
إيران تحصن مواقع نووية وسط المحادثات مع أميركا
في خطوة تعكس تصاعد المخاوف من عمل عسكري وشيك، تتخذ إيران إجراءات أمنية مشددة حول مجمّعين تحت الأرض على صلة بمنشأتها النووية، وفق تقرير حديث من معهد أميركي معني بمراقبة الملف النووي الإيراني.
واستند التقرير الصادر عن معهد العلوم والأمن الدولي إلى صور حديثة التقطتها الأقمار الاصطناعية، في الوقت الذي تستعد فيه الولايات المتحدة وإيران لعقد جولة ثالثة من المحادثات بشأن اتفاق محتمل لإعادة فرض القيود على البرنامج النووي لطهران.
وهدَّد الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الذي أعلن في ولايته الأولى عن انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي يهدف إلى منع طهران من تطوير أسلحة نووية، بقصف إيران ما لم يتم التوصل بسرعة إلى اتفاق يضمن الهدف نفسه.
ودفع انسحاب ترمب إيران إلى انتهاك كثير من القيود التي فرضها عليها الاتفاق. وتشتبه القوى الغربية في أن الجمهورية الإسلامية تسعى إلى امتلاك القدرة على تجميع سلاح نووي، وهو ما تنفيه طهران.
جانب من فيديو نشره إعلام «الحرس الثوري» للدفاعات الجوية في محيط منشأة «نطنز» في أبريل الماضي... 26 أكتوبر الماضي (أ.ف.ب)
قال ديفيد أولبرايت، رئيس المعهد، إن الطوق الأمني الجديد يُشير إلى أن مجمعي الأنفاق، اللذين يجري بناؤهما منذ عدة سنوات تحت جبل كولانغ غاز، قد يصبحان جاهزين للعمل في وقت قريب نسبياً، وذلك وفقاً لما أوردته وكالة «رويترز».
وقال أولبرايت، وهو مفتش دولي سابق، ساهم في مراقبة البرنامج النووي العراقي، إن طهران لم تسمح لمفتشي الأنشطة النووية التابعين للأمم المتحدة بالوصول إلى المجمعات النووية.
وأضاف أن ذلك أثار مخاوف من إمكانية استخدام تلك المجمعات لحفظ مخزون إيران من اليورانيوم عالي التخصيب أو مواد نووية غير معلنة، وأجهزة الطرد المركزي المتقدمة التي يمكنها تنقية اليورانيوم بالدرجة الكافية لصنع قنبلة بسرعة.
وقالت إيران إن أجهزة الطرد المركزي المتقدمة سيتم تجميعها في مجمع واحد، وليس في منشأة في محطة «نطنز» النووية القريبة، التي تعد محور البرنامج النووي الإيراني، ودمرتها أعمال تخريب في عام 2020.
صورة التقطها قمر «ماكسار» للتكنولوجيا من محطة «فوردو» لتخصيب اليورانيوم يناير 2020 (أ.ف.ب)
وقال أولبرايت إن المجمعات يتم بناؤها على أعماق أكبر بكثير من منشأة تخصيب اليورانيوم الموجودة تحت الأرض على عمق كبير في فوردو بالقرب من مدينة قم معقل رجال الدين في إيران.
وأشار التقرير إلى أن صوراً التقطتها الأقمار الصناعية التجارية في 29 مارس (آذار) أظهرت مداخل محصنة للمجمعات، وألواحاً جدارية عالية أقيمت على امتداد حواف طريق متدرج يحيط بقمة الجبل، وأعمال حفر لتثبيت مزيد من الألواح.
وأضاف أن الجانب الشمالي من الطوق يتصل بحلقة أمنية حول منشأة «نطنز».
ويبدو أن أعمال البناء الجارية في المجمعات تؤكد رفض طهران للمطالبات بأن تؤدي أي محادثات مع الولايات المتحدة إلى تفكيك برنامجها النووي بالكامل، قائلة إنها تملك الحق في الحصول على التكنولوجيا النووية للاستخدامات السلمية.
