logo
خيارات مصر والعرب في مواجهة ابتزاز ترامب

خيارات مصر والعرب في مواجهة ابتزاز ترامب

إيطاليا تلغراف١٤-٠٢-٢٠٢٥

نشر في 14 فبراير 2025 الساعة 1 و 17 دقيقة
إيطاليا تلغراف
بلال التليدي
كاتب وباحث مغربي
الكثيرون ينتظرون الأجل الذي حدده دونالد ترامب لحماس من أجل الإفراج عن كل الأسرى والمحتجزين الإسرائيليين، ليس لأنهم يريدون أن يعرفوا أي نوع من الجحيم يجهزه لمنطقة الشرق الأوسط، ولكنهم يريدون فقط أن يعرفوا حدود الهزل والجد في تصريحاته، وهل هناك بالفعل خطة جهزها لتهجير الفلسطينيين عن غزة، أم أن الرجل يفاوض حماس والعالم العربي من بعيد، على قضايا أخرى، ويستعمل ورقة التهجير، حتى يوافقوا على مطالبه.
وعلى كل حال، فقد ظهر لجملة المروعين المهزومين، من مؤشرات سلوك الإسرائيليين ومواقفهم خلال الأربعة الأيام الأخيرة، أن الحديث عن العودة للحرب، وتدمير حماس، وإيقاف الصفقة، هي مجرد فقاعات هواء، وأن الكابنيت الإسرائيلي، أصر على ضرورة استمرار الصفقة، وأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ألزم وزراءه بالصمت عن ثرثراتهم الفارغة، خوفا من إفساد التوافقات التي جرت بينه وبين الرئيس الأمريكي بالبيت الأبيض.
كبريات الصحف العربية، والإسرائيلية، خرجت بعيد اكتمال لقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بالرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بالقول بأنه اكتسب الدعم الأمريكي الذي كان يطلبه، وأنه سيقلب الطاولة على حماس، وينهي الاتفاق، وأن العرب أمام تحد خطير، ومخطط جهنمي يستهدف أمنهم القومي، وأنه من اليوم ينبغي أن نبدأ التفكير في الخطوة التالية بعد غزة، وهل هي الأردن أم مصر؟
والمفارقة أن بعض الكتاب المحترمين، بدأوا يلتمسون من حماس خفض تصعيدها السياسي، وأن ذلك منها يزيد في توريط مصر والأردن، وأن المعادلة العربية لا تتحمل مزيدا من «التطرف» الذي يمكن أن يدخل المنطقة للجحيم!
لنترك هذه اللغة، ولنقرأ مؤشرات الأربعة الأيام الماضية، فحماس، التي اتخذت موقفها الاثنين الماضي بتأجيل الإفراج عن الأسرى حتى يتم إلزام إسرائيل بإدخال ما ينص عليه الاتفاق من عودة النازحين، ودخول المواد الغذائية، والخيام، والمنازل الجاهزة والمحروقات ومواد البناء، كانت تعي أن بيدها خمسة أيام كاملة، لقراءة الموقف، واختبار الموقف الأمريكي والإسرائيلي، فأرادت بذلك أن تضع الجميع أمام مسؤولياتهم، وبشكل خاص الوسطاء، الذين هم أعرف بغيرهم بالجهة التي تحترم الاتفاق والتي تنتهكه.
