
هجوم داعش في سوريا.. هل يمثل مقدمة لتصعيد خطير؟
الهجوم أعاد طرح التساؤلات بشأن مستقبل الأمن في سوريا ، لا سيما مع انفتاح الحكومة الجديدة برئاسة أحمد الشرع على المجتمع الدولي، ووسط حديث عن انسحاب أميركي محتمل من البلاد. فهل نحن أمام عودة فعلية للتنظيم؟ ومن يقف خلفه؟
مالك أبو خير، الأمين العام لحزب اللواء السوري، قال في حديث لسكاي نيوز عربية من ليون: "منذ شهر تحدثنا عن مؤشرات لتحركات داعش ، واليوم بدأت هذه التحركات تظهر بوضوح. نحن نرصد عودة منظمة للتنظيم في جنوب سوريا ، وتحديداً من عمق البادية السورية وصولاً إلى بادية السويداء".
وأضاف أبو خير: "هناك خلايا نائمة بدأت تنشط في درعا، ولدينا معلومات عن استفادة داعش من مستودعات سلاح تركها النظام السابق، ما مكنه من إعادة ترتيب أجنداته وانتشاره في مناطق البادية".
وبشأن ارتباط ذلك بالحراك السياسي الجديد، أشار إلى أن "داعش يستغل الانفتاح الدولي على الحكومة الجديدة لتوجيه ضربات للبنية الاجتماعية والأمنية"، محذراً من أن ما نشهده "ليس تحركاً عابراً بل مقدمة لتصعيد خطير".
من جانبه، اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي العقيد إسماعيل أيوب، أن عودة داعش لم تكن مفاجئة: "التنظيم لم يهزم نهائياً. منذ 2019 وحتى الآن، استمر في الاستفادة من المناطق الرخوة التي كانت خاضعة للنظام السابق، خصوصا في البادية الحمصية والحموية، وحتى جنوب الرقة".
وأكد أيوب أن "النظام السابق كانت له علاقة مع التنظيم، وهناك تقارير استخباراتية تؤكد أن قواته استفادت من داعش في مناطق معينة مثل جنوب نهر الفرات بالرقة"، مضيفا: "التنظيم الآن ينشط في أماكن لم تُحكم السيطرة الأمنية عليها بعد، ويستغل المرحلة الانتقالية التي تمر بها الدولة السورية".
وأوضح: "هناك فصائل حتى الآن لم تنضم للحكومة الجديدة، كما أن فلول النظام السابق لم يسلموا أسلحتهم بالكامل، بالإضافة إلى ما يسمى بالذئاب المنفردة وأسماك الصحراء والخلايا النائمة التي تعاود نشاطها".
أما علي العلاني، الخبير في شؤون مكافحة الإرهاب، فقد أرجع تحرك داعش الأخير إلى تفاعلات إقليمية بالدرجة الأولى. وقال لسكاي نيوز عربية من تونس: "تحرك داعش لا يأتي من فراغ. هناك تناقضات حادة داخل الفصائل الإرهابية نفسها، وصراع واضح مع الحكومة الجديدة التي لا تحظى بدعم التنظيم".
وأضاف: "داعش وصف حكومة الشرع بالمرتدة، وهناك تعليمات داخلية بعدم تأييدها، وهو ما يفسر نشاط التنظيم بعد الإعلان عن انسحاب أميركي تدريجي من سوريا منذ منتصف أبريل. كلما شعر التنظيم بفراغ أو ضعف، استغل الموقف".
كما لم يستبعد العلاني وجود أصابع إقليمية تحرك التنظيم، قائلا: "من مصلحة أطراف مثل إيران، والنظام القديم، إبقاء سوريا في حالة عدم استقرار. فهناك من لا يريد لحكومة الشرع أن تنجح".
شبهات تسليم مواقع
وفي تعليق لافت، قال أبو خير إن "عدداً كبيراً من المواقع العسكرية التابعة لحزب الله في عمق البادية السورية، بما فيها مستودعات أسلحة وأنفاق، سُلّمت بطريقة توحي بوجود تنسيق مع داعش"، متهماً إيران بـ"لعب دور قوي في تحريك خيوط التنظيم".
ولفت إلى أن "هناك أيضاً تسرباً لمقاتلين أجانب كانوا إلى جانب الحكومة، لكن بسبب خلافات عقائدية بدؤوا بالانضمام لداعش"، مضيفاً: "هذا التسرب خطير، ويفتح الباب أمام تفشي التنظيم مجدداً في المدن السورية بحرية أكبر".
