logo

ما هو العذاب الهون؟

مشاهد من يوم الحساب
ما هو العذاب الهون؟
يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم: وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَىٰ عَلَى الْهُدَىٰ فَأَخَذَتْهُمْ صَاعِقَةُ الْعَذَابِ الْهُونِ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (فصلت 17) فما هو العذاب الهون؟.. الهُون هو: الهوان والخزي .
فتخيل أنك تعيش حياتك (بالطول والعرض) وكما تشاء وفي النهاية يكون مصيرك (الخزي) فإنما هو مصير سيء لا يتمناه أحد على الإطلاق لكن كي لا تقع فيه عليك باتقاء الله عز وجل والسير في طريق نبيك الأكرم صلى الله عليه وسلم لأن الله لا يمكن أن يخزي المؤمنين.
قال تعالى: رَبَّنَا إِنَّكَ مَنْ تُدْخِلِ النَّارَ فَقَدْ أَخْزَيْتَهُ ۖ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنْصَار (سورة آل عمران) فإنك - يا ربنا - من تدخل النار من خلقك فقد أهنته وفضحته وليس للظالمين يوم القيامة من أعوان يمنعون عنهم عذاب الله وعقابه.
*الخزي يوم القيامة
والخزي يوم القيامة أي أنه لن يجد أصحاب الصوت العالي في الدنيا من يدافع عنهم يوم القيامة فالكل سيتخلى عنه ويقول نفسي نفسي قال تعالى: ثُمَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يُخْزِيهِمْ وَيَقُولُ أَيْنَ شُرَكَائِيَ الَّذِينَ كُنْتُمْ تُشَاقُّونَ فِيهِمْ ۚ قَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ إِنَّ الْخِزْيَ الْيَوْمَ وَالسُّوءَ عَلَى الْكَافِرِينَ (سورة النحل).
وبين الله عز وجل في كتابه الكريم حال الكفار يوم القيامة في آيات كثيرة ومن هذه الآيات ما يبين حال خروجهم قال تعالى: يَوْمَ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ سِرَاعاً كَأَنَّهُمْ إِلَى نُصُب يُوفِضُونَ*خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ ذَلِكَ الْيَوْمُ الَّذِي كَانُوا يُوعَدُونَ (المعارج:43-44) فيخبر الله تعالى أنهم يخرجون من الأجداث وهي القبور مسرعين وشبه سرعتهم في ذلك اليوم بسرعتهم حين كانوا ينطلقون إلى أنصابهم.
لكنهم اليوم لا ينطلقون فرحين بل وهم أذلاء أبصارهم خاشعة فتكون النتيجة: فَتَوَلَّ عَنْهُمْ يَوْمَ يَدْعُ الدَّاعِ إِلَى شَيْء نُكُر *خُشَّعاً أَبْصَارُهُمْ يَخْرُجُونَ مِنَ الْأَجْدَاثِ كَأَنَّهُمْ جَرَادٌ مُنْتَشِرٌ*مُهْطِعِينَ إِلَى الدَّاعِ يَقُولُ الْكَافِرُونَ هَذَا يَوْمٌ عَسِرٌ القمر:8.
*جزاء الكذب على الله
فمن يقعون في العذاب الهون ومن يخزون يوم القيامة إنما هم هؤلاء الذين كذبوا على الله تعالى فيخزيهم الله عز وجل ويذيقهم عذاب الهون قال تعالى: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أَوْ قَالَ أُوحِيَ إِلَيَّ وَلَمْ يُوحَ إِلَيْهِ شَيْءٌ وَمَنْ قَالَ سَأُنْزِلُ مِثْلَ مَا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلَوْ تَرَى إِذِ الظَّالِمُونَ فِي غَمَرَاتِ الْمَوْتِ وَالْمَلَائِكَةُ بَاسِطُو أَيْدِيهِمْ أَخْرِجُوا أَنْفُسَكُمُ الْيَوْمَ تُجْزَوْنَ عَذَابَ الْهُونِ بِمَا كُنْتُمْ تَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ غَيْرَ الْحَقِّ وَكُنْتُمْ عَنْ آيَاتِهِ تَسْتَكْبِرُونَ .
وفي البخاري من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه أن: رجلاً قال يا نبي الله: يحشر الكافر على وجهه يوم القيامة؟! قال: أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادراً أن يمشيه على وجهه يوم القيامة قال قتادة: بلى وعزة ربنا فإياك أن تكون ممن يمنعون ذكر الله أو يبتعد عن ذكره فتنال الخزي والعذاب الهون يوم القيامة.
قال تعالى يحذرنا من ذلك: وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ وَسَعَىٰ فِي خَرَابِهَا ۚ أُولَٰئِكَ مَا كَانَ لَهُمْ أَنْ يَدْخُلُوهَا إِلَّا خَائِفِينَ ۚ لَهُمْ فِي الدُّنْيَا خِزْيٌ وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ (سورة البقرة).
حقوق النشر © 2024 أخبار اليوم الجزائرية . ة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كيف تستفيد من عشر ذي الحجة، وتنفع إخوانك في غزة؟
كيف تستفيد من عشر ذي الحجة، وتنفع إخوانك في غزة؟

