logo
ماذا حدث للأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان، التي يسعى ترامب لاستردادها؟

ماذا حدث للأسلحة الأمريكية المتروكة في أفغانستان، التي يسعى ترامب لاستردادها؟

الوسط٠٤-٠٤-٢٠٢٥

EPA
اثنان من أفراد الأمن التابعين لطالبان يحملان الأسلحة الخفيفة في أحد شوارع قندهار
قالت مصادر لبي بي بي سي إن نصف مليون قطعة سلاح، حصلت عليها حركة طالبان في أفغانستان، فُقدت أو بيعت أو هُرّبت إلى جماعات أخرى، إذ تعتقد الأمم المتحدة أن بعض هذه القطع وقعت في أيدي جماعات تابعة لتنظيم القاعدة.
وقال مسؤول أفغاني سابق لبي بي سي دون الكشف عن هويته إن حركة طالبان سيطرت على حوالي مليون قطعة سلاح، ومعدات عسكرية كان معظمها من الولايات المتحدة، عندما استعادت السيطرة على أفغانستان عام 2021.
وشملت تلك المعدات، أسلحة نارية أمريكية الصنع مثل بنادق إم 4 وإم 16، بالإضافة إلى أسلحة أخرى قديمة كانت بحوزة جنود الحكومة الأفغانية السابقة، وتُركت في البلاد بعد عقود من الصراع.
ومع سيطرة حركة طالبان على أفغانستان عام 2021، استسلم الكثير من الجنود الأفغان أو فروا، تاركين أسلحتهم ومدرعاتهم، كما تركت القوات الأمريكية بعض المعدات بعد إعلان انسحابها.
وأفادت مصادر لبي بي سي أن حركة طالبان اعترفت أمام لجنة العقوبات التابعة لمجلس الأمن الدولي في الدوحة، نهاية العام الماضي، بفقد نصف هذه المعدات على الأقل.
وقال شخص من اللجنة إنهم تحققوا من أن مصير نصف مليون قطعة عسكرية بات غير معروف.
وذكرت الأمم المتحدة في تقرير لها في فبراير/شباط الماضي أن الجماعات التابعة لتنظيم القاعدة، التي تشمل حركة طالبان في باكستان، والحركة الإسلامية في أوزبكستان، وحركة تركستان الشرقية الإسلامية، وحركة أنصار الله الحوثي في اليمن، كانت تحصل على الأسلحة التي استولت عليها طالبان أو تشتريها من السوق السوداء.
ورداً على ذلك، قال حمد الله فطرت، نائب المتحدث باسم حكومة طالبان لبي بي سي، إن الحركة تأخذ حماية الأسلحة وتخزينها على محمل الجد، قائلاً إن "جميع الأسلحة الخفيفة والثقيلة تُخزن بشكل آمن، ونرفض بشدة مزاعم التهريب أو الضياع".
وذكر تقرير للأمم المتحدة عام 2023 أن طالبان سمحت للقادة العسكريين بالاحتفاظ بـ20 في المئة من الأسلحة الأمريكية التي تم الاستيلاء عليها، وأن السوق السوداء تزدهر نتيجة لذلك، وعلى الرغم من أن هؤلاء القادة يتبعون حركة طالبان، إلا أنهم يتمتعون غالباً بدرجة من الاستقلالية في مناطقهم.
ولاحظت الأمم المتحدة أن إهداء الأسلحة هي عادة دارجة على نطاق واسع بين القادة العسكريين ومقاتليهم لتعزيز السلطة، ولا تزال السوق السوداء مصدراً غنياً للأسلحة بالنسبة لطالبان.
الأسلحة تباع عبر الواتس أب
EPA
أحد أفراد الأمن التابع لحركة طالبان يفتش سيارة عند نقطة تفتيش في مدينة قندهار
وقال صحفي سابق في قندهار لبي بي سي"كان هناك سوق مفتوحة للسلاح في أفغانستان، واستمرت لمدة عام بعد استيلاء طالبان على السلطة، ولكنها أصبحت الآن سرية عبر تطبيق واتساب"
وأضاف أن الأفراد الأثرياء والقادة العسكريين يتاجرون بالأسلحة والمعدات الأمريكية الجديدة والمستعملة، ومعظمها من الأسلحة التي تركتها القوات المدعومة من الولايات المتحدة.
