
رحلة ترامب نحو 'ثروات العملات المشفّرة' تهدد بأزمة دستورية واتهامات بالفساد
في خطوة أثارت جدلاً واسعًا في الأوساط السياسية والقانونية، حوّل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عملته الرقمية الخاصة 'TRUMP Coin' من أداة مضاربة إلى وسيلة للوصول المباشر إليه، وذلك بعد إعلان مشاركته في عشاء خاص يجمع كبار المستثمرين في هذه العملة.
الإعلان، الذي صدر في 23 أبريل، أدى إلى موجة تداول مكثفة رفعت قيمة العملة بنحو 60% وأضفت على الموقف طابعًا دستوريًا بالغ الحساسية، حسب خبراء قانونيين.
ويسيطر فرعان تابعان لمجموعة 'ترامب أورغانيزيشن' – المملوكة للرئيس – على 80% من إجمالي المعروض من العملة، ويجنيان أرباحًا مباشرة من أي زيادة في حجم التداول. لكن تخصيص 'لقاء خاص مع الرئيس' للمستثمرين الكبار يضع ترامب في مرمى اتهامات محتملة بخرق بنود الدستور الأمريكي، لا سيما 'بنود المكافآت' التي تمنع الرئيس من تلقي هدايا أو أموال من جهات أجنبية أو داخلية ذات طابع رسمي.
يقول جيف هاوزر، مدير 'مشروع الباب الدوّار' المعني بمراقبة سلوك المسؤولين: 'لقد قضى ترامب حياته يدفع حدود ما يمكن للسلطة الإفلات به… لكن هذه الخطوة قد تكون هي التي تعود لتطارده'.
وبينما لم يصدر تعليق رسمي من البيت الأبيض، يرى مراقبون أن استغلال العملة الرقمية كأداة لشراء النفوذ يمثل تصعيدًا خطيرًا. فعلى الرغم من أن هيئة الأوراق المالية الأمريكية (SEC) لا تخضع 'الميم كوينز' – وهي عملات مضاربة بلا استخدام فعلي – للتنظيم، إلا أن التحول إلى 'عملة نفعية' تمنح امتيازات (مثل لقاء الرئيس) قد يغيّر المعادلة.
ويحذّر خبراء من أن بعض الحكومات أو الجهات الأجنبية قد تستغل هذه الثغرة لتأمين لقاءات مع الرئيس مقابل استثمار ضخم في العملة، مما يجعل القضية 'انتهاكًا صريحًا' للدستور.
وقالت المحامية ليزا براغنسا، المسؤولة السابقة في هيئة الأوراق المالية: 'إذا اشترت حكومة أجنبية كمية ضخمة من العملة، ثم حضر ممثل عنها العشاء مع الرئيس، فهذه قضية مكافآت دستورية واضحة'.
من جانبه، صرح السيناتور الديمقراطي جون أوسوف خلال لقاء جماهيري في 25 أبريل: 'الرئيس يمنح لقاءات خاصة لمن يشترون العملة التي تدر عليه ربحًا مباشرًا… لا شك أن هذا السلوك يتجاوز كل المعايير السابقة للمساءلة الدستورية'.
لكن حتى الآن، تظل احتمالات محاسبته ضعيفة بسبب سيطرته المحكمة على الحزب الجمهوري وأغلبيته في الكونغرس، خصوصًا بعد فشل محاولات سابقة لمقاضاته على مخالفات مشابهة تتعلق بفنادقه خلال ولايته الأولى.
ومع اقتراب موعد الانتخابات النصفية، يرى المراقبون أن الجانب الأخطر يكمن في الصورة العامة التي يقدمها ترامب: رئيس يضع مصالحه المالية قبل مصلحة الأمة. وهذا قد يشكّل نقطة ضعف انتخابية.
وقال هاوزر: 'قد لا يكون الفساد الجديد في حد ذاته، لكن الشكل غير اللائق قد يزيد من احتمال وجود عواقب سياسية… وهذا يخلق له هشاشة حقيقية'.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


