logo
قصة 'حصان طروادة' المعتمَد حديثاً في المملكة المتحدة لعلاج سرطان خلايا البلازما

قصة 'حصان طروادة' المعتمَد حديثاً في المملكة المتحدة لعلاج سرطان خلايا البلازما

الأياممنذ 6 أيام

Getty Images
لأول مرة على مستوى العالم، توفر خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا -NHS- علاجاً يستخدم حيلة "حصان طروادة" لإيصال أدوية قاتلة للخلايا السرطانية. ويمكن لهذا العلاج أن يوقف تطور سرطان الدم النخاعي (المايلوما) لمدة تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنةً بالعلاجات الحالية.
يُعد هذا الدواء شكلاً متطوراً من العلاج الكيميائي، عبر توجيه جرعة أكبر نحو السرطان مع تقليل الآثار الجانبية.
بول سيلفستر، أحد أوائل المرضى الذين تلقّوا هذا العلاج، يقول إنه "غيّر حياته" وإنه الآن يخطط لمغامرات في أماكن تاريخية.
سرطان المايلوما، المعروف أيضاً باسم "المايلوما المتعددة"، يصيب جزءاً من جهاز المناعة يسمّى خلايا البلازما، الموجودة بشكل رئيسي في نخاع العظم الإسفنجي في مركز العظام.
ويبلغ بول سيلفستر 60 عاماً، وهو من منطقة شيفيلد وسط إنجلترا، وشُخّص قبل نحو عامين بالإصابة بسرطان المايلوما، وكانت عظامٌ في ظهره قد تكسّرت.
وخضع سيلفستر لزراعة نخاع عظمي، العام الماضي، لكنه تعرّض لانتكاسة صحيّة بحلول احتفالات الكريسماس، ومنذ ذلك الحين وهو يتلقى علاجاً جديداً اسمه "بيلانتاماب مافودوتين" في محاولة للعلاج المبكر.
وفي غضون أسابيع، بلغ سيلفستر مرحلة الهدوء (التعافي المؤقت).
BBC
بول سيلفستر، مريض سرطان
وكان من شأن العلاجات الأخرى أن تترك سيلفستر معزولاً في غرفة نومه لأشهُر؛ لذلك يرى أن العلاج "مغيّر للحياة تماماً"، كما أنه "يقدّم فرصة للاستمتاع بالحياة".
وقال سيلفستر لبي بي سي: "معظم الناس يقولون إنني أبدو أفضل كثيراً ... كما أنني أعيش حياة طبيعية بشكل جيد".
كيف يعمل هذا العلاج؟
Paul Silvester
العلاج يعني بقاء بول سيلفستر وقتاً أطول مع عائلته
يعتبر الـ "بيلانتاماب مافودوتين" من العقاقير الكيماوية القاتلة، وهو مرتبط بجسم مضاد شبيه بذلك الذي يُفرزه جسم الإنسان عند التصدّي للعدوى.
وصُمّمتْ هذه الأجسام المضادة بحيث تصل إلى بُقع محدّدة على غشاء خلايا البلازما، ومن ثمّ تتوجه إلى حيث الخلايا السرطانية وتلتصق بغلافها قبل أن تمتصّها تلك الخلايا، وبمجرّد امتصاصها تُفرِغ هذه الأجسام المضادة حمولتها السامّة حتى تقتل السرطان.
وأُطلق على هذا العلاج الجديد اسم "حصان طروادة" نسبة إلى الملحمة الإغريقية الشهيرة التي حوصرتْ فيها مدينة طروادة، وكُسر الحصار عبر حصان خشبي ضخم حمَل في جوفه جنوداً إلى داخل المدينة المحاصَرة.
إنّ المايلوما، أو سرطان خلايا البلازما، لا يمكن علاجه، لكنّ محاولات سريرية أُجريتْ العام الماضي كشفتْ أن علاج "حصان طروادة" استطاع إيقاف النشاط السرطاني لمدة ثلاث سنوات، مقارنة بـ 13 شهراً فقط في حال استخدام العقاقير المتاحة حالياً.
