logo
تجديد الخطاب الدينى.. إعادة قراءة للواقع

تجديد الخطاب الدينى.. إعادة قراءة للواقع

الدستور٢٨-٠٣-٢٠٢٥

حكم نادر من نوعه، أصدرته قاضية لبنانية الأسبوع الماضي على ثلاثة شبان مسلمين، أساؤوا للسيدة مريم العذراء.. فبدلًا من الزج بهم في السجن بتهمة ازدراء الدين، ألزمتهم بحفظ آيات من القرآن الكريم، تمجّد السيدة العذراء وابنها السيد المسيح، عليه السلام، واردة برابع أطول سورة في الكتاب الكريم، وهي (آل عمران)، المكونة من مائتي آية، وطلبت منهم حفظها عن ظهر قلب.. لعلهم يتعلمون من القرآن، ما جهلوه، فينصلح سلوكهم، ويتعلمون نفس ما نص عليه كتاب الله، كما قالى تعالى في آخر سورة البقرة ﴿آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه والمؤمنون كل آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله وقالوا سمعنا وأطعنا غفرانك ربنا وإليك المصير﴾ الآية 285.
الحكم الذي أثار ضجة إيجابية في لبنان، ولاقى استحسانًا من أعلى المستويات، أصدرته قاضية التحقيق في مدينة طرابلس، جوسلين متى، وتأثر به رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، سعد_الحريري، فأسرع الى منصته في (تويتر) وحياها بتغريدة، إلى جانب كلمات كتبها رئيس الوزراء السابق، نجيب ميقاتي، أيضًا.. لم تجد هذه القاضية، حين مثل أمامها الشبان الثلاثة بتهمة إزدراء الأديان، أفضل من أن تطلب منهم حفظ قسم من القرآن الكريم من سورة آل عمران، ليتعلموا تسامح الدين الإسلامي ومحبته للسيدة العذراء، ففي رأيها، أن (القانون مدرسة وليس سجنًا فقط)، وفق تعبيرها عند نطقها بالحكم على من لم تطلق سراحهم، إلا بعد أن سمعت كلا منهم يقرأ الآيات غيبًا أمامها.. ومن الذين تأثروا بحكمها، كان وزير الدولة لشئون مكافحة الفساد اللبناني، نقولا تويني، الذي وصفه بـ (الحضاري)، وقال في تصريحه عبر وسائل إعلام محلية، ( نهنئ القاضية عليه، كما يعتبر قرارًا تأسيسيًا، يفتح مجالات قضائية مبتكرة، لمعالجة المشاكل الاجتماعية وحالات التعصب الديني).
وقد اختصت سورة (آل عمران) باحتوائها على آيات، عن السيدة مريم وقصى خلق السيد المسيح، عليه السلام، بدءًا من الآية 33 الى الآية 59 من السورة، ومنها ما نقرأه في الآية 42 من التنزيل ﴿وَإِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاكِ وَطَهَّرَكِ وَاصْطَفَاكِ عَلَى نِسَاءِ الْعَالَمِينَ * يَا مَرْيَمُ اقْنُتِي لِرَبِّكِ وَاسْجُدِي وَارْكَعِي مَعَ الرَّاكِعِينَ﴾.. كما ورد في الآية 45، ﴿إِذْ قَالَتِ الْمَلَائِكَةُ يَا مَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنَ الْمُقَرَّبِينَ * وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنَ الصَّالِحِينَ * قَالَتْ رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ و* وَرَسُولًا إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنْفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الْأَكْمَهَ وَالْأَبْرَصَ وَأُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَةً لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ﴾.. ثم تأتي بعدها آيات غنية بتمجيد (رسول السلام)، ومنها، ﴿إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ فِيمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ * إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ﴾.
●●●
الحكم الذي اصدرته القاضية اللبنانية، يفتح المجال واسعًا أمام التجديد في كل مجالات الحياة، حتى القانون التي تكمه مواد راسخة، في وقت يتحاشى فيه بعض المسلمين الاعتراف بضرورة التجديد، ليبقى كل شيء كما كان، كما يقول د. سلمان العودة.. (فليس في الإمكان أفضل مما كان)!!، إيثارًا للإلف وتوجسًا وارتيابًا من كل حديث وجديد أو مشتق منهما.. إذ يفضل هذا البعض أن يبقى فكره وخطابه ولغته وطريقته وعلمه متكلسًا مترهلًا مهترئًا ألف مرة، على أن تناله يد التجديد، أو تطاله بواعث التحديث وأسبابه، (إن ذلكم مظهر جلي من مظاهر الضعف والخور والهزيمة النفسية، كما أن الارتماء في أحضان كل جديد هزيمة نفسية).