إيطاليا تلغراف

timeمنذ 9 ساعات

  • إيطاليا تلغراف

كيف تستفيد من عشر ذي الحجة، وتنفع إخوانك في غزة؟

إيطاليا تلغراف د.محمد بولوز عشر ذي الحجة أعظم موسم بعد رمضان جاء ذكر عشر ذي الحجة في كتاب الله تعالى ففي سورة الحج قال تعالى: 'وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ'، [الحج: 28]، وقد فسرها ابن عباس رضي الله عنهما بأنها أيام العشر من ذي الحجة. وروى البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ( ما من أيام العمل الصالح فيها أحب إلى الله من هذه الأيام – يعني أيام العشر – قالوا : يا رسول الله ولا الجهاد في سبيل الله ؟ قال ولا الجهاد في سبيل الله إلا رجل خرج بنفسه وماله ثم لم يرجع من ذلك بشيء ) وعن ابن عمر رضي الله عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'ما من أيام أعظم عند الله سبحانه ولا أحب إليه العمل فيهن من هذه الأيام العشر. فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد' [رواه الطبراني في المعجم الكبير]. وقد كان سعيد بن جبير رحمه الله إذا دخلت العشر اجتهد اجتهادًا حتى ما يكاد يقدر عليه' [رواه الدارمي بإسناد حسن]. وروي عنه أنه قال: 'لا تطفئوا سرجكم ليالي العشر'، كناية عن القراءة والقيام. وقال ابن حجر رحمه الله في الفتح: 'والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة: لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يأتي ذلك في غيره'. كما سئل شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله عن عشر ذي الحجة، والعشر الأواخر من رمضان، أيهما أفضل؟ فأجاب: 'أيام عشر ذي الحجة أفضل من أيام العشر من رمضان، والليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل من ليالي عشر ذي الحجة'. وقد ذكر المحققون من أهل العلم: أيام عشر ذي الحجة أفضل الأيام، وليالي العشر الأواخر من رمضان أفضل الليالي. وقد عظمت عشر ذي الحجة لاشتمالها على يوم عرفة فضلا عن يوم النحر ويوم القر، أي اليوم الثاني من أيام التشريق حيث يستقر الحجاج بمنى. فيوم عرفة: يوم إكمال الدين وإتمام النعمة؛ قال تعالى: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا ﴾ [المائدة: 4]. قال ابنُ كثير: هذه أكبر نعم الله تعالى على هذه الأمة؛ حيث أكمل تعالى لهم دينهم، فلا يحتاجون إلى دين غيره، ولا إلى نبي غير نبيهم، صلوات الله وسلامه عليه، ولهذا جعله الله خاتم الأنبياء، وبعثه إلى الإنس والجن، فلا حلال إلا ما أحله، ولا حرام إلا ما حرمه، ولا دين إلا ما شرعه، وكل شيء أخبر به فهو حق وصدق، لا كذب فيه ولا خُلْف؛ كما قال تعالى: ﴿ وَتَمَّتْ كَلِمَتُ رَبِّكَ صِدْقًا وَعَدْلًا ﴾ [الأنعام: 115]؛ أي: صدقًا في الأخبار، وعدلًا في الأوامر والنواهي، فلما أكمل لهم الدين، تمت عليهم النعمة، ولهذا قال: ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمْ الإِسْلامَ دِينًا ﴾؛ أي: فارضوه أنتم لأنفسكم، فإنه الدين الذي أحبه الله ورضيه، وبعث به أفضل الرسل الكرام، وأنزل به أشرف كتبه)؛ (تفسير ابن كثير جـ 5 صـ 46 ). ويوم عرفة هو يوم الحج الأكبر، فعن عبدالرحمن بن يعمر الديلي قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ' الحجُّ عرفةَ فمَن أدرك ليلةَ عرفةَ قبل طلوعِ الفجرِ من ليلةِ جمعٍ فقد تمَّ حجُّهُ' (صحيح النسائي الرقم : 3016.) فقد عظمت عشر ذي الحجة لاحتوائها على الركن الخامس في الاسلام، ركن الحج أحد أعمدة الدين الخاتم. ويوم عرفة: يوم تقرير حقوق الانسان وحقوق الأخوة الإسلامية وخطبة حجة الوداع والتي جاء فيها: ..إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ حَرَامٌ عَلَيْكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، … وَرِبَا الْجَاهِلِيَّةِ مَوْضُوعٌ، …فَاتَّقُوا اللَّهَ فِي النِّسَاءِ، فَإِنَّكُمْ أَخَذْتُمُوهُنَّ بِأَمَانِ اللَّهِ وَاسْتَحْلَلْتُمْ فُرُوجَهُنَّ بِكَلِمَةِ اللَّهِ، …وَقَدْ تَرَكْتُ فِيكُمْ مَا لَنْ تَضِلُّوا بَعْدَهُ إِنْ اعْتَصَمْتُمْ بِهِ كِتَابُ اللَّهِ، وَأَنْتُمْ تُسْأَلُونَ عَنِّي فَمَا أَنْتُمْ قَائِلُونَ، قَالُوا: نَشْهَدُ أَنَّكَ قَدْ بَلَّغْتَ وَأَدَّيْتَ وَنَصَحْتَ، (مسلم حديث 1218). ويوم عرفة يوم الدعاء:روى الترمذيُّ عَنْ عبدِالله بن عَمْرِو بْنِ العاص أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ الْمُلْكُ، وَلَهُ الْحَمْدُ، وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ؛ (حديث حسن)، (صحيح سنن الترمذي للألباني حديث 2837). وصوم يوم عرفة أفضل صيام النوافل:روى مسلمٌ عَنْ أَبِي قَتَادَةَ أن النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ؛ (مسلم حديث 1162). وجاء في يوم النحر والقر الحديث الصحيح من رواية عبد الله بن قرط قال :قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:'إنَّ أَعْظَمَ الأيَّامِ عِنْدَ اللهِ تَبارَك وتعالى يومُ النَّحْرِ' وهو عاشرُ ذي الحِجَّةِ، ثمَّ 'يَومُ القَرِّ'، (صحيح الجامع الرقم : 1064)وهو ثاني يومِ النَّحْرِ، وسُمِّي بذلك؛ لأنَّ الحَجيجَ يَقِرُّونَ فيه بمِنًى بعدَما أدَّوْا أعمالَهُمْ، وليس لهم أنْ يُغادِروا مِنًى في هذا اليومِ. فالنحر أفضل من الصدقة التي في يوم الفطر؛ ولهذا أمر الله نبيَّه – صلى الله عليه وسلم – أن يشكر نعمتَه عليه بإعطائه الكوثرَ بالصلاة له والنحر، كما شرع ذلك لإبراهيم خليله – عليه السلام – عند أمره بذبح ولده وافتدائه بذِبحٍ عظيم'.