logo
إطلاق مشروع تجريبي لاستخدام أعمدة البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية في خطوط توزيع الكهرباء

إطلاق مشروع تجريبي لاستخدام أعمدة البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية في خطوط توزيع الكهرباء

صحيفة سبقمنذ يوم واحد
بإشراف من وزارة الطاقة، وفي إطار الجهود المستمرة لتعزيز استخدام المواد المبتكرة والمستدامة في القطاع، أعلن برنامج استدامة الطلب على البترول والشركة السعودية للكهرباء، عن إطلاق مشروع تجريبي مشترك يهدف إلى استخدام الأعمدة المصنوعة من البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية (GFRP Poles) في خطوط توزيع الكهرباء ذات الجهد المنخفض.
ويأتي هذا المشروع ضمن جهود منظومة الطاقة لتبني حلول مبتكرة ترفع كفاءة المشاريع من النواحي البيئية، والاقتصادية، والتقنية، بما يحقق مستهدفات رؤية المملكة 2030، حيث تسهم هذه الأعمدة في المحافظة على البيئة بنسبة أعلى مقارنة بالمواد التقليدية، مما يجعلها جزءًا من الحلول المستدامة لمستقبل البنية التحتية، خاصة في ظل تصنيعها باستخدام مواد محلية، التي تعزز توطين مكونات قطاع الطاقة التي يقودها برنامج "نوطن" الذي أطلقته وزارة الطاقة.
وتمثّل هذه المبادرة نموذجًا للتعاون بين مختلف الجهات لتطوير حلول مبتكرة محلية الصنع تسهم في تحقيق الاستدامة وتعزيز الاقتصاد الوطني، وتعكس رؤية المملكة لتحقيق الاستفادة المثلى من مواردها الطبيعية، وقيادة التحول العالمي نحو استخدام المواد البوليمرية المستدامة مما يرسخ مكانتها في طليعة الدول الساعية نحو بناء مستقبل مستدام ومزدهر.
ويعكس المشروع الجهود المشتركة بين قطاع شؤون الكهرباء ووكالة التوطين والمحتوى المحلي وإدارة المخاطر في وزارة الطاقة، وبرنامج استدامة الطلب على البترول، والشركة السعودية للكهرباء، كونه خطوة نوعية لاستخدام الأعمدة المصنوعة من البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية، ضمن جهود المملكة لتصبح مركزًا عالميًا للصناعات البوليمرية المتقدمة.
ويبرز المشروع منهجية برنامج استدامة الطلب على البترول القائمة على تعزيز استخدام المواد البوليمرية بديلًا مبتكرًا ومستدامًا للمواد التقليدية في مختلف القطاعات، لتحقيق الاستدامة البيئية والاقتصادية من خلال شراكات إستراتيجية مع الجهات ذات العلاقة، ويؤكد التزام الشركة السعودية للكهرباء بتبني التقنيات الحديثة ذات الجدوى الاقتصادية التي تحقق كفاءة الأداء والاستدامة، والسعي نحو تعزيز الابتكار الصناعي، وتقليل الأثر البيئي، وزيادة الاعتماد على الموارد المحلية.
وبدأ المشروع التجريبي من خلال إقامة ورشة عمل متخصصة جمعت خبراء من مختلف المجالات لمناقشة الإمكانيات والتحديات، وتحديد فرص استخدام المواد البوليمرية، واختيرت أعمدة توزيع الكهرباء المصنوعة من البوليمر المدعّم بالألياف الزجاجية ضمن الفرص المستهدفة، نظرًا لكونها تمثل نقلة نوعية في تصميم البنية التحتية الكهربائية، لما تتمتع به من خصائص مبتكرة تضيف قيمة بيئية واقتصادية، وقدرة فائقة على مقاومة التآكل وتحمل الظروف البيئية القاسية، مما يجعلها خيارًا مثاليًا لمناخ المملكة.
ولضمان توافق الأعمدة الجديدة مع معايير الأداء المطلوبة لدى الشركة السعودية للكهرباء، خضعت تصاميم الأعمدة البوليمرية للتقييم من قبل الخبراء المختصين، والتعاون مع عدة مصنعين، حيث قُيمت قدرات هذه المصانع الإنتاجية من خلال زيارات ميدانية واختبارات مكثفة، وتم إجراء تجربة ميدانية تضمنت تركيب 35 عمودًا في خمس مناطق مختلفة داخل المملكة، مع مراقبة الأداء في ظروف تشغيل مختلفة.
ومع انتهاء مرحلة تركيب الأعمدة وإطلاق المشروع التجريبي، سيُجرى تقييم شامل لأداء الأعمدة الجديدة باستخدام البيانات الميدانية لضمان تحقيق المعايير المطلوبة، ووضع خطة للتوسع في استخدام هذه التقنية على نطاق أوسع في المملكة مستقبلًا.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حصة المفرّح تستقرئ سرديات عربية
لعوالم ما بعد الإنسانية
حصة المفرّح تستقرئ سرديات عربية
لعوالم ما بعد الإنسانية

