
عمالة الفقيه بن صالح تحتفي باليوم الوطني للمهاجر في نسخة مميزة
بلاغ صحفي
في إطار الاحتفاء باليوم الوطني للمهاجر، الذي يخصه صاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بعناية ورعاية خاصة، احتضنت عمالة إقليم الفقيه بن صالح أيام 9 و10 و11 غشت 2025 فعاليات النسخة الثالثة من ملتقى المهاجر، بشراكة مع فعاليات مدنية ومؤسساتية، وتحت إشراف عامل الإقليم، وبمشاركة نخبة من الكفاءات المغربية المقيمة بالخارج.
تميزت هذه الدورة بحضور شخصيات رسمية من بينها النائبة الأولى للقنصل العام للمملكة بميلانو – إيطاليا، التي كانت ضيف شرف اليوم الوطني للمهاجر، وممثلي المصالح الخارجية، وجمعيات المجتمع المدني داخل وخارج المغرب، إضافة إلى عدد كبير من أفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج، وممثلي مؤسسات عمومية وخاصة، في أجواء جسدت قوة الروابط بين الوطن وأبنائه في المهجر.
شهد الملتقى لحظات اعتراف وامتنان لعدد من أبناء الجالية المنحدرين من الإقليم، تقديرا لعطاءاتهم وإسهاماتهم في تعزيز صورة المغرب بالخارج، وهم: نبيلة حمزة – عداءة مغربية متوجة بإيطاليا، د. سعيد العلام – كاتب وباحث في الفكر والشأن العام وفائز بجائزة كتارا الدولية للرواية، فهد لمهيضر – مهندس في الذكاء الاصطناعي بألمانيا ورئيس مجال الذكاء الاصطناعي بالمكتب الشريف للفوسفاط، عتيقة فنون – أول سائقة حافلة مغربية بإيطاليا، عبد الله خزراجي – مدير شركة متخصصة في تنظيم الفعاليات الثقافية والفنية لفائدة الجالية بإيطاليا، الحسين أولباز – إعلامي ومنتج دولي بالولايات المتحدة ومؤسس شركة United Com بالمغرب، ومصطفى رقيب – نائب رئيس جامعة السلطان مولاي سليمان ومدير المدرسة العليا للتكنولوجيا بالفقيه بن صالح.
احتضن الملتقى ندوة تحت شعار: 'ورش الرقمنة: تعزيز خدمات القرب الموجهة لمغاربة العالم'، بمشاركة المهندس فهد لمهيضر والمدرسة العليا للتكنولوجيا، والمجلس الإقليمي، والمجلس الجماعي، ومجلس جهة بني ملال خنيفرة، والمركز الجهوي للاستثمار، حيث تم استعراض مشاريع رقمنة الخدمات العمومية، التي تساهم في تسهيل الإجراءات على المرتفقين وتحفيز الاستثمار، انسجاما مع السياسة العمومية التي تعتبر الرقمنة ركيزة أساسية لربط الجالية بوطنها الأم.
كما شهد الملتقى ندوة ثانية تناولت دور مغاربة العالم في تحقيق التنمية المحلية والجهوية، بمشاركة أكثر من 250 كفاءة من إقليم الفقيه بن صالح، ومن تأطير البشير بوخرواعة، رئيس أنظمة البيانات الاقتصادية بصندوق النقد الدولي، إلى جانب نخبة من الأكاديميين والمسؤولين المحليين، الذين تجاوبوا مع أكثر من 45 سؤالًا.
وشهدت هذه النسخة حضور وفد من المستثمرين الإيطاليين، الذين أبدوا اهتماما بالفرص الاقتصادية بالإقليم، خاصة في مجالات الفلاحة والصناعات الغذائية والخدمات، حيث وفر الملتقى فضاء للتواصل المباشر مع الفاعلين المحليين واستكشاف إمكانيات التعاون.
وفي إطار البرنامج، نُظمت زيارة خاصة لوفد من الجالية برئاسة عامل الإقليم إلى الزاوية البصيرية بإقليم الفقيه بن صالح، وهي الزيارة التي كان لها طابع خاص وأضفت بعدا روحيا وثقافيا مميزا على الملتقى.
وتنوعت فقرات الملتقى بين سباق العدو الريفي، ودوري في كرة القدم لفائدة الشباب والأطفال، وعروض 'التبوريدة' التي أبرزت جمالية التراث المغربي الأصيل.
كما تخلل الملتقى سهرات موسيقية بمشاركة الفنان زكرياء الغافولي، والفنان يوسف لوزيني فايف ستار، والثنائي الكوميدي سعيد ووديع، إضافة إلى فرق فنية محلية.
وقد حضر السهرة الختامية أزيد من 1000 متفرج من المدينة ونواحيها، في أجواء سادها الاحترام والتفاعل الإيجابي، دون تسجيل أي حادثة شغب، مما عكس روح المسؤولية لدى الجمهور المحلي.
وكان عرض 'ملحمة الخاوة العميرية الموساوية' من أبرز الفقرات، بمشاركة 82 فنانا محليا جسدوا تنوع الفنون الشعبية بالإقليم.
وفي إطار البرنامج، نظمت زيارات ميدانية لأفراد الجالية المغربية المقيمة بالخارج للاطلاع عن قرب على مجموعة من المشاريع التنموية بالإقليم، شملت البناية الحديثة للمعهد العالي للتكنولوجيا الذي يستقطب أكثر من 1500 طالب وطالبة ويتوفر على أكثر من 12 تخصصا، والمستشفى الإقليمي الجديد للفقيه بن صالح، الذي يقترب من الانتهاء بعد استكمال الإجراءات والتصليحات النهائية، إضافة إلى زيارة مركز الانفتاح والمنطقة الصناعية بمنطقة البرادية التابعة للإقليم. وقد أسهمت هذه الزيارات في تعزيز التواصل بين الجالية ووطنها، وفتحت آفاقا جديدة للتعاون والتنمية المحلية والجهوية.
وفي تصريح باسم إدارة الملتقى، أكد المنظمون أن الحدث تجاوز كونه مناسبة للاحتفاء باليوم الوطني للمهاجر ليصبح فضاء ديناميكيا للتفاعل البنّاء مع قضايا الجالية وتطلعاتها. وأشاروا إلى أن عدد المسجلين في خيمة الاستقبال بالفقيه بن صالح تجاوز 1400 مهاجر من دول مختلفة خلال أسبوع فقط، مما يعكس أهمية الملتقى في تعزيز الروابط بين مغاربة العالم ووطنهم الأم، وفتح آفاق جديدة للاستثمار والتنمية، وهو ما يرسخ دوره كرافد حقيقي لدعم التنمية المحلية وتوفير فرص الشغل.
وأجمع المشاركون في ختام الملتقى على أنه أصبح منصة عملية للنقاش وطرح الحلول الواقعية المتعلقة بالسياسات العمومية المرتبطة بمغاربة العالم، مؤكدين أهمية استدامة هذه المبادرة لما تحقق من تعزيز الروابط بين الجالية ووطنها الأم، والمساهمة في دفع عجلة التنمية المحلية والجهوية.
إيطاليا تلغراف
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 2 ساعات
- الجمهورية
في ذكرى استشهاده بالشلف .. استحضار بسالة البطل "عبد الرحمان كرزازي"
أحيت بلدية بوقادير اليوم ، ذكرى استشهاد البطل الرمز "عبد الرحمان كرزازي" المدعو "سي طارق"، قائد المنطقة الرابعة، الذي قتلته فرنسا بتاريخ 15 أوت 1961 بدوار الشواقرية بعد معركة قوية وغير متكافئة، استبسل فيها البطل مع رفاقه في مواجهة أعتى قوة حاصرت الدوار المذكور، على إثر وشاية سقط بسببها الجميع شهداء. وعن مسار حياة البطل "عبد الرحمان كرزازي"، الملقب "الرائد سي طارق"، فإن تاريخه حافل بالبطولات، حيث ولد بقرية فلاحية بمولاي إدريس عرش بن وارسوس دائرة الرمشي بولاية تلمسان بتاريخ 19 ماي 1931، وهو ابن ميلود وعثمان دراوية، نشأ في أسرة مكونة من عشرة إخوة (05 إناث، و05 ذكور)، كانت تعتمد في عيشها على الفلاحة. وعرف البطل منذ صغره الحرمان وصعوبة الحياة من خلال المدرسة الفرنسية، حيث لم تسمح له ظروفه المعيشية بسبب الاستعمار من الاستمرار في التعلم كما كان يتمنى. وفي سنة 1951، بلغ عبد الرحمان العشرين سنة، فاستدعي لأداء الخدمة العسكرية الإجبارية، ليهاجر عام 1953 إلى فرنسا بحثا عن لقمة العيش، وهناك التقى بالمناضلين المنتمين لحركة انتصار الحريات الديمقراطية. وحين اندلعت ثورة التحرير في سنة 1954، قرر "عبد الرحمان كرزازي" العودة إلى الوطن والانضمام إلى صفوفها في سنة 1955 بصفته جنديا بناحية "وارسوس"، ضمن أول فوج لجيش التحرير الوطني، وكانت مهمته تدمير منشآت العدو ونصب الكمائن والإغارة على المواقع العسكرية الفرنسية، مثلما حدث في ندررومة عام 1956، والسعي المتواصل للحصول على الأسلحة التي كانت الثورة في أمّس الحاجة إليها، علاوة على توعية المواطنين، وتعريفهم بواجباتهم الثورية ودفعهم للانضمام للثورة. ومن المناضلين المخلصين الأوائل الذين التقاهم الشهيد، حسب الرواية التاريخية، نجد كلا من الجبلي وأبو الحسن .كما أسهم البطل رفقة مجموعة من رفاقه إلى استقبال الباخرة "دينا" القادمة من مصر الشقيقة، وهي محملة بالسلاح والذخيرة، لكن في طريق العودة، وقع اشتباك بين المجاهدين وجنود فرنسيين، فأبدى قائد هذه المعركة حنكة وبراعة في التسيير والقيادة، مما جعله يحظى بتقدير مسؤوليه في قيادة الناحية الرابعة، فرقي في سنة 1958 إلى عضو قيادة المنطقة الرابعة برتبة ضابط ثان، ثم أخذ يتدرج في سلم المسؤوليات والقيادة إلى أن أصبح قائد المنطقة الرابعة. وفي معركة دوار "الشواقرية" بالشلف، ارتقى البطل شهيداً، على إثر اكتشاف العدو لمخبئه، وهذا بعد مقاومة شديدة. ونظراً لعدم تكافؤ قوة الطرفين، شاء القدر أن ينال الضابط "عبد الرحمان كرزازي" الشهادة في هذه المعركة، وكان ذلك في الخامس عشر من شهر أوت سنة 1961، رحم الله البطل الشهيد الذي ما زال سكان المنطقة، خاصة كبار السن يروون عنه أجمل التفاصيل عن معاملته معهم، وشجاعته، وبخاصة الدور الذي قام به رفقة رفاقه من أجل تحريرهم من العبودية والذل، فقد كان يتنقل عبر منطقة جبال الظهرة التي كانت مهد الثورة بالجهة، وكان يحظى بحب كبير من قبل السكان الذين ما زلوا يتذكرونه إلى اليوم، ويروون بفخر واعتزاز بسالته في ملاقاة العدو


حدث كم
منذ 7 ساعات
- حدث كم
استرجاع إقليم وادي الذهب..ذكرى مجيدة طافحة بأسمى القيم الوطنية والذود عن حمى الوطن
أكد المندوب السامي لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، مصطفى الكثيري، اليوم الخميس، أن استرجاع إقليم وادي الذهب ذكرى مجيدة طافحة بأسمى القيم الوطنية المثلى والذود عن حمى الوطن ووحدته. وأوضح السيد الكثيري، خلال مهرجان خطابي نظم بالداخلة تخليدا للذكرى الـ 46 لاسترجاع إقليم وادي الذهب، أن هذه الذكرى المجيدة 'طافحة بأسمى القيم الوطنية المثلى، وما تجسده من معان عميقة ودلالات رمزية تنبض بما يخالج النفوس من مشاعر التمسك بمقومات الهوية المغربية الأصيلة والثوابت الوطنية الخالدة والذود عن حمى الوطن وحياضه ووحدته'. وأبرز في السياق، أن الحفاظ على الذاكرة التاريخية وصيانتها وضمان استمراريتها، يكتسي القيمة الرمزية والمكانة الأساسية التي أنيطت بالأجيال السالفة وأوكلت مسؤولية صيانتها للأجيال الحاضرة وتتحمل الأجيال القادمة مسؤولية استدامتها وإشعاعها. وبعد أن توقف عند مختلف المحطات المشرقة من نضالات الشعب المغربي بقيادة العرش العلوي المجاهد، واستحضر ذلك التاريخ الحافل بعظيم الأعمال وروائع الأمجاد، وتلك الدرر التي جسدت التلاحم بين القمة والقاعدة، قال السيد الكثيري إن المغرب وعبر كل حقبه وأزمنته التاريخية كان، وسيظل، حصنا حصينا وقلعة منيعة في وجه الأطماع والتحرشات الأجنبية بفضل شهامة وشجاعة أبنائه وشدة بأسهم وقوة شكيمتهم في التصدي للوجود الاستعماري والوقوف في وجه المتربصين بالوطن وإحباط مخططاتهم. وتابع أنه مع نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، تكالبت القوى الاستعمارية على المغرب، وبدأ مسلسل تجزيئ وتقسيم ترابه المقدس، لكن الكفاح الوطني الطويل والشاق الذي خاضه العرش العلوي الأبي والشعب المغربي الوفي على مدى السنين، أفضى في نهاية المطاف إلى اعتراف فرنسا وإسبانيا باستقلال المغرب وبأن تقسيم البلاد وتجزئتها لم يكن إلا إجراء إداريا استعماريا، وأنه من الطبيعي والمنطقي إعادة توحيدها ولم شمل أبنائها. وبعد العودة الميمونة لجلالة المغفور له محمد الخامس من المنفى إلى أرض الوطن في 16 نونبر 1955، وشروعه في خوض معركة استكمال الوحدة الترابية، كانت الاستجابة الفورية لسكان الأقاليم الجنوبية، إذ قدموا إلى الرباط لتجديد بيعة الرضا والرضوان وإعلان تجندهم المستمر لاستكمال ملحمة الكفاح وتحقيق الوحدة الترابية، معربين عن تعلقهم بأهداب العرش العلوي المجيد، وانخراطهم بقوة ضمن طلائع جيش التحرير بالجنوب المغربي الذي ما لبث أن انطلقت ملاحمه ضد القوات الفرنسية والاسبانية في عدد من المعارك ومن بينها 'أم العشار' و'مركالة' و'السويحات' سنة 1956 و'الرغيوة' و'وادي الصفا' و'آيت باعمران' سنة 1957 و'الدشيرة' سنة 1958. وأضاف السيد الكثيري أنه لم يكن انتهاء عهد الحجر والحماية إلا بداية لملحمة الجهاد الأكبر لبناء