تحذيرات من تجاهل الخطر
العقيد إسماعيل أيوب حذر من التهاون مع هذا التهديد، مشددا على أن "داعش يستغل كل ثغرة أمنية أو سياسية للعودة. التنظيم لا يؤمن بمشاركة السلطة، ويقاتل من أجل فرض فكره المتطرف على كامل الأرض السورية".
كما اعتبر أن وصف الحكومة الجديدة بأنها امتداد لهيئة تحرير الشام "غير دقيق"، قائلا: "الحكومة الحالية هي دولة معترف بها، تتعامل مع كل السوريين وتبني مؤسساتها، بينما داعش لا يقدم إلا الإرهاب والدمار".
وفي ظل هذه المعطيات، يرى المراقبون أن عودة داعش، حتى لو كانت على شكل هجمات متفرقة، تمثل تحديا كبيرا أمام الحكومة السورية الجديدة. فالمعركة لم تعد فقط ضد تنظيم متطرف، بل أيضا ضد شبكة من المصالح الإقليمية والدولية التي لا تريد استقرار سوريا.
وإذا ما ثبت وجود تواطؤ أو غض نظر من أطراف إقليمية، فإن المواجهة القادمة ستكون أعقد من مجرد صراع عسكري، بل صراع على مستقبل سوريا برمّته، في مرحلة ما بعد الأسد.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
رجل أعمال أميركي عن الشرع: لدى سوريا وإسرائيل أعداء مشتركون
وأشار الشرع بحسب باس الذي نشر مقتطفات من لقائه مع الرئيس السوري على صحيفة "جويش جورنال"، إلى أن الازدهار لن يتحقق لأي من الدولتين في ظل الخوف. وأضاف باس أن الشرع تحدث عن أن لدى سوريا وإسرائيل أعداءً مشتركين، وإنه يمكن للبلدين لعب دور رئيسي في الأمن الإقليمي. وأعرب الشرع حسب رجل الأعمال الأميركي عن رغبته في العودة إلى اتفاق فك الاشتباك الموقّع عام 1974، مع إسرائيل كضمان أساسي لضبط النفس المتبادل وحماية المدنيين، وخاصة المجتمعات الدرزية في مرتفعات الجولان. كما شدد الشرع على أن سلامة دروز سوريا غير قابلة للتفاوض، ويجب حمايتهم بموجب القانون. ورفض الشرع حسب المقال الحديث عن التطبيع الفوري مع إسرائيل، لكنه أبدى انفتاحه على محادثات مستقبلية تقوم على مبادئ القانون الدولي واحترام سيادة سوريا. وأكد الشرع بحسب باس على أنه سيتعاون "حيث توجد نية صادقة وطريق واضح للتعايش، وسنتجنب أي مسارات أخرى". وفيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، أشار الشرع إلى لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب ، ووصفه بأنه "رجل سلام"، مضيفا بحسب باس: "تعرض كلانا للهجوم من نفس العدو. ترامب يفهم النفوذ، القوة، والنتائج. سوريا تحتاج إلى وسيط نزيه يمكنه إعادة ضبط المحادثة. إذا كانت هناك إمكانية للتقارب تساعد في إحلال الاستقرار في المنطقة والأمن للولايات المتحدة وحلفائها، فأنا مستعد لإجراء تلك المحادثة". وأقامت دورية للجيش الإسرائيلي، يوم السبت، حاجز تفتيش بين خان أرنبة وقرية جبا في محافظة القنيطرة بعد توغلها داخل الأراضي السورية. وتتألف الدورية من 10 عناصر ممن يتحدثون العربية الفصحى يستقلون سيارات نوع "همر". كما توغلت قوتان إسرائيليتان بين بلدتي جبا وخان أرنبة قرب موقع حاجز "الصقري" سابقا في ريف القنيطرة، بمرافقة سيارتين عسكريتين وما يقارب 20 جنديا. وبحسب مصادر المرصد السوري، فتشت العناصر المركبات بحثا عن أسلحة من شأنها أن تهدد أمن إسرائيل، مما أثار استياء ومخاوف من استمرار تلك الاستفزازات في المنطقة.

