
أخبار العالم : ليبيا تطرد منظمات إغاثة متهمة بالتخطيط لـ"تهريب" لاجئين أفارقة
السبت 5 أبريل 2025 03:30 صباحاً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
اتهمت ليبيا منظمات إغاثية بأنها تحاول العبث في التركيبة السكانية للبلاد بتشجيع الأفريقيين على الاستقرار هناك
Article information Author, ناتاشا بوتي
Role, بي بي سي نيوز
قبل 5 ساعة
اتهمت السلطات الليبية منظمات إغاثة بالتخطيط لتغيير التركيبة العرقية للبلاد من خلال تشجيع مهاجرين أفريقيين على البقاء هناك، وأمرت هذه المنظمات بإغلاق مكاتبها.
وشمل قرار الحكومة الليبية عشر منظمات - بما في ذلك منظمة أطباء بلا حدود، ووكالة الأمم المتحدة للاجئين، والمجلس النرويجي للاجئين – ويتم طرد طواقمها خارج البلاد.
وقال المتحدث باسم هيئة الأمن الداخلي سالم غيط: "خطة توطين المهاجرين من أصول أفريقية في بلادنا تعتبر عملا عدائيا، وتهدف إلى تغيير التركيبة السكانية للبلاد، وتهدد توازن المجتمع الليبي".
تأتي هذه التصريحات مشابهة لتصريحات خرجت من تونس قبل عامين، والتي أُدينت على نطاق واسع باعتبارها عنصرية ضد السود.
وتقع كل من ليبيا وتونس على ساحل البحر الأبيض المتوسط، وهما من نقاط العبور الرئيسية للمهاجرين الأفارقة للبحر المتوسط إلى أوروبا.
ومنذ الإطاحة بالزعيم الليبي معمر القذافي في 2011 حدث انهيار في الحكومة الليبية، مما سمح بانتشار ميليشيات مسلحة ومتاجرين بالبشر في البلاد.
ويواجه عناصر الميليشيات اتهامات بأنهم يديرون مراكز احتجاز يتعرض فيها المهاجرون للضرب حتى الموت والتجويع. كما تشير اتهامات أخرى إلى أن خفر السواحل الليبي أحياناً يصورون المهاجرين في البحر بدلاً من إنقاذهم. لكن السلطات الليبية لم ترد على هذه الاتهامات.
وأصدرت الحكومة المعترف بها دوليا، ومقرها العاصمة طرابلس، أمراً بطرد منظمات إغاثية عاملة في ليبيا الخميس الماضي.
أليسوا أفريقيين هم أيضاً؟
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
تواجه الميليشيات الليبية اتهامات بارتكاب انتهاكات في حق اللاجئين في مراكز الاحتجاز
علقت منظمة أطباء بلا حدود عملها في ليبيا قبل أسبوع بسبب ما وصفته بحملة مضايقات شنتها السلطات الليبية "باستدعاء واستجواب موظفي المنظمات غير الحكومية الدولية" منذ منتصف مارس/ آذار الماضي.
وقالت منظمة أطباء بلا حدود في بيان أرسلته إلى بي بي سي: "منظمتنا تشعر بقلق بالغ إزاء العواقب التي قد تخلفها هذه الأوامر على صحة المرضى وعلى سلامة العاملين في المجال الإنساني".
ورداً على إعلان الخميس الماضي، دافعت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين عن عملها، وقالت لبي بي سي إن من يتلقون مساعداتها ليسوا "مهاجرين" بل لاجئين في حاجة ماسة للمساعدة.
وأضافت المفوضية أنها تعمل بموافقة حكومة طرابلس.
وقال المتحدث باسم المفوضية ويليام سبندلر لبي بي سي: "نحن على اتصال بالسلطات في ليبيا ونتابع معهم الوضع من أجل الحصول على توضيح لما حدث. وتعمل المفوضية في ليبيا منذ أكثر من 30 سنة، وتقدم المساعدات الإنسانية للاجئين وطالبي اللجوء والمجتمعات الليبية الأكثر احتياجاً".
