
الذكاء الاصطناعي في المقدمة.. طلبة يستبدلونه بحلم «الطبيب» و«المهندس»
أكّد أكاديميون وتربويون وطلبة وذووهم، أن «تفوق الذكاء الاصطناعي مقارنة بالمناهج التقليدية»، لم يعد مجرد حديث فقط، بل تحوّل إلى حقيقة أكاديمية تستحوذ على رغبات أبناء الجيل الجديد بشغف وفضول غير مسبوق.
وقالوا لـ«الإمارات اليوم» من داخل معرض الخليج للتعليم «جيتكس 2025»، إن ملامح هذا التوجّه تجلّت بوضوح عبر أحاديث طلبة مدارس من مختلف إمارات الدولة، عن «الخوارزميات» و«النماذج التنبئية»، وتساؤلات ذويهم عن أفضل الجامعات التي تقدّم برامج متخصصة في الذكاء الاصطناعي حتى يتثنى لأبنائهم الالتحاق بها.
وتفصيلاً، استطلعت «الإمارات اليوم» خلال جولة ميدانية في معرض «جيتكس 2025»، توجهات طلبة مدارس بخصوص الدراسة الجامعية وما يطمحون له من تخصصات مستقبلية، تجاوزت معظمها المجالات التقليدية، وتخيلوا فيها أنفسهم داخل بيئة تعليمية تفاعلية يُدرّسهم فيها روبوت ذكي، وتنتهي فيها الامتحانات الورقية لمصلحة مشاريع وتجارب واقعية.
وأكدوا رغبتهم في أن يكون للذكاء الاصطناعي دور في توجيه مساراتهم الأكاديمية وفقاً لقدراتهم، وأن تتحوّل المحاضرات إلى مختبرات ابتكار مفتوحة على مدار الساعة، ترعى الإبداع ولا تغلق أبوابها. وقالوا إن مشاركتهم في «جيتكس 2025»، غيّرت قناعاتهم تجاه التخصصات الجامعية، بعدما لمسوا مدى تغلغل الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات.
وقالت الطالبة روعة إياد، إنها عدلت عن حلم دراسة الطب بعد أن أدركت أهمية التقنيات الذكية في التشخيص والعلاج، قائلة إن الطبيب المستقبلي بحاجة إلى أدوات رقمية متقدمة. وبالمثل، غيّرت الطالبة بسملة محمد نظرتها للهندسة المعمارية بعدما جذبها التصميم الذكي، مؤكدة أن المستقبل يحتاج إلى «مهندس رقمي».
أمّا الطالبة جنة وائل، فترى أن الذكاء الاصطناعي في الطب فتح أمامها آفاقاً جديدة، وجعلها تؤمن بأن هذا التخصص لا يمكن أن يستمر بمعزل عن التكنولوجيا. وذكرت الطالبة آية سفيان، أنها انتقلت من اهتمامها بتقنية المعلومات إلى الأمن السيبراني المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وأشارت إلى أن المناهج الحالية لا تواكب هذا التقدم. فيما أشار الطالب بشير الراوي إلى تمسكه بالهندسة، بشرط أن تكون مدعومة بالتقنيات الذكية.
وقال الطالب منصور البلوشي، إنه يفضل دراسة علوم البيانات والذكاء الاصطناعي بعدما لاحظ تداخله مع مختلف جوانب الحياة، من السيارات إلى الزراعة.
وتساءل ذو طلبة راشد مندوه، وعلياء البلوشي، وإياد عبدالله، عن مدى وجود فجوة بين ما يتعلمه أبناؤهم في المدارس، وما يفرضه الواقع التقني المتسارع من مهارات ومعارف جديدة، وأكّدوا أن شغف الطلبة بتخصصات الذكاء الاصطناعي في تزايد، ويجب أن تكون تلك التخصصات المعبرة عن لغة المستقبل لسان حال قاعات الدراسة، وشددوا على أهمية تطوير المناهج بالتعاون مع قطاع التكنولوجيا لضمان جاهزية الجيل القادم.
