logo
إسرائيل تهدد بتوسيع هجومها في غزة إن لم تُفرج "حماس" عن الرهائن

إسرائيل تهدد بتوسيع هجومها في غزة إن لم تُفرج "حماس" عن الرهائن

Independent عربية٢٧-٠٣-٢٠٢٥

هدد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أمس الأربعاء بالاستيلاء على أجزاء إضافية من غزة إذا لم تفرج حركة "حماس" عن الرهائن المحتجزين لديها في حين استأنف الجيش الإسرائيلي منذ أكثر من أسبوع غاراته ونفذ عمليات برية في القطاع المدمر.
وشهد القطاع الأربعاء تظاهرات جديدة معادية لـ"حماس" ضمت مئات الأشخاص في مدينة غزة وفي بلدة بيت لاهيا في الشمال، ورفع بعضهم لافتات كتب على إحداها "حماس لا تمثلنا". وسار المتظاهرون وسط الدمار وهم يرددون هتافات منها "الشعب يريد إسقاط حماس" و"حماس برا برا".
وقال متظاهر في مدينة غزة يُدعى مؤيد زاهر "لا نريد حماس! تعبنا!".
وفي بيت لاهيا، قال مجدي الذي رفض ذكر اسم عائلته إنّ "عشرات الشباب تجمعوا قرب خيام النازحين وتحوّل الأمر إلى تظاهرة عفوية لأنّ الناس تعبت من الحرب، ولكن أثناء السير أمام مستشفى الإندونيسي ردّد البعض هتافات ضدّ حماس، وكفى حربا".
وأضاف "إذا كان خروج حماس من مشهد حكم غزة هو الحل فلماذا لا تتخلى حماس عن الحكم لحماية الناس".
شهدت بلدة بيت لاهيا الثلاثاء أكبر تظاهرة مناهضة لحماس منذ بداية الحرب بعد أن انتشرت دعوات للتظاهر، مجهولة المصدر، في تسعة مواقع عبر تطبيق تيليغرام.
وقال نتنياهو الأربعاء أمام الكنيست "يدرك عدد متزايد من سكان غزة أن حماس تجلب لهم الدمار والخراب، وهذا مهم جداً. كل هذا يثبت أن سياستنا ناجحة".
واتهم المعارضة الإسرائيلية "بتأجيج الفوضى" من خلال دعم الاحتجاجات المتنامية في إسرائيل ضد استئناف الهجمات على غزة وضد إقالة رئيس جهاز الأمن الداخلي (الشاباك).
آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة الإسرائيلية
ليل الأربعاء احتشد في محيط الكنيست بالقدس آلاف المتظاهرين المناهضين للحكومة للاحتجاج على مشروع قانون من شأنه أن يمنح الطبقة السياسية صلاحيات أوسع في تعيين قضاة، وقد عمدوا إلى قرع الطبول وإطلاق الأبواق وهتفوا "ديمقراطية" ملوّحين بالأعلام الإسرائيلية.
ودعا متحدّثون خلال التجمّع الحكومة لضمان الإفراج عن الرهائن المحتجزين في غزة وإلى استئناف المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار في القطاع.
استأنف الجيش الإسرائيلي قصفه لقطاع غزة في 18 مارس (آذار) ثم نفذ عمليات برية، بعد هدنة استمرت قرابة شهرين في الحرب التي اندلعت إثر الهجوم الذي شنته حماس في إسرائيل في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 انطلاقا من القطاع الذي تسيطر عليه الحركة وتحكمه منذ 2007.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وأعلنت وزارة الصحة في حكومة حماس الأربعاء مقتل 830 فلسطينيا منذ استئناف الهجوم، لترتفع حصيلة القتلى في القطاع المحاصر إلى 50183 منذ اندلاع الحرب. علما أن هجوم حماس أوقع 1218 قتيلا، وفق الأرقام الإسرائيلية.
