فوردو بقلب الجبل.. هل تملك إسرائيل خياراً سرياً لتدميره؟
ملخص...
على عمق مئات الأمتار تحت الصخور الجبلية قرب مدينة قم الإيرانية، ترقد منشأة فوردو النووية، كأنها خزنة نووية عصيّة على الكسر. ورغم الغارات والعمليات الجوية التي شنتها إسرائيل خلال "عملية الأسد الصاعد"، بقيت فوردو، بحسب التقارير، عصيّة على الاختراق… فهل تملك إسرائيل بالفعل خياراً لتدميرها؟ وهل تستطيع المضي في ذلك دون دعم أميركي مباشر؟
النص......
تحت عمق مئات الأمتار في باطن جبل صخري قرب مدينة قم الإيرانية، تقع منشأة فوردو النووية، واحدة من أكثر المواقع تحصيناً في البرنامج النووي الإيراني. صُممت لتقاوم الهجمات الجوية المكثفة، ويبدو أنها قد أدّت وظيفتها على النحو الأمثل حتى الآن. فوفقاً لتقارير استخباراتية متقاطعة، فإن الضربات التي نفذها سلاح الجو الإسرائيلي ضمن عملية "الأسد الصاعد"، لم تُلحق سوى أضرار محدودة بالمنفذ الأرضي وبعض منافذ التهوية، دون أن تمسّ جوهر عمل المنشأة أو تعطل قدرتها التشغيلية.
وبرغم إعلان إسرائيل أنها باتت تسيطر جوياً على أجواء إيران بعد مرور ثلاثة أيام على بدء عمليتها العسكرية، فإن منشأة التخصيب الرئيسية في فوردو بقيت خارج نطاق التأثير. وهو ما وضع القيادات العسكرية والسياسية الإسرائيلية أمام معضلة: هل يمكن فعلياً تحييد فوردو من دون تدخل أميركي مباشر؟
القنبلة التي لا تملكها إسرائيل
في الوقت الراهن، تعتبر الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تمتلك القنبلة الخارقة للتحصينات GBU-57 MOP" (Massive Ordnance Penetrator)"، والتي يصل وزنها إلى نحو 13 ألفاً و600 كيلوغرام، وتُحمل على متن طائرات "بي-2" الشبحية حصرياً.
ولذلك، ليس مفاجئاً أن يكون رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قد ناشد الرئيس الأميركي دونالد ترامب، للمساعدة في تدمير المنشآت النووية الإيرانية شديدة التحصين. إلا أن غياب قرار أميركي واضح بالتدخل، أجبر إسرائيل على مناقشة خيارات أخرى.
سيناريو "الطرق المتعددة": سابقة سورية
الحديث عن خيار القوات الخاصة ليس جديداً في الأوساط الأمنية الإسرائيلية. ففي 8 أيلول/سبتمبر 2024، نفذت وحدة خاصة من سلاح الجو الإسرائيلي عملية معقدة أُطلق عليها اسم "طرق متعددة"، دُمّرت خلالها منشأة إيرانية تحت الأرض في منطقة مصياف، بريف حماة الغربي، في سوريا.
كانت تلك المنشأة مخصصة لتصنيع صواريخ أرض-أرض متطورة، قيل إنها كانت موجهة للاستخدام من قبل "حزب الله" ونظام الرئيس السوري المخلوع بشار الأسد، حليف طهران في دمشق.
وبعد أشهر من المراقبة والرصد، نُقل نحو 200 جندي من وحدة "شالداغ" الخاصة بطائرات هليكوبتر من طراز "ياسور" إلى الموقع السوري، تحت غطاء سلسلة ضربات جوية تضليلية. واستخدمت القوات الإسرائيلية أكثر من 600 كيلوغرام من المتفجرات لتدمير المنشأة التي كانت داخل جبل، كما استولت على كمية كبيرة من الوثائق الاستخباراتية الهامة ونقلتها إلى إسرائيل، دون تسجيل أي إصابات في صفوفها.
هل يُكرر النموذج السوري في إيران؟
رغم النجاح الظاهر لتلك العملية، فإن محاولة تنفيذ سيناريو مشابه ضد منشأة فوردو تنطوي على مخاطر أكبر بكثير، لعدة أسباب. أولاً، المسافة: فوردو تبعد أكثر من 1000 كيلومتر عن إسرائيل، وهو ما يعني الحاجة إلى عمليات إعادة تزويد بالوقود في الجو لطائرات الهليكوبتر، في مهمة بالغة التعقيد من الناحية اللوجستية.
