
أخبار العالم : هل ستصبح الجزائر "محجاً" للمسيحيين الكاثوليك في العالم؟
الأحد 25 مايو 2025 02:00 مساءً
نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
البابا لاون الرابع عشر يرغب في زيارة مسقط رأس القديس أوغسطين في الجزائر
Article information
وجه البابا لاون الرابع عشر، مباشرة بعد توليه منصب الحبر الأعظم في الفاتيكان، رسالة "خاصة" إلى الرئيس الجزائري، عبد المجيد تبون، عبر له فيها عن "رغبته الصادقة" في زيارة الجزائر.
ونقل الرسالة، وفق بيان لوزارة الخارجية الجزائرية، سفير الجزائر لدى الكرسي الرسولي، رشيد بلادهان، الذي حضر القداس لتهنئة البابا الجديد، بمناسبة انتخابه لمنصب "بابا الكنيسة الكاثوليكية، ورئيس دولة الفاتيكان".
فما السر وراء هذه الرغبة البابوية، وما العلاقة "الخاصة" بين رأس الكنيسة الكاثوليكية والجزائر؟
الواقع أن رسالة البابا أشارت بوضوح إلى دوافع رغبته في زيارة الجزائر، وإلى علاقته الشخصية بها. وذكر في حديثه مع السفير الجزائري أنه يرغب في رؤية مسقط رأس القديس أوغسطين، أبرز أعلام الفكر المسيحي، وأعظم الآباء اللاتين في الكنيسة الكاثوليكية، بعد بولس الرسول.
وعرّف الحبر الأعظم نفسه، في خطاب تنصيبه، بأنه "ابن القديس أوغسطين"، قائلاً إنه يفتخر باتباع فكره ومنهجه في الدين والحياة. ولا شك في أن هذه الرابطة الروحية، دفعته إلى التعبير عن رغبته في زيارة الأرض، التي أنجبت معلمه في الفكر وقدوته في العقيدة.
وأدى البابا لاون الرابع عشر، بعد انتخابه، زيارة مفاجئة لرهبنة القديس أوغسطينوس في روما. وهي جماعة في الكنيسة الكاثوليكة، لها فروع عبر العالم. كان الكاردينال، روبرت فرنسيس بريفوست، رئيسا لها، في الفترة من 2001 إلى 2013.
ودخل الكاردينال بريفوست دير الرهبنة الأوغسطينية في عام 1977. والتزم طريقتها في التعبد وأسلوبها في العمل، طوال حياته. ونال شهادة الدكتوراه في القانون الكنسي، في روما، عام 1987 بأطروحة عنوانها: "دور الرئيس المحلي لرهبانية القديس أوغسطينوس".
وأصبح لاون الرابع عشر أول بابا ينتمي إلى الرهبنة الأوغسطينية. ويظهر تأثره بالقديس أوغسطين في شعار الدرع الذي اختاره لنفسه وهو على رأس الكنيسة الكاثوليكية. ففي نصف الدرع السفلي نرى كتابا مغلقا، فوقه قلب يخترقه سهم. وهذا شعار مستوحى من مقولات القديس أوغسطينوس.
ويرمز الشعار إلى أعتناق القديس أوغسطينوس للمسيحية بعد رحلة طويلة وبحث عميق. ووصف حينها لقاءه "بكلمة الله" في هذه الصورة، بقوله "لقد جرحت قلبي بكلمتك". ويحمل درع البابوية أيضاً عبارة أوغسطينية باللاتينية، تقول: "في الواحد نصير واحداً".
ويشرح البابا معناها، في مقابلة مع "أخبار الفاتيكان"، بقوله: "إن الوحدة والتشارك من صميم الهبة الخاصة التي تميز رهبنة القديس أوغسطينوس، وهما أيضاً محور تفكيري وأسلوب عملي. ثم إنني كأوغسطيني، أعتبر تعزيز الوحدة والتشارك أمراً جوهرياً".
ومن الواضح أن فلسفة القديس أوغسطينوس وأفكاره في الدين والحياة، سيكون لها تأثير وبصمة في منهج الكنيسة الكاثوليكية وتوجهها، بقيادة البابا لاون الرابع عشر. ولا شك في أن زيارة مسقط رأس أحد أعظم مفكري المسيحية في العالم ستكون مصدر إلهام لتوجه الفاتيكان الجديد.
من هو القديس أوغسطين (354 م -430 م)؟
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
كنيسة القديس أوغسطين في عنابة شرقي الجزائر، وأسفلها آثار كنيسة السلام التي ترأسها في حياته
يوصف القديس أوغسطينوس بأنه أعظم المفكرين والفلاسفة في التراث المسيحي كله، وواحد من أعمدة الثقافة والأدب في القرون الوسطى الغربية. وهو دون شك أغزر معاصريه تأليفاً، وأعمقهم تفكيراً، وأوسعهم علماً، وأقواهم تأثيراً.
ويحتار مؤلفو سير الأعلام والدارسون للتراث المسيحي الغربي إلى اليوم في الكم الهائل من الكتب والرسائل، التي ألفها القديس أوغسطينوس، إذ تجاوز المعروف منها 230 كتابا. وترجم الكثير من كتبه إلى مختلف اللغات العصرية، ولكن بعضها لا يزال في المكتبات في نسخته اللاتينية الأصلية.
كان القديس أوغسطين عالماً متمكناً في مختلف العلوم والفنون، ومجادلاً قوياً حاداً في رأيه. وقد خصص عدداً كبيراً من كتاباته للمناظرة والرد على الأفكار والعقائد التي يختلف معها. وألف أيضاً في البلاغة والأدب والموسيقى والأخلاق والفلسفة والقانون والحقوق.
ومن أشهر أعماله وأوسعها انتشارا كتاب "اعترافات". ويقع الكتاب في 13 جزءا، يروي فيه تجاربه في الحياة، ورحلته الطويلة بحثا عن الحقيقة والإيمان، انتهاء باعتناقه المسيحية. ويعد عمله هذا أول سيرة ذاتية كتبت في تاريخ الثقافة الغربية.
ويصفه هنري تشادويك، أستاذ علم اللاهوت بجامعة كامبريدج، في كتابه "أوغسطينوس"، بأنه "أول رجل حديث" في التاريخ. وتتميز كتاباته وأفكاره "بعمق غير مسبوق". وكان له تأثير كبير في الطريقة التي ينظر بها الغرب إلى "طبيعة الإنسان" وإلى معنى كلمة "الرب".
