logo
اتفاق جيّد أو سيّئ لن يمنع نتنياهو من المواصلة

اتفاق جيّد أو سيّئ لن يمنع نتنياهو من المواصلة

وكالة خبرمنذ 2 أيام

كلما ظهر بصيص أمل بشأن اتفاق ما، لا يلبث أن يبتعد، فبعد أن وافقت دولة الاحتلال، من دون إعلان رسمي على ورقة الإطار التي ترجمتها من العبرية إلى الإنكليزية، ولحق ذلك إعلان حركة «حماس» الموافقة، جاء الموقفان الأميركي والإسرائيلي بلغة متطابقة، ليعلنا مع تهديد واضح عدم قبول ردّ «حماس».
يبدو أن «حماس» وافقت على ورقة ستيف ويتكوف الأولى كأساس، بينما يتحدث الطرفان الأميركي والإسرائيلي عن ورقة جديدة معدّلة تضمن كل شروط دولة الاحتلال، ولا تتيح مجالاً لاستيعاب الحدّ الأدنى من رؤية «حماس».
يبدو من ذلك، أن ويتكوف يحاول استثمار الضغط الشديد الذي تمارسه دولة الاحتلال على الصعيدَين العسكري والإنساني، إلى الحدّ الذي يعتقد معه أن «حماس» قاب قوسين أو أدنى من رفع راية الاستسلام.
دونالد ترامب يبدو مستعجلاً الوصول إلى تهدئة ما في الشرق الأوسط، بعد أن فقد مصداقيته إزاء إمكانية إحلال السلام في أوكرانيا، وحتى في قطاع غزة، بعد مضيّ أكثر من 4 أشهر على دخوله البيت الأبيض في 20 كانون الثاني المنصرم.
الإدارة الأميركية تؤكّد عادتها في ضمان دعم وحماية الدولة العبرية رغم كل ما يقال عن ضيق صدر ترامب من سياسة نتنياهو وائتلافه الفاشي الحكومي.
المشكلة في اتفاق الإطار الذي قدمه ويتكوف مؤخراً ويجري السجال بشأنه، يترك للغموض، ومفاوضات لاحقة، بعض القضايا المفصلية، منها موضوع وقف الحرب العدوانية، والانسحاب الإسرائيلي وموضوع تدفق المساعدات الإنسانية.
يتحدث ويتكوف عن أن مفاوضات جدّية ستبدأ بعد أن توافق «حماس» على اتفاق الإطار الذي قدمه، وذلك لبحث القضايا الأساسية التي تغفلها ورقة الإطار.
ثمة قضيتان مهمتان في هذا الصدد:
الأولى، هي أن الحد الأدنى من الثقة بين الفلسطينيين والشريكَين الأميركي والإسرائيلي غير متوفرة، ومن غير الممكن أن تتوفر. الولايات المتحدة ليست وسيطاً، وإنما هي طرف يحمل الموقف الإسرائيلي بحذافيره، ويتفق معه على أن الهدف الأساسي هو الإفراج عن الرهائن من دون أي أفق سياسي.
الثانية، تتمثل في غياب الضمانات الأكيدة لتنفيذ ما يتم الاتفاق عليه حتى بالشروط الإسرائيلية. ثمة سابقة قريبة تتصل بتجاوز نتنياهو الضمانة الأميركية بشأن الاتفاق السابق، استمراراً لنهج أميركي بشأن كل ما يتعلق بالشعب الفلسطيني وحقوقه.
أما الوسطاء العرب، فلا حول لهم ولا قوة إزاء إمكانية توفير مثل هذه الضمانات، ولو كان العرب عموماً جادين في وقف الحرب الدموية على القطاع، لكانوا فعلوا ذلك منذ كثير من الوقت. الإرادة العربية مفقودة، بينما يملكون من الأوراق ما يكفي لممارسة ضغط فعّال على الإدارة الأميركية، وحتى على دولة الاحتلال مباشرة.
أوروبا، بدأت تتحرك، وبعض دولها «الوازنة» تتجه لتجاوز المواقف النظرية نحو اتخاذ إجراءات وعقوبات، الأمر الذي يفترض منطقياً أن يشكّل دافعاً للعرب الذين لم يتخذوا حتى الآن أي إجراء عملي يتجاوز سياسة الشجب والمطالبة والاستنكار.
