تركي آل الشيخ.. صناعة النجاح بأصالة التاريخ
كتبها الرجل الذي لم يقل يومًا: «حاولت ولم أستطع»؛ لأنه ببساطة محارب شرس، لا يهرب ولا يستسلم، لذلك هو ينتصر دائمًا. يخوض المعركة كمسؤول أمين، وكمواطن قوي، وكرجل مخلص للقيادة التي آمنت به وائتمنته، ومنحته ثقتها الكاملة. حمل الأمانة على كتفيه، وتحمّل مسؤولية حفظها، وخاض من أجلها حروبًا عدة داخل السعودية وخارجها، وكان صوتًا لبلاده، وسوطًا على ظهور أعدائها، والحاقدين عليها، والراغبين أن تبقى في طورها القديم، الكارهين لـ«رؤيتها»، ولرؤيتها وهي تمضي إلى المستقبل بكامل أُبَّهتها وبهائها.
يدرك يقينًا أن الفوز لا يُمنح، وإنما يُنزع من أيدي الهزيمة، وأن الحلم والأمل بلا عمل، والوعد بلا إنجاز، والمواعيد بلا تاريخ ووقت، ليست إلا أوهامًا تذروها الريح، ويذُرَّها الكذب في عيون الناظرين المنتظرين.
هذه الشجاعة الراسخة، التي تستمد قوتها، وإقدامها، وأقدامها، وتقدّمها من ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، صانع التغيير، وصائغ الأثر والتأثير، الحياة التي دبّت في السعودية، والروح التي يحيا بها السعوديون، حبيبنا، ونصيبنا من العِز والعزّة في العالم كله، هي ما شكّلت شخصية تركي آل الشيخ، وجعلته يفتح أبوابًا، دون أن يطرقها، أبواب لم يجرؤ غيره على الاقتراب منها حتى هذا «القلب الشجاع» كان يعرف أن هناك من سيحاولون إطفاء النور، لكنه كان يعلم أيضًا أنه «كلما ازداد الظلام، اقترب الفجر»، فقرر أن يذهب إلى «الفجر» لا أن ينتظره ليأتي، حتى تنقشع سريعًا عتمة المُعرقلين، القابعين في الدرك الأسفل من الرفض، أبطال الكلام الفارغ.
كانت بوصلته تتجه دائمًا نحو تنفيذ أوامر قادته، وأداء واجباته الوطنية، دون توقف أو استرخاء، فهو لا يكتفي بأن يكون حاضرًا في المشهد فقط، بل يصنع المشهد نفسه، ويمنحه ألوانه وضوءه وإيقاعه ووقعه.
لا يؤمن بأن التغيير صدفة، بل فعل مدروس، وإصرار لا يلتقط أنفاسه أبدًا حتى يصل، يقول الأديب والفيلسوف الألماني يوهان غوته: «لا يكفي أن نعرف، بل يجب أن نطبّق، ولا يكفي أن نريد، بل يجب أن نفعل»، و«أبو ناصر» يعرف، ويريد، ويطبّق، ويفعل. ويتفاعل، حتى تشعر أن كل ما قيل عن المستحيل لم يكن إلا كذبة اخترعها المتقاعسون، أساتذة «تأجيل عمل اليوم إلى الغد». يعمل وكأن كل يوم هو فرصته الأخيرة في خدمة بلاده، إنه ليس مجرد اسم في قائمة صانعي النجاح، بل هو من الذين يكتبون هذه القائمة، ويوقعونها باسم الوطن.
خطوة واحدة إلى الوراء، واحدة فقط، وسترى كيف أنجز تركي آل الشيخ المهمة «الصعبة» التي أوكلت إليه مسؤولية إتمامها، أن يجعل من المملكة العربية السعودية مسرحًا دوليًا للملاكمة والمصارعة، وأن يعيد تصدير هاتين اللعبتين إلى العالم بنكهةٍ سعودية أصيلة.