الرئيس الأمريكي، أنتج خلال أقل من شهر من تنصيبه، لغتين متناقضتين للتعاطي مع الحرب على غزة، الأولى عملية، تدفعه في اتجاه تنفيذ الاتفاق بجولاته الثلاث، بما يفضي إلى إنهاء الحرب بشكل كامل. والثانية، سريالية، يهدد فيها حماس، والعالم العربي بجحيم في الشرق الأوسط، ويطلب في مقابل وقف ذلك أن تقوم حماس بالإفراج عن كل الأسرى، ومن غير تقطير.
لا يهمنا كثيرا قياس لغته العملية إلى لغته السريالية، ولا السريالية إلى العملية، فالتقدير الذي اخترناه منذ أن اجترحنا التحليل في هذا الموضوع، أنه يريد أن يغطي عن أزمة، رافقت الإدارة الأمريكية السابقة والحالية، منذ أن بدأ الحديث عن التفاوض لإنهاء الحرب والإفراج عن الأسرى، فإسرائيل، ليس لديها تصور لليوم التالي، وقد لجأت في عز جولة التفاوض الأول إلى التهديد بفتح جبهة رفح، للضغط على الجانب المصري للقيام بمسؤوليته في إعداد تصور لما بعد الحرب، تغيب فيه حماس عن المشهد السياسي والعسكري بقطاع غزة، فلم تنجح في ذلك، مع أنها سيطرت على رفح ومحور فيلادلفيا وأنتجت ذرائع كاذبة تم فضحها من بعد إسرائيليا، فقط من أجل أن تنجح في عملية الضغط هذه.
اليوم، وبعد أن اضطرت إسرائيل لإبرام الصفقة مع حماس من ثلاث جولات، أثبتت أنه لم تعد لديها قدرة للاستمرار في الحرب، سياسيا وعسكريا واقتصاديا أيضا، فصارت عارية تماما، وزاد من عرائها المشاهد الاستعراضية لكتائب عز الدين القسام، وهي تقدم رسائل سياسية مختلفة كل سبت، وتجرع إسرائيل الهزيمة بكأس مرة، لم يستطع المسؤولون الإسرائيليون أنفسهم إنكارها.
ضمن هذا السياق، لم يجد دونالد ترامب بدا من ممارسة التفاوض بدلا عن إسرائيل، وذلك حتى يضغط على حماس بالالتزام باستكمال جولات الاتفاق، حتى ولو لم تلتزم إسرائيل به، ويضغط على كل من مصر والأردن، بورقة التهجير، حتى يلجئهما إلى إعداد خطة واضحة لما بعد غزة، لا تكون فيها حماس حاضرة في المشهد.
الأربعة أيام الماضية، شهدنا فيها مؤشرين، الأول، هو رفض مصري وأردني قوي لحل التهجير، بل ورفض عربي أيضا. ظهر ذلك من خلال زيارة العاهل الأردني للبيت الأبيض، وتصريحه برفض بلاده لحل التهجير وانتظاره للمقترح المصري. والثاني، هو تصريحات إسرائيلية، تتدرج كل يوم، في اتجاه الاستجابة لتحذير حماس، بدءا من مغادرة لغة إلغاء الصفقة، ومرورا بالتأكيد على التمسك بالاستمرار بإتمامها، وانتهاء في اليومين الأخيرين بالحديث عن إطلاق ثلاثة أسرى، وليس كل الأسرى كما جاء في تهديد ترامب، ثم تسريب معطيات من مسؤولين إسرائيليين أمنيين وسياسيين، بالتوصل لتفاهمات مع الوسطاء، من أجل أن تقوم منظمات دولية، بإدخال ما كان موضوع تحذير حماس.
