
في ذكرى ميلاده.. 'علي الكسار' البربري الطيب الذي رسم الضحكة في قلوب الملايين
ورغم مرور ما يقرب من سبعة عقود على رحيله، لا تزال أعماله تبهج الأجيال وتُدرّس كأمثلة نادرة في التمثيل الكوميدي الأصيل.
بدأت رحلة 'الكسار' الفنية عام 1907 حين أسس فرقته المسرحية الأولى 'دار التمثيل الزينبي'، وهو ما مثّل الخطوة الأولى نحو النجومية. لكن انطلاقته الكبرى جاءت عندما أسس فرقته الخاصة باسمه عام 1925، وأدخل إليها رموزاً فنية كبيرة، كان أبرزهم الموسيقار زكريا أحمد، مما منح عروضه المسرحية زخمًا موسيقيًا لافتًا.
في وقت كانت فيه الكوميديا حكراً على طبقة معينة، اقتحم الكسار المجال بشخصية جديدة تمامًا.. 'عثمان عبد الباسط' البربري المصري الطيب، ليواجه بها عمالقة الكوميديا مثل نجيب الريحاني وشخصيته الشهيرة 'كشكش بك'. وكان ذلك بداية لمنافسة مسرحية شريفة أبهجت الجماهير لسنوات.
رحلة من التحديات.. وأفراح على خشبة المسرح
عام 1920، خطا علي الكسار أولى خطواته في السينما بفيلم قصير بعنوان 'الخالة الأمريكانية'، ليبدأ مسارًا مختلفًا من الإبداع. وبلغت شهرته ذروتها في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما سافر إلى الشام وقدّم عروضه المسرحية هناك بنجاح كبير، ليرفع راية المسرح المصري في الخارج.
لكن النجاح لم يخلُ من العثرات. فقد واجه أزمة كبيرة أدت إلى إغلاق مسرحه بعد تقديم أكثر من 160 عرضًا، إلا أنه لم يستسلم، وتحوّل إلى السينما مجددًا ليُقدم سلسلة من الأفلام التي لا تزال خالدة حتى اليوم.
قدم خلالها الكوميديا بشكل ناعم وساخر، يخلو من الابتذال، ويُحاكي وجدان الناس البسطاء.
في 15 يناير عام 1957، رحل علي الكسار عن عالمنا، لكنه ترك خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا من المسرحيات والأفلام التي كانت مرآة لروح الشعب المصري، وبوصلة للأمل والضحك وسط أصعب الظروف.
تمر ذكرى ميلاده اليوم، لكن ما تركه لا يمر ولا يُنسى.. فالفنان الذي كان يسكن 'قلب البسطاء' لا يموت، بل يعيش معهم ضاحكًا في كل مشهد وكل جملة ظلوا يرددونها جيلاً بعد جيل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبار اليوم المصرية
منذ 3 أيام
- أخبار اليوم المصرية
في ذكرى ميلاده.. علي الكسار «أمير الكوميديا» مات وحيدًا على سرير فقير
توافق اليوم، السبت 13 يوليو، ذكرى ميلاد الفنان الكبير علي الكسار، أحد رواد الكوميديا في تاريخ الفن المصري والعربي، وصاحب البصمة الفريدة التي لا تزال حاضرة رغم مرور العقود. هو الفنان الذي أسر قلوب الجماهير بخفة ظله وروحه المرحة، ورغم نجاحه الواسع، كتب القدر نهاية حزينة لمسيرته، بعدما لفظ أنفاسه الأخيرة فقيرًا في مستشفى حكومي. البدايات الصعبة وبزوغ الموهبة: وُلد علي الكسار في حي السيدة زينب بالقاهرة، وكان اسمه الحقيقي علي محمد خليل سالم. عمل في بداية حياته بمهنة والده كـ"سروجي"، إلا أنه لم يجد شغفه فيها، فاتجه للعمل في الطهي مع خاله. وهناك، اختلط بالنوبيين وتعلّم لهجتهم، والتي وظّفها لاحقًا في أشهر أدواره المسرحية. في عام 1907، أسس أول فرقة مسرحية له تحت اسم "دار التمثيل الزينبي"، وكانت بداية رحلته الحقيقية مع الفن. تكريم لوالدته وولادة الاسم الفني: اختار اسم "علي الكسار" تيمنًا