مشاريع استراتيجية ونوعية تشهدها عُمان في قطاعي الكهرباء والمعادن
مسقط - الدستور - مصطفى أحمد
تقوم المشاريع الاستراتيجية والنوعية في قطاع الكهرباء بدور حيوي في تعزيز التنمية المستدامة والازدهار الاقتصادي وتلبية الطلب المتزايد على الطاقة، وتحسين كفاءة استخدام الموارد، وتعزيز الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة.
وتسعى سلطنة عُمان من خلال تنفيذ هذه المشاريع، إلى تحقيق فوائد متعددة تشمل توفير فرص عمل جديدة، وتقليل الأثر البيئي وتحقيق الاكتفاء الذاتي في مجال الطاقة وصولًا إلى مستقبل أكثر استدامة وازدهارًا للأجيال القادمة.وقالت أمل بنت سالم الجردانية مديرة مكتب متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 بوزارة الطاقة والمعادن إن قطاعي الكهرباء والمعادن يعملان على تنفيذ عدة مشاريع لتحقيق أهداف الرؤية بالتعاون بين الوزارة والشركاء في القطاعين وذلك حسب خطة كل مشروع.
وأوضحت أن ربط الشبكة الكهربائية في شمال سلطنة عُمان مع جنوبها يمثل نقلة كبيرة في نظام الكهرباء في البلاد بما سيحققه من تعزيز منظومة ربط الكهرباء في كافة أرجاء سلطنة عُمان، حيث يهدف المشروع الى تلبية متطلبات احتياطي الغاز الآخذة في التناقص والدعم المتبادل خلال الحالات الطارئة والتقليل من استخدام الغاز لإنتاج الكهرباء وتسهيل الربط مع مشاريع الهيدروجين وتوفير الوقود وتسهيل توليد الطاقة المتجددة بالعمل كنقاط اتصال مع مشاريع الطاقة المتجددة.وذكرت أن مشروع ربط جزيرة مصيرة بشبكة نقل الكهرباء الرئيسية الذي تشرف عليه الشركة العمانية لنقل الكهرباء يهدف لتطوير الجزيرة وتحسين كفاءة وتكامل الشبكة الوطنية لنقل الكهرباء والحد من استهلاك الوقود الأحفوري (الديزل)، والذي سينعكس في الحد من انبعاثات غازات الدفيئة وتقليل تكلفة الطاقة المنتجة حيث يعدّ من المشاريع الاستراتيجية التي تنفذها الشركة، وهو المشروع الأول من نوعه في سلطنة عُمان؛ لاعتماده على تقنيات حديثة ومعقدة لربط جزيرة مصيرة بشبكة نقل الكهرباء الرئيسية عبر إنشاء محطة مصيرة بجهد 132/33 كيلوفولت، ومجموعة من خطوط النقل الهوائية والأرضية والكابلات البحرية الممتدة عبر مسافةٍ إجمالية تصل لحوالي 94 كيلومترًا، لتربط بين محطة مصيرة ومحطة محوت بجهد 400/132 كيلوفولت، بتكلفةٍ إجمالية تصل لحوالي 72 مليون ريال عماني.
ولفتت إلى أن مشروع محطتي منح للطاقة الشمسية يعد ثالث مشروع لتوليد الكهرباء باستخدام الطاقة الشمسية في سلطنة عُمان بطاقة إنتاجية تبلغ 1000 ميجا واط للمحطتين، وسوف يساهم بشكل كبير في تنويع مصادر إنتاج الطاقة واستيفاء أهداف سلطنة عُمان لتوليد 10 بالمائة من الكهرباء باستخدام الطاقة المتجددة في عام 2025م ، وصولًا إلى تحقيق مستهدفات رؤية عمان 2040 للوصول إلى إنتاج 30 بالمائة من الطاقة الشمسية بحلول العام 2030م.