عكاظ

timeمنذ 37 دقائق

  • عكاظ

حصة المفرّح تستقرئ سرديات عربية لعوالم ما بعد الإنسانية

أصدرت الدكتورة حصة بنت زيد المفرّح كتابها الأحدث «تخوم الإنسان: سرديات عربية من عوالم ما بعد الإنسانية»، وناقشت فيه إعادة تشكيل الإنسان في أزمنة التقنية، بوصفه كياناً قابلاً للتعديل، أو التحويل، وكيف تسللت الأفكار إلى بنية السرد نفسه، وإلى السرديات العربية خصوصاً تلك التي بدأت تقترب من تخوم الإنسان، وتختبر حدوده المادية والمعنوية ضمن ما يعرف بـ«أدب ما بعد الإنسانية». وأوضحت أن تخوم الإنسان تفيد الحدود التي تُعرف الإنسان بيولوجياً، ونفسياً، ومعرفياً لتشمل: الوعي، والجسد، والأخلاق، والهوية من جهة، وتلك الحدود التي تنهار فيها الإنسانية الخالصة مع تقنيات ما بعد الإنسانية، وتتفكك فيها الهوية البشرية، وتتشكل من جديد على مرافئ التقنية، والذكاء الاصطناعي، والروبوتات، والذاكرة الرقمية، والمشاعر الصناعية، والنسخ المتشابهة من جهة ثانية، ما يشير إلى الثابت والمتحول وما بينهما، بين ما كان إنساناً خالصاً، وما سيكون هجيناً، أو مشفراً، أو مستنسخاً. وينطلق من استشراف التحول السردي بالاستفادة من مفهوم (التخوم)، لا بوصفه حداً جامداً، بل منطقة عبور إلى انزياحات الكائن البشري، في ظل ملامسة السرد العربي هذه التخوم، لتختبر العوالم ما بعد الإنسانية في عددٍ من الأعمال الروائية والقصصية التي تعيد تشكيل الإنسان في زمن لم يعد فيه الجسد، ومعه الهوية، والذاكرة ملكاً خاصاً، وجنح إلى استيعاب منظومات ما بعد الإنسانية سردياً وجمالياً؛ ما يعكس وعياً متقدماً بتحديات العالم المستقبلي المتخيل. ويقف الكتاب على نصوص سردية عربية هي: حرب الكلب الثانية 2016، المسخ: عودة سفينة نوح 2018، قلب الملاك الآلي 2019، الرحلة رقم 370، 2019، البراني 2021، شفرات القيامة 2021، رف اليوم «ما لم يستطع السيد الحصول عليه» 2022، جزيرة المطففين 2022، المرقش: حالت قرى نجران دون لقائها 2023، متنزه الغائبين 2024. وجميع النصوص السردية العربية، محل الدراسة؛ صدرت منذ منتصف العقد الثاني من القرن الواحد والعشرين، وكان بداية واضحة لتفاعل الرواية العربية والأعمال القصصية مع ما بعد الإنسانية، مع تزايد الاهتمام بقضاياها في الأعوام الأخيرة. وإن كانت مسبوقة بتجارب أخرى تدخل في إطار الخيال العلمي، لكنها لا تكرس اهتمامها بعوالم ما بعد الإنسانية بوصفها نقطة التحول الجديدة، والمتوقعة في المستقبل القريب أو البعيد. وتلتقط الأعمال السردية التحولات لتقدمها بأساليب جمالية، وفكرية جديدة؛ لتؤسس للعلاقة بين الديستوبيا، والخيال العلمي، وما بعد الإنسانية، واستشراف المستقبل دون أن تفصلها عن مخاوف الإنسان الواقعية. ولعل هذه المقاربات تسهم في فتح حوار نقدي عربي مع الأدب العالمي، وتمنح هذه النصوص موقعها ضمن تحولات الوعي الإنساني الجديد. جاء الكتاب الصادر عن دار عصور في عمّان، في أربعة فصول، وطرحت أسئلة، منها: كيف يعيد سرد ما بعد الإنسانية العربي مفهوم الهوية في النصوص السردية؟ وإلى أي مدى تتماهى الشخصيات السردية مع التقنية الحديثة، وإلى أي حد تقاوم النظام التقني؟ وما علاقة هذه السرديات بمفاهيم ما بعد الحداثة؟ وكيف توظف الاستعارات الجسدية (الشرائح الذكية، الذاكرة المبرمجة، الأطراف الاصطناعية، الأعضاء المصنوعة) في بناء رؤى فلسفية وفكرية مختلفة؟ وكيف تطور السرد العربي لمواجهة سؤال: ما الذي بقي من الإنسان؟. أخبار ذات صلة