بعائلة والدته، التي ضحّت كثيرًا من أجله، حتى باعت "الفرن" الذي كانت تملكه لتجنّبه الالتحاق بالجيش، فقرر أن يحمل اسمها الفني تكريمًا لها. المنافسة مع الريحاني وبزوغ نجم المسرح: انتقل لاحقًا إلى فرقة دار السلام بحي الحسين، وبدأت شهرته تتصاعد خاصة بعد دخوله في منافسة مباشرة مع الفنان نجيب الريحاني. وفي عام 1924، شهدت فرقته طفرة كبيرة بدعم من الموسيقار زكريا أحمد الذي لحّن عروضه. وفي عام 1934، سافر إلى الشام وقدم عددًا من المسرحيات الناجحة، لكنه عاد إلى القاهرة ليواجه أزمة مادية أجبرته على إغلاق مسرحه، رغم تقديمه أكثر من 160 عرضًا. اقرأ أيضا| نجوم الفن في عزاء المخرج سامح عبد العزيز | صور السينما.. صعود وهبوط: اتجه الكسار إلى السينما، وقدم عددًا من الأفلام الناجحة مثل: "بواب العمارة" "سلفني 3 جنيه" "علي بابا والأربعين حرامي" ومع تغيّر الذوق الفني وظهور جيل جديد من الكوميديانات، بدأت نجوميته تتراجع، فاضطر إلى قبول أدوار صغيرة، مثل دوره كـ"خادم" في فيلم "آخر كدبة" مع فريد الأطرش. الجانب الإنساني والشخصي: رغم شخصيته المرحة على المسرح، كان الكسار في بيته رجلًا حازمًا، لا يُدخل أحدًا إلى غرفته دون استئذان. عاش حياة بسيطة، وكان يعشق الطبخ، خاصة إعداد طبق الفتة باللحم، الذي كان مفضلًا لديه. نهاية حزينة لفنان الشعب: بعد سنوات من إسعاد الجماهير، رحل علي الكسار في صمت وفقـر، وهو يرقد على سرير من الدرجة الثالثة بمستشفى قصر العيني، محاطًا بأولاده، بعد صراع مع سرطان البروستاتا، عن عمر ناهز 70 عامًا.


النهار المصرية
منذ 4 أيام
- النهار المصرية
في ذكرى ميلاده.. علي الكسار بين مجد الضحك ووجع الرحيل
يوافق اليوم، 13 يوليو، ذكرى ميلاد أحد أعمدة الكوميديا في تاريخ الفن المصري والعربي الفنان الكبير علي الكسار، صاحب الضحكة العذبة والحضور الذي لا يُنسى. خلف الستار، كان يحمل قلبًا بسيطًا، ونهاية مؤلمة لا تشبه ما عاشه من مجد فني. وُلد في حي السيدة زينب عام 1887، باسم "علي محمد خليل سالم"، وبدأ حياته بعيدًا عن الفن، في مهنة والده كـ"سروجي". لكن القدر كان يُعد له طريقًا آخر، حين انتقل للعمل مع خاله في الطهي، فتعلم لهجة النوبيين، التي جعلت منه نجمًا مسرحيًا لاحقًا بشخصية "عثمان عبد الباسط". أسس أول فرقة له عام 1907، وكانت انطلاقته الحقيقية، ليصبح لاحقًا نجمًا يتصدر المشهد، ويقف في منافسة قوية مع نجيب الريحاني. وبمساعدة الموسيقار زكريا أحمد، قدّم عروضًا ناجحة أضاءت مسارح القاهرة. واختار اسمه الفني "علي الكسار" تكريمًا لوالدته التي باعت "فرنها" لتنقذه من التجنيد، فحمل اسم عائلتها كعرفانٍ لجميلها. في السينما، لمع في أفلام مثل: "بواب العمارة"، "سلفني 3 جنيه"، "علي بابا والأربعين حرامي". لكنه، ومع تغيّر الأذواق الفنية، اضطر إلى أداء أدوار صغيرة، حتى ظهر كخادم في فيلم "آخر كدبة" مع فريد الأطرش. ورغم الضحك الذي وزّعه بسخاء على الناس، عاش حياة بسيطة، وأحب الطبخ، خاصة طبق الفتة باللحم، الذي كان الأقرب إلى قلبه. في نهاية المطاف، رحل علي الكسار بصمت، فقيرًا، على سرير درجة ثالثة في مستشفى قصر العيني، بعد صراع مع سرطان البروستاتا. غادر الدنيا عن عمر 70 عامًا، بعدما زرع البهجة في قلوب الملايين.