وأضافت مديرة مكتب متابعة تنفيذ رؤية عمان 2040 بوزارة الطاقة والمعادن أن المشاريع الاستراتيجية في قطاع المعادن تعد جزءًا أساسيًا من رؤية عمان 2040، حيث تسعى سلطنة عُمان إلى تعزيز الاستفادة من مواردها الطبيعية الغنية لتحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.وأوضحت أن هذه المشاريع تهدف إلى تطوير البنية الأساسية التعدينية، وزيادة القيمة المضافة للمعادن المستخرجة، وتعزيز الابتكار والتكنولوجيا في عمليات التعدين، وتنويع مصادر الدخل.
وذكرت أن من أهم هذه المشاريع: مشروع دراسة الجدوى الاقتصادية لخام الدولومايت (الشق السفلي)- كنوز الذي يهدف إلى إنتاج ما يصل إلى 3 ملايين طن سنويًا من الدولومايت الخام، وسيتم استخدام الدولومايت عالي الدرجة لإنتاج المغنيسيوم بعدما يتم إثبات جدواه، واستخدام الركام والدولومايت منخفضي الدرجة واللذان يحتويان على أقل من واحد بالمائة من السيليكا لصناعة الحديد، مضيفة أن دراسة تحديد النطاق تشير إلى أن حجم الموارد الموجودة في المنطقة قد يصل إلى أكثر من 250 مليون طن من خام الدولومايت، ومن المستهدف إنجاز تنفيذ المشروع خلال عام 2026.
وبينت أن من هذه المشاريع: مشروع منجم الغيزين لتعدين وتكثيف خام النحاس الذي يعد من المشاريع الحيوية ذات القيمة المضافة حيث يهدف لاستخراج حوالي 6 ملايين طن من خام النحاس على مدى 6 سنوات ونصف، وتقع حدود المنطقة التعدينية في ولاية الخابورة بمحافظة شمال الباطنة.
وأشارت إلى أن مشروع الغيزين يُعد أول عملية تعدين نحاس تحت الأرض من نوعها في سلطنة عُمان حيث أعلنت شركة موارد للتعدين في شهر أكتوبر الماضي تصدير أول شحنة لمركّزات النحاس عبر ميناء صحار للأسواق العالمية، وتخطط الشركة لاستخراج حوالي مليون طن من خام النحاس كل عام، ليتم تركيزه في مصنع الأصيل، وإنتاج حوالي عشرين ألف طن من النحاس المركز كل عام.
وذكرت بأن مشروع تطوير منطقة شليم التعدينية (شليم) يستهدف تعدين خامات الجبس والحجر الجيري والدولومايت للتصدير للسوق العالمية ويعد المشروع في مراحل الاستكشاف الأولى، وتوجد مؤشرات بتوفر الخامات بكميات كبيرة ونقاوة عالية.
وأوضحت أن حدود المنطقة التعدينية تقع في ولاية شليم وجزر الحلانيات بمحافظة ظفار وولاية الجازر بمحافظة الوسطى وتبلغ مساحة المنطقة المحددة 3314 كيلومترًا مربعًا والتي تبعد 350 كم عن الدقم. ومن المستهدف استكمال إنجاز المشروع في عام 2026 .
وقالت إن مشروع نقاء يهدف لإنتاج جودة ونقاوة عالية من الملح للاستخدامات الصناعية على مستوى الشقين: العلوي والسفلي، وهو من المشاريع الحكومية الاستراتيجية التي حظيت باهتمام واسع منذ عام 2006م عن طريق شركة النفط العمانية وشركة تكامل، موضحة أن الدور حاليًّا لشركة تنمية معادن عمان وشركة شموخ للاستثمار والخدمات لتكملة المهمة لإنتاج أحد أهم الخامات في الوقت الحاضر لما لها من طلب عالٍ في السوق الإقليمي والعالمي.ولفتت إلى أن وزارة الطاقة والمعادن وقعت في الحادي عشر من شهر ديسمبر 2024 اتفاقية امتياز تعديني مع شركة نقاء للملح في منطقة الامتياز رقم (51-k) الواقعة بمنطقة فيليم بمحافظة الوسطى لإنتاج حوالي 400 ألف طن متري من الأملاح، وسيتضمن المشروع عمليات التبخير الطبيعي والغسيل والتكرير باستخدام تقنيات الإنتاج الحديثة في استخراج وإنتاج الملح الصناعي، مبينة أنه من المقرر بدء الأعمال الإنشائية في أوائل عام 2025 وستمتد مرحلة تطوير المشروع لأربع سنوات قادمة، بالشراكة مع مستثمر أجنبي.