ولم تستبعد إسرائيل توجيه ضربة إلى المنشآت النووية الإيرانية خلال الأشهر المقبلة، في حين يصر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على أن أي محادثات يجب أن تؤدي إلى تفكيك البرنامج النووي الإيراني بالكامل.
وألمح رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية، محمد إسلامي، الثلاثاء، على ما يبدو إلى مشروعات مثل بناء محيط أمني جديد حول مجمعات الأنفاق، مشيراً إلى المخاوف من تعرض البرنامج النووي الإيراني للخطر.
ونقلت وسائل إعلام رسمية إيرانية عن إسلامي قوله خلال فعالية أقيمت بمناسبة الذكرى السنوية لتأسيس «الحرس الثوري» الإيراني أن «الجهود مستمرة... لتوسيع نطاق الإجراءات الاحترازية» في المنشآت النووية.
وحذَّر «الحرس الثوري» الإيراني، الثلاثاء، من عواقب «أي عدوان» يستهدف البلاد، معلناً جاهزيته لتنفيذ رد «سريع وحازم»، وذلك بعدما أفادت تقارير بأن الجيش الإسرائيلي أكمل استعدادات لشن هجوم على البرنامج النووي الإيراني، وسط تهديدات أميركية باستخدام القوة في حال تعثر المفاوضات.
وقال المتحدث باسم «الحرس الثوري» علي محمد نائيني في تصريح رسمي، إن «أي اعتداء على مقومات القوة الوطنية، أو الأمن القومي، سيقابل بردّ سريع وحازم ومفجع، بالتنسيق مع بقية القوات المسلحة»، حسبما أوردت وكالات أنباء إيرانية.
وفي يناير (كانون الثاني) الماضي، أجرت الدفاعات الجوية التابعة للجيش الإيراني، والوحدات الموازية في «الحرس الثوري»، تدريباً عسكرياً لحماية منشآت إيران النووية الاستراتيجية، بما في ذلك منشأة «فوردو»، حيث سرَّعت طهران عملية إنتاج اليورانيوم عالي التخصيب، وسط مخاوف دولية من تغيير مسار برنامجها النووي.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق الأوسط
منذ 15 دقائق
- الشرق الأوسط
الجنيه الإسترليني يسجل أعلى مستوى منذ 2022
سجَّل الجنيه الإسترليني، يوم الجمعة، أعلى مستوياته في أكثر من 3 سنوات، متجهاً نحو تحقيق أكبر مكاسب أسبوعية له مقابل الدولار منذ أوائل أبريل (نيسان)، مدعوماً ببيانات مبيعات التجزئة البريطانية القوية بشكل مفاجئ، واستمرار قلق المستثمرين بشأن الأصول الأميركية. وقد أسهم الطقس المشمس في تعزيز إنفاق المستهلكين البريطانيين خلال أبريل، إذ أفاد مكتب الإحصاءات الوطنية بأن حجم مبيعات التجزئة ارتفع بنسبة 1.2 في المائة على أساس شهري، بعد تعديل طفيف للبيانات السابقة لتسجل زيادة قدرها 0.1 في المائة في مارس (آذار)، في حين كانت التوقعات تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.2 في المائة فقط. وارتفع الجنيه الإسترليني بنسبة 1.5 في المائة هذا الأسبوع، مسجِّلاً أعلى مستوى له عند 1.3468 دولار، وهو الأعلى منذ 24 فبراير (شباط) 