إغراء الموظف براتب أعلى.. «تخبيب»؟
إغراء الموظف براتب أعلى.. «تخبيب»؟

عكاظ

timeمنذ 40 دقائق

  • عكاظ

إغراء الموظف براتب أعلى.. «تخبيب»؟

تداولت منصات اجتماعية ما يطلق عليه «التخبيب في الوظائف»؛ ويقصدون بذلك انتقال موظف إلى موقع آخر نتيجة عرض راتب أفضل أو مميزات جديدة ومغرية، ويعتبر البعض ذلك نوعاً من أنواع «التخبيب»، لكن فريق آخر له رأي مغاير، فمن حق الموظف أو العامل البحث عن تحسين وضعه الاجتماعي والوظيفي، واستشهدوا في ذلك بكبار رؤساء الشركات ولاعبي كرة القدم ومدربيهم. ويستند أصحاب الرأي الأول في تعريف «التخبيب الوظيفي» كمصطلح يشير إلى قيام شخص ما، عادةً ما يكون منافساً لجهة العمل، بمحاولة إفساد علاقة موظف بصاحب العمل، أو إقناعه بترك عمله والانتقال إلى جهة أخرى، وغالباً ما يكون ذلك من خلال إغراءات مادية أو وعود بظروف عمل أفضل. وللتخبيب في العمل أوجه عدة؛ منها الإغراء المالي بتقديم رواتب أو مزايا مالية أعلى للموظف؛ والانتقال إلى جهة أخرى أو عرض بيئة عمل أكثر جاذبية أو فرص تطوير وظيفي أكبر لإقناع الموظف بالانتقال أو محاولة التأثير على الموظف ضد صاحب العمل الحالي من خلال إبراز سلبيات العمل الحالي أو التقليل من شأنها. المصطلح غير دقيق المحامي مشاري عبدالرحمن الثبيتي قطع بعدم صحة ما يطلق عليه التخبيب الوظيفي، وأوضح لـ«عكاظ»، أن اختيار المصطلح ضمن العلاقات التعاقدية غير دقيق؛ لأنه مصطلح شرعي، وله سياق آخر يستخدم للإشارة إلى التفريق بين الزوجين. والتخبيب يعني: «قيام طرف أجنبي بالتدخل بين الزوجين؛ بهدف إفساد علاقتهما أو حياتهما الزوجية»، وهو فعلٌ منهيٌّ عنه شرعاً بقول الرسول -صلى الله عليه وسلم-: «ليس منّا من خبّب امرأة على زوجها»، وفي النظام، يعد التخبيب جريمة موجبة لتطبيق عقوبة تعزيرية في حال ثبوتها، وتخضع حينها لسلطة القاضي التقديرية. أما علاقة العمل فهي تنظيمية تعاقدية بين أطرافها وقائمة على الرضا وتبادل المصالح إلى جانب المقابل المالي العائد منها، وفي ذلك نصت المادة الأولى من نظام العمل في تعريفها لمفهوم العامل بأنه: «كل شخص طبيعي يعمل لمصلحة صاحب عمل وتحت إدارته أو إشرافه مقابل أجر»، الأمر الذي نبين معه بأن العلاقة التعاقدية بين العامل وصاحب العمل حيثما كانت مقيدة بأحكام ونصوص النظام المختص، فهي علاقة تعاقدية صحيحة أساسها تمكين الإنسان والمجتمع، وتعزيز تنافسية سوق العمل، وهو ما يتوافق في حال حصول العامل على عرض عمل أفضل إن كان جديراً بذلك فيعد ذلك تقديراً لكفاءته وقدرته على الأداء بكفاءة وفاعلية لا تخبيباً، مستشهداً بالانتقالات بين قيادات الشركات وحتى التنقل بين الوظائف، وبين لاعبي كرة القدم، وغيرهم. كيف تحدّد مسارات وظيفتك؟ استشاري الخدمة الاجتماعية الدكتور حسن سلطان بصفر، قال: عندما ينتقل شخص من وظيفة إلى أخرى بعد تلقي عرض براتب أو مميزات أفضل، غالباً ما يكون الانتقال مدفوعاً بالرغبة في تحسين الوضع المالي أو الوظيفي، وهناك عوامل عدة يجب أخذها في الاعتبار عند اتخاذ القرار، بما في ذلك تأثير الانتقال على المسار الوظيفي، والبيئة الجديدة، والتوازن بين العمل والحياة، فالإنسان يعمل من أجل الحصول على الرفاهية وتلبية متطلبات حياته المعيشية ويتطلع دائماً لزيادة في الراتب؛ ليتماشي مع متطلبات حياته. ويجب التفكير في كيفية تأثير الانتقال على المسار الوظيفي على المدى الطويل، هل يفتح فرصاً جديدة؟ أم أنه يمثل تراجعاً؟ ويجب تقييم مدى سهولة التكيف مع بيئة العمل الجديدة، والثقافة التنظيمية، والزملاء الجدد كما يجب التأكد من أن العرض الجديد لا يؤثر سلباً على التوازن بين العمل والحياة. فالموظف الذي يختار موقعاً آخر إنما يفعل ذلك بسبب عدم ارتياحه في عمله الحالي، وعدم تقدير رؤسائه لجهده وكفاءته، فيضطر للتطلع لمكان أفضل براتب أفضل في مكان يقدّر علمه وخبرته ومثابرته، وهذا أمر إيجابي ومطلوب، فاختيار المسار الوظيفي ليس قراراً عابراً، بل خطوة مفصلية قد تعيد تشكيل حياة الإنسان على مستويات عدة، فغالباً ما يكون القرار مصحوباً بحالة من التردد والحيرة خصوصاً عندما يدرك الفرد ما لا يرغب في القيام به، لكنه يفتقر الرؤية الواضحة لما يريد أن يفعله، وهذه المفارقة تجعل من عملية اختيار المسار المهني فرصة للبحث والتأمل والتجريب. نصيحة قبل القرار يوصي الدكتور بصفر أي شخص يتقدم لوظيفة جديدة، أن يجرى تقييماً شاملاً لما يتطلع إليه في حياته المهنية المثالية، ومن المفيد أن يكتب كل ما يحبه وما لا يحبه في وظيفته الحالية، وبعدها يبدأ في تحديد الأدوار المحتملة التي يعتقد أنها تتناسب مع طموحاته، وإجراء بحث معمق حول هذه المجالات الجديدة لفهم طبيعة العمل الجديد وتحدياته وتوقعاته. والخطوة الأولى في تغيير المسار الوظيفي الناجح تبدأ من الداخل أي فهم الذات جيداً، فلا يمكن اتخاذ قرار واعٍ بشان المسار الجديد دون التوقف لتقييم المهارات والاهتمامات، والقيم الشخصية تمثل البوصلة المهنية، ومن أهم اختيار المسار الوظيفي: تقييم المهارات والقدرات والخبرات واكتشاف الاهتمامات ووضع أهداف قابلة لقياس البحث عن المعرفة وتطوير المهارات من خلال العمل الجديد وتحقيق الرفاهية والبحث عن المعرفة وبناء شبكه علاقات مهنية واكتساب الخبرة الواقعية بالتدريب والعمل التطوعي وتحديث الهوية المهنية والاحترافية والتحلي بالصبر والمثابرة والتقييم المستمر والتعديل عند الحاجة. وعند حصول الفرد على عرض عمل براتب أفضل ومميزات أحسن لا يعتبر تخبيباً وظيفيّاً، بل السعي للوصول لرفاهية وتحقيق حياة معيشية أفضل. أما الباحث الدكتور محمد غازي الحمياني، فيقول: إذا طغت المصلحة الشخصية على المصلحة العامة في تقديم الإغراءات المادية لشخص كان يعمل في مؤسسة حكومية تخدم العامة وبانتقاله للعمل تحت ما قُدم له من إغراءات للعمل في القطاع الخاص الربحي يكون له أثر سلبي فهذا يعد «تخبيباً»، وإشباع