المغرب الجديد الذي كان من أولى قضاياه تحرير ما تبقى من تراب المملكة من نير الاحتلال، مذكرا أنه في هذا الظرف، جاءت زيارة جلالة المغفور له محمد الخامس، أكرم الله مثواه، إلى محاميد الغزلان وخطابه التاريخي بها يوم 25 فبراير 1958، الذي كان دعوة صريحة من جلالته لمواصلة درب الكفاح من أجل استكمال الاستقلال الوطني وتحقيق الوحدة. وتابع أنه لم يمض على هذه الزيارة الملكية سوى شهر ونصف حتى تحقق استرجاع إقليم طرفاية في 15 أبريل 1958، ليتم بعد ذلك استرداد مدينة سيدي إفني إلى حظيرة الوطن يوم 30 يونيو 1969، مبرزا أن مسلسل استكمال الوحدة الترابية توج بتنظيم المسيرة الخضراء المظفرة التي أبدعتها العبقرية الفذة لجلالة المغفور له الحسن الثاني، طيب الله ثراه، لاسترجاع الأقاليم الصحراوية المغتصبة، ولترتفع راية الوطن خفاقة في سماء مدينة العيون في 28 فبراير 1976 إيذانا بإجلاء آخر جندي أجنبي عن الصحراء المغربية. وفي يوم 14 غشت 1979، يضيف السيد الكثيري، كان أبناء إقليم وادي الذهب على موعد مع التاريخ، كما دأبهم دائما، حينما توجه ممثلوهم من الشرفاء والشيوخ والوجهاء والأعيان والعلماء وسائر ممثلي القبائل الصحراوية إلى عاصمة الم لك، الرباط، مجددين لأمير المؤمنين وحامي حمى الملة والدين جلالة المغفور له الحسن الثاني، آيات ولائهم وإخلاصهم ومعبرين عن تمسكهم بالعرش العلوي المنيف، سيرا على هدي أبائهم وأجدادهم، واصلين الحاضر بالماضي ومؤكدين تشبثهم بمغربيتهم والتزامهم الدائم بالوحدة الترابية المقدسة من طنجة إلى الكويرة. وشدد على أن الاحتفاء بهذه الذكرى المجيدة يعد مناسبة للتأكيد على التعبئة المستمرة واليقظة الموصولة لأسرة المقاومة وجيش التحرير كسائر فئات وأطياف المجتمع المغربي وراء صاحب الجلالة الملك محمد السادس من أجل صيانة الوحدة الترابية وتثبيت المكاسب الوطنية. وفي هذا السياق، أبرز أن ملف القضية الوطنية حقق انتصارات تلو أخرى برهنت عن أحقية المملكة في استكمال وحدتها الترابية المشروعة، مشيرا إن المنتظم الدولي أدرك وجاهة ومصداقية المقترح المغربي القاضي بمنح حكم ذاتي للأقاليم الجنوبية المسترجعة، وتحقيق إدماجها الاقتصادي والاجتماعي في الكيان الوطني الموحد من طنجة إلى الكويرة. وبهذه المناسبة، تم تكريم خمسة من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير، وهم من صفوة أبناء هذه الربوع المجاهدة، وذلك في إطار تكريس ثقافة الاعتراف والوفاء والعرفان برجالات المغرب الأبرار الذين أخلصوا للوطن وأسدوا وضحوا ذودا عن حريته واستقلاله ووحدته. من جهة أخرى، خصصت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير إعانات مالية لعدد من قدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير وأرامل المتوفين منهم عرفانا بما أسدوه خدمة للوطن، وتعدادها 45 إعانة مالية كإسعاف اجتماعي بغلاف إجمالي قدره 90.000 درهم. وعرف هذا المهرجان الخطابي، على الخصوص، حضور والي جهة الداخلة – وادي الذهب عامل إقليم وادي الذهب، وعامل إقليم أوسرد، و رؤساء المجالس المنتخبة، وعدد من المنتخبين ورؤساء المصالح الخارجية، وشخصيات مدنية وعسكرية، وأعضاء المقاومة وجيش التحرير المرافقين للمندوب السامي، بالإضافة إلى أفراد من أسرة المقاومة وجيش التحرير بالجهة وذوي الحقوق. ح/م