ومن بين الاتهامات التي وجهتها هيئة أمن الدولة الليبية لمنظمات الإغاثة العشر، بحسب التقارير، دعمها "للمهاجرين غير الشرعيين من خلال توفير الطعام والملابس والأدوية لهم، مما شجعهم على اعتبار ليبيا وجهة نهائية لا بلد عبور". لكن كثيرين منهم يقولون إنهم لا يرغبون في البقاء في البلاد.
وعلى مدار سنوات، تعرض المهاجرون من دول جنوب الصحراء الكبرى الأفريقية لانتهاكات جسيمة لحقوقهم ومعاملة غير إنسانية في ليبيا - بما في ذلك القتل أو الاستعباد أو الاغتصاب المتكرر.
"كان يناديني بـ 'السوداء المقززة'. اغتصبني وقال: 'لهذا خُلقت النساء'"، هذا ما قالته لاجئة سودانية لبي بي سي تم الاتجار بها في ليبيا هذا العام عن رجل عرض عليها العمل لتنظيف منزله.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 2 ساعات
- مصرس
جيش الاحتلال يزعم: حماس فقدت قدرتها على القيادة والسيطرة في غزة
قال رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد، إن حركة حماس تحت ضغط كبير جدا وفقدت قدرتها على القيادة والسيطرة في قطاع غزة، وذلك وفق تعبيره. اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصىبدورها، قالت حركة حماس اليوم الأحد، إن تصاعد اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى هو تصعيد خطير لعدوانهم المتواصل ومحاولة يائسة لفرض واقع تهويدي.وأضافت حماس: نحذر من تداعيات اقتحامات الأقصى ونؤكد أنها لن تغير هويته الإسلامية ولن تضفي شرعية على الاحتلال ومستوطنيه.وتابعت حماس: العدوان على المسجد الأقصى استفزاز لمشاعر المسلمين في كل أنحاء العالم ويكشف حجم الاستهتار بدور الأمة الإسلامية.أطفال غزة يتعرضون للجوع والتشريدقالت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا): إن أطفال غزة يتعرضون للجوع والتشريد والهجمات العشوائية وسط معاناة لا يمكن تصورها.وفي السياق ذاته أعلنت وزارة الصحة في غزة، في بيان صادر عنها اليوم الأحد، ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي منذ 7 أكتوبر 2023 إلى 53 ألفا و939 شهيدا، بالإضافة إلى 122 ألفا و797 مصابا. ونقدم لكم من خلال موقع (فيتو)، تغطية ورصدًا مستمرًّا على مدار ال 24 ساعة ل أسعار الذهب، أسعار اللحوم ، أسعار الدولار ، أسعار اليورو ، أسعار العملات ، أخبار الرياضة ، أخبار مصر، أخبار اقتصاد ، أخبار المحافظات ، أخبار السياسة، أخبار الحوداث ، ويقوم فريقنا بمتابعة حصرية لجميع الدوريات العالمية مثل الدوري الإنجليزي ، الدوري الإيطالي ، الدوري المصري، دوري أبطال أوروبا ، دوري أبطال أفريقيا ، دوري أبطال آسيا ، والأحداث الهامة و السياسة الخارجية والداخلية بالإضافة للنقل الحصري ل أخبار الفن والعديد من الأنشطة الثقافية والأدبية. تابع موقع فيتو عبر قناة (يوتيوب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر قناة (واتساب) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (نبض) اضغط هنا تابع موقع فيتو عبر تطبيق (جوجل نيوز) اضغط هنا


نافذة على العالم
منذ 3 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : هل ستصبح الجزائر "محجاً" للمسيحيين الكاثوليك في العالم؟