وقال بيتر جونسون، المدير المسؤول عن علاج السرطان في خدمة الصحة الوطنية في إنجلترا إن الفارق بين العلاج الجديد والعلاجات الأخرى "مغيّر للحياة".
وأضاف جونسون لبي بي سي: "يعتبر هذا العلاج تطوُّراً هاماً بحقّ المصابين بالمايلوما أو سرطان خلايا البلازما؛ فهو وإنْ كان لا يستطيع علاج المرض لكنه على الأقل يهَبُ المرضى فترة إضافية من الحياة خالية من الآلام، وهذا أمر مهم".
وتابع جونسون "لاحظنا في السنوات الأخيرة، كيف أنّ استخدام الأجسام المضادة لنقل عقاقير كيماوية بشكل مباشر إلى الخلايا يمكنْ أن يُحدث فارقاً كبيراً حِيال أنواع مختلفة من السرطانات".
Paul Silvester
قرّر بول أن يزور عدداً من الأماكن التاريخية
ويعيش في المملكة المتحدة نحو 33 ألف شخص يعانون من المايلوما أو سرطان خلايا البلازما.
وقررتْ خدمة الصحة العامة استخدام العلاج الجديد بعد أن تأكّد المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (NICE) من فعاليته وجَدواه.
والعلاج الجديد أخفّ وطأةً من العقاقير الأخرى المعالِجة للسرطان، لكنّ استخدامه مع ذلك لا يخلو من الآثار الجانبية. فبعد تدمير الخلايا السرطانية، يمكن للعلاج الكيماوي المتبقّي أن يتسرّب إلى جسم المريض، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى جفاف العين وتشوُّش الرؤية.
BBC
عملية الحقْن تستغرق نحو نصف ساعة، ويخضع بول سيلفستر لجلسة واحدة كل شهرين، بينما يخضع مرضى آخرون لعملية الحقن كل ثلاثة أسابيع – إذ يحاول الباحثون الوقوف على أيّهما يعطي نتائج أفضل.
"عقاقير ذكية جداً"
يشار إلى أن الاسم التقني لهذه العقاقير هو "مقترنات الأجسام المضادة مع الأدوية". وهو من تطوير شركة الأدوية البريطانية غلاكسو سميث كلاين، وأُجريت التجارب السريرية الأولى في العاصمة لندن.
وقال مارتن قيصر، قائد فريق علاج المايلوما في معهد أبحاث السرطان في لندن: "هذه عقاقير ذكية جداً"، والفارق في آثارها الجانبية مقارنة بغيرها من العقاقير "فارق ملموس".
وفي حين لا يزال مرض المايلوما، أو سرطان خلايا البلازما، بلا علاج، يرى البروفيسور مارتن قيصر أن هذه العلاجات هي بمثابة "خطوة هامّة على طريق العلاج الوظيفي"، مُرجّحاً أنّ التعافي طويل المدى سيفوق نسبة 50 في المئة في غضون الأعوام الخمسة المقبلة.
ويجري تطوير عقاقير "مقترنات الأجسام المضادة مع الأدوية" لعلاج أنواع مختلفة من السرطانات.
وقالت شيلاغ ماكينلاي، من مؤسسة مايلوما الخيرية لعلاج السرطان في المملكة المتحدة، إن اعتماد العلاج الجديد كفيل بأن "يغيّر حياة الآلاف" من البشر، كم هو رائع أن نرى المملكة المتحدة في طليعة الدول التي تعالج مرض المايلوما أو سرطان خلايا البلازما.
وقالت وزيرة الصحة البريطانية كارين سميث: "هذا العلاج الرائد يضع هيئة خدمة الصحة الوطنية في الطليعة على صعيد الابتكار في علاج السرطانات".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حقنة واحدة تغيّر الحياة.. بريطانيا تبدأ استخدام أغلى دواء في العالم لعلاج الهيموفيليا
حقنة واحدة تغيّر الحياة.. بريطانيا تبدأ استخدام أغلى دواء في العالم لعلاج الهيموفيليا

أخبارنا

timeمنذ 19 ساعات

  • أخبارنا

حقنة واحدة تغيّر الحياة.. بريطانيا تبدأ استخدام أغلى دواء في العالم لعلاج الهيموفيليا

أطلقت هيئة الخدمات الصحية الوطنية في بريطانيا (NHS) مرحلة جديدة في علاج الهيموفيليا "ب"، بمنح أول جرعة من أغلى دواء في العالم لمريض يبلغ من العمر 44 عاماً، في خطوة وُصفت بالثورية في مجال الطب الجيني. تلقى المريض الحقنة داخل مستشفى "جايز وسانت توماس" بلندن، ليصبح أول شخص في بريطانيا يستفيد من علاج "هيمجينكس" (Hemgenix)، الذي تبلغ تكلفته 2.6 مليون جنيه إسترليني للمريض الواحد. ويُعد "هيمجينكس" أول علاج جيني معتمد للهيموفيليا "ب"، وهو اضطراب نادر يمنع الدم من التجلط بشكل طبيعي بسبب خلل في جين العامل التاسع. يُعاني المصابون من خطر نزيف داخلي تلقائي أو نزيف مفرط عند إصابات بسيطة، ما كان يستدعي تلقيهم حقناً أسبوعية مدى الحياة لتفادي المضاعفات. أما الآن، فيعد العلاج الجديد بإنهاء هذه المعاناة من خلال تعديل جيني دائم. وأعرب المريض عن سعادته الغامرة، قائلاً إنه عاش حياته حذراً في كل خطوة، متجنباً الرياضة والسفر والتجارب العادية خوفاً من النزيف، مضيفاً: "أن أعيش دون التفكير المستمر بالعلاج أشبه بالحلم". ويقوم العلاج على إدخال نسخة سليمة من الجين المسؤول عن إنتاج بروتين التخثر إلى خلايا الكبد، مما يعيد للجسم قدرته على إيقاف النزيف دون تدخل خارجي. ووفقاً للخبراء، تدوم فعالية العلاج لسنوات، وربما مدى الحياة، وهو ما يخفف الأعباء الطبية والمالية الهائلة التي كان يواجهها المرضى. تأمل بريطانيا في أن يشكل هذا العلاج الجيني معياراً جديداً للرعاية، ويمنح مرضى الهيموفيليا "ب" حياة خالية من القلق والمضاعفات، في لحظة تُجسّد تحولاً طبياً يحمل الأمل لآلاف الأشخاص حول العالم.

قصة 'حصان طروادة' المعتمَد حديثاً في المملكة المتحدة لعلاج سرطان خلايا البلازما
قصة 'حصان طروادة' المعتمَد حديثاً في المملكة المتحدة لعلاج سرطان خلايا البلازما

