logo
غزة ليست النهاية.. والدور آت على الجميع

غزة ليست النهاية.. والدور آت على الجميع

إيطاليا تلغراف٣١-٠٧-٢٠٢٥
إيطاليا تلغراف
بقلم التجاني بولعوالي
غزة ليست النهاية، بل لها ما بعدها. ما يجري اليوم في هذا الجزء الصغير والمحصور من الكرة الأرضية لا يمكن اختزاله في صراع محلي قديم بين الجلاد الصهيوني والضحية الفلسطينية، أو في تصفية حسابات آنية بين طرفين متقاتلين، بل هو في الحقيقة بداية مرحلة قاسية ومصيرية يُعاد فيها رسم خرائط المنطقة بأدوات جديدة، ولكن بمنطق استعماري قديم. لا يختلف هذا المنطق عمّا حدث في المرحلة الإمبريالية التي مُزّق وقُسّم فيها العالم الثالث، بما في ذلك المنطقة العربية والأمة الإسلامية، وقد بلغ ذلك التمزق ذروته مع اتفاقية سايكس بيكو عام 1916، التي احتلت بموجبها فرنسا سوريا ولبنان، وبريطانيا العراق والأردن وفلسطين، والتي قُدّمت لاحقا على طبق من ذهب للصهاينة عام 1948.
لذلك، لا يمكن استيعاب ما يجري الآن في فلسطين وغيرها من البلدان العربية إلا بالعودة إلى تلك الجذور المتعفنة، التي استحالت إلى أورام سرطانية تنبت في مختلف أعضاء الجسد العربي المنهك، من البحر إلى المحيط.
وها نحن اليوم أمام سياق تحوّلي يتجدّد، ولا يمكن فصله عن ماضي الاستعمار العسكري. وإذا كانت الدول الأوروبية التقليدية قد عملت على استئصال مقاومة أجدادنا وجهادهم ضد أي عدوان أجنبي، فإن الأمر نفسه يتكرر اليوم، حيث يُراد طي صفحة المقاومة وفتح صفحة جديدة عنوانها: إخضاع المنطقة برمّتها لمشروع توسّعي متكامل، ثقافيا واقتصاديا وجيوسياسيا. ولا نقصد هنا المقاومة المادية المسلحة فقط، بل أيضا المقاومة الفكرية والشعبية والأخلاقية، حيث تعمل وسائل الإعلام وشبكات التواصل الاجتماعي، والحركات السياسية المتواطئة، على إسكات كل من يرفض العدوان الصهيوني على غزة وفلسطين والمنطقة، ولو بحجب تدوينة، أو حذف صورة، أو إغلاق حساب.
نعتقد أن النظر إلى غزة بكونها ساحة معزولة عن محيطها العربي والإسلامي هو خطأ قاتل في الفهم، بل هي، كما كانت دوما، عتبة للقراءة والتحليل الأوسع لما يُخطّط للمنطقة العربية. إن المشروع الذي يُنفّذ اليوم على أرض غزة ليس سوى خطوة ضمن سلسلة مترابطة من الخطوات المدروسة بدقة وإحكام، تستهدف كل من يرفض الانخراط في 'صفقة القرن' الجديدة، سواء في صورتها السياسية، أو في مستوياتها الاقتصادية، والعسكرية، والفكرية أيضًا؛ بلا شك.
