
المال وجائزة نوبل.. والباقي تفاصيل
جاء هذا الحدث في مساحة زمنية متزامنة مع التوقيع في البيت الأبيض على إعلان المبادئ بين العدوين اللدودين أرمينيا وأذربيجان، اللذين عاشا معارك الكر والفر على مدار أربعين عاماً، في نزاعمها حول إقليم ناغورنو كارباخ، المنطقة الأذربيجانية التي تقطنها غالبية من الأرمن، في حربين كبيرتين، الأولى عقب سقوط الاتحاد السوفييتي وانتصرت فيها أرمينيا، والثانية في 2020 وانتصرت فيها أذربيجان، قبل أن تسيطر أذربيجان على الجيب بكامله في هجوم استمر 24 ساعة في سبتمبر/ أيلول 2023 وأدّى لتهجير أكثر من 100 ألف أرميني منه.
نزوات ترامب متواصلة لا يهمه من يختلف مع من، ومن يقتل من، بل همه الوحيد هو انتزاع المال من أهله، والظهور بمظهر رجل السلام كما يدعي، مستشهداً بمواقف سابقة ادعى فيها أنه قد أنجز فيها سلاماً مؤزراً حسب زعمه. وتستند نزوات ترامب هذه إلى تعزيز الأهداف المصلحية والمادية وإحكام قبضة أمريكا على العالم ومصادر المال، إضافة إلى تبرير وتعزيز طلبه الشخصي في الحصول على جائزة نوبل للسلام بأي شكل من الأشكال.
فحّل معضلة أذربيجان وأرمينيا مثلاً، جاء مقابل السيطرة الأمريكية الكاملة على ما يعرف بممر زنغزورو التجاري، وهو عبارة عن منطقة جبلية تاريخية تفصل بين أرمينيا وأذربيجان، حيث كان ذلك الممر وعلى مدار عقود مسرحا للتوترات والنزاعات. بعد حرب ناغورني كاراباخ الثانية عام 2020، عندما برز الممر من جديد كجزء من اتفاق وقف إطلاق النار. ويمتد الممر المذكور لمسافة تقارب 43 كيلومترا جنوب أرمينيا، ليصل بين أذربيجان وتركيا، وهو ما يدفع كلا البلدين للإصرار على استغلاله، وإحكام السيطرة عليه باعتباره ممراً استراتيجياً، يعزز التواصل البري، ويدعم التجارة البينية والدولية، ويربط شبكات السكك الحديدية والطرق بأنقرة ومنها إلى أوروبا والعالم.
هنا جاء حل ترامب المزعوم والقائم على السيطرة الأمريكية على الممر، وتسميته بـ «ممر ترامب الدولي للسلام والازدهار» (TRIPP) عبر تأجير أراضي الممر لشركة أمريكية خاصة لمدة 99 عاما، بهدف تطوير بنية تحتية شاملة تضم طرقا وسككا حديدية وأنابيب طاقة وأليافاً بصرية.
في المقابل وبالأمس القريب، طرح ترامب مشروع الريفيرا في غزة، متقاطعاً مع رغبة نتنياهو في الربط بين المتوسط والهند مروراً بغزة وغازها، لكنه عاد وأمام الرفض الأممي الساحق لفكرته، ليبدو وكأنه قد تخلى عن هذه الفكرة، بينما عاد نتنياهو للحديث عن سيطرة إسرائيلية، وإدارة مدنية، ثم إدارة عربية. تبادل الأدوار هذا يبدو وكأنه بمثابة محاولة ممنهجة للتوهان، قبل أن يعود الرجلان في مرحلة لاحقة للحديث عن الريفيرا من جديد فيما يعتقد بأن الأمر مرهون بتنفيذ نتنياهو لخطة إجهازه الأخيرة على غزة وترحيل سكانها، وفق ما سماها، خطة السيطرة على مدينة غزة ووسط القطاع الجريح.
ومع كل محطة يسأل الصحافيون ترامب عن غزة يعود وفي محضر إجاباته، ليختتم الكلام بقوله: إن الأمر متروك لرئيس الوزراء الإسرائيلي، الذي يحدد ما يريد مجدداً دعمه اللامحدود لإسرائيل.
ومع ثورة العالم ضد إقرار حكومة نتنياهو الأخير باحتلال مدينة غزة ومنطقة وسط القطاع، خرجت سفيرة ترامب لدى الأمم المتحدة في مجلس الأمن لتسبح عكس تيار المتحدثين الحانقين، ولتعيد التذكير بمواقف أمريكا المخجلة، وكأنها تقول للعالم: أنتم في كفة وترامب في كفة أخرى.
