
الوكيل البطريركيّ للرّوم الأرثوذكس في دمشق لـ"النهار": واجب الدولة السورية حماية المسيحيين ولا أتراجع عن كلامي
دمشق
أكد المطران رومانوس الحناة، الوكيل البطريركي لبطريركية إنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس أن السوريين المسيحيين يريدون من الدولة السورية أن تتحمّل مسؤوليتها في حمايتهم، وأن تتخذ الإجراءات اللازمة لذلك، موضحاً "أننا لا نريد تطمينات خارجية ولا نفتش عنها".
وقال في حديث لـ"النهار" في دمشق إن "اليد ممدودة دائماً من أجل المشاركة مع كل المكونات في بناء سوريا، ولكن هذا ما لم يحصل حتى الآن".
وهنا نص الحديث:
سيدنا هل أنتم راضون عن نتائج التحقيقات التي تجريها وزارة الداخلية في التفجير الانتحاري الذي أدمى كنيسة مار الياس؟
لم نطلع حتى الآن رسمياً على التحقيقات التي حصلت، ولم يصلنا أيّ خبر من وزارة الداخلية لأنه لم يحصل أيّ تواصل معهم حتى الآن. ولم تصلنا إلا الأخبار المتداولة على وسائل التواصل الاجتماعي والتي اطلع عليها الجميع.
هل تلقيتم أية ضمانات أو تطمينات لحماية المسيحيين وإقامة صلواتهم بكلّ حرية؟
صاحب الغبطة (بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي) وضع في كلمته النقاط على الحروف، وقال ببساطة إن هذا واجب الدولة. نحن لا نسعى إلى تطمينات خارجية ولا نفتش عنها، لأن لدينا دولة، وعندما نقول إن الدولة تتحمّل المسؤولية يعني نحن لا نريد أي تطمينات خارجية، بل نريد من دولتنا السورية أن تأخد إجراءاتها اللازمة. ومثلما سمعت بدأت السلطات اتخاذ تدابير، وقد يتطلب الأمر بعض الوقت. لذا، نضع كل المسؤولية في يد الدولة لتأخذ الإجراءات الضرورية من دون الالتفات إلى الخارج.
قلتم في أكثر من مناسبة إن يدنا ممدودة للحكومة. ما الرد الذي تلقيتمونه؟
عندما يقول صاحب الغبطة إن يدنا ممدودة يقصد الاستعداد للتعاون. وهذا ينطبق على الحياة العامة كلها من أجل العمل في بناء سوريا التي تعذبت كثيراً ويكفيها ما حصل. اليد ممدودة دائماً من أجل المشاركة مع كل المكونات في بناء سوريا، وهذا ما لم يحصل حتى الآن. المجتمع السوري ليس لوناً واحداً بل ألوان عدة. للوصول إلى لوحة جميلة يجب تضمين الألوان كلها، لا الاكتفاء بالأسود أو الأبيض، ولكن هذا لم يحصل بعد.
يحتاج الأمر إلى إصغاء لئلا نصل إلى مرحلة يسأل فيها البعض عن سبب استبعاده. أنا (المسيحي) سوري مثل بقية السوريين. الموضوع بسيط.
سيّدنا، حصل سجال على وسائل التواصل الاجتماعي بشأن كلمتك مع وفد من المحافظة عن عدد الأولاد الذين تنجبهم العائلات المسيحية واتهمت بتهميش الضحايا المسلمين، كما وصف البعض خطاب البطريرك اليازجي بأنه خطاب طائفي وتجييش. كيف تردون؟
سيدنا البطريرك كان واضحاً جداً وشفافاً جداً، وخطابه هو خطاب أب وليس خطاب شخص سياسي.
كان خطابه خطاباً أبوياً ووطنياً بكل بساطة. وقراءة الخطاب بكلماته ليس لها إلا هذا المعنى المحب والمنفتح، أما تأويل الخطاب فهو مسألة شخصية.