إن مسألة اقتطاع أراضي بلدان الجوار الإسرائيلي، على سبيل المثال، لم تعد مجرد احتمال مستقبلي، بل أصبحت واقعا ملموسا نراه رأي العين. ففي الداخل الفلسطيني، لا تزال آلة الاستيطان تلتهم الضفة الغربية والقدس المحتلة بلا هوادة، ناهيك عن غزة التي دُمّرت على بكرة أبيها تمهيدا لإقامة المشروع الإسرائيلي الأمريكي مستقبلا. ويحدث هذا في ظل صمت دولي عميق، وتواطؤ إقليمي سافر. أما على حدود الكيان الصهيوني، فنشهد بين الحين والآخر مؤشرات خطيرة على تحرّكات توسعية تستهدف جنوب لبنان والجولان السوري المحتل، في مشهد يعيد إلى الأذهان ممارسات إسرائيل في حرب 1967 واحتلالها للجولان، وما تلاها من اجتياح جنوب لبنان عام 1982. وهذا يعني أن التاريخ يُعاد اليوم بأدوات أكثر وقاحة، وبتواطؤ مكشوف ومعولم.
أما الأخطر من كل ذلك، فهو ما يمكن تسميته بـ'الدمج غير العسكري'، أو الإخضاع الناعم لدول الشرق الأوسط للمشروع الصهيوني. حتى إن الحديث عن الهيمنة الإسرائيلية لم يعد يُدرج في إطار ما يُطلق عليه 'نظرية المؤامرة'، بل بات واقعا نشهده بأم أعيننا في اتفاقيات تطبيع متسارعة، ومشاريع اقتصادية ضخمة، وتنسيق أمني غير مسبوق، يربط بعض الأنظمة العربية بالكيان الإسرائيلي في علاقات غير متكافئة، ستجعل من هذا الأخير مركزا ولاعبا مفصليا في مستقبل المنطقة.
إن ما يجري في غزة اليوم هو جزء من هذا التحوّل الكبير والمتسارع، والرهان على الصمت الدولي أو استنزاف الشعوب لم يعد ذا جدوى. لأن منطقة الشرق الأوسط يُعاد تركيبها، تمامًا كما تُركّب أجزاء لوحة الألغاز، وفق مصالح قوى إقليمية ودولية ترى في إسرائيل الشريك الاستراتيجي الأهم. لذلك، فإن الدول التي تتوهّم أنها بمنأى عن هذا المشروع قد تُفاجأ في قادم الأيام بأنها الهدف التالي، سواء عبر التفكيك الداخلي، أو الابتزاز الاقتصادي، أو افتعال نزاعات حدودية.
وهذا يعني، في النهاية، أن غزة هي الجرس الذي يُقرَع مرة أخرى لتذكير الجميع بأن الصراع لم يُحسم، وأن من يظن أن القضية الفلسطينية قد انتهت، إنما يدفن رأسه في الرمال كما تفعل النعامة. إن الحرب على غزة ليست إلا بداية مرحلة جديدة؛ ستكون قاسية على المنطقة بأسرها، وسوف تشمل الجميع، سواء من الموالين أو المعارضين، إما بالاقتطاع الجغرافي لصالح 'إسرائيل الكبرى'، أو بالإخضاع الاقتصادي لصالح خزينة 'العم سام'… أو بكليهما.
إيطاليا تلغراف
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما وراء الاعتراف الأوروبي بفلسطين حرب غزة أم أعباء 100 عام؟
ما وراء الاعتراف الأوروبي بفلسطين حرب غزة أم أعباء 100 عام؟