إن لفظة (الخطاب)، كلمة عربية فصيحة مستخدمة، والأصوليون كان يستخدمونها كثيرًا.. والخطاب هو المحاورة والمحادثة بين طرفين، ونسبته للدين يُقصد فيها الخطاب الذي يعتمد على مرجعية دينية في مخاطبته وأحكامه وبياناته، ويُقصد بـ (الخطاب الديني) ما يطرحه العلماء والدعاة والمنتمون إلى المؤسسات الإسلامية في بيان الإسلام والشريعة، سواء كان ذلك من خلال الخُطب أو المحاضرات أو التأليف أو البرامج الإعلامية وغيرها.. وقد يدخل في ذلك المناهج الدراسية الدينية في المدارس والجامعات الشرعية، بل يمكن أن يوسع مفهوم الخطاب الديني ليشمل النشاط الإسلامي والنشاط الدعوي وعمل الجماعات الإسلامية والمؤسسات الإسلامية بشكل عام، الفقهي منها والعلمي والدعوي والتربوي، ونوع النشاط الذي تقوم به لتقييم مدى نجاحه وفشله وقربه من المقاصد العامة للتشريع، ومن بعد ذلك تقويمه وإصلاحه وتجديده.
أما كيف يتم تجديد هذا الخطاب الديني؟.. فقد صح عن النبي، صلى الله عليه وسلم، أنه قال، (إن الله يبعث لهذه الأمة على رأس كل مائة سنة من يجدد لها دينها)، أخرجه أبو داود والحاكم وصححه.. فذكر النبي، صلى الله عليه وسلم، تجديد الدين نفسه، والخطاب الديني جزء من هذا الدين وتجديده، والذين يقومون بعمل هذا التجديد جاؤوا بلفظ (مَن) فهو عام يشمل الفرد والجماعة، وفي ظل توسع الأمة واتساع رقعتها والانفتاح العالمي وتضخم الخلل الموجود في واقعها، فإن هذا الواقع يفرض أن هذا العمل التجديدي ليس شأن فرد واحد، بل مجموعات تتكامل فيما بينها، وتؤدي أدوارًا مختلفة وتخصصات علمية متباينة وحقول معرفية، تنتهي كلها عند مصب المصدر الأصلي (الشريعة).
وهناك فرق بين الخطاب الديني والوحي المُنَزَّل، بمعنى أن الخطاب الديني يعتمد على الوحي في كثير من الحالات، لكنه يبقى في حدود العمل العقلي البشري، أو العمل الاجتهادي الذي يرتبط بإمكانيات الإنسان وقدرته وطاقته، فهو مثل خطاب الفقهاء والوعاظ والمصلحين الذي يمثل اجتهادًا من عندهم، ومفهوم (تجديد الخطاب الديني) يتنازعه طرفان: الأول، فئة تتحدث عن تجديد الخطاب الديني، ونعتقد أنه لا يمكن تجديد الخطاب الديني من خارج هذا الخطاب الديني نفسه، سواء بظروف محلية أو عالمية.. الثاني، بعض القوى الإسلامية الخائفة، التي اشتد بها الخوف، فإذا سمعت مثل هذا اللفظ ترامى إلى أذهانها أنها مؤامرة لتحريف الدين أو لتغيير الخطاب.
إن تجديد هذا الخطاب ضرورة فطرية وبشرية؛ لأن هذا الخطاب الديني الحالي مُفكك وفردي، بينما يشهد العالم تجمعات وتطورات هائلة في مجال التقنية والمعلومات والاختراعات، ونعتقد بأن أية نهضة أو تنمية في العالم الإسلامي، التي ينادي بها المخلصون من دعاة الإصلاح، إن لم تصدر من مفهوم ديني، فهي محكوم عليها بالفشل، فلا بد من خطاب ديني واعٍ ومعاصر ومنضبط، يستطيع أن يضع هذه النهضة ويساعد عليها، ويدفعها لإخراج الأمة من هذا التيه والدوران الذي تدور فيه حول نفسها.. كما أن هذا التجديد الحي، قراءة واعية واعدة للنفس والآخر والواقع، وقراءة قادرة على إيجاد الحلول الشرعية المناسبة لمشكلات الواقع.
لذلك، لا مناص من التجديد، وإذا لم نؤمن بذلك فأمامنا خياران: الأول:، الجمود، ويعني ذلك الإطاحة بحق الحياة وسحقها في عصر تكتنفه الحركة الثائرة من كل جهة.. والثاني، الذوبان، وذلك معناه الإطاحة بحق الدين والشريعة والثقافة والتراث.. هذا التجديد يجب أن يكون بأيدي رجالات الإسلام والمتخصصين الإسلاميين، ولا نقول بالضرورة الفقهاء، وإنما المختصون على العموم.. ويجب أن تكون أدوات هذا التجديد ووسائله داخلية، تلمس مشاعره وتتحدث من داخل إطاره.. وعلينا أن نتفق على الضرورات والقواعد الشرعية والمحكمات الدينية الثابتة.
أما ماهية هذا التجديد، فترتيبٌ لسُلّم الأوليات وتنظيم للأهم، والمقاصد الكبرى للعلم والدعوة والإصلاح، واتفاق على ذلك وتسهيل تطبيق ذلك وتوجيهه في أرض الواقع، وإبراز لجانب القيم والأخلاق الإسلامية الإنسانية العامة، التي يحتاج إليها الناس كلهم دون استثناء، وتطبيع قيم العدل التي يأمرنا بها الإسلام تجاه الخلق كلهم، ومعاملة الناس كلهم بالحسنى، قال تعالى ﴿وقولوا للناس حسنى﴾.. قال ابن عباس، (لليهودي والمسيحي)..والتجديد يعني العناية بالنظريات العامة في الإسلام، مثل النظريات السياسية والاجتماعية والفقهية الفرعية والأصولية، ودعم المشاريع العلمية التي تصل تراث الأمة بهذا العصر وتضيف إليها تراكمًا علميًا ومعرفيًا.. والاهتمام بالمبادرات في الخطاب الشرعي والدعوي، فالأمر قبل النهي، والأمر بالمعروف مقدم على النهي عن المنكر، والإصلاح ينفي الإفساد بالضرورة، والعملة الجيدة تطرد العملة الرديئة ـ كما يقول الاقتصاديون ـ فهذا الجهد يقوي عنصر (المزاحمة) في الفكر الإسلامي والخطاب الديني.
لذلك، على دعاة التجديد أن ينتقلوا من ضيق الرأي والمذهب والجماعة، إلى سعة الشريعة، مع أهمية هذه كلها في العلم الإسلامي والديني، ولكننا ندعو إلى الاعتصام بسعة الشريعة وبحبوحتها، لتجديد الاجتهاد الإسلامي وتيسيره، يقول جل وعلا، ﴿وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنبِطُونَهُ منهم﴾.
●●●
إن الإسلام دينٌ عظيمٌ فى جوهره، متفرِّدٌ فى مرونته، قادرٌ على التفاعل مع مستجدات الزمان وتغيُّرات المكان، دون أن يتخلَّى عن أصوله الراسخة أو يفقد بريقَ رسالته العالمية، كما يقول الدكتور نظير عياد، مفتى الجمهورية.. الذي أوضح أن مرونة الشريعة الإسلامية تجعلها دومًا حاضرة للتعامل مع التحديات الجديدة، مستشهدًا بقول الله تعالى، ﴿وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ﴾ (لنحل: 89)، لأن الإسلام دين صالح لكل زمان ومكان، متجدد فى عطائه، ثابت فى قيمه.. وأن جمود الخطاب الدينى، وخصوصًا عند أولئك الذين لا يأخذون العلمَ من مصادره الأصيلة، ويعتمدون على تفسيرات ضيقة مغلوطة للنصوص الدينية؛ يُمثل أزمة حقيقية تعوق حركة الأمة نحو التقدم، إذ يُغلق أمامها أبواب النهوض، ويفرض على مجتمعاتها سلاسل الركود الفكري؛ مما يهيئ بيئة خصبة لانتشار الفكر المتطرف الذى يقوِّض أُسس الاستقرار.. التجديد فى الدين ضرورة لاستمرار عطاء الأمة وازدهارها.
إن الإدراك الواعى لمقاصد الشريعة، هو المفتاح الحقيقى لتحقيق الاتزان الفكرى والسلوكى، الذى تحتاج إليه المجتمعات فى ظل عالم ومن المستحيل أن يُنسب التطرف إلى الدين ذاته، بل هو انعكاس لسوء فهم النصوص وجهل بمقاصدها السامية، مما يضع المسئولية على عاتق العلماء فى إحياء معانى الرحمة واليسر التى جاء بها الإسلام، كما قال النبى صلى الله عليه وسلم، (إِنَّمَا بُعِثْتُمْ مُيَسِّرِينَ وَلَمْ تُبْعَثُوا مُعَسِّرِينَ)، رواه البخاري.. وهنا يأتي الدور المحورى الذى تضطلع به المؤسسات الدينية، ودار الإفتاء المصرية، فى تجديد الخطاب الدينى، انطلاقًا من رسالتها السامية، التى تجمع بين الحفاظ على الثوابت ومواكبة المستجدات.. ودار الإفتاء، بما تمتلكه من إرث علمى عريق وكوادر فقهية متمكنة، تعمل على صياغة خطاب دينى يعكس روح الإسلام السمحة، مستندة إلى فَهْمٍ عميق لمقاصد الشريعة، ومراعاة التحولات الثقافية والاجتماعية المعاصرة، ويأتى هذا الدور ليُعيد صياغة العَلاقة بين الدين والواقع، فى مواجهة الجمود الفكرى والتطرف، بما يسهم فى بناء مجتمع متماسك يقوم على قِيَم الرحمة والتعايش والعدل.. إن التجديد فى الخطاب الدينى ليس دعوة لتغيير النصوص أو العبث بها، وإنما هو دعوة لاستيعاب الواقع المتجدد، برؤية حكيمة تُبنى على ثوابت الشريعة ومقاصدها النبيلة، والتجديد الحقيقى، هو السبيل لاستعادة الريادة الحضارية، وتحقيق التفاعل الإيجابى مع متطلبات العصر.
حفظ الله مصر من كيد الكائدين.. آمين.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

محافظ شبوة اللواء العولقي يدعو للالتفاف حول القائد ويكشف لأول مرة الأسباب الحقيقية وراء إعلان الانفصال
محافظ شبوة اللواء العولقي يدعو للالتفاف حول القائد ويكشف لأول مرة الأسباب الحقيقية وراء إعلان الانفصال

يمرس

timeمنذ 6 ساعات

  • يمرس

محافظ شبوة اللواء العولقي يدعو للالتفاف حول القائد ويكشف لأول مرة الأسباب الحقيقية وراء إعلان الانفصال

وأوضح اللواء العولقي ، في تصريح صحفي بمناسبة العيد الوطني ال35 للوحدة اليمنية ، بأن النجاح في تحقيق أهداف أي ثورة في العالم مرهون بوجود الرؤية وبواحدية القيادة وهو ماتحقق في ثورة ال21 من سبتمبر المجيدة التي كان لها قائد واحد ورؤية واحدة. واشار إلى أن ثورة ال21 من سبتمبر حملت مشروع السيادة والكرامة والاستقلال، وكان من أهم أهدافها وقف الحرب ورفع الحصار وخروج القوات الأجنبية من اليمن والسير بكل ثقة لبناء دولة يمنية موحدة بقيادة موحدة بعيدا عن الشعارات الجوفاء أو تعدد القيادات وتعدد الولاءات. كما كشف اللواء العولقي عن الأسباب الحقيقية لإعلان الانفصال من قبل الحزب الاشتراكي اليمني ، موضحا بأن الحديث عن الانفصال له عدة أسباب وهي كثيرة أهمها هو نتائج الانتخابات البرلمانية التي حدثت في عام 1993م حيث اتضح لقيادة الحزب الاشتراكي اليمني من خلالها مكانة الحزب الحقيقية أمام المجتمع بعد حصولهم على 54 مقعد في تلك الانتخابات وهو ما قاده إلى التخلي عن الوحدة واعلان الانفصال في 21 مايو 1994م لكون الحزب كان يعتقد أن الشعب اليمني في شماله وجنوبه سوف يمنحه الأغلبية في صناديق الانتخابات، وهذا هو السبب الحقيقي لدعوات الانفصال والارتباط بالخارج والتآمر على اليمن ووحدته التي مثل تحقيقها ضربة لعملاء الداخل والخارج. كما أكد محافظ محافظة شبوة اللواء عوض العولقي ثقته الكبيرة بأن السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي سيقود اليمن إلى بر الأمان وسيحقق العدالة الاجتماعية لكل أبناء الشعب اليمني من خلال العدالة والمشاركة في الثروة والسلطة وبناء الوطن الذي تعرض لجميع المؤامرات منذ قيام ثورة 26سبتمبر حتى الآن. ولفت إلى أن الحل الحقيقي والواقعي لبناء اليمن هو الحوار مع كل الشخصيات اليمنية والمبني على المصلحة الوطنية وليس المصلحة الحزبية. وقاب: حوار اليمنيين مع بعضهم البعض سوف يمهد لتحقيق الأمن والاستقرار و يحقق سيادة القرار وبناء اليمن القوي والمزدهر دون أية تدخلات خارجية . واضاف: "نحن على ثقة بأنه لو تهيأت الظروف المناسبة وابتعدنا عن