نقطة الوصل التي ستصل بين المؤشر الأول والثاني، بدون شك هي عودة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف إلى المنطقة، بما تعنيه من إطلاق دينامية التفاوض على المرحلة الثانية، والتي تريد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن تتزامن مع تقديم القاهرة لمشروعها، إذ ليس على الطاولة اليوم أي مشروع، بالمطلق، بما في ذلك مشروع التهجير الذي يعتبر فزاعة أمريكية للعرب، وأن الأوراق التي يستعملها دونالد ترامب للضغط على مصر والأردن، هي من نوع آخر(استقرار أنظمة كل من مصر والأردن) وذلك بعد تأكده بفراغ المروحة الإسرائيلية والأمريكية من أي تصور لما بعد الحرب في غزة.
قراءة مؤشرات الأيام الأربعة الماضية، يفيد بأن عملية الإفراج عن الأسرى غدا السبت ستكون سلسة، وأن إسرائيل ستستجيب بنوع ما لتحذير حماس، وسيتم تسوية المشكل، حتى يتم تأمين استمرار الصفقة، وسنرى دخول كم مقدر من مطالب حماس التي بررت قرارها بتأجيل الإفراج عن الأسرى، لكن ستبقى المعضلة المستمرة، أي مشروع يتم تقديمه للرئيس الأمريكي حتى يطمئن على أمن إسرائيلي يقدم تصورا للجهة التي ستدير قطاع غزة سياسيا وإداريا، وتتكفل بإعادة الإعمار، وهل الأمر سيعهد لشخصيات فلسطينية تكنوقراطية محايدة، أم سيتم ما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تصر عليه من قبل من دخول قوات عربية إلى قطاع غزة لإدارتها؟
الخيارات البراغماتية المتاحة أمام مصر والعالم العربي بهذا الصدد ليست كثيرة، فهذه الدول كانت دائما ترفض دخول قواتها إلى غزة، لأن هذه اللعبة خطرة، وربما هي أخطر من التهجير نفسه، لأنها ستعرض الأمن القومي المصري لتهديدين جديين، الأول، عسكري وأمني، والثاني استراتيجي (التهجير).
خيار إدارة محلية بشخصيات وطنية، وربما حتى من حماس ولكن بوجوه غير معروفة، خيار مطروح، لكنه، لا يستهوي كثيرا الاحتلال الإسرائيلي، لأنه يدرك أن مثل هذه الإدارة ستكون مجرد واجهة، لحماس صاحبة القوة، فهي تريد قوات تقوم بما عجزت عن الجيش الإسرائيلي، أي تقوم بالقضاء على حماس، ولذلك، يرجح أن حماس لن تتشدد مع هذا المقترح إن كانت الشخصيات المقترحة محل قبولها.
تقديري أنا أكبر ورقة تمتلكها مصر اليوم هي وحدة الموقف العربي والإسلامي والدولي، ضد «حل» التهجير، والموقف الدولي المقتنع بحل الدولتين، ثم إدارة الوقت. فإسرائيل هي المتضررة الأكبر من مرور الوقت، لأنه ما من أسبوع يمر من الجولة الأولى من الصفقة إلا وبنيانها السياسي والاجتماعي يهتز، والعلاقات بين المؤسسات داخلها تزداد توترا، وسيكون من الضروري، أن يكون السعي لحشد الموقف العربي ضد التهجير، أسرع من السعي لتقديم مقترح لما بعد الحرب على غزة، وذلك، حتى يضيق الوقت أكثر، ويصير الطلب على أقل السيناريوهات ضررا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