قال تعالى: ﴿ إِنَّا أَعْطَيْنَاكَ الكَوْثَرَ * فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ * إِنَّ شَانِئَكَ هُوَ الأَبْتَرُ ﴾ [الكوثر: 1 – 3]. وقال ربنا عز وجل:'لَن يَنَالَ اللَّهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَٰكِن يَنَالُهُ التَّقْوَىٰ مِنكُمْ ۚ كَذَٰلِكَ سَخَّرَهَا لَكُمْ لِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ ۗ وَبَشِّرِ الْمُحْسِنِينَ (37) أي: إنما شرع لكم نحر هذه الهدايا والضحايا ، لتذكروه عند ذبحها ، فإنه الخالق الرازق لا أنه يناله شيء من لحومها ولا دمائها ، فإنه تعالى هو الغني عما سواه . الإحسان في استثمار عشر ذي الحجة: ١-تعظيم الشعائر الربانية والشرائع الإلهية: فمما عظم به يوم عرفة وهو تاج عشر ذي الحجة، كونه وعاء زمنيا لختم شريعة الإسلام وأحكام الوحي المنزل من رب العالمين للناس، حيث نزل فيه قوله تعالى من سورة المائدة: 'الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا'(المائدة:4). وهي لحظة عظيمة وإن أبكت من أبكت من المؤمنين بقرب انقطاع وحي السماء، إلا أنها إيذان برشد الإنسان باتساع أعمال عقله واجتهاده فيما لم يشرعه الرحمن، وإيذان باكتمال اقتدار الإنسان على حسن التنزيل بعد حسن الاستماع كما قال تعالى في سورة الزمر: 'الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ ۚ أُولَٰئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ ۖ وَأُولَٰئِكَ هُمْ أُولُو الْأَلْبَابِ (18)'، وأحسنه العمل به وحسن تنزيله على الوقائع والمستجدات والإحسان في تطبيقه على أحسن وجوهه واستحضاره مقاصده ومراعاة مالاته. وحق ليوم نزول الآية بإيذان كمال الشريعة وتمام النعمة وتحقق رضى الله الإسلام لنا أن يتخذ عيدا لولا أنه سبق في حكم الله تشريع عيدين للأمة في كل العام. روى البخاري في صحيحه أن رجلا من اليهود جاء إلى عمر بن الخطاب-رضي الله عنه-فقال: يا أمير المؤمنين، إنكم تقرؤون آية في كتابكم لو علينا معشر اليهود نزلت لاتخذنا ذلك اليوم عيدا، فقال: أي آية هي؟ قال: (اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي) فقال عمر: والله، إني لأعلم اليوم الذي نزلت فيه على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-والساعة التي نزلت فيها على رسول الله-صلى الله عليه وسلم-عشية يوم عرفة، في يوم جمعة'. فيوم عرفة يوم عظيم يفوق الأيام العادية بكثير جدا، ويكفي أن صومه يكفر سنتين، ولعل من أسرار ذلك ومن أسبابه التنبيه إلى ما وقع فيه من حدث عظيم ألا وهو ختم أحكام الشريعة وإكمالها من جهة أصولها فلم يبق غير حسن التنزيل والاجتهاد في التفريع لمن أذن له الرحمن في ذلك ويملك شروطه، فإتمام النعمة ورضى الله الإسلام لنا دينا فيه ما يغنيهم عن انتظار رسالة جديدة ونبوة أخرى ودينا بديلا، أو استجداء لتوجيهات وتشريعات وأحكام من غير المسلمين إلا ما كان استفادة في إطار أصول الشريعة ومقاصدها. واستثمار عشر ذي الحجة ويوم عرفة في الشعائر والتعبد وفعل الخير لا بد أن يثمر مزيدا من تعظيم شرع الله وأحكامه في مختلف مجالات الحياة الأسرية فلا نرضى في أحكام مدونة بالأسرة بغير شريعة الإسلام، وكذا المجال الاجتماعي والاقتصادي والسياسي والقضائي والدستورية وغيره من المجالات، والتعبد وإن كان مقصودا لذاته في ذات الله وإخلاصا لله تعالى وإليه، فهو مقصود في ثماره من حسن الخلق والاستسلام لشرعه وأحكامه، فالصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر والبعثة كلها لتتميم مكارم الأخلاق، وتعظيم هذه الأيام لتعظيم شريعة الإسلام تنزيلا وختما. وإن وجب بعد ذلك تضحية بنزوات وبعض الشهوات وما يتوهم من مصالح، فقد ختمت عشر ذي الحجة بأضحية العيد التي ترمز إلى نموذجي التضحية في دنيا الناس، النبيان الكريمان: ابراهيم واسماعيل عليهما السلام، حيث هم الوالد بذبح الولد واستسلم الابن لحكم الله قائلا: 'يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ ۖ سَتَجِدُنِي إن شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ (102)' الصافات. فنحن نصوم العشر ونتصدق ونتطوع بنوافل الصلاة وعموم الخير لا نغفل في نفس الآن عن الاجتهاد في إقامة ما نستطيع من الدين وشرعه وتعظيم أحكام الله في مختلف المجالات، فذلك عين نشدان الحياة الطيبة وسعادة الدنيا والطريق المضمون إلى سعادة الآخرة. فربنا احتفى بنزول هذه الشريعة فعظم ليلة القدر، واحتفى بكمال هذه الشريعة فعظم من يوم عرفة وأرادنا أن نحتفي بحسن تطبيقها وتنزيلها: أخوة وتعاونا ووحدة وإعدادا وجهادا ضد أعداء الله وأعداء المسلمين ومقدساتهم وأعداء الإنسانية ممن لا يرعوون في قتل الأطفال والنساء والشيوخ وحرق الاخضر واليابس، فليس من الدين أبدا موالاتهم ولا التطبيع معهم ولا مساعدتهم بأي شكل من الأشكال..