المصالح الذاتية والحزبية، سوف نبني يمناّ قوياً ويستعيد اليمن بذلك مكانته التاريخية التي فقدها نتيجة المؤامرات عبر التاريخ". واكد بأن ثورة ال21 من سبتمبر وجدت لها قيادة ناجحة وحققت الكثير من الأهداف التي لم تحققها الثورات التي قبلها. وبين بان المسيرة القرآنية بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي تمتلك مرجعية أساسية وموحدة وهي القرآن الكريم وهو مايلزمنا الابتعاد عن النظريات الايديولوجية والحزبية التي أثبتت فشلها عبر التاريخ. اللواء العولقي لفت في تصريحه إلى معرفته الشخصية كل القيادات الموجودة على الساحة الوطنية وتأكده التام من عدم وجود أي قائد منافس لسماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي لقيادة اليمن ، لاسيما وقد أثبتت المواقف اليمنية الأخيرة بأنها لم تكن مواقف مشرفة لليمن فحسب ، بل لكل الأمة العربية والإسلامية ولكل أحرار العالم ولم يثبت منذ الحرب العالمية الثانية أن أي دولة أو جيش وجه سلاحه إلى حاملات الطائرات الامريكية التي تجوب العالم من شرقه إلى غربه ومن شماله إلى جنوبه عدا القوات المسلحة اليمنية والشعب اليمني الصامد . ودعا اللواء العولقي كل قادة القوى السياسية بإلى التخلي عن المصالح الشخصية والحزبية والتوجه لخدمة الوطن لاسيما وقد أثبتت تجارب العقود الماضية بأن الحزبية والتعصب الحزبي هو سبب كل مشاكل العالم النامي مشيراّ إلى أنه لو لم تكن لدى ثورة ال21 من سبتمبر الرؤية الواضحة والصادقة والقيادة الصادقة والمخلصة لما تحقق أي منجز لها في اليمن. مشدداً على أن مصلحة اليمن تكمن في مواصلة مشروع المسيرة القرآنية وبناء يمن قوي وموحد يمتلك قراره السيادي وبما يخدم قضايا الأمة وقضايا الوطن العادلة والسير بإخلاص وثقة تحت قيادة سماحة السيد القائد عبدالملك بدر الدين الحوثي الذي أثبت للعالم في مقدمتهم الشعب اليمني انه القائد العربي والمسلم والإنساني الصادق . واختتم اللواء العولقي تصريحه بالتذكير بدعوته التي وجهها سابقاً لعيدروس الزبيدي وطارق عفاش والتي كانت عند بداية عملية طوفان الاقصى ، والتي أكد فيها بأنهما لايمتلكان الصفة السياسية ولا الصفة العسكرية ولا الشرعية للحديث باسم شطري اليمن ، مؤكداّ من جديد بأن الشعب اليمني هو من يقرر مصيره بنفسه وتحت قيادة قائد الثورة ، وأن الأصنام الثمانية لايمثلون الشعب اليمني لا في الشمال ولا الجنوب كونهم ضباط صغار في القوات المسلحة والأمن وهذه المكانة لا تؤهلهم للحديث باسم الشعب اليمني على الإطلاق.