المسؤول السعودي، الذي أضاء النزالات بحضوره الواثق المهِيب، مرتديًا زيّه السعودي «ثوباً أبيض ناصعاً لونه، يسر السعوديين»، كان حضوره بتلك الهيئة والهيبة إعلانًا صريحًا عن سيادة المملكة على صناعة هذه الرياضة العالمية. كان يمضي في توقيع الاتفاقيات الكبرى، ويشرف على أضخم النزالات التي سرقت عقول مجانين الحلبات، وجماهير معاركها الدامية، فيما ينسدل «شماغه» على رأسه وكتفيه كراية نصر، وفي قلبه تخفق راية التوحيد الخضراء بفخرٍ لا يضاهى.
إنه يقوم بذلك متعمّدًا، ليقدّم إعلانًا صارخًا بأن «مملكتنا العظمى» تقود هذه الصناعة بزيّها وتقاليدها وبثقافتها وتاريخها.
وهكذا، لم تعد الملاكمة ولا المصارعة حكرًا على لندن، أو لاس فيغاس ونيويورك، بل صارت الرياض هي العنوان الأشد لمعانًا وسط أضواء العالم.
صار المقاتلون العالميون يتباهون بأن تنقش أسماؤهم على حلبات سعودية، وصارت الشركات الراعية تتسابق لحجز موطئ قدم في مهرجانات الملاكمة التي تُصنع في أرض الحرمين الشريفين.
لقد أصر معاليه في كل حدث عالمي من نزالات الملاكمة الكبرى إلى مهرجانات WWE الصدمة أن لا تكون «بلادنا» ممولًا أو مضيفًا فقط، بل صانع قرار، وشريكًا أصيلًا في محتوى اللعبة وطريقة تقديمها. وهكذا، صار كل قفاز يُرفع، وكل حزام يُقلّد في المملكة شاهدًا على سيادتها الجديدة لهذه الرياضات.
ومن يرصد الأحداث يعرف تمامًا أن تركي آل الشيخ لا يجلس في مكتبه يقرأ فرِحًا ما كتبته وسائل الإعلام عن إنجازاته، بل يتصدّر الحلبات بنفسه، يوقع العقود، يرحّب بالجماهير، يتفقد التفاصيل الصغيرة قبل الكبيرة.
وفي كل منصب جلس معالي المستشار على كرسي القرار فيه، وفي كل مهمة تولى أمرها (توفَّق وتفوَّق فيها)، وقدّمها بشكل مبهر.
كان لديه قدرة فائقة على صناعة المشهد، ورفع مستوى الاهتمام به، وزيادة مساحة التفاعل معه، وتوسيع دائرة انتشاره. كان عبقريًا جدًا في بث الروح داخل كل فكرة، وبارعًا في تحويلها إلى حدث عاطفي، يتحمّس له الناس، ويتابعون أخباره، ويشاركون فيه، ويدافعون عنه.
تزيد المهام، وتتسع دائرة المسؤوليات، وتبلغ التحديات ذروتها، لكن «أبو ناصر» يتفوق عليها كلها، لأنه: «مثل الجبل ثابت، ولا هزّته ريح»، يهزم المستحيل ويختصر الوقت. ويحقق الإنجاز، هوايته الإبهار، ومهمته المقدسة خدمة المملكة العربية السعودية، لذلك ألد أعدائه، وأشد الناس حقدًا عليه، وكرهًا له، هم العابثون في الظل، الذين يحركهم الحسد، المنفقون على الوهم ظنًّا منهم أن الريح تقتلع الجبال. يحاربون رجلًا وهب روحه لمليكه ووطنه، وحمل حبهما في قلبه، حتى صار قويًا بهما، ولهما.
هو قصة سعودية كبيرة ستروى يومًا، ليتيقّن العالم أكثر كم هي عظيمة السعودية، بقادتها ورجالها.. وبأبنائها.