أما بخصوص موضوع الأولاد فهو بسيط جداً. الأزواج السوريون المسيحيون ينجبون ولداً أو ولدين، وإذا فُقد هذا الولد لا تجد العائلة من يعزّيها، بينما العائلة التي تنجب عشرة أولاد وتفقد واحداً منهم، يبقى لها تسعة يعزونها. وأتمنّى ألا تفقد أيّ عائلة، كبيرة كانت أو صغيرة، فرداً منها. هذه خلاصة كلامي ولا أتراجع عنه. كلامي يجسّد الإنسانية بكل معنى الكلمة، ولكن كيف يفهم الآخرون الموضوع فهذا لا يتعلق بي. أنا أحترم آراء الجميع. وعلى الآخرين احترام رأينا. كنت أقول هذا الكلام وأمامي ضحايا في الأرض، كنت أمشي فوق قطع اللحم والأشلاء. أنا عشت هذا الأمر ورفعنا الأشلاء بأيدينا. ونحن نصلي أن يرحم الله هؤلاء الشهداء الذين قدموا حياتهم من أجل الإنسان، من أجل المسيحيين في كل العالم ومن أجل كل إنسان يريد أن يعيش ببساطة وهدوء وسلام. وهذا ما نأمل أن تأخذ الدولة إجراءاتها من أجل تحقيقه، ولدينا كل الثقة.
لا أريد توجيه كلامي للطائفة المسيحية، أنا أوجّه كلامي للسوريين، وأنا لا أريد أن أتحدث إلا كإنسان سوري. كل إنسان حرّ بإيمانه. الإخوة في البيت الواحد لا يحملون الاسم نفسه، كل واحد له وجوده وله أهميته. رسالتي لجميع السوريين وأنا أتكلم كسوري: لنتخلص من الخطاب الخاصّ وليكن خطابنا كله وطنياً، ونحن موجودون في هذا البلد كسوريين. ولنكن جميعنا إخوة، ومن دون خطاب وطني لا تُبنى الأوطان.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ ساعة واحدة
- صدى البلد
في ذكرى ثورة 30 يونيو.. كيف حافظ الأزهر على وحدة المصريين وحارب إرهاب الإخوان؟
كان موقف الأزهر الشريف في ثورة 30 يونيو 2013 واضح وصريح وهو الانحياز التام لمطالب الشعب المصري وقطع الطريق أمام مخطط جماعة الإخوان الإرهابية الذين وصفوا الوضع وقتها على أنه حرب ضد الإسلام. حافظ الأزهر الشريف على وحدة المصريين وأكد على حُرمة الدماء لأن مصر تستحق من الجميع موقفًا وطنيًّا صادقًا ولأن مصر أغلى من أن تُسفك فيها دماء أبنائها تحت أي شعار. موقف شيخ الأزهر دعا فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف، بضرورة إنهاء حالة الإنقسام بين أبناء الشعب المصري والتي سببتها جماعة الإخوان الإرهابية بطريقتها التي تعتاد عليها، من أجل إنقاذ البلد من كارثة محققة. شدد شيخ الأزهر، على تحمل الجميع مسئولياته أمام الله والوطن والتاريخ حقنًا للدماء، وصونًا للأعراض والأموال، وحفاظًا على الأمن القومي من التعرض للمخاطر المحدقة به داخليًا وخارجيًاـ وأكد شيخ الأزهر، أنه ماحدث فى 30 يونيو ليس انقلابًا ولكنها إرادة شعبية، موضحًا أنه استند فى رأيه إلى القاعدة الفقهية التى تقول بأن ارتكاب أخف الضررين واجب شرعي. بارك شيخ الأزهر، إعلان بيان عزل الرئيس الأسبق محمد مرسي، بمشاركة عدد من الشخصيات، بحضور البابا تواضروس وممثلين عن حزب النور وحركة تمرد، مشددا على أن مصر أغلى من أن تُسفك فيها دماء أبنائها تحت أي شعار. وأكد شيخ الأزهر، أن ماحدث فى 30 يونيو ليس انقلابًا ولكنها إرادة شعبية، موضحًا أنه استند فى رأيه إلى القاعدة الفقهية التى تقول بأن ارتكاب أخف الضررين واجب شرعي. دور الأزهر بعد ثورة 30 يونيو - عقد الأزهر الشريف أول مؤتمر دولي لمكافحة العنف ونبذ التطرف