
محللان سياسيان: التوسع الاستيطاني يمهد لتهويد الضفة الغربية
حذر محللان سياسيان -تحدثا لبرنامج "ما راء الخبر"- من خطورة القرار الإسرائيلي ببناء وشرعنة 22 مستوطنة جديدة ب الضفة الغربية ، واعتبرا هذه الخطوة محاولة لتكريس الأمر الواقع بضم الضفة بالكامل وتهجير الفلسطينيين من أرضهم، كما شددا على ضرورة أن يتحرك العرب والمجتمع الدولي بشكل جدي وعملي لردع الاحتلال.
وفي وقت سابق، وصف وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس قرار إقامة وشرعنة بناء 22 مستوطنة جديدة بالضفة، بأنها "خطوة تاريخية لمسيرة الاستيطان". وقال -خلال زيارة لإحدى المستوطنات التي شملها القرار- إن تعزيز الاستيطان رسالة واضحة للرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون وحلفائه الذين ينوون الاعتراف بدولة فلسطينية.
ومن جانبه، يرى الأمين العام للمبادرة الوطنية الفلسطينية الدكتور مصطفى البرغوثي أن الاحتلال الإسرائيلي يمهد الطريق -كما يقر بذلك- لضم وتهويد الضفة بالكامل، مشيرا إلى أن هناك اليوم ما بين 300 و400 مستعمرة استيطانية، وإضافة 22 مستوطنة أخرى، مما يعني إحداث تغيير نوعي وجذري لتكريس السيطرة الإسرائيلية.
واعتبر الدكتور البرغوثي أن إقامة وشرعنة بناء 22 مستوطنة جديدة بالضفة يهدف إلى تغيير الواقع لتصبح الضفة كأنها أرض إسرائيلية، بينما تصبح المدن والقرى الفلسطينية مجرد كيانات مقطعة الأوصال.
ومن جهته، قال مدير مركز القدس للدراسات السياسية عريب الرنتاوي إن الحكومة الإسرائيلية تسعى لتقويض أي فرصة لقيام دولة فلسطينية في الضفة والقطاع أو اعتراف العالم بها، مشيرا إلى أن إسرائيل تعمل بشكل منظم على تقويض أركان هذه الدولة الثلاثة: أرض وسكان ونظام سياسي، فهي تقوم بابتلاع الأرض الفلسطينية وتهجير سكانها وتقويض سلطتها، أي السلطة الوطنية الفلسطينية.
ووصف قرار بناء 22 مستوطنة جديدة بأنه غير مسبوق منذ احتلال الضفة، وتطور نوعي خطير وجسيم، وذكر أن هذا القرار سبقه قبل أسابيع قليلة قرار أشد خطورة، حيث حولت كل قضايا تسجيل الأراضي والعقارات والممتلكات في المنطقة "ج" إلى القسم المدني بوزارة الدفاع الإسرائيلية، والذي يتولاه وزيرالمالية بتسلئيل سموتريتش.
وحسب الرنتاوي، فإن الخلاف داخل إسرائيل الآن يدور بين فرقين، الأول يريد ضم الضفة كلها، والثاني يريد البدء بمنطقة "ج" التي تشكل 62% من الضفة، مشيرا إلى أن الاستيطان ينتشر اليوم في كامل الضفة، كما يسعى الاحتلال إلى فصلها عن الأردن وعن عمقها العربي وتحويل مدنها وتجمعاتها السكانية إلى جيوب داخلية معزولة.
وعن خطورة مخطط الاستيطان على قيام الدولة الفلسطينية، أوضح الرنتاوي -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الاحتلال الإسرائيلي يهدف إلى منع قيام دولة فلسطينية بالكامل، وهي إستراتيجية مدعومة داخليا، بدليل أن آخر استطلاع للرأي يظهر أن 82% من المستطلعين مع تهجير سكان قطاع غزة ، و56% منهم مع تهجير فلسطينيي 48.
ورغم هذا الواقع الإسرائيلي، يقول الرنتاوي إن بعض العرب لا يريد أن يصدق ومازال يطارد السراب ويتحدث عن حل الدولتين الذي قال إنه تم تقويضه منذ سنوات طولية.