لماذا خيار حرب شاملة في المنطقة بات مستبعدا؟
لماذا خيار حرب شاملة في المنطقة بات مستبعدا؟

إيطاليا تلغراف

timeمنذ يوم واحد

  • إيطاليا تلغراف

لماذا خيار حرب شاملة في المنطقة بات مستبعدا؟

بلال التليدي نشر في 19 يونيو 2025 الساعة 22 و 57 دقيقة إيطاليا تلغراف بلال التليدي كاتب وباحث مغربي عند تعرض إيران لضربة عسكرية قاسية ذهبت بعدد كبير من القيادات العسكرية، تغير كثيرا خطاب تل أبيب، ولم يعد رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو يسقف الخيار العسكري بتدمير البرنامج النووي، بل رفع السقف عاليا، وبدأ يتحدث عن تقويض النظام الإيراني، ثم ما لبث أن خفض السقف قليلا، وبدأ يغازل الداخل الإيراني، ويدعوهم إلى استثمار الضربة العسكرية لإحداث حراك داخلي ينتهي بالقضاء على النظام، في إشارة إلى صعوبة الرهان على الخيار العسكري لتحقيق هذا الهدف. لكن، مع توالي الموجات الصاروخية الإيرانية على الأهداف العسكرية الإسرائيلية، وإقرار الجيش الإسرائيلي بصعوبة تدمير البرنامج النووي بدون مساعدة أمريكية، تدفقت تصريحات المسؤولين الأمريكيين بشكل مثير، وتورط البيت الأبيض في سيولة إعلامية كبيرة تجمع الكثير من التناقض حول ما إذا كانت الولايات المتحدة الأمريكية بصدد التدخل، أم لا؟ وما هي نوعية هذا التدخل، جزئي لاستكمال استهداف مواقع المشروع النووي خاصة الشديدة التحصين (فوردو) أم كلي، لإنهاء النظام الإيراني، و«تطهير» الشرق الأوسط من تهديد إيران ومحاورها؟ لاحظ المراقبون تغيرا نسبيا في تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، قبيل اجتماع مستشاريه في الأمن القومي، وبعده، فالتصريحات كان فيها كثير من الحذر والإشارة إلى التداعيات الخطيرة على المنطقة في حال نشوب حرب شاملة، والحديث عن وجود فرصة متبقية للتفاوض حول البرنامج النووي، كما انطلقت تصريحات أوروبية مختلفة تماما عن السابق، وبدت مقولة إتاحة الفرصة للدبلوماسية تتسع بشكل كبير، وتزامن ذلك، مع تصريحات مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية رافييل غروسي، أول أمس بأنه «لا يوجد دليل على وجود جهد ممنهج لتطوير سلاح نووي في إيران» بعد أن تم التصريح قبل أسبوع فقط، بأن إيران تهدد بتطوير سلاح نووي إذا هوجمت». الرئيس الأمريكي، لم يحسم قراره، وترك الأمر مفتوحا، والمراقبون يفسرون ذلك بخلاف داخل المؤسسة الأمنية والعسكرية بخصوص مدى تحمل المصالح الأمريكية بالشرق الأوسط لحرب شاملة بالمنطقة، وبأن قرار الحرب هو اختصاص الكونغرس وليس الرئيس، في حين، ثمة رأي داخل أروقة صناعة القرار الأمريكي، يرى بأن واشنطن تواجه معضلة حقيقية، فترك الحرب الاستنزافية تجري بهذه الوتيرة