والإرهاب في أواخر عام 2014 بحضور قادة وزعماء الأديان وبمشاركة ممثلي 120 دولة وممثلي عن جميع المذاهب الإسلامية والطوائف المسيحية، لاتخاذ موقف واضح من الإرهاب وأثره على امن المجتمعات - اتخذ الأزهر الشريف خطوات جادة لتجديد الفكر، ومنها مؤتمر "تجديد الفكر والعلوم الإسلامية"، الذي هدف إلى تصحيح المفاهيم التي حرفها المتطرفون كمفهوم الدولة الإسلامية والخلافة والحاكمية والجهاد والجاهلية والتكفير، إضافة إلى مناقشة الغلو والتطرف والعوامل التي تؤدي إلى انتشارهما. - تم إنشاء «وحدة بيان» التَّابعة لمركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية؛ لتفكيك الأفكار المشوِّهة لتعاليم الإسلام، ومجابهةً للفكر اللاديني، وشارك شيخ الأزهر في العديد من المؤتمرات واللقاءات الإسلامية والدولية التي تناهض الإرهاب. - أنشأ شيخ الأزهر، «مركز حوار الأديان بالأزهر الشريف»؛ ليكون بمثابة انطلاقة جديدة تعتمد الحوار الفكري والديني والحضاري مع أتباع الأديان والحضارات الأخرى سبيلًا للتَّوافق والتَّعايش، وللتأكيد على أنه لا سبيل للتَّعارف والسَّلام إلا بالجلوس على مائدة الحوار، وفتح قنوات اتصال بين مركز الحوار بالأزهر والمراكز المُهتمَّة بالحوار في مختلف دول العالم. - عمل الأزهر على تطوير نظم المكتبات والكتب الدراسية، وإنجاز مقرر للثقافة الإسلامية وتطبيقه منذ العام الدراسي الماضي على طلاب المرحلة الإعدادية والثانوية كمقرر جديد تحت عنوان "الثقافة الإسلامية"، حيث تم إعداد محتوى هذه المادة إعدادا علميّا وفقهيّا منضبطا يأخذ بعدا ثقافيا اجتماعيا، يهدف إلى توعية الطلاب بمخاطر التطرف والإرهاب - اهتم شيخ الأزهر بتعزيز التماسك في المجتمع المصري فأسس بيت العائلة لوأد محاولات الفتنة وترأس مجلس حكماء المسلمين وقام بالعديد من الجولات إلى مختلف دول العالم. - عزز الأزهر دور «لجنة المصالحات بالأزهر الشريف» المنوط بها إصلاح ذات البين بين المواطنين، وإعلاء المصلحة العليا للوطن، وحفظ الأرواح والأعراض والممتلكات، ونبذ العصبية القبلية المتوارثة، من خلال التنسيق مع الجهات المعنية في الدَّولة. - عقد الأزهر الشريف أول ملتقى دولي للشباب المسلم والمسيحي في القاهرة في أغسطس من العام 2015، حضره 40 شابًا وفتاة من 15 دولة، لافتًا إلى أن الهدف من الملتقى تشجيع الحوار البنّاء بين الشباب والاستماع للمفاهيم الخاطئة التي تدور بخلدهم بشأن الإسلام - كانت المواجهة الإعلامية للجماعات المتطرفة من خلال الإعلان عن استراتيجية جديدة للأزهر تضمنت برامج دينية توعوية وفق منهج الازهر الوسطى ، فضلا عن تطوير محتوي صفحات التواصل الاجتماعي لضمان الوصول لأكبر شريحة ممكنه من رواد السوشيال ميديا وخاصة الشباب. - وقاد شيخ الأزهر التَّقارب الإنساني بين الأديان بالتعاون مع البابا فرنسيس بابا الفاتيكان، ووقعا معًا «وثيقة الأخوة الإنسانية» التي تعد الوثيقة الأهم في تاريخ العلاقة بين الأزهر الشَّريف وحاضرة الفاتيكان، كما تُعد من أهم وثائق تاريخ العالم الحديث. - دعم الأزهر جهود القوات المسلحة والشرطة المصرية في حربهما المستمرة ضد الارهاب، وقاد مسيرة تجديد الخطاب الديني، والتجديد المستمر للمناهج التعليمية بما يتوافق مع متطلبات العصر.