أمام مشهدي الريفييرا وممر زنغزورو، يجدد ترامب ارتباط حكمه بأمرين أساسيين: المال وجائزة نوبل، أما باقي الأمور فما هي إلا تفاصيل تغذي نزوات الشخص و»شطحاته» الممهورة بجنون العظمة ونرجسيته المتصاعدة، التي ربما تتطيح بترامب وأمريكا مجتمعين. المال وجائزة نوبل همّا ترامب الأساسيين، أما أولئك الذين يقتلون كل يوم وتسلب أرضهم وينحر وطنهم وتدمر حياتهم.. ما هم إلا وقود لنزواته المتلاحقة. فهل تشمل اعترفات الدول بفلسطين في جزء منها انعكاساً واضحاً لتنامي الضيق الدولي بمسلكية كهذه؟ ننتظر ونرى.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


معا الاخبارية
منذ ساعة واحدة
- معا الاخبارية
ترامب: إذا سار اللقاء مع زيلينسكي جيدا سنحدد موعدا مع بوتين
واشنطن- معا- قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، اليوم السبت، إن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيزور البيت الأبيض يوم الاثنين، وذلك عقب القمة التي عقدها ترامب في ألاسكا مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. وكتب ترامب في منشور على منصة تروث سوشيال "إذا سارت الأمور على ما يرام، فسنحدد موعدا لعقد اجتماع مع الرئيس بوتين". وأضاف "أفضل سبيل لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هو التوجه مباشرة نحو اتفاقية سلام تنهي الحرب، وليس مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار". وقال الرئيس الأميركي على منصة "تروث سوشيال": أجريتُ مكالمة هاتفية في وقت متأخر من الليل مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وعدد من القادة الأوروبيين. واتفق الجميع على أن أفضل سبيل لإنهاء الحرب المروعة بين روسيا وأوكرانيا هو التوصل مباشرةً إلى اتفاق سلام يُنهي الحرب بدلاً من مجرد اتفاق لوقف إطلاق النار والذي غالبا لن يدوم". وكان موقع أكسيوس الإخباري أفاد في وقت سابق بأن ترامب أبلغ زيلينسكي وقادة الناتو أن بوتين لا يريد وقفا مؤقتا لإطلاق النار ويفضل اتفاقا شاملا لإنهاء الحرب، مضيفا أن "ترامب قال إنه يعتقد أن صفقة سلام سريعة أفضل من وقف إطلاق النار" وأفاد مراسل أكسيوس، نقلا عن مصدر مطلع، بأن المكالمة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي وزعماء حلف شمال الأطلسي "كانت صعبة"، مشيرا إلى أن ترامب تحدث لأكثر من ساعة ونصف مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين لإطلاعهم على تفاصيل لقائه مع بوتين. وأوضح مراسل أكسيوس أن ترامب تحدث مع زيلينسكي أولا، ثم انضم إليهما روبيو وويتكوف وقادة بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا وفنلندا وبولندا وأمين عام الناتو ورئيسة المفوضية الأوروبية. وكان زيلينسكي صرح في وقت سابق اليوم السبت، بأن كييف مستعدة للتعاون البناء وتدعم عقد قمة ثلاثية بين الولايات المتحدة وأوكرانيا وروسيا. وكتب زيلينسكي على منصة إكس: "أوكرانيا تؤكد استعدادها للعمل بأقصى جهد ممكن لتحقيق السلام".


فلسطين أون لاين
منذ 2 ساعات
- فلسطين أون لاين
31 دولة عربية وإسلامية تدين تصريحات نتنياهو حول "إسرائيل الكبرى" وخطط الاستيطان "الإسرائيلية"
أدان وزراء خارجية 31 دولة عربية وإسلامية، إلى جانب أمين عام جامعة الدول العربية وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي وأمين عام مجلس التعاون الخليجي، بأشد العبارات تصريحات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بشأن ما يسمى بـ"إسرائيل الكبرى"، معتبرين أنها تمثل استهانة خطيرة بالقانون الدولي، وتهديدا مباشرا للأمن القومي العربي والسلم الإقليمي والدولي. وأكد البيان المشترك الصادر عن الاجتماع رفض هذه التصريحات التي تتعارض مع ميثاق الأمم المتحدة، ولا سيما المادة الثانية الفقرة الرابعة التي تحظر استخدام القوة أو التهديد بها. وشدَّد الوزراء على التزام الدول العربية والإسلامية بسياسات تعزز السلام والاستقرار والتنمية، ورفض أي أوهام للسيطرة بالقوة. وأدان الوزراء موافقة وزير المالية