حين نحاول قراءة المشهد من موقف مرتفع، بعيداً عن العواطف، فإن الطرف الفلسطيني يبدو في موقف صعب وخطير للغاية. دولة الاحتلال تحتل 75% من أراضي القطاع، وتحشر الناس في منطقة محدودة غير آمنة.
ويواصل جيش الاحتلال الإسرائيلي سياسة الأرض المحروقة، ويستهدف كل منظومات الحياة الصحية والبيئية والزراعية والإغاثية.
القتل بالجملة مستمر، حيث يسقط كل يوم العشرات من الشهداء الأطفال والنساء والمدنيين عدا عشرات الجرحى، الذين لا يجدون الحدّ الأدنى من إمكانية مداواة جراحهم.
في قطاع غزة المحاصر يعاني الناس من مجاعة حقيقية، حيث لا يجدون شيئاً سوى أوراق الشجر إن وجدت، وإلّا فإن عليهم أن يتغذوا من أمعائهم الخاوية.
الإحصائيات حول القتلى جرّاء الجوع ليست حقيقية، والأرجح أن من يقضي بسبب الجوع يدفن في أقرب مكان، دون أن يذهب إلى المستشفيات.
وفي الميدان، لا يمكن المكابرة بشأن قدرات المقاومة البشرية والتسليحية، وحتى توفّر الاحتياجات الضرورية للاستمرار في الحياة، أسوة ببقية البشر الذين يصارعون الموت جوعاً.
والمقاومة، أيضاً، لا تزال معزولة عربياً وإسلامياً، إلّا من رحم ربّي، حيث لم يبق إلى جانبها فاعل سوى جماعة «أنصار الله» (الحوثيين) في اليمن، بينما نجحت الولايات المتحدة في عزل وتجميد الجبهات الأخرى.
هذا إذا كنّا سنتجاهل أن بعض العرب يتمنون القضاء المبرم على من يعتبرونهم «إخوان مسلمون» يشكلون عنصر خطر على أنظمتهم.
هذا الوضع، الذي لا يحسد عليه الطرف الفلسطيني، يدعو الكثير من الناس في القطاع لأن يطالبوا المقاومة بالموافقة على ورقة ويتكوف رغم اعترافهم بأنه اتفاق سيّئ. وبالنظر لرؤية شاملة، فإن هذا المنطق يبدو طبيعياً، ولا يمكن التشكيك فيمن يعلن قبوله.
ولكن هل يكفي ذلك لاتخاذ موقف؟
في الحقيقة، إنه إذا كان الطرف الفلسطيني محشوراً في خيارات صعبة وخطيرة، فإن دولة الاحتلال هي الأخرى تعاني جرّاء استمرار حربها الإجرامية على الشعب الفلسطيني في غزة والضفة.
ثمة تنامٍ في تحركات الرأي العام العالمي، بما في ذلك في أميركا، لصالح القضية الفلسطينية، ووقف الحرب، وإدانة ومحاسبة مرتكبي وجناة الجرائم بحق الإنسانية والقانون الإنساني الدولي. الأمر تجاوز التظاهرات الاحتجاجية والتصريحات إلى التأثير في سياسات ومواقف الحكومات، بما في ذلك الأقرب إلى دولة الاحتلال مثل بريطانيا وألمانيا.
ثمة حراك سياسي دبلوماسي دولي، خلال هذا الشهر، على مستوى مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، نحو اتخاذ قرارات بوقف الحرب وتدفق المساعدات الإنسانية، وثمة مؤتمر دولي قادم بمبادرة فرنسية سعودية لبحث واتخاذ إجراءات تتصل بثمانية ملفات، تتعلق بالقضية الفلسطينية مع تزايد الاستعداد للاعتراف بالدولة الفلسطينية.
هذا عدا ما تعانيه حكومة نتنياهو من ضغوط داخلية شعبية واقتصادية وأمنية جعلت كيانه دولة منبوذة فعلاً. إن كان كل هذا مقروءاً من قبل المقاومة في عملية عضّ الأصابع، فإنني أميل وأنصح نحو أن تختار الموقف الذي ينقذ أهل غزّة من الجوع؛ فمهما كان أي اتفاق، إن كان مقبولاً أو مرفوضاً، فإن المحصّلة هي أن نتنياهو سيواصل فعل كل ما يريد، فإن كان التاريخ لا يشهد على ذلك، فإن ما يجري على جبهة لبنان أقرب دليل.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

