميليشيا حزب الله بدأ بالأفول، وهي تتداعى يومًا بعد يوم، فيما الهيمنة الإيرانية على المنطقة تتراجع تدريجيًا. ماذا نريد أكثر من ذلك؟'. ورأى أن 'أولى تداعيات هذه الحرب كانت التراجع الدراماتيكي لدور حزب الله'، لافتًا إلى أنه' لأول مرة لم ينخرط في الحرب، لا لاعتبارات عقلانية بل لأن المعطيات تغيّرت. لم يدخل الحرب، ليس لأنه تحكّم بعقله، بل لأنه لا يملك أي حق في هذه الحرب'. وأضاف: 'لا ننسى أن هناك خمس نقاط حدودية لبنانية لا تزال خاضعةً للاحتلال الإسرائيلي، ولولا الغباء السياسي لما كنا أصلًا في موقع الاحتلال'. وأكد أن 'قانون العقوبات اللبناني يُجرّم من يتعامل مع الاحتلال'، وسأل: 'كيف لمن سهّل دخول الاحتلال إلى أراضينا اللبنانية وكرّس بقاءه؟ هذه جريمة وطنية، ويجب محاكمة حزب الله على ما فعله بلبنان'. وبالنسبة الى ما وصفه بـ'البيئة الحاضنة للحزب'، اعتبر أنها 'باتت خزّانًا للعملاء والمخبرين'، وقال: 'المطلوب من حزب الله أولًا أن يعتذر من اللبنانيين ومن أهل الجنوب ومن الدكتور سمير جعجع ومن القوات اللبنانية، الذين وُصموا لسنوات بالصهيونية. فلننظر اليوم: من هو الصهيوني حقًا؟'. وشدّد على أن 'حزب الله لم يعد موجودًا كتنظيم فاعل'. وعن الضربة الإيرانية لقاعدة 'العديد' الجوية الأميركية في قطر، قال: 'سواء كانت الضربة منسقة أو غير منسقة، فهي بكل الأحوال لا تتعدى كونها عرشًا كرتونيًا وذرًا للرماد في العيون. إيران يجب أن تُعاقب على ما فعلته، فهي استهدفت دولة عربية خليجية. وبالتالي لا مفر من المحاسبة'. وكشف محفوض عن 'تحرك قانوني سبق ان بدأته القوى السيادية في لبنان'، قائلًا: 'نحن كجبهة سيادية ومجموعات معارضة تقدمنا بشكوى ضد الجمهورية الإسلامية الإيرانية، مطالبين بتعويض لبنان عمّا تسببت به من دمار وخراب'. ختم: 'بينما كانت إيران تدمر، كان العرب والأميركيون وأصدقاء لبنان هم من يأتون لإعادة الإعمار. حان الوقت أن تدفع إيران الثمن، وأن تتحمّل مسؤولية ما جلبته من خراب للبنان'.


الميادين
منذ 21 دقائق
- الميادين
مسؤولون أميركيون: "إسرائيل" تواجه نقصاً حاداً في الأسلحة والذخائر
كشفت شبكة "أن بي سي نيوز" الأميركية، نقلاً عن 3 مسؤولين أميركيين، أنّ "الجيش" الإسرائيلي يُواجه نقصاً حاداً في بعض الأسلحة الرئيسية والذخائر، في وقت تحاول فيه إدارة الرئيس دونالد ترامب الحفاظ على وقف إطلاق النار بين "إسرائيل" وإيران. اليوم 15:09 اليوم 14:42 وأشار اثنان من هؤلاء المسؤولين، إلى أنّ "إسرائيل" تعاني من نقصٍ حاد في الذخائر على وجه الخصوص، ما يثير القلق بشأن استعدادها العسكري في حال انهيار التهدئة. ووفق المسؤولين الذين تحدثوا للشبكة الأميركية، فإنّ "الجيش" الإسرائيلي يُعاني من فجواتٍ لوجستية في بعض الأسلحة الأساسية، بما في ذلك الذخائر، ما يُضعف قدرته على خوض أيّ مواجهةٍ واسعة النطاق في حال تجدّد القتال مع إيران أو أطرافٍ أخرى في المنطقة. وفي شهادة له أمام مجلس الشيوخ الأميركي، قال العميد البحري في الوكالة، جيمس كيلبي، إنّ "الولايات المتحدة تمتلك ما يكفي من الصواريخ للدفاع عن إسرائيل، لكن الولايات المتحدة تستخدمها بمعدل ينذر بالخطر"، مشيراً إلى أنّ المخزون قد يتأثر إذا استمرّ الاستنزاف الحالي.