2022، تاريخ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أدى حينها إلى تدفق رؤوس الأموال نحو الملاذات الآمنة مثل الدولار، وفق «رويترز». رغم ذلك، فإن قلق المستثمرين بشأن آفاق الاقتصاد العالمي، الذي من المفترض أن يعزز الطلب على الدولار، تسبَّب في سحب رؤوس الأموال من الأسواق الأميركية، التي باتت الآن محوراً لحالة من عدم اليقين. وقد أدى النهج غير المنتظم الذي يتبعه الرئيس الأميركي دونالد ترمب في تطبيق الرسوم الجمركية المرتفعة على الشركاء التجاريين - وسط حالة من التردد في الاتفاقات وتفاصيلها - إلى خلق أكبر قدر من الغموض لدى المستثمرين منذ سنوات. كما أن مشروع قانون الضرائب والإنفاق الواسع الذي يقوده ترمب، والذي من المرجح أن يزيد أعباء المالية العامة الأميركية من خلال إضافة تريليونات الدولارات من الديون، جعل المستثمرين أكثر حذراً تجاه السندات الحكومية طويلة الأجل، حتى خارج الولايات المتحدة؛ مثل السندات البريطانية. وقد أدّى ارتفاع عوائد السندات الحكومية البريطانية إلى تعزيز جاذبية الجنيه الإسترليني لدى المستثمرين الأجانب، غير أن المخاوف المتعلقة بالمالية العامة تشير إلى أن المملكة المتحدة تسجِّل أعلى معدلات اقتراض حكومي بين الدول المتقدمة، حيث تجاوزت عوائد السندات لأجل 30 عاماً مستوى 5.5 في المائة يوم الجمعة، رغم تراجع فواتير الطاقة. وفي هذا السياق، قالت كاثلين بروكس، مديرة الأبحاث في «إكس تي بي»: «تشير هذه الأرقام إلى أن السوق لا تزال مترددةً في إقراض المملكة المتحدة، ما دامت الحكومة غير قادرة على ضبط الإنفاق العام، حتى وإن أدى تراجع سقف أسعار الطاقة إلى خفض العوائد قصيرة الأجل صباح الجمعة». وأضافت: «لطالما لعبت سوق السندات دوراً في توجيه السياسة المالية البريطانية، وربما تعيد هذا الدور الآن مع استمرار تقلبات أسواق السندات». وعزَّز من أداء الجنيه الإسترليني هذا الأسبوع إعلان بريطانيا، يوم الاثنين، أهم إعادة ضبط لعلاقاتها مع الاتحاد الأوروبي منذ خروجها من التكتل، حيث أُزيلت بعض الحواجز التجارية وتم تعزيز التعاون الدفاعي، كما طُرحت قضايا حساسة، مثل حقوق الصيد، للنقاش. في الوقت ذاته، أظهرت بيانات، نُشرت يوم الأربعاء، أن معدل تضخم أسعار المستهلكين في بريطانيا ارتفع بوتيرة أسرع من المتوقع خلال أبريل، ما يحدّ من قدرة «بنك إنجلترا» على خفض أسعار الفائدة بسرعة لحماية وتيرة النمو. وتُظهر توقعات سوق العقود الآجلة أن المتداولين يترقبون خفضاً لأسعار الفائدة البريطانية بنحو 38 نقطة أساس بنهاية العام الحالي - أي ما يعادل خفضاً واحداً بربع نقطة، مع احتمال بنسبة 50 في المائة تقريباً لخفض إضافي. ويقارن ذلك بتوقعات الأسواق لخفض الفائدة بواقع 50 نقطة أساس في كل من الولايات المتحدة ومنطقة اليورو خلال الفترة نفسها.