وذكرت أن أعمال التنقيب لمشروع التنقيب والتعدين لخامي النحاس والذهب لمربع 10 بولاية ينقل تكللت باكتشافات تجارية لخمسة مواقع (بشارة ، حيل السافل ، الجديد ، الراكي و أصغر)، ويهدف لتعدين النحاس والذهب حيث تقدر كمية إنتاج النحاس 1,6 مليون طن سنويًّا ما يعادل 500 مليون ريال سنويًّا للإيرادات، ومن المستهدف استكمال تنفيذ المشروع عام 2025 .
وبينت أن مشروع الواشحي-المجازه يتعلق بتطوير منجم النحاس بولاية المضيبي بمحافظة شمال الشرقية لاستخراج خام النحاس والاستفادة منه والذي سينتج نحاسًا مركزًا يمكن بيعه بدرجة 24 بالمائة نحاس/طن في مصنع المعالجة الجديد حيث وقعت وزارة الطاقة والمعادن اتفاقية مع شركـــة الحديثة للمصادر للحصول على حق التنقيب والتعدين في منطقة الامتياز رقم ( 22-B).
وذكرت أنه ووفقًا للمعايير الدولية، فقد تم استكشاف أكثر من 16 مليون طن من النحاس في موقع المشروع، واحتياطات قابلة للتعدين يتجاوز حجمها 10 ملايين طن.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وطنا نيوز
منذ يوم واحد
- وطنا نيوز
حسان: مشروع التوسع الجنوبي لشركة البوتاس يعزز دورها بدعم الاقتصاد الوطني
وطنا اليوم:قال رئيس الوزراء جعفر حسان اليوم الخميس:'تشرفت أمس بتدشين مشروع التوسع الجنوبي لشركة البوتاس العربية، الذي يعد استثماراً نوعياً يرفع من تنافسية الشركة عالمياً ويعزز دورها المحوري في دعم الاقتصاد الوطني'. وأضاف حسان في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة X، 'هذا المشروع وسائر المشاريع الاستراتيجية الكبرى، تُعدُّ مقومات أساسية لمشاريع مستقبلية يكون للأردن فيها تنافسية عالية، وجميعها تنسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي'. وكان دشّن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، مشروع التوسع الجنوبي لشركة البوتاس العربية، الذي يُعد واحداً من أكبر المشاريع الصناعية الاستراتيجية في المملكة، وتقدَّر كلفته التقديرية بنحو 1.1 مليار دولار أمريكي. وأشاد رئيس الوزراء، خلال اجتماعه برئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة أبو هديب ورئيسها التنفيذي الدكتور معن النسور وأعضاء مجلس الإدارة، بحضور وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، بحرص الشركة على توسيع مشاريعها وفتح أسواق جديدة تعزز مكانة الأردن في صناعة البوتاس والصناعات المشتقة عنه، لافتاً إلى أهمية هذا المشروع الذي ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي الهادفة إلى زيادة معدلات النمو وتوفير فرص التشغيل. وأشار إلى أن هذا المشروع، وسائر المشاريع الاستراتيجية الكبرى، مثل مشروع الناقل الوطني للمياه ومشروع سكة الحديد من العقبة إلى الشيدية وغور الصافي، ومشاريع الهيدروجين الأخضر وغيرها، تُعدُّ مقومات أساسيَّة لمشاريع مستقبلية يكون للأردن فيها تنافسية عالية. ولفت إلى أنه وبالتوازي مع إطلاق هذا المشروع فإنه من الواجب تهيئة فرص التدريب والتأهيل لأبناء وبنات المجتمع المحلي ومحافظات