رغبة شخصية ضيقة وأنانية من نفس تريد تحقيق مكاسب شخصية دون النظر إلى الأثر السلبي الذي سيتسبب في خلق فراغ كان يقدم خدمات، سواء كانت طبية أو اجتماعية ونحوها. هنا يجب أن تتدخل الجهات المعنية لوقف ذلك لتغليب وتقديم المصلحة العامة على المصلحة الشخصية، وأعتقد أن الجميع يبحث عن تحسين المستوى الاجتماعي. إذا هبت رياحك! القاص بخيت طالع الزهراني يقول: إن المثل الدارج يقول: «إذا هبت رياحك فاغتنمها»؛ لذلك يتعين على كل منا أن ينتهز «الفرصة» متى لاحت في الأفق، خصوصاً إنْ كانت تحقيقاً لأهدافه، فالفرصة لا تأتي مرتين، وعلى من تتهيأ له فرصة وظيفية أفضل بمعايير يراها تحقق له شغفه وأهدافه اغتنامها؛ شريطة دراسة الأمر من كل جوانبه، ولا بأس أن يستشير دائرة ضيقة من أصدقائه الخُلص من ذوي الفكر النير. مشيراً إلى أن المسألة هنا لا علاقة لها بالتخبيب، الذي يعني إفساد العلاقة بينه وصاحب العمل. وأضاف قائلاً: أنت هنا تتصرف بشكل طبيعي، تبحث عن حق مشروع لك في فرصة عمل أفضل، فرصة تحسِّن وضعك المهني والمالي، خصوصاً إذا كان العرض الجديد يحقق لك هدفك، ويتوافق مع طموحاتك المهنية، فهذا يعتبر قراراً شخصياً ومهنياً منطقياً، بل وشجاعاً، فعدم اتخاذ القرار والتفاعل مع الحياة كمعطى متحرك، يشير للخور والتردد، والضعف الواضح في إدارة القرار الشخصي المحوري. لافتاً إلى أن الحذر يظل -فقط- ألا يكون القرار مبنياً على العاطفة على حساب العقل، ولا محاكاة للآخرين كمظهرية تفتقد عمقها العملي. ممارسة محكومة بالقانون الإعلامي أحمد محمد سالم الأحمدي، يرى أن قيام بعض الجهات بإغراء الموظفين بالانتقال إليها عن طريق راتب أعلى وبعض المميزات الأخرى تعود لمدى إخلاص الموظف لعمله الذي بدأ العمل فيه ومدى ارتياحه نفسياً وعملياً، وأن يستجيب للإغراءات من أجل زيادة في الراتب فقط رغم أنه مرتاح في عمله من جميع النواحي التي ذكرتها، فأعتقد أن المسألة فيها عدم ولاء لعمله، وعدم تثمين لثقة مرؤوسية ودعمهم له حتى وصل لما وصل إليه، فالمادة ليست كل شيء رغم أن تحسين الوضع المالي مطلوب، لكن ليس في كل الأحوال. وأضاف الأحمدي: الولاء للعمل ولمن وضعوا ثقتهم فيه أمر مطلوب، والتخبيب من الأمور المنهي عنها. أما أستاذ الإحصاء وعلوم البيانات المشارك بجامعة الطائف الدكتور سعد المالك، فيرى أنه في ظل التحولات الهيكلية والتنموية التي تشهدها المملكة، ومع تسارع وتيرة البرامج والمشروعات التي تقودها رؤية 2030، لم يعد من المنطقي قراءة انتقال الموظف من جهة إلى أخرى بمعزل عن السياق الوطني الأوسع، أو اختزال ذلك في مفاهيم شخصية مثل «التخبيب»، التي لا تنسجم مع روح التحول المؤسسي القائم على الجدارة والتمكين. فقد أقرت الجهات المعنية برنامج استقطاب الكفاءات المميزة ضمن سياسات التمكين الحكومي، الذي يُعد أحد برامج الرؤية المعتمدة، ويهدف إلى تعزيز الجدارة في إشغال المواقع القيادية وتسريع تطوير الجهاز الحكومي