فكل تعاون مع الصهاينة خيانة لله ولرسوله وللمومنين. ٢-استحضار قصة ابراهيم واسماعيل ع وما فيها من استسلام لرب العالمين وتضحية لاعلاء كلمته: ففي ذكرى التضحية التاريخية يتذكر المومن قصة ابراهيم واسماعيل عليهما السلام في التضحية والفداء والاستسلام الكامل لأمر الله تعالى، حتى انه لتصغر كل تضحية تطلب في الشرع من العبد، يتذكر قول ربنا في شان عبده ابراهيم عليه السلام في سورة الصافات لما فاصل قومه الذين أرادوا إحراقه بالنار 'َقالَ إِنِّي ذَاهِبٌ إِلَى رَبِّي سَيَهْدِينِ (99) رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ (100) أي مهاجر إلى ربي من بلد قومي إلى حيث أتمكن من عبادته، فإنه سيدلني على الخير في ديني ودنياي. رب أعطني ولدًا صالحًا. فَبَشَّرْنَاهُ بِغُلامٍ حَلِيمٍ (101) فأجبنا له دعوته, وبشَّرناه بغلام حليم, أي: يكون حليمًا في كبره, وهو إسماعيل. فَلَمَّا بَلَغَ مَعَهُ السَّعْيَ قَالَ يَا بُنَيَّ إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّابِرِينَ (102) فلما كَبِر إسماعيل ومشى مع أبيه، قال له أبوه: إني أرى في المنام أني أذبحك، فما رأيك؟ (ورؤيا الأنبياء حق) فقال إسماعيل مُرْضيًا ربه, بارًّا بوالده, معينًا له على طاعة الله: أمض ما أمرك الله به مِن ذبحي, ستجدني -إن شاء الله- صابرًا طائعًا محتسبًا. فَلَمَّا أَسْلَمَا وَتَلَّهُ لِلْجَبِينِ (103) فلما استسلما لأمر الله وانقادا له, وألقى إبراهيم ابنه على جبينه -وهو جانب الجبهة- على الأرض؛ ليذبحه. وَنَادَيْنَاهُ أَنْ يَا إِبْرَاهِيمُ (104) قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إِنَّا كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (105) ونادينا إبراهيم في تلك الحالة العصيبة: أن يا إبراهيم، قد فعلتَ ما أُمرت به وصَدَّقْتَ رؤياك, إنا كما جزيناك على تصديقك نجزي الذين أحسنوا مثلك, فنخلِّصهم من الشدائد في الدنيا والآخرة. إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْبَلاءُ الْمُبِينُ (106) إن الأمر بذبح ابنك هو الابتلاء الشاق الذي أبان عن صدق إيمانك. وَفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ (107) واستنقذنا إسماعيل، فجعلنا بديلا عنه كبشًا عظيمًا.وَتَرَكْنَا عَلَيْهِ فِي الآخِرِينَ (108) وأبقينا لإبراهيم ثناءً حسنًا في الأمم بعده. سَلَامٌ عَلَى إِبْرَاهِيمَ (109) كَذَلِكَ نَجْزِي الْمُحْسِنِينَ (110) إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُؤْمِنِينَ (111) فتحيةٌ لإبراهيم من عند الله، ودعاءٌ له بالسلامة من كل آفة. وكما جزينا إبراهيم على طاعته لنا وامتثاله أمرنا، نجزي المحسنين من عبادنا. إنه من عبادنا المؤمنين الذين أعطَوا العبودية حقها. وهكذا ففي هذه العشر تذكر مستمر ودائم لقصة هذا النبي العظيم الذي جسد التوحيد والاخلاص والعبودية في أجلى صورها واعطى نموذجا فريدا في الدنيا في قيمة التضحية من أجل ما أمن به واستقر في قلبه ووجدانه، فاذبح هواك بسكين الشرع ليطمئن الى خبر الشرع وأمره ونهيه وتتحقق فيك الاستقامة. ٣-الاجتهاد في الذكر والعبادة والعمل الصالح: ففي أيام عشر ذي الحجة يلهج المسلمون بالتكبير والتهليل والتحميد لله وحده، ويقولون: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر، ولله الحمد، فهم يعتقدون ويُقرُّون بأنه لا إله إلا الله، ولا شريك له في ربوبيته وألوهيته وأسمائه وصفاته، كما أن الحُجَّاج كذلك يعجُّون بالتلبية ويقولون: لبَّيك اللهم لبَّيك، لبَّيك لا شريك لك لبَّيك، إنَّ الحمدَ والنِّعْمة لك والملك لا شريك لك؛ وكل هذا لإعلاء كلمة التوحيد، والبراءة من الشرك وأهله. ذكر البخاري رحمه الله عن ابن عمر، وعن أبي هريرة رضي الله عنهما أنهما كانا يخرجان إلى السوق في العشر، فيُكبِّران ويُكبِّر الناس بتكبيرهم، وروى إسحاق رحمه الله عن فقهاء التابعين رحمة الله عليهم أنهم كانوا يقولون في أيام العشر: الله أكبر الله أكبر، لا إله إلا الله، والله أكبر ولله الحمد. ويستحبُّ رفع الصوت بالتكبير في الأسواق والدور والطرق والمساجد وغيرها، ورحِمَ اللهُ مَنْ أحيا مثل هذه السُّنَّة وجَهَرَ بها. فيحرص المومن على اغتنام هذه الأيام بالإكثار من الأعمال الصالحة، وتشمل: قراءة القرآن وتعلمه وتدبره ـ والاستغفار ـ وقيام ليالي العشر – وبر الوالدين ـ وصلة الأرحام والأقارب ـ وإفشاء السلام وإطعام الطعام ـ والإصلاح بين الناس ـ والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ـ وحفظ اللسان والفرج ـ والإحسان إلى الجيران ـ وإكرام الضيف ـ والإنفاق في سبيل الله ـ وإماطة الأذى عن الطريق ـ والنفقة على الزوجة والعيال ـ وكفالة الأيتام ـ وزيارة المرضى ـ وقضاء حوائج الناس وإدخال السرور عليهم ـ والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم ـ وعدم إذاية المسلمين ـ والرفق بالرعية ـ وصلة أصدقاء الوالدين ـ وأداء الأمانات والوفاء بالعهد ـ والبر بالخالة والخالـ وإغاثة الملهوف ـ وغض البصر عن محارم الله ـ وإسباغ الوضوء ـ والدعاء بين الآذان والإقامة ـ والذهاب إلى