الجنوب، ليكونوا جاهزين للاستفادة من فرص التشغيل التي يوفرها المشروع في كل مراحله. وأشاد رئيس الوزراء بجهود الشركة ضمن مشروع المسؤوليَّة المجتمعيَّة، حيث ساهمت مبادرتها في تحفيز العديد من الجهات والمؤسسات على دعم هذا المشروع، مجدداً التأكيد على أن الحكومة تسعى لمأسسة المسؤولية المجتمعية، وجعلها نهجاً مؤسسيَّاً بالشَّراكة ما بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلِّي. ويُعد مشروع التوسع الجنوبي علامة فارقة في تاريخ الشركة، والذي يهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية للشركة من مادة البوتاس بواقع (740) ألف طن سنوياً ليصل إنتاج الشركة الإجمالي إلى حوالي (3.7) مليون طن سنوياً، منسجمة بذلك مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي، لا سيما تلك الواردة لقطاعي التعدين والأسمدة، اللذين يشكلان مرتكزيْن رئيسيين للاقتصاد الوطني لما لهما من دور فاعل في تعظيم العوائد من الموارد الطبيعية وتحقيق مستويات أعلى من الربحية والمساهمة في تحقيق مستويات مستهدفة من النمو الاقتصادي. إذ سيسهم المشروع في زيادة صادرات المملكة وتعزيز الاحتياطي من العملات الأجنبية وزيادة إيرادات الدولة من المدفوعات المباشرة وغير المباشرة وتوليد فرص العمل.


رؤيا
منذ 2 أيام
- رؤيا
رئيس الوزراء: تشرفت بتدشين مشروع التوسع الجنوبي لشركة البوتاس العربية
رئيس الوزراء: المشروع يعد استثماراً نوعياً يرفع من تنافسية الشركة عالمياً قال رئيس الوزراء جعفر حسان اليوم الخميس:"تشرفت أمس بتدشين مشروع التوسع الجنوبي لشركة البوتاس العربية، الذي يعد استثماراً نوعياً يرفع من تنافسية الشركة عالمياً ويعزز دورها المحوري في دعم الاقتصاد الوطني". وأضاف حسان في تغريدة عبر حسابه الرسمي على منصة X، "هذا المشروع وسائر المشاريع الاستراتيجية الكبرى، تُعدُّ مقومات أساسية لمشاريع مستقبلية يكون للأردن فيها تنافسية عالية، وجميعها تنسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي". وكان دشّن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، مشروع التوسع الجنوبي لشركة البوتاس العربية، الذي يُعد واحداً من أكبر المشاريع الصناعية الاستراتيجية في المملكة، وتقدَّر كلفته التقديرية بنحو 1.1 مليار دولار أمريكي. وأشاد رئيس الوزراء، خلال اجتماعه برئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة أبو هديب ورئيسها التنفيذي الدكتور معن النسور وأعضاء مجلس الإدارة، بحضور وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، بحرص الشركة على توسيع مشاريعها وفتح أسواق جديدة تعزز مكانة الأردن في صناعة البوتاس والصناعات المشتقة عنه، لافتاً إلى أهمية هذا المشروع الذي ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي الهادفة إلى زيادة معدلات النمو وتوفير فرص التشغيل. وأشار إلى أن هذا المشروع، وسائر المشاريع الاستراتيجية الكبرى، مثل مشروع الناقل الوطني للمياه ومشروع سكة الحديد من العقبة إلى الشيدية وغور