وفي حين كان تقدير المفتش العام الأمريكي الخاص لإعادة إعمار أفغانستان (سيغار) لعدد الأسلحة أقل من التقديرات التي ذكرتها مصادرنا، لكنه أقر في تقرير عام 2022 بأنه لم يتمكن من الحصول على معلومات دقيقة.
وقامت مختلف الإدارات والمنظمات الأمريكية بتمويل المعدات وتوريدها إلى أفغانستان على مر السنين.
وأضاف سيغار أنه كان هناك "أوجه قصور ومشاكل في عمليات وزارة الدفاع، لتتبع المعدات في أفغانستان"، لأكثر من عقد من الزمان، منتقداً وزارة الخارجية التي "قدمت لنا معلومات محدودة، وغير دقيقة وفي أوقات غير مناسبة، حول المعدات والأموال، التي تركتها وراءها"، وهو ما نفته الوزارة.
وتعد هذه القضية سياسية إلى حد كبير، إذ قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مراراً إنه سيستعيد الأسلحة من أفغانستان، موضحاً أنها أسلحة متطورة تبلغ قيمتها 85 مليار دولار وتُركت هناك.
وقال ترامب خلال أول اجتماع وزاري له في الإدارة الجديدة: "تعد أفغانستان من أكبر بائعي المعدات العسكرية في العالم، أتعرف لماذا؟ إنهم يبيعون المعدات التي تركناها"، وأضاف: "أريد أن أنظر في هذا الأمر، إذا كنا بحاجة إلى الدفع لهم، فذلك جيداً، لكننا نريد استعادة معداتنا العسكرية".
وواجه الرقم الذي أعلنه ترامب معارضة كبيرة بالنظر إلى أن الأموال التي أُنفقت في أفغانستان شملت أيضاً التدريب والرواتب، ولم يرد اسم أفغانستان في قائمة معهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام لأكبر 25 دولة مصدرة للأسلحة العام الماضي.
طالبان تعتبر الأسلحة رمزاً للنصر
ورداً على تعليقات ترامب، قال ذبيح الله مجاهد، المتحدث باسم حركة طالبان، للتلفزيون الرسمي الأفغاني: "صادرنا هذه الأسلحة من الإدارة السابقة، وسنستخدمها للدفاع عن البلاد ومواجهة أي تهديدات".
وتستعرض طالبان بانتظام الأسلحة الأمريكية التي تشمل قاعدة باغرام، التي كانت تمثل القاعدة الرئيسية للولايات المتحدة وحلف الناتو، وتصور هذه الأسلحة باعتبارها رمزاً للنصر والشرعية.
وبعد الانسحاب الأمريكي عام 2021، ادّعى البنتاغون أن المعدات الأمريكية التي تُركت في أفغانستان كانت معطلة، لكن طالبان قامت منذ ذلك الحين ببناء جيش قوي باستخدام الأسلحة الأمريكية وتفوقت على الجماعات المنافسة، مثل جبهة المقاومة الوطنية، وتنظيم الدولة الإسلامية في ولاية خراسان.
وقال مصدر من الحكومة الأفغانية السابقة لبي بي سي إن المئات من سيارات هامفي غير المستخدمة، والمركبات المدرعة المضادة للكمائن والألغام، وطائرات الهليكوبتر من طراز بلاك هوك لا تزال في مستودعات قندهار.
وعرضت حركة طالبان بعضاً من هذه المعدات في مقاطع فيديو دعائية، لكن قدرتها على تشغيل وصيانة الآلات المتطورة - مثل مروحيات بلاك هوك - تبقى محدودة بسبب نقص الأفراد المدربين والخبرة الفنية، ولم يدخل جزء كبير من هذه المعدات المتطورة إلى الخدمة حتى الآن.
ومع ذلك، تمكنت حركة طالبان من استخدام معدات أكثر بساطة، مثل عربات هامفي والأسلحة الخفيفة، في عملياتها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