وأكّد تربويون أن «جيتكس 2025» كشف بوضوح طموحات الطلبة التقنية وواقع البيئة التعليمية الحالية، إذ أوضح سالم عبدالحميد وأمل يوسف وسوزان شوكت، وجميعهم مشرفو تقنية في مدارس خاصة، أن «المعرض أطلق في نفوس الطلبة أحلاماً كبيرة، وتمنوا أن يواكب الواقع الجامعي هذه التطلعات، فالمطلوب اليوم هو تطوير المناهج مصحوباً بتطوير مهارات الطلبة التقنية والتفكير النقدي».
وأضافوا أن التجربة أثبتت تفاعل الطلبة القوي مع بيئات تعليمية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والألعاب التعليمية، بينما لايزال بعضهم يختبر في قاعات تقليدية وبأساليب بعيدة عن روح العصر، ما يؤكّد الحاجة إلى إعادة التفكير في أساليب التعليم والتقييم.
وأكّد الرئيس التنفيذي لجامعة «سينرجي دبي» الدكتور إيليا ميلنيتشوك، وأستاذة علم الحاسوب الدكتورة نسرين عامر، والمتخصصة في الذكاء الاصطناعي الدكتورة سالي حمود، أن المناهج المدرسية التقليدية غير قادرة على إعداد الطلبة لمستقبل جامعي قائم على التقنيات الذكية.
وشدّد الأكاديميون على الحاجة العاجلة إلى إعادة صياغة المناهج التعليمية منذ المراحل الأولى، وربطها بالتقنيات الناشئة ضمن رؤية شاملة لا تكتفي بإضافة الذكاء الاصطناعي كمادة، بل تؤسس لمنظومة تعليمية متكاملة، تقوم على مناهج تفاعلية تُعزز التعلم الذاتي، وتحوّل دور المعلم إلى موجه وميسر للتعلم، مع إعادة تأهيل الكوادر التدريسية لمواكبة أدوات الذكاء الاصطناعي، وتصميم بيئة جامعية رقمية تتيح التعلم من خلال التجربة والتفاعل الحقيقي.
30 جامعة
تشير بيانات معرض «جيتكس 2025» إلى أن أكثر من 30 جامعة داخل الدولة وخارجها، قدمت برامج أكاديمية مباشرة أو مزدوجة في علوم الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والتعلم الآلي والأمن السيبراني المرتبط بالتقنيات الذكية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الإمارات اليوم
٠٢-٠٥-٢٠٢٥
- الإمارات اليوم
الذكاء الاصطناعي في المقدمة.. طلبة يستبدلونه بحلم «الطبيب» و«المهندس»
أكّد أكاديميون وتربويون وطلبة وذووهم، أن «تفوق الذكاء الاصطناعي مقارنة بالمناهج التقليدية»، لم يعد مجرد حديث فقط، بل تحوّل إلى حقيقة أكاديمية تستحوذ على رغبات أبناء الجيل الجديد بشغف وفضول غير مسبوق. وقالوا لـ«الإمارات اليوم» من داخل معرض الخليج للتعليم «جيتكس 2025»، إن ملامح هذا التوجّه تجلّت بوضوح عبر أحاديث طلبة مدارس من مختلف إمارات الدولة، عن «الخوارزميات» و«النماذج التنبئية»، وتساؤلات ذويهم عن أفضل الجامعات التي تقدّم برامج متخصصة في الذكاء الاصطناعي حتى يتثنى لأبنائهم الالتحاق بها. وتفصيلاً، استطلعت «الإمارات اليوم» خلال جولة ميدانية في معرض «جيتكس 2025»، توجهات طلبة مدارس بخصوص الدراسة الجامعية وما يطمحون له من تخصصات مستقبلية، تجاوزت معظمها المجالات التقليدية، وتخيلوا فيها أنفسهم داخل بيئة تعليمية تفاعلية يُدرّسهم فيها روبوت ذكي، وتنتهي فيها الامتحانات الورقية لمصلحة مشاريع وتجارب واقعية. وأكدوا رغبتهم في أن يكون للذكاء الاصطناعي دور في توجيه مساراتهم الأكاديمية وفقاً لقدراتهم، وأن تتحوّل المحاضرات إلى مختبرات ابتكار مفتوحة على مدار الساعة، ترعى الإبداع ولا تغلق أبوابها. وقالوا إن مشاركتهم في «جيتكس 2025»، غيّرت قناعاتهم تجاه التخصصات