عالم النجوم
منذ 5 أيام
- عالم النجوم
في ذكرى ميلاده.. 'علي الكسار' البربري الطيب الذي رسم الضحكة في قلوب الملايين
في مثل هذا اليوم من عام 1887، وُلد الفنان الكبير علي الكسار ، أحد أعمدة الكوميديا العربية ونجوم الزمن الجميل، الذي خط اسمه بأحرف من ذهب في تاريخ الفن المصري، وترك بصمة لا تُنسى في قلوب الجماهير بابتسامته الفريدة وأدائه العفوي، سواء على خشبة المسرح أو عبر شاشة السينما. ورغم مرور ما يقرب من سبعة عقود على رحيله، لا تزال أعماله تبهج الأجيال وتُدرّس كأمثلة نادرة في التمثيل الكوميدي الأصيل. بدأت رحلة 'الكسار' الفنية عام 1907 حين أسس فرقته المسرحية الأولى 'دار التمثيل الزينبي'، وهو ما مثّل الخطوة الأولى نحو النجومية. لكن انطلاقته الكبرى جاءت عندما أسس فرقته الخاصة باسمه عام 1925، وأدخل إليها رموزاً فنية كبيرة، كان أبرزهم الموسيقار زكريا أحمد، مما منح عروضه المسرحية زخمًا موسيقيًا لافتًا. في وقت كانت فيه الكوميديا حكراً على طبقة معينة، اقتحم الكسار المجال بشخصية جديدة تمامًا.. 'عثمان عبد الباسط' البربري المصري الطيب، ليواجه بها عمالقة الكوميديا مثل نجيب الريحاني وشخصيته الشهيرة 'كشكش بك'. وكان ذلك بداية لمنافسة مسرحية شريفة أبهجت الجماهير لسنوات. رحلة من التحديات.. وأفراح على خشبة المسرح عام 1920، خطا علي الكسار أولى خطواته في السينما بفيلم قصير بعنوان 'الخالة الأمريكانية'، ليبدأ مسارًا مختلفًا من الإبداع. وبلغت شهرته ذروتها في ثلاثينيات القرن الماضي، عندما سافر إلى الشام وقدّم عروضه المسرحية هناك بنجاح كبير، ليرفع راية المسرح المصري في الخارج. لكن النجاح لم يخلُ من العثرات. فقد واجه أزمة كبيرة أدت إلى إغلاق مسرحه بعد تقديم أكثر من 160 عرضًا، إلا أنه لم يستسلم، وتحوّل إلى السينما مجددًا ليُقدم سلسلة من الأفلام التي لا تزال خالدة حتى اليوم. قدم خلالها الكوميديا بشكل ناعم وساخر، يخلو من الابتذال، ويُحاكي وجدان الناس البسطاء. في 15 يناير عام 1957، رحل علي الكسار عن عالمنا، لكنه ترك خلفه إرثًا فنيًا كبيرًا من المسرحيات والأفلام التي كانت مرآة لروح الشعب المصري، وبوصلة للأمل والضحك وسط أصعب الظروف. تمر ذكرى ميلاده اليوم، لكن ما تركه لا يمر ولا يُنسى.. فالفنان الذي كان يسكن 'قلب البسطاء' لا يموت، بل يعيش معهم ضاحكًا في كل مشهد وكل جملة ظلوا يرددونها جيلاً بعد جيل.