محافظ شبوة يدعو القوى اليمنية للالتفاف حول السيد القائد صاحب المشروع الوطني الجامع
محافظ شبوة يدعو القوى اليمنية للالتفاف حول السيد القائد صاحب المشروع الوطني الجامع

يمرس

timeمنذ 8 ساعات

  • يمرس

محافظ شبوة يدعو القوى اليمنية للالتفاف حول السيد القائد صاحب المشروع الوطني الجامع

وأكد المحافظ العولقي، أهمية توجه جميع القوى السياسية لبناء الوطن وخدمة أبنائه، خاصة وأن تجارب العقود الماضية أثبتت أن التعصب الحزبي، هو سبب كل مشاكل العالم النامي. وأشار إلى أن الحل الحقيقي لبناء اليمن ، يتمثل في الحوار الوطني مع كل الشخصيات اليمنية ، والمبني على المصلحة الوطنية وليس الحزبية.. مؤكدًا أن الحوار بين اليمنيين سيمهد الطريق لاستقلال القرار وتحقيق الأمن والاستقرار وبناء يمن قوي ومزدهر دون أي تدخلات خارجية. وقال " لو تهيأت الظروف المناسبة وابتعدنا عن المصالح الذاتية والحزبية سنبني يمناّ قوياً يستعيد مكانته التاريخية التي فقدها نتيجة المؤامرات". وأوضح محافظ شبوة ، أن تحقيق أهداف أي ثورة في العالم، مرهون بوجود الرؤية وواحدية القيادة، وهو ما تحقق في ثورة ال 21 من سبتمبر المجيدة التي كان لها قائد ورؤية واحدة.. مبينًا أن ثورة ال 21 من سبتمبر حملت مشروع السيادة والكرامة والاستقلال وكان من أبرز أهدافها التحرر من التبعية والهيمنة الخارجية والسير بكل ثقة لبناء دولة يمنية موحدة بعيدًا عن الشعارات الجوفاء أو تعدد الولاءات. وعبر عن الثقة في أن السيد القائد سيقود اليمن إلى بر الأمان ويحقق العدالة الاجتماعية لكل اليمنيين من خلال المشاركة في الثروة والسلطة وبناء اليمن الذي تعرض لمؤامرات شتى منذ قيام ثورة 26 سبتمبر 1962م. وأكد المحافظ العولقي، أن ثورة ال21 من سبتمبر حققت الكثير من الأهداف التي لم تحققها الثورات التي قبلها.. موضحًا أن المسيرة القرآنية بقيادة السيد القائد تمتلك مرجعية أساسية وموحدة هي القرآن الكريم الذي يلزم الجميع بالابتعاد عن النظريات الأيديولوجية والحزبية التي أثبتت فشلها على الواقع عبر التاريخ. ولفت إلى أن مواقف السيد عبد الملك الحوثي، في إسناد الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، أثبتت أنها لم تكن مواقف مشرفة لليمن فحسب، وإنما للأمة العربية والإسلامية وكل أحرار العالم، ما يؤكد بأن السيد القائد، شخصية شجاعة تمتلك حكمة وبصيرة لقيادة اليمن. وجددّ العولقي، التأكيد على أن مصلحة اليمن ، تكمن في مواصلة مشروع المسيرة القرآنية والمضي بكل ثقة لبناء يمن موحد يمتلك قراره السيادي، بما يخدم قضايا الوطن والأمة، وفي مقدمتها القضية الفلسطينية.

جامعة الغردقة تشارك فى الندوة التثقفية بجامعة السويس
جامعة الغردقة تشارك فى الندوة التثقفية بجامعة السويس