Independent عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • Independent عربية

ما وراء الاعتراف الأوروبي بفلسطين حرب غزة أم أعباء 100 عام؟

في الحديث عن قرار الاعتراف بدولة فلسطين استشهد كل من وزيري خارجية بريطانيا وفرنسا بالتاريخ لدعم هذه الخطوة التي تأتي بعد عقود من التنافس المحموم على النفوذ بينهما، الذي يعتبره مؤرخون سبباً في إدخال الشرق الأوسط إلى دوامة من النزاعات المعقدة. فمن منبر الأمم المتحدة، قال ديفيد لامي إن البريطانيين يعترفون بفلسطين "ويد التاريخ على أكتافهم"، مستعيداً "وعد بلفور" الذي نشأت معه القضية الفلسطينية. أما نظيره الفرنسي جان نويل بارو فقال إن قادة بلاده منذ شارل ديغول يدعون إلى إنهاء الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني على أساس اعتراف كل دولة بالأخرى. لكن ما لم يتحدث عنه الوزيران هو دور بريطانيا وفرنسا الجدلي في اتفاقية "سايكس بيكو" لعام 1916، المعاهدة السرية التي قسّمت أراضي المشرق التابعة للإمبراطورية العثمانية إلى مناطق نفوذ بريطانية وفرنسية، إذ لفت الكاتب مارك لاندلر إلى أن القوتين الأوروبيتين تجاهلتا تلك الاتفاقية التي يُستشهد بها كمثال على "الغطرسة الإمبريالية الغربية"، ويرى كثير من العرب بأنها زرعت بذور صراعات دموية في الشرق الأوسط. وأقر لاندلر في تحليل نشرته "نيويورك تايمز" بأن الأزمة الإنسانية المتفاقمة في غزة، من مجاعة الأطفال وقيود إسرائيل على وصول المساعدات، إلى حوادث قتل الفلسطينيين أثناء محاولتهم الحصول على الغذاء، كان لها من دون شك وقع أكثر تأثيراً من أعباء الماضي في رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ومع ذلك فإن قراراتهما المصيرية سلطت الضوء على الأدوار الملتبسة لدولتيهما في منطقة كثيراً ما تنازعتا فيها على النفوذ. ووصف أستاذ التاريخ الحديث في جامعة أكسفورد يوجين روغن الاعتراف الفرنسي والبريطاني بفلسطين بأنه تصحيح لأخطاء الماضي، مشيداً بهذه الخطوة لأسباب ترتبط بالماضي والحاضر على حد سواء، فوفقاً له، تفتح إسرائيل، بسلوكها الحالي، الباب أمام تخيير الفلسطينيين بين التهجير من غزة أو ما هو أسوأ. أما الاعتراف بالدولة الفلسطينية فهو في صالح إسرائيل أيضاً كونه يمهد الطريق لـ"شكل من أشكال التعايش المستدام"، بحسب تعبيره. الشق الثاني من وعد بلفور لمح وزير الخارجية البريطاني في كلمته أمام الأمم المتحدة بأن الاعتراف بدولة فلسطينية يعد تصحيحاً لظلم تاريخي تعرض له الفلسطينيون بعد "وعد بلفور" الذي أيد إقامة وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد تضمن الإعلان شرطاً مفاده عدم المساس بالحقوق المدنية والدينية للجماعات غير اليهودية المقيمة في فلسطين، وهو الشرط الذي لم يتحقق بشهادة الوضع الحالي في غزة، فبعد 21 شهراً من الهجمات الإسرائيلية المتواصلة على القطاع، قال لامي إن لبريطانيا "مسؤولية تجاه السكان الفلسطينيين المضطهدين منذ زمن طويل". ولفت روغن، الذي ألّف كتباً عن تاريخ العرب ووعد بلفور بأن حجة وزير الخارجية البريطاني تتمثل في أن الوقت قد حان للوفاء بالشق الثاني من ذلك الوعد، وأضاف "في زمن وعد بلفور كانت بريطانيا إمبراطورية عالمية، لم يكن يخطر في بالها عام 1917 أنها قد تفقدها يوماً ما. أما ديفيد لامي فيعمل اليوم في بريطانيا ما بعد الاستعمار، وما بعد الانسحاب من الاتحاد الأوروبي، لكنه يستخدم التاريخ كأداة لمنح شرعية لقراره". وفيما صرح وزير الخارجية البريطاني بأن بلاده فخورة بمساهمتها في إرساء أسس وطن قومي للشعب اليهودي، إلا أن روغن