واستثمار الطاقات الوطنية التي أثبتت تميزها. وعليه، فإن انتقال الموظف المؤهل إلى جهة أخرى تُقدّر كفاءته وتمنحه عرضاً وظيفياً أعلى، لا يُعد تخبيباً وظيفياً، بل ممارسة نظامية محكومة بضوابط التدرج الإداري والتنافسية العادلة. لا لوم على الجهة المستقطبة في رأي الدكتور سعد المالك، أن التجربة العملية تشير إلى أن عدداً من الكفاءات الوطنية التي انتقلت إلى جهات أخرى، سواء مستشارين أو مديري إدارات، استطاعوا تقديم قيمة مضافة نوعية وتحقيق إنجازات لم تُتح لهم سابقاً وتوظيف مهاراتهم بشكل أكثر فاعلية، فالانتقال من موقع إلى آخر مقابل مادي أعلى لا يمثل خسارة للجهة السابقة بقدر ما هو مكسب للجهة المستقطِبة التي طوّرت من أدائها وقدرت للموظف الذي أثبت تميزه واستحقاقه، كما أنه إضافة للوطن الذي يستفيد من الكفاءات في مواقع أفضل، ويجب ألا يقع اللوم على الجهة المستقطِبة، بل على الجهة التي فشلت في الاحتفاظ بالكفاءة، ولم تُفعّل أدوات التحفيز والتطوير المؤسسي، وعلى كل جهة تملك كفاءات مميزة أن تتبنى سياسات مرنة في الترقيات والمكافآت واستخدام أدوات استبقاء ذكية غير تقليدية. راكان ومطعم الوجبات يقول راكان العتيبي كنتُ أعمل في أحد مطاعم الوجبات السريعة، وبعد أربع سنوات وجدت فرصة أفضل من السابقة في جوانب الراتب والمميزات حتى الدوام تغيّر إلى الأفضل؛ لذلك الانتقال من موقع لآخر ليس تخبيباً، بل رغبة في تحسين المستوى المعيشي، وهذا ينطبق على لاعبي كرة القدم والمدربين والقيادات المختلفة للشركات. هل هو تحريض أم إغراء؟ المستشار التربوي والتعليمي نايف عون البركاتي، يرى أنه في بعض الأحيان قد لا توجد ضوابط للعقود، ولا علاوات سنوية أو رقابة أو كادر وظيفي، مشيراً إلى أنه في حال وجود عروض وظيفية أو زيادة مالية قد تشجع الموظف على الانتقال لتجربة بيئة عمل جديدة، ويجب أن يكون هناك كادر في القطاع الخاص الذي تكثر به التنقلات، والمأمول أن تمنح الفرص للشباب في تسلم مقاليد الإدارات العليا بعد أن أثبتوا نجاحاتهم، والأدلة في الميدان واضحة، وفي مقدمتها البنوك وشركات الأدوية والسيارات وغيرها، وقد يعاني الموظف من عوائق مثل ضآلة المرتب الذي لا يكفي لمواجهة أعباء الحياة خصوصاً في حالة النقل إلى منطقة الوظيفة الجديدة والبعيدة عن مقر السكن الأصلي. الإعلامي عبدالله بن عيسى الشريف يقول: بلا شك أن الانتقال من موقع عمل لآخر له أضراره على المنشأة أو القطاع على حدٍّ سواء، بيد أن الواقع يفرض على الموظف البحث عن ما هو أفضل له ولمستقبله الشخصي ولمستقبل أسرته بصفة عامة شريطة أن يكون الانتقال الوظيفي للأفضل من جميع الجوانب خصوصاً الجانب المادي، وذلك عند نهاية عقده، وأعتقد أن حكاية التخبيب لا مكان لها في هذا الفعل؛ لأن الإنسان عادة ما يبحث عما يكون في صالحه، فالتخبيب من وجهة نظره هو تحريض على فعل أو ترك شيء وليس ما يقدم للموظف من عروض وظيفية جديدة. أخبار ذات صلة