بين طهران وتل أبيب، يعتبر مضرا بإسرائيل التي استنزفت عشرين شهرا الماضية اقتصاد حربها، والدخول إلى الحرب، ولو بشكل جزئي، يفتح المنطقة على حرب شاملة، يصعب احتواء تداعياتها، أو نزع فتيلها، ولا حتى تصور زمن لنهايتها. الخلاف الأمريكي الإسرائيلي حول البرنامج النووي الإيراني، هو خلاف جديد وقديم، فتل أبيب، على الأقل كما توضح ذلك دراسة رئيس الأركان إيال زامير التي نشرها بمعهد واشنطن للشرق الأدنى في 2022، ترى أن المشروع النووي الإيراني، لا يتلخص في طبيعته السلمية أو العسكرية، أو في المعدل المقبول أو غير المقبول لتخصيب إيران لليورانيوم، فتل أبيب تحمل عقيدة استراتيجية، ترى أن النظام الإيراني، وعلى وجه التحديد الحرس الثوري، يمثل تهديدا وجوديا لها، وأن هدفه هو صنع القنبلة النووية لإفناء إسرائيل، وأنه لا عبرة، بعمل الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومراقبتها، فالحل الوحيد هو تدمير هذا البرنامج. التفاوض حول المشروع النووي بين واشنطن وطهران عرف مسارات متناقضة: إبرام اتفاق نووي في عهد أوباما سنة 2015، ثم إعلان دونالد ترامب الانسحاب من الاتفاق النووي سنة 2018 في مرحلته الرئاسية الأولى، ثم دخوله في مرحلته الرئاسية الحالية في مفاوضات مع طهران، تخللتها تصريحات أمريكية مضطربة، تقول الشيء وعكسه، فتقر بإمكان تبني طهران برنامجا نوويا سلميا مع خفض مستوى التخصيب، ثم ترتد بعد ذلك للحديث عن رفض مطلق لأي منطقة وسط، وألا خيار لإيران سوى التخلي عن برنامجها النووي أو مواجهة ضربة عسكرية تدميرية له. لقد تبين أن واشنطن مارست خداعا استراتيجيا ضد إيران قبل توجيه تل أبيب ضربة عسكرية مدمرة لها، وناورت بمسار التفاوض لتوفير الشروط اللوجستية والعسكرية والسياسية لتوجيه ضربة استباقية فجائية إلى البرنامج النووي الإيراني، وتبين أيضا أن إخلاء البلدان التي توجد بها قواعد أمريكية من عدد من الموظفين وعائلات القوات العسكرية الأمريكية العاملة بها، كان يعني أن القرار قد اتخذ، وأن واشنطن لاعتبارات استراتيجية أعطت الضوء لتل أبيب لتقوم بالمهمة بدلا عنها خوفا من تداعيات سلبية تضر بمصالحها الاستراتيجية بالمنطقة. قبل اجتماع الرئيس الأمريكي بمستشاريه للأمن القومي، اتجهت تصريحاته في منحى التصعيد، في محاولة لمراوغة الحليف الإسرائيلي الذي قدم أكثر من طلب من أجل انضمام واشنطن للحرب، مدعم بجملة إغراءات تحفز ترامب إلى عدم تضييع هذه الفرصة التاريخية، سواء بالتخلص من البرنامج النووي أو بالقضاء على النظام الإيراني. تغير الخطاب الأمريكي بشكل كامل مع الموجات الصاروخية الإيرانية الثلاثة الأخيرة، وذلك بعد أن تضاءلت نسبة اعتراضها من قبل أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية، وتغير معادلة الهجمات الإيرانية، بتقليص عدد الصواريخ، وتوسيع الأهداف وتضخيم كلفة الاستهداف، إذ انطلقت عقب هذه المعادلة الجديدة مسارات دبلوماسية كثيفة لفسح المجال للتسوية السياسية. الرئيس الأمريكي، أفاد كثيرا من هذه الحركات، سواء كانت من طرف موسكو، أو تركيا أو بعض الدول العربية، أو من الدول الأوروبية، فقد كان يخير إيران بين الاستسلام أو المواجهة العسكرية، لكن بعد إصرار إيران على الاستمرار في الدفاع عن أرضها، ورفضها للاستسلام، بدا هذا الحراك، في تصوره، كما لو أنه يعيد طرح موضوع التفاوض من جديد، دون أن يكون الخيار المقابل هو تهديد بضربة عسكرية أمريكية لإيران. في الواقع، كان بالإمكان أن نتصور بدقة أسباب التحول في الخطاب الأمريكي لو كانت تل أبيب سمحت بقدر من الإعلان عن نتائج الضربات العسكرية الإيرانية، لكن، في ظل تعتيم إعلامي تحت طائلة متابعات قضائية، فإن المتاح في قراءة المؤشرات يعتمد تفسير تغير الخطاب الأمريكي، والتحركات الأوروبية من جهة ثانية، والمؤسسات الدولية، التي استعملت في السابق لتبرير الهجوم العسكري على إيران، وبالأخص الوكالة الدولية للطاقة الذرية. هذه المعطيات جميعها، تسمح بالقول بأن المستوى الذي بلغته الهجمات العسكرية الإسرائيلية على إيران لحد الآن، ورغم كلفتها الكبيرة بالنسبة إلى طهران، لكنها قياسا إلى الرد الإيراني، وإلى معادلة الردع، وإلى الأهداف المرجوة، سواء كانت جزئية أو كلية، لم تحقق أي هدف لا جزئي ولا كلي، بل سمحت بشكوك كبيرة حول «النصر الإسرائيلي» المزعوم، وحول مدى قدرة واشنطن الدخول للحرب، فالأقرب إلى الاستشراف في ظل ما توفر من مؤشرات، أن واشنطن ستمضي بكل قوة في استجماع عناصر التهديد (التحركات العسكرية بكل مستوياتها في المنطقة) وممارسة الضغط السياسي على إيران، لكن دون أن تحسم موقفها من الدخول في الحرب، لأن التقدير الاستراتيجي، يرجح لديها التوقف عند الأهداف التي تحققت في هذه الحرب والرهان على التحرك الدبلوماسي لوقف الحرب. ليس هناك مبرر اليوم لتعنت واشنطن في موضوع التخصيب، فالهجمات التي تلقتها المواقع النووية الإيرانية، من دون شك أرجعت عقارب الساعة إلى الوراء، وليس هناك شك أن عودة إيران لمستوى ما قبل الحرب، سيتطلب منها جهودا كبيرة ربما تستغرق بضع سنوات، ثم إن طهران لا تشترط لوقف الحرب سوى توقيف الهجمات الإسرائيلية، وهي منفتحة على «حلول وسط» في موضوع البرنامج النووي، وأنها ستبقي على تعهدها بعدم استعمال البرنامج النووي لأهداف عسكرية. السابق ثلاثة سيناريوهات محتملة لحرب إسرائيل وإيران التالي كيف يخطط نتنياهو لسيادة الشرق الأوسط عبر ضرب إيران؟