«المسيرة»: عدوان إسرائيلي على مطار صنعاء
«المسيرة»: عدوان إسرائيلي على مطار صنعاء

الوسط

timeمنذ 20 ساعات

  • الوسط

«المسيرة»: عدوان إسرائيلي على مطار صنعاء

أكدت قناة «المسيرة» التلفزيونية التابعة للحوثيين أن قصفا إسرائيليا طال مطار صنعاء، الأربعاء. وأفادت القناة على منصة «إكس» بحدوث «عدوان إسرائيلي على مطار صنعاء الدولي»، من دون تقديم تفاصيل إضافية. وأعلن وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس في وقت سابق اليوم، أن مقاتلات تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي قصفت أهدافا في مطار العاصمة اليمنية صنعاء. استهداف إسرائيلي لمطار صنعاء وتعرض مطار العاصمة اليمنية بين السادس والسابع من مايو الجاري، لغارات إسرائيلية مكثفة، وأعلن الحوثيون حينها أنّ المطار «دُمّر بالكامل» وقدروا حجم الخسائر التي لحقت به بنحو 500 مليون دولار. وبين 2016 و2022 توقف المطار عن العمل سوى للرحلات التي تنظّمها الأمم المتحدة، في ظل النزاع بين الحكومة المعترف بها دوليا والمدعومة من تحالف تقوده السعودية والحوثيين. وفرض التحالف حصارا جويا على صنعاء لم ينته إلا في 2022 بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار أنهى الأعمال العدائية لستة أشهر، وعلى الرغم من أنه لم يجر تجديده إلا أنّ المعارك توقفت على نطاق واسع. ونفذ الحوثيون عشرات الهجمات بالصواريخ والطائرات المسيّرة على «إسرائيل» نصرة لأهالي قطاع غزة الذي دمرته الغارات الإسرائيلية ضمن حرب الإبادة الشاملة التي بدأت في السابع من أكتوبر 2023. كما استهدفوا سفنا مرتبطة بـ«إسرائيل» قبالة سواحل اليمن. بالمقابل، شن الاحتلال بدءا من يوليو الماضي عشرات الغارات الجوية التي استهدفت الموانئ ومطار صنعاء وبنى تحتية أوقعت 33 قتيلا على الأقل، وفق حصيلة أعدتها «فرانس برس» استنادا إلى بيانات الحوثيين.

نتنياهو ينكر التجويع في غزة.. مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين برصاص جنوده قرب مساعدات أمريكية!
نتنياهو ينكر التجويع في غزة.. مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين برصاص جنوده قرب مساعدات أمريكية!

عين ليبيا

timeمنذ 21 ساعات

  • عين ليبيا

نتنياهو ينكر التجويع في غزة.. مقتل وإصابة عشرات الفلسطينيين برصاص جنوده قرب مساعدات أمريكية!

