محمد خروب يكتب: المُستعمِرون يَرونَ الفلسطينيين .. «شعباً زائداً»
بقلم :
يواصل قادة الكيان الاستعماري في فلسطين المحتلة, «مارثون» المزايدة والتحضير لمرحلة «ما بعد» حرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير والتجويع والتدمير, ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والضفة الغربية, عبر طرح المزيد من المشروعات والخطط المُعلنة وتلك التي تجري في الخفاء عبر قنوات دولية وإقليمية, في انتظار نضوج ما «يتلاءَم» مع المخطط الصهيوأميركي العنصري, الذي وصل ذروته بطرح الرئيس الأميركي صهيوني الهوى والإرادة/ترامب, بتهجير اهالي القطاع الفسطيني المنكوب.
وإذا كان قادة العدو وعلى رأسهم نتنياهو قد انخرطوا بحماسة في ماراثون المُزايدة السياسية والحزبية واستثماراً مُسبقاً في مرحلة «ما بعد» حرب الإبادة والتطهير العرقي والتهجير, وعلى رأسهم مجرم الحرب/نتنياهو, الذي «خطب» (عبر الفيديو كونفرانس) أول أمس في الجلسة الافتتاحية للمؤتمر السنوي لأشهر لوبي يهودي في الولايات المتحدة, ونقصد «إيبك», المنظمة «الصهيو ــ يهودية» النافذة والأشهر. قائلاً بوقاحة وصلف: الجميع يقول إن «غزة أكبر سجن مفتوح على وجه الأرض» لذا أضافَ ـ باستذكاء وغمز من قناة مصر ـ سَمحنا بالمغادرة دون دفع ?شوة». ولم ينس بالطبع ان يلفت إنتباه مستمِعيه الذين «أمطروه» بالتصفيق مُتبجِحاً بأنه «أكّدَ» قبل عام ان بلاده ستُغير وجه الشرق الأوسط, وهو ما يحدث الآن. مُردفاً أن تل أبيب «تدعم» خطة الرئيس ترامب بـ"السماح بحرية الاختيار في المغادرة وإنشاء غزة جديدة».
أمام هذه الغطرسة الليكودية الفاشية التي يقودها نتنياهو, ابرز «أحفاد» العنصري الصهيوني الشهير «جابوتنسكي», صاحب نظرية «الجدار الحديدي» ومُؤسس تيار الصهيونية التنقيحية» بعد إنشقاقه عن الحركة الصهيونية/الأم, التي دشنها «مؤتمر بازل» في العام/ 1997 بقيادة «النمساوي ــ المجري «هرتزل». نقول: بعد تُرّهات نتنياهو وأكاذيبه المؤسطرة, خرجَ علينا صهيوني آخر ولكن مُزايد ومأزوم (استطلاعات الرأي تؤشر إلى فقدانه «نصف» مقاعده الـ«24» الحالية في الكنيست), كونه الآن زعيماً للمعارضة في كنيست العدو, هو يائير لابيد رئيس حزب «يوج? مُستقبل/ يِش عتيد», زاجاً بـ«القاهرة» في «بازار التهجير» الذي يقوده ترامب.
إذ طرحَ/لابيد أمام مؤتمر مركز «الدفاع عن الديموقراطيات» في واشنطن، مُقترَحاً لـ«مُستقبل قطاع غزة», يشمل «دوراً مِصرياً», قائلاً بلهجة تفيض غطرسة واستعلاء: إن (على مصر تولّي «الوصاية» على القطاع)، «مقابل» تسديد ديونها للمجتمع الدولي ودول المنطقة، التي تبلغ ـ وفق زعمه ـ نحو 150 مليار دولار. بل لم يتوقف/لابيد هنا بل مضى بصلف الى القول ان: فترة الوصاية المصرية «تمتد إلى 15 عاماً». لافتا ان «حماس عدوّة الجميع بما فيها مصر»، لذلك «يجب» أن تتولى مصر الحُكم في القطاع, ويتم نزع سلاح حماس ثم إعادة بناء القطاع وتشكيل?حكومية جديدة». الطريف ان المركز الأميركي الذي يزعم انه «يدافع عن الديموقراطيات» قام ببث الجلسة «مباشرة في يوتيوب» تحت عنوان «اليوم التالي: رؤية يائير لبيد لشرق أوسط ينعم بالسلام».
هو إذاً «سلام صهيوأميركي «سواء جاء من مؤتمر «إيباك» السنوي, ام من مركز يدّعي «الدفاع عن الديموقراطيات», وهو أيضاً ما تجلى بوضوح في «مقترحات» ترامب التهجيرية, وها هو مبعوثه الى الشرق الأوسط «ستيف ويتكوف", الذي «أجّلَ» حضوره للمنطقة لاستنقاذ صفقة التبادل ووقف النار, زاعماً أن «إنشغالات واشنطن كثيرة», كما برّر حرفياً, يخرج علينا هو الآخر بـ«بدعة جديدة», تدفن ـ من بين أمور أخرى ـ ما تم الترويج له بأن ترامب «تخلّى» عن مخططه التهجيري, إذ «زفّ» لنا/ويتكوف: ان (قمة مع «مُطورين عقاريين ومُخططين من الشرق الأوسط», ست?عقد قريباً لبحث خطة إدارة ترامب بشأن «مستقبل غزة»). مُضيفاً/ ويتكوف: إن «العديد من الدول» تواصلت مع الولايات المتحدة لـ«عرض المشاركة في حل دائم» لسكان قطاع غزة، مُستدرِكاً: سنعقد قمة قريباً جداً مع «أكبر المُطورين» في منطقة الشرق الأوسط، و«العديد من المطورين العرب", والكثير من المخططين الرئيسيين. أعتقد ـ أردفَ بحماسة مُزيفة وخبث ـ أنه عندما يرى الناس «بعض الأفكار» التي تأتي من هذا، فـ«سوف يَندهشون». ولم ينس بالطبع ان يتلو علينا بعضاً من مزاميره. في تجميل خطة ترامب التهجيرية بالزعم: ان ترامب يعتقد أنه «حان ?لوقت لإيجاد حلول جديدة للصراع الأكثر استقطابا في الشرق الأوسط»، متابعا:ان العديد من الدول اتصلت بالولايات المتحدة لـ«عرض» أن تكون جزءا من «نوع من الحل الدائم» لسكان المنطقة التي مزّقتها الحرب.
في السطر الأخير.. كل ما تم عرضه أعلاه من تصريحات ومقترحات, خزعبلات وأضاليل, كذب وإفتراء, لم يرِد ذكر للشعب الفلسطيني او فلسطين او «إحتلال», القانون الدولي او حقوق الإنسان, او كل ما تتبجح به مؤسسات غربية أميركية وأوروبية عن الديموقراطية وتقرير المصير. ما عنى أن المُستعمِرين «البيض» ينطلقون من قناعة عنصرية راسخة, ترى في الشعب الفلسطيني شعباً زائداً. تماماً كما نظرَ المستعمِرون الأوائل للشعوب الأصلية التي أبادوها في أميركا ذاتها, كما ألمانيا التي قارفت في «ناميبيا» الإفريقية قبل مئة عام, «أول» إبادة جماعية في?القرن العشرين (قبل «الهولوكوست» كما يجب التذكير). دع عنك بلجيكا والبرتغال وإسبانيا وهولندا وإيطاليا, بل خصوصاً «فرنسا» التي اعتبرت الجزائر العربية «فرنسية", طوال قرن وثلث.
kharroub@jpf.com.jo
الراي
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سرايا الإخبارية
منذ 44 دقائق
- سرايا الإخبارية
ترامب يوصي بفرض رسوم جمركية 50% على الاتحاد الأوروبي من أول حزيران
سرايا - قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إنه يوصي بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على السلع القادمة من الاتحاد الأوروبي اعتبارا من أول حزيران، مشيرا إلى أن التعامل مع التكتل بشأن التجارة صعب. وذكر ترامب على منصة تروث سوشيال التي يمتلكها أن "التعامل مع الاتحاد الأوروبي، الذي يشكل بالأساس لاستغلال الولايات المتحدة من الناحية التجارية، صعب جدا... مناقشاتنا معهم لا تفضي إلى أي نتيجة!". في غضون ذلك، تراجع اليورو الجمعة، ليبدد مكاسب حققها في وقت سابق من الجلسة بعد قول ترامب إنه سيوصي بفرض رسوم جمركية 50% على الاتحاد الأوروبي بدءا من الأول من حزيران، ليثير مخاوف المستثمرين مجددا من أثر الرسوم الجمركية على الاقتصاد والتجارة العالميين. وكان اليورو قد صعد إلى 0.8% في وقت سابق اليوم بعد تهديد ترامب في منشور آخر بفرض رسوم جمركية 25% على أبل وعلى جميع هواتف آيفون غير المصنعة في الولايات المتحدة. وارتفع اليورو في أحدث تعاملات 0.45% إلى 1.1336 دولار.