وفي كتابه "مدينة الله"، ينافح القديس أوغسطين عن عقيدته بإيمان راسخ. ويتألف الكتاب من 22 جزءاً ينفي فيها مزاعم الوثنيين بأن المسيحية كانت سبباً في خراب روما. ويتحدث بتحليل عميق عن ثنائيات "الخير والشر"، و"حرية الاختيار والقدر الرباني"، و"الحياة الدنيا والآخرة".
ولد القديس أوغسطين في يوم 13 نوفمبر تشرين الثاني 354 م في تاغاست (سوق أهراس)، في بلاد الجزائر اليوم. والده باتريكوس كان وثنيا، يروى أنه اعتنق المسيحية قبل وفاته بفترة قصيرة. أما والدته مونيكا فكانت مسيحية ورعة، يطلق عليها لقب القديسة أيضا.
حرصت والدته على تلقينه تعاليم المسيحية ومبادئها منذ صغره. ولكنه نفر من الأساطير "الساذجة" التي كانت تُروى على لسان المبشرين والبطاركة، عن الدين وتعاليمه. وانجذب إلى علم الفلك والأدب و المسرح، ثم مال إلى المانوية واتبعها، قبل أن يهاجمها ويعود إلى المسيحية.
ويروى عن مونيكا أنها حزنت حزنا شديدا لما رأت من ابنها في شبابه من "انحراف" عن تعاليم الدين، وانغماس في حياة "اللهو والمجون". فكانت تبكي باستمرار لمدة عشرين سنة، إلى أن عاد ابنها إلى المسيحية. ولذلك أطلق على القديس أوغسطين لقب "ابن الدموع".
تلقى القديس أوغسطين تعليمه الأول في مسقط رأسه تاغاست (سوق أهراس) شرقي الجزائر. كانت تاغاست عبر التاريخ ملتقى للحضارات الرومانية والنوميدية والبيزنطية والإسلامية. ثم التحق بأكاديمية ماداوروس (مداوروش) على بعد 50 كيلومتر، من بلدته.
ومدينة مداوروش اليوم دائرة إدارية، تابعة لولاية سوق أهراس، التي تبعد عن الجزائر العاصمة بنحو 590 كيلومتر، شرقاً.
وتعد أكاديمية مداوروش أول جامعة في تاريخ أفريقيا. فيها تعلم القديس أوغسطين على يد أستاذه ماكسيميليان المداوروشي، وهو عالم لغوي من مؤسسي قواعد اللغة اللاتينية. أخذ عنه فن البلاغة والخطابة، وأصبح فيما بعد صديقاً له، على الرغم من اختلافهما في العقيدة.
ويذكر القديس أوغسطين في كتاباته أعلام بلاده ونوابغها، من بينهم الفيلسوف والعالم اللغوي أبوليوس المداوروشي (124 م-170 م)، الذي كان أستاذاً للبلاغة اللاتينية واليونانية في روما؛ لكنه يُعرف خاصة بروايته ذائعة الصيت "التحولات" أو "الحمار الذهبي".
وتعد رواية أبوليوس "الحمار الذهبي" أول رواية معروفة في التاريخ. يتحدث فيها عن مغامرات شاب تحول، بمفعول السحر، إلى حمار. ويرى فيها الدارسون للآداب القديمة بعض الجوانب من حياة الكاتب الشخصية؛ لأن الاهتمام بالسحر والاشتغال به كان رائجا في عصره.
زيتونة القديس أوغسطين
صدر الصورة، James Patterson Terrae Transmarinae
التعليق على الصورة،
زيتونة القديس أوغسطين في سوق أهراس، شرقي الجزائر، عمرها 2900 سنة
في مدينة سوق أهراس اليوم، تقف زيتونة شهيرة على إحدى تلال البلدة القديمة. تشهد الزيتونة على عراقة المنطقة الضاربة في أعماق التاريخ، وعلى حياة أحد نوابغها الذين أضاءوا بفكرهم طريق الحضارة الإنسانية، فسارت على أنوارهم أجيال وأمم قروناً وقروناً من بعدهم.
وغير بعيد عن الزيتونة يقع ضريح سيدي مسعود، الولي الصالح، المتوفى في عام 1770م.
وأنشأت السلطات الفرنسية، بعد احتلالها للجزائر في 1830، خلفهما بيتا، كانت تستخدمه جيوشها الغازية لتخزين البارود. وتحول البناء اليوم إلى متحف للقديس أوغسطين.
ساد الاعتقاد طويلا أن هذه الزيتونة غرسها القديس أوغسطين بيده. فقد ذكرها في العديد من كتاباته. وربما كان بيته قريبا منها، فكان يجلس تحت ظلها ليستريح أو يتأمل، أو يكتب رسائله. ولكن الدراسات والاختبارات العلمية الحديثة أثبتت أنها أقدم من ذلك بكثير.
فعمرها قد يصل إلى 3 آلاف سنة، وفق ما جاء في دراسة أمريكية نشرت عام 1953. وأثبت مختبر علم تسنين الشجر للبروفيسور دوغلاس في توسكان، أريزونا أن زيتونة القديس أوغسطين، عمرها في الواقع 2900 سنة على الأقل.
وتذهب الأساطير الشعبية أبعد من ذلك في التاريخ، إذ يعتقد رواتها أن ورقة الزيتون، التي حملتها الحمامة إلى النبي نوح، لتخبره بانحسار المياه عن الأرض في حادثة الطوفان، كما يقصها الإنجيل، جاءت من هذه الزيتونة.
جاء في سفر التكوين: "فأرسل الحمامة من الفلك، فأتت إليه الحمامة عند المساء. وإذا ورقة زيتون خضراء في فمها. فعلم نوح أن المياه قد قلت عن الأرض". ولذلك أصبحت الحمامة وغضن الزيتون رمزا للسلام والمحبة في كل العالم.
ولا يذكر القرآن هذه القصة كما جاءت في الإنجيل، ولكنه جعل "البركة" في الشجرة وزيتونها وزيتها في العديد من الآيات. جاء في سورة النور: "يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية. يكاد زيتها يضيء، ولو لم تمسسه نار. نور على نور. يهدي الله لنوره من يشاء".
أسقف هيبون (عنابة)
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
أبوليوس المداوروشي (124م-170م) صاحب "الحمار الذهبي"، أول رواية معروفة في التاريخ
سافر أوغسطين إلى روما مدرساً للبيان، ثم انتقل إلى ميلان، والتحقت به والدته. وهناك تغيرت أراؤه من المانوية، فعارضها واعتنق المسيحية. وبعد وفاة والدته ثم ابنه، عاد إلى بلاده. وفي تاغاست (سوق أهراس) اختار الاعتكاف والخلوة، من أجل التفكير والتأمل.