ثانياً، الدفاعات الجوية الإيرانية لا تزال نشطة، رغم الضربات الإسرائيلية التي تعرضت لها. وتشير التقارير إلى أن أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، سواء الثابتة أو المحمولة على الأكتاف، لا تزال قادرة على اعتراض التهديدات، خصوصاً حول منشآت شديدة الحساسية كفوردو.
ثم هناك البنية الجيولوجية نفسها للمنشأة. فالوصول إلى أجهزة الطرد المركزي وتفجيرها داخل جبل مدرّع، يتطلب قدرات اختراق نادراً ما تتوفر في عمليات القوات الخاصة، دون دعم مباشر من قنابل خارقة للتحصينات.
الاحتمال الأكثر رجاحة: طائرات "C-130"
أحد الخيارات الأقل تداولاً والأكثر جدلاً في الأوساط العسكرية الإسرائيلية، هو استخدام طائرات النقل العسكرية "C-130 Hercules" لإلقاء قنابل خارقة، في حال توافرها. تمتلك إسرائيل عدداً من هذه الطائرات، منها طرازات "KC-130H" و"C-130H" و"C-130J"، والتي يمكن من حيث المبدأ تعديلها لحمل وإسقاط قنابل ضخمة.
السوابق التقنية موجودة. ففي عام 2017، قامت الولايات المتحدة باستخدام طائرات "C-130" في أفغانستان لإسقاط قنبلة ضخمة، عُرفت باسم "أم القنابل"، من حجرة الشحن الخلفية. ومن هنا، يدور نقاش حول إمكانية تكرار التجربة بصيغة إسرائيلية.
غير أن هذا السيناريو محفوف بتحديات تقنية كبيرة. طائرات "C-130" أبطأ وأقل ارتفاعاً من طائرات "بي2". ففي حين تطير "بي-2" على ارتفاع يصل إلى 50 ألف قدم وبسرعة 800 كيلومتر في الساعة، فإن "C-130" لا تتجاوز 25 ألف قدم وسرعتها لا تزيد عن 400 كيلومتر في الساعة. هذا الفرق يُضعف من قوة الاصطدام بالقنبلة عند ارتطامها بالصخر، ويقلل من قدرتها على اختراق أعماق الجبل.
وبالتالي، فإن إسقاط قنبلة مثل "GBU-57" من طائرة "C-130" لن يُحدث نفس التأثير التدميري الذي تملكه نظيرتها الأميركية الشبحية. كما أن الطائرة نفسها ستكون أكثر عرضة للإصابة بسبب تحليقها المنخفض والبطيء، خصوصاً في أجواء لم تُحيد فيها بالكامل الدفاعات الإيرانية.
السؤال المركزي الآن: هل تجرؤ إسرائيل على تنفيذ ضربة عسكرية ضد منشأة فوردو دون غطاء أميركي؟
الجواب لا يزال غير محسوم. فحتى الآن، لا توجد مؤشرات واضحة على امتلاك إسرائيل قنابل خارقة للتحصينات من طراز "GBU-57"، ولا طائرات قادرة على إيصالها بالكفاءة المطلوبة. ومع ذلك، من اللافت التفكير في هذا الاحتمال، خصوصاً في زمن قد تتطور فيه وسائل النقل والهجوم لتؤدي أدواراً أكثر ديناميكية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

المدن
منذ 40 دقائق
- المدن
"الحارس الأمين" يلتحق بالسيد.. استشهاد أبو علي خليل ونجله
اُغتيل المرافق الشخصي للأمين العام لحزب الله السابق السيد حسن نصرالله، المعروف باسم أبو علي الخليل، في غارة إسرائيلية استُهدفته خلال توجهه من العراق إلى طهران. ووفق المعلومات الأولية، أدت الغارة على أحد مواقع الحرس الثوري عند الحدود الإيرانية العراقية إلى اغتيال القيادي في حركة "كتائب سيد الشهداء" العراقية حيدر الموسوي وشخصية لبنانية ثالثة، وكان من بين المستهدفين أبو علي الخليل ونجله. وفيما لم تؤكد مصادر رسمية إيرانية أو لبنانية الخبر لغاية الساعة، تداولت صحف إيرانية خبراً مفاده أن "درع السيد الحاج ابو علي خليل، استُشهد برفقة نجله في استهداف صهيوني في الجمهورية الإسلامية". لحظة الاستهداف ولم يتردد الإعلام الإسرائيلي عن نشر مقاطع فيديو تظهر لحظة الاستهداف، في تأكيد على نجاح عملية الاغتيال التي استهدفت أكثر من شخصية عند المعبر الحدودي بين العراق وإيران، حيث زعمت إسرائيل أنه يُستخدم لأغراض لوجستية وعسكرية. في المقابل، تناقل ناشطون عبر مواقع التواصل الاجتماعي مقطع فيديو يوثق لحظة نعي "أبو علي خليل" في العراق، الذي استشهد إلى جانب نجله مهدي. ومع انتشار الخبر، تداول مستخدمون عبر مواقع التواصل أخباراً تفيد أن أبو علي كان متواجداً في العراق وفق ما أظهرت صور انتشرت، قبل أن يتوجه إلى إيران. ومنذ لحظة ظهوره في تشييع السيد نصرالله، تحول أبو علي إلى شخصية معروفة، ومع اغتياله، انتشرت الكثير من الصور للمتابعين معه وخصوصاً في ضريح السيد. وكان لافتاً مع نقله أحد الأشخاص عنه إنه عندما التقاه قبل حوالى الشهر قال أبو علي: "أنا الآن غير مقتنع أنني لا زلت على قيادة الحياة"، في إشارة على أنه كان يجب أن يسشتهد إلى جانب السيد نصرالله. من هو أبو علي؟ وأبو علي الخليل، اسمه الحقيقي حسين الخليل، من مواليد برج البراجنة، بيروت. انضم إلى حزب الله منذ تأسيسه في بدايات الثمانينيات، ويُقال أنه عين مرافقاً للسيد منذ ذلك الحين، ورافقه خصوصاً في إطلالاته العلنية أمام الجمهور. واكتسب أبو علي خليل، شعبية واسعة لدى جمهور حزب الله، وخصوصاً بعد ظهوره في تشييع الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، فحصل على لقب "درع السيد" الذي ظهر أثناء التشييع وهو يحمي نعش السيد عند مرور الطائرات الإسرائيلية، عندما قام بإحكام قبضته على النعش فوراً محاولا أن يحميه، كما كان يقترب من نصرالله عندما كان يحرسه وهو على قيد الحياة. وبعد ظهوره في تشييع السيد، تم تعيينه مسؤولاً عن حماية ضريح السيد نصرالله.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
إيران تعلن بدء الموجة 19 من عملية «الوعد الصادق 3» ضد إسرائيل
أعلن التلفزيون الإيراني، اليوم الأحد، بدء الموجة الجديدة من عملية "الوعد الصادق 3" ضد إسرائيل. وقال المتحدث باسم الحرس الثوري الإيراني، ليل السبت الأحد' أن الموجة التاسعة عشرة من عملية "الوعد الصادق 3" قد بدأت قبل ساعات، وشهدت إطلاقاً واسعاً لطائرات مسيّرة هجومية وانتحارية باتجاه أهداف استراتيجية في عمق إسرائيل، من شمالها إلى جنوبها. وقال المتحدث: "هذه العملية، بإذن الله، ستكون ممتدة ومتواصلة، وستؤدي إلى اختلال توازن العدو وزعزعة استقراره العسكري". وأشار إلى أن موجة القصف الصاروخي الثامنة عشرة على إسرائيل أسفرت عن إصابة ناجحة لـ14 موقعاً عسكرياً استراتيجياً في مدينتي حيفا وتل أبيب. تدمير منصات الإطلاق من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن بلاده دمرت أكثر من نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. وعندما سُئل عن وضع قدرات إسرائيل الدفاعية في مواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية، أجاب نتنياهو: "نحن نضرب منصات إطلاق الصواريخ، ليس مهماً كثيراً عدد الصواريخ التي يملكونها، ما يهم هو عدد المنصات"، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية. وكان الجيش الإسرائيلي زعم، الأربعاء، أنه دمر قرابة 40% من منصات الصواريخ الإيرانية، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". إضعاف إيران وفي وقت سابق الخميس، قال مسؤولون إسرائيليون وغربيون وإقليميون لوكالة "رويترز"، إن الغارات الجوية الإسرائيلية الكثيفة تهدف إلى ما هو أبعد من تدمير أجهزة الطرد المركزي النووية والقدرات الصاروخية الإيرانية، بل تسعى إلى تحطيم أسس الحكم الذي يقوده المرشد علي خامنئي وتركه على شفا الانهيار. وقالت المصادر، إن نتنياهو يريد إضعاف إيران بما يكفي لإجبارها على تقديم تنازلات جوهرية بشأن التخلي بشكل دائم عن تخصيب اليورانيوم، وبرنامج الصواريخ الباليستية. وقال أحد كبار المسؤولين الإقليميين لـ"رويترز"، إن "الحملة تركز على استنزاف قدرة النظام على استعراض القوة والحفاظ على التماسك الداخلي". ووسعت إسرائيل في الأيام القليلة الماضية أهدافها لتشمل مؤسسات حكومية مثل مقرات الشرطة والتلفزيون الحكومي في طهران. وتخطط حكومة نتنياهو لأسبوعين على الأقل من الضربات الجوية المكثفة، وفقاً لأربعة مصادر حكومية ودبلوماسية، رغم أن الوتيرة تعتمد على المدة التي يستغرقها القضاء على مخزون الصواريخ الإيرانية والقدرة على إطلاقها.