Independent عربية
منذ 31 دقائق
- Independent عربية
طالبان تدرس التخلي عن الدولار في تجارتها مع روسيا والصين
قال القائم بأعمال وزير التجارة الأفغاني إن إدارة "طالبان" في مرحلة متقدمة من المحادثات مع روسيا في شأن تسوية بنوك من كلا الاقتصادين الخاضعين للعقوبات معاملات تجارية بمئات الملايين من الدولارات بالعملتين المحليتين للبلدين. وقال نور الدين عزيزي لوكالة "رويترز" أمس الخميس إن الحكومة الأفغانية قدمت مقترحات مماثلة للصين، وأضاف أن بعض المحادثات أجريت مع السفارة الصينية لدى كابول، موضحاً أن فرقاً فنية من البلدين تعمل على المقترح مع روسيا، وتأتي هذه الخطوة في وقت تركز فيه موسكو على استخدام العملات الوطنية للابتعاد عن الاعتماد على الدولار في وقت تواجه فيه أفغانستان انخفاضاً حاداً في موارد البلاد الدولارية بسبب خفض المساعدات. وقال "ننخرط حالياً في محادثات متخصصة في هذا الشأن، مع الأخذ في الاعتبار وجهات النظر الاقتصادية الإقليمية والعالمية والعقوبات والتحديات التي تواجهها أفغانستان حالياً، وكذلك التحديات التي تواجهها روسيا، المحادثات الفنية جارية". ولم ترد وزارة الخارجية الصينية ولا البنك المركزي الروسي بعد على طلبات للتعليق. حجم التجارة المتبادلة وقال عزيزي إن حجم التبادل التجاري بين روسيا وأفغانستان حاليا عند نحو 300 مليون دولار سنوياً، مرجحاً أن يشهد نمواً كبيراً مع تعزيز الجانبين للاستثمار، وقال إن الإدارة في أفغانستان تتوقع زيادة مشتريات البلاد من المنتجات النفطية والبلاستيك من روسيا. وأضاف "واثق من أن هذا خيار جيد للغاية... يمكننا استخدام هذا الخيار لمصلحة شعبنا وبلدنا، نريد أن نتخذ خطوات في هذا الاتجاه مع الصين أيضاً"، مضيفاً أن أفغانستان تجري تعاملات تجارية بنحو مليار دولار مع الصين كل عام. وقال "تشكل فريق عمل يتألف من أعضاء من وزارة التجارة (الأفغانية) والسفارة الصينية... والمحادثات جارية". قطاع الخدمات المالية في أفغانستان معزول إلى حد كبير عن النظام المصرفي العالمي بسبب العقوبات المفروضة على بعض قادة حركة "طالبان" التي استولت على حكم البلاد عام 2021 مع انسحاب القوات الأجنبية. وتأثر وضع هيمنة الدولار بين العملات العالمية في الأعوام القليلة الماضية بسبب منافسة مع الصين وتداعيات الحرب الروسية في أوكرانيا. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وفي ديسمبر (كانون الأول) 2024، شكك الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في الحاجة إلى الاحتفاظ باحتياطات الدولة بعملات أجنبية إذا كان من الممكن بسهولة مصادرتها لأسباب سياسية، قائلاً إن الاستثمار المحلي لهذه الاحتياطات خيار أكثر جاذبية. أول اتفاق اقتصادي وفي ظل هيمنة الدولار على تجارة السلع الأولية، تسنى لواشنطن عرقلة وصول دول منتجة إلى الأسواق بدءاً من روسيا إلى فنزويلا وإيران. وتستورد أفغانستان منذ 2022 الغاز والنفط والقمح من روسيا في ظل أول اتفاق اقتصادي كبير بعد عودة طالبان إلى السلطة في مواجهة عزلة دولية بعد 20 عاماً من الحرب ضد قوات تقودها الولايات المتحدة. وأدى خفض المساعدات المقدمة لأفغانستان بمليارات الدولارات إلى انخفاض كبير في الواردات الدولارية التي تصل إليها نقداً من أجل العمليات الإنسانية، وزادت الولايات المتحدة وتيرة هذه الخفضات هذا العام. وتقول وكالات تنمية وخبراء اقتصاد إن العملة الأفغانية لا تزال مستقرة نسبياً حتى الآن، لكنها قد تواجه تحديات في المستقبل. وقال عزيزي إن استقرار العملة وجهود الإدارة لتعزيز الاستثمار الدولي، بما يشمل الاستثمار مع مغتربين أفغان، سيحول دون حدوث شح دولاري في البلاد.