ومن جانبه شدد البرغوثي على أن الاحتلال ليس لديه الاستعداد لا للقبول بدولة فلسطينية ولا بفكرة دولة واحدة ولا بفكرة حل الدولتين، لأنه يريد أن يأخذ كل فلسطين ويهجر السكان الفلسطينيين الذين يفوق عددهم عدد الإسرائيليين.
الخطوات المطلوبة
وبشأن الخطوات المطلوبة فلسطينيا وعربياً ودوليا لإجهاض محاولات إسرائيل المستمرة لقضم الضفة وتقويض حلم الدولة الفلسطينية، قال الرنتاوي إن الموقف العربي يجب أن يركز على المطالبة بدولة فلسطينية على القطاع والضفة وعاصمتها القدس الشرقية وتثبيت الفلسطينيين في أرضهم، داعيا الدول العربية التي لديها علاقات مع الاحتلال أن تقوم بقطعها أو تجميدها أو تعليقها لبعث رسالة قوية له.
وحذر من إمكانية نجاح الاحتلال الإسرائيلي في تطبيق مخططه الاستيطاني إذا استمر الوضع على حاله، في ظل وجود ضعف بأداء السلطة الفلسطينية، وموقف عربي متخاذل ومجتمع دولي متواطئ، حيث لم تصل الصحوة الغربية إلى ممارسة ضغط حقيقي على الاحتلال.
كما طالب البرغوثي بفرض عقوبات على إسرائيل كما فعل المجتمع الدولي سابقا مع جنوب أفريقيا، وأن تلغي البلدان العربية كل اتفاقيات التطبيع مع دولة الاحتلال.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
قوات الاحتلال تشن حملة اقتحامات واعتقالات بجنين ونابلس
شنت قوات الاحتلال الإسرائيلي حملة اقتحامات جنوب جنين في الضفة الغربية المحتلة، ونفذت حملة اعتقالات في بلدة فحمة، كما اعتقلت فلسطينيا في قرية يتما جنوب نابلس. وقالت مصادر محلية إن قوات الاحتلال اعتقلت الأسير المحرر لؤي شفيق صعابنة من بلدة فحمة في جنين. كما اقتحمت قوات الاحتلال مدينة حلحول شمال الخليل بالضفة. وفي قرية يتما جنوب نابلس، ذكرت مصادر محلية، أن جنود الاحتلال اعتدوا على الشاب رشاد محمد نجار بالضرب أثناء عمله، واقتادوه إلى جهة غير معلومة. وأفادت مصادر محلية أن قوات الاحتلال اقتحمت القرية، وسيرت دوريات راجلة فيها. تطورات أخرى وفي رام الله هاجم مستوطنون عائلات فلسطينية على أطراف بلدة سنجل شمال المدينة تحت حماية قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقام المستوطنون بإلقاء الحجارة على منازل الفلسطينيين وحاولوا تخريب أراض زراعية. وأفادت مصادر محلية، للجزيرة أن قوات الاحتلال اعتقلت عددا من الشبان الذين حاولوا التصدي للمستوطنين، وأغلقت مداخل بلدة سنجل. وداهم مستوطنون البلدة القديمة في الخليل جنوبي الضفة الغربية تحت حراسة وحماية قوات الاحتلال التي أغلقت المحلات التجارية ومنعت الفلسطينيين من الوصول للبلدة القديمة والمسجد الإبراهيمي. وينفذ المستوطنون جولات في البلدة القديمة في الخليل كل يوم سبت وسط حماية مشددة من قوات الاحتلال التي تغلق المنطقة بشكل كامل لتأمين هذه الجولات. واعتدى جنود من جيش الاحتلال الإسرائيلي على شاب فلسطيني عند حاجز عسكري في المدخل الشمالي لمدينة البيرة في الضفة. وأظهرت صور قيام جنود الاحتلال إيقاف مركبة الشاب خلال محاولته عبور الحاجز وإجباره على النزول وإدخاله إلى غرفة صغيرة والاعتداء عليه. ويتعرض الفلسطينيون لمضايقات يومية من قوات الاحتلال عند مرورهم عبر الحواجز العسكرية المنتشرة في الضفة.