عكاظ
منذ ساعة واحدة
- عكاظ
ترامب من الرياض: زيارة التسويات الكبرى
قبل أن تهبط الطائرة التي تقل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في مطار الرياض، كان العالم في حالة اختيار بين تصعيد متوقع، أو تسويات كبرى، تضع حداً لسنوات من الخلاف، وعدم الاستقرار في أكثر من بلد حول العالم. لم يكن العالم في حالة استقرار خلال السنوات الماضية بسبب ضعف الدور الأمريكي في العالم، فهناك حرب بين روسيا وأكرانيا، وتصعيد بين الهند وباكستان، والشيء ذاته في إيران وسوريا والعراق وفلسطين وإسرائيل. بيد أن هذه الزيارة أسهمت في أن يفهم العالم أن سنوات الرئيس القادمة ستكون سنوات التسويات الكبرى، حيث أعلن الرئيس ترامب من الرياض عزمه على استخدام نفوذه بشكل كبير في فرض الاستقرار حول العالم، ولديه القدرة على فعل ذلك بكل تأكيد. إن ترامب هو كلمة السر في مستقبل السياسة العالمية، وتعاونه مع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، سوف يكون له أثر كبير على مستقبل المنطقة. الزيارة، في حد ذاتها، ليست مجرّد تحرّك شخصي أو دعاية انتخابية، بل هي تعبير عن إدراك عميق من قِبل شخصية لها وزنها في السياسة الأمريكية بأن الشرق الأوسط لا يزال عنصراً حاسماً في معادلة الاستقرار العالمي. ترامب، حتى وهو خارج البيت الأبيض، يمثل تيارًا مؤثرًا في الداخل الأمريكي، وزيارته تُرسل رسالة بأن السعودية لا تزال حجر الزاوية في أمن المنطقة، وفي صياغة التوازنات الكبرى، سواء في الملف الإيراني أو في جهود السلام أو حتى في ملف الطاقة. وتوقيتها دقيق؛ نحن أمام صعود حاد للتوتر في غزة، وارتباك دولي في التعامل مع إيران، وإعادة ترتيب أوراق في سوريا، وأزمة ثقة غربية بعد الحرب في أوكرانيا. العلاقة بين السعودية وأمريكا علاقة إستراتيجية عابرة للإدارات. لا نراها من منظور شخص أو حزب، بل من منظور مصالح إستراتيجية واقتصادية وأمنية مشتركة. بيد أنه من الإنصاف القول إن إدارة ترامب كانت واضحة في شراكتها مع الرياض. تعاملت معنا كدولة محورية في المنطقة، لا كلاعب تابع أو هامشي. كان هناك تفاهم في الملفات الأمنية، ومرونة في دعم مشاريعنا التنموية، واعتراف بدورنا كقوة استقرار إقليمي. أخبار ذات صلة


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
البيت الأبيض: معارضو قانون التخفيضات الضريبية بالخيانة العظمى
مباشر: قال البيت الأبيض إن فشل أعضاء الكونجرس في تمرير مشروع قانون التخفيضات الضريبية المقدم من جانب الرئيس دونالد ترامب، سيعد بمثابة خيانة عظمى. أصدر مكتب الإدارة والموازنة بالبيت الأبيض مذكرة تأييد لمشروع القانون، قال فيها إنه ينبغي على مجلس النواب إقراره فوراً كي يُثبت أعضاؤه جديتهم في الوفاء بوعودهم أمام الشعب الأمريكي. سبق وأحرز النواب الجمهوريون بعض التقدم في المباحثات حول مشروع القانون اليوم الأربعاء، وأعلن رئيس مجلس النواب مايك جونسون، عن توصله إلى اتفاق مع نواب الولايات مرتفعة الضرائب على زيادة الحد الأقصى للاستقطاع الضريبي سواء على مستوى الولايات أو المحليات.


مباشر
منذ ساعة واحدة
- مباشر
تراجع الأسهم الأمريكية.. و"داو جونز" ينخفض 700 نقطة
مباشر: عمقت الأسهم الأمريكية من خسائرها خلال تعاملات الأربعاء، مع ارتفاع عوائد سندات الخزانة في ظل قلق المستثمرين من أن تؤدي السياسات الضريبية التي يعتزم الرئيس دونالد ترامب تطبيقها إلى زيادة العجز الفيدرالي. وانخفض مؤشر "داو جونز" الصناعي بنسبة 1.65% أو نحو 700 نقطة إلى 41977 نقطة. وتراجع مؤشر "إس آند بي 500" بنسبة 1.25% أو 73 نقطة إلى 5866 نقطة، كما هبط "ناسداك" المركب بنسبة 1% أو 191 نقطة إلى 18951 نقطة. وارتفعت عوائد السندات الأمريكية العشرية بأكثر من 11 نقطة أساس إلى 4.593%، فيما زادت نظيرتها لأجل 30 عامًا بنفس المقدار تقريبًا لتتجاوز المستوى النفسي المهم 5%.