وشهدت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في 19 يناير (كانون الثاني) إطلاق سراح 33 رهينة بينهم 8 قتلى. وأفرجت إسرائيل من سجونها عن نحو 1800 معتقل فلسطيني.
ومن أصل 251 رهينة اختطفوا في الهجوم، ما زال 58 محتجزين في غزة، منهم 34 قتلوا بحسب الجيش الإسرائيلي.
والأربعاء، أكد الجيش الإسرائيلي رصد صاروخين أطلقا من القطاع واعترض أحدهما.
إنذارات إخلاء
مساء الأربعاء دعا الجيش الإسرائيلي سكان عدد من مناطق وسط القطاع لإخلائها قبل أن يقصفها.
وقال المتحدث باسم الجيش أفيخاي أدرعي في منشور على منصة إكس "إلى جميع سكان قطاع غزة المتواجدين في الأحياء التالية: الزيتون الغربي والشرقي، تل الهوا، البلدة القديمة، الشيخ عجلين، الشيخ، توسعة النفوذ والرمال الجنوبي، هذا انذار مسبق وأخير قبل هجوم!".
وأضاف "تعود المنظمات الإرهابية وتطلق قذائفها الصاروخية من داخل (مناطق مأهولة بـ) المدنيين. لقد حذّرنا هذه المنطقة مرات عديدة. من أجل سلامتكم عليكم الانتقال فورا إلى جنوب وادي غزة إلى مراكز الإيواء المعروفة".
ويتفاقم الوضع الإنساني في قطاع غزة وينذر بكارثة أكبر بعد أن أغلقت إسرائيل المعابر ومنعت دخول المساعدات الإنسانية في الثاني من مارس (آذار) لإرغام حماس على تسليم الرهائن الذين ما زالوا محتجزين لديها.
موجات نزوح جديدة
عدا عن نقص الماء والطعام والمستلزمات الطبية والمأوى، أدى استئناف الغارات والقصف إلى موجات نزوح جديدة شملت 142 ألف شخص في أسبوع واحد، بحسب الأمم المتحدة. في حين أن جميع سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة نزحوا مرارا وتكرارا منذ بداية الحرب.
وقال نتنياهو خلال جلسة للكنيست "كلما أصرت حماس على رفض إطلاق سراح رهائننا، سيزداد الضغط الذي نمارسه قوة، يشمل هذا الاستيلاء على أراض وإجراءات أخرى لن أفصلّها هنا".
بدوره، خاطب وزير الدفاع يسرائيل كاتس الاربعاء سكان القطاع المدمر متوعداً بأن "الجيش سينفذ قريباً عمليات بأقصى قدر من القوة في مناطق جديدة من غزة، حماس تعرض حياتكم للخطر وتتسبب بخسارتكم منازلكم ومزيداً من الأراضي".
"حماس" تهم نتنياهو بإفشال الهدنة
من جانبها، اعتبرت حماس أن استئناف الحرب "كان قراراً مُبيّتاً عند نتنياهو لإفشال اتفاق (الهدنة)، وعلى المجتمع الدولي والوسطاء الضغط لإلزامه بوقف العدوان والعودة لمسار المفاوضات".
وأضافت "تبذل المقاومة كل ما في وسعها للمحافظة على أسرى الاحتلال أحياء، لكن القصف الصهيوني العشوائي يعرض حياتهم للخطر"، محذرة من أنه "كلما جرّب الاحتلال استعادة أسراه بالقوة، عاد بهم قتلى في توابيت".
وقال غال غلبوغ-دلال، الذي نجا من هجوم 2023 وما زال شقيقه رهينة، لوكالة الصحافة الفرنسية إنه إنه "يرتعب" لاحتمال مقتل أخيه غاي ومن تعريض حياة الرهائن المتبقين للخطر مع استئناف الهجمات والقصف.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قيادي ألماني يدعو إلى محادثات مع روسيا لتشغيل "نورد ستريم"
قيادي ألماني يدعو إلى محادثات مع روسيا لتشغيل "نورد ستريم"

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

قيادي ألماني يدعو إلى محادثات مع روسيا لتشغيل "نورد ستريم"

دعا قيادي في حزب المستشار الألماني فريدريش ميرتس الأحد إلى إجراء محادثات مع روسيا بشأن احتمال تشغيل خط أنابيب الغاز المثير للجدل "نورد ستريم". ووصف مايكل كريتشمر، رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الواقعة في شرق ألمانيا، خط الأنابيب بأنه "مدخل محتمل لإجراء محادثات مع روسيا". في وقت سابق من هذا الشهر، انتقد ميرتس تقارير عن خطة أميركية روسية لتشغيل خط "نورد ستريم 2"، قائلا إن المشروع "لا يملك حاليا ترخيص تشغيل، ومن غير المتوقع أن يتغير هذا". وأفادت تقارير أن مبعوثين أميركيين وروس يناقشون تشغيل خط الأنابيب، هذه المرة بمشاركة مستثمرين أميركيين. تم الانتهاء من مشروع "نورد ستريم 2" في عام 2021 لكنه لم يدخل حيز التشغيل بعدما ألغت ألمانيا المشروع إثر بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير (شباط) 2022. وفي سبتمبر (أيلول) 2022، أسفرت انفجارات غامضة عن تخريب خط أنابيب الغاز "نورد ستريم 1" الذي يعمل منذ عام 2011 ما تسبب في توقفه، ويبدو أن أحد أنابيب "نورد ستريم 2" لم يتضرر. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) دعا كريتشمر سابقا إلى مقاربة أقل تشدداً تجاه موسكو، وقال الأحد إن الحديث مع روسيا بشأن "نورد ستريم" قد يكون "مقاربة إيجابية" بدلا من "محاولة إجبار روسيا، كما هو الحال حتى الآن". وأضاف في تصريح لصحيفة "تسايت" الألمانية "ليس من قبيل الصدفة أنه تمت مناقشة أمر مماثل بين الدبلوماسيين في بروكسل قبل بضعة أشهر". وقد يكون تشغيل خط الأنابيب أيضا وسيلة لخفض تكاليف الطاقة المرتفعة التي أثرت على الاقتصاد الألماني، وبخاصة منذ بداية الغزو الروسي. لكنه أقر بأنه في الوقت الحالي "لا يوجد استعداد لتغيير الاستراتيجية" في صفوف معظم السياسيين الألمان.

أكبر من هجوم المتحف اليهودي
أكبر من هجوم المتحف اليهودي

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

أكبر من هجوم المتحف اليهودي

قراءة ما جرى أمام المتحف اليهودي في واشنطن، مهمة ضرورية ومثيرة. الشابّ إلياس رودريغيز أميركي جامعي من أصول لاتينية، كشفت الأخبار أنَّه صاحب خلفية يسارية ثورية، وهنا مربط الفرس. في تقريرٍ لافت من صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، نرصد الخوف والذُعر من تفشّي حالة العداء للسامية بين أوساط الأميركيين، يقول التقرير صراحة إنَّ حزب «الاشتراكية والتحرير الأميركي» هو حزب شيوعي مرتبطٌ بالصين! هذا الحزب هو الذي «كان» ينتمي له المهاجمُ على المتحف اليهودي وقاتل 2 من أعضاء السفارة الإسرائيلية أمام المتحف، وهتف بعد القبض عليه: الحرية لفلسطين. هذا الحزب، كما يقول التقرير، هو من أبرز منظمي المظاهرات المناهضة لإسرائيل، ومن بينها مظاهرة نُظّمت في ميدان تايمز سكوير، بعد يوم واحد من هجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تضامناً مع «حماس». وفي اليوم ذاته الذي أعقب الهجوم، بحسب الصحيفة، أشادت حركة «طلاب من أجل العدالة في فلسطين»، الناشطة في الولايات المتحدة، بـ«انتصار تاريخي» للمقاومة الفلسطينية. التقرير يعتبر حادثة رودريغيز تعبيراً عن «ظاهرة» خطيرة، بدأت تنتشر في أميركا، ويتَّهم الصين صراحة، وربما غير الصين، بدعم هذا المناخ الخطير على الثقافة الأميركية. يعتبر التقرير أن تنامي معاداة الصهيونية «على النمط السوفياتي»، بما يشمل إبداء الحماس لـ«تدمير إسرائيل بالكامل» ونبذ مؤيديها في الولايات المتحدة، هو أمرٌ يُلحق الضرر بالولايات المتحدة، و«يثير أخطاراً قديمة محدقة باليهود». هل هذه مبالغات من صحيفة تنهل من ثقافة قديمة، جاهلة أو متجاهلة وجود نفَسٍ جديد لدى بعض الشباب الأميركي، في التعاطي مع إسرائيل، ليس بوصفها حالة سياسية وأخلاقية وقانونية استثنائية لا تحدّها حدود ولا تقيّدها قيود، مثل البقية؟! الاستثنائية الإسرائيلية هي التي جلّلت تل أبيب منذ نشأة الدولة 1948 حتى أشهرٍ قريبة، بعد المفاجأة الكبرى بتغيّر النَّفَس الغربي، الأوروبي خصوصاً، تجاه الاستثناء الإسرائيلي بالقتل والحرب المفتوحة والتفويض الدائم للقوة الإسرائيلية أن «تشوف شغلها» من دون إزعاج، فهي - إسرائيل - مصدر الحق نفسه. نتنياهو اتَّهم مؤخراً بريطانيا وكندا وفرنسا بالوقوف «في الجانب الخطأ من الإنسانية». لن نخوض في حسَنات هذا التغيّر السياسي في الغرب لتقريب الحلّ في فلسطين، ووضع سقف واقعي لتفويض استخدام القوة الإسرائيلية، ونهاية الاستثنائية الإسرائيلية. أريد التأمل في: من أين يستقي الشباب الأميركي والغربي معلوماته وتحليلاته، ويبني عليها مواقفه ونشاطاته، تجاه قضية فلسطين اليوم؟! السوشيال ميديا... أليس كذلك سيكون الجواب؟! حسناً... نحن اليوم - العرب وبقية المؤيدين للحق الفلسطيني - يسرّنا هذا الضغط الشبابي الشعبي النابع من «صميم» الغرب، لكن هل نعرف ما هي آراء هذه الشبيبة الفائرة في بقية القضايا التي تهمّنا؟! مثلاً: إنهاء النفوذ الإيراني من خلال الوكيل الحوثي على اليمن؟! لذلك يجب فحص وتأمل هذا التحوّل الكبير لدى الشباب الغربي الناشط سياسياً، لفهمه أولاً، والتفاعل معه ثانياً، وتوقّع مآلاته ثالثاً.

جولة ترمب الخليجية والبؤر المشتعلة
جولة ترمب الخليجية والبؤر المشتعلة

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

جولة ترمب الخليجية والبؤر المشتعلة

بعد النجاح الكبير الذي حققته جولة الرئيس الأميركي دونالد ترمب إلى السعودية والإمارات وقطر، سيكون من الخطأ تجاهل الفرص الاستثنائية التي تتيحها الخريطة الاستراتيجية الجديدة، التي كانت تبدو حتى وقت قريب خيالية. إن الإفادة من الفرص المتاحة راهناً ليست مسؤولية أميركية فحسب، بل عربية أيضاً، ينبغي لكل فريق استثمارها بما أوتي من تأثير ونفوذ لتشكيل رافعة تقضي على جميع البؤر التي ما زالت إما متفجرة أو كامنة أو مهيأَة للاشتعال، والتي قد تعترض اكتمال النجاح الذي تحقق. لا ينبغي الاستهانة بالتحديات والمخاطر المستمرة في الشرق الأوسط، من الحكومات الضعيفة وغير الفعالة، والانقسامات الدينية والعرقية والسياسية العميقة، إلى جانب تداعيات الحرب المدمرة في غزة والأوضاع في لبنان وهشاشة سوريا. كلها عوامل تواصل التآمر ضد أي تقدم نحو السلام والاستقرار. الرافعة الأميركية - العربية أمامها هذه البؤر الثلاث المطلوب إغلاقها، ولعل بؤرة غزة هي الأصعب على الرغم من تهاوي «حماس» وفقدانها الدعم وحتى التعاطف الدولي والعربي. فالعقدة أضحت في إسرائيل بدءاً من شخصية بنيامين نتنياهو ومشاكله الخاصة، إلى حكومته المتشددة التي تعكس اتساع نفوذ وشعبية اليمين الديني المتطرف معززاً بالبارانويا التي خلفتها عملية طوفان الأقصى. وقف حرب غزة يحتاج لجهد أميركي استثنائي يترافق مع ضغوط عربية على واشنطن ومحفزات أميركية - عربية لنتنياهو للقبول ببدء مسار مفاوضات التسوية النهائية والاعتراف بحقوق الشعب الفلسطيني والالتزام بإطلاق مسار الدولة الفلسطينية. وضع كهذا يفتح الطريق لاستقرار جزئي في القطاع والضفة وإصلاح السلطة الفلسطينية ولدور عربي وخليجي في إعادة الإعمار. كما أن تسوية معقولة لملف إيران النووي قد تهدئ من عصبية نتنياهو لجهة المخاطر الإيرانية التي تخشاها إسرائيل. اليوم، طهران أضعف من أي وقت مضى بسبب تراجع قدرات وكلائها كـ«حزب الله» و«حماس»، وضعف دفاعاتها، والأزمة الاقتصادية الخانقة التي تعصف بها. لذلك، قد تكون مستعدة لعقد صفقة نووية جديدة بشروط أفضل للولايات المتحدة، تشمل قيوداً دائمة على التخصيب والصواريخ الباليستية والأنشطة الإقليمية. ترمب في موقع يسمح له بإبرام اتفاق مع إيران مستفيداً من نفوذه في الكونغرس وتهديده الجدي باستخدام القوة. البؤرة السورية جرت محاولة احتوائها نتيجة الرغبة السعودية والاستجابة الأميركية برفع العقوبات. احتواء سوريا أكبر من