الهند والسعودية ترسمان معاً المستقبل المشترك
الهند والسعودية ترسمان معاً المستقبل المشترك

عكاظ

timeمنذ 44 دقائق

  • عكاظ

الهند والسعودية ترسمان معاً المستقبل المشترك

بمناسبة يوم استقلال الهند الـ 79، أتقدم بأحرّ التحيات وأطيب التمنيات لجميع المواطنين الهنود في المملكة العربية السعودية، ولأصدقائنا وشركائنا السعوديين الأعزاء. يوم 15 أغسطس يمثل أهمية بالغة لكل هندي، ففي هذا اليوم من عام 1947م نالت الهند استقلالها. إن هذا اليوم يُمثّل نهاية الحكم الاستعماري وبداية رحلتنا كأكبر ديمقراطية في العالم. وفي هذا اليوم، نذكر أولئك الذين ناضلوا من أجل حريتنا، ونُكرّم الجنود الشجعان الذين يواصلون حماية حدودنا، والذين قدّم الكثير منهم أقصى التضحيات من أجل وطنهم. وتفخر الهند بتاريخها الحضاري الغني، وثقافتها المتنوعة، وقيمها الديمقراطية الراسخة. ويرتكز نهج الهند في العلاقات الدولية على الثقة والشراكة. والهند صوتٌ رائدٌ في الجنوب العالمي، وقد ساهمت بشكلٍ كبير في جهود الأمم المتحدة لحفظ السلام، ولعبت دورًا فاعلًا في دعم الاستدامة والعمل المناخي. وبعد ما يقرب من ثمانية عقود من الاستقلال، تبرز الهند كمثال ساطع لما يمكن تحقيقه من خلال العمل الجماعي من قبل 1.4 مليار شخص. وفي المجال الاقتصادي، تعد الهند رائدة في التجارة العالمية والاستثمارات والابتكار، مدفوعة ببيئة أعمال قوية وملف ديموغرافي ديناميكي وإصلاحات اقتصادية مستدامة. وبصفتنا رابع أكبر اقتصاد في العالم بحجم ناتج محلي إجمالي أكبر من 4 تريليونات دولار، فإننا في طريقنا لنصبح ثالث أكبر اقتصاد مع ناتج محلي إجمالي متوقع يبلغ 7.3 تريليون دولار بحلول عام 2030م، كما أن الهند هي أسرع اقتصاد رئيسي نموًا في العالم، حيث ينمو الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 6.5٪ في المتوسط. ولا تزال الهند وجهة مفضلة للاستثمارات العالمية، حيث وصلت تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر التراكمية إلى 1.05 تريليون دولار، اعتبارًا من 2024م -2025م. وقد أرست مبادراتنا الاستراتيجية مثل مخططات الحوافز المرتبطة بالإنتاج (PLI) وتنشيط المنشآت المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة (MSMEs) وتوسيع البنية التحتية الرقمية الأساس لاقتصاد عالي النمو وعالي الفرص. ولقد قمنا بترسيم مسارات جديدة من الفضاء إلى أعالي البحار وحددنا أهدافنا بأن تصبح الهند دولة متقدمة بحلول عام 2047م. ويُعدّ هذا اليوم أيضًا فرصةً للتأمل في علاقاتنا الوثيقة مع شركائنا الرئيسيين. والمملكة العربية السعودية من أكثر شركاء الهند الاستراتيجيين ثقةً وتقديرًا. وتتجذر علاقاتنا في نسيجٍ غنيّ من الروابط الحضارية والثقافية والتجارية التي تعود إلى قرون. واليوم، تمتدّ الشراكة الهندية السعودية لتشمل مجموعةً واسعةً من المجالات، بما في ذلك الدفاع والأمن والتجارة والاستثمار والطاقة والتكنولوجيا والرعاية الصحية والتعليم والثقافة، بالإضافة إلى التبادلات الشعبية النابضة بالحياة. ومع ذلك، فإنّ قوة علاقتنا تتجاوز بكثير القطاعات الفردية. فهي ترتكز على الثقة المتبادلة وحسن النية والإدراك المشترك بأنّ شراكتنا، في عالمٍ يتزايد فيه عدم اليقين، تُمثّل ركيزةً للاستقرار والقوة. وكانت الزيارة الرسمية التاريخية التي قام بها رئيس وزراء الهند للمملكة العربية السعودية في شهر أبريل 2025م عكسًا حقيقيًا لهذه الروابط المتنامية. وأجرى رئيس وزراء الهند، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود لقاءات مثمرة للغاية في جدة، أسفرت عن نتائج رئيسية، بما في ذلك الاتفاقية حول إنشاء مصفاتين كمشروع مشترك بين الهند والمملكة العربية السعودية في الهند، ومذكرات تفاهم في مجالات الصحة، والتعاون البريدي، والتعاون الفضائي، والرياضة (مكافحة المنشطات)، والتعاون البريدي. وترأس القائدان الاجتماع الثاني لمجلس الشراكة الاستراتيجي الهندي - السعودي خلال هذه الزيارة. وتماشيًا مع تعميق الشراكة الاستراتيجية على مدى السنوات القليلة الماضية، تم إنشاء لجنتين وزاريتين جديدتين تحت مظلة