الجامعية، بعدما لمسوا مدى تغلغل الذكاء الاصطناعي في مختلف المجالات. وقالت الطالبة روعة إياد، إنها عدلت عن حلم دراسة الطب بعد أن أدركت أهمية التقنيات الذكية في التشخيص والعلاج، قائلة إن الطبيب المستقبلي بحاجة إلى أدوات رقمية متقدمة. وبالمثل، غيّرت الطالبة بسملة محمد نظرتها للهندسة المعمارية بعدما جذبها التصميم الذكي، مؤكدة أن المستقبل يحتاج إلى «مهندس رقمي». أمّا الطالبة جنة وائل، فترى أن الذكاء الاصطناعي في الطب فتح أمامها آفاقاً جديدة، وجعلها تؤمن بأن هذا التخصص لا يمكن أن يستمر بمعزل عن التكنولوجيا. وذكرت الطالبة آية سفيان، أنها انتقلت من اهتمامها بتقنية المعلومات إلى الأمن السيبراني المدعوم بالذكاء الاصطناعي، وأشارت إلى أن المناهج الحالية لا تواكب هذا التقدم. فيما أشار الطالب بشير الراوي إلى تمسكه بالهندسة، بشرط أن تكون مدعومة بالتقنيات الذكية. وقال الطالب منصور البلوشي، إنه يفضل دراسة علوم البيانات والذكاء الاصطناعي بعدما لاحظ تداخله مع مختلف جوانب الحياة، من السيارات إلى الزراعة. وتساءل ذو طلبة راشد مندوه، وعلياء البلوشي، وإياد عبدالله، عن مدى وجود فجوة بين ما يتعلمه أبناؤهم في المدارس، وما يفرضه الواقع التقني المتسارع من مهارات ومعارف جديدة، وأكّدوا أن شغف الطلبة بتخصصات الذكاء الاصطناعي في تزايد، ويجب أن تكون تلك التخصصات المعبرة عن لغة المستقبل لسان حال قاعات الدراسة، وشددوا على أهمية تطوير المناهج بالتعاون مع قطاع التكنولوجيا لضمان جاهزية الجيل القادم. وأكّد تربويون أن «جيتكس 2025» كشف بوضوح طموحات الطلبة التقنية وواقع البيئة التعليمية الحالية، إذ أوضح سالم عبدالحميد وأمل يوسف وسوزان شوكت، وجميعهم مشرفو تقنية في مدارس خاصة، أن «المعرض أطلق في نفوس الطلبة أحلاماً كبيرة، وتمنوا أن يواكب الواقع الجامعي هذه التطلعات، فالمطلوب اليوم هو تطوير المناهج مصحوباً بتطوير مهارات الطلبة التقنية والتفكير النقدي». وأضافوا أن التجربة أثبتت تفاعل الطلبة القوي مع بيئات تعليمية ذكية تعتمد على الذكاء الاصطناعي والألعاب التعليمية، بينما لايزال بعضهم يختبر في قاعات تقليدية وبأساليب بعيدة عن روح العصر، ما يؤكّد الحاجة إلى إعادة التفكير في أساليب التعليم والتقييم. وأكّد الرئيس التنفيذي لجامعة «سينرجي دبي» الدكتور إيليا ميلنيتشوك، وأستاذة علم الحاسوب الدكتورة نسرين عامر، والمتخصصة في الذكاء الاصطناعي الدكتورة سالي حمود، أن المناهج المدرسية التقليدية غير قادرة على إعداد الطلبة لمستقبل جامعي قائم على التقنيات الذكية. وشدّد الأكاديميون على الحاجة العاجلة إلى إعادة صياغة المناهج التعليمية منذ المراحل الأولى، وربطها بالتقنيات الناشئة ضمن رؤية شاملة لا تكتفي بإضافة الذكاء الاصطناعي كمادة، بل تؤسس لمنظومة تعليمية متكاملة، تقوم على مناهج تفاعلية تُعزز التعلم الذاتي، وتحوّل دور المعلم إلى موجه وميسر للتعلم، مع إعادة تأهيل الكوادر التدريسية لمواكبة أدوات الذكاء الاصطناعي، وتصميم بيئة جامعية رقمية تتيح التعلم من خلال التجربة والتفاعل الحقيقي. 30 جامعة تشير بيانات معرض «جيتكس 2025» إلى أن أكثر من 30 جامعة داخل الدولة وخارجها، قدمت برامج أكاديمية مباشرة أو مزدوجة في علوم الذكاء الاصطناعي وعلوم البيانات والتعلم الآلي والأمن السيبراني المرتبط بالتقنيات الذكية.


العين الإخبارية
١٠-٠٤-٢٠٢٥
- العين الإخبارية
أول أيام شهر ذي القعدة 1446 هجريا وفلكيا.. هذه هي بدايته
تم تحديثه الخميس 2025/4/10 11:26 ص بتوقيت أبوظبي تشير الحسابات الفلكية الدقيقة إلى أن هلال شهر ذو القعدة للعام الهجري 1446 سيولد مباشرة عقب حدوث الاقتران في تمام الساعة التاسعة والدقيقة الثانية والثلاثين مساءً بتوقيت القاهرة المحلي. وذلك يوم الأحد 29 من شهر شوال 1446 هـ، الموافق 27 أبريل / نيسان 2025، وهو يوم تحري الرؤية الشرعية. تفاصيل رؤية هلال شهر ذو القعدة 2025 توضح الحسابات أن ففي مكة المكرمة، يغرب القمر قبل غروب الشمس بـ15 دقيقة، وفي القاهرة قبلها بـ11 دقيقة. وتختلف هذه المدة في باقي المحافظات المصرية بين 9 إلى 14 دقيقة، مما يؤكد تعذر الرؤية في جميع أنحاء الجمهورية مساء يوم التحري. كما تُظهر الحسابات أن القمر سيغرب قبل غروب الشمس في عدد كبير من العواصم والمدن العربية والإسلامية بفترات زمنية تتراوح بين دقيقتين و31 دقيقة، ما يدعم التقدير الفلكي القائل بعدم تحقق الرؤية في أي من هذه المناطق مساء اليوم ذاته. إعلان بداية شهر ذو القعدة 1446 وبناءً على هذه المعطيات، يُعتبر يوم الإثنين 28 أبريل / نيسان 2025 هو اليوم المتمم لشهر شوال 1446 هجريًا، على أن يكون يوم الثلاثاء 29 أبريل / نيسان 2025 هو أول أيام شهر ذو القعدة 1446 هجريًا وفقًا للتقديرات الفلكية. ويُبنى التقويم الهجري على الدورة القمرية، إذ يتكون الشهر من نحو 29.5 يومًا، ويُستخدم هذا التقويم في عدد من الدول العربية والإسلامية، من أبرزها المملكة العربية السعودية التي تعتمد عليه بشكل رسمي. ويتألف التقويم الهجري من اثني عشر شهرًا: المحرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخرة، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، وذو الحجة. وقد تم اعتماد هذا التقويم في عهد الخليفة عمر بن الخطاب، الذي جعل من هجرة النبي محمد ﷺ من مكة إلى المدينة، والتي وقعت في 12 ربيع الأول (الموافق 24 سبتمبر / أيلول 622 ميلادية)، بداية للتقويم، فحُمل اسمه منذ ذلك الحين. aXA6IDEwNC4yMzguNS4xMDcg جزيرة ام اند امز PL


الإمارات اليوم
٠٨-٠٤-٢٠٢٥
- الإمارات اليوم
صور الذكاء الاصطناعي.. خطر اجتماعي بنكهة رقمية
شاع على مواقع التواصل الاجتماعي، أخيراً، استخدام تقنية تحويل الصور بأسلوب فني مستوحى من استوديو الرسوم المتحركة الياباني «غيبلي»، وتميز هذا النوع من البرامج، بقدرته على متابعة أوامر مفصلة، بفضل تدريبه على مجموعة واسعة من أنماط الصور. وأثار الإقبال على هذه التقنية تساؤلات حول تأثيرها في الخصوصية والصحة النفسية والمجتمع. وأكد رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة دولة الإمارات، الدكتور محمد الكويتي، أهمية حماية البيانات الشخصية في ظل تسارع التطورات التقنية. من جانبه، أشار خبير استراتيجية تكنولوجيا المعلومات، المهندس أحمد الزرعوني، إلى أن الاستخدام غير الأخلاقي للصور، أو التعامل مع تطبيقات غير رسمية، قد يؤدي إلى اختراق الحسابات وتسريب البيانات، داعياً إلى الحذر من تسليم الصور الشخصية لجهات مجهولة، فيما شدد باحث وأكاديمي في تقنية المعلومات، الدكتور عبيد صالح المختن، على أن المخاطر الأمنية ليست جديدة، وتتطلب وعياً رقمياً دائماً يتجاوز التطبيقات الفردية إلى موجات الإنترنت ككل. ورأى المستشار والموجه الاجتماعي، الدكتور أحمد البركاني، أن هذه الظاهرة مدفوعة بـ«الفضول الاجتماعي»، متوقعاً تراجعها بمرور الوقت، لكنه حذّر من أنها قد تُحدث تشوها في معايير الجمال. وحذّرت الأخصائية النفسية، مرام المسلم، من التأثير النفسي لهذه التطبيقات، في تقدير الذات والهوية، خاصة لدى المراهقين. واعتبر الفنان التشكيلي، جلال لقمان، أن تحويل الصور عبر هذه التقنيات لا يخدم الفن الحقيقي، بل يهدد مستقبل الفن. وتفصيلاً، أكد رئيس مجلس الأمن السيبراني لحكومة الإمارات، الدكتور محمد الكويتي، أهمية حماية خصوصية البيانات في ظل التطورات التكنولوجية المتسارعة، مشيراً إلى أن هذه المسألة محط اهتمام منذ أكثر من عقد من الزمن، حتى قبل الانتشار الواسع لشبكات التواصل الاجتماعي. وأوضح أن الذكاء الاصطناعي يمثل أداة فعالة، ونعمة تسهل للأفراد الكثير من متطلبات الحياة اليومية، مشدداً على ضرورة الوعي بكيفية استخدامها وتعاملها مع البيانات الشخصية، لتجنب أي مخاطر محتملة. وأضاف أن الأمر لا يقتصر على الأفراد، بل يشمل المؤسسات الرسمية، حيث يتعين عليها التزام معايير الأمن السيبراني، واتخاذ التدابير اللازمة لحماية خصوصية البيانات. وأكد خبير في استراتيجية تكنولوجيا المعلومات والأمن السيبراني، المهندس أحمد الزرعوني، أهمية استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي، باعتبارها أداة مبتكرة تفتح آفاقاً واسعة جديدة في مجالات متعددة، موضحاً أن تطبيقات مثل «شات جي بي تي» تمثل جزءاً أساسياً من التحولات التكنولوجية الحديثة، وأن القدرة على تحويل الصور بأسلوب استوديو «غيبلي»، وإنشاء صور متحركة باستخدام الأوامر المختلفة دليل على تطور الذكاء الاصطناعي. وأشار إلى أن استخدام هذه التقنيات يحمل جوانب إيجابية وسلبية: «فعلى الرغم من أن إنشاء الصور والأفكار الجديدة باستخدام الذكاء الاصطناعي أمر رائع، إلا أن الاستخدامات غير اللائقة، مثل تحميل أو إنشاء صور غير أخلاقية أو ذات محتوى غير مناسب، قد تعرض المستخدمين لمخاطر مثل اختراق الحسابات الشخصية وتسريب البيانات». وحذر من التعامل مع التطبيقات غير الرسمية أو التي تقدم مزايا مشابهة لتلك التي توفرها تطبيقات