Independent عربية
منذ 31 دقائق
- Independent عربية
محادثات أميركية – إيرانية في روما والتخصيب يعمق الشرخ بينهما
استأنف المفاوضون الإيرانيون والأميركيون محادثاتهم اليوم الجمعة في روما لحل نزاع مستمر منذ عقود حول طموحات طهران النووية، على رغم تحذير الزعيم الأعلى الإيراني علي خامنئي من أن إبرام اتفاق جديد قد يستحيل في ظل تضارب الخطوط الحمراء التي يضعها كل من الطرفين. والرهان كبير لكلتا الدولتين، إذ يريد الرئيس الأميركي دونالد ترمب الحد من قدرة طهران على إنتاج سلاح نووي قد يشعل سباق تسلح نووي في المنطقة، بينما تريد إيران التخلص من العقوبات المدمرة المفروضة على اقتصادها المعتمد على النفط. ويعقد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي ومبعوث ترمب إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف جولة خامسة من المحادثات عبر وسطاء عُمانيين في روما، على رغم إعلان كل من واشنطن وطهران موقفاً متشدداً في التصريحات في شأن تخصيب اليورانيوم الإيراني. وكانت وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية قد أفادت بأن "المفاوضات من المقرر أن تبدأ عند الواحدة بعد الظهر (11:00 بتوقيت غرينتش) في روما". وعلى رغم إصرار إيران على أن المحادثات غير مباشرة، فإن مسؤولين أميركيين ذكروا أن المناقشات، بما في ذلك الجولة الأحدث في الـ11 من مايو (أيار) الماضي في عُمان كانت "مباشرة وغير مباشرة". وكتب عراقجي، الذي وصل إلى روما مع نائبيه، على منصة "إكس"، "صفر أسلحة نووية = إبرام اتفاق، صفر تخصيب (لليورانيوم) = لا اتفاق، حان وقت اتخاذ القرار". ومن العقبات التي لا تزال قائمة رفض طهران شحن جميع مخزونها من اليورانيوم العالي التخصيب إلى الخارج أو الدخول في مناقشات حول برنامجها للصواريخ الباليستية. وتقول إيران إنها مستعدة لقبول بعض القيود على تخصيب اليورانيوم، لكنها تحتاج إلى ضمانات لا لبس فيها لعدم تراجع واشنطن عن أي اتفاق نووي مستقبلي. لا تنازل عن تخصيب اليورانيوم تشكل مسألة تخصيب اليورانيوم النقطة الخلافية الرئيسة في المحادثات، ففي حين اعتبر الموفد الأميركي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف الذي يمثل واشنطن في المحادثات أن الولايات المتحدة "لا يمكنها السماح حتى بنسبة واحد في المئة من قدرة التخصيب"، ترفض طهران التي تتمسك في حقها ببرنامج نووي لأغراض مدنية هذا الشرط، مشددة على أنه يخالف الاتفاق الدولي المبرم معها. وشدد المرشد الأعلى لإيران علي خامنئي على أن بلاده لا تنتظر الإذن من "هذا أو ذاك" لتخصيب اليورانيوم، مبدياً شكوكاً بإمكان أن تفضي المحادثات مع الولايات المتحدة إلى "أية نتيجة". وقال عراقجي في مقابلة تلفزيونية أمس الخميس، إنه إذا كانت الولايات المتحدة تهدف إلى إنهاء تخصيب اليورانيوم، فلن يكون هناك اتفاق نووي. وأضاف في المقابلة التي بثها التلفزيون الإيراني "قالوا (المسؤولون الأميركيون) إنهم لا يؤمنون بالتخصيب في إيران، ويجب أن يتوقف ذلك تماماً، وإذا كان هذا هو هدفهم فلن يكون هناك اتفاق". وعشية المحادثات أبدت إيران انفتاحها على "مزيد من عمليات التفتيش" لمنشآتها النووية، وقال عراقجي "نحن واثقون بالطبيعة السلمية لبرنامجنا النووي، وبالتالي لا مشكلة لدينا من حيث المبدأ في مزيد من عمليات التفتيش والشفافية". وقال وزير الخارجية الإيراني إن فكرة تشكيل اتحاد لتخصيب اليورانيوم بمشاركة دول أخرى ليست سيئة، لكنها لن تحل محل التخصيب على الأراضي الإيرانية. وكان وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو قال الثلاثاء إن واشنطن تعمل على التوصل إلى اتفاق يسمح لإيران ببرنامج نووي مدني من دون تخصيب اليورانيوم، مع اعترافه بأن تحقيق مثل هذا