لقي 3 فلسطينيين مصرعهم وأصيب 46 آخرين، الثلاثاء، إثر إطلاق النار عليهم من قبل جنود إسرائيليين بالقرب من موقع تديره الولايات المتحدة الأمريكية لتوزيع المساعدات في منطقة رفح جنوب قطاع غزة. وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في غزة عبر قناته على 'تليغرام' بأن الحادث وقع أثناء تواجد الفلسطينيين قرب نقطة توزيع المساعدات. فيما أشارت مصادر فلسطينية إلى وجود عدد من المفقودين بعد توجههم إلى الموقع في وقت لاحق من اليوم. ووصف المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، الثلاثاء، الوضع الإنساني في قطاع غزة بـ'المفجع'، مشيراً إلى أن صور الحشود الفلسطينية التي تتدافع للحصول على المساعدات الغذائية 'تدمي القلب'. وأضاف دوجاريك أن الوقود غير متوفر حالياً في جنوب غزة، ولم يتم استلام سوى ثلث الإمدادات المطلوبة الأسبوع الماضي، محذراً من تفاقم الأزمة الإنسانية في المنطقة. ودعا المتحدث إلى فتح جميع نقاط العبور للمساعدات الإنسانية والسلع التجارية، مؤكداً أن الأمم المتحدة وشركاءها على استعداد لتقديم المساعدات على نطاق واسع. وشدد دوجاريك على ضرورة احترام القانون الدولي وتمكين العمليات الإنسانية دون مزيد من التأخير، لتخفيف معاناة السكان المحاصرين في القطاع. هذا وتسببت الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة، التي اندلعت في 7 أكتوبر 2023، في مقتل نحو 54 ألف فلسطيني وإصابة أكثر من 120 ألفًا، إضافة إلى تدمير القطاع بشكل شبه كامل وتعطيل الخدمات الأساسية اللازمة للحياة مثل المياه والكهرباء والاتصالات والخدمات الطبية. في السياق، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الاتهامات الموجهة لإسرائيل باستخدام التجويع كسلاح حرب ضد قطاع غزة، مؤكدًا في خطاب ألقاه الثلاثاء في وزارة الخارجية أن 'لا أحد يعاني من الهزال منذ بداية الحرب وحتى اليوم'. ودافع نتنياهو عن خطة توزيع المساعدات في غزة، المدعومة من الولايات المتحدة والتي بدأت عملياتها في وقت سابق من الثلاثاء، واصفًا إياها بـ'أداة حاسمة لإضعاف حركة حماس'. وأقر بوجود 'فقدان مؤقت للسيطرة' خلال حادث اجتياح آلاف الغزيين لأحد مواقع توزيع المساعدات جنوبي القطاع، لكنه أكد استعادة السيطرة ووعد بزيادة عدد هذه المواقع. وأوضح نتنياهو أن الهدف من المبادرة هو 'جعل عناصر حماس مثل السمك بلا ماء، من خلال حرمانهم من الأداة التي يستخدمونها للحكم، وهي المساعدات الإنسانية التي ينهبونها'، وهي تهمة تنفيها الحركة بشكل مستمر. وأكد أن إسرائيل تستهدف 'حماس لا المدنيين' منذ بداية الحرب، مشيرًا إلى اتخاذ إجراءات لإخلاء المدنيين من مناطق القتال وتزويدهم بالغذاء والماء والدواء، مشددًا على أن ذلك يتماشى مع القانون الدولي والمنطق السليم. ورغم ذلك، لم يتطرق نتنياهو إلى فترة تجاوز الشهرين من إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات إلى قطاع غزة، والتي أثارت تحذيرات عدة من منظمات دولية بشأن مجاعة وشيكة في القطاع، ما يضع حكومة نتنياهو تحت ضغط متزايد. زيارة مثيرة للجدل لوزير الخارجية النرويجي إلى إسرائيل وسط توتر العلاقات زار وزير الخارجية النرويجي، إسبن بارث إيدي، إسرائيل الثلاثاء لحضور مؤتمر حول 'مكافحة معاداة السامية'، في خطوة أثارت جدلاً واسعًا داخل إسرائيل بسبب مواقفه النقدية الحادة ضد تل أبيب. ويُعرف إيدي بانتقاده المستمر لسلوك إسرائيل في قطاع غزة، متهمًا إياها بارتكاب 'جرائم حرب' و'جرائم ضد الإنسانية'، كما أعلن رفض بلاده بيع الأسلحة لإسرائيل. ورغم دعوته للمشاركة في المؤتمر نظراً لعضوية النرويج في التحالف الدولي لإحياء ذكرى الهولوكوست، رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الخارجية جدعون ساعر لقاءه، ولم يُحدد موعد لعقد أي اجتماع معه. ووصف مسؤولون إسرائيليون قرار دعوته بأنه 'خطأ دبلوماسي'، وقال مسؤول كبير لصحيفة 'يديعوت أحرونوت': 'من الجنون السماح لهذا الرجل الذي يكرهنا بالمجيء إلى هنا'. وأكد إيدي أنه سيستغل الزيارة لإيصال ثلاث رسائل رئيسية: الدعوة إلى وقف إطلاق نار فوري في غزة، وزيادة المساعدات العاجلة للفلسطينيين، ودعم حل الدولتين، مضيفًا: 'إذا أردنا إنهاء الحرب في غزة، فعلينا التحدث مع من يملكون القدرة على وقفها'. وأشار إلى أن السلطات الإسرائيلية 'يمكن أن تختلف معي، لكن لا يمكنها اتهامي بمعاداة السامية لمجرد أنني أنتقد قصف المستشفيات'. يُذكر أن النرويج أعلنت في مايو من العام الماضي، إلى جانب إسبانيا وأيرلندا، الاعتراف الرسمي بالدولة الفلسطينية، ما يزيد من تعقيد علاقاتها مع إسرائيل.

