logo
الجمود السياسي والصحي في فرنسا يمنع تبني البدائل الفعالة والحلول المبتكرة ويفاقم أزمة التدخين

الجمود السياسي والصحي في فرنسا يمنع تبني البدائل الفعالة والحلول المبتكرة ويفاقم أزمة التدخين

عمون٠١-٠٨-٢٠٢٥
عمون - في ظلّ تزايد المخاطر الصحية الناتجة عن الاستمرار في ممارسة عادة التدخين واستهلاك السجائر التقليدية، وذلك بالتوازي مع الإخفاق المتواصل في السياسات التقليدية في الحد منه، تبرز الحاجة إلى تبني نهج أكثر واقعية وابتكاراً.
رغم تصدر عدة دول أوروبية المشهد مؤخراً بتقليص معدلات التدخين إلى حدود أدنى عبر تبني نهج أكثر مرونة وواقعية مع بدائل أقل خطورة كالسجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين، لا تزال فرنسا من بين أعلى الدول الأوروبية من حيث معدلات التدخين، مع وجود أكثر من 14 مليون مدخن يشكلون ما يزيد على 23% من السكان؛ ذلك أنها لا تعير أهمية للاستفادة من النماذج الناجحة لدى هذه الدول أو للاستناد إلى الأبحاث العلمية، بل إنها تواصل حظر هذه البدائل، مضحيةً بالصحة العامة لصالح نهج تقليدي جامد وسياسات صارمة طبقت على مدار عقود مثبتة فشلها.
في بريطانيا، وإيطاليا، واليونان، وعدد من دول أوروبا الشرقية، أظهرت التجربة أن توفير بدائل مدروسة قد يسهم في تقليل الاعتماد على التبغ التقليدي، وخفض معدلات الإصابة بالأمراض المرتبطة به. في هذا السياق، تبرز تجربة السويد كمثال حي؛ حيث ساهم تبني البدائل فيها في خفض معدل التدخين إلى أقل من 5%، وتسجيل أقل نسب في الإصابة بسرطان الرئة في أوروبا.
ورغم هذه المؤشرات الإيجابية، تواصل فرنسا التمسك بموقفها المتشدد، لا سيما بعد طرح مشروع قانون يهدف إلى حظر أكياس النيكوتين على غرار حظر المنتجات الإلكترونية ذات الاستخدام الواحد. هذه الإجراءات لم تأت استناداً إلى معطيات علمية حديثة، بل تبدو امتداداً لمواقف تقليدية يصعب التخلي عنها، حتى في ظل فشلها الواضح في حماية الصحة العامة.
يأتي هذا في وقت بدأ فيه الاتحاد الأوروبي النظر في إمكانية تنظيم استخدام هذه المنتجات أو حظرها، وسط تباين في المواقف بين الدول الأعضاء. وبينما يتطلع البعض إلى الاستفادة من التجارب الناجحة، تواصل باريس تجاهل الدعوات المتكررة لمراجعة سياساتها، رغم أن عدداً من العلماء والبرلمانيين الفرنسيين أنفسهم طالبوا بتقنين استخدام هذه البدائل بدل حظرها، حفاظاً على أرواح المدخنين، ومنعاً لانزلاقهم نحو التهريب أو المنتجات غير الخاضعة للرقابة.
ولعل المفارقة تكمن في أن هذه البدائل ليست خالية تماماً من المخاطر، لكنها وفق تقييمات جهات علمية مرموقة كإدارة الغذاء والدواء الأمريكية، تعد أقل خطورة بشكل كبير من السجائر التقليدية، ولا تُسبب نفس المخاطر الناتجة عن احتراق التبغ واستنشاقه، كما أن توفير هذه الخيارات قد يحقق فائدة ملموسة للصحة العامة.
في المقابل، يتصاعد تهريب السجائر في فرنسا، وتقدر خسائر الدولة من عائدات الضرائب بنحو 7 مليارات يورو سنوياً، في حين تغض الجهات المعنية الطرف عن مليارات يتم جبايتها من الشركات المصنعة للسجائر التقليدية، مما يضع علامات استفهام حول أولويات هذه السياسات ومدى اتساقها مع أهدافها الصحية المعلنة.
وفي خضم كل هذا، يغيب الحديث عن الابتكار في السياسات الصحية، وعن ضرورة الموازنة بين ضبط الاستخدام وحماية المجتمع من المخاطر، وبين إتاحة بدائل مدروسة قد تساعد المدخنين على الإقلاع التدريجي.
في هذا السياق، يبرز التساؤل المشروع عما إذا كان الأوان قد آن لإعادة النظر في السياسة الصحية، وتغليب مصلحة الصحة العامة على التمسك بالمواقف الجامدة، وما إذا كانت فرنسا تملك الشجاعة للانتقال من منطق الحظر إلى منطق التنظيم المدروس الذي يُنقذ الأرواح بدل أن يعاقب المدخنين؟
في واقع الأمر، لقد بات من الواجب على صانعي القرار في فرنسا والعالم إعادة النظر في السياسات الصحية التقليدية المتشددة، والاتجاه نحو تبني حلول مبتكرة وبدائل أقل خطورة مثل السجائر الإلكترونية وأكياس النيكوتين، مع وضع إطار تنظيمي صارم يضمن سلامة المستهلكين؛ ذلك أن تبني هذه المقاربات الواقعية يساهم في خفض معدلات التدخين ويحد من الأعباء الصحية والاقتصادية الناجمة عنه، بدلاً عن التمسك بسياسات تقليدية أثبتت فشلها.
-انتهى-
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الجيش يتلسم سيارات إسعاف من باكستان لصالح المرضى والمصابين في غزة
الجيش يتلسم سيارات إسعاف من باكستان لصالح المرضى والمصابين في غزة