صدى البلد
منذ 2 ساعات
- صدى البلد
الحرس الثوري يصدر بيانًا عاجلاً بشأن عملية «الوعد الصادق» ضد إسرائيل
أصدر الحرس الثوري الإيراني، اليوم الأحد، بيانًا كشف فيه تفاصيل الموجة الـ18 من عملية "الوعد الصادق 3" ضد إسرائيل. ونقل التلفزيون الإيراني عن الحرس الثوري قوله: "كانت الموجة الثامنة عشرة من عملية "صادق 3" التي نُفذت الليلة الماضية واحدة من أنجح عمليات الصواريخ والطائرات المسيرة التي نفذتها القوات الجوية الفضائية التابعة للحرس الثوري الإيراني في الآونة الأخيرة". وأضاف: "شهدنا ابتكارات جديدة في تخطيط هذه العملية من حيث نوع الصواريخ والأهداف ومسارات توجيهها. وكانت نتيجة القصف الصاروخي على الأراضي المحتلة في الموجة الثامنة عشرة استهداف 14 نقطة عسكرية استراتيجية بنجاح في حيفا وتل أبيب". وتابع البيان: "كما استُهدف "برج الشراع" في وسط حيفا، الذي يضم مكتب شركة AI12 Labs للذكاء الاصطناعي وشركات برمجيات الصناعات العسكرية الأخرى التابعة لوزارة الحرب التابعة للنظام، في هذه العملية بصاروخ "قدر F" بعيد المدى". وأشار إلى أنه "ومن بين الأهداف الأخرى التي تم قصفها: محطة كهرباء حدرة، ومصفاة حيفا للنفط، وقاعدة عودة الجوية (القيادة السيبرانية)، والمنطقة الصناعية لأشباه الموصلات في كريات كات، ومركز رافائيل في حيفا". تدمير منصات الإطلاق من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، إن بلاده دمرت أكثر من نصف منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية. وعندما سُئل عن وضع قدرات إسرائيل الدفاعية في مواجهة الهجمات الصاروخية الإيرانية، أجاب نتنياهو: "نحن نضرب منصات إطلاق الصواريخ، ليس مهماً كثيراً عدد الصواريخ التي يملكونها، ما يهم هو عدد المنصات"، بحسب ما نقلته هيئة البث الإسرائيلية. وكان الجيش الإسرائيلي زعم، الأربعاء، أنه دمر قرابة 40% من منصات الصواريخ الإيرانية، بحسب صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". إضعاف إيران وفي وقت سابق الخميس، قال مسؤولون إسرائيليون وغربيون وإقليميون لوكالة "رويترز"، إن الغارات الجوية الإسرائيلية الكثيفة تهدف إلى ما هو أبعد من تدمير أجهزة الطرد المركزي النووية والقدرات الصاروخية الإيرانية، بل تسعى إلى تحطيم أسس الحكم الذي يقوده المرشد علي خامنئي وتركه على شفا الانهيار. وقالت المصادر، إن نتنياهو يريد إضعاف إيران بما يكفي لإجبارها على تقديم تنازلات جوهرية بشأن التخلي بشكل دائم عن تخصيب اليورانيوم، وبرنامج الصواريخ الباليستية. وقال أحد كبار المسؤولين الإقليميين لـ"رويترز"، إن "الحملة تركز على استنزاف قدرة النظام على استعراض القوة والحفاظ على التماسك الداخلي". ووسعت إسرائيل في الأيام القليلة الماضية أهدافها لتشمل مؤسسات حكومية مثل مقرات الشرطة والتلفزيون الحكومي في طهران. وتخطط حكومة نتنياهو لأسبوعين على الأقل من الضربات الجوية المكثفة، وفقاً لأربعة مصادر حكومية ودبلوماسية، رغم أن الوتيرة تعتمد على المدة التي يستغرقها القضاء على مخزون الصواريخ الإيرانية والقدرة على إطلاقها.