الصافي، ومشاريع الهيدروجين الأخضر وغيرها، تُعدُّ مقومات أساسيَّة لمشاريع مستقبلية يكون للأردن فيها تنافسية عالية. ولفت إلى أنه وبالتوازي مع إطلاق هذا المشروع فإنه من الواجب تهيئة فرص التدريب والتأهيل لأبناء وبنات المجتمع المحلي ومحافظات الجنوب، ليكونوا جاهزين للاستفادة من فرص التشغيل التي يوفرها المشروع في كل مراحله. وأشاد رئيس الوزراء بجهود الشركة ضمن مشروع المسؤوليَّة المجتمعيَّة، حيث ساهمت مبادرتها في تحفيز العديد من الجهات والمؤسسات على دعم هذا المشروع، مجدداً التأكيد على أن الحكومة تسعى لمأسسة المسؤولية المجتمعية، وجعلها نهجاً مؤسسيَّاً بالشَّراكة ما بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلِّي. ويُعد مشروع التوسع الجنوبي علامة فارقة في تاريخ الشركة، والذي يهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية للشركة من مادة البوتاس بواقع (740) ألف طن سنوياً ليصل إنتاج الشركة الإجمالي إلى حوالي (3.7) مليون طن سنوياً، منسجمة بذلك مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي، لا سيما تلك الواردة لقطاعي التعدين والأسمدة، اللذين يشكلان مرتكزيْن رئيسيين للاقتصاد الوطني لما لهما من دور فاعل في تعظيم العوائد من الموارد الطبيعية وتحقيق مستويات أعلى من الربحية والمساهمة في تحقيق مستويات مستهدفة من النمو الاقتصادي. إذ سيسهم المشروع في زيادة صادرات المملكة وتعزيز الاحتياطي من العملات الأجنبية وزيادة إيرادات الدولة من المدفوعات المباشرة وغير المباشرة وتوليد فرص العمل.


هلا اخبار
منذ 2 أيام
- هلا اخبار
رئيس الوزراء يدشن مشروع التوسع الجنوبي لشركة البوتاس العربية
هلا أخبار – دشّن رئيس الوزراء الدكتور جعفر حسان، مشروع التوسع الجنوبي لشركة البوتاس العربية، الذي يُعد واحداً من أكبر المشاريع الصناعية الاستراتيجية في المملكة، وتقدَّر كلفته التقديرية بنحو 1.1 مليار دولار أمريكي. وأشاد رئيس الوزراء، خلال اجتماعه برئيس مجلس إدارة الشركة المهندس شحادة أبو هديب ورئيسها التنفيذي الدكتور معن النسور وأعضاء مجلس الإدارة، بحضور وزير الطاقة والثروة المعدنية الدكتور صالح الخرابشة، بحرص الشركة على توسيع مشاريعها وفتح أسواق جديدة تعزز مكانة الأردن في صناعة البوتاس والصناعات المشتقة عنه، لافتاً إلى أهمية هذا المشروع الذي ينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي الهادفة إلى زيادة معدلات النمو وتوفير فرص التشغيل. وأشار إلى أن هذا المشروع، وسائر المشاريع الاستراتيجية الكبرى، مثل مشروع الناقل الوطني للمياه ومشروع سكة الحديد من العقبة إلى الشيدية وغور الصافي، ومشاريع الهيدروجين الأخضر وغيرها، تُعدُّ مقومات أساسيَّة لمشاريع مستقبلية يكون للأردن فيها تنافسية عالية. ولفت إلى أنه وبالتوازي مع إطلاق هذا المشروع فإنه من الواجب تهيئة فرص التدريب والتأهيل لأبناء وبنات المجتمع المحلي ومحافظات الجنوب، ليكونوا جاهزين للاستفادة من فرص التشغيل التي يوفرها المشروع في كل مراحله. وأشاد رئيس