المساجد والمحافظة على صلاة الجماعة ـ والمحافظة على السنن الراتبة ـ والحرص على صلاة العيد في المصلى ـ وذكر الله عقب الصلوات ـ والحرص على الكسب الحلال ـ والشفقة بالضعفاء ـ واصطناع المعروف والدلالة على الخير ـ وسلامة الصدر وترك الشحناء ـ وسقيا الماء ـ والتعاون مع المسلمين فيما فيه خير، ونصرة المستضعفين ومجاهدة النفس وجهاد الأعداء بكل سبيل وغيرها. ٤-حظ إخوانك منك في غزة في عشر ذي الحجة وغيرها: أ-أن تذكرهم فلا تنساهم: فوجب في هذه الايام العشر المباركة وغيرها أن تعرف بقضيتهم في كل ناد وفي كل حين، وأن تنشر مظلمتهم بكل وسيلة وتفضح جرائم عدوهم بكل سبيل. ب-أن تدعو لهم بتضرع واخلاص: فالدعاء سلوى المحزونين، ونجوى المتقين، ودأب المومنين، وتضرع الصالحين والمكلومين، فإذا صدر عن قلب سليم ونفس صافية، وجوارح خاشعة، وجد بحول الله إجابة كريمة من رب رحيم، وقد حثنا الله تعالى في كثير من آيات كتابه الكريم، وكذلك نبيه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ في سنته المطهرة – على الإكثار من الدعاء. قال تعالى: ﴿ وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ ﴾ [البقرة: 186]. قال الإمامُ ابنُ جرير الطبري (رحمه الله): وَإِذَا سَأَلَكَ يَا مُحَمَّدُ عِبَادِي عَنِّي أَيْنَ أَنَا؟ فَإِنِّي قَرِيبٌ مِنْهُمْ أَسْمَعُ دُعَاءَهُمْ، وَأُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِيَ مِنْهُمْ؛ (تفسير الطبري ـ جـ3 ـ صـ 222). قال سبحانه: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاءَ الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَا تَذَكَّرُونَ ﴾ [النمل: 62]. قال الإمامُ ابنُ كثير (رحمه الله): يُنَبِّهُ تَعَالَى أَنَّهُ هُوَ المدعُو عِنْدَ الشَّدَائِدِ، المرجُو عِنْدَ النَّوَازِلِ؛ كَمَا قَالَ: ﴿ وَإِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فِي الْبَحْرِ ضَلَّ مَنْ تَدْعُونَ إِلَّا إِيَّاهُ ﴾ [الإسراء: 67]، وَقَالَ تَعَالَى: ﴿ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ ﴾ [النحل: 53]، قوله تعالى: ﴿ أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ ﴾ [النمل: 62]؛ أَيْ: مَنْ هُوَ الَّذِي لَا يَلْجَأُ الْمُضْطَرُّ إِلَّا إِلَيْهِ، وَالَّذِي لَا يَكْشِفُ ضُرَّ الْمَضْرُورِينَ سِوَاهُ؛ (تفسير ابن كثير ـ جـ6 ـ صـ 203). قال جَلَّ شأنه: ﴿ وَقَالَ رَبُّكُمُ ادْعُونِي أَسْتَجِبْ لَكُمْ إِنَّ الَّذِينَ يَسْتَكْبِرُونَ عَنْ عِبَادَتِي سَيَدْخُلُونَ جَهَنَّمَ دَاخِرِينَ ﴾ [غافر: 60]. قال الإمامُ ابنُ كثير (رحمه الله): هَذَا مِنْ فَضْلِهِ تَبَارَكَ وَتَعَالَى وَكَرَمِهِ أَنَّهُ نَدَبَ عِبَادَهُ إِلَى دُعَائِهِ، وَتَكَفَّلَ لَهُمْ بِالْإِجَابَةِ؛ (تفسير ابن كثير ـ جـ7 ـ صـ 153). قال سبحانه: ﴿ ادْعُوا رَبَّكُمْ تَضَرُّعًا وَخُفْيَةً إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ * وَلَا تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ بَعْدَ إِصْلَاحِهَا وَادْعُوهُ خَوْفًا وَطَمَعًا إِنَّ رَحْمَتَ اللَّهِ قَرِيبٌ مِنَ الْمُحْسِنِينَ ﴾ [الأعراف: 55، 56]. قال الإمامُ ابنُ جرير الطبري (رحمه الله): ادْعُوا أَيُّهَا النَّاسُ رَبَّكُمْ وَحْدَهُ، فَأَخْلِصُوا لَهُ الدُّعَاءَ دُونَ مَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ مِنَ الْآلِهَةِ وَالْأَصْنَامِ. قوله: (تَضَرُّعًا)؛ أيْ: تَذَلُّلًا وَاسْتِكَانَةً لِطَاعَتِهِ، (وَخُفْيَةً)؛ أيْ: بِخُشُوعِ قُلُوبِكُمْ وَصِحَّةِ الْيَقِينِ مِنْكُمْ بِوَحْدَانِيَّتِهِ فِيمَا بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُ، لَا جِهَارًا مُرَاءَاةً، وَقُلُوبُكُمْ غَيْرُ مُوقِنَةٍ بِوَحْدَانِيَّتِهِ وَرُبُوبِيَّتِهِ، فِعْلَ أَهْلِ النِّفَاقِ وَالْخِدَاعِ لِلَّهِ وَلِرَسُولِهِ؛ (تفسير الطبري ـ جـ10 ـ صـ 247). روى أبو داودَ عَنْ سَلْمَانَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: إِنَّ رَبَّكُمْ تَبَارَكَ وَتَعَالَى حَيِيٌّ كَرِيمٌ يَسْتَحْيِي مِنْ عَبْدِهِ إِذَا رَفَعَ يَدَيْهِ إِلَيْهِ أَنْ يَرُدَّهُمَا صِفْرًا؛ (حديث صحيح)، (صحيح سنن أبي داود للألباني حديث 1323). روى الترمذيُّ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَال:َ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ادْعُوا اللَّهَ وَأَنْتُمْ مُوقِنُونَ بِالْإِجَابَةِ، وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ لَا يَسْتَجِيبُ دُعَاءً مِنْ قَلْبٍ غَافِلٍ لَاهٍ؛ (حديث صحيح)، (صحيح الترمذي للألباني حديث 2766). ولذا ينبغي على كل مسلم أن ينتهز فرصة هذه العشر من ذي الحجة وخصوصا يوم عرفة المبارك، فيكثر من الدعاء، ويسأل الله تعالى مِن خيري الدنيا والآخرة، ويدعو لاخوانه في غزة وفي كامل فلسطين وليعلم العبد أن الله عز وجل يجيب دعوة عبده إذا أخلص في الدعاء. ج-أن تناصرهم بكل ما تستطيع: ومن ذلك أن ترسل إليهم ثمن أضحيتك أو أقل ذلك ثلثها وترسل زكاة مالك وصدقاتك. وتنخرط في مختلف الأنشطة الخيرية في غزة وكامل