سواليف احمد الزعبي
منذ 2 ساعات
- سواليف احمد الزعبي
رويترز تفضح صورة مغلوطة استخدمها ترامب ضد حكومة جنوب أفريقيا
في خطوة أثارت جدلا واسعا، عرض الرئيس الأميركي دونالد #ترامب خلال لقائه برئيس #جنوب_أفريقيا سيريل رامافوزا صورة ادّعى أنها توثّق دفن #مزارعين_بيض قُتلوا في جنوب أفريقيا. غير أن وكالة رويترز كشفت أن الصورة لا تمت بصلة لجنوب أفريقيا، بل التُقطت في جمهورية #الكونغو الديمقراطية. خلال الاجتماع الذي عُقد في البيت الأبيض يوم 21 مايو/أيار الجاري، أخرج ترامب صورة مطبوعة متّهما حكومة رامافوزا بالتقاعس عن حماية المزارعين البيض، فيما بدا تكرارا لروايته القديمة حول 'إبادة جماعية بيضاء' في جنوب أفريقيا، وهي مزاعم دحضها مرارا الخبراء والبيانات الرسمية. الصورة المضللة ومصدرها الصورة التي استخدمها ترامب مأخوذة من فيديو نشرته وكالة رويترز في ديسمبر/كانون الثاني 2022، ويُظهر جنازة جماعية في مدينة غوما شرقي الكونغو لضحايا سقطوا في اشتباكات بين الجيش ومتمردي حركة 'إم 23″، ولا علاقة لها بالمزارعين أو بجنوب أفريقيا. ترامب استند في ادعائه إلى مقال نُشر في موقع 'أميركان تنكير' (American Thinker) اليميني، تضمّن رابطا للفيديو التابع لرويترز. وأقرت محررة الموقع أندريا ويدبورغ بأن الصورة أُسيء تفسيرها، لكنها دافعت عن المقال باعتباره تسليطا للضوء على 'الاضطهاد الذي يواجهه البيض في جنوب أفريقيا'، حسب تعبيرها. رد رامافوزا وموقف جنوب أفريقيا رغم الطابع المثير للجدل لهذه الاتهامات، حافظ الرئيس #رامافوزا على هدوئه، وأكد على أهمية تعزيز العلاقات الثنائية بين واشنطن وبريتوريا. إعلان وبحسب مصادر مطّلعة على فحوى الاجتماع، لم يرد رامافوزا مباشرة على مزاعم ترامب، مكتفيا بالتأكيد على التزام بلاده بسيادة القانون وحماية جميع المواطنين دون تمييز. ردود فعل غاضبة وإشادة بالحكمة أثارت الحادثة ردودا غاضبة في جنوب أفريقيا، حيث وصف ناشطون ومحللون استخدام ترامب صورة مضللة بأنه 'تلاعب خطير' قد يفاقم التوترات العرقية. في المقابل، تلقى رامافوزا إشادة واسعة على هدوئه وتعقّله في التعامل مع ما وُصف بـ'استفزاز غير مبرر'. البيانات الحكومية في جنوب أفريقيا تشير إلى أن الجرائم التي تطال المزارعين لا تميّز بين الأعراق، ولا توجد مؤشرات على وجود 'إبادة منظمة' ضد البيض، كما يروّج لها بعض التيارات في اليمين الأميركي. سياق سياسي مشحون تأتي هذه الواقعة في وقت يسعى فيه رامافوزا لتعزيز العلاقات الاقتصادية والسياسية مع الولايات المتحدة، بينما يبدو أن ترامب، في خضم حملته السياسية المستمرة، لا يزال يوظّف الخطاب الشعبوي والإثارة الإعلامية ولو على حساب الدقة والحقائق.


صراحة نيوز
منذ 3 ساعات
- صراحة نيوز
ترامب يهدد آبل بفرض رسوم جمركية إذا لم تُصنّع آيفون في أمريكا
صراحة نيوز ـ وجّه الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، الجمعة، تهديداً مباشراً لشركة آبل بفرض رسوم جمركية تصل إلى 25%، في حال لم تُعد الشركة تصنيع هواتف 'آيفون' إلى داخل الولايات المتحدة. وقال ترامب في منشور على منصته 'تروث سوشال': 'لقد أبلغت تيم كوك منذ فترة طويلة أنني أتوقع أن يتم تصنيع هواتف آيفون في الولايات المتحدة، وليس في الهند أو في أي مكان آخر. إذا لم يحصل ذلك، سيتوجب على آبل دفع رسم جمركي قدره 25% على الأقل للولايات المتحدة'. وتعكس تصريحات ترامب استمرار نهجه المتشدد في ما يخص السياسات الاقتصادية والصناعية، حيث يشدد على ضرورة إعادة الشركات الأميركية الكبرى لتصنيع منتجاتها داخل البلاد، بهدف دعم الاقتصاد المحلي وتقليل الاعتماد على الخارج. ولم تصدر شركة آبل حتى الآن أي تعليق رسمي على تصريحات ترامب الأخيرة.