إيطاليا تلغراف
منذ 10 ساعات
- إيطاليا تلغراف
فقه القيادة وأبعاده الحضارية في قصة ذي القرنين
د. علي الصلابي نشر في 14 أغسطس 2025 الساعة 17 و 17 دقيقة إيطاليا تلغراف بقلم الدكتور علي محمد الصلابي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين إن الله تعالى أظهر في سيرة أحسن الملوك -ذي القرنين- (1)، مفاهيم حضارية وجعل في سيرته دروسًا لكل من أراد أن يحكم بالحق والعدل من الحكام في الناس, فأرشد القرآن الكريم عباده إلى ركائز الحضارة الربانية التي تقوم على شرع الله وتحكيمه بين العباد, فما هي هذه الركائز: الإيمان, العدل, العمل, وإنها لصفات لابد منها حتى يستقيم أمر الشعوب, ويأمنوا بحق على أنفسهم, وأموالهم, وأعراضهم, وأديانهم, وعقولهم, فالإيمان بالله ربًا يجعل الحاكم يحرص على أن يستقي أوامره وتشريعاته من منهج الله, الذي لا شطط فيه ولا خلاف, ولا إفراط ولا تفريط, ولا غلو ولا جفاء, ويكون بعيدًا كل البعد عن هواه, فلا يظلم ولا يبطر ولا يتحكم في رقاب الناس وأمنهم بدون وجه حق, والعدل لابد منه لأنه مركب النجاة, وأمان أهل الأرض, والثقة بين الراعي والرعية, والقائد والمقود والحاكم والمحكوم, وبالعمل والتعاون ينتشر العمران, وتعم الحضارة وفق منهج رب العالمين. لقد بنى ذو القرنين حضارة ربانية معتمدة على ركائز الإيمان, والعلم والعدل, والإصلاح مستهدفة بني الإنسان أينما حل وأقام, أو ارتحل إلى أي مكان, فقاد الدنيا بالإيمان والخير والفلاح, وعمل على تخليصها من أسر المادة الطاغية, وكذلك الكفر والشرك والإجرام. وحرص على تربية جنوده وأتباعه على الخير والحق ومحاربة الشر من النفوس, وأهم هذه الشرور الظلم والعدوان والتسلط على الناس, ومحاولة استعبادهم واستغلالهم لتحقيق مصالح شخصية, فالانحطاط الأخلاقي أضر شيء بالحياة الإنسانية. إن الحضارة الربانية متكاملة, وقابلة للبناء في أي وقت كان فيه التزام بالمنهج الرباني وأحكامه, لأن المنهج الرباني وأحكامه فيه كل الخير من عناصر معنوية اعتقادية وروحية وأخلاقية وعلمية وإبداعية, وعناصر مادية تشمل التقدم العمراني والصناعي والزراعي والتجاري, وكذلك عناصر تنظيمية وتشريعية تنظم حياة الفرد والمجتمع والدولة, مرتبطًا بجميع جوانب الحضارة ولذلك تخرج للوجود حضارة ربانية مؤمنة تتقدم لصالح البشرية ولنشر الهداية لتعميمها على العباد وتسعى لبناء الرجال على أسس من العقلية والأخلاق, والأفكار الصحيحة, والتصورات السليمة قبل بناء المباني وتجميل المدن, وصناعة الأسلحة. وتتميز الحضارة الربانية بتكاملها وتوازنها وتناسقها, من الحاجات الجسمية والعقلية والروحية وتتطلع إلى التنافس الشريف, وإسعاد البشرية, وتكوين الشخصية الربانية التي تتحمل مسئولياتها الحضارية. إن سيرة ذي القرنين في قيادته الحضارية للبشرية في زمانه تعطينا صورة مشرقة للإنسان القوي المؤمن العالم, الذي يسخر كل