الأحد 25 مايو 2025 02:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، البابا لاون الرابع عشر يرغب في زيارة مسقط رأس القديس أوغسطين في الجزائر Article information وجه البابا لاون الرابع عشر، مباشرة بعد توليه منصب الحبر الأعظم في الفاتيكان، رسالة "خاصة" إلى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عبر له فيها عن "رغبته الصادقة" في زيارة الجزائر. ونقل الرسالة، وفق بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، سفير الجزائر لدى الكرسي الرسولي، رشيد بلادهان، الذي حضر القداس لتهنئة البابا الجديد، بمناسبة انتخابه لمنصب "بابا الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس دولة الفاتيكان". فما السر وراء هذه الرغبة البابوية، وما العلاقة "الخاصة" بين رأس الكنيسة الكاثوليكية والجزائر؟ الواقع أن رسالة البابا أشارت بوضوح إلى دوافع رغبته في زيارة الجزائر، وإلى علاقته الشخصية بها. وذكر في حديثه مع السفير الجزائري أنه يرغب في رؤية مسقط رأس القديس أوغسطين، أبرز أعلام الفكر المسيحي، وأعظم الآباء اللاتين في الكنيسة الكاثوليكية، بعد بولس الرسول. وعرّف الحبر الأعظم نفسه، في خطاب تنصيبه، بأنه "ابن القديس أوغسطين"، قائلاً إنه يفتخر باتباع فكره ومنهجه في الدين والحياة. ولا شك في أن هذه الرابطة الروحية، دفعته إلى التعبير عن رغبته في زيارة الأرض، التي أنجبت معلمه في الفكر وقدوته في العقيدة. وأدى البابا لاون الرابع عشر، بعد انتخابه، زيارة مفاجئة لرهبنة القديس أوغسطينوس في روما. وهي جماعة في الكنيسة الكاثوليكة، لها فروع عبر العالم. كان الكاردينال، روبرت فرنسيس بريفوست، رئيسا لها، في الفترة من 2001 إلى 2013. ودخل الكاردينال بريفوست دير الرهبنة الأوغسطينية في عام 1977. والتزم طريقتها في التعبد وأسلوبها في العمل، طوال حياته. ونال شهادة الدكتوراه في القانون الكنسي، في روما، عام 1987 بأطروحة عنوانها: "دور الرئيس المحلي لرهبانية القديس أوغسطينوس". وأصبح لاون الرابع عشر أول بابا ينتمي إلى الرهبنة الأوغسطينية. ويظهر تأثره بالقديس أوغسطين في شعار الدرع الذي اختاره لنفسه وهو على رأس الكنيسة الكاثوليكية. ففي نصف الدرع السفلي نرى كتابا مغلقا، فوقه قلب يخترقه سهم. وهذا شعار مستوحى من مقولات القديس أوغسطينوس. ويرمز الشعار إلى أعتناق القديس أوغسطينوس للمسيحية بعد رحلة طويلة وبحث عميق. ووصف حينها لقاءه "بكلمة الله" في هذه الصورة، بقوله "لقد جرحت قلبي بكلمتك". ويحمل درع البابوية أيضاً عبارة أوغسطينية باللاتينية، تقول: "في الواحد نصير واحداً". ويشرح البابا معناها، في مقابلة مع "أخبار الفاتيكان"، بقوله: "إن الوحدة والتشارك من صميم الهبة الخاصة التي تميز رهبنة القديس أوغسطينوس، وهما أيضاً محور تفكيري وأسلوب عملي. ثم إنني كأوغسطيني، أعتبر تعزيز الوحدة والتشارك أمراً جوهرياً". ومن الواضح أن فلسفة القديس أوغسطينوس وأفكاره في الدين والحياة، سيكون لها تأثير وبصمة في منهج الكنيسة الكاثوليكية وتوجهها، بقيادة البابا لاون الرابع عشر. ولا شك في أن زيارة مسقط رأس أحد أعظم مفكري المسيحية في العالم ستكون مصدر إلهام لتوجه الفاتيكان الجديد. من هو القديس أوغسطين (354 م -430 م)؟ صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، كنيسة القديس أوغسطين في عنابة شرقي الجزائر، وأسفلها آثار كنيسة السلام التي ترأسها في حياته يوصف القديس أوغسطينوس بأنه أعظم المفكرين والفلاسفة في التراث المسيحي كله، وواحد من أعمدة الثقافة والأدب في القرون الوسطى الغربية. وهو دون شك أغزر معاصريه تأليفاً، وأعمقهم تفكيراً، وأوسعهم علماً، وأقواهم تأثيراً. ويحتار مؤلفو سير الأعلام والدارسون للتراث المسيحي الغربي إلى اليوم في الكم الهائل من الكتب والرسائل، التي ألفها القديس أوغسطينوس، إذ تجاوز المعروف منها 230 كتابا. وترجم الكثير من كتبه إلى مختلف اللغات العصرية، ولكن بعضها لا يزال في المكتبات في نسخته اللاتينية الأصلية. كان القديس أوغسطين عالماً متمكناً في مختلف العلوم والفنون، ومجادلاً قوياً حاداً في رأيه. وقد خصص عدداً كبيراً من كتاباته للمناظرة والرد على الأفكار والعقائد التي يختلف معها. وألف أيضاً في البلاغة والأدب والموسيقى والأخلاق والفلسفة والقانون والحقوق. ومن أشهر أعماله وأوسعها انتشارا كتاب "اعترافات". ويقع الكتاب في 13 جزءا، يروي فيه تجاربه في الحياة، ورحلته الطويلة بحثا عن الحقيقة والإيمان، انتهاء باعتناقه المسيحية. ويعد عمله هذا أول سيرة ذاتية كتبت في تاريخ الثقافة الغربية. ويصفه هنري تشادويك، أستاذ علم اللاهوت بجامعة كامبريدج، في كتابه "أوغسطينوس"، بأنه "أول رجل حديث" في التاريخ. وتتميز كتاباته وأفكاره "بعمق غير مسبوق". وكان له تأثير كبير في الطريقة التي ينظر بها الغرب إلى "طبيعة الإنسان" وإلى معنى كلمة "الرب". وفي كتابه "مدينة الله"، ينافح القديس أوغسطين عن عقيدته بإيمان راسخ. ويتألف الكتاب من 22 جزءاً ينفي فيها مزاعم الوثنيين بأن المسيحية كانت سبباً في خراب روما. ويتحدث بتحليل عميق عن ثنائيات "الخير والشر"، و"حرية الاختيار والقدر الرباني"، و"الحياة الدنيا والآخرة". ولد القديس أوغسطين في يوم 13 نوفمبر تشرين الثاني 354 م في تاغاست (سوق أهراس)، في بلاد الجزائر اليوم. والده باتريكوس كان وثنيا، يروى أنه اعتنق المسيحية قبل وفاته بفترة قصيرة. أما والدته مونيكا فكانت مسيحية ورعة، يطلق عليها لقب القديسة أيضا. حرصت والدته على تلقينه تعاليم المسيحية ومبادئها منذ صغره. ولكنه نفر من الأساطير "الساذجة" التي كانت تُروى على لسان المبشرين والبطاركة، عن الدين وتعاليمه. وانجذب إلى علم الفلك والأدب و المسرح، ثم مال إلى المانوية واتبعها، قبل أن يهاجمها ويعود إلى المسيحية. ويروى عن مونيكا أنها حزنت حزنا شديدا لما رأت من ابنها في شبابه من "انحراف" عن تعاليم الدين، وانغماس في حياة "اللهو والمجون". فكانت تبكي باستمرار لمدة عشرين سنة، إلى أن عاد ابنها إلى المسيحية. ولذلك أطلق على القديس أوغسطين لقب "ابن الدموع". تلقى القديس أوغسطين تعليمه الأول في مسقط رأسه تاغاست (سوق أهراس) شرقي الجزائر. كانت تاغاست عبر التاريخ ملتقى للحضارات الرومانية والنوميدية والبيزنطية والإسلامية. ثم التحق بأكاديمية ماداوروس (مداوروش) على بعد 50 كيلومتر، من بلدته. ومدينة مداوروش اليوم دائرة إدارية، تابعة لولاية سوق أهراس، التي تبعد عن الجزائر العاصمة بنحو 590 كيلومتر، شرقاً. وتعد أكاديمية مداوروش أول جامعة في تاريخ أفريقيا. فيها تعلم القديس أوغسطين على يد أستاذه ماكسيميليان المداوروشي، وهو عالم لغوي من مؤسسي قواعد اللغة اللاتينية. أخذ عنه فن البلاغة والخطابة، وأصبح فيما بعد صديقاً له، على الرغم من اختلافهما في العقيدة. ويذكر القديس أوغسطين في كتاباته أعلام بلاده ونوابغها، من بينهم الفيلسوف والعالم اللغوي أبوليوس المداوروشي (124 م-170 م)، الذي كان أستاذاً للبلاغة اللاتينية واليونانية في روما؛ لكنه يُعرف خاصة بروايته ذائعة الصيت "التحولات" أو "الحمار الذهبي". وتعد رواية أبوليوس "الحمار الذهبي" أول رواية معروفة في التاريخ. يتحدث فيها عن مغامرات شاب تحول، بمفعول السحر، إلى حمار. ويرى فيها الدارسون للآداب القديمة بعض الجوانب من حياة الكاتب الشخصية؛ لأن الاهتمام بالسحر والاشتغال به كان رائجا في عصره. زيتونة القديس أوغسطين صدر الصورة، James Patterson Terrae Transmarinae التعليق على الصورة، زيتونة القديس أوغسطين في سوق أهراس، شرقي الجزائر، عمرها 2900 سنة في مدينة سوق أهراس اليوم، تقف زيتونة شهيرة على إحدى تلال البلدة القديمة. تشهد الزيتونة على عراقة المنطقة الضاربة في أعماق التاريخ، وعلى حياة أحد نوابغها الذين أضاءوا بفكرهم طريق الحضارة الإنسانية، فسارت على أنوارهم أجيال وأمم قروناً وقروناً من بعدهم. وغير بعيد عن الزيتونة يقع ضريح سيدي مسعود، الولي الصالح، المتوفى في عام 1770م. وأنشأت السلطات الفرنسية، بعد احتلالها للجزائر في 1830، خلفهما بيتا، كانت تستخدمه جيوشها الغازية لتخزين البارود. وتحول البناء اليوم إلى متحف للقديس أوغسطين. ساد الاعتقاد طويلا أن هذه الزيتونة غرسها القديس أوغسطين بيده. فقد ذكرها في العديد من كتاباته. وربما كان بيته قريبا منها، فكان يجلس تحت ظلها ليستريح أو يتأمل، أو يكتب رسائله. ولكن الدراسات والاختبارات العلمية الحديثة أثبتت أنها أقدم من ذلك بكثير. فعمرها قد يصل إلى 3 آلاف سنة، وفق ما جاء في دراسة أمريكية نشرت عام 1953. وأثبت مختبر علم تسنين الشجر للبروفيسور دوغلاس في توسكان، أريزونا أن زيتونة القديس أوغسطين، عمرها في الواقع 2900 سنة على الأقل. وتذهب الأساطير الشعبية أبعد من ذلك في التاريخ، إذ يعتقد رواتها أن ورقة الزيتون، التي حملتها الحمامة إلى النبي نوح، لتخبره بانحسار المياه عن الأرض في حادثة الطوفان، كما يقصها الإنجيل، جاءت من هذه الزيتونة. جاء في سفر التكوين: "فأرسل الحمامة من الفلك، فأتت إليه الحمامة عند المساء. وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها. فعلم نوح أن المياه قد قلت عن الأرض". ولذلك أصبحت الحمامة وغضن الزيتون رمزا للسلام والمحبة في كل العالم. ولا يذكر القرآن هذه القصة كما جاءت في الإنجيل، ولكنه جعل "البركة" في الشجرة وزيتونها وزيتها في العديد من