أخبار ذات صلة
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة سبق
منذ 24 دقائق
- صحيفة سبق
الخمعلي في جلسة نقاش وحفل توقيع ضمن "موسم تشكيل"
في أجواء ثقافية ثرية، يستضيف "مقهى تشكيل" اليوم الكاتب مرضي الخمعلي، ضمن فعاليات "مسار انعكاسات" في موسم تشكيل 2025، وذلك في مجمع جالاكسي لايف بالرياض. تحمل الفعالية عنوان "على أثر خفاف"، وتتضمن جلسة مناقشة وحفل توقيع كتاب، حيث يغوص الخمعلي في تأملات عميقة حول الإبل ودورها المحوري في الثقافة والتراث العربي، منذ استئناس الجمل في عصور ما قبل التاريخ وصولاً إلى إعلان عام 2024 عام الإبل. وتفتح الفعالية نافذة على الإرث الحضاري العربي، وتسلط الضوء على حضور الإبل في الذاكرة الجماعية، والرمزية التي اكتسبتها عبر القرون. وعرف الأستاذ والباحث مرضي الخمعلي، باهتمامه العميق بالهوية الثقافية والبيئة الصحراوية، وله العديد من الدراسات والمقالات التي تستلهم من التراث العربي وتوثق حياة البادية وعلاقة الإنسان بالإبل. ويمتاز بأسلوبه الذي يمزج بين السرد الأدبي والبحث التاريخي، مما جعله أحد الأصوات المميزة في المشهد الثقافي السعودي.


مجلة سيدتي
منذ 2 ساعات
- مجلة سيدتي
صورة من المستشفى.. لبنى عبد العزيز تتعرّض لوعكة صحية
تعرضت النجمة السعودية لبنى عبدالعزيز ، لوعكة صحية مفاجئة، نُقلت على إثرها إلى أحد المستشفيات لتلقي العلاج والرعاية الطبية الكاملة. لبنى عبدالعزيز تطمئن جمهورها على حالتها الصحية: ابتسامة وإشارة نصر وأعلنت لبنى عبد العزيز عن هذا الأمر، عبر خاصية الـ"ستوري" التابعة لحسابها الرسمي على "إنستغرام"، إذ نشرت صورة لها وهي على سرير المستشفى الذي تتواجد به، دون أن تكشف عن سبب وعكتها الصحية، لكنها حرصت على طمأنة محبيها وجمهورها على حالتها، بعدما ظهرت مبتسمة ابتسامة خفيفة، رافعة إصبعيها بإشارة النصر. "المحامية".. عمل درامي منتظر لـ لبنى عبدالعزيز على جانب آخر، تخوض الفنانة لبنى عبدالعزيز تجربةً دراميةً جديدةً من خلال مسلسل "المحامية"، الذي يعد أول عمل سعودي من نوعه يستعرض الصراع المعقد بين الواجب القانوني والمشاعر الإنسانية. وقد تصدرت النجمة لبنى عبدالعزيز، الملصق الدعائي للعمل، والذي نشرته منصة "شاهد" عبر صفحتها الرسمية على "إنستغرام"، حيث ظهرت منفردة ممسكة بكلاكيت التصوير، في لقطة رمزية تعكس تصدرها للمشهد الدرامي بكل قوة وحضور. وجاء التعليق المرفق بملصق المسلسل محملاً في مضمونه برسالة حماسية جاء فيها: "المحامية - أول دراما سعودية تكشف الحرب الخفية بين العدالة والقلب .. بدأنا رحلة التصوير.. حتشوفوا قصة ما راح تنسوها"، ما يعكس الطابع الإنساني المشوق الذي يحمله العمل، الذي يفتح نافذة جديدة على القضايا القانونية من زاوية عاطفية عميقة. المسلسل من إخراج جاسم المهنا، وتأليف نورةالعمري، ويشارك في بطولته إلى جانب لبنى عبد العزيز كل من: محمد القس ، عبد الرحمن بن نافع، سعد الشطي، ليلى مالك، وهاشم نجدي. View this post on Instagram A post shared by Shahid (@ مشاركات درامية سابقة وعُرض للفنانة لبنى عبدالعزيز مؤخراً مسلسل "خريف القلب"، وهو أول مسلسل سعودي