وكان عمره 36 عاما عندما عين كاهنا، دون رغبته، ثم عين أسقفا لمدينة هيبون (عنابة) الساحلية، شرقي الجزائر، في عام 395 م. وبقي في منصبه حتى وفاته في عام 430 م، أثناء حصار الوندال للمدينة. ولا تزال آثار كنيسة السلام، التي كان يرأسها ماثلة للعيان.
وفي عام 2013، أعادت السلطات الجزائرية ترميم كنيسة القديس أوغسطين، التي بنيت في عام 1900، قريباً من آثار كنيسته الأصلية تكريماً له، وإحياءً لذكراه ومآثره. وفي الكنسية تمثاله الممدد في خزانة زجاجية، تحتوي أيضاً على عظام من أطرفه.
ودافع أسقف هيبون (عنابة) عن المسيحية والكنيسة الرسمية التي تتبناها الدولة. ولذلك اصطدم مع الطوائف المنشقة عنها مثل الدوناتية، التي انتشرت وقتها في شمال أفريقيا. ودخل مع دعاتها ومع الوثيين والمانويين وغيرهم، في سجالات لا تنتهي ومناظرات حادة في هيبون (عنابة) وقرطاج (في تونس اليوم).
وكان القديس أوغسطين يتميز عن خصومه ويتفوق عليهم بثقافته الواسعة، وأدلته القوية، وقدراته البلاغية الاستثنائية. واستطاع بفكره المستنير، وكتاباته الغزيرة أن يتبوأ مكانة القديسين في الكنيسة الكاثوليكية، ومرتبة العباقرة في الحضارة الغربية.
الجسر الحضاري
عاش القديس أوغسطين، من حيث الزمان، في نهاية القرن الرابع وبداية القرن الخامس الميلاديين. فمكنته تجربته من استيعاب خلاصة ما أنتجه العلماء والمفكرون في القرن المنتهي، وساهم بدوره في صناعة وتطوير المفاهيم والفكر في القرن الجديد.
وكان يمثل أيضاً رابطة مكانية بين الشمال والجنوب. فهو أفريقي في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط، وينتمي في الوقت نفسه إلى الحضارة الرومانية في الشمال من البحر. لكن عبقريته الأصيلة جعلت هذه الرابطة مبنية على المساواة والتكافؤ.
موسم الحج إلى القديس أوغسطين
الزيارة التي يرغب البابا لاون الرابع عشر في أدائها إلى الجزائر تحمل كل المعاني، التي عاش من أجلها في حياته الخاصة أو في رهبانية الأوغسطينيين، التي كان يرأسها. وعبر أيضا عن اتباع منهج القديس أوغسطين في الفكر والعقيدة.
وسيجد في سوق أهراس (تاغاست) شجرة زيتونة عمرها أكثر من 3 آلاف سنة. كان يستظل تحتها القديس أوغسطين وأمه القديسة مونيكا. الزيتونة التي رافقته في تأملاته وصلواته، فذكرها في كتبه ورسائله.
إنه الحج إلى منابع المسيحية الأولى بالنسبة لكل المؤمنين.
وفي عنابة (هيبون) آثار كنيسة السلام، التي قادها الأسقف أوغسطين. ومنها خاض سجالاته الفكرية ومعاركه الفقهية. وبين أسوارها ألقى مواعظه على المؤمنين والأتباع. وفي جوفها اختلى بنفسه للتأمل والمناجاة، أو للكتابة والتأليف.
صدر الصورة، Getty Images
التعليق على الصورة،
أثار مدينة ماداوروش، التي تعلم القديس أوغسطين في أكاديميتها الشهيرة
إنها رحلة الفكر أيضاً إلى ملتقى الحضارات الرومانية والنوميدية والبيزنطية والإسلامية على أرض أفريقيا، في الضفة الجنوبية للبحر الأبيض المتوسط. وفيها يقتفي الباحث آثار العبقري الذين أرسى قواعد الفكر المسيحي الحديث. فهو شمس الجنوب التي أشرقت على الشمال.
ويقول الأستاذ تشادويك في كتابه "فجر الكنيسة" إن "القديس أوغسطين تفوّق على معاصريه بعمق فكره وسعة عقله، لكنه كان أيضاً متقدماً في الفكر على من جاءوا بعده بقرون عديدة. وكان تأثيره واضحاً في الكاثوليكية والأرثوذوكسية على حد سواء".