إيران تدك معاقل الصهاينة بصواريخ 'فتّاح'.. وهذه رسالتها لترامب
إيران تدك معاقل الصهاينة بصواريخ 'فتّاح'.. وهذه رسالتها لترامب

الشروق

timeمنذ يوم واحد

  • الشروق

إيران تدك معاقل الصهاينة بصواريخ 'فتّاح'.. وهذه رسالتها لترامب

استهدفت إيران، الكيان الصهيوني، اليوم الأربعاء، بصواريخ 'فتّاح' الباليستية، وذلك للمرة الأولى منذ بدء الحرب، في رسالة واضحة للرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن قوتها، بعد إعلانه نية الانضمام رسميا في الهجوم عليها. وبحسب التقارير الواردة في هذا الشأن فقد أطلقت إيران وابلا من الصواريخ باتجاه الكيان الصهيوني، بعد ساعتين من منتصف الليل، حيث دوت أصوات انفجارات في تل أبيب. وأعلن الحرس الثوري الإيراني أنه استخدم للمرة الأولى الجيل الأول من صواريخ 'فتّاح' الباليستية الفرط صوتية في الموجة الـ11 من عملية 'الوعد الصادق 3'. صاروخ فتاح الإيراني الفرط الصوتي يدخل المعركه بقوةويدك معاقل الصهاينة يافتاح ياكريم افتح للكيان أبواب الجحيم وصبح عليهم بإزرائيل ذي ينتزع انفاسهم لامفر اليوم لكم ياكل متصهين غشيم عذاب ربي قد تجلى في بأسها يفتح عليكم جهنم أبوابها..القادم أعظم وأشد ايلاماً #الوعد_الصادق_٣ #فتاح — أمجد محمد العميسي (@Amjad_Alomise) June 18, 2025 وقال الحرس الثوري إن صواريخ 'فتّاح' اخترقت الدرع الدفاعي الصاروخي وزلزلت ملاجئ الاحتلال الإسرائيلي، مضيفا أن 'الصواريخ بعثت رسالة بشأن قوة إيران إلى حليفة تل أبيب المتوهمة والمحرضة على الحرب'، في إشارة إلى الولايات المتحدة التي لوحت بإمكانية انضمامها إلى الهجمات. واعتبر أن الهجوم الصاروخي الليلة الماضية أظهر أن إيران تسيطر تماما على أجواء الأراضي المحتلة. عاااااجل البيان رقم 10 للحرس الثوري الإيراني بسم الله الرحمن الرحيم ﴿فَإِذَا لَقِيتُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا فَضَرْبَ الرِّقَابِ﴾ – انطلقت الموجة الحادية عشرة من عملية 'الوعد الصادق 3' بكل فخر واعتزاز، باستخدام صواريخ 'فتاح' من الجيل الأول، معلنة بداية نهاية منظومة الدفاع الجوي… — نصر الدين عامر | Nasruddin Amer (@Nasr_Amer1) June 18, 2025 ويعد صاروخ 'فتّاح' من أهم الأسلحة المتطورة في ترسانة الحرس الثوري الإيراني بفضل سرعته الفرط صوتية التي تتراوح بين 13 و15 ماخا، وفقا لموقع 'آرمي تكنولوجي' المتخصص في تحليل وتوثيق المعلومات المتعلقة بالصناعات الدفاعية والتقنيات العسكرية. ويبلغ مدى الصاروخ نحو 1400 كيلومتر، ويتميز بفوهة متحركة ومنظومة توجيه متقدمة تتيح له تعديل مساره أثناء الطيران وتنفيذ مناورات دقيقة داخل الغلاف الجوي وخارجه، بما في ذلك الحركة الجانبية والدورانية. صواريخ فتاح وهي تسحق أهدافها صنعت ابداعا خرافيا لا يمكنك أن تشاهده في غير هذا الفيديو.. تهبط بسرعة مذهلة، وتجتذب وراءها كافة الصواريخ الدفاعية الصهيونية لتشاركها في سحق أهدافها. هكذا يصنع أولياء الله باعدائهم وهكذا يحول الله حتى أسلحة العدو الى سلاح يخدمك أكثر مما يخدم العدو نفسه — اسامه osama ساري بديل (@ryq1665978) June 18, 2025 يذكر أنه في العام الماضي، أشارت تقارير إخبارية إلى استخدام طهران صاروخا جديدا يحمل اسم 'فتاح 1″، في هجماتها على تل أبيب، وقالت بأنه 'أسرع من الصوت'- أي أنه ينطلق بسرعة 5 ماخ، أو 5 أضعاف سرعة الصوت (حوالي 2800 ميل في الساعة، 6100 كيلومتر في الساعة). صاروخ فتاح: تفوق سرعته سرعة الصوت، 13-15ماخ. قادر على المرور عبر جميع أنظمة الدفاع الصاروخي. يتمتع هذا الصاروخ بدقة متزايدة وقدرة ممتازة على المناورة بالإضافة إلى القدرة على الاختباء والمرور عبر أنظمة الرادار. المدى: 1400 كم. — العقيد زيد السالمي (@AlsalmyQyd) June 18, 2025 وتعليقا على ذلك أوضح محللون أن جميع الصواريخ الباليستية تقريبًا تصل إلى سرعة تفوق سرعة الصوت أثناء طيرانها، وخاصةً أثناء اندفاعها نحو أهدافها، لكن فابيان هينز، الباحث في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، قال إن الصاروخ يبدو أنه يحمل رأسًا حربيًا على 'مركبة قابلة للمناورة'، مما يمكنه من تجنب الدفاعات الصاروخية. وبحسب ما أفادت مصادر من الحرس الثوري في تصريحات سابقة فإن هذا الصاروخ لديه القدرة على 'اختراق جميع أنظمة صواريخ الدفاع الجوي وتفجيرها'.

