
تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء
لكن ماذا عن النساء المخترعات مثل ماري أندرسون أو آن تسوكاموتو؟
قد تجهلون هذين الاسمين، لكن هاتين السيّدتين هما اثنتان فقط من المخترعات اللواتي ابتكرن بعض الأجهزة وحقّقن إنجازات علمية نستخدمها في حياتنا اليومية.
ولأجل الحصول على المزيد من المعلومات ما عليكم إلا النظر إلى تسعة اختراعات ما كنا سنحصل عليها لولا النسوة اللاتي ابتكرنها.
1: برمجيات الكمبيوتر - غريس هوبر
بعد التحاق غريس هوبر بالبحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، كُلّفت بالعمل على إنتاج كمبيوتر جديد أطلق عليه اسم "مارك 1".
ولم يمض وقت طويل قبل أن تصبح، هوبر، في طليعة مبرمجي الكمبيوتر في خمسينيات القرن الماضي، إذ كان لها الفضل في ابتكار نظام ترجمة التعليمات إلى لغة تتمكن أجهزة الكمبيوتر من فهمها وقراءتها، مما جعل عملية البرمجة أسرع بكثير وأحدث ثورة في عمل الكمبيوتر.
وواصلت هوبر العمل في مجال الكمبيوتر حتى تقاعدها من البحرية في سن الـ 79، وكانت حينها أكبر ضباط هذا السلاح عمراً.
اختراع الصدفة الذي حرر النساء
2: التعرّف على هوية المتكلم والمنتظر على الخط - شيرلي آن جاكسون
شيرلي آن جاكسون عالمة أمريكية متخصصة في الفيزياء النظرية، كانت بحوثها التي أجرتها منذ سبعينيات القرن الماضي مسؤولة عن ابتكار أنظمة التعرف على هوية المتكلم في المكالمات الهاتفية، وهوية المنتظر على الخط الهاتفي أثناء إجراء مكالمة هاتفية أخرى.
ومكّنت ابتكاراتها في عالم الاتصالات الهاتفية آخرين من اختراع أجهزة الفاكس والأسلاك البصرية وخلايا إنتاج الطاقة الكهربائية الشمسية.
وكانت جاكسون أوّل أمريكية سوداء تحصل على شهادة الدكتوراة من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، كما كانت أول أمريكية سوداء تدير جامعة بحثية ذات مستوى عالٍ.
3: ماسحة زجاج السيارات - ماري أندرسون
وفي يوم شتوي بارد عام 1903، كانت ماري أندرسون في زيارة لمدينة نيويورك. وأثناء تلك الزيارة، لاحظت ماري أن سائق السيارة التي كانت تستقلها اضطر لفتح شباكه الجانبي من أجل إزالة الثلج من على زجاج السيارة الأمامي.
وكل مرة كان يفتح شباكه، يزداد الشعور بالبرد لدى ركّاب السيارة.
فألهمت هذه التجربة، ماري، لابتكار ماسحات من المطاط يمكن تشغيلها من داخل السيارة. وفي عام 1903 حصلت على براءة اختراع بذلك.
لكن اختراع ماري لم يحظ بدعم صانعي السيارات آنذاك، إذ ظنوا أنه سيؤثر سلباً على انتباه السائقين أثناء القيادة.
ولم تحقق ماري أي ربح مادي من اختراعها حتى بعد أن أصبحت ماسحات الزجاج جزءاً أساسياً في السيارات.
4: بطاريات المحطة الفضائية الدولية - أولغا غونزاليز سانابريا
تعد بطارية النيكل والهيدروجين طويلة العمر التي تزود المحطة الفضائية الدولية بالطاقة من الابتكارات المهمة حقاً.
وتمكنت أولغا غونزاليز سانابريا، المنحدرة من بورتوريكو، من تطوير تقنية أسهمت في إنتاج هذه البطاريات في ثمانينيات القرن الماضي.
وعملت أولغا مديرة لقسم الهندسة في مركز غلين للأبحاث التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا).
بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية على قائمة هذا العام؟
5: غسالة الصحون - جوزفين كوكران
لطالما حلمت جوزفين كوكران - التي كانت تقيم مآدب طعام بشكل دوري - بجهاز يمكنه غسل صحونها بأسرع مما يتمكن خدمها من ذلك، ولا يكسر هذه الصحون.
وكان الاختراع الذي أنجزته، والذي كان يشتمل على محرك يدير عجلة داخل مرجل نحاسي، أول غسالة صحون تستخدم ضغط الماء في عملها.
وكان زوج كوكران، السكير، قد ترك لها ديوناً ثقيلة عقب وفاته، مما دفعها إلى تسجيل براءة اختراعها في عام 1886 وإلى تأسيس أول مصنع لهذه الغسالات.
6: نظام الأمن المنزلي - ماري فان بريتان براون
كانت ماري فان بريتان براون تعمل ممرضة، وكثيراً ما تبقى في بيتها بمفردها، مما دفعها إلى التفكير في ابتكار يجعلها أكثر أماناً في مسكنها.
وبمعية زوجها ألبرت، طورت براون أول نظام للأمن المنزلي رداً على ارتفاع معدلات الجريمة وضعف أداء الشرطة في ستينيات القرن الماضي.
وكان النظام الذي ابتكرته براون معقداً بعض الشيء، إذ كان يتضمن آلة تصوير تعمل بمحرك يرفعها ويخفضها حول باب بيتها الأمامي للتعرف على وجود أي شخص يحاول اقتحام البيت.
وكان النظام يضمّ أيضاً شاشة في غرفة نومها تبثّ الصور التي تلتقطها آلة التصوير إلى جانب زر للإنذار.
7: فصل الخلايا الجذعية - آن تسوكاموتو
سجّلت، آن تسوكاموتو، براءة اختراع طريقة عزل وفصل الخلايا الجذعية في عام 1991، ومنذ ذلك الحين أدت البحوث التي أنجزتها إلى تطوّرات عظيمة في مجال فهم عمل جهاز الدوران لدى مرضى السرطان، وهي تطورات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى ابتكار علاج لهذا المرض.
وأجرت تسوكاموتو أبحاثاً إضافية في نمو الخلايا الجذعية، وشاركت في تسجيل براءات اختراع سبعة اختراعات أخرى.
8: مادة الكيفلار - ستيفاني كفوليك
واخترعت الكيميائية، ستيفاني كفوليك، مادة الكيفلار، وهي نسيج خفيف الوزن يستخدم في السُّتَر المقاومة للطلقات النارية.
ومنذ نجاحها في تطوير هذه المادة في عام 1965، أنقذ الكيفلار، الذي تبلغ متانته خمسة أضعاف متانة الفولاذ، حياة العديد من البشر، ويستخدمه الملايين يومياً.
ويوجد الكيفلار في العديد من المنتجات منها القفازات المنزلية والهواتف المنقولة والطائرات والجسور المعلّقة.
9: لعبة المونوبولي - إليزابيث ماجي
رغم أن كثيرين يقولون إن تشارلز دارو هو الذي ابتكر المونوبولي، وهي واحدة من أشهر الألعاب في التاريخ، لكن قوانين اللعبة كانت من بنات أفكار إليزابيث ماجي.
أرادت ماجي إظهار مخالب الرأسمالية، وذلك عن طريق لعبة مبتكرة يتبادل فيها اللاعبون الأموال والأملاك.
وكانت اللعبة التي سجلتها في عام 1904 تدعى "لعبة أصحاب الأملاك".
أما لعبة المونوبولي المعروفة اليوم، فقد أنتجت للمرة الأولى في عام 1935 من قبل الأخوة باركر الذين اكتشفوا أن دارو لم يكن مخترعها الوحيد، بل كان قد اشترى حقوق نشرها من ماجي بـ 500 دولار فقط.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 5 أيام
- BBC عربية
تسعة اختراعات لا نعلم أن وراءها نساء
إذا سألت عن مخترعين بارزين، قد تتبادر إلى أذهاننا شخصيات مثل توماس إديسون (مخترع المصباح الكهربائي) وألكسندر غراهام بيل (مخترع الهاتف) والعبقري الإيطالي ليوناردو دافنشي. لكن ماذا عن النساء المخترعات مثل ماري أندرسون أو آن تسوكاموتو؟ قد تجهلون هذين الاسمين، لكن هاتين السيّدتين هما اثنتان فقط من المخترعات اللواتي ابتكرن بعض الأجهزة وحقّقن إنجازات علمية نستخدمها في حياتنا اليومية. ولأجل الحصول على المزيد من المعلومات ما عليكم إلا النظر إلى تسعة اختراعات ما كنا سنحصل عليها لولا النسوة اللاتي ابتكرنها. 1: برمجيات الكمبيوتر - غريس هوبر بعد التحاق غريس هوبر بالبحرية الأمريكية في الحرب العالمية الثانية، كُلّفت بالعمل على إنتاج كمبيوتر جديد أطلق عليه اسم "مارك 1". ولم يمض وقت طويل قبل أن تصبح، هوبر، في طليعة مبرمجي الكمبيوتر في خمسينيات القرن الماضي، إذ كان لها الفضل في ابتكار نظام ترجمة التعليمات إلى لغة تتمكن أجهزة الكمبيوتر من فهمها وقراءتها، مما جعل عملية البرمجة أسرع بكثير وأحدث ثورة في عمل الكمبيوتر. وواصلت هوبر العمل في مجال الكمبيوتر حتى تقاعدها من البحرية في سن الـ 79، وكانت حينها أكبر ضباط هذا السلاح عمراً. اختراع الصدفة الذي حرر النساء 2: التعرّف على هوية المتكلم والمنتظر على الخط - شيرلي آن جاكسون شيرلي آن جاكسون عالمة أمريكية متخصصة في الفيزياء النظرية، كانت بحوثها التي أجرتها منذ سبعينيات القرن الماضي مسؤولة عن ابتكار أنظمة التعرف على هوية المتكلم في المكالمات الهاتفية، وهوية المنتظر على الخط الهاتفي أثناء إجراء مكالمة هاتفية أخرى. ومكّنت ابتكاراتها في عالم الاتصالات الهاتفية آخرين من اختراع أجهزة الفاكس والأسلاك البصرية وخلايا إنتاج الطاقة الكهربائية الشمسية. وكانت جاكسون أوّل أمريكية سوداء تحصل على شهادة الدكتوراة من معهد ماساشوسيتس للتكنولوجيا، كما كانت أول أمريكية سوداء تدير جامعة بحثية ذات مستوى عالٍ. 3: ماسحة زجاج السيارات - ماري أندرسون وفي يوم شتوي بارد عام 1903، كانت ماري أندرسون في زيارة لمدينة نيويورك. وأثناء تلك الزيارة، لاحظت ماري أن سائق السيارة التي كانت تستقلها اضطر لفتح شباكه الجانبي من أجل إزالة الثلج من على زجاج السيارة الأمامي. وكل مرة كان يفