تحذيرات من فراغ أميركي في آسيا.. الصين تتحرك بثقة حول تايوان!كامل المعمري
تحذيرات من فراغ أميركي في آسيا.. الصين تتحرك بثقة حول تايوان!
كامل المعمري
بين البحر الأحمر وتايوان، ترسم الولايات المتحدة خارطة انتشار عسكري تزداد هشاشتها يوما بعد آخر. في ظل الانخراط الأميركي المتصاعد في المواجهة البحرية مع الحوثيين، واحتدام الصراع في الشرق الأوسط، وجدت واشنطن نفسها مرغمة على إعادة توجيه قوتها البحرية، لا سيما حاملات الطائرات، من غرب المحيط الهادئ إلى المياه القريبة من اليمن.
هذه التحركات، التي قد تبدو تكتيكية في ظاهرها، تحمل آثارًا استراتيجية عميقة، خصوصًا على توازن الردع في منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
الفراغ الذي خلّفته القطع الأميركية في محيط تايوان لم يمرّ دون انتباه من بكين، التي شرعت فورًا في استعراض عضلاتها العسكرية حول الجزيرة. عبور متكرر لحاملة الطائرات الصينية 'شاندونغ' في مضيق لوزون، تحليق طائرات مسيّرة فوق أوكيناوا وتايوان، وتكثيف المناورات العسكرية البحرية والجوية: كلها إشارات على أن الصين تراقب انشغال واشنطن، وتتحرك بجرأة لفرض معادلات جديدة.
الرسالة الصينية مزدوجة من جهة، اختبار استعدادات الجيش الأميركي في حال نشوب مواجهة في أكثر من ساحة؛ ومن جهة أخرى، ترسيخ حقيقة أن تايوان لن تبقى بمنأى عن طموحات بكين الإمبراطورية. أما واشنطن، فوجدت نفسها بين جبهتين: واحدة مشتعلة في البحر الأحمر، وأخرى تشتعل ببطء في بحر الصين الجنوبي.
تبدو الولايات المتحدة اليوم أمام لحظة حاسمة هل تملك القدرة على خوض حربين بحريتين متزامنتين؟ وهل تستطيع الحفاظ على مظلة الردع في الشرق، بينما تتلقى ضربات غير تقليدية من الحوثيين في الغرب؟ هذه الأسئلة باتت تؤرق مراكز القرار العسكري الأميركي، فيما تتجه بكين لاقتناص اللحظة بكل ما أوتيت من أدوات الردع والإغراء والقوة.
الانشغال الأميركي المتزايد بمواجهة الحوثيين في الشرق الأوسط ألقى بظلاله على تموضع القوة البحرية الأميركية عالمياً، متيحاً لبكين فرصة التمدد في محيط تايوان، حيث تتزايد المؤشرات على أن الصين تتحرك بثقة لفرض معادلتها في غرب المحيط الهادئ، مستفيدة من انكفاء الأسطول الأميركي عن المنطقة.
في السياق قال موقع 'واشنطن إكزامينر' إن الصين تكثف ضغوطها العسكرية على تايوان وتؤكد قدرتها على فرض سيطرتها حتى في مواجهة مباشرة مع الجيش الأميركي، مستغلة انشغال البحرية الأميركية في الشرق الأوسط.
وفي تقرير نشره الصحفي توم روجان يوم 1 مايو 2025، أشار الموقع إلى أن بكين تسعى إلى تقويض الدعم العسكري الذي تقدمه إدارة ترامب لتايوان والفلبين، وتؤكد قدرتها على التصعيد العسكري الناجح رغم الحضور الأميركي في المنطقة. وقال الأدميرال سام بابارو، قائد القوات الأميركية في المحيط الهادئ، في شهادته أمام الكونغرس في أبريل الماضي، إن 'المناورات الصينية حول تايوان ليست تدريبات، بل بروفات للتوحيد القسري'، مشيرًا إلى أن الضغط العسكري الصيني على تايوان ارتفع بنسبة 300% في عام 2024.
وأضاف بابارو أن نشوب حرب حول تايوان قد يؤدي إلى انخفاض بنسبة 25% في الناتج المحلي الإجمالي لآسيا، يقابله تراجع بنسبة تتراوح بين 10% و12% في الناتج المحلي الأميركي، وارتفاع كبير في معدلات البطالة بنسبة 7% إلى 10%.
وقال الموقع إن الصين أصبحت أكثر عدوانية مؤخرًا، ويعود ذلك جزئيًا إلى تمركز حاملتي طائرات أميركيتين من أصل ثلاث في الشرق الأوسط، في حين تعمل حاملة الطائرات 'نيميتز' فقط غرب الفلبين. وسبق أن استغلت بكين انشغال البحرية الأميركية في أماكن أخرى لتكثيف نشاطها العسكري.
وأوضح التقرير أن البحرية الصينية تطورت كثيرًا منذ عام 2005، وتضم الآن أسطولًا ضخمًا وسريع النمو من السفن الحربية والقدرات الفضائية المتقدمة وأنظمة الصواريخ بعيدة المدى، ما يمنح بكين فرصة متزايدة لهزيمة الولايات المتحدة في حال اندلاع حرب على تايوان.
وأشار التقرير إلى أن حاملة الطائرات الصينية 'شاندونغ' نفذت عبورين لمضيق لوزون بين الفلبين وتايوان الأسبوع الماضي، فيما كانت الولايات المتحدة والفلبين تجريان مناورات عسكرية تضمنت نشر نظام اعتراض بحري متطور (NMESIS) في جزيرة باتان، ما يشير إلى نية واشنطن اعتراض السفن الصينية خلال أي صراع على تايوان.
كما استعرض الموقع خريطة نشرتها وزارة الدفاع اليابانية تُظهر تحليق طائرة حرب إلكترونية صينية جنوب أوكيناوا، وطائرات مسيّرة صينية أخرى قبالة سواحل تايوان وأوكيناوا، في مؤشر على التصعيد المتعدد الاتجاهات.
واعتبر التقرير أن هذه التحركات تدل على حملة عسكرية شاملة منسقة على الأرجح من قبل اللجنة العسكرية المركزية الصينية، لإيصال رسالة مباشرة إلى إدارة ترامب مفادها أن تايوان لا تزال في صميم طموحات الرئيس شي جين بينغ للهيمنة في القرن الحادي والعشرين.
واختتم الموقع بالتأكيد على أن الإدارة الأميركية إذا أرادت ردع بكين عن غزو تايوان والسيطرة على بحر الصين الجنوبي، فعليها أن تنشر قواتها حيث يجب أن تكون، محذرًا من أن تشتيت القوات الأميركية حول العالم قد يشجع الصين على التصعيد ويمهد للهزيمة.
2025-05-03
The post تحذيرات من فراغ أميركي في آسيا.. الصين تتحرك بثقة حول تايوان!كامل المعمري first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


موقع كتابات
منذ 5 ساعات
- موقع كتابات
الذكاء الاصطناعي أكبر تهديد لدولة اسرائيل
رغم ان ادبياتنا المدرسية اوالثقافية اوالفنية عن الإسلام وسيره الرسالة كانتومازالت تشير على ان اليهود اواليهودية هي واحده من اهم قوة التحديالرسالة الاسلامية ايام النبي محمد وصحابته ، ذالك اقرت بقوةتأثيرهم عندما فرضوا انفسهم بمجتمع الجزيرة بقوتهم بالعمل والتجارة وصفاتاخلاقية وثقافية اخرى،واستمر الحالب بقوة بعد النكبة ومازالت، ومع ذالك طلمانتذكر ايام طفولتنا، بقصص شعبية عن تجارب العرب والمسلمين مع شخصياتوتجمعات يهودية في بغداد والمحافظات ،فرغم الغل والكراهية التي تلون لغتهموتجاربهم ضد اليهود عموما واسرائيل خصوصا فانهم لم يستطيعوا ان يخفواحرص وتفوق الشخصية اليهودية بالعمل الخلاق الدؤب ، هذه المدرسةالنموذجية كانت يهودية وتلك المشفى كانت للدكتور اليهودي الفلاني، وهذهالتجارة تعلمنها من اليهود الإعلاني ،والمنطقة العمرانية تلك كان يسكنها اليهودقبل هجرتهم او تهجيرهم ،وهذا الوزارة العرقية تاسست على يد اليهودي الامينالمخلص سين وتلك المؤسسة الثقافية التي أسسها صاد، وحتى نحن الذينترعرعنا بمجتمع محاصر بكراهية اليهود والحرب ضدهم حتى النصر عليهموشطبهم من فلسطين ايام الحزب والثورة ، كنا نشعر بالفخر والامل، بالفخربان هذه البلاد عاشت بها اطياف مختلفه على مدى الالف السنين متسالمةمتعايشه بحكم القانون والنظام ، ومتاملين ،بانه لابد ان ياتي اليوم الذييستطيع به اليهودي وغيره ان يكون بيننا مواطنا او عملا او مستثمرا او حتىزائرا للعراق والعكس ممكن لكل عراقي ان يكون صالح للتعامل معهم ، يسافرليقيم او يعيش او يعمل داخل اسرائيل ، خاصة بعد الاستقرار النسبي الذيصنعته اتفاقية كامب ديفد، وقصص حكم القانون والنظام والعدالة الذي نقلوهلنا زملائنا في كلية القانون من فلسطيني الضفة والأردن في بداية الثمانيناتمن القرن الماضي، ولهذا توقعنا لن يطول الزمن حتى تكون اسرائيل التيجمعت خبرائها وأذكيائها من كل المجتمعات المتفوفة وبدعم من الدول العظمى، ان تكون مفخرتنا الحضارية امام العالم وهي تعيش بيننا سالمة مسلحه لتنويروادارة واستقرار للشرق الأوسط ، ولما اشتعل ارهاب القاعدة واستهداف مصالح الأمريكان بحجة انحيازها لإسرائيل ضد مصالح العرب والمسلمين توقعنا من اسرائيل المتفرجة ان تخففمن ضغوطاتها وتعنتها ضد حقوق من يشاركوها الارض والهواء والماء منالفلسطينيين ، واذا لم تستطيع ان تحررهم ليكونوا لهم دولتهم التي تديرشؤونهم وشجونهم ويتخلصوا من هذا العبء البشري والإداري والمالي والمعنويبالقليل يخففوا من التمييز بالحقوق والواجبات للفلسطينيين وبين مواطنيهماليهود ليستفيدوا من قوة العمل والتجارة معهم ،بالقليل ان يغلبوا دكائهم علىحقدهم الاسود من خلال استعمال الفلسطينيين جسر للعرب والمسلمينبالإضافة إلى قطع الحجة على اكثر من مليار عربي ومسلم– تجير نخبهمالدينية والدنيوية نضالاتهم او جهادهم في سبيل هذه القضية ، وبنفس الوقتيخففوا على داعمهم في الوجود ،الحليف الأمريكي الذي كان ومازال فيمنتهى الاحراج لما تمثله اسرائيل من ركن او هو المسيطر على كل اركان الامنالقومي الأمريكي ، يد يقاتل الارهاب العالمي ويد اخرى يمد اسرائيل بكلالامكانيات العسكرية والمالية والدبلوماسية من اجل حمايتها بما فيها إرباكوضعها العالمي بقيم السلام والأمن وحقوق الإنسان وحكم القانون للحد الذيتتحدى المؤسسات الاممية وتصدر قانون لمعاقبة اعلى محكمة عالمية ساهمتهي بقيمها وبوجودها لحماية الحقوق الادمية والنظام والاستقرار العالمي، ولهذا فان التصعيد الشعبي الأمريكي والعالمي ضد اليهود والحادث بقتلالدبلوماسيين الإسرائيلين امام المتحف اليهودي اليوم الذي تغطيه الماكنةالامريكية المتغابية (معادات السامية) لن تزيد إلا النقمة الامريكية وغيرها ، ونعتقد اعلان الرئيس الامريكي في زيارته الاخيرة للشرق الوسط بجعل دبيهي محطة الذكاء الاصطناعي العالمي في هذا الجزء من الكرة الأرضية وليست اسرائيل التي صرف الأمريكان من اجل وجودها عشرات الترليونات ، ذكرتنا على الفور بحجم خسارات إسرائيل بما سماه نتنياهو سياسة فرضالسلام بقوة استسلام الضحايا مذنبين او ابرياء لإبقاءها على قيد الوجودوالحياة ،


موقع كتابات
منذ 6 أيام
- موقع كتابات
مقالات الكاتب: علي سيريني
علي سيريني السلام بين الكُرد والترك بوابة لتأريخ عظيم في المنطقة وتشالديران ثانية 8 نوفمبر، 2024 علي سيريني لماذا يركز المحور الشيعي بقيادة إيران على معاداة إسرائيل 7 نوفمبر، 2023 علي سيريني الهجوم على محمد حبش ظلم وعدوان 5 نوفمبر، 2022 علي سيريني إتحاد العراق مع الأردن 1 سبتمبر، 2022 علي سيريني المؤسف من العلاقات الكُردية التركية في ظل المرحلة الأردوغانية 12 يونيو، 2022 علي سيريني هل يحمي العلم الإسرائيلي تركيا من السقوط وهو يُرفرف شامخا فوق الحصان التركي الأبيض 13 مارس، 2022 علي سيريني حرب أوكرانيا طريق نحو الدولة العالمية 9 مارس، 2022 علي سيريني حرب أوكرانيا طريق نحو الدولة العالمية روسيا ليست جزءا من أوروبا وتركيا مع العرب ضحايا تنتظر الدور 7 مارس، 2022 علي سيريني مخاطر إستمرار الحرب الروسية الأوكرانية على العالم 1 مارس، 2022 علي سيريني أهل البيت في القرآن لا يشمل علي بن أبي طالب وفاطمة وذريتهما 22 يناير، 2022 علي سيريني رسالة مفتوحة إلى المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله السيد علي الخامنئي 11 يناير، 2022 علي سيريني كيف تحل مشكلة العلمانية في بلاد المسلمين تفاصيل المشروع الثاني المقدم إلى دول عدة 31 ديسمبر، 2021 علي سيريني مشروع لنهضة الأمة (3 من 3) 9 سبتمبر، 2021 علي سيريني شروع نهضة الأمة الذي قدم إلى عدة دول عربية و إسلامية 8 سبتمبر، 2021 علي سيريني إنحسار ثورة الحسين الرسالية بين أضداد المسلمين 19 أغسطس، 2021 علي سيريني لعبة الأتراك الإسلامية مع الأكراد 22 ديسمبر، 2020 علي سيريني إفلاس الإسلاموية والتشبث بالكاريكاتور الفرنسي لرفع الرصيد الهابط 29 أكتوبر، 2020 علي سيريني التطبيع الإماراتي-البحريني مع إسرائيل بين العقلانية و التطبيل الجنوني بإسم القضية الفلسطينية 30 سبتمبر، 2020 علي سيريني لماذا لا يتصرف الأكراد كأمة 15 يونيو، 2020 علي سيريني الذين يحلمون بسقوط الغرب (أمريكا خصوصا) ويستنبطون من الخيال بدائل للواقع 29 مارس، 2020 علي سيريني إيران ومرشدها يتحدثان عما كتبته قبل أربعة أعوام حول استهداف جينات معينة من البشر و اختراع السلاح المناسب لذلك 27 مارس، 2020 علي سيريني السينما الأمريكية و مشاريع الغرب المستقبلية و غفلة العرب و المسلمين 25 مارس، 2020 علي سيريني ما يصيب المسلمين في الهند و السوريين هو من صنع أيديهم! 12 مارس، 2020 علي سيريني فحولة الغــرب و خنوثة الشرق لماذا يحكم الشرق خناثه 3 مارس، 2020 علي سيريني السر غير المعروف لأفضلية مرحلة صدام حسين على الحاضر 16 فبراير، 2020 علي سيريني نصيحة لوجه الله للقطريين ومنهم للخليجيين والعرب 13 فبراير، 2020 علي سيريني لماذا فلسطين العلكة المفضلة لقناة الجزيرة و النخبة الفلسطينية 8 فبراير، 2020 علي سيريني عقدة نقص العرب والمسلمين مرفرفة في قناة الجزيرة 29 يناير، 2020 علي سيريني الحركات و التيارات الإسلامية (الوهابية و الإخوانية) من متوجات الحداثة الغربية لا الإسلام 7 ديسمبر، 2019 علي سيريني تدمير إيران تدميرنا جميعا فاعتبروا يا أولي الأبصار 9 مايو، 2019 علي سيريني العرق الأبيض و المسيحية و المجازر ضد المسلمين 21 مارس، 2019 علي سيريني مقال قبل ثلاثة أعوام: هل هناك مجازر جماعية تنتظر المسلمين في بلاد الغرب 18 مارس، 2019 علي سيريني ملهى ليلي مقابل الكعبة المشرفة 28 أبريل، 2018 علي سيريني النفخ في بوق مكسور: أضحوكة الدعم الإسرائيلي لكُردستان وتفتيت العالم العربي! 26 سبتمبر، 2017


موقع كتابات
منذ 6 أيام
- موقع كتابات
رسالة مفتونة إلى سمو الأمير تميم بن حمد
لا حاجة لشرح أحوال الأمة الإسلامية والعربية، فمشاهدة العين المجردة تغني عن الحديث كله. ونحن كأفراد و كأمة لنا الحق أن نعيش بسلام وكرامة وطمأنينة وزهو بالنفس، حالنا حال الأمم الأخرى وأفرادهن. ولكن بسبب الوضع المزري لأمتنا الذي لا مثيل له، على شتى الأصعدة، عكفت قبل عقد من الزمن على كتابة مقترح بعنوان (مقترح مشروح لنهضة الأمة) وقدمته لدولتكم الكريمةفي عام 2016 عن طريق سفارتكم، ثم وفي بداية عام 2018 زرت قطر وبقيت فيها خمسة أيام (على حسابي الشخصي) وقدمت ثلاث نسخ من المقترح إلىالإتحاد العالمي لعلماء المسلمين، وكانت نسخة منها لسموكم، ونسخة إلى مركز الدراسات والأبحاث في قناة الجزيرة (بناء على طلب الإتحاد العالمي لعلماء المسلمين)، فضلا عن نسخة للإتحاد العالمي لعلماء المسلمين نفسه. في هذا المقترح قدمت عدة مشاريع مهمة مع تحديد السقف الزمني لها، من أجل نهضة هذه الأمة المنكوبة. هذا المقترح هو خلاصة دراسة وعلم وخبرة، عانينا منالصبر والمثابرة من أجل الحصول عليهن، ولعقود من الزمن. وهذا إنما لإلتزام بنصائح العلماء والمرشدين والحكام من هذه الأمة، أن نطلب العلم ففعلنا، ولم نذهب مذهب اللعب بالكرة. وحين أتت ثمار هذه المعاناة على الصبر والمثابرة والشدة، ارتأينا أن نقدمها مجانا بين يدي حكامنا، وسموكم هو احد هؤلاء الحكام الذين قدمنا لهم مقترحات المشاريع لنهضتنا. لكنني لم أتلق أي إستجابة من دولتكم الكريمة، وقد مرّ على تقديمي لكم ذلك المقترح حوالي العقد من الزمن. وفي الأثناء، وبُعيد تقديمي مقترحاتي، شاهدت بعيني إستضافة قطر لكأس العالم والتي كلّفت قطر حوالي 230 مليار دولار، بل وأكثر من ذلك. وشاهدت أيضا ضمن ما لفت إنتباهي حصول ديفيد بيكهام (لاعب كرة القدم البريطانيالمتقاعد) على مائتي مليون يورو، مقابل أن يكون سفيرا لدولتكم الكريمة، من اجل الترويج لكأس العالم. ثم قدمت دولتكم الموقرة مبلغ 27 مليون يورو لبيكهام مقابل مشيته لعدة دقائق في الملعب يوم افتتاح كأس العالم، وبذلك أصبح المبلغ حوالي ربع مليار يورو لهذا الشخص البريطاني الذي لا يجيد غير اللعب بالكرة. ومن ثم شاهدت سخاء سموكم و دولتكم الكريمة، للفنانين والفنانات الغربيات، مثل ليندزي لوهان. وكذلك شاهدت سخاءكم، أثناء زيارتكم للبيت الأبيض قبل سنوات، ودفعكم حوالي 200 مليار دولار لإدارة ترامب. وها نحن اليوم نشهد زيارة ترامب لقطر، ونشهد سخاء سموكم الذي قلّ مثيله في التأريخ. فقد أهديتم ترامب طائرة رئاسية بمبلغ 400 مليون دولار، مع هبات لأمريكا، تتراوح بين ترليون إلى ترليونين دولار. وفي المقابل، فإن المسلمون والعرب يحتاجون إلى خدمات ومشاريع تنهض بهم، وتنتشلهم من وهدة التخلف وأوحال التقهقر الحضاري. وبما أنني أحد الناس الذين قدموا مشاريع مهمة لدولتكم السعيدة، فأطلب من سموكم تخصيص مبلغ 100 مليون دولار لكي نبدأ بهذه المشاريع وهي تخدم العرب والمسلمين. ولا مانع لدي أن تسجلوا هذا المبلغ دينا عليّ سأسدده لكم إن شاء الله تعالى يوم القيامة، ومهرت بتوقيعي أسفل هذه الرسالة ونسجل ذلك أمام شاهدي عدل إن شاء الله تعالى. وفوق ذلك ندعو لكم بالخير ، واعلم يا سمو الأمير، إن هذا المبلغ لا يشكل سوى قروش بسيطة أمام عطائكم السخي ولا شك لدي أن سخاء سموكم سيتسع لبذل هذه القروش البسيطة، من أجل خدمة أمتنا التي تعاني ما تعاني من وقوعها في أسفل السافلين في سلّم الأمم، ولا تثير من الخلائق في الدنيا إلا الشفقة والإزدراء الذي يلحقنا في شوارع العالم، عبر عيون زرقاء وخضراء تحدق في ملامح الشرقيين وتقول لهم بصمت: أيها الشحاذون الأشقياء البائسون، إلى متى تبقون في مؤخرة العالم؟! كما أود أن أشير إلى أن أحد هذه المشاريع هو بناء المدرسة الأليكترونية (أونلاين)، لأبناء الجالية العربية والمسلمة في الشتات، خصوصا في دول الغرب، من أجل تعلم اللغة العربية ومعارفها وعلوم القرآن والشريعة. فهذه المدرسة ستكون على مدار الساعة، وسيعمل فيها المئات من المعلمين والمدرسين،لتعليم أبناء الجالية المسلمة والعربية في صفوف موزعة حسب التوقيت والمكان والظروف. وهذه المدرسة ضرورية لأن أولاد المسلمين يفتقرون إلى اللغة العربية وعلوم الشريعة، والفجوة تتسع بينهم وبين اللغة العربية وعلوم الشريعة بشكل سريع وكبير يوما بعد آخر، والخلائق من العرب والمسلمين تعرف هذا الأمروتتحسر دون طائل، وكم من صريخ ولا من محيص.