الوزراء بجهود الشركة ضمن مشروع المسؤوليَّة المجتمعيَّة، حيث ساهمت مبادرتها في تحفيز العديد من الجهات والمؤسسات على دعم هذا المشروع، مجدداً التأكيد على أن الحكومة تسعى لمأسسة المسؤولية المجتمعية، وجعلها نهجاً مؤسسيَّاً بالشَّراكة ما بين القطاعين العام والخاص والمجتمع المحلِّي. ويُعد مشروع التوسع الجنوبي علامة فارقة في تاريخ الشركة، والذي يهدف إلى رفع الطاقة الإنتاجية للشركة من مادة البوتاس بواقع (740) ألف طن سنوياً ليصل إنتاج الشركة الإجمالي إلى حوالي (3.7) مليون طن سنوياً، منسجمة بذلك مع أهداف رؤية التحديث الاقتصادي، لا سيما تلك الواردة لقطاعي التعدين والأسمدة، اللذين يشكلان مرتكزيْن رئيسيين للاقتصاد الوطني لما لهما من دور فاعل في تعظيم العوائد من الموارد الطبيعية وتحقيق مستويات أعلى من الربحية والمساهمة في تحقيق مستويات مستهدفة من النمو الاقتصادي. إذ سيسهم المشروع في زيادة صادرات المملكة وتعزيز الاحتياطي من العملات الأجنبية وزيادة إيرادات الدولة من المدفوعات المباشرة وغير المباشرة وتوليد فرص العمل. ويتضمن المشروع إنشاء ملاحات جديدة، ومصنع جديد لإنتاج مادة البوتاس، ومصنع آخر لإنتاج البوتاس الحبيبي، إلى جانب تنفيذ سلسلة من الأعمال الفنية والهندسية المتطورة الداعمة لمشروع التوسع الجنوبي. ومن المتوقع أن تبدأ الأعمال الهندسية التحضيرية للمشروع في النصف الثاني من العام الحالي، ليتم البدء بعمليات التنفيذ خلال العام القادم، ومن المتوقع أن تمتد مدة تنفيذ المشروع لأربع سنوات. من جانبه، أكد رئيس مجلس إدارة شركة البوتاس العربية، المهندس شحادة أبو هديب، أن مشروع التوسع الجنوبي يمثل خطوة مفصلية تُجسد التزام الشركة العميق بتحقيق نمو مستدام، والمضي قدماً في تعزيز دورها كمحرّك رئيس في الاقتصاد الوطني، من خلال توجيه استثماراتها نحو مشاريع إنتاجية عالية القيمة تتماشى مع توجهات الدولة الاقتصادية، وتنسجم أيضاً مع مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي. وبين المهندس أبو هديب أن الشركة تسعى من خلال تنفيذ هذا المشروع إلى زيادة مساهمة المملكة في تعزيز الأمن الغذائي العالمي من خلال تزويد الأسمدة اللازمة لإنتاج المحاصيل الزراعية والأسمدة المشتقة لرفع كفاءة إنتاج المحاصيل الزراعية في مختلف أنحاء العالم. وأوضح المهندس أبو هديب، أن قرار مجلس إدارة شركة البوتاس العربية بالموافقة على تنفيذ هذا المشروع الكبير يأتي انطلاقاً من الإيمان الراسخ لمساهمي الشركة الرئيسيين بأهمية توسيع استثماراتها في المملكة ورفع الكفاءة الإنتاجية للشركة وتعزيز تنافسيتها العالمية. وبين المهندس أبو هديب أن منهجية اتخاذ القرارات الاستثمارية في الشركة تتم وفق أعلى معايير الحوكمة الرشيدة، التي تتضمن دراسة جوانب تنفيذ المشاريع الاستثمارية الكبرى في الشركة كافة، وفق أنظمة وتعليمات واضحة تحدد نطاق ومسؤوليات الأطراف المختلفة المعنية بالتخطيط وتنفيذ القرارات. وثمّن المهندس أبو هديب، الدعم الملكي المتواصل الذي تحظى به الشركة