عمون

timeمنذ 3 ساعات

  • عمون

الجيش يتلسم سيارات إسعاف من باكستان لصالح المرضى والمصابين في غزة

عمون - تسلّمت القوات المسلحة الأردنية، ممثلة بمديرية الخدمات الطبية الملكية، اليوم الاحد، سيارات إسعاف مقدمة من منظمة "خِدمت" الباكستانية الإغاثية الإنسانية، بالشراكة مع فرعها في المملكة المتحدة منظمة "أغوش"، والتي سيتم إرسالها إلى المستشفيات الميدانية الأردنية العسكرية لدعم المرضى والمصابين في قطاع غزة، بحضور مدير عام الخدمات الطبية الملكية وممثل المنظمة في عمان. ويأتي هذا التبرع الذي شمل ثلاثة سيارات إسعاف، بهدف تقديم يد العون والمساعدة للمرضى والمصابين داخل المستشفيات الميدانية العسكرية الأردنية في القطاع. وقال مدير عام الخدمات الطبية الملكية العميد الطبيب سهل الحموري: "إن الخدمات الطبية الملكية بمختلف طواقمها الطبية والإدارية تعمل في سبيل تقديم الخدمة الطبية المتميزة للأشقاء في فلسطين"، مضيفاً أن سيارات الإسعاف الجديدة ستُسهم في زيادة قدرات الخدمات الطبية في التعامل مع الحالات الحرجة ونقل المصابين من القطاع إلى المستشفيات العسكرية الأردنية، مثمناً دور المنظمة الباكستانية في تقديم الدعم بمختلف أشكاله". من جهته قال ممثل المنظمة في عمان الدكتور وضاح الكيلاني "إن هذا الدعم يُمثل جزءًا بسيطًا من واجب إنساني وأخلاقي تجاه الأشقاء في غزه، للمساهمة في جهود الأردن المستمرة والدؤوبة لتقديم الدعم الضروري لأهالي القطاع في هذه الأوقات العصيبة"، مشيراً إلى أن المبادرة تعكس عمق التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، وتُجسد الالتزام المستمر تجاه القضايا الإنسانية العادلة. يُذكر أن الأردن، بقيادة جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين (حفظه الله) يواصل القيام بدور محوري في دعم الأشقاء الفلسطينيين في غزة، من خلال الجسور الجوية والقوافل البرية والإمدادات الطبية المستمرة، وتقديم الخدمات الطبية والعلاجية في المستشفيات الميدانية.

الصحة السودان: تم احتواء الكوليرا في الخرطوم
الصحة السودان: تم احتواء الكوليرا في الخرطوم