سكاي نيوز عربية
منذ 2 ساعات
- سكاي نيوز عربية
رجل أعمال أميركي عن الشرع: لدى سوريا وإسرائيل أعداء مشتركين
وأشار الشرع بحسب باس الذي نشر مقتطفات من لقائه مع الرئيس السوري على صحيفة "جويش جورنال"، إلى أن الازدهار لن يتحقق لأي من الدولتين في ظل الخوف. وأضاف باس أن الشرع تحدث عن أن لدى سوريا وإسرائيل أعداءً مشتركين، وإنه يمكن للبلدين لعب دور رئيسي في الأمن الإقليمي. وأعرب الشرع حسب رجل الأعمال الأميركي عن رغبته في العودة إلى اتفاق فك الاشتباك الموقّع عام 1974، مع إسرائيل كضمان أساسي لضبط النفس المتبادل وحماية المدنيين، وخاصة المجتمعات الدرزية في مرتفعات الجولان. كما شدد الشرع على أن سلامة دروز سوريا غير قابلة للتفاوض، ويجب حمايتهم بموجب القانون. ورفض الشرع حسب المقال الحديث عن التطبيع الفوري مع إسرائيل، لكنه أبدى انفتاحه على محادثات مستقبلية تقوم على مبادئ القانون الدولي واحترام سيادة سوريا. وأكد الشرع بحسب باس على أنه سيتعاون "حيث توجد نية صادقة وطريق واضح للتعايش، وسنتجنب أي مسارات أخرى". وفيما يتعلق بالعلاقة مع الولايات المتحدة، أشار الشرع إلى لقائه بالرئيس الأميركي دونالد ترامب ، ووصفه بأنه "رجل سلام"، مضيفا بحسب باس: "تعرض كلانا للهجوم من نفس العدو. ترامب يفهم النفوذ، القوة، والنتائج. سوريا تحتاج إلى وسيط نزيه يمكنه إعادة ضبط المحادثة. إذا كانت هناك إمكانية للتقارب تساعد في إحلال الاستقرار في المنطقة والأمن للولايات المتحدة وحلفائها، فأنا مستعد لإجراء تلك المحادثة". وأقامت دورية للجيش الإسرائيلي، يوم السبت، حاجز تفتيش بين خان أرنبة وقرية جبا في محافظة القنيطرة بعد توغلها داخل الأراضي السورية. وتتألف الدورية من 10 عناصر ممن يتحدثون العربية الفصحى يستقلون سيارات نوع "همر". كما توغلت قوتان إسرائيليتان بين بلدتي جبا وخان أرنبة قرب موقع حاجز "الصقري" سابقا في ريف القنيطرة، بمرافقة سيارتين عسكريتين وما يقارب 20 جنديا. وبحسب مصادر المرصد السوري، فتشت العناصر المركبات بحثا عن أسلحة من شأنها أن تهدد أمن إسرائيل، مما أثار استياء ومخاوف من استمرار تلك الاستفزازات في المنطقة.


العين الإخبارية
منذ 3 ساعات
- العين الإخبارية
كابو ديلجادو.. «بوابة» داعش في أفريقيا
في زاوية منسية شمال موزمبيق، حيث تلتقي الثروات الطبيعية مع الفقر المدقع، تتصاعد ألسنة لهب صراع يعكس مآسي التهميش والتطرف. إنها كابو ديلجادو، المقاطعة الغنية بالغاز الطبيعي والياقوت، والتي تحوّلت في بضع سنوات إلى ساحة حرب مفتوحة تخوضها جماعة "داعش – ولاية وسط أفريقيا" ضد الدولة. وما بدأ كتمرد مسلح هامشي عام 2017، سرعان ما تطور إلى تمرّد منظّم استولى على مدن ومرافئ، وأدى إلى نزوح أكثر من مليون شخص، ليصبح هذا الشريط الساحلي الاستراتيجي رمزًا لـ«فشل التنمية، ومرآة لعنف متجذر في غياهب الإقصاء». موقع استراتيجي تتمتع المقاطعة بموقع استراتيجي جعلها محط اهتمام إقليمي ودولي، حيث تضم تنوعًا ثقافيًا وعرقيًا واسعًا، وهي موطن لعدد كبير من المسلمين الذين يشكلون جزءًا من النسيج الاجتماعي المحلي. عرفت كابو ديلجادو طفرة اقتصادية بعد اكتشاف احتياطيات ضخمة من الغاز الطبيعي قبالة