logo
مقترح مغربي لإنشاء ممر بحري استراتيجي يربط الصين وروسيا بإفريقيا عبر ميناء الداخلة

مقترح مغربي لإنشاء ممر بحري استراتيجي يربط الصين وروسيا بإفريقيا عبر ميناء الداخلة

العيون الآن٠٢-٠٥-٢٠٢٥

العيون الآن.
يوسف بوصولة
في رؤية طموحة لإعادة رسم خارطة التجارة العالمية وسلاسل الإمداد عبر القارات، طرح باحثان مغربيان مقترحًا علميا لإنشاء ممر بحري استراتيجي يربط بين الصين وروسيا مرورا بطريق البحر الشمالي، قبل أن يتجه جنوبا نحو إفريقيا، حيث سيكون ميناء الداخلة الأطلسي محطة رئيسية ضمن هذا الممر متعدد القارات.
هذا المشروع الذي تم الكشف عنه خلال فعاليات 'الحوار المفتوح حول مستقبل العالم'، المنظم في العاصمة الروسية موسكو بين 28 و30 أبريل الجاري، قدمه كل من يونس بنان الباحث في اللوجستيات الدولية ورئيس معهد الدراسات الاجتماعية والإعلامية، والدكتورة سناء حواتا أستاذة التعليم العالي بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء.
يستند المقترح إلى إمكانية تقليص المسافات التجارية بنسبة تصل إلى 40 في المائة مقارنة بالطرق التقليدية مثل قناة السويس، مع تقليص التكاليف اللوجستية بنسبة تتراوح بين 20 و30 في المائة، وتخفيض الانبعاثات الكربونية بنسبة تصل إلى 25 في المائة بفضل الاعتماد على سفن صديقة للبيئة تعمل بالهيدروجين الأخضر.
يرتكز المشروع على تعزيز التعاون الثلاثي بين المغرب والصين وروسيا، بدعم من تحالف بريكس+ والاتحاد الإفريقي، وتطوير البنية التحتية لميناء الداخلة ليستوعب سفن الحاويات العملاقة، إضافة إلى إنشاء مرافق نقل متعددة الوسائط كشبكات السكك الحديدية والطرق السريعة. كما يقترح المشروع بناء وحدة لإنتاج 500 ميغاواط من الهيدروجين الأخضر في الداخلة لتغذية الأسطول البحري الجديد.
ينتظر أن يسهم المشروع في خلق أكثر من 100 ألف فرصة عمل داخل القارة الإفريقية، من خلال برامج التكوين والتصنيع المحلي، إلى جانب توقيع اتفاقيات دولية لضمان الأمن البيئي وحماية المناطق القطبية.
وتتوقع الدراسة أن يكون للمغرب الدور المحوري في هذا الممر بنسبة 90 في المائة من عمليات الربط اللوجستي، بينما تبلغ مساهمة الصين وروسيا في المشروع المتوقع 85 في المائة و80 في المائة على التوالي. كما سيمكن من خفض تكاليف التأمين بنسبة 30 في المائة مقارنة بالمسارات المعرضة للمخاطر الجيوسياسية مثل البحر الأحمر.
يعد طريق البحر الشمالي (RMN) الذي يمر عبر المحيط المتجمد الشمالي بمحاذاة السواحل الروسية، من المسارات الجديدة المقترحة كبدائل لقناة السويس وبنما، رغم التحديات المناخية التي تحصر استخدامه في فترات زمنية محددة من العام. وتعد قناة السويس حالياً أحد أهم المعابر البحرية، حيث تستوعب نحو 12 في المائة من حركة الشحن العالمية، أي ما يعادل 8 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.
يشير الباحثان المغربيان إلى أن ميناء الداخلة يمكن أن يكون جزءا أساسياً في ربط شنغهاي بـروتردام، عبر خط بحري جديد أقصر بنسبة 15 في المائة من المسار الذي يمر عبر قناة السويس، مما يتيح تقليص التكاليف التشغيلية وزيادة القدرة التنافسية للفاعلين الاقتصاديين.
يؤكد الباحثان أن إدماج ميناء الداخلة في هذه المبادرة قد يعيد تشكيل التوازنات الجيو اقتصادية العالمية، خاصة في ظل التحديات المتزايدة التي تواجه الممرات البحرية التقليدية بسبب الأزمات المناخية والتوترات الإقليمية، مثل حادثة جنوح سفينة 'إيفر غيفن' في قناة السويس عام 2021.
ورغم الطابع الاستراتيجي للمشروع، تحذر الدراسة من مجموعة من التحديات المرتبطة بتعقيدات الملاحة في القطب الشمالي، والحاجة إلى تنسيق دبلوماسي وتقني بين الدول المعنية، بالإضافة إلى ضرورة الحد من الأثر البيئي للمشروع، وضمان أن تعود مكاسبه على المجتمعات المحلية في إفريقيا دون الإضرار بنمط عيشها.
يختتم الباحثان بأن هذا المشروع إن تحقق سيكون أحد أكثر التحولات الجيو اقتصادية تأثيرا في العقد المقبل، بالنظر إلى الأهمية المتزايدة للربط القاري المستدام بين آسيا، وأوروبا، وإفريقيا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كريم زيدان: مردودية الحكومة الحالية هي الأعلى وهناك فرق بين العمل والشعارات
كريم زيدان: مردودية الحكومة الحالية هي الأعلى وهناك فرق بين العمل والشعارات