معرّب عن قصة تركية، وتقع أحداثه بـ90 حلقةً، وهو من ﺇﺧﺮاﺝ فكرت قاضي، وأعد السيناريو والحوار علاء حمزة، ومن بطولة: الفنان عبد المحسن النمر ، مروة محمد، إلهام علي، لبنى عبد العزيز، فيصل الزهراني، تركي الشدادي، ميرال مصطفى، جود السفياني، فيصل الدوخي، هند محمد، أروى، إبراهيم الحربي، فاطمة الشريف، سارة الجابر، سعيد صالح، عجيبة الدوسري، مهيرة عبد العزيز، روان الطويرقي، والعنود عبدالحكيم، بالإضافة إلى آخرين. ودارت أحدث المسلسل في إطار حول سر قديم تم الكشف عنه إثر حادث سير مروع، بعد أن صدم رجل الأعمال (راشد) العاملة المكافحة (نهلة)، حيث تم تبديل ابنتيهما قبل سبعة عشر عاماً لحظة ولادة الطفلتين بالمستشفى. View this post on Instagram A post shared by MBC1 (@mbc1) كما عُرض لها أيضاً الفترة الماضية، مسلسل " بيت العنكبوت"، وهو مسلسل درامي عائلي تدور أحداثه حول الشقيقين راشد وفيصل اللذيْن يعملان مع والدهما في تجارة الذهب، لكن طمعهما في المال والسلطة يزرع بذور عداوة بينهما، وتتوالى الأحداث، والعمل من بطولة الفنان فايز بن جريس، هيلدا ياسين، نجلاء العبدالله، لبنى عبدالعزيز ، تركي الكريديس، غادةالملا، جبران الجبران، أصايل محمد، فاطمةالشريف. يمكنكم قراءة.. لمشاهدة أجمل صور المشاهير زوروا " إنستغرام سيدتي". وللاطلاع على فيديو جراف المشاهير زوروا " تيك توك سيدتي". ويمكنكم متابعة آخر أخبار النجوم عبر "تويتر" " سيدتي فن".


الشرق الأوسط
منذ 3 ساعات
- الشرق الأوسط
أسامة الخريجي: نجران في «سوار» ليست مكاناً.. بل شخصية حيّة
بين واقعة حقيقية عاشتها نجران (جنوب السعودية) قبل سنوات، وشاشة السينما التي تبحث عن القصص الأصيلة، وجد المخرج السعودي أسامة الخريجي طريقه إلى فيلم «سوار»، حيث لم ينجذب إلى قصته بوصفها حادثة لافتة فحسب، بل لأنها تختصر أسئلة كبرى عن الهوية والانتماء والعائلة، وتختبر قدرة الإنسان على التكيّف مع مصائر لم يخترها. بهذه الرؤية السينمائية، اقترب الخريجي من الحكاية التي وقعت أحداثها في عام 2003، بعد تبديل طفلين عن طريق الخطأ، أحدهما سعودي والآخر تركي، ليعالجها سينمائياً في الفيلم الذي احتل المركز الثالث في شباك التذاكر السعودي، حسب التقرير الأسبوعي الأخير لهيئة الأفلام، وهو فيلم وضع الخريجي فيه ثقلاً على بناء تجربة بصرية تكشف عن تعقيدات الهوية وتشابك المشاعر ضمن ثقافتين مختلفتين، مما يطرح تساؤلات عميقة حول الانتماء والهوية. المخرج أسامة الخريجي يعطي توجيهاته خلال تصوير الفيلم (الشرق الأوسط) القصة التي ألهمت الفيلم ليست مجهولة للجمهور السعودي، إذ شاهدها كثيرون لأول مرة عبر برنامج «الثامنة» مع داوود الشريان، الذي كان يُعرض على قناة «MBC» قبل سنوات، ورُويت تفاصيل واقعة تبديل طفلين بين عائلتين مختلفتين، لتبقى في ذاكرة المجتمع قصةً استثنائية، تمس المشاعر وتثير النقاشات، يقول الخريجي: «ظلت الحكاية عالقة في ذهني لأعوام، لأنها تمس مشاعرنا جميعاً وتطرح أسئلة عميقة عن الهوية والانتماء والقدر». يتابع حديثه لـ«الشرق الأوسط» بالقول: «ما جذبني تحديداً هو أنها حادثة حقيقية محفورة في الذاكرة السعودية، وأردت