الأيام

timeمنذ 6 أيام

  • الأيام

قصة 'حصان طروادة' المعتمَد حديثاً في المملكة المتحدة لعلاج سرطان خلايا البلازما

Getty Images لأول مرة على مستوى العالم، توفر خدمات الصحة الوطنية في إنجلترا -NHS- علاجاً يستخدم حيلة "حصان طروادة" لإيصال أدوية قاتلة للخلايا السرطانية. ويمكن لهذا العلاج أن يوقف تطور سرطان الدم النخاعي (المايلوما) لمدة تصل إلى ثلاثة أضعاف مقارنةً بالعلاجات الحالية. يُعد هذا الدواء شكلاً متطوراً من العلاج الكيميائي، عبر توجيه جرعة أكبر نحو السرطان مع تقليل الآثار الجانبية. بول سيلفستر، أحد أوائل المرضى الذين تلقّوا هذا العلاج، يقول إنه "غيّر حياته" وإنه الآن يخطط لمغامرات في أماكن تاريخية. سرطان المايلوما، المعروف أيضاً باسم "المايلوما المتعددة"، يصيب جزءاً من جهاز المناعة يسمّى خلايا البلازما، الموجودة بشكل رئيسي في نخاع العظم الإسفنجي في مركز العظام. ويبلغ بول سيلفستر 60 عاماً، وهو من منطقة شيفيلد وسط إنجلترا، وشُخّص قبل نحو عامين بالإصابة بسرطان المايلوما، وكانت عظامٌ في ظهره قد تكسّرت. وخضع سيلفستر لزراعة نخاع عظمي، العام الماضي، لكنه تعرّض لانتكاسة صحيّة بحلول احتفالات الكريسماس، ومنذ ذلك الحين وهو يتلقى علاجاً جديداً اسمه "بيلانتاماب مافودوتين" في محاولة للعلاج المبكر. وفي غضون أسابيع، بلغ سيلفستر مرحلة الهدوء (التعافي المؤقت). BBC بول سيلفستر، مريض سرطان وكان من شأن العلاجات الأخرى أن تترك سيلفستر معزولاً في غرفة نومه لأشهُر؛ لذلك يرى أن العلاج "مغيّر للحياة تماماً"، كما أنه "يقدّم فرصة للاستمتاع بالحياة". وقال سيلفستر لبي بي سي: "معظم الناس يقولون إنني أبدو أفضل كثيراً ... كما أنني أعيش حياة طبيعية بشكل جيد". كيف يعمل هذا العلاج؟ Paul Silvester العلاج يعني بقاء بول سيلفستر وقتاً أطول مع عائلته يعتبر الـ "بيلانتاماب مافودوتين" من العقاقير الكيماوية القاتلة، وهو مرتبط بجسم مضاد شبيه بذلك الذي يُفرزه جسم الإنسان عند التصدّي للعدوى. وصُمّمتْ هذه الأجسام المضادة بحيث تصل إلى بُقع محدّدة على غشاء خلايا البلازما، ومن ثمّ تتوجه إلى حيث الخلايا السرطانية وتلتصق بغلافها قبل أن تمتصّها تلك الخلايا، وبمجرّد امتصاصها تُفرِغ هذه الأجسام المضادة حمولتها السامّة حتى تقتل السرطان. وأُطلق على هذا العلاج الجديد اسم "حصان طروادة" نسبة إلى الملحمة الإغريقية الشهيرة التي حوصرتْ فيها مدينة طروادة، وكُسر الحصار عبر حصان خشبي ضخم حمَل في جوفه جنوداً إلى داخل المدينة المحاصَرة. إنّ المايلوما، أو سرطان خلايا البلازما، لا يمكن علاجه، لكنّ محاولات سريرية أُجريتْ العام الماضي كشفتْ أن علاج "حصان طروادة" استطاع إيقاف النشاط السرطاني لمدة ثلاث سنوات، مقارنة بـ 13 شهراً فقط في حال استخدام العقاقير المتاحة