هبة بريس

timeمنذ 2 ساعات

  • هبة بريس

كريم زيدان: مردودية الحكومة الحالية هي الأعلى وهناك فرق بين العمل والشعارات

هبة بريس قال كريم زيدان، الوزير المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، إن مردودية الحكومة الحالية هي أعلى ما يمكن لحكومة مغربية القيام به، معتبرا أن هناك فرقا كبيرا بين سياسة الحكومة الحالية وسياسات الحكومات السابقة، وهذا يُظهر الفرق بين من يعمل ومن يرفع الشعارات. ّ ونوه الوزير خلال استضافته في مؤسسة الفقيه التطواني مساء الثلاثاء، بتماسك وانسجام الاغلبية، مشيرة إلى أن الأحزاب الثلاثة المكونة للحكومة تعمل كفريق واحد. وأشاد بالالتقائية الموجودة بين القطاعات والوزارات من أجل الصالح العام، حيث لفت إلى أن رئيس الحكومة يحث أعضاءها على أن يكون يدا واحدة. واعتبر الوزير المكلف بالاستثمار والتقائية وتقييم السياسات العمومية، أن المغرب يعيش دينامية مهمة، يترجمها استقطاب المملكة للشركات العالمية من اجل الاستثمار فيه. وذكر في هذا السياق، بالتوجيهات الملكية الداعية إلى جعل الاستثمار الخاص يمثل الثلثين من الاستثمار ببلادنا في أفق سنة 2037، حيث لا يمثل اليوم سوى الثلث مقابل الثلثين من الاستثمار العمومي، مبرزا أن الحكومة تعمل على جذب الاستثمارات من أجل تحقيق هذا الهدف. وبالأرقام، أوضح زيدان، أن المغرب تمكن في ظرف ثلاث سنوات فقط من 2022 إلى 2025، جذب أزيد من 191 مشروعا بقيمة استثمارية تتجاوز 326 مليار درهم، مفيدا بأن ذلك بفضل ما جاء به ميثاق الاستثمار الجديد الذي أطلقته الحكومة من تحفيزات ومواكبة وبرامج. وأورد المتحدث، أنه خلال انعقاد سبع دورات للجنة الوطنية للاستثمار تم الاتفاق على 191 مشروعا بقيمة استثمارية تقدر 326 مليار درهم، والتي خلقت 150 ألف منصب شغل في تماشٍ مع التوجيهات الملكية. وأضاف في هذا السياق، أن بلادنا تنتظر مشاريع كبرى في الهيدروجين الأخضر والطاقات المتجددة والنسيج، مبدياً تفاؤله بأن المغرب سيتجاوز الأرقام المرتقبة في سنة 2026 للاستثمارات وخلق مناصب الشغل.

المغرب يمنح أول ترخيص لشركة خاصة بخدمات الطاقة
المغرب يمنح أول ترخيص لشركة خاصة بخدمات الطاقة

لكم

timeمنذ 3 ساعات

  • لكم

المغرب يمنح أول ترخيص لشركة خاصة بخدمات الطاقة

أعلنت وزارة الانتقال الطاقي، الثلاثاء، أنها منحت أول ترخيص لشركة خاصة بخدمات الطاقة في المملكة. جاء ذلك في بيان للوزارة، في أعقاب صدور قانون النجاعة الطاقية بالجريدة الرسمية في نونبر الماضي. وتُعنى هذه الشركات بتخفيض استهلاك الطاقة عبر اعتماد تقنيات تحكم جديدة أو الاعتماد على الطاقات المتجددة. وقالت الوزارة، في بيان، إنها منحت أول ترخيص لشركة (لم تسمها) خاصة بخدمات الطاقة. واعتبرت أن 'هذا الترخيص يشكل محطة أساسية في مسار تفعيل المنظومة التنظيمية للنجاعة الطاقية'. وأضافت أن 'هذا الجيل الجديد من شركات الخدمات الطاقية سيمكن من إعطاء دفعة قوية للنجاعة الطاقية من خلال تفعيل عقود الأداء الطاقي، التي تُعد إطارا تعاقديا بين هذه الشركات وزبائنها'. الوزارة زادت بأن النجاعة الطاقية تعتبر 'أول مكمن لخلق فرص عمل في مجال الطاقة، تتميز بتنوع المهن مثل الصيانة والمباني الذكية'. وسيساهم هذا الإطار التنظيمي الجديد، حسب البيان، في زيادة تطوير المهن الخاصة بالنجاعة الطاقية، لتقوية الشركات الوطنية في هذا المجال، وخلق فرص عمل مهمة. وتعنى شركات خدمات الطاقة بتوفير حلول وخدمات لمساعدة زبائنها وشركائها من القطاعين الخاص والعام على تخفيض استهلاكهم. ويتحقق ذلك سواء عبر تخفيض استهلاك الطاقة بالمباني أو الإنارة العمومية أو التنقل أو الصناعة، مثل اعتماد تقنيات جديدة للتحكم في استهلاك الطاقة، أو الاعتماد على الطاقات المتجددة، وفق المصدر ذاته. ويسارع المغرب الخطى لتأمين احتياجاته من الطاقة، خاصة أنه يستورد 96 بالمئة منها، بالتزامن مع تقلبات الأسعار على المستوى الدولي. وتعمل المملكة على زيادة الاستثمار في الطاقات المتجددة، فضلا عن عقد شراكات في إطار الهيدروجين الأخضر، ضمن جهود تخفيف التبعية للمصادر الخارجية.

الرباط.. انطلاق أشغال 'مؤتمر النمو العالمي 2025'
الرباط.. انطلاق أشغال 'مؤتمر النمو العالمي 2025'

مراكش الآن

timeمنذ 16 ساعات

  • مراكش الآن

الرباط.. انطلاق أشغال 'مؤتمر النمو العالمي 2025'

انطلقت اليوم الثلاثاء بالرباط، أشغال 'مؤتمر النمو العالمي 2025″، الذي ينعقد بمبادرة من معهد 'أماديوس' تحت شعار 'تمويل النمو، بلورة الانتقال الطاقي'. وحضر الجلسة الافتتاحية لهذا المؤتمر، الذي يعود بنسخة جديدة بعد نسختي 2013 و2014، كل من يونس سكوري، وزير الإدماج الاقتصادي والمقاولة الصغرى والتشغيل والكفاءات؛ وأميناتا توري، الممثلة السامية لرئيس جمهورية السنغال؛ ودانييل موكوكو سامبا، نائب رئيس الوزراء ووزير الاقتصاد الوطني بجمهورية الكونغو الديمقراطية؛ وشكيب العلج، رئيس الاتحاد العام لمقاولات المغرب؛ وإبراهيم الفاسي الفهري، رئيس معهد أماديوس. ويعرف 'مؤتمر النمو العالمي 2025' مشاركة أزيد من 600 شخص من أزيد من 50 بلدا، من بينهم وزراء ومسؤولون حكوميون رفيعو المستوى، ورؤساء مؤسسات مالية دولية وإقليمية، وممثلون عن القطاع الخاص، ومستثمرون مؤسساتيون، فضلا عن خبراء رفيعي المستوى. ويهدف هذا المؤتمر، الذي يأتي في سياق عالمي يتسم بتصاعد الحمائية واحتدام التوترات التجارية بين الصين والولايات المتحدة وتزايد تفكك سلاسل القيمة، إلى البدء في تحليل معمق للديناميات الجيو-اقتصادية الجديدة التي تعيد صياغة قواعد التجارة الدولية وتؤثر في استقطاب الاستثمارات الأجنبية. كما يندرج هذا الحدث، المنظم على مدى يومين، في إطار مواصلة التزام معهد 'أماديوس' بتعزيز النمو المستدام والشامل والمتوازن، لاسيما من خلال تعزيز الالتقائية بين الفاعلين في القطاعين العام والخاص، وتثمين الفرص التي تتيحها القارة الإفريقية. وباعتباره منصة عملية حقيقية للحوار والتفكير الاستراتيجي، سيناقش المؤتمر مواضيع كبرى من قبيل 'إعادة التصميم الاستراتيجي لسلاسل القيمة والسيادة الاقتصادية في سياق التوترات التجارية'، و'تمويل النمو، وخلق فرص عمل مستدامة، واستراتيجيات الاستثمار والإصلاحات اللازمة للجاذبية الاقتصادية'، فضلا عن 'التحول الطاقي وآفاق الهيدروجين الأخضر'. وسيناقش المؤتمر أيضا مواضيع 'تطوير البنية التحتية والإدارة المستدامة للموارد المائية'، و'الابتكار والتقنيات المالية والرقمنة كرافعات للتحول الاقتصادي'، و'تعزيز التعاون الإقليمي والاستثمارات العابرة للحدود'. كما سيتيح 'مؤتمر النمو العالمي 2025' للمشاركين آلية معززة للاجتماعات المباشرة بين الشركات (B2B)، وبين الشركات والحكومات (B2G)، وبين الحكومات (G2G)، بالإضافة إلى أدوات رقمية تعزز التبادلات الاستراتيجية وإبرام شراكات هيكلية. وستتوج أشغال المؤتمر بإعداد وتقديم 'خارطة طريق الرباط بشأن تمويل النمو والتحول الطاقي'، وهي وثيقة مرجعية ستتضمن توصيات ملموسة وعملية يمكن تنفيذها بشكل مباشر من قبل الأطراف المعنية الوطنية والدولية.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store