فلسطين سواء تعلقت بالاعمار أو إعادة بناء البنيات الاساسية المتعلقة بالماء والغذاء والكهرباء والانترنت أو الصحة والتعليم والخدمات الاجتماعية أو التي تستهدف الأيتام والأرامل والشيوخ وطلبة العلم ومعالجة البطالة وإيجاد فرص الشغل بل والمجاهدين المرابطين ودعم الفلاحة والزراعة وتربية المواشي والدواجن وغير ذلك مما يخفف عن إخواننا هناك، وتجتهد في مناصرتهم بالكلمة والصورة وتقاسم المواد الخادمة لقضيتهم ومشاركتها مع غيرك بمختلف وسائل التواصل الاجتماعي من فايسبوك وتيكتوك وانستجرام وتلجرام والبريد الالكتروني والوتساب وغيرها، وتساهم في الوقفة والمسيرة وتوقيع العرائض ومختلف سبل الاحتجاج والاستنكار… فبخصوص إرسال ثمن الأضحية وجب استحضار عظيم أجرها وثوابها، فعن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ما عَمِلَ ابنُ آدَمَ يوم النَّحْر أحَبَّ إلى الله من إهراق الدم، وإنه ليُؤتَى يومَ القيامة بقُرونها وأشعارِها وأظْلافِها، وإنَّ الدم ليَقَعُ من الله بمكان قبل أن يقع بالأرض، فطِيبُوا بها نَفْسًا))؛رواه الترمذي وابن ماجه، وصحَّحها الألباني. فأفضل شيء في يوم النحر إهراق دم الأضحية للقادر عليها، وقرار أمير المومنين في المغرب لهذا العام فرصة عظيمة للقادرين على الأضحية ولمن كان ينويها أن يرسلوا ثمنها لأهلنا في غزة وفلسطين. وكذلك أمر الزكاة وقد قرب أجلها لمن يخرجها في رأس السنة الهجرية، وقد أجاز عدد من العلماء إخراجها قبل موعدها بالشهر والشهرين. ولعل في أهلنا في غزة جميع أصناف الزكاة من الفقراء والمساكين والأسرى وأبناء السبيل والمجاهدين في سبيل الله والمرابطين…كما قال تعالى: ۞ إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِّنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ' التوبة(60) د-أن تقاطع عدوهم وتؤذيه بكل ما تستطيع: وذلك بفضح جرائم العدو الصهيوني في العالمين وتقاطع بضائعه بشكل قاطع بات مهما كان نفعها أو رخصها، وتقاطع كل أشكال التطبيع مع هذا الكيان المجرم الغاصب وتجتهد في إفشاله والتنفير منه وفضح المطبعين..كما وجب مقاطعة ما تستطيع من منتوجات وبضائع وصناعات من يساند هذا الكيان المجرم ويدعمه ويقف وراءه. دعاء غزة: -«لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ العَظِيمُ الحَلِيمُ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ، لاَ إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَرَبُّ الأَرْضِ، وَرَبُّ العَرْشِ الكَرِيمِ». اللهم عجل بيوم النصر لأهل الحق، وعجل بيوم الهزيمة لأهل الباطل، وأنزل سكينتك وأمنك على فلسطين وأهلها وعلى أهلنا في غزة. اللَّهُمَّ يا مُجيرَ الخائفين وناصرَ المُستضعفينَ، ارحَمْ برحمتك أهل غـزة وهوِّن عليهم واجعل نَصرهُم قَريبًا. اللهم اجعل للمرابطين النّصرة والعزّة والغلبة والقوة والهيبة في قلوب أعدائهم يا أكرم الأكرمين. اللهم احفظ أرواح المجاهدين في فلسطين، وردهم إلى أهلهم مردًا كريما آمنًا. اللهم انصر إخواننا المجاهدين في أرض فلسطين، وأيدهم بقوتك وعزتك وجبروتك واستخدمنا في نصرتهم. اللهم سخر لأهل غزة ملائكة السماء وجنود الأرض، اللهم بردًا وسلامًا على أهل غزة. اللهم نسألك لأهل غزة النّصر على من عاداهم، عاجلاً غير آجل يا رب العالمين. اللّهمّ إنّي أسألك النصر لأهل غزة الذي نصرت به رسولك وفرّقت به بين الحقّ والباطل حتّى أقمت به دينك وأفلجت به حجتك، يا من هو ولي ذلك والقادر عليه. اللهُم كُن لأهل غزة عونا ونصيرا يا رب العالمين. اللهم نستودعك أهالي غزّة وفلسطين فانصرهم واحفظهم بعينك التي لا تنام، واربط على قلوبهم وأمدهم بجُندك وأنزل عليهم سكينتك وسخر لهم الأرض ومن عليها. اللهم لا تخيب رجاءنا وأنت أرحم الراحمين. اللهم إنا نسألك باسمك القّهار أنْ تقهر من قهر إخواننا في غزة وفلسطين، ونسألك أن تنصرهم على القوم المجرمين. اللهم انصرهم، وارزقهم القوة والصبر، واربط على قلوبهم، وأنزل عليهم من رحماتك. اللهم حرر فلسطين، والمسجد الأقصى من كيد المعتدين، وكن يا الله عونا لإخواننا في فلسطين. اللهم داوِ جرحاهم، واشف مرضاهم، وتقبّل موتاهم، ورد إليهم شبابهم الأسرى. اللهم ارزق أهل غزة الثبات والنصر والتمكين، وبارك في إيمانهم وصبرهم. اللهم سدد رمي المجاهدين المرابطين وبارك في عددهم وعدتهم ومقاومتهم، واحفظهم بحفظك وعنايتك ووفقهم لأرشد السبل، واقذف في قلوب أعدائهم الرعب والهلع. اللهم احفظ أهل غزة وفلسطين والمسجد الأقصى من كيد الظالمين، وأيدهم بنصرك وقوتك. اللهم عليك ببني صهيون بما شئت وكيف شئت، أرح الأمة من شرهم وكيدهم ومكرهم وحيلهم وخططهم، اللهم أرنا فيهم يوما أسودا كيوم عاد وثمود وفرعون وهامان وقارون وكل طاغية جبار أخذته ودحرته… اللهم إنا نستودعك بيت المقدس وأهلنا في غزة وكُل فلسطين، اللهم ابدل لنا الحال غير الحال، ابدل لنا هذا الذل في الأمة عزا وكرامة، وأبدل لنا هذا الضعف قوة، وهذا التفرق والتمزق وحدة وتعاونا وتكاملا بين المسلمين في إطار الولايات المتحدة الإسلامية لتواجه بحزم هذه الويلات المتحدة علينا… اللهم آمين والحمد لله رب العالمين. إيطاليا تلغراف