الأمم المتحدة تأسف لمشاهد «مؤلمة» خلال اندفاع فلسطينيين نحو مركز لتوزيع المساعدات في غزة
الأمم المتحدة تأسف لمشاهد «مؤلمة» خلال اندفاع فلسطينيين نحو مركز لتوزيع المساعدات في غزة

الوسط

timeمنذ يوم واحد

  • الوسط

الأمم المتحدة تأسف لمشاهد «مؤلمة» خلال اندفاع فلسطينيين نحو مركز لتوزيع المساعدات في غزة

وصف الناطق باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوغاريك، اليوم الثلاثاء، صورًا تظهر آلافًا من الفلسطينيين يندفعون نحو مركز لتوزيع المساعدات في غزة بأنها «مؤلمة». وقال دوغاريك «لقد شاهدنا الفيديو الصادر من غزة حول إحدى نقاط التوزيع التي أنشأتها مؤسسة غزة الإنسانية. وبصراحة، هذه الفيديوهات والصور مؤلمة جدًا». وأضاف «كما أشار الأمين العام الأسبوع الماضي، لدينا وشركاؤنا خطة مفصلة وعملية سليمة، تدعمها الدول الأعضاء لإيصال المساعدات إلى السكان المحتاجين»، بحسب «فرانس برس». واندفع آلاف الفلسطينيين عصر الثلاثاء باتجاه مركز جديد لتوزيع المساعدات تديره منظمة مدعومة أميركيًا في منطقة غرب رفح في جنوب قطاع غزة، وأتت الحادثة بعد أيام من بدء تخفيف الحصار المطبق الذي فرضه الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة منذ الثاني من مارس الماضي والذي تسبب بنقص حاد بالغذاء والدواء والماء والوقود وغيرها من مستلزمات الحياة الأساسية. أبرز المكتب الإعلامي الحكومي لغزة، في بيان، أن الاحتلال «فشل فشلًا ذريعًا في مشروع توزيع المساعدات بمناطق العزل العنصرية وسط انهيار المسار الإنساني وتصاعد جريمة التجويع». وأوضح المكتب الإعلامي: «نؤكد أن مشروع الاحتلال الإسرائيلي لتوزيع المساعدات في ما يسمّى (المناطق العازلة) قد فشل فشلًا ذريعًا» وفقًا للتقارير الميدانية ووفقًا لما أعلن عنه الإعلام العبري كذلك، «بعدما اندفع آلاف الجائعين، الذين حاصرهم الاحتلال وقطع عنهم الغذاء والدواء منذ حوالي 90 يومًا، نحو تلك المناطق في مشهد مأساوي ومؤلم، انتهى باقتحام مراكز التوزيع والاستيلاء على الطعام تحت وطأة الجوع القاتل، وتدخل قوات الاحتلال بإطلاق النار وإصابة عدد من المواطنين، مما يعكس بوضوح الانهيار الكامل للمسار الإنساني الذي تزعمه سلطات الاحتلال». الاحتلال يقر بـ«فقدان السيطرة موقتا» وأقر رئيس وزراء حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية كمجرم حرب بـ«فقدان السيطرة موقتا»، اليوم الثلاثاء عندما اندفعت حشود من الفلسطينيين إلى مركز إغاثة جديد في غزة، بينما زعم مسؤول عسكري رفيع المستوى أن التوزيع كان «ناجحًا» على الرغم من ذلك. «طلقات تحذيرية بمقر التوزيع» وفي وقت لاحق، اعترف جيش الاحتلال في بيان أن قواته أطلقت «طلقات تحذيرية في المنطقة خارج مقر التوزيع»، زاعمًا أنه «لم يطلق ... أي نيران جوية تجاه مركز توزيع المساعدات». وأضاف البيان «جرت السيطرة على الوضع ومن المتوقع أن تستمر عمليات توزيع الأغذية كما هو مخطط وسلامة عناصر الجيش لم تتعرض للخطر» أما «مؤسسة غزة الإنسانية» فقالت في بيان إنه في وقت ما «بلغ عدد الأشخاص في مركز التوزيع (SDS) حدًا دفع فريق المؤسسة إلى التراجع للسماح لعدد قليل من سكان غزة بتلقي المساعدات بأمان». ووصفت الولايات المتحدة، انتقاد الأمم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لجهود الإغاثة المدعومة من الولايات المتحدة والاحتلال الإسرائيلي في غزة بأنها «نفاق»، مؤكدة أن الطعام يدخل القطاع الفلسطيني بنجاح. وقالت الناطقة باسم وزارة الخارجية تامي بروس «إنه لأمر مؤسف، لأن المسألة هنا تتعلق بتقديم المساعدات إلى غزة، ثم تتحول فجأة إلى شكاوى حول أسلوب أو طبيعة القائمين عليها»، واصفة الانتقادات بأنها «قمة النفاق».

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store