سواحلها، ما جذب استثمارات أجنبية بمليارات الدولارات، بحسب تقرير نشرته صحيفة "فاينانشيال تايمز" البريطانية. وإضافة إلى الغاز، تحتضن المقاطعة موارد طبيعية أخرى مثل الياقوت والجرافيت. ومع ذلك، لم تنعكس هذه الثروات على سكانها، الذين يعانون من الفقر والبطالة، مما زاد من شعورهم بالتهميش والتوتر الاجتماعي، حول المقاطعة إلى بؤرة للعنف بعد ظهور تمرد مسلح تبناه تنظيم "داعش – ولاية وسط أفريقيا". فمقاطعة كابو ديلجادو الواقعة في أقصى شمال موزمبيق، وتحدها تنزانيا من الشمال والمحيط الهندي من الشرق، تُعد منطقة استراتيجية نظرًا لقربها من طرق الملاحة البحرية وامتلاكها شريطًا ساحليًا غنيًا. ويُقدّر عدد سكانها بحوالي 2.3 مليون نسمة، وتتسم تركيبتها بتنوع عرقي واسع يشمل جماعات الماكوندي والمواني، كما تضم المقاطعة غالبية مسلمة بنسبة تقارب 54% عُرف عنها تقليديًا التمسك بإسلام معتدل، قبل أن تتأثر بعض أطرافها بتيارات متشددة خلال العقد الأخير. صعود العنف والتطرف شهدت كابو ديلجادو تصاعدًا لافتًا في الهجمات المسلحة التي تبناها تنظيم "داعش – ولاية وسط أفريقيا"، والتي بدأت بهجمات محدودة ثم تطورت إلى سيطرة على مدن رئيسية مثل موزيمبوا دا برايا في 2020. وبحسب صحيفة "الغارديان" البريطانية، أظهر التنظيم قدرة متزايدة على تنفيذ هجمات معقدة وواسعة النطاق، مستفيدًا من الثغرات الأمنية والانسحاب الجزئي للقوات الإقليمية، ما جعل المقاطعة مركزًا رئيسيًا لنشاطه. ذلك استدعي اهتمامًا دوليًا متزايدًا لمعالجة الأزمة الإنسانية والأمنية المتفاقمة. وأشار موقع "ديفينس بوست"، إلى أن التنظيم أظهر قدرة تكتيكية متزايدة، واعتمد على حرب العصابات والهجمات المعقدة مستفيدًا من تضاريس المنطقة وضعف التنسيق العسكري بين قوات الأمن الموزمبيقية. أسباب تغوّل العنف يرتبط تصاعد العنف في كابو ديلجادو بعدة عوامل متشابكة، أبرزها: التهميش الاقتصادي: لم يستفد السكان من مشاريع الغاز، ما فاقم الفجوة بين الدولة والمجتمع. ضعف الدولة والأمن: فشل الحكومة في فرض سيطرتها على المناطق الريفية ترك المجال مفتوحًا أمام المسلحين. الاختراق الخارجي: أشارت تقارير إلى وجود دعم لوجستي وتدريب خارجي للمسلحين، خصوصًا من شبكات تعمل في شرق أفريقيا. غياب بدائل اجتماعية: تراجع التعليم وفرص العمل جعل الشباب فريسة سهلة للتجنيد. وضع إنساني كارثي وفقًا لمنظمة Decide Electoral Platform، أسفر النزاع عن نزوح داخلي لأكثر من مليون شخص، ومقتل آلاف المدنيين، وأزمات غذائية وصحية حادة، مع انعدام الخدمات في المخيمات المؤقتة. وأمام تعقّد الوضع، تدخلت قوات إقليمية من منظمة سادك (SADC) ورواندا لدعم الجيش الموزمبيقي، في محاولة لاستعادة السيطرة على المدن والطرق الحيوية. وساهم هذا التدخل في تحرير بعض المناطق، إلا أن التهديد ما زال قائمًا، خصوصًا مع اعتماد التنظيم على الخلايا المتنقلة والاختباء بين السكان. ويخشى مراقبون من أن يؤدي الإخفاق في معالجة الأسباب الجذرية للنزاع إلى تحول كابو ديلجادو إلى نقطة استقطاب إقليمية جديدة للتطرف، توازي في خطورتها ما شهدته مناطق في مالي أو الصومال. aXA6IDgyLjI2LjIyMC4yMzkg جزيرة ام اند امز LV