إمكانات دولته وجنوده وأتباعه وعلومه ووسائله وأسبابه لتعزيز شرع الله وتمكين دينه وخدمة الإنسانية وإعلاء كلمة الله, وإخراج الناس من الظلمات إلى النور, ومن عبادة الناس والمادة إلى عبادة الله (2), ولقد سار نبينا عليه أفضل الصلاة والسلام والخلفاء الراشدون من بعده, على نفس المنوال والهدى الذي رسمه القرآن الكريم, ولقد طبقوا قول الله تعالى: ' الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاَةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنْكَرِ وَللهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ' [الحج:41]. إن الإيمان الراسخ, والعمل الصالح, والسيرة الفاضلة, والمقاصد الخيرة, والدعوة إلى الله وإلى الحق واستخدام كل ما أوتينا من علم وحكمة يصنع الحضارة الربانية التي قاعدتها العقيدة الصحيحة, والتي تنبثق منها مبادئ وقيم وأخلاق ربانية تسعد من دخل في منهجها في الدنيا والآخرة. إن الحضارة الإنسانية الرفيعة تتحقق في ظل دين الإسلام, وبذلك نستطيع أن نعرف الحضارة الربانية بأنها: «تفاعل الأنشطة الإنسانية للجماعة الموحدة لخلافة الله في الأرض عبر الزمن, وضمن المفاهيم الإسلامية عن الحياة والكون والإنسان» (3). وهذا التعريف يتسع ليضم بين جوانبه حلقات الحضارة الربانية المتعددة والتي بدأت مع فجر التاريخ, عبر الأنبياء والرسل والمؤمنين بهم, حتى الحلقة الأوسع وهي الحلقة المبتدئة بعصر النبي صلى الله عليه وسلم وما تبعه من تفاعلات وأحداث. وهكذا تصبح الحضارة الربانية الحضارة العالمية, التي تضم بين أرجائها تفاعلات الأمم والشعوب المندرجة تحت شرع الله تعالى, وتقبل في عضويتها العالم بأسره, أسوده وأصفره وأبيضه وفق المنهج الرباني وأحكامه. وتسعى لخدمة الإنسان وإسعاده, ليكون مع سائر الأكوان المحيطة به في وحدة حضارية كونية تتسامى في تمجيد الله تعالى, وفي تسبيح أصيل للخلاق العليم خالق الوجود كله( ), قال تعالى: ' تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا' [الإسراء: 44]. إننا إذا تأملنا في قول الله تعالى: ' وَالْعَصْرِ إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ' [العصر:1-3]. لوجدناها بحق تمثل معنى الحضارة الربانية في مفاهيمها وعناصرها, فالسورة حوت عناصر الحضارة كلها بوضوح كامل: الإنسان, التجمع, صفة الجمع في السورة الذين آمنوا وعملوا الصالحات – الزمن- الصبغة, كما تضمنت التفاعل الحضاري المستمر بالعمل والتطبيق والتنفيذ للمبادئ والمفاهيم. إن تعطيل العمل والتنفيذ للمبادئ يعطل الربانية ويجعلها في حالة توقف وانتظار بل في حالة تأخر وانحسار (4). إن ذا القرنين ساهم في صناعة الحياة البشرية على أسس عقدية وأخلاق ربانية, وأكون قد أصبت الحقيقة إن قلت: وترك لنا معالم واضحة في التعامل مع نفسية الشعوب وتحريكها بالإيمان والعلم والعمل والعدل والإصلاح والتعمير. ب- الدروس والعبر والحكم: إن قصة ذي القرنين مليئة بالآيات والعبر والأحكام والآداب والثمرات والفوائد. نذكر منها: 1- الاعتبار برفع الله بعض الناس درجات على بعض, ورزقه من يشاء بغير حساب ملكًا