ولا يمكن الحديث عن أي حقوق أو مكانة للمرأة في القرنين الرابع والخامس الميلاديين. ولكن القديس أوغسطين يقول في شرحه لسفر التكوين، إن "خلق الإنسان ذكراً وأنثى كان على أساس اختلاف الجسد فقط. فالتمايز بين الذكر والأنثى ليس تمايزاً في الطبيعة أو الروح أو العقل أو القيمة". وإنما هو اختلاف في النوع لا غير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 2 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : إسرائيل تشن عملية أمنية واسعة ضد محلات الصرافة في الضفة الغربية المحتلة، وحركة فتح تعلن الإضراب الشامل في أريحا
الثلاثاء 27 مايو 2025 05:00 مساءً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، جنود إسرائيليون أمام محل صرافة خلال مداهمة في رام الله بالضفة الغربية المحتلة 27 مايو/ أيار 2025، 12:00 GMT آخر تحديث قبل 49 دقيقة شنت السلطات الإسرائيلية، الثلاثاء، عملية أمنية واسعة النطاق ضد محلات الصرافة، تهدف إلى تفكيك شبكات تحويل الأموال التي تقول إن إيران تستخدمها لدعم التنظيمات "الإرهابية" في الضفة الغربية المحتلة. وشنت القوات الإسرائيلية شنت حملة مداهمة صباحاً، لثلاثة محلات صرافة تعود لـ"الخليج"، و"فخر الدين"، في شارع نابلس، وشارع الكراجات القديم وسط طولكرم، واعتقلت شاباً وفتاتين. جاء ذلك في سياق عمليات عسكرية تشهدها عدة مدن في الضفة الغربية، تخللتها مداهمات لمحال صرافة تابعة لشركة الخليج، ومحال تجارية وأخرى لبيع المجوهرات. وتضمنت هذه العمليات اعتقال عدد من الموظفين ومصادرة مبالغ مالية. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود إسرائيلية مكثفة للحد من "تمويل الإرهاب"، منذ اندلاع الحرب في غزة، وفقاً لصحيفة "يسرائيل هيوم". وقالت الصحيفة الإسرائيلية نقلاً عن مصادر عسكرية إن القوات المشاركة في الحملة تضم عناصر من فرقة يهودا والسامرة [الضفة الغربية] والشرطة وحرس الحدود، بالإضافة إلى الإدارة المدنية، تحت إشراب جهاز الأمن العام "الشاباك". وداهمت القوات الإسرائيلية مدناً رئيسية بالضفة الغربية، من الخليل إلى جنين، واعتقلت مجموعة ممن تقول إنهم مشتبه بهم، مصادرة مبالغ مالية كبيرة من محلات الصرافة داخل مراكز التسوق. وبحسب الصحيفة الإسرائيلية، فقد صادرت إسرائيل أكثر من 7 ملايين شيكل [أي ما يعادل مليوني دولار] خلال العملية، في حين تشير الأرقام إلى أن إجمالي المبالغ المضبوطة منذ بداية الحرب تتجاوز 28 مليون شيكل [7 ملايين دولار]. وذكرت "يسرائيل هيوم" أن إيران تقوم منذ سنوات طويلة بتحويل الأموال للمنظمات التي تصفها إسرائيل بالإرهابية، وكثفت عملياتها مؤخراً في محاولة لتعزيز تأثيرها في المنطقة، بحسب الصحيفة التي أضافت أن العمليات الأمنية الإسرائيلية الأخيرة، نجحت في إضعاف تلك الشبكات إلى حد كبير. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، ملصقات تحذيرية للمواطنين من إجراء أي معاملات مالية، بعد مداهمات إسرائيلية لفروع شركة الصرافة دعوة إلى تدخل أمريكي ودولي على الصعيد السياسي، دعت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، الثلاثاء، إلى تدخل أمريكي ودولي عاجلين لوقف ما وصفته بأعمال العنف الواسعة والانتهاكات الجسيمة، التي تُمارس ضد الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، بما يشمل القدس الشرقية. وشددت الوزارة على ضرورة "ترجمة الإجماع الدولي الداعي لوقف التصعيد إلى خطوات عملية تلزم الحكومة الإسرائيلية بالامتثال لإرادة المجتمع الدولي وتحقيق السلام". وأوضحت الوزارة في بيان لها أنها تواصل حراكاها الدبلوماسي مع الدول والمؤسسات الدولية كافة، في ضوء استمرار العمليات العسكرية وازدياد عدد الضحايا المدنيين. وأشار البيان إلى ما جرى مؤخراً في مدرسة الجرجاوي التي كانت تؤوي نازحين في غزة، بالإضافة إلى ما وصف بـ"استباحة" الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في عموم الضفة الغربية، "كشكل متقدّم من أشكال الضم المُعلن وغير المُعلن للضفة المحتلة". وقالت الوزارة إن هذه الممارسات الإسرائيلية تهدف إلى تبرير "العدوان المتصاعد" على المدنيين الفلسطينيي، و"توسيع الاستيطان وتسريع وتيرة الضم التدريجي"، محذرة من تداعيات ذلك على أمن واستقرار المنطقة وفرصة تطبيق حل الدولتين. إضراب شامل في أريحا صدر الصورة، Getty Images وكانت حركة "فتح" في أريحا بالضفة الغربية المحتلة قد أعلنت الإضراب الشامل، حداداً على روح شاب فلسطيني قُتل صباح الثلاثاء على يد الجيش الإسرائيلي. وأفادت مصادر طبية بمقتل الشاب حمادة يحيى عاصي جلايطة (19 عاماً)، فجر الثلاثاء، متأثراً بجراحٍ خطيرة أصيب بها خلال اقتحام الجيش الإسرائيلي مدينة أريحا. وبحسب مصادر محلية، فقد اقتحمت القوات الإسرائيلية حارة العرب في المدينة؛ حيث اندلعت مواجهات أطلقت خلالها القوات الإسرائيلية الرصاص الحي باتجاه الشبان، ما أسفر عن إصابة الشاب جلايطة برصاصة في منطقة الصدر، ونُقِل إلى المستشفى في حالة حرجة، وخضع لعمليات إنعاش قبل أن يُعلن لاحقاً عن مقتله. وفي نابلس، قال الهلال الأحمر الفلسطيني، إن شاباً فارق الحياة بعد إصابته في الرقبة برصاص الجنود الإسرائيليين خلال عملية اقتحام للمدينة، في إطار ما وصف بـ "تصعيد ميداني تشهده المدينة منذ ساعات الصباح". وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية، بأن إطلاق النار خلال العملية، أدى لإصابة تسعة فلسطينيين بجروح متفاوتة، مشيرة إلى أن الجرحى - وبينهم اثنان في حالة خطيرة - نُقلوا إلى مستشفى رفيديا الحكومي لتلقي العلاج. وذكرت مصادر صحفية أن ستة صحفيين أصيبوا بحالات اختناق، نتيجة استنشاق الغاز المسيل للدموع الذي أطلقته القوات الإسرائيلية خلال مواجهات مع الشبان الفلسطينيين وسط نابلس. "جولات استفزازية" صدر الصورة، Getty Images من ناحية أخرى، أفادت وكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن إسرائيلين دخلوا باحات المسجد الأقصى في القدس الشرقية، بحماية الشرطة الإسرائيلية. وأفاد شهود عيان، بأن عشرات الإسرائيليين دخلوا الحرم القدسي في مجموعات، الثلاثاء، ونفذوا "جولات استفزازية في باحاته، وأدوا طقوسا تلمودية"، بحماية القوات الإسرائيلية. وأضافوا أن الشرطة حولت البلدة القديمة بالقدس الشرقية إلى "ثكنة عسكرية"؛ حيث انتشر المئات من عناصر الشرطة على مسافات متقاربة، لاسيما عند بوابات الأقصى، وشددت من إجراءاتها العسكرية على أبواب البلدة القديمة والمسجد الأقصى، وفرضت قيوداً على دخول المصلين الفلسطينيين. وفي السياق ذاته، استدعت الاستخبارات الإسرائيلية، الثلاثاء، صحفييْن مقدسييْن للتحقيق، وهما روز الزرو وأحمد جلاجل، وذلك أثناء عملهما في في منطقة باب العامود بمحيط البلدة القديمة في مدينة القدس. وفي شمال الضفة، شددت القوات الإسرائيلية، الثلاثاء، إجراءاتها العسكرية في المنطقة الغربية من محافظة سلفيت. وأفادت مصادر محلية لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا" بأن القوات الإسرائيلية نصبت حاجزاً عسكرياً على المدخل الرئيسي لبلدة الزاوية غرب سلفيت، ما أدى إلى عرقلة حركة المواطنين ومركباتهم، في حين شهدت بلدة بديا انتشاراً مكثفاً للجنود الإسرائيليين على الطريق المؤدي إلى بلدة سنيريا. كما أغلقت القوات البوابة الحديدية بالقرب من مدخل بلدة قراوة بني حسان، والمؤدية إلى قرى وبلدات غرب المحافظة. وتواصل القوات الإسرائيلية إغلاق مدخل مدينة سلفيت الشمالي، ومدخل بلدة بروقين، لليوم الرابع عشر على التوالي، ما انعكس سلباً على حياة المواطنين، وحركة التجارة، وحرية التنقل داخل المحافظة. يشار إلى أن محافظة سلفيت تشهد في الأسابيع الأخيرة تصعيداً ملحوظا في الإجراءات الإسرائيلية، بالتزامن مع اعتداءات متواصلة من قبل مستوطنين، لا سيما في بلدات بروقين وكفر الديك. صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، سيارة محترقة لمواطن فلسطيني بعد هجوم مستوطنين إسرائيليين على قرية بروقين بمحافظة سلفيت في الضفة الغربية وفي الخليل، نظم مستوطنون، الثلاثاء، ما وُصفت بأنها "مسيرات استفزازية" في البلدة القديمة، انطلقت من مستوطنة كريات أربع شرق الخليل، وصولاً إلى الحرم الإبراهيمي. وجابت المسيرات شوارع البلدة القديمة وأحياء واد النصارى، وواد الحصين، وحارة جابر، رافعين "الشعارات العنصرية والأعلام الإسرائيلية" بحسب "وفا". وفي بيت لحم، دخلت قوات كبيرة من الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، المدينة من المدخل الجنوبي عبر بلدة الخضر ومخيم الدهيشة، وداهمت محلاً للصرافة واعتقلت أحد العاملين فيه، حسبما أفادت مصادر أمنية لـ "وفا". وفي مدينة نابلس، اعتقلت القوات الإسرائيلية شابين خلال اقتحام مخيم عسكر للاجئين شرق المدينة. كما أحرق مستوطنون مركبات المواطنين وهاجموا منازل في قريوت جنوب نابلس؛ حيث استهدفوا المنازل بالحجارة وأحرقوا 7 سيارات وحطموها، بحسب "وفا". صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، اشتباك بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين في نابلس تخريب واقتلاع لأشجار الزيتون من ناحية أخرى، اندلعت حرائق واسعة في الأراضي الزراعية بمنطقة سهل المغير شمال شرق مدينة رام الله، ظهر الثلاثاء، عقب إضرام مستوطنين النيران عمداً في المنطقة، ما أدى إلى احتراق مساحات شاسعة من الأراضي المزروعة. وتعرض عصام الريماوي، مصور وكالة "الأناضول" التركية، لاعتداء عنيف من مجموعة من المستوطنين، أثناء تغطيته الأحداث. وأفاد أطباء في مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله لبي بي سي، أن الريماوي أُصيب بارتجاج في الدماغ نتيجة الضرب المبرح، إضافة إلى كسر في يده اليسرى، بعد تعرضه للضرب بالهراوات، وأنه في حالة صحية جيدة الآن حيث نُقل إلى المستشفى تحت رقابة الأطباء. ووفقاً لشهود عيان، فقد قام المستوطنون بالاعتداء عليه بالهراوات، وسرقوا منه كاميرته الصحفية، قبل أن يفروا من المكان. ويأتي هذا الاعتداء في سياق تصعيد متواصل يشهده سهل المغير، حيث أقدم المستوطنون في وقت سابق على إشعال النيران عمدًا في الأراضي الزراعية، ما أدى إلى احتراق مساحات شاسعة. وفي شمال رام الله، نصب مستوطنون، صباح الثلاثاء، خيمة قرب مفترق عيون الحرامية. وأفادت مصادر محلية باستيلاء المستوطنين على قطعة أرض مزروعة بأشجار الزيتون، وأحضروا عشرات رؤوس الماشية للرعي فيها، كما رفعوا الأعلام الإسرائيلية فوق الخيمة. يأتي هذا التحرك في ظل تصعيد استيطاني لافت، حيث أعلنت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان، الاثنين، أنها رصدت إقامة أربع بؤر استيطانية جديدة خلال الأسبوع الجاري، تركزت بالقرب من قرى وتجمعات فلسطينية بين رام الله وأريحا. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، رضا العدرا وصبي يفحصان شجرة زيتون أتلِفت في الضفة الغربية وفي جنوب بيت لحم، أفادت مصادر طبية فلسطينية بأن مستوطنين اعتدوا على تجمع بدوي بالمنيا جنوب مدينة بيت لحم، ما أسفر عن إصابة شاب بجروح وإحراق خيمة سكنية. يأتي ذلك بعد يومين فقط من هجوم سابق شنّه مستوطنون على التجمع ذاته، أسفر عن إصابة سبعة من سكانه بجروح ورضوض، بالإضافة إلى ذبح عدد من رؤوس الأغنام. وأفاد زايد كواسبه، رئيس مجلس قروي المنيا ببيت لحم، لبي بي سي، بأن أحد المزارعين كُسِرت يده، كما أحرقت إحدى الخيام، في سياسة يقول إنها "ممنهجة من المستوطنين وحكومة بن غفير؛ لإخلاء الأرض من مواطنيها وإنشاء مستعمرات استيطانية بها". أما سامي عوني المواطن الذي احترقت خيمته، فيروي لبي بي سي ما حدث في ساعات الفجر الأولى ليوم الثلاثاء، قائلاً إن نحو 15 مستوطناً إسرائيلياً هاجموه هو واثنين آخرين معه. وأضاف عوني أنه حين لمح مجموعة المستوطنين، لاذ بالفرار، في حين "استفرد" المستوطنون بأحد زميليه يُدعى حمزة، وأوسعوه ضرباً إلى أن وصلت سيارة الإسعاف، فاتجهوا إلى منزل عوني وأحرقوه. وفي جنوب الخليل، رعى مستوطنون، الثلاثاء، أغنامهم في أراضي المواطنين بمسافر يطا، وخربوا المزروعات والأشجار. ونقلت "وفا" عن ناشط إعلامي أن مستوطنين رعوا أغنامهم في عدد من أراضي المواطنين في قرية المفقرة، وخربوا السلاسل والأسيجة، واقتلعوا العشرات من أشجار العنب والزيتون التي تعود ملكيتها لشقيقين. كما أحرق مستوطنون، مساء الاثنين، أراضي المواطنين الزراعية في قرية حارس شمال غرب سلفيت، ما أدى إلى احتراق مساحات من المحاصيل. وأفاد رئيس مجلس قرية حارس عمر سمارة لـ "وفا"، بأن مجموعة من المستوطنين أشعلوا النار في أراضي المواطنين الفلسطينيين بين في المنطقة الشمالية الغربية من البلدة قرب مستعمرة "رفافا" المقامي على أراضي المواطنين، وامتدت النيران إلى مساحات واسعة قبل السيطرة عليها وإخمادها. وبحسب الوكالة الفلسطينية، نفذ المستوطنون الشهر الماضي 231 عمليات تخريب وسرقة لممتلكات فلسطينيين، طالت مساحات شاسعة من الأراضي. كما تسببت اعتداءات المستوطنين باقتلاع 1168 شجرة زيتون، بما يقدر بـ530 شجرة في رام الله، و300 شجرة في نابلس، و298 شجرة في سلفيت. ونقلت "وفا" عن مواطنين في بلدة "سنجل" شمال رام الله أن القوات الإسرائيلية اقتلعت، الثلاثاء، أكثر من 20 شجرة زيتون مثمرة، وجرفت أسيجة شائكة من أراضٍ تعود لعائلته قرب المدخل الشمالي الرئيسي للبلدة، المغلق منذ ستة أشهر. وكانت السلطات الإسرائيلية قد أعلنت في 20 أغسطس/آب الماضي، "أمراً عسكرياً" يقضي باستيلائها على أراضٍ جديدة لتعديل مسار السياج الشائك المخطط لإقامته بمحاذاة بلدتي ترمسعيا وسنجل شمال رام الله.


نافذة على العالم
منذ 14 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : ما مغزى زيارة الملك تشارلز والملكة كاميلا لكندا الآن؟
الثلاثاء 27 مايو 2025 05:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، EPA التعليق على الصورة، شارك في حفل الاستقبال عناصر تابعة للقوات المسلحة الكندية Article information وصل الملك تشارلز الثالث وقرينته الملكة كاميلا إلى كندا، في زيارة تهدف إلى التأكيد على سيادة كندا في مواجهة توترات مع الولايات المتحدة. وبدأت الزيارة التي تستمر يومين، الاثنين، باحتفالات ضخمة تضمنت مراسم استقبال للملك والملكة في المطار، وإسقاط الملك تشارلز لقرص لعبة الهوكي، وحفل رمزي لغرس شجرة. ويأتي ذلك عشية يوم مهم، يوم الثلاثاء، إذ يلقي الملك، خطاب العرش، الذي سيحدد أولويات الحكومة وأهدافها أمام البرلمان. ولم يلقِ أي ملك، خطاب العرش في كندا منذ عام 1977، ما يجعل هذه الزيارة الملكية مناسبة نادرة. وقال رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني في بيان يوم الاثنين، إن "الزيارة الملكية تذكير بالرابط الذي يجمع كندا بالتاج الملكي – رابط تشكّل عبر الأجيال، وتَكوَّن من خلال تاريخ مشترك، ويرتكز على قيم مشتركة". وفيما يلي نظرة على الأنشطة التي قاما بها الملك تشارلز الثالث والملكة كاميلا في أوتاوا حتى الآن. صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، الترحيب بالملك تشارلز والملكة كاميلا من قبل زعماء السكان الأصليين في كندا وحط الملك والملكة في أوتاوا قرابة الساعة 13:15 بالتوقيت المحلي (17:15 بتوقيت غرينتش). وكان في استقبالهما عناصر من الشرطة الملكية الكندية والقوات المسلحة الكندية. وكان في انتظارهما على المدرج، رئيس الوزراء كارني وزوجته ديانا فوكس كارني، والحاكم العام لكندا ماري سيمون، وغيرهم من كبار الشخصيات. كما كان في استقبال الملك والملكة أيضاً زعماء السكان الأصليين في البلاد. وارتدى الملك ربطة عنق منقوشة باللون الأحمر الداكن، بينما اختارت الملكة طقماً وردياً فاتحاً من تصميم مصمم بريطاني. وارتدت الملكة بروش من الألماس على شكل ورقة شجرة القيقب، أهداه الملك جورج السادس للملكة إليزابيث، الملكة الأم، في عام 1939 قبل جولتهما الملكية الأولى إلى كندا. وهو البروش نفسه الذي انتقل إلى الملكة إليزابيث الثانية، وأعير إلى أفراد العائلة المالكة الآخرين من بينهم أميرة ويلز، كاثرين. صدر الصورة، AFP/Getty Images التعليق على الصورة، تجمع لحشود قبل وصول الملك والملكة إلى حديقة لانسداون في أوتاوا وكان كارني قد وجه دعوة إلى الملك تشارلز في وقت سابق من هذا العام، وأعلن عن الزيارة بعد وقت قصير من فوز حزبه الليبرالي بالانتخابات العامة في كندا في أبريل/نيسان الماضي. وتأتي الزيارة، وسط حرب تجارية تواجهها كندا مع جارتها وحليفتها الاقتصادية الولايات المتحدة. وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مراراً، إن كندا ستكون