قال إن "الدافع البريطاني لدعم الكيان الذي أصبح لاحقاً إسرائيل لم يكن أخلاقياً بقدر ما كان إستراتيجياً، فقد كانت بريطانيا تبحث عن مجتمع حليف في فلسطين يمنع سقوط الإقليم في أيدي أعدائها، وكانت تخشى أن يُستخدم كمنصة انطلاق لهجمات على قناة السويس التي كانت تخضع آنذاك للسيطرة البريطانية". وتراجعت بريطانيا لاحقاً عن موقفها المؤيد للصهيونية عندما وجدت صعوبة في التوفيق بين قيام دولة يهودية والحفاظ على علاقاتها مع العالم العربي، فاقترحت في الوثيقة المعروفة باسم "الورقة البيضاء" لعام 1939، إقامة وطن قومي لليهود ضمن دولة فلسطينية مستقلة ذات أغلبية عربية، مع تقييد عدد المهاجرين اليهود إلى فلسطين بـ75 ألفاً لمدة خمسة أعوام. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) معارضة إسرائيلية نددت حكومة بنيامين نتنياهو بالاعتراف البريطاني والفرنسي، وسعى مسؤولون سابقون مثل مايكل أورن الذي عمل سفيرا لإسرائيل في واشنطن إلى التقليل من القرار، قائلاً إنه "لن يسرع إنهاء الصراع في غزة بل سيطيله"، وأضاف بأن "هذه القوى كانت فاعلة في المنطقة وتريد اليوم أن تشعر بأنها لا تزال كذلك". ويرى آخرون أنه لو لم يكن لتلك الخطوة أي تأثير لما استدعت ردود الفعل الغاضبة التي أبدتها حكومة نتنياهو والمسؤولون الإسرائيليون، فمع انضمام بريطانيا وفرنسا إضافة إلى كندا ومالطا، اللتين أعلنتا الأسبوع الماضي أنهما ستدعمان الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة في سبتمبر (أيلول) المقبل، أصبح أكثر من ثلاثة أرباع أعضاء الأمم المتحدة الـ193 يعترفون بالدولة الفلسطينية. وأوضحت صحيفة "نيويورك تايمز" بأن فرنسا لديها مصلحة أقل مباشرة في فلسطين مقارنة ببريطانيا، بعدما تخلت عن مطالبها بموجب اتفاقية "سايكس – بيكو"، إلا أن اعترافها يمثل تحولاً مصيرياً جديداً في علاقتها بإسرائيل. ومن عام 1945 إلى 1967 كانت فرنسا أكبر داعم غربي لإسرائيل، ويرتبط ذلك جزئياً بتجربتها مع تداعيات الاستعمار، ففي عام 1954 لاقت الانتفاضة التحررية في الجزائر دعم الرئيس المصري الراحل جمال عبدالناصر، فرأت فرنسا في إسرائيل سداً منيعاً في وجه عبدالناصر، فتقاربت معها، ومدّتها بمقاتلات "ميراج"، والتكنولوجيا النووية التي شكّلت أساس برنامجها النووي غير المُعلن، لكن التحول بدأ في عام 1967، فبعدما شنت إسرائيل ضربة عسكرية ضد مصر، فرض الرئيس الفرنسي شارل ديغول حظراً على بيع الأسلحة لإسرائيل وبدأ في توجيه بوصلة باريس نحو الدول العربية. ومهد هذا التحول في السياسة الفرنسية إلى صعود أميركا كأقرب حليف غربي لإسرائيل، حين دعمتها في حرب 1967، في حين مدت فرنسا يدها للفلسطينيين وأصبحت بعد ذلك أول دولة غربية تُقيم علاقات وثيقة مع منظمة التحرير الفلسطينية، الممثل الدولي للفلسطينيين، التي يقودها اليوم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس. ويقول السفير الفرنسي لدى إسرائيل بين 2003 و2006، جيرار آرو، إن ذلك التحول ترك أثراً لا يمحى، مشيراً إلى أنه كان يشعر دائماً بوجود انطباع داخل الدوائر الإسرائيلية الرسمية مفاده "لا تثقوا بالفرنسيين". ويرى آرو أن "فرنسا وبريطانيا لم تُدركا أن زمن الاستعمار قد انتهى، وتصرفتا وكأنهما لا تزالان تملكان كل النفوذ"، في حين أوضح مؤرخون بأنه إذا كانت الدولتان تعتزمان الاعتراف بدولة فلسطينية، فعليهما أيضاً الاعتراف بتراجع نفوذهما في منطقة كانتا تحكمانها ذات يوم، بعد عقود من تقسيم مهندسي "سايكس – بيكو" الشرق الأوسط، مما خلف تداعيات ملموسة لليوم، وفق "نيويورك تايمز".