يديعوت: قلق اسرائيلي من إقالة داعمين لـ"إسرائيل" في البيت الأبيض
يديعوت: قلق اسرائيلي من إقالة داعمين لـ"إسرائيل" في البيت الأبيض

وكالة الصحافة الفلسطينية

timeمنذ 19 ساعات

  • وكالة الصحافة الفلسطينية

يديعوت: قلق اسرائيلي من إقالة داعمين لـ"إسرائيل" في البيت الأبيض

القدس المحتلة - ترجمة صفا أعربت مصادر إسرائيلية عن قلقها من موجة الإقالات الأخيرة التي استهدفت كبار الداعمين للكيان في البيت الأبيض، إذ قرر وزير الخارجية إقالة 3 مسؤولين كبار من المتعاطفين مع "إسرائيل" في الادارة الأمريكية. وذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، وفق ترجمة وكالة "صفا"، أن وزير الخارجية الأمريكي "أنتونيو روبيو" قرر- بشكل مفاجئ- إقالة المسؤولين الثلاثة من مناصبهم على خلفية مفاوضات الملف النووي الإيراني والاختلاف في وجهات النظر الأمريكية الإسرائيلية حول الملف وكذلك مواصلة الحرب على غزة. وقالت الصحيفة إن المقالين هم: ميراف سيرن، التي تحمل الجنسيتين الأمريكية والإسرائيلية وكانت مسؤولة عن ملف إيران وإسرائيل في مجلس الأمن القومي، و"أريك ترايغر" مسؤول ملف الشرق الأوسط وشمال أفريقيا. كما أقيلت "مورغان أورتغوس" نائبة المبعوث الأمريكي للمنطقة "ستيف ويتكوف" المسؤولة عن ملف لبنان في الإدارة الأمريكية. وذكرت الصحيفة أن "أورتغوس" تحوّلت للديانة اليهودية وترتدي قلادة نجمة داوود، وتعتبر من كبار الداعمين للكيان، ونجحت في إقناع الإدارة الأمريكية بانتهاج خط هجومي ضد لبنان خلال مفاوضات وقف إطلاق النار التي شاركت فيها.

الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة في خانيونس تمهيدا لتوسيع عدوانه
الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة في خانيونس تمهيدا لتوسيع عدوانه