الإسرائيلي" المتطرف بتسلئيل سموتريتش على خطة الاستيطان في منطقة "E1" وتصريحاته العنصرية الرافضة لإقامة الدولة الفلسطينية. واعتبروا أن ما يحدث يعتبر انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي واعتداء على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس المحتلة. وحذَّر البيان من خطورة النوايا الإسرائيلية لضم الأراضي الفلسطينية واستمرار التوسع الاستيطاني، إضافة إلى محاولات المساس بالمقدسات الإسلامية والمسيحية، والاقتحامات اليومية، وعمليات التهجير والتدمير الممنهج لمخيمات اللاجئين، وهو ما يقوّض فرص تحقيق السلام ويهدد الأمن الإقليمي والدولي. وجدّد الوزراء رفضهم المطلق لتهجير الشعب الفلسطيني، ودعوا المجتمع الدولي، خاصة الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن، إلى الضغط على "إسرائيل" لوقف عدوانها على غزة ورفع الحصار، وضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل فوري وغير مشروط، وتحميل الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات جرائمه، بما في ذلك انهيار المنظومة الصحية والإغاثية في القطاع. كما شدَّد البيان على أن قطاع غزة جزء لا يتجزأ من الأرض الفلسطينية المحتلة، ودعوا لتمكين دولة فلسطين من تولي مسؤوليات الحكم فيه كما في الضفة الغربية والقدس الشرقية، بدعم عربي ودولي، في إطار برنامج منظمة التحرير الفلسطينية، وصولًا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة ذات السيادة ومحاسبة مرتكبي الجرائم بحق الشعب الفلسطيني. ومساء الثلاثاء، قال نتنياهو في مقابلة مع قناة "i24" العبرية إنه "مرتبط بشدة برؤية إسرائيل الكبرى"، وذلك ردا على سؤال عما إذا كان يشعر بأنه "في مهمة نيابة عن الشعب اليهودي". وتشمل "إسرائيل الكبرى" بحسب المزاعم الإسرائيلية، الأراضي الفلسطينية المحتلة، إضافة إلى الأردن ولبنان وأجزاء من سوريا ومصر والعراق والسعودية والكويت، حيث يروج معهد "التوراة والأرض" الإسرائيلي عبر موقعه الإلكتروني لمزاعم أن حدود إسرائيل التاريخية، وفق مزاعمه، تمتد من نهر الفرات إلى نهر النيل. ووفق "تايمز أوف إسرائيل"، استخدمت عبارة "إسرائيل الكبرى" بعد حرب 1967 للإشارة إلى إسرائيل ومناطق القدس الشرقية والضفة الغربية وقطاع غزة وشبه جزيرة سيناء المصرية ومرتفعات الجولان السورية. وتأتي تصريحات نتنياهو في وقت ترتكب إسرائيل وبدعم أمريكي إبادة جماعية بغزة، منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها. المصدر / وكالات


معا الاخبارية
منذ 4 ساعات
- معا الاخبارية
رسالة من ميلانيا ترامب إلى بوتين.. ماذا حملت؟
واشنطن- معا- ذكرت "رويترز" نقلا عن مصادر بالبيت الأبيض أن الرئيس دونالد ترامب سلّم نظيره الروسي فلاديمير بوتين رسالة من السيدة الأمريكية الأولى ميلانيا ترامب حول لم شمل أطفال أوكرانيين وذويهم. ونقلت "رويترز" عن مصادرها أن الرئيس ترامب سلّم بوتين الرسالة خلال قمة ألاسكا. ولم تكن ميلانيا ترامب المولودة في سلوفينيا في الرحلة إلى ألاسكا، ولم يُفصح المسؤولون عن محتوى الرسالة، باستثناء الإشارة إلى "اختطاف الأطفال نتيجة للنزاع". تجدر الإشارة إلى أن الأطفال الذين يستغلهم نظام كييف وحلفاؤه في حملتهم لتشويه سمعة روسيا، هم من نزلاء دور الأيتام والرعاية في جمهوريتي دونيتسك ولوغانسك، ومقاطعتي زابوروجيه وخيرسون التي انضمت إلى روسيا. وأخطرت السلطات الروسية نظام كييف والمنظمات الدولية باستعدادها لتسليم أي طفل لذويه أو أقربائه إن وجدوا في أوكرانيا. كما أن بين الأطفال المذكورين كثيرين ممن كانوا في رحلات إلى معسكرات الأطفال الروسية، أو لدى أقاربهم في روسيا مع بدء العملية العسكرية الروسية وتوقف السفر بين روسيا وأوكرانيا. وقد عقد لقاء القائدين في القاعدة العسكرية "إلمندورف-ريتشاردسون" في ألاسكا، حيث أجرى بوتين وترامب مباحثات ثنائية مغلقة. وكان ترامب قال في المؤتمر الصحفي المشترك مع الرئيس الروسي: "أستطيع القول إننا عقدنا اجتماعا مثمرا للغاية، وحققنا تقدما هائلا".