من لدن جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله، والذي كان له الأثر الأكبر في تمكين الشركة من التوسع والانطلاق نحو آفاق أرحب من الإنجاز والتقدم، معرباً عن تقديره كذلك للدعم الحكومي الذي رافق مختلف مشاريع الشركة الهامة، مؤكداً أن هذا الدعم شكل رافعة حقيقية أسهمت في تذليل التحديات وتسريع وتيرة التنفيذ ومكّنت الشركة من تعظيم مساهمتها في الاقتصاد الوطني وتعزيز مكانتها كصرح صناعي وطني رائد على المستويين الإقليمي والدولي. كما أعرب المهندس أبو هديب عن تقديره للدور الهام للقوات المسلحة الأردنية، على ما قدمته من خدمات هندسية في تطهير أرض المشروع من حقول الألغام، مما مكّن الشركة من التحضير للمشروع والانطلاق به بشكل آمن وكفؤ. بدوره، أشار الرئيس التنفيذي لشركة البوتاس العربية، الدكتور معن النسور، إلى أن مشروع التوسع الجنوبي يأتي في إطار أهداف الشركة المركزية الرامية إلى التوسع وتنويع الإنتاج. وأكد أن المشروع يمثل خطوة عملية نحو التحول إلى نموذج إنتاج أكثر كفاءة وشمولية، في إطار خطط طويلة الأمد تم وضعها في العام 2019 – وهو العام الذي انتقلت فيه إدارة الشركة من المستثمر الاستراتيجي السابق إلى الإدارة الأردنية – تهدف إلى تحقيق نمو في كميات الإنتاج بنسبة 30% لتصل إلى (3.7) مليون طن سنوياً بحلول عام 2030. وأوضح الدكتور النسور أن مشروع التوسّع الجنوبي لا يقتصر على التوسّع الكمي الكبير في الإنتاج فحسب، بل يستند في جوهره إلى تطوير صناعات نوعية ذات قيمة مضافة عالية، قائمة على مادة البوتاس، بما يمنح هذا التوسّع بُعدًا اقتصاديًا نوعيًا. ويهدف المشروع إلى تعظيم الاستفادة من الثروات الوطنية من خلال تمكين صناعات جديدة في مجالي الأسمدة المتخصصة والكيماويات المشتقة، ما يسهم في تعزيز مكانة الأردن ضمن سلاسل التصنيع العالمية. وأشار الدكتور النسور، أن شركة البوتاس العربية تسعى إلى الارتقاء بالقيمة المضافة لمنتجاتها، والدخول إلى أسواق عالمية جديدة ذات مردود مالي مرتفع نسبياً مثل أسواق أوروبا والأمريكيتين، مع المحافظة على حصة الشركة في أسواقها الحالية وزيادتها، مبيناً أن مشروع التوسع الجنوبي سيمكن الشركة من استخدام الكميات التي يتم إنتاجها للصناعات المشتقة، مما يسهم في تنويع مصادر الدخل للشركة وتحقيق النمو المستدام. وأوضح الدكتور النسور أن المشروع سيحقق عوائد مالية مجزية للشركة مما سيعود بالنفع على الاقتصاد الوطني ومساهمي الشركة والعاملين فيها والمجتمعات المحلية، مؤكداً التزام الشركة بتنفيذ المشروع وفق أعلى المعايير الفنية والبيئية وبما ينسجم مع رؤيتها في مجالات الاستدامة. وأضاف الدكتور النسور أن شركة البوتاس العربية قد شهدت خلال السنوات القليلة الماضية إطلاق وتنفيذ العديد من المشاريع التنموية الكبرى، والتي من المتوقع أن يكون لها أثر كبير وملموس على الارتقاء بكفاءتها التشغيلية وتعزيز قدراتها الإنتاجية وتنويع منتجاتها في المستقبل القريب، مما يعزز مكانتها كلاعب عالمي رئيس في صناعة البوتاس والأسمدة.