أحب الخلق إلى الله أنفعهم للناس
أحب الخلق إلى الله أنفعهم للناس

الخبر

timeمنذ 2 أيام

  • الخبر

أحب الخلق إلى الله أنفعهم للناس

في صحيح السنة: جاء رجل إلى رسول الله فقال: يا رسول الله، أيّ الناس أحب إلى الله؟ وأيّ الأعمال أحب إلى الله عز وجل؟ فقال صلى الله عليه وسلم: 'أحب الناس إلى الله أنفعهم للناس، وأحب الأعمال إلى الله سرور تدخله على مسلم، أو تكشف عنه كربة، أو تقضي عنه دينا، أو تطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخ لي في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في هذا المسجد (يعني مسجد المدينة) شهرا'. اقتضت حكمة الباري سبحانه أن فاضل بين عباده في الشرف والجاه، والعلم والعبادة، وسخر بعضهم لبعض، ففي شكوى الفقير ابتلاء للغني، وفي انكسار الضعيف امتحان للقوي، وفي توجع المريض حكمة للصحيح: {نحن قسمنا بينهم معيشتهم في الحياة الدنيا، ورفعنا بعضهم فوق بعض درجات ليتخذ بعضهم بعضا سخريا}. فمن أجل هذه السنة الكونية جاءت السنة الشرعية بالحث على التعاون بين الناس، وقضاء حوائجهم، والسعي في تفريج كروبهم. يقول ابن القيم رحمه الله: 'دل العقل والنقل والفطرة وتجارب الأمم، على اختلاف أجناسها ومللها ونِحَلها، على أن التقرب إلى رب العالمين والبر والإحسان إلى خلقه من أعظم الأسباب الجالبة لكل خير، وأن أضدادها من أكبر الأسباب الجالبة لكل شر، فما استجلبت نعم الله واستدفعت نقمه بمثل طاعته والإحسان إلى خلقه'. ونفع الناس والسعي في كشف كروبهم من هدي الأنبياء ومن سنن المرسلين، فالكريم يوسف عليه السلام مع ما تعرض له من مكر إخوته، جهزهم بجهازهم، وموسى عليه السلام لما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون، ووجد من دونهم امرأتين مستضعفتين فسقى لهما، وخديجة رضي الله عنها تقول مطمئنة سيد الخلق: 'والله لا يخزيك الله أبدا، إنك لتصل الرحم، وتحمل الكَلّ، وتكسب المعدوم، وتقري الضيف، وتعين على نوائب الحق'. وأشرف الخلق صلى الله عليه وسلم كان إذا سئل عن حاجة لم يرد السائل عن حاجته، يقول جابر رضي الله عنه: ما سئل رسول الله شيئا قط فقال: لا. وعلى هذا النهج القويم سار الصحابة والصالحون، فقد كان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يتعاهد الأرامل، يسقي لهن الماء ليلا، وهكذا كان غيره الكثير من السلف والصالحين على النهج، فخدمة الناس ومسايرة المستضعفين دليل على طيب المنبت، ونقاء الأصل، وصفاء السريرة، وحسن السيرة، وربنا يرحم من عباده الرحماء، ولله أقوام يختصهم بالنعم لمنافع العباد، وجزاء التفريجِ تفريج الكربات وكشف الغموم في الآخرة، ففي الصحيح يقول المصطفى صلى الله عليه وسلم: 'من نفّس عن مؤمن كربة من كرب الدنيا، نفّس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة'. إن الساعي لقضاء الحوائج موعود بالإعانة، مؤيد بالتوفيق، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه، واعلم أيها الفاضل أن في خدمة الناس بركة في الوقت والعمل، وتيسير ما تعسر من الأمور، يقول النبي صلى الله عليه وسلم: 'من يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة'. فببذل المعروف والإحسان تحسن الخاتمة، وتصرف ميتة السوء، يقول عليه الصلاة والسلام: 'صنائع المعروف تقي مصارع السوء، والصدقة خفيا تطفئ غضب الرب، وصلة الرحم زيادة في العمر، وكل معروف صدقة، وأهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة، وأهل المنكر في الدنيا أهل المنكر في الآخرة، وأول من يدخل الجنة أهل المعروف'. ففي بذل الجاه للضعفاء ومساندة ذوي العاهات والمسكنة نفع في العاجل والآجل، يقول صلى الله عليه وسلم: 'رُبّ أشعث أغبر، مدفوع بالأبواب، لو أقسم على الله لأبره'، ومن للضعفاء والأرامل واليتامى بعد المولى؟! والله ولي التوفيق. * إمام مسجد عمر بن الخطاب - بن غازي - براقي