في حال أفضل لو أصبحت الولاية الأمريكية الـ51. وفي المطار، قُدّمت للملكة كاميلا باقة زهور، ووجه طلاب مدارس من مقاطعتي أونتاريو وكيبيك التحية للملك والملكة. ويلتحق بعض الأطفال الذين حضروا مراسم الاستقبال، ببرنامج دوق إدنبرة، وهو برنامج عالمي لتنمية الشباب أطلقه الأمير فيليب الراحل، والد الملك تشارلز، في عام 1956. صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، كان الجو حاراً لممارسة رياضة الهوكي على الجليد، لكن الملك ساعد في انطلاق مباراة هوكي الشوارع وبعد استقبالهما في المطار، توجه الملك والملكة إلى حديقة لانسداون، وسط أوتاوا، حيث التقيا بمحبين ومجموعات من المجتمع المحلي ومزارعين وبائعين. شارك الملك في حفل إسقاط قرص لعبة الهوكي في الشارع. صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، الملك يحتفل بعد غرس شجرة الزان الزرقاء في قاعة ريدو وشارك الملك والملكة لاحقاً في حفل غرس أشجار في قاعة ريدو، المقر الرسمي للحاكم العام لكندا. وزراعة الأشجار التذكارية في قاعة ريدو تقليد بدأ عام 1906، وهو يرمز إلى الصداقة والتعاون بين الدول. ويمثل احتفال يوم الاثنين، الشجرة الخامسة التي يزرعها الملك في كندا، والثانية مع الملكة كاميلا. وقاما بزراعة شجرة الزان الزرقاء، وهي شجرة صغيرة متساقطة الأوراق موطنها أمريكا الشمالية، وتشتهر بأوراقها الخريفية الزاهية. وبعدها، عقد الملك لقاءات خاصة مع الحاكم العام الكندي ماري سيمون، ورئيس الوزراء الكندي، مارك كارني. صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، عقد الملك لقاءً خاصاً مع حاكمة كندا العامة سيمون. وهي ممثلة الملك في كندا، وهي أول شخص من السكان الأصليين يتولى هذا المنصب صدر الصورة، Reuters التعليق على الصورة، الملك يلتقي رئيس الوزراء الكندي، مارك كارني، في ثاني لقاء خاص بينهما هذا العام، بعد اجتماعهما في قصر باكنغهام في مارس/ آذار


نافذة على العالم
منذ 14 ساعات
- نافذة على العالم
أخبار العالم : "الشاباك الإسرائيلي بحاجة إلى الاستقرار، لا إلى الدراما السياسية"
الثلاثاء 27 مايو 2025 05:00 صباحاً نافذة على العالم - صدر الصورة، Getty Images التعليق على الصورة، إسرائيليون يتظاهرون ضد سياسات نتنياهو وسعيه لإقالة رئيس الشاباك رونين بار وضد. أرشيف 26 مايو/ أيار 2025 نبدأ جولتنا من صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، التي تناولت ما يحدث من جدل في إسرائيل حول جهاز الشاباك الإسرائيلي. تستهل الصحيفة الافتتاحية بالحديث عن أهمية جهاز الأمن العام في إسرائيل (شاباك) - والذي يعرف أيضاٍ باسم "شين بيت" - للأمن اليومي للإسرائيليين، مؤكدة أنه "يُحبط هجمات إرهابية مُصممة لقتل العشرات في حال نجاحه. وعندما يفشل، كما حدث في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، تقع المأساة"، وذلك في إشارة لهجوم حماس الذي وقع عام 2023. وأشارت الصحيفة إلى أن أهمية الجهاز "تزداد حالياً وإسرائيل على أعتاب هجوم جديد على غزة، وهي عملية تعتمد بشكل كبير على معلومات استخباراتية دقيقة". وتأتي هذه الافتتاحية على خلفية قرار رئيس الوزراء، الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، قبل أيام، تعيين ديفيد زيني، هو أحد قادة الجيش، رئيساً للشاباك خلفاً لرئيس الجهاز الحالي رونين بار، الذي تنتهي ولايته في منتصف يونيو/ حزيران 2025، الأمر الذي لاقى معارضة من المحكمة العليا والمدعية العامة في إسرائيل، ومن أحزاب المعارضة الإسرائيلية، وتسبب أيضاً في استياء قائد الجيش الذي لم يتم التشاور معه بهذا الشأن. صدر الصورة، ISRAELI PRESS - SOCIAL MEDIA التعليق على الصورة، عيًن نتنياهو الجنرال ديفيد زيني رئيسا للشاباك قبل أيام تنتقد الصحيفة الطريقة التي اختار بها نتنياهو الجنرال زيني – الذي لا يزال تعيينه بحاجة إلى موافقة لجنة مراجعة وموافقة المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) – وتصفها بأنها "مضحكة(…) ومُقلقة للغاية وتستحق إدانة واسعة النطاق، وليس مجرد الاستهجان والتجاهل". "تذكروا، هذا هو المرشح الثاني الذي يسميه نتنياهو بعد اختياره ثم تراجعه عن تعيين قائد البحرية السابق الأدميرال المتقاعد، إيلي شارفيت، قبل شهرين"، تقول الصحيفة. كان نتنياهو قد رشح إيلي شارفيت، لتولي منصب رئيس الشاباك خلفاً لـ رونين بار، في مارس/ آذار الماضي، ثم تراجع عن قراره بعدها بساعات فقط، إذ تفاجأ بأن شارفيت كان قد شارك سابقا في تظاهرات شعبية مناهضة لسياساته، وفق تقارير. تستعرض الصحيفة تأكيد المحكمة العليا مؤخراً رفضها محاولات نتنياهو إقالة الرئيس الحالي للشاباك رونين بار، وكذلك رفض المدعية العامة في إسرائيل، غالي بهاراف-ميارا، قراره تعيين الجنرال زيني ونقلت عنها قولها "إن تضارب مصالح نتنياهو - الناجم عن تحقيق الشاباك في فضيحة قطر غيت التي تورط فيها كبار مستشاريه - يمنعه من التعيين". ثم تتابع الصحيفة في انتقاد الطريقة التي اختار بها نتنياهو مرشحه الجديد. "كيف اختير زيني؟ ليس من خلال عملية تدقيق مُنظَّمة، أو بحثٍ مهني، أو جولة مُتأنِّية من المقابلات - بل خلال زيارةٍ لرئيس الوزراء إلى قاعدته العسكرية في وقتٍ سابق من هذا الشهر، والتي ورد أنهما أجريا خلالها محادثةً قصيرةً في سيارة نتنياهو". "ومما زاد الطين بلة، تجاوز نتنياهو البروتوكول المُتعارف عليه، الذي يمنع السياسيين من مُخاطبة الجنرالات دون تنسيقٍ مُسبق مع رئيس أركان الجيش الإسرائيلي". وأفادت تقارير بأن رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إيال زامير، علم بالتعيين قبل ثلاث دقائق فقط من إعلان نتنياهو. "لقد شعر بالصدمة والتهميش، فأقال زيني من الجيش في اليوم التالي، ما زاد من تفاقم التوتر بين الجيش والحكومة". وشبهت الصحيفة الوضع الراهن فيما يتعلق بأزمة الشاباك بمسرحية هزلية سياسية، داعية جميع الأطراف المعنية إلى تسوية خلافاتهم. "الأمر خطير للغاية. ولذلك... فإن الرد المناسب الوحيد ليس الضحك، بل صرخة إحباط موجهة إلى جميع المعنيين: المحكمة، والمدعية العامة، ورئيس الوزراء، وكبار مستشاريه، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي. من أجل الوطن، رتّبوا البيت. وبسرعة". "اليمين المتطرف يطرق أبواب السلطة في أوروبا" ننتقل إلى صحيفة فاينانشيال تايمز البريطانية، التي كتبت افتتاحية بعنوان "اليمين المتطرف في أوروبا يطرق أبواب السلطة". تأتي هذه الافتتاحية تعليقاً على فوز نيكوسور دان، رئيس بلدية بوخارست الليبرالي المؤيد للاتحاد الأوروبي، على منافسه جورج سيميون الذي وصفته الصحيفة بـ"اليميني القومي المتطرف"، " في الجولة الثانية من انتخابات الرئاسة في رومانيا التي جرت قبل نحو أسبوع، وذلك بعد أشهر من الاضطرابات السياسية. لكن الصحيفة تحذر من أن سيميون فاز بنسبة 46 في المئة من الأصوات. "صحيح أنه قد خسر، لكنه لم يتم إقصاؤه". ترى الصحيفة أن رومانيا جزء من قصة أوروبية أكبر. "الأحزاب اليمينية المتطرفة أو القومية الشعبوية تدق أبواب السلطة. فاز اليمين المتطرف في الانتخابات في النمسا وهولندا، وجورجيا ميلوني، المحافظة القومية، تحكم، بطريقة براغماتية حتى الآن، في إيطاليا. أما أحزاب اليمين المتطرف، فقد احتلت المركز الثاني في العديد من الدول الأخرى، أبرزها ألمانيا، ومؤخرًا في البرتغال". وترى الصحيفة أن الاختبار التالي للتيار الرئيسي المؤيد للاتحاد الأوروبي هو الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية البولندية، الأحد المقبل. "إذا فاز مرشح حزب القانون والعدالة القومي المحافظ، كارول ناوروكي، على مرشح يمين الوسط، رافال رزاسكوفسكي، فمن المرجح أن يُعيق محاولات الحكومة الائتلافية لاستعادة استقلال القضاء والإصلاحات الديمقراطية الأخرى". "تُظهر بولندا أيضاً سمة مقلقة أخرى لليمين المتطرف في أوروبا: فالتطرف قد يجذب الناخبين بدلاً من أن يُنفّرهم". وترى الصحيفة أن وباء كورونا وارتفاع التضخم وحرب أوكرانيا، كانت خلال السنوات الخمس الماضية سبباً قوياً في زيادة حظوظ الشعبويين في أوروبا. وبمساعدة وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحوا بارعين في الاستقطاب وتبسيط القضايا والتنديد بسياسات الحكومات القائمة. واختتمت الصحيفة: "تحتاج الأحزاب المعتدلة إلى سياسات أكثر جرأة، وطرح واضح، وشخصيات أكثر إقناعاً لمواجهتهم. لن تُجدي الوسطية المتهالكة نفعاً. إذا لم تبدأ هذه الأحزاب بتحقيق نتائج ملموسة، فقد تفوز أحزاب اليمين التي تأتي في المرتبة الثانية الآن". "ترامب يدير فوضى عارمة وقبيحة" صدر الصورة، Getty Images ونختم جولتنا من صحيفة ديلي صباح التركية، ومقال بعنوان "فوضى عارمة وجميلة يديرها ترامب"، كتبه حقي أوجال. يرى الكاتب أن ما ينويه أو يُدبّره الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، يبدو - من منظور إيجابي - دليلاً على تفكير ذكي. "ولكن في المجمل، فإن ما يُدبّره لمحو الدولة العميقة من الإدارة الأمريكية، وما يُدبّره لمنع الطلاب الباكستانيين من الالتحاق بجامعة هارفارد، وما يعده لدولة ما لتوقيع اتفاقيات إبراهام، في الواقع، سيُسبّب فوضى عارمة لبلده، ولبلدنا (أو بلدكم)". يستعرض الكاتب في مقاله أمثلة على محاولات ترامب التدخل في سياسات جامعة هارفارد، سعياً لمنع طلاب من جنسيات معينة من الالتحاق بها، وسعيه لإعادة تنظيم مجلس الأمن القومي وتقليص عدد أعضائه بعد "تقليص حجم وزارة الخارجية والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية"، وكذلك "حربه الجمركية المتقطعة مع شركاء الولايات المتحدة التجاريين، والتي جعلت علاقات بلاده سيئة مع معظم دول العالم". يتطرق الكاتب بعد ذلك إلى مشروع قانون ضريبي قدمه ترامب إلى الكونغرس، الأسبوع الماضي، ووصفه بأنه "مشروع قانون كبير وجميل". يتضمن القانون تمديد تخفيضات ضريبية كان من المقرر أن تنتهي قريباً - والتي أُقرّت خلال إدارة ترامب الأولى عام 2017 - ولكنه في جوهره يوفر تدفقاً مالياً ضخماً للإنفاق الدفاعي، وفق الكاتب. حظي مشروع القانون بموافقة مجلس النواب بأغلبية ضئيلة، ويُحال الآن إلى مجلس الشيوخ، الذي ستتاح له فرصة الموافقة على مشروع القانون أو تعديل بنوده. ينقل الكاتب عن ستيف بانون - الذي شغل منصب كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض خلال الأشهر السبعة الأولى من إدارة ترامب الأولى قبل أن يُقيله – قوله إنه "منزعج للغاية" من مشروع القانون، ووصفه لهذا الإنفاق الدفاعي بأنه "مبالغ فيه وغير مقبول". يرى الكاتب أن هذه الأموال لن تُنفق على دفاع الولايات المتحدة، وإنما على إسرائيل. وكتب: "ليس لدى السيد نتنياهو طائرة ليهديها لترامب، لكن جماعات الضغط الصهيونية في الولايات المتحدة تملك ما يزيد عن قيمة طائرة بوينغ 747 جامبو"، وذلك في إشارة إلى الطائرة الفاخرة العملاقة، التي أهدتها دولة قطر لترامب خلال زيارته الأخيرة لمنطقة الخليج. "تذكروا أن ترامب وافق على مساعدات عسكرية ومبيعات أسلحة لإسرائيل، تجاوزت 14 مليار دولار خلال ثلاثة أشهر فقط".