ليست إسرائيل وحدها صنيعة الغرب الاستعماري
ليست إسرائيل وحدها صنيعة الغرب الاستعماري

كواليس اليوم

timeمنذ 15 ساعات

  • كواليس اليوم

ليست إسرائيل وحدها صنيعة الغرب الاستعماري

إبراهيم ابراش عدد اليهود في العالم حوالي 15 مليون أغلبهم يعيش في إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ،وعدد العرب حوالي 450 مليون يعيشون في 22 دولة يشكلون جامعة الدول العربية ،وعدد المسلمين حوالي 2 مليار ولهم 57 دولة وتمثلهم منظمة المؤتمر الإسلامي ،ومع ذلك يتبوأ الكيان اليهودي الصهيوني العنصري الإرهابي المسمى اسرائيل مراكز متقدمة عالمياً عسكرياُ وتكنولوجياً وهي الدولة النووية الوحيدة في المنطوق ،كما هزمت العصابات اليهودية الصهيونية قبل قيام الدولة 7 جيوش عربية في حرب 48 وقامت دولة إسرائيل على 78% من أرض فلسطين، وفي حرب 67 احتلت إسرائيل بقية فلسطين وأراضي عربية أخرى ،وما زالت تعربد في المنطقة العربية ،بينما العرب والمسلمون غارقون في تخلفهم وصراعاتهم وقلة من دولهم تعيش حالة استقرار ومستوى لائق من الحياة الكريمة كدول مستقلة ذات سيادة فعلية. سيقول قائل إن قوة إسرائيل لا تنبع من ذاتها بل من دعم الغرب لها وهي بالأساس ما كانت لتقوم لولا وعد بلفور والدعم الاستعماري الغربي، بداية بريطانيا ثم امريكا، وهي قاعدة غربية متقدمة لخدمة مصالح الغرب والهيمنة على المنطقة ومنع وحدتها، وسيييتشهد هؤلاء بوثيقة كامبل بنرمان 1907 واتفاقية سايكس- بيكو 1916، وطالما كتبنا وتحدثنا عنهما. وأقول إن هذا كلام صحيح وحقائق تاريخية لا يمكن انكارها، ولكنها ليست كل الحقيقة والعقل السياسي العربي وخصوصا القومي والثوري اكتفى بهذا المعطى التاريخي ليبني عليه كل روايته على الصراع العربي الإسرائيلي لإنه يحمل المسؤولية للغرب عن كل ما يجري دون تدقيق وتمحيص في إمكانية مسؤولية العرب أنفسهم ولو عن جزء من المسؤولية عن تخلفهم وفساد انظمتهم ونظمهم السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وعن ضياع فلسطين. صحيح أن إسرائيل مشروع استعماري ولكن ماذا بالنسبة للممالك الخليجية – السعودية وقطر والإمارات والبحرين والكويت- التي تزامن ظهورها مع ظهور المشروع الصهيوني ومع اكتشاف النفط في المنطقة؟ أليست بريطانيا هي التي أسست هذه الممالك بدءا من الربع الأخير من القرن التاسع عشر حتى قيام أخر دولة وهي الامارات عام 1971؟ وهل كانت هذه الدول لتقوم وتستمر لولا الرعاية البريطانية ثم الأمريكية المباشرة؟ أيضا ماذا عن دول اتفاقية سايكس- ييكو في بلاد الشام التي كانت خاضعة للإمبراطورية العثمانية، حيث تقاسمت بريطانيا وفرنسا تركة الرجل المريض في الحرب العالمية الأولى ووضعت جدودا للبنان وسوريا والعراق ونصبت حكاما عليها وخصصت وضعا خاصا لفلسطين لتكون دولة لليهود، وهي الاتفاقية التي فضحها الروس بعد الثورة البلشفية 1917؟ نعم إسرائيل قاعدة أمريكية متقدمة لخدمة مصالح الغرب عموما، ولكن أليس في كل دول الخليج وحتى في غيرها قواعد أمريكية وبريطانية وفرنسية تقوم بنفس الدور؟ وقد شاهدنا ذلك خلال ضرب امريكا العراق 1991 ثم احتلاله 2003 وخلال إدارة الغرب فوضى ما يسمى الربيع العربي ألي استباحة سوربا وضرب ايران مؤخرا؟ ليس فيما ورد أي دفاع عن كيان غير شرعي وإرهابي وعنصري أو تجاهلا لمحاولات بعض الدول العربية للخروج من تخت الهيمنة الأمريكية، ولكن محاولة لإيقاظ العقل العربي من سباته ومواجهة الواقع بدلا من الهروب نحو تاريخ مزيف مليء بالأساطير والاكاذيب، سواء كان التاريخ بنسخته العربية أو الإسلامية. [email protected] — Dr: Ibrahem Ibrach Professor of Political Science Gaza- Palestine