الآيات. جاء في سورة النور: "يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية. يكاد زيتها يضيء، ولو لم تمسسه نار. نور على نور. يهدي الله لنوره من يشاء". أسقف هيبون (عنابة) صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أبوليوس المداوروشي (124م-170م) صاحب "الحمار الذهبي"، أول رواية معروفة في التاريخ سافر أوغسطين إلى روما مدرساً للبيان، ثم انتقل إلى ميلان، والتحقت به والدته. وهناك تغيرت أراؤه من المانوية، فعارضها واعتنق المسيحية. وبعد وفاة والدته ثم ابنه، عاد إلى بلاده. وفي تاغاست (سوق أهراس) اختار الاعتكاف والخلوة، من أجل التفكير والتأمل. وكان عمره 36 عاما عندما عين كاهنا، دون رغبته، ثم عين أسقفا لمدينة هيبون (عنابة) الساحلية، شرقي الجزائر، في عام 395 م. وبقي في منصبه حتى وفاته في عام 430 م، أثناء حصار الوندال للمدينة. ولا تزال آثار كنيسة السلام، التي كان يرأسها ماثلة للعيان. وفي عام 2013، أعادت السلطات الجزائرية ترميم كنيسة القديس أوغسطين، التي بنيت في عام 1900، قريباً من آثار كنيسته الأصلية تكريماً له، وإحياءً لذكراه ومآثره. وفي الكنسية تمثاله الممدد في خزانة زجاجية، تحتوي أيضاً على عظام من أطرفه. ودافع أسقف هيبون (عنابة) عن المسيحية والكنيسة الرسمية التي تتبناها الدولة. ولذلك اصطدم مع الطوائف المنشقة عنها مثل الدوناتية، التي انتشرت وقتها في شمال أفريقيا. ودخل مع دعاتها ومع الوثيين والمانويين وغيرهم، في سجالات لا تنتهي ومناظرات حادة في هيبون (عنابة) وقرطاج (في تونس اليوم). وكان القديس أوغسطين يتميز عن خصومه ويتفوق عليهم بثقافته الواسعة، وأدلته القوية، وقدراته البلاغية الاستثنائية. واستطاع بفكره المستنير، وكتاباته الغزيرة أن يتبوأ مكانة القديسين في الكنيسة الكاثوليكية، ومرتبة العباقرة في الحضارة الغربية. الجسر الحضاري عاش القديس أوغسطين، من حيث الزمان، في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلاديين. فمكنته تجربته من استيعاب خلاصة ما أنتجه العلماء والمفكرون في القرن المنتهي، وساهم بدوره في صناعة وتطوير المفاهيم والفكر في القرن الجديد. وكان يمثل أيضاً رابطة مكانية بين الشمال والجنوب. فهو أفريقي في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وينتمي في الوقت نفسه إلى الحضارة الرومانية في الشمال من البحر. لكن عبقريته الأصيلة جعلت هذه الرابطة مبنية على المساواة والتكافؤ. موسم الحج إلى القديس أوغسطين الزيارة التي يرغب البابا لاون الرابع عشر في أدائها إلى الجزائر تحمل كل المعاني، التي عاش من أجلها في حياته الخاصة أو في رهبانية الأوغسطينيين، التي كان يرأسها. وعبر أيضا عن اتباع منهج القديس أوغسطين في الفكر والعقيدة. وسيجد في سوق أهراس (تاغاست) شجرة زيتونة عمرها أكثر من 3 آلاف سنة. كان يستظل تحتها القديس أوغسطين وأمه القديسة مونيكا. الزيتونة التي رافقته في تأملاته وصلواته، فذكرها في كتبه ورسائله. إنه الحج إلى منابع المسيحية الأولى بالنسبة لكل المؤمنين. وفي عنابة (هيبون) آثار كنيسة السلام، التي قادها الأسقف أوغسطين. ومنها خاض سجالاته الفكرية ومعاركه الفقهية. وبين أسوارها ألقى مواعظه على المؤمنين والأتباع. وفي جوفها اختلى بنفسه للتأمل والمناجاة، أو للكتابة والتأليف. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، أثار مدينة ماداوروش، التي تعلم القديس أوغسطين في أكاديميتها الشهيرة إنها رحلة الفكر أيضاً إلى ملتقى الحضارات الرومانية والنوميدية والبيزنطية والإسلامية على أرض أفريقيا، في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. وفيها يقتفي الباحث آثار العبقري الذين أرسى قواعد الفكر المسيحي الحديث. فهو شمس الجنوب التي أشرقت على الشمال. ويقول الأستاذ تشادويك في كتابه "فجر الكنيسة" إن "القديس أوغسطين تفوّق على معاصريه بعمق فكره وسعة عقله، لكنه كان أيضاً متقدماً في الفكر على من جاءوا بعده بقرون عديدة. وكان تأثيره واضحاً في الكاثوليكية والأرثوذوكسية على حد سواء". ولا يمكن الحديث عن أي حقوق أو مكانة للمرأة في القرنين الرابع والخامس الميلاديين. ولكن القديس أوغسطين يقول في شرحه لسفر التكوين، إن "خلق الإنسان ذكراً وأنثى كان على أساس اختلاف الجسد فقط. فالتمايز بين الذكر والأنثى ليس تمايزاً في الطبيعة أو الروح أو العقل أو القيمة". وإنما هو اختلاف في النوع لا غير.


نافذة على العالم
منذ 3 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : موسكو وكييف تنفذان عملية تبادل أسرى بعد اشتباكات ليلية عنيفة
الأحد 25 مايو 2025 02:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، امرأة تحمل باقة من الزهور أمام مبنى سكني شاهق الارتفاع في منطقة متضررة بشدة جراء غارة روسية بطائرة بدون طيار في كييف في 25 مايو/ أيار 2025 25 مايو/ أيار 2025، 03:15 GMT آخر تحديث قبل 2 ساعة أعلنت روسيا الأحد أنه تم تبادل 303 جنود روس كانوا أسرى لدى أوكرانيا بعدد مماثل من العسكريين الأوكرانيين، في إطار المرحلة الثالثة والأخيرة من تبادل عدد قياسي من الأسرى بين كييف وموسكو. وقالت وزارة الدفاع الروسية في بيان "بموجب اتفاقات روسية-أوكرانية تم التوصل اليها في اسطنبول في 16 ايار/مايو، أجرى الطرفان الروسي والأوكراني بين 23 و25 ايار/مايو تبادلاً شمل ألف شخص مقابل ألف شخص". وقُتل 10 أشخاص على الأقل في أوكرانيا، إثر ضربات روسية تعرضت لها مناطق غربي البلاد، مساء السبت وفجر الأحد، بحسب ما أعلن مسؤولون أوكرانيون. وأعلنت القوات الجوية الأوكرانية، الأحد، إسقاط 45 صاروخاً و266 مسيّرة روسية خلال هجمات ليلية. وقال الجيش الأوكراني في بيان، إن معظم مناطق أوكرانيا تأثرت بالهجوم الروسي، إذ سُجلت غارات جوية روسية في 22 منطقة، وسقطت صواريخ كروز وطائرات هجومية مسيّرة في 15 موقعاً. وفي وقت مبكر من صباح الأحد، أعلنت كييف عن تعرض العاصمة الأوكرانية لهجوم جديد بأكثر من 12 طائرة مسيرة روسية، محذرة من تهديد صاروخي. وأدت الضربات إلى مقتل أربعة أشخاص في منطقة خملنيتسكي في غرب أوكرانيا، وثلاثة في منطقة كييف التي تعرّضت للقصف لليلة الثانية على التوالي، فيما أودت غارة جوية روسية بحياة طفلين وفتى، في منطقة جيتومير شمال غربي أوكرانيا. وأفاد نائب رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية لمنطقة خملنيتسكي، سيرغي تيورين، في منشور على تلغرام، أن المنطقة تعرّضت إلى "نيران روسية معادية"، ما ألحق دماراً بالبنى التحتية المدنية، وأدى إلى مقتل أربعة أشخاص، وإصابة خمسة آخرين بجروح. وفي منطقة كييف، قال رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية، ميكولا كلاشنيك، إن ثلاثة أشخاص قُتلوا الليلة نتيجة هجوم روسي في منطقة كييف. فيما أعلنت خدمات الطوارئ الأوكرانية مقتل طفلين يبلغان من العمر، 8 و12 عاماً، وفتى يبلغ من العمر 17 عاماً، إثر غارة جوية روسية في منطقة جيتومير شمال غربي أوكرانيا، وإصابة عشرة أشخاص آخرين. وتأتي هذه الضربات في أعقاب شروع روسيا وأوكرانيا في تنفيذ أكبر عملية تبادل أسرى منذ بدء الغزو الروسي في 2022، وتتبادل الجارتان الهجمات الليلية عبر الطائرات المسيرة. صدر الصورة، Reuters وقال رئيس الإدارة العسكرية لمدينة كييف تيمور تكاشينكو "أكثر من 12 طائرة مسيرة معادية تحلق في المجال الجوي المحيط بالعاصمة". وأضاف عبر تطبيق تليغرام "هناك طائرات جديدة تقترب أيضاً. وجرى التعامل مع بعض الطائرات المسيرة فوق كييف والمناطق المحيطة بها. لكن الطائرات الجديدة لا تزال تدخل أجواء العاصمة". وتابع "لن تكون الليلة سهلة. هناك تهديد من استخدام العدو عدداً كبيراً من الطائرات المسيرة والصواريخ من طائرات استراتيجية". وأشار إلى سقوط حطام على مبنى سكني من خمسة طوابق في منطقة غولوسيفسكي. وقال فيتالي كليتشكو رئيس بلدية كييف إن المدينة "تتعرض لهجوم"، لكن "قوات الدفاع الجوي تعمل". وطالب كليتشكو السكان بـ"البقاء في ملاجئ". هجوم أوكراني أما روسيا فأعلنت بدورها التعرض لهجوم بطائرات مسيرة أوكرانية في وقت مبكر الأحد. وتحدثت عن اعتراض أو تدمير قرابة 100 منها، بعضها كان يستهدف العاصمة موسكو. وذكرت وزارة الدفاع الروسية أن وحدات الدفاع الجوي اعترضت أو دمرت 95 طائرة مسيرة خلال أربع ساعات. وشمل ذلك اثنتين كانتا تتجهان نحو موسكو، لكن معظم الطائرات كانت تحلّق فوق مناطق وسط وجنوب البلاد. وفي وقت لاحق، كتب سيرغي سوبيانين رئيس بلدية موسكو في تطبيق تيليغرام أن عدد الطائرات التي جرى تدميرها أو اعتراضها قرب العاصمة ارتفع إلى 11. وتسبب نشاط الطائرات المسيرة إلى إغلاق ثلاثة مطارات في موسكو لبعض الوقت. وقال مسؤولون محليون إن وحدات الدفاع الجوي أسقطت طائرات مسيرة فوق مدينة تولا في وسط البلاد ومدينة تفير في شمال غربي موسكو. صدر الصورة، Reuters وتأتي هذه الهجمات المتتالية ليلاً في وقت بدأت فيه روسيا وأوكرانيا بتنفيذ أكبر عملية تبادل لأسرى منذ بدء الغزو الروسي في فبراير/شباط 2022. وباشرت روسيا وأوكرانيا تبادلاً لعدد قياسي للأسرى ينبغي أن يشمل "ألف أسير" من كل جانب على ثلاثة أيام. وأعلنت كييف وموسكو السبت تبادل 307 أسرى من كل جانب. وشملت المرحلة الأولى من عملية التبادل الجمعة 270 عسكرياً و120 مدنياً من كل جانب. ومن المقرر أن تُجرى الأحد المرحلة الثالثة من هذا التبادل الذي يعد الأكبر منذ بدء الغزو الروسي لأوكرانيا في العام 2022.