ومالاً لما له من خفي الحكم وباهر القدرة, فلا إله سواه. 2- الإشارة إلى القيام بالأسباب, والجري وراء سنة الله في الكون من الجد والعمل, وأن على قدر الجد يكون الفوز والظفر, فإن ما قصه الله علينا عن ذي القرنين من ضربه في الأرض إلى مغرب الشمس, ومطلعها وشمالها وعدم فتوره, ووجدانه اللذة في مواصلة الأسفار وتجشم الأخطار, وركوب الأوعار والبحار ثم إحرازه ذلك الفخار, الذي لا يشق له غبار, أكبر عبرة لأولي الأبصار. 3- ومنها تنشيط الهمم لرفع العوائق, وأنه متى ما تيسرت الأسباب, فلا ينبغي أن يعد ركوب البحر ولا اجتياز القفر, عذرًا في الخمول, والرضاء بالدون, بل ينبغي أن ينشط ويمثل في مرارته حلاوة عقباه من الراحة والهناء. 4- وجوب المبادرة إلى معالي الأمور. 5- إن من قدر على أعدائه وتمكن منهم, فلا ينبغي له أن تسكره لذة السلطة بسوقهم بعصا الإذلال, وتجريعهم غصص الاستعباد والنكال, بل يعامل المحسن بإحسانه والمسيء بقدر إساءته. 6- إن على الملك إذا اشتكى إليه جور مجاورين, أن يبذل وسعه في الراحة والأمن دفاعًا عن الوطن العزيز, وصيانة للحرية والتمدن من مخالب التوحش والخراب, قيامًا بفريضة دفع المعتدين وإمضاء العدل بين العالمين. 7- إن على الملك التعفف عن أموال رعيته, والزهد في أخذ أجر في مقابل عمل يأتيه, ففي ذلك حفظ كرامته وزيادة الشغف بمحبته. 8- التحدث بنعمة الله إذا اقتضاه المقام. 9- تدعيم الأسوار والحصون في الثغور وتقويتها على أسس علمية وفق دراسة ميدانية صحيحة, لتنتفع به الأجيال على مر العصور وكر الدهور. 10- مشاركة الحاكم العمال في الأعمال, والإشراف بنفسه إذا تطلب الأمر, لكي تنشط الهمم. 11- تذكير الغير وتعريفهم ثمار الأعمال المهمة لكي يستشعروا رحمة الله تعالى. 12- استحضار القدوم على الله, واستشعار زوال هذه الدنيا والتطلع إلى ما عند الله. 13- الاعتبار بتخليد جميل الثناء, وجليل الآثار, حيث نجد أن الآيات الكريمة أوضحت أخلاق ذي القرنين الكريمة من شجاعة وعفة وعدل وحرص على توطيد الأمن والإحسان للمحسنين ومعاقبة الظالمين. 14- الاهتمام بتوحيد الكلمة لمن يملك أممًا متباينة, كما كان يرمي إليه سعي ذي القرنين, فإنه دأب على توحيد الكلمة بين الشعوب ومزج تلك الأمم المختلفة ليربطها بالمنهج الرباني والشرع السماوي (5). وبهذا نقف عند الدروس والعبر والحكم من هذا القصص القرآني الكريم. المصادر والمراجع: ( ) انظر: مجموع الفتاوى، ابن تيمية، (17/22). (2) انظر: ذو القرنين القائد الفاتح، محمد خير رمضان, ص390. (3) الإسلام والحضارة للندوة العالمية للشباب، أبحاث ووقائع اللقاء الرابع للندوة العالمية للشباب الإسلامي المنعقد في الرياض 27 ربيع الثاني 1399هـ، الموافق من 18 – 25 مارس 1979م – الناشر شركة دار العلم للطباعة بالسعودية، الطبعة الثالثة، (1/490). (4) الإسلام والحضارة للندوة العالمية للشباب (1/491). (5) انظر: تفسير الإمام القاسمي (11/87-90). (6) فقه النصر والتمكين، علي محمد الصلابي، ط1، مكتبة التابعين، القاهرة، 2001، ص 163-180. إيطاليا تلغراف السابق ما خطة 'إي وان' الإستطيانية؟