تيار اورغ
منذ ساعة واحدة
- تيار اورغ
مركزية مسيحيي المشرق: كلام البطريرك اليازجي يمثلنا
تشجب مركزية مسيحيي المشرق استمرار التحديات في وجه المسيحيين، خصوصاً بعد جريمة التفجير في كنيسة مار الياس في حي الدويلعة والتي أدّت إلى استشهاد أكثر من 25 مؤمناً، تزامناً مع انتشار الاخبار عن الخلايا الإرهابية في لبنان وسوريا والتي تستهدف كل المكونات ولكنها تؤثر بشكل خاص على الوجود المسيحي. تُشدّد المركزية على إن الاستنكار لم يعد يفيد، والبكاء لم يعد ينفع، وعلى الجميع التحرّك للضغط في اتجاه اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع الحوادث والاستفزازات التي تؤثر على التنوع في المنطقة وعلى الهوية المشرقية الحقة. إن مركزية مسيحيي المشرق إذ تؤكد أن كلام البطريرك يوحنا اليازجي الاخير يمثّلها، تدعو القيادات والحكام في سوريا ولبنان إلى إعطاء الأولوية لحماية المسيحيين وكنائسهم ووجودهم ودورهم، لئلا يخيّم الموت على المشرق، كما وتطالب المجتمع الدولي بأن يشكل مظلة حماية حقيقية للوجود المسيحي وللتنوع في أرضهم الأصلية، وألا يكونوا في الشكل فقط مع المسيحيين، وألا يكتفوا ببيانات استنكار ومواقف بل للتحرك الفعلي ومن خلال مجلس الامن لوضع حد لاستباحات دماء اهل الارض.


المنار
منذ 2 ساعات
- المنار
الخير بارك الانتصار الايراني: سنبقى نرفع لواء المقاومة بمواجهة الإجرام الصهيوني
دعا رئيس 'المركز الوطني في الشمال' كمال الخير 'الدولة اللبنانية للتحرك على كل المستويات لردع العدو الاسرائيلي عن إنتهاكاته اليومية لوقف اطلاق النار واستهدافه المواطنين في بلداتهم الجنوبية تحت مرأى الجيش اللبناني وقوات اليونيفيل'. في سياق آخر، هنأ الخير 'الجمهورية الاسلامية في إيران بالانتصار العظيم الذي تحقق على العدو الصهيوني وأعوانه الذين يحاولون منذ زمن النيل من وحدتها'، آملا 'الرحمة والخلود للشهداء والشفاء العاجل للجرحى'. واعتبر الخير أن 'التحالف الإسرائيلي الأميركي لم يستطع أن يحقق ما أراد رغم عدوانه الغادر الذي استخدم خلاله آلته العسكرية التي لم تحسم المعركة لصالحهما، بل بقيت الصواريخ الإيرانية تدك كامل الأراضي المحتلة وتلحق الأضرار الهائلة بالكيان الغاصب وتقتل وتجرح المستوطنين الذين شاهدهم العالم أجمع كيف لجأوا الى البحر للهرب بالزوارق من الصواريخ الايرانية'. وقال الخير إن 'الحرب مع المشروع الصهيوني في منطقتنا لم ولن تنتهي كما يحاول بعض المطبعين الترويج لها، بل ستبقى مستمرة ومفتوحة على كل الجبهات من اليمن الى ايران والعراق ولبنان وفلسطين، وسنبقى رافعين لواء المقاومة لمواجهة الإجرام الصهيوني'، واضاف 'لن نقبل أن يبقى شبرا من أوطاننا تحت الإحتلال مهما بلغت التضحيات'. من جهة ثانية، استنكر الخير 'العملية الإجرامية التي استهدفت كنيسة مار الياس في دمشق'، ودعا 'شعوب أمتنا لمواجهة الإرهاب واستئصاله من جذوره، لأنه خطر على أوطاننا ومجتمعاتنا وعلى كل الطوائف'. المصدر: الوكالة الوطنية للاعلام