الجزيرة
منذ ساعة واحدة
- الجزيرة
غزة المحاصَرة.. تحاصر إسرائيل في افتقارها للإنسانية
قال الفريق القطري للعمل الإنساني في الأراضي الفلسطينية المحتلة إن السلطات الإسرائيلية قوّضت قدرته على تقديم المساعدات الإنسانية الحقيقية، التي تقوم على مبادئ ثابتة، وتصل إلى الفئات الأكثر ضعفًا. هذا، وحذَّر الفريق في بيان صحفي، يوم الخميس 29 مايو/ أيار الجاري، من أن الوضع الإنساني بلغ ذروته بعد مرور 600 يوم على اندلاع الحرب، حيث "تتعرض الأُسر للتجويع والحرمان من المقومات الأساسية التي تُيسر لها البقاء على قيد الحياة". بيان الفريق القطري توافق مع ما قاله المتحدث باسم الأمم المتحدة، ستيفان دوجاريك، خلال مؤتمره الصحفي في نيويورك، حيث أكد أن القصف الإسرائيلي يطول مباشرة المستشفيات التابعة للصليب الأحمر أيضًا؛ بهدف توسيع الحصار ليطول القطاع الصحي أيضًا. كما أن رفض دخول المساعدات الغذائية إلى القطاع، والتعمد في حصرها ضمن شركة أميركية، دليل على تأكيد الإجرام الإسرائيلي، الذي يوضح أن المشروع الأميركي الإسرائيلي لم يزل قائمًا على التهجير القسري للسكان؛ بهدف تغيير وجه القطاع. لا نقاش حول هدف حكومة بنيامين نتنياهو، ذات التوجه اليميني المتطرف، اعتمادَ سياسة التجويع بحق سكان غزة المحاصرين، بغية ترحيلهم بطريقة قسرية. ولا نقاش في أن تلك المشهدية التجويعية التي تفرضها على غزة هي حقيقة واقعية، حيث تحولت رمزًا لإجرام الدولة بحق الناس العزل. يعتبر المتابع أنه رغم وضع واشنطن مقترحاتها لوقف الحرب، عبر ما تقدم به المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف، ورغم أنها حملت بنودًا لوقف إطلاق النار، والإفراج عن المحتجزين لدى حركة حماس، فإنّ الإسرائيلي وقع في فخ الابتعاد عن القيم الإنسانية؛ ففجاجة نتنياهو -على ما يبدو- لا حدود لها، وهو الذي أقرّ مساء الثلاثاء، 27 مايو/ أيار، باعتقال آلاف الفلسطينيين في غزة وتصويرهم عراة، زاعمًا أنه لا تظهر عليهم آثار سياسة التجويع الممنهج التي تنتهجها إسرائيل في القطاع المحاصَر منذ 600 يوم. حديثه هذا جاء في "المؤتمر الدولي لمكافحة معاداة السامية"، الذي نظمته الخارجية بالقدس الغربية، وفق صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية. أن يعرض نتنياهو الناس بهذه الطريقة لكي يثبت أن جيشه لا يمارس سياسة التجويع، فهذا التصرف هو بذاته قمة اللاأخلاقية، ويُبرز فقدان الرجل لأبسط معايير الإنسانية. هذا ما جعل العالم يدين إسرائيل، ويعتبر ما تقوم به في غزة يرقى إلى مستوى الوحشية. دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز الاتحاد الأوروبي إلى تعليق اتفاقية الشراكة مع إسرائيل، وفرض حظر شامل على تصدير الأسلحة إليها، ضمن الضغط على إسرائيل لوقف عدوانها على غزة. لم تعد إسرائيل تحظى بغطاء غربي مطلق، لأنّ المواقف المتطورة من القضية الفلسطينية، وتحديدًا فيما يخصّ ما دعت إليه فرنسا بشأن الاعتراف بدولة فلسطين، ترتبط بالتبدّل العام للمزاج العالمي فيما يخصّ الحاضنة الرئيسية لدولة إسرائيل؛ إذ إن الفظائع التي ترتكبها تلك الدولة بحق الشعب الأعزل، تحت شعار محاربة حماس وتحرير الأسرى، هي دليل واضح على سياساتها التجويعية البعيدة كل البعد عن