قضية العقوبات، لأن الخطوة تهدف إلى ضمها لمجموعة الاعتدال العربي بعد أن كانت رأس الحربة في حلف الممانعة وواجهة لنفوذ إيران، وممراً للأسلحة والمخدرات وداعمة للإرهاب. ويُنظر إلى تولّي الرئيس الجديد، أحمد الشرع، على أنه فرصة لبناء «سوريا جديدة»، رغم أن نجاح هذه المرحلة يعتمد على الالتزام بالإصلاح، وعلى دعم عربي - أميركي مشترك، لأنَّ السياسة الأميركية لن تكون العامل الحاسم الوحيد في نجاح أو فشل هذه المرحلة، يبرز الدور العربي بوصفه عاملاً رئيساً، إضافة إلى واشنطن، في القدرة على التأثير عبر إجراءات تشمل بقاء القوات الأميركية، رفع العقوبات، ومساعدات خليجية منسقة. كما قد تلعب واشنطن دوراً في التوسط بين النظام الجديد والأكراد وتركيا. المطلوب من الحكم الجديد واضح: مكافحة الإرهاب، ضبط العلاقة مع إسرائيل، معالجة الوجود الروسي، قطع نهائي مع الممانعة. أما لبنان، فهو يشكل الحلقة الأكثر تعقيداً بسبب الانقسامات الطائفية وتجذّر «حزب الله» في مؤسسات الدولة واحتكاره تمثيل الشيعة وسلاحه المنظم. تبدأ معالجة معضلة «حزب الله» بترسيخ قناعة لدى الحكم الجديد بعدم وجود خطر حرب أهلية، وبكسر ارتباط الطائفة بالحزب. هذه مهمة أميركية وعربية بقدر أهمية المواقف الداعية إلى نزع السلاح، بل إنها السبيل الممهد له. المطلوب أيضاً دور أميركي - عربي يتمثل في الضغط على السلطة الجديدة لتحديد موقع لبنان بوضوح ضمن محور الاعتدال العربي، خصوصاً بشأن السلام والتسوية، له ما لهم وعليه ما عليهم. نزع سلاح الحزب يجب أن ينطلق من إعلان سياسي رسمي واضح لدور لبنان الإقليمي، تتبعه خطة زمنية تشمل سلاح الحزب والفصائل الفلسطينية وتحديد جدول زمني لضمان جدية الدولة قبل الانتخابات، التي قد تعيد هيمنة الحزب إن فشلت الحكومة في بسط سلطتها. إنَّ الأطراف الإقليمية والدولية المتضررة مما تحقق إبان جولة ترمب كثيرة، والعيون المتربصة لم تنس إخفاقات السياسة الأميركية في المنطقة على مدى العقود الثلاثة الماضية. كل محاولات الولايات المتحدة لتحقيق الاستقرار أو السلام في الشرق الأوسط انتهت غالباً بالفشل، من فشل بيل كلينتون بتحقيق التسوية، إلى فشل مشروع جورج بوش الابن في العراق، ثم خيبة الأمل بباراك أوباما بعد الربيع العربي، لا سيما موقفه من إيران، وصولاً إلى تصعيد التوترات معها في عهد ترمب، وأخيراً انفجار طوفان الأقصى وحرب غزة ولبنان خلال ولاية جو بايدن. اليوم نحن أمام تغييرات جيوسياسية وجيواقتصادية تتيح فرصاً نادرة لتحقيق اختراقات في غزة وسوريا ولبنان، إذا أحسن استغلالها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store