أن أقدمها ليست بوصفها حكاية مأساوية فحسب، بل على أنها عمل إنساني يفتح باب التأمل في العلاقات والأسر والمجتمع». وبسؤاله عن تحقيق الفيلم المركز الثالث بعد أيام من عرضه في السعودية، يقول: «أرى أن الإقبال جاء لأن العمل جمع: قوة القصة، والتنفيذ الفني المتقن، والتواصل الحقيقي مع الجمهور. كما أن الجمهور السعودي متعطش للقصص المحلية التي تعكس حياته، ويرغب في مشاهدة تفاصيل ثقافته على الشاشة بأسلوب صادق ومحترف». ويضيف: «نحن لم نراهن على أسماء نجوم لجرّ الحضور، بل على نص محبوك وإخراج يحترم عقل وذائقة المشاهد، وهذا الرهان بدأ يؤتي ثماره في شباك التذاكر». يُظهر الفيلم العادات والتقاليد النجرانية بوضوح (الشرق الأوسط) القصة الحقيقية وقعت في نجران، التي ظهرت خصوصيتها الثقافية والاجتماعية بوضوح خلال الفيلم، بسؤاله عن ذلك يجيب الخريجي: «منذ البداية، تعاملت مع نجران ليست كخلفية للأحداث، بل كشخصية رئيسية في الفيلم.. استعنت بفريق من أبناء المنطقة، وحرصنا على أن تعكس مواقع التصوير، لهجة وعادات وتفاصيل نجران الحقيقية، لتشعر كأنك تعيش داخلها لا أنك تراها من بعيد». ويؤكد أن نجران أضفت على الفيلم بعداً فلسفياً عميقاً، حيث تتجلى الهوية المتجذرة في طفل لا ينتمي بيولوجياً إليها، لكنها تصبح جزءاً من كيانه وانتمائه، حسب وصفه. وبسؤاله عن التحديات التي واجهته في العمل، أشار إلى التحدي في التعامل مع ثقافتين متنوعتين في القصة وأماكن التصوير، مبيناً أن ذلك تطلب دقة في التفاصيل لضمان صدق الصورة، ويتابع: «واجهنا كذلك تحديات التصوير في بلدين مختلفين (السعودية وتركيا) بما يحمله ذلك من اختلافات لوجيستية وإنتاجية، إضافةً إلى ذلك، ضمَّ العمل ممثلين يخوضون التجربة لأول مرة، وكان علينا الاستثمار في تدريبهم وتهيئتهم ليقدموا أداءً يليق بواقعية القصة». واجه الخريجي تحدي العمل على ثقافتين مختلفتين في فيلم واحد (الشرق الأوسط) ولأن الفيلم يستند إلى واقعة حقيقية، فقد حرص فريق العمل على التنسيق المسبق مع أصحاب القصة المستوحى منها، كما يؤكد المخرج. وبسؤاله عن أصداء ما بعد العرض، يقول: «وصلت إلينا رسائل واتصالات من أشخاص لهم صلة مباشرة وغير مباشرة بالقصة، وكانت ردود الفعل مؤثرة جداً، بعضها أكد لنا أننا نجحنا في نقل إحساس الحكاية دون تشويه أو ابتذال، وهذا بالنسبة لي أعظم تقدير يمكن أن أحصل عليه كمخرج». في المشهد السينمائي السعودي الذي يشهد نمواً متسارعاً، يرى الخريجي أن «سوار» ليس استثناءً، بل امتداد لخط بدأ يتشكل، قائلاً: «أترك الحكم للجمهور، لكني أعتقد أن (سوار) مكمِّل لمجموعة من الأفلام التي أسهمت في خلق هوية وأسلوب مختلف وجميل للسينما السعودية... هو جزء من مسار يحاول الموازنة بين الترفيه والعمق، وتقديم قصص سعودية بروح صادقة وإنتاج متقن». أما عن مشاريعه القادمة، فيكشف المخرج أسامة الخريجي عن أكثر من مشروع قيد التطوير لديه حالياً، منها أفلام مستوحاة من قصص سعودية أصيلة، وأخرى ذات طابع عالمي لكن من منظور سعودي، ويختتم حديثه بالقول: «هدفي أن أواصل تمكين القصة السعودية وتقديمها بمعايير إنتاجية تنافس على المستوى الدولي».