الإنسانية. غزة المحاصَرة جوعًا نقلت من وسط معاناتها صورتين إلى العالم، واحدة ترتبط بقدرة الصمود على البقاء في الأرض، وعدم التخلي عن الهوية. هذه الصورة لطالما أظهرها الفلسطيني ضمن مسار معاناته الطويلة مع هذا الكيان، الذي جلّ ما يريده هو بسط نفوذه على كامل الأراضي الفلسطينية، إذ رغم الدعوات للاعتراف بإقامة الدولتين، فإنّه لا يعترف بكيانية دولة فلسطينية معتبرًا فلسطين بالكامل أرضه. هذه السياسة الاستيطانية تجد لها داعمين داخل مراكز القرار في الدوائر الأميركية، لهذا لا خيار أمام سكان غزة سوى المقاومة من أجل البقاء والاستمرارية. هل خسرت إسرائيل فعلًا مكانتها بين الدول الغربية، وأصبحت دولة محاصَرة في لاأخلاقياتها التي لا حدود لها؟ أم إن الإصرار الأميركي على وقف الحرب في غزة يصب في خانة فك حصار العزلة عن إسرائيل، قبل فك حصار الجوع عن غزة؟ أما الصورة الثانية التي يمثلها الصمود الغزيّ، ففيها إظهار وحشية وهمجية السياسات الإسرائيلية التي بات يلاحقها، لا بل أسقط شعارها (مكافحة معاداة السامية)، واستبدل به شعارًا جديدًا بات يترافق مع الصورة الإسرائيلية في العالم، بأنّها باتت دولة تمتاز بـ"معاداة الإنسانية". طوّق جوع غزة الدولة العبرية، وجعلها محاصرة عالميًّا وملاحقة دوليًّا من خلال التظاهرات والاحتجاجات، وحتى الأحداث الأمنية التي تُرتكب تحت شعار "فلسطين حرة" دعمًا لغزة لوقف العدوان عليها. أصبحت إسرائيل اليوم نموذجًا للدول الفاشية والنازية التي حكمت العالم في السابق، ومارست أبشع أنواع الجرائم والفظائع بحق الإنسانية جمعاء. تعيش إسرائيل اليوم عزلة دولية لا مثيل لها ولم تشهدها في تاريخها، لقد تخلت عنها جميع الدول، حتى تلك التي شكلت الحاضنة لها منذ تأسيسها؛ فلعقودٍ من الزمن، وقفت ألمانيا في صف إسرائيل، حيث شكّل تاريخها المظلم في اضطهاد اليهود سياساتها الحديثة المتمثلة في دعمها شبه المطلق؛ لكن تعليق المستشار الجديد -فريدريش ميرتس- في تصاريحه الأخيرة، أثار التساؤلات بشأن إمكانية استمرار دولته في دعم إسرائيل. فهل خسرت إسرائيل فعلًا مكانتها بين الدول الغربية، وأصبحت دولة محاصَرة في لاأخلاقياتها التي لا حدود لها؟ أم إن الإصرار الأميركي على وقف الحرب في غزة يصب في خانة فكّ حصار العزلة عن إسرائيل، قبل فكّ حصار الجوع عن غزة؟


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
كاتس يهدد باغتيال خليل الحية والقيادي بالقسام عز الدين الحداد
هدد وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، أمس السبت، باغتيال عضو المكتب السياسي لحماس خليل الحية، والقيادي في كتائب القسام الجناح العسكري للحركة عز الدين الحداد. وقال كاتس في بيان أصدره مكتبه إن الحداد في غزة، وخليل الحية في الخارج؛ من أبرز المستهدفين على قوائم الاغتيال، دون أن يوضح المزيد من التفاصيل. ويشغل الحية منصب نائب رئيس المكتب السياسي لحماس منذ أغسطس/آب عام 2024، كما يشغل حاليا عضو المجلس القيادي للحركة ويقيم حاليا خارج الأراضي الفلسطينية. أما الحداد فهو أحد كبار القادة في كتائب القسام، ويشغل منصب قائد لواء مدينة غزة، وعضو في المجلس العسكري المُصَغَّر. ومنذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.