عمون

timeمنذ 4 ساعات

  • عمون

الصحة السودان: تم احتواء الكوليرا في الخرطوم

عمون - أعلن وكيل وزارة الصحة السودانية، هيثم إبراهيم، أنه تم احتواء وباء الكوليرا في العاصمة الخرطوم، وأن نسبة الوفيات صفر. فيما قال إبراهيم، الأحد، إن معدلات الإصابة والوفاة بالكوليرا في إقليم دارفور غرب البلاد تشهد ارتفاعاً كبيراً، خاصة في منطقة طويلة التي سجلت 400 إصابة و30 حالة وفاة الأسبوع الماضي. كما أضاف أنه تم إيصال المعينات الطبية لسبع محافظات بولاية شمال دارفور. إلا أنه أردف أنه تعذر إجراء إسقاط جوي إغاثي للفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، "بسبب حصار قوات الدعم السريع للمدينة". تفشي الوباء في كل الولايات يأتي ذلك بينما كشفت منظمة الصحة العالمية، الخميس الفائت، تسجيل حوالي 100 ألف حالة إصابة بالكوليرا منذ يوليو 2024 في السودان. وقال المدير العام للمنظمة تيدروس أدهانوم غيبريسوس خلال مؤتمر صحافي في جنيف إن "وباء الكوليرا انتشر في السودان، حيث أبلغت كل الولايات عن تفشيه"، موضحاً أنه تم الإبلاغ عن حوالي 100 ألف حالة منذ يوليو من العام الماضي". كما بيّن تيدروس أنه تم إجراء حملات تطعيم ضد الكوليرا في عدة ولايات، بينها العاصمة الخرطوم. كذلك حذر أيضاً من أنه "من المتوقع أن تؤدي الفيضانات الأخيرة التي شهدتها أجزاء كبيرة من البلاد، إلى تفاقم سوء التغذية وتأجيج تفش جديد للكوليرا والملاريا وحمى الضنك وأمراض أخرى". والكوليرا عدوى معوية حادة تنتشر عبر الطعام والماء الملوثين بالبكتيريا، وغالباً من خلال البراز. كما تُسبب إسهالاً شديداً وقيئاً وتشنجات عضلية. فيما يمكن أن يكون المرض قاتلاً في غضون ساعات إذا تُرك من دون علاج. كذلك يعاني ملايين الأشخاص في كل أنحاء السودان من الجوع، وحذرت الصحة العالمية من أن حوالي 770 ألف طفل دون سن الخامسة قد يعانون من سوء التغذية الحاد هذا العام. يذكر أنه منذ أبريل 2023، تشهد البلاد حرباً بين الجيش بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، أدت إلى مقتل عشرات الآلاف وتهجير وتشريد الملايين، وفق وكالة فرانس برس. العربية نت

تراجع بالجهاز المناعي .. تطور جديد في الحالة الصحية لأنغام
تراجع بالجهاز المناعي .. تطور جديد في الحالة الصحية لأنغام

عمون

timeمنذ 5 ساعات

  • عمون

تراجع بالجهاز المناعي .. تطور جديد في الحالة الصحية لأنغام

عمون - شهدت الحالة الصحية للفنانة أنغام تطوراً جديداً خلال الساعات القليلة الماضية وكشف مصدر مقرب من الفنانة أن الفريق الطبي المعالج لها بإحدى المستشفيات الخاصة بمدينة ميونخ الألمانية، لاحظ وجود تراجع بسيط في نشاط الجهاز المناعي، مما اضطره لاتخاذ إجراءات طبية عاجلة لتحسين حالتها. وأضاف المصدر أن الساعات التي تبعت الجراحة الدقيقة التي خضعت لها أنغام لاستئصال جزء من البنكرياس، كانت صعبة للغاية، حيث خرجت من غرفة العمليات ودخلت العناية المركزة لعدة ساعات. وأضاف أنه تم نقل أنغام إلى غرفة عزل بالمستشفى لعدة ساعات، بسبب ضعف أداء الجهاز المناعي، وهذا أمر طبيعي بعد الجراحات الطبية الدقيقة التي تخص البنكرياس أو الكبد. وتابع المصدر أن قرار نقل أنغام لغرفة عزل هو إجراء طبي احترازي، خوفاً من إصابتها بأية فيروسات لا يستطيع جهازها المناعي خلال تلك الفترة السيطرة عليها، كما أن الفريق الطبي المعالج لها أخضعها لبروتوكول علاجي مكثف لرفع كفاءة الجهاز المناعي وأوضح المصدر أن عودتها إلى القاهرة ستكون بعد استقرار حالتها بشكل كامل، وفور أن يسمح لها الأطباء بمغادرة المستشفى والعودة إلى مكان إقامتها في ألمانيا، وبعدها العودة إلى وطنها. جدير بالذكر أن أنغام كانت قد خضعت منذ أسبوعين لعملية منظار جراحي لاستئصال كيس من على البنكرياس، وخضعت بعدها للعديد من الفحوص الطبية الدقيقة التي كشفت عن ضرورة التدخل الجراحي مرة أخرى من أجل استئصال ما تبقى من الكيس، وجزء من البنكرياس، وهذا ما خضعت إليه منذ أيام قليلة. وطاردت الشائعات الفنانة أنغام خلال الأيام الماضية، وانتشرت أخبار حول إصابتها بالسرطان، وهو ما نفته مديرة أعمالها. العربية

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store