الجمهورية

timeمنذ 17 ساعات

  • الجمهورية

جامعة الغردقة تشارك فى الندوة التثقفية بجامعة السويس

استقبل اللواء أ.ح طارق حامد الشاذلي، محافظ السويس، بمكتبه بديوان عام المحافظة، اليوم، اللواء أ.ح أسامة عبد الحميد داود، قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، وذلك بحضور الدكتور عبد الله رمضان، نائب المحافظ ، والعميد هاني سالم، المستشار العسكري للمحافظة. وفي مستهل اللقاء، رحّب المحافظ بقائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، مشيدًا بالدور الحيوي الذي تقوم به هذه القوات في خدمة المجتمع، ليس فقط على المستوى الأمني والعسكري، بل أيضًا من خلال المبادرات التوعوية والمجتمعية التي تستهدف تعزيز الانتماء الوطني لدى مختلف فئات المجتمع. وأكد اللواء طارق الشاذلي على أن محافظة السويس تولي اهتمامًا كبيرًا ببناء وعي المواطنين وخاصة الشباب، بالتعاون مع كافة مؤسسات الدولة، وأضاف: 'إن تنمية روح الولاء والانتماء في نفوس أبنائنا مسؤولية وطنية نتحملها جميعًا، وتأتي مثل هذه الفعاليات كجزء مهم من استراتيجية الدولة لتعزيز الهوية الوطنية وتحفيز الشباب على المشاركة الفعالة في بناء مستقبل وطنهم.' ومن جانبه، ثمّن اللواء أسامة داود جهود محافظة السويس في دعم الفعاليات المجتمعية والتوعوية، مؤكدًا على ضرورة تعزيز التعاون بين الأجهزة التنفيذية وقوات الدفاع الشعبي والعسكري، بما يسهم في نشر ثقافة الوعي والانتماء وتحقيق التنمية المستدامة. وعقب اللقاء، توجّه الدكتور عبد الله رمضان، نائب المحافظ، نائبا عن اللواء أ ح طارق حامد الشاذلي محافظ السويس بصحبة قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري إلى جامعة السويس، لحضور فعاليات الندوة التثقيفية المجمعة الرابعة، التي تنظمها قوات الدفاع الشعبي والعسكري بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، بحضور عدد من الجامعات المصرية المشاركة، من بينها: جامعة قناة السويس، جامعة سيناء، جامعة العريش، جامعة بورسعيد، جامعة الجلالة، جامعة الزقازيق، جامعة مصر الدولية، و جامعة الغردقة. قد أُقيمت الندوة بقاعة المؤتمرات الكبرى بجامعة السويس، وبدأت فعالياتها بالوقوف دقيقة حداد على أرواح شهداء الوطن من الجيش والشرطة، أعقبها تلاوة آيات من القرآن الكريم. وفي كلمته، أكد الدكتور أشرف حنيجل، رئيس جامعة السويس، أن تنظيم هذه الندوة في رحاب الجامعة يعكس الدور الريادي للمؤسسات التعليمية في بناء الوعي المجتمعي وترسيخ القيم الوطنية. ووجه تحية تقدير وإجلال لقواتنا المسلحة، حامية الوطن وسيفه الحاسم، مؤكدًا أن القوة لا تكمن فقط في السلاح، بل في الفكر الواعي والمستنير. كما قدم الفريق المسرحي بجامعة السويس عرضًا مسرحيًا بعنوان 'تسلل – وعيك سلاحك'، تناول قضايا الوعي الوطني لدى الشباب، وسبل التصدي لمحاولات التأثير السلبي والتضليل الفكري. ألقى اللواء سمير عبد الغني، المحاضر بالأكاديمية العسكرية، محاضرة بعنوان 'الأمن القومي المصري في ظل التوترات الإقليمية'، تناول فيها التحديات التي تواجه الدولة، سواء الاقتصادية أو الثقافية، مؤكدًا أن الحروب المعاصرة باتت تُدار بالعقول والمعلومات، مشيرًا إلى أن وعي المواطن أصبح عنصرًا أساسيًا في منظومة الأمن القومي. كما استعرض جهود الدولة في مكافحة الإرهاب، ودور قوات الدفاع الشعبي في رفع روح الانتماء داخل المجتمع. كما ألقى الدكتور عصام الروبي، الداعية بالأزهر الشريف، كلمة تحدث فيها عن القيم الدينية في حب الوطن، مؤكدًا أن الدين الإسلامي يحث على حماية الأوطان وصون مقدراتها، مشددًا على أن الشباب هم عماد المستقبل، وأن غرس القيم النبيلة في نفوسهم واجب ديني ووطني. وألقى اللواء أسامة داود، قائد قوات الدفاع الشعبي والعسكري، كلمة أشار فيها إلى الجهود المستمرة التي تبذلها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بالتعاون مع القوات المسلحة، في دعم البرامج التوعوية والأنشطة الطلابية الهادفة لغرس روح الانتماء والولاء لدى الطلاب، مشددًا على أهمية العلم والابتكار في بناء مستقبل مصر، وتحقيق أهداف رؤية مصر 2030. وفي ختام الندوة، تم تكريم عدد من أسر الشهداء والمصابين، وأبطال ذوي الهمم، إلى جانب تكريم الطلاب المتفوقين. واختُتمت الفعاليات بعزف السلام الوطني لجمهورية مصر العربية، في أجواء سادها الاعتزاز الوطني والتقدير للتضحيات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store