الاتفاق "لن يكون سهلاً". تقارير ترجح ضربة إسرائيلية يأتي ذلك في الوقت الذي أفاد فيه تقرير لشبكة "سي أن أن"، بأن إسرائيل ربما تستعد لشن ضربات على إيران. وعشية المحادثات، قال وزير الخارجية الإيراني أمس الخميس إن الولايات المتحدة ستتحمل المسؤولية القانونية، في حالة شن إسرائيل هجوماً على منشآت نووية إيرانية. وقال مصدر مطلع لـ"رويترز" إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي ورئيس جهاز الاستخبارات (الموساد) سيكونان في روما أيضاً لإجراء محادثات مع الفريق الأميركي الذي يتفاوض مع إيران. نقلت شبكة "سي أن أن" يوم الثلاثاء عن مسؤولي مخابرات القول إنه لم يتضح بعد ما إذا كانت إسرائيل اتخذت قراراً نهائياً في شأن اتخاذ إجراء عسكري، مشيرة إلى وجود خلاف في الآراء داخل الحكومة الأميركية في شأن ما إذا كانت إسرائيل ستقرر في نهاية المطاف تنفيذ هجوم. وقال عراقجي في رسالة موجهة إلى الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش "تحذر إيران بشدة من أية مغامرة من جانب النظام الصهيوني، وسترد بقوة على أي تهديد أو عمل غير قانوني من هذا النظام". وأضاف عراقجي أن إيران ستعتبر واشنطن "مشاركة" في أي هجوم من هذا القبيل، وسيتعين على طهران اتخاذ "تدابير خاصة" لحماية المواقع والمواد النووية لديها في حال استمرار التهديدات، وسيجري إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية لاحقاً بتلك الخطوات. ولم يحدد عراقجي أي تدابير إلا أن مستشاراً للمرشد الإيراني علي خامنئي قال في أبريل (نيسان) إن طهران قد تعلق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أو تنقل المواد المخصبة إلى مواقع آمنة وغير معلنة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) الحرس الثوري يحذر إسرائيل في بيان منفصل صدر أمس حذر الحرس الثوري الإيراني، من أن إسرائيل ستتعرض "لرد مدمر وحاسم" إذا هاجمت إيران. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن المتحدث باسم الحرس الثوري علي محمد نائيني القول "يحاولون تخويفنا بالحرب، لكنهم يخطئون في حساباتهم، إذ يجهلون الدعم الشعبي والعسكري القوي الذي يمكن للجمهورية الإسلامية حشده في ظروف الحرب". ويقول دبلوماسيون إن انهيار المفاوضات الأميركية الإيرانية، أو التوصل إلى اتفاق نووي جديد لا يقلل من مخاوف إسرائيل إزاء تطوير إيران أسلحة نووية، قد يحفز إسرائيل على شن ضربات ضد عدوها الإقليمي اللدود. وتبادلت إيران وإسرائيل هجمات مباشرة العام الماضي في أبريل (نيسان) وأكتوبر (تشرين الأول)، مما فاقم من خطر اندلاع صراع إقليمي. برنامج "سلمي" تصر طهران على أن برنامجها للطاقة النووية مخصص للأغراض المدنية فقط. وحدد الاتفاق الدولي المبرم مع طهران حول برنامجها النووي في عام 2015 سقف تخصيب اليورانيوم عند 3.67 في المئة، إلا أن طهران تقوم حالياً، وفق الوكالة الدولية للطاقة الذرية، بتخصيب اليورانيوم حتى نسبة 60 في المئة، غير البعيدة من نسبة 90 في المئة المطلوبة للاستخدام العسكري، وكانت إيران بدأت التخلي تدريجاً عن التزاماتها بالاتفاق رداً على الانسحاب الأميركي منه. وتشتبه بلدان غربية وإسرائيل، التي يعتبر خبراء أنها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط، أن إيران تسعى إلى حيازة قنبلة ذرية، وهو ما تنفيه طهران مشددة على أن برنامجها النووي غاياته مدنية حصراً. ويشغل القطاع النووي الإيراني أكثر من 17 ألف شخص، بمن فيهم في مجالي الطاقة والطبابة، وفق المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي، وأوضح الأخير في وقت سابق من مايو (أيار) الجاري أن "هولندا وبلجيكا وكوريا الجنوبية والبرازيل واليابان تخصب (اليوارنيوم) من دون حيازة أسلحة نووية".