معروفة، من دون رسوم، مؤكداً أن «هذه التطبيقات قد تستغل بيانات المستخدم وتعرضه لخطر تسليمها إلى جهات مجهولة، ما يزيد من خطر التعرض للاختراقات والتهديدات الأمنية». وفي ما يخص تخزين البيانات والصور، أكد ضرورة التزام المستخدمين بالمنصات الرسمية فقط، موضحاً أن بعض النسخ المدفوعة من «شات جي بي تي»، مثل حسابات «التيمز» و«البرو»، تتيح مستوى عالياً من الأمان وحماية البيانات الشخصية، مشيراً إلى أن النسخة المدفوعة «بلس» تتضمن خاصية عدم مشاركة الحوارات والبيانات مع البرنامج لأغراض تحسين الإجابات. وقال باحث وأكاديمي في تقنية المعلومات، الدكتور عبيد صالح المختن، إن ما شهدناه خلال الفترة الماضية من تعديلات الصور باستخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي جعلت العالم أكثر اهتماماً واستكشافاً لهذا المجال الجديد، وأن الذكاء الاصطناعي والمحركات الذكية أصبحت تضيف بعداً جديداً وجزءاً أساسياً من الحياة اليومية. وأضاف: «المخاطر الأمنية ليست جديدة، وهي موجودة مع بداية ظهور الإنترنت، وعلينا أن نكون واعين دائماً، ليس فقط من تطبيق بعينه، بل من كل موجة قادمة من الإنترنت، وكل موضة جديدة تظهر على الشاشة، عموماً، وليس فقط لأن الذكاء الاصطناعي يطلب التعديل على الصور، فهو قادر على إنشاء صور ووجوه غير موجودة من خلال الخوارزميات المتطورة، دون الحاجة للحصول على إذن من المستخدم، ويمكنه أن يولد ملايين من الصور بلمسة زر واحدة»، داعياً إلى تقليل المخاوف بشأن المخاطر الأمنية لتلك الصور من أشخاص غير مختصين. وأكد أن «هناك مخاطر يجب أن نكون حذرين منها، ولكنها ليست بالخطورة التي قد يتصورها بعضهم، فقد أصبح من الضروري اليوم التكيف مع تطورات الذكاء الاصطناعي وتجربته بثقة دون الخوف من تأثيراته، ونحث جميع فئات المجتمع على الانخراط في هذا المجال واكتشاف إمكاناته، حيث إن دولة الإمارات تتبنى توجهاً وطنياً قوياً نحو استخدامه وتوظيفه في جميع القطاعات». وقال إن «اقتصاد المعرفة لا يسعى لتخويف الأفراد، بل لتعليمهم كيفية التعامل مع هذه التقنيات بحذر وتوجيههم نحو اكتساب المهارات اللازمة للاستفادة منها بشكل آمن وفعّال». وأكد أن «تلك التطبيقات مكنت الجميع من الوصول إلى مستشارين أذكياء يقدمون الإرشاد والنصائح في مختلف المجالات، الأمر الذي يتطلب التعمق في فهم تلك التقنيات الجديدة، ليس فقط من حيث اكتشاف تقنياته وأسباب تطوره، بل أيضاً لتعزيز الجهود نحو إنشاء محركات بحث وطنية عربية توفر حلولاً آمنة وفعالة في هذا المجال». من جانبه، قال المستشار والموجه الاجتماعي، الدكتور أحمد البركاني، إن انتشار ظاهرة «صور الأنمي» عبر برامج الذكاء الاصطناعي أصبح «ترند» شائعاً، وهو مثل كل «ترند» جديد يظهر ثم يتراجع تدريجياً. وأوضح أن هذه