فلسطين الآن

timeمنذ يوم واحد

  • فلسطين الآن

الاحتلال يصدر أوامر إخلاء جديدة في خانيونس تمهيدا لتوسيع عدوانه

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء أمس الاثنين، أوامر إخلاء جديدة في مدينة خانيونس جنوب قطاع غزة، وذلك ضمن حرب الإبادة الوحشية والمتواصلة منذ 20 شهرا. ونشر المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي، إنذارا بالإخلاء لجميع المتواجدين في البلوكات التي تحمل أرقام 47، و106، و108، و109 في خانيونس، وهدد بأن الجيش الإسرائيلي سيعمل بقوة شديدة في تلك المناطق. وزعم أردعي في منشوره عبر موقع "فيسبوك" أن الفصائل الفلسطينية وفي مقدمتها حركة حماس تواصل أنشطتها في هذه المناطق. وتابع قائلا: "من أجل سلامتكم، أخلوا فورا غربا إلى المواصي"، مشيرا إلى أن "أمر الإخلاء لا يشمل مستشفى الأمل" الواقع ضمن المناطق المشار إليها. وقبل يومين، أنذر جيش الاحتلال الإسرائيلي، الفلسطينيين بمحافظة خانيونس جنوبي قطاع غزة، بإخلاء مناطقهم والتوجه إلى منطقة "المواصي" غربا، تمهيدا لتنفيذ هجوم عسكري. وقال متحدث الجيش أفيخاي أدرعي، في منشور عبر منصة إكس: "إلى جميع سكان خانيونس، وبني سهيلا، وعبسان، عليكم إخلاء المنطقة فورا". وأضاف أن "المنطقة تعتبر منطقة قتال خطيرة وقد تم تحذيرها عدة مرات، أخلوا فورا غربا إلى منطقة المواصي"، وفق تعبيره. وادعى أن الفصائل الفلسطينية تواصل إطلاق القذائف الصاروخية نحو "إسرائيل". وواصلت قوات الاحتلال ارتكاب مجازر الإبادة الجماعية في قطاع غزة، مستهدفة منازل مأهولة وخياما وتجمعات للنازحين في مناطق مختلفة. وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية الاثنين، ارتفاع حصيلة الشهداء في قطاع غزة إلى 54 ألفا و470 أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء عدوان الاحتلال في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر 2023. وأضافت أن حصيلة الإصابات ارتفعت إلى 124 ألفا و693 منذ بدء العدوان، في حين لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم. وأشارت إلى أنه وصل إلى مستشفيات قطاع غزة 52 شهيدا (منهم 1 انتُشل جثمانه)، و503 إصابات خلال الساعات الـ24 الماضية. وارتكبت قوات الاحتلال مجازر خلال الساعات القليلة مجازر في مناطق مختلفة تركزت في منطقة جباليا البلد، شمال قطاع غزة.

يديعوت : قلق اسرائيلي من إقالة داعمين لإسرائيل في البيت الأبيض
يديعوت : قلق اسرائيلي من إقالة داعمين لإسرائيل في البيت الأبيض

وكالة الصحافة الفلسطينية

timeمنذ يوم واحد

  • وكالة الصحافة الفلسطينية

يديعوت : قلق اسرائيلي من إقالة داعمين لإسرائيل في البيت الأبيض

القدس المحتلة-ترجمة صفا أعربت محافل إسرائيلية عن قلقها من موجة الإقالات الأخيرة التي استهدفت بار الداعمين للكيان في البيت الأبيض ، حيث قرر وزير الخارجية إقالة 3 مسئولين كبار من مناصبهم حيث يعتبر الثلاثة من كبار المتعاطفين مع الكيان في الادارة الأمريكية. وذكرت الصحيفة ان وزير الخارجية الأمريكي " أنتونيو روبيو" قرر وبشكل مفاجئ إقالة المسلوين الثلاثة من مناصبهم وذلك على خلفية مفاوضات الملف النووي الايراني والاختلاف في وجهات النظري الامريكية – الاسرائيلية حول هذا والملف وكذلك مواصلة الحرب على غزة. وقالت الصحيفة ان المقالين هم : ميراف سيرن ، والتي تحمل الجنسيتين الامريكية والاسرائيلية وتم تعيينها مؤخراً كمسئولة عن ملف ايران واسرائيل في مجلس الأمن القومي ، أما الثاني فهو أريك ترايغر ، مسئول ملف الشرق الأوسط وشمال افريقيا. كما أقيلت "مورغان اورتغوس" نائبة المبعوث الامريكي للمنطقة "ستيف ويتكوف" والمسئولة عن ملف لبنان في الادارة الامريكية ، حيث تحوّلت للديانة اليهودية وترتدي قلادة نجمة داوود وتعتبر من كبار الداعمين للكيان ، حيث أقنعت الادارة الامريكية بانتهاج خط هجومي ضد لبنان خلال مفاوضات وقف اطلاق النار التي شاركت فيها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store