بنفس لغة التهديد والوعيد الصهيو ـ أمريكي
بنفس لغة التهديد والوعيد الصهيو ـ أمريكي

المساء

timeمنذ 2 أيام

  • المساء

بنفس لغة التهديد والوعيد الصهيو ـ أمريكي

تصاعدت حرب التصريحات بين المسؤولين الإيرانيين من جهة والإسرائيليين وحلفائهم من الأمريكان والأوروبيين من جهة أخرى بنفس حدّة وتيرة المواجهة العسكرية المستمرة منذ أسبوع بين طهران والكيان الصهيوني، وسط مخاوف من توسعها لتشمل دول أخرى، وبكل ما تحمله مثل هذه المقامرة من عواقب وخيمة على منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع. في رده على وعيد وتهديد الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الذي طالب إيران بـ"الاستسلام دون قيد أو شرط" وأكد أن الولايات المتحدة قادرة على قتله، شدد المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أمس، على أن بلاده "لن تستسلم أبدا". وحذّر واشنطن من "أضرار لا يمكن إصلاحها" إذا تدخلت في الصراع بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل. وقال خامنئي، في خطاب نقله أمس، التلفزيون الرسمي الإيراني أن "الأمة الإيرانية تعارض بشدة فرض الحرب، كما ستعارض بشدة فرض السلام.. هذه الأمة لن تستسلم أبدا تحت ضغط أحد". وأضاف أن "الأمريكيين يجب أن يعلموا أن أي تدخل عسكري من جانبهم سيؤدي بالتأكيد إلى أضرار لا يمكن إصلاحها"، منتقدا تصريحات ترامب "غير المقبولة". وحذّر المرشد الأعلى الإيراني، من أن اسرائيل ارتكبت خطأ فادحا وستلقى جزاء عملها، مضيفا أن "إيران لن تغفر ولن تنسى دماء شهدائها" في تأكيد واضح على أن طهران ماضية في هجماتها المدمرة التي أثارت الرعب والهلع في قلب الكيان الصهيوني وألحقت به دمارا هائلا. وهو ما أكده السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة في جنيف، علي بحريني، الذي قال إن بلاده سترد على عدوان الكيان الصهيوني على أراضيها "بقوة"، مضيفا في تصريح صحفي "لن نظهر أي تردد في الدفاع عن شعبنا وأمننا وأرضنا.. سنرد بجدية وقوة". ويأتي الوعيد الإيراني في ظل تزايد التكهنات حول تدخل أمريكي مباشر محتمل في الصراع، خرج الرئيس ترامب أول أمس، وكعادته بتصريح مثير لكنه ليس غريبا عن طبعه عندما قال إن "الولايات المتحدة تعرف بالضبط أين يختبئ ما يسمى بالزعيم الأعلى، لكن ليس لديها نية القضاء عليه.. على الأقل ليس بعد". ومثل هذا التصريح ما كان ليمر مرور الكرام في إيران، خاصة وأن هذه الأخيرة تعرضت لعمليات جوسسة على أعلى مستوى راح ضحيتها قادة في أعلى هرم الحرس الثوري وعلماء ذرة ومسؤولون سامون. وهو ما رآه كثيرون أنها ضربة موجعة لإيران التي كان عليها إعادة ترتيب بيتها وأوراقها لمواجهة عدوان مباغت من كيان غاصب يجد في الولايات المتحدة وحلفائه من الغرب كل الدعم والتأييد رغم أنه المعتدي.وتمارس إدارة ترامب، أسلوب "السوسبانس" في سياق دعاية مغرضة وحرب نفسية تكتم الأنفاس تتخللها تصريحات متناقضة من رئيسها تميل تارة إلى شد الحبل وتارة أخرى إلى إرخائه، تريد من خلالها واشنطن إظهار نفسها على أنها متمسكة في زمام المبادرة، وأن اسرائيل تخوض "حرب وجود" كانت مجبرة على شنّها لوضع حد لما يروّج له الغرب بأنه "تهديد نووي" إيراني. وهو ما يبقي عنصر المفاجأة سيّد الموقف في مواجهة مسلّحة علنية لم تتكشف بعد كل خباياها، في انتظار ما سيفعله ترامب الداعم لهذا العدوان والذي يزيد بمواقفه المثيرة وتصريحات المتضاربة من درجة سخونة مشهد متفجّر في منطقة لا تعرف الهدوء.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store