مجلس الشراكة الاستراتيجي؛ إحداهما: التعاون الدفاعي، والأخرى: التعاون السياحي والثقافي. وعلى الصعيد التجاري، بلغ حجم تجارتنا الثنائية نحو 42 مليار دولار في السنة المالية 2024م-2025م. وتُعدّ الهند الآن ثاني أكبر شريك تجاري للمملكة العربية السعودية، بينما تحتل المملكة المرتبة الخامسة بالنسبة للهند. وتقوم الشركات الهندية بالاستثمار بشكل متزايد في المملكة العربية السعودية. ويشارك العديد منها في مشاريع رئيسية للبنية التحتية والطاقة في إطار رؤية 2030م. وتساهم شركات تكنولوجيا المعلومات والتقنية الهندية في التحول الرقمي في المملكة العربية السعودية، بينما يتزايد الاهتمام أيضًا بمجالات مثل الرعاية الصحية والخدمات اللوجستية والتعدين والشركات الناشئة، لقد أنشأنا أطرًا مؤسسية قوية، بما في ذلك لجنة وزارية حول التجارة والطاقة والاستثمار والتكنولوجيا، وفريق العمل رفيع المستوى حول الاستثمار، وتتكامل رؤيتنا الاقتصادية - رؤية 2030 للمملكة العربية السعودية ورؤية الهند 2047 - مما يخلق تآزرًا واسعًا للنمو. ولا تزال الطاقة ركيزة أساسية في شراكتنا. والمملكة العربية السعودية مورد رئيسي وموثوق للنفط والغاز، التي تواصل دعم تنمية الهند. كما نعمل مع المملكة العربية السعودية في مجالات مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح والهيدروجين. وتغطي مذكرة التفاهم التي تم التوقيع عليها في عام 2023م الربط الكهربائي والهيدروجين وسلاسل التوريد. وندرس فكرة ربط شبكاتنا الكهربائية، وهو مشروع يندرج ضمن مشروع الممر الاقتصادي الأوسع بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا (IMEEC) الذي تم الإعلان عنه عام 2023م. ونُدرك أن الاستقرار في المنطقة وخارجها يعود بالنفع على دولنا والعالم. ولتحقيق هذه الغاية، شهد التعاون الدفاعي نموًا مطردًا. وتم إجراء التمرين الأول العسكري المشترك، «صدى التنسيق-١»، العام الماضي، إلى جانب 2 من التمارين البحرية، «المحيط الهندي»، في عامي 2021م و2023م، وهناك تبادل منتظم للقيادات العسكرية، وبرامج تدريبية، وتعاون متزايد في الصناعات الدفاعية. وعلى الصعيد الأمني، نعمل معًا بشكل وثيق لمكافحة الإرهاب والتطرف والاتجار بالمخدرات والتهديدات السيبرانية. وهناك رابط طبيعي في الثقافة والعلاقات بين الشعوب في البلدين. ويحظى المحتوى السينمائي والتلفزيوني الهندي بشعبية كبيرة في المملكة العربية السعودية، كما يشهد التعاون في قطاعي الإعلام والترفيه نموًا متزايدًا، بما في ذلك الإنتاج المشترك. وقد اكتسبت اليوغا شعبية في المملكة، بدعم قوي من حكومة المملكة العربية السعودية. وتوسعت التبادلات الأكاديمية. وبدأنا أنشطة بحثية مشتركة في الأرشيفات التاريخية. وهناك اهتمام متزايد بلعبة الكريكيت بين المواطنين السعوديين. ويشارك عدد أكبر من اللاعبين الهنود في بطولات الرياضات الإلكترونية في المملكة العربية السعودية. كما ازدادت أعداد السياح القادمين من كلا الاتجاهين في البلدين بشكل مطرد. كما نرحب بقرار المملكة العربية السعودية الانضمام إلى التحالف الدولي للقطط الكبيرة (IBCA). والجالية الهندية النابضة بالحياة في المملكة العربية السعودية جسرٌ حيٌّ يربط بلدينا، نُقدّر تقديرًا عميقًا دور القيادة السعودية في رعاية رفاهية 2.7 مليون هندي مقيمين في المملكة العربية السعودية، كما نُهنئ القيادة السعودية على تنظيم موسم الحج هذا العام بنجاح. ولا تُرسّخ الهند والمملكة العربية السعودية شراكةً ديناميكية فحسب، بل تُرسّخان أيضًا رؤيةً جريئةً للمستقبل. ونحن معًا على أهبة الاستعداد للعب دورٍ محوريٍّ في صياغة السلام والتقدم والازدهار، ليس فقط لشعبينا، بل للعالم أجمع. وبالنيابة عن حكومة وشعب الهند والجالية الهندية في المملكة، أغتنم هذه الفرصة لأُعرب عن أطيب تمنياتي لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد رئيس مجلس الوزراء الأمير محمد بن سلمان بن عبد العزيز آل سعود، متمنياً المزيد من التقدم والازدهار المستدامين للمملكة العربية السعودية. أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store