مدير تحرير جريدة الأهرام: الحرب على غزة كشفت هشاشة الكيان الصهيوني
مدير تحرير جريدة الأهرام: الحرب على غزة كشفت هشاشة الكيان الصهيوني

بوابة ماسبيرو

timeمنذ يوم واحد

  • بوابة ماسبيرو

مدير تحرير جريدة الأهرام: الحرب على غزة كشفت هشاشة الكيان الصهيوني

قال د. ياسر عبيدو مدير تحرير جريدة الأهرام إن الحرب على غزة هي حرب إبادة جماعية تمارس بحق الشعب الفلسطيني مشيراً إلى استخدام أسلحة غير تقليدية وتجويع المدنيين كأدوات قمع. وأكد أن الصمت الدولي تجاه هذه الجرائم مريب لكنه لفت إلى ظهور أصوات عالمية جديدة ترفض هذه السياسات مثل اعتراف فرنسا وكندا بدولة فلسطين ، كما أشار إلى أن الحرب كشفت ضعف الكيان الصهيوني ، خاصة بعد فشل الحرب الخاطفة المزعومة والتي تحولت إلى كشف لهشاشته العسكرية. كما أبرز تراجع الهيمنة الأمريكية مع توجه دول كثيرة إلى "سلة عملات جديدة" بعيداً عن الدولار مما قد يغير موازين القوى العالمية. كما أشاد د. عبيدو خلال لقاء له ببرنامج (حوار اليوم) بموقف مصر الثابت في دعم القضية الفلسطينية قائلاً : مصر حكومة وشعبا مازالا الداعم الرئيسي لغزة وانتقد بعض الدول العربية التي تقدم مساعدات للكيان المحتل بدلاً من دعم الفلسطينيين ، واصفاً هذا الموقف ب " الانزياح الأخلاقي" ، وحذر من المخططات الصهيونية الرامية إلى تهويد المنطقة وفرض الشرق الأوسط الجديد عبر سياسات التفتيت مستذكراً اتفاقيات سايكس بيكو. وأكد أن الهدف الأصيل هو تفكيك الوحدة العربية والإسلامية ، لكنه أبدى تفاؤله بصعود صوت عالمي جديد يدافع عن فلسطين حتى من خارج المحيط العربي ، وتطرق الحوار إلى التهديدات الأمريكية تحت قيادة ترامب والتي قد تؤدي إلى حرب واسعة. لافتًا أن المرحلة الحالية فاصلة في التاريخ، معرباً عن أمله في أن تؤدي التحولات الجارية إلى إنصاف الشعب الفلسطيني وكشف زيف المشروع الصهيوني، مسلطا الضوء على حماية الولايات المتحدة لمجرمي الحرب الإسرائيليين من المحاكمة، واستخدام الكيان الصهيوني للحرب كمناورة للهروب من السجن الدولي، مشبهًا سياسات ترامب بـ "بلطجة العصور الوسطى". برنامج حوار اليوم يذاع على شاشة النيل للأخبار، الحلقة من تقديم الإعلامية د. عبير شرف الدين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store