فضائل العشر من ذي الحجة ووظائفها
فضائل العشر من ذي الحجة ووظائفها

الخبر

timeمنذ 2 أيام

  • الخبر

فضائل العشر من ذي الحجة ووظائفها

من رحمة الله بالعباد أن فاضل بين الأوقات والأزمنة، فاختار منها أوقاتا خصّها بمزيد الفضل وزيادة الأجر؛ ليكون ذلك أدعى لشحذ الهمم، وتجديد العزائم، والمسابقة في الخيرات والتعرض للنفحات، ومن هذه الأزمنة الفاضلة أيام عشر ذي الحجة التي اختصت بعدد من الفضائل والخصائص. الأيام العشر الأولى من شهر ذي الحجة أيام مباركات خصها الله جل وعلا بخصائص وميَّزها بميزات، وإن وقفة من المؤمن مع خصائص هذه الأيام تجدد النشاط فيه ليقبِل بقلبه ونفسه على طاعة الله جل وعلا وحُسن العبادة وحسن الإقبال عليه سبحانه. ومما يدل على عظم فضلها أن الله أقسم بها في كتابه تنويها بشرفها وعظم شأنها، فقال سبحانه: {والفجر. وليال عشر. والشفع والوتر}، قال عدد من أهل العلم: إنها عشر ذي الحجة. كما شهد النبي صلى الله عليه وسلم لها بأنها أعظم أيام الدنيا، وأن العمل الصالح فيها أفضل منه في غيرها، كما في حديث ابن عباس رضي الله عنهما، حيث قال صلى الله عليه وسلم: 'ما من أيام العمل الصالح فيهن أحب إلى الله من هذه الأيام العشر، فقالوا: يا رسول الله، ولا الجهاد في سبيل الله؟ قال: ولا الجهاد في سبيل الله، إلا رجل خرج بنفسه وماله فلم يرجع من ذلك بشيء'، وفي حديث ابن عمر: 'ما من أيام أعظم عند الله ولا أحب إليه من العمل فيهن من هذه العشر، فأكثروا فيهن من التهليل والتكبير والتحميد'. وفيها يوم عرفة الذي قال فيه صلى الله عليه وسلم كما في حديث عائشة رضي الله عنها: 'ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة، فيقول: ما أراد هؤلاء؟ اشهَدوا ملائكتي أني قد غفرتُ لهم، ويوم عرفة يوم الحج الأكبر، ويوم مغفرة الذنوب، ويوم العتق من النيران، ولو لم يكن في عشر ذي الحجة إلا يوم عرفة لكفاها ذلك فضلا'. ومن فضلها اجتماع أمهات العبادة فيها، قال الحافظ ابن حجر في الفتح: (والذي يظهر أن السبب في امتياز عشر ذي الحجة لمكان اجتماع أمهات العبادة فيه، وهي الصلاة والصيام والصدقة والحج، ولا يتأتى ذلك في غيره). وهناك أعمال صالحة تتأكد في هذه العشر، جاءت النصوص بالحث عليها والترغيب فيها، من أهمها: التوبة النصوح والرجوع إلى الله، والتزام طاعته والبعد عن كل ما يخالف أمره ونهيه بشروط التوبة المعروفة عند أهل العلم. ومن أهم أعمال عشر ذي الحجة الحج إلى بيت الله الحرام، فمن المعلوم أن هذه الأيام توافق فريضة الحج، والحج من أعظم أعمال البر كما قال صلى الله عليه وسلم. وقد سُئل أي العمل أفضل، قال: 'إيمان بالله ورسوله'، قيل ثم ماذا؟ قال: 'الجهاد في سبيل الله'، قيل: ثم ماذا؟ قال: 'حج مبرور'. ومن أعظم ما يتقرب به إلى الله في هذه الأيام العشر المحافظة على الواجبات وأدائها على الوجه المطلوب شرعا، وذلك بإحسانها وإتقانها وإتمامها، ومراعاة سننها وآدابها. ومن الأعمال التي ورد فيها النص على وجه الخصوص الإكثار من ذكر الله عموما ومن التكبير خصوصا لقول الله تعالى: {ليشهدوا منافع لهم ويذكروا اسم الله في أيام معلومات على ما رزقهم من بهيمة الأنعام}، وذهب جمهور العلماء على أن المقصود بالآية أيام العشر، وكما في حديث ابن عمر المتقدم: 'فأكثروا فيهنّ من التهليل والتكبير والتحميد'؛ ويُسن إظهار التكبير المطلق من أول يوم من أيام ذي الحجة في المساجد والمنازل والطرقات والأسواق وغيرها. ومن الأعمال الصالحة فيها صيام يوم عرفة لغير الحاج؛ فقد خص النبي صلى الله عليه وسلم صيام يوم عرفة من بين أيام عشر ذي الحجة بمزيد عناية، وبيَّن فضل صيامه فقال: 'صيام يوم عرفة احتسب على الله أن يكفر السنة التي قبله والتي بعده'. ومن الأعمال أيضا الأضحية، وهي سنة مؤكدة في حق الموسر، بل إن من العلماء من قال بوجوبها، وقد حافظ عليها النبي صلى الله عليه وسلم. إذا، تبيّن لك أخي المسلم فضل العمل في عشر ذي الحجة على غيره من الأيام، وأن هذه المواسم نعمة وفضل من الله على عباده، وفرصة عظيمة يجب اغتنامها، إذا تبيّن لك كل هذا، فحري بك أن تخص هذه العشر بمزيد عناية واهتمام، وأن تحرص على مجاهدة نفسك بالطاعة فيها، وأن تكثر من أوجه الخير وأنواع الطاعات. ومفهوم العمل الصالح واسع شامل ينتظم كل ما يحبه الله ويرضاه من الأقوال والأفعال الظاهرة والباطنة، فينبغي لمن وفقه الله أن يعرف لهذه الأيام فضلها، ويقدر لها قدرها، فيحرص على الاجتهاد فيها، ويحاول أن يتقلل فيها ما أمكن من أشغال الدنيا وصوارفها، فإنما هي ساعات ولحظات ما أسرع انقضاءها وتصرمها، والسعيد من وُفّق فيها لصالح القول والعمل.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store