حالياً. وقال بيتر جونسون، المدير المسؤول عن علاج السرطان في خدمة الصحة الوطنية في إنجلترا إن الفارق بين العلاج الجديد والعلاجات الأخرى "مغيّر للحياة". وأضاف جونسون لبي بي سي: "يعتبر هذا العلاج تطوُّراً هاماً بحقّ المصابين بالمايلوما أو سرطان خلايا البلازما؛ فهو وإنْ كان لا يستطيع علاج المرض لكنه على الأقل يهَبُ المرضى فترة إضافية من الحياة خالية من الآلام، وهذا أمر مهم". وتابع جونسون "لاحظنا في السنوات الأخيرة، كيف أنّ استخدام الأجسام المضادة لنقل عقاقير كيماوية بشكل مباشر إلى الخلايا يمكنْ أن يُحدث فارقاً كبيراً حِيال أنواع مختلفة من السرطانات". Paul Silvester قرّر بول أن يزور عدداً من الأماكن التاريخية ويعيش في المملكة المتحدة نحو 33 ألف شخص يعانون من المايلوما أو سرطان خلايا البلازما. وقررتْ خدمة الصحة العامة استخدام العلاج الجديد بعد أن تأكّد المعهد الوطني للصحة وجودة الرعاية (NICE) من فعاليته وجَدواه. والعلاج الجديد أخفّ وطأةً من العقاقير الأخرى المعالِجة للسرطان، لكنّ استخدامه مع ذلك لا يخلو من الآثار الجانبية. فبعد تدمير الخلايا السرطانية، يمكن للعلاج الكيماوي المتبقّي أن يتسرّب إلى جسم المريض، وهذا من شأنه أن يؤدي إلى جفاف العين وتشوُّش الرؤية. BBC عملية الحقْن تستغرق نحو نصف ساعة، ويخضع بول سيلفستر لجلسة واحدة كل شهرين، بينما يخضع مرضى آخرون لعملية الحقن كل ثلاثة أسابيع – إذ يحاول الباحثون الوقوف على أيّهما يعطي نتائج أفضل. "عقاقير ذكية جداً" يشار إلى أن الاسم التقني لهذه العقاقير هو "مقترنات الأجسام المضادة مع الأدوية". وهو من تطوير شركة الأدوية البريطانية غلاكسو سميث كلاين، وأُجريت التجارب السريرية الأولى في العاصمة لندن. وقال مارتن قيصر، قائد فريق علاج المايلوما في معهد أبحاث السرطان في لندن: "هذه عقاقير ذكية جداً"، والفارق في آثارها الجانبية مقارنة بغيرها من العقاقير "فارق ملموس". وفي حين لا يزال مرض المايلوما، أو سرطان خلايا البلازما، بلا علاج، يرى البروفيسور مارتن قيصر أن هذه العلاجات هي بمثابة "خطوة هامّة على طريق العلاج الوظيفي"، مُرجّحاً أنّ التعافي طويل المدى سيفوق نسبة 50 في المئة في غضون الأعوام الخمسة المقبلة. ويجري تطوير عقاقير "مقترنات الأجسام المضادة مع الأدوية" لعلاج أنواع مختلفة من السرطانات. وقالت شيلاغ ماكينلاي، من مؤسسة مايلوما الخيرية لعلاج السرطان في المملكة المتحدة، إن اعتماد العلاج الجديد كفيل بأن "يغيّر حياة الآلاف" من البشر، كم هو رائع أن نرى المملكة المتحدة في طليعة الدول التي تعالج مرض المايلوما أو سرطان خلايا البلازما. وقالت وزيرة الصحة البريطانية كارين سميث: "هذا العلاج الرائد يضع هيئة خدمة الصحة الوطنية في الطليعة على صعيد الابتكار في علاج السرطانات".

متحور كورونا الجديد 'نيمبوس'.. ما هي أعراضه وكيفيه الوقاية منه؟
متحور كورونا الجديد 'نيمبوس'.. ما هي أعراضه وكيفيه الوقاية منه؟

الأيام

time١٢-٠٦-٢٠٢٥

  • الأيام

متحور كورونا الجديد 'نيمبوس'.. ما هي أعراضه وكيفيه الوقاية منه؟

Getty Images يوصي الأطباء بارتداء كمامات في الأماكن المزدحمة للوقاية من المتحور الجديد بما يعتقد الكثيرون أن فيروس كورونا كان فصلاً أُغلق من حياتنا، لكن ربما لا يكون الأمر كذلك. وبينما عادت حياتنا إلى طبيعتها، إلا أن الفيروس لم يختف تماماً في الواقع، إذ مازالت المتحورات الجديدة لكوفيد-19 تنتشر بهدوء، وأحدثها متحو (NB.1.8.1) أو ما يعرف باسم "نيمبوس"، والذي تصدر وسائل التواصل الاجتماعي على مدار هذا الأسبوع. ولم يثر هذا المتحور الفرعي الناشئ حديثاً قلقاً واسع النطاق، لكنه لفت انتباه العلماء ومسؤولي الصحة، إذ أعلنت وكالة الأمن الصحي في بريطانيا (UKHSA) قبل أيام، أن "نيمبوس" لم يتم اكتشافه حتى الآن إلا بأعداد صغيرة داخل البلاد، لكنها أضافت أن البيانات الدولية تشير إلى أن المتحور الفرعي يمثّل أرقاماً متزايدة من حالات كوفيد-19 حول العالم. ما هو المتحور الجديد، ومن أين أتى؟ يقول الدكتور نافيد عاصف، طبيب الرعاية الأولية في عيادة لندن العامة إن "المتحور NB.1.8.1، المعروف أيضاً باسم نيمبوس، هو سلالة جديدة من فيروس كوفيد-19 ظهرت بسبب طفرات في مادته الجينية". بينما يرى الدكتور تشون تانغ، طبيب الرعاية الأولية في مركز "بال مول" الطبي في بريطانيا، أنه "متحور فرعي من أوميكرون، إذ تظهر متغيرات مثل هذه عندما يتحور الفيروس، وهو أمر طبيعي بالنسبة للفيروسات، وخاصة تلك التي تنتشر على نطاق واسع". ويوضح تانغ أنه "تم رصد NB.1.8.1 لأول مرة في أوائل عام 2025، وتم اكتشافه منذ ذلك الحين في العديد من البلدان، بما في ذلك بريطانيا والصين والولايات المتحدة. وقد استجدت عليه بعض الطفرات الجديدة التي يراقبها العلماء عن كثب". ولكن، هل يختلف عن المتحورات السابقة؟ لا يختلف نيمبوس كثيراً عن متغير أوميكرون، ولكنه يحتوي على بعض التعديلات على بروتين سبايك (البروتين الشوكي لفيروس كورونا ويُسمى أحيانا بروتين الشوكة) الخاص به، ما قد يجعله ينتشر بسهولة أكبر أو يتخطى بعض مناعتنا الموجودة"، كما يقول تانغ. ويضيف أن "العلامات المبكرة تشير إلى أنه لا يبدو أنه يسبب مرضاً أكثر خطورة، ولكن بالطبع، ما زلنا نتعلم المزيد عنه". لكن يبدو أن نيمبوس أكثر قابلية للانتقال من المتحورات السابقة، مع زيادة ملحوظة تم الإبلاغ عنها في الهند وهونغ كونغ وسنغافورة وتايلاند، كما يلاحظ عاصف. إذ يقول إنه "تم رصد انتشاره في حوالي 22 دولة، وتقدر منظمة الصحة العالمية (WHO) أن الخطر الإضافي على الجمهور العالمي منخفض حالياً، وتعتبر لقاحات كوفيد-19 الحالية فعالة في الوقاية من المرض الشديد". إذا .. كيف ينتشر المتحور الجديد؟ ينتشر الفيروس بالطريقة المعتادة، من شخص لآخر، بشكل أساسي من خلال الرذاذ الناتج عن السعال، عندما يسعل الناس أو يعطسون أو حتى يتحدثون عن قرب"، كما يقول تانغ. ويضيف أن "مثل المتغيرات الأخرى، يمكن أن يعلق في الهواء في الأماكن سيئة التهوية". ما هي الأعراض التي يجب أن ينتبه لها الناس؟ تتشابه الأعراض الشائعة للمتغير NB.1.8.1 الأعراض الشائعة لكل متحورات كورونا التي تشمل: التهاب الحلق الشديد (الموصوف بأنه إحساس بشفرة حلاقة)، التعب، السعال الخفيف، الحمى، آلام العضلات، والاحتقان، كما يقول عاصف. ويوضح عاصف أنه هذه الأعراض "يمكن أن تتباين من شخص لأخر، لذا فإن الحذر أمر مهم للغاية". الوقاية من الفيروس Getty Images الحصول على لقاحات مضادة لفيروس كورونا يسهم في الوقاية من متحور "نيمبوس" وكما يتم التعامل مع متحورات كورونا يوصي الدكتور تانغ بالحصول على لقاحات كوفيد-19، وخاصة الجرعات المنشِطة. وينصح بغسل اليدين، والمحافظة على تهوية الغرف جيداً، وارتداء الكمامات في الأماكن المزدحمة أو بالقرب من أشخاص مشتبه بإصابتهم. ويضيف: "إذا كان أحد الأشخاص في المنزل يشعر بتوعك، فحاول الحفاظ على مسافة بعيدة عنه، واحرص على تنظيف الأسطح المشتركة بانتظا". متى يجب عليك زيارة الطبيب؟ ينصح الدكتور عاصف: "اطلب المشورة الطبية إذا كنت تعاني من أعراض كوفيد-19، وخاصة إذا تفاقمت أو إذا كنت تعاني من مشكلات صحية كامنة تزيد من خطر إصابتك"، مضيفاً أنه يجب استشارة الطبيب "إذا كنت على اتصال وثيق بشخص ثبتت إصابته بالمتغير NB.1.8.1 ، أو إذا كانت لديك مخاوف صحية". ما هي خيارات العلاج؟ يقول عاصف أن "علاج نيمبوس يتوافق بشكل عام مع علاج متحورات كوفيد-19 الأخرى"، مشيراً إلى إمكانية تعافي معظم الأفراد تلقائيا مع الراحة، و"تناول الأدوية التي لا تستلزم وصفة طبية لإدارة الأعراض". ويضيف أنه "بالنسبة لأولئك الذين يعانون من أعراض شديدة أو مضاعفات عالية الخطورة، يمكن أن يحتاجوا لاستخدام الأدوية المضادة للفيروسات أو علاجات الأجسام المضادة"، مؤكداً على ضرورة استشارة الطبيب دائماً للحصول على نصائح على حسب حالة الشخص.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store