الظاهرة، على الرغم من انتشارها بشكل كبير خلال فترة قصيرة، لا تشكل تهديداً اجتماعياً كبيراً، حيث إنها ظاهرة مؤقتة، وتنتهي دون تأثير طويل المدى على ثقافة المجتمع، مشيراً إلى أن استخدام الصور المعدلة بشكل مبالغ فيه، قد يؤدي إلى تأثيرات سلبية في معايير الجمال المجتمعية الواقعية، خاصة إذا أصبح هذا النوع من الصور هو المعيار السائد. وأكد أن الأفراد الواعين في المجتمع يقومون بنشر الصور المعدلة بجانب الصور الحقيقية كنوع من التوعية لضمان ألا تطغى الصور الكرتونية أو المعدلة على التصورات الواقعية للجمال المجتمعي. من جانبه، أكد الفنان التشكيلي، (أول فنان رقمي ومتعدد الوسائط في الدولة)، جلال لقمان، أن ظاهرة الإقبال على تحويل الصور بأسلوب فني مستوحى من استوديو الرسوم المتحركة الياباني «غيبلي» ليست مقبولة، ولا تسهم في نشر الثقافة أو الفن الياباني. وحذر من الإقبال على استخدام هذه الأساليب الفنية المتنوعة، مشدداً على أن التمادي في نشرها يهدد مستقبل الفن، ويُسيء إلى الإبداع الحقيقي. وأكد ضرورة أن يستغل الفنانون هذه الفرص لتطوير أسلوبهم وأعمالهم الفنية، وبالتالي تعزيز رسالتهم الإبداعية. بدورها، قالت الأخصائية النفسية، مرام المسلم، إن استخدام الفلاتر التي تعيد رسم ملامح الجسم بطريقة مثالية، مثل نمط «غيبلي»، يؤثر بشكل كبير في صورة الفرد الذاتية الطبيعية، وهي جزء أساسي من تقدير الذات، حيث أظهرت دراسات نفسية أنه عندما يتعرض الأفراد بشكل مستمر لنسخ محسنة من ملامحهم أو صورهم، فإن ذلك يؤدي إلى مقارنة غير صحية بين الصورة الواقعية والتعديلات الرقمية، ما ينتج عنه انخفاض في الرضا عن الشكل الطبيعي للفرد، وتكوين توقعات غير منطقية بشأن مظهره. وأضافت أن الاستخدام المتكرر لمثل هذه التطبيقات يمكن أن يؤدي إلى اضطرابات نفسية، مثل اضطراب تشوه الجسم (PDT)، حيث يتراجع تقدير الشخص لصورته الذاتية، ما يزيد من شعوره بانخفاض الثقة بالنفس والقلق الاجتماعي، ويؤدي إلى تجنب الاختلاط بالآخرين، بسبب عدم الرضا عن الشكل والمظهر الحقيقي. وأشارت إلى أن فئة المراهقين هم الأكثر تأثراً بهذه التحولات في الصور، حيث إن هذه المرحلة العمرية تشهد تطوراً في الشخصية والنمو العقلي، ما يجعلهم أكثر عرضة للتأثر بتلك التقنيات دون إدراك كامل لآثارها النفسية، كما أن الصور المحسّنة التي تتميز بملامح معينة، مثل الطول المثالي والشعر والملامح الجمالية، تخلق لدى المراهقين رغبة في تقليد هذه المعايير، ما يؤدي إلى مقارنة اجتماعية سلبية تؤثر بشكل كبير في تقديرهم ذاتهم، لافتة إلى أن هناك دراسات عدة أظهرت أن نحو 59% من المراهقين يشعرون بأن صورهم الطبيعية غير مناسبة، خاصة بعد استخدام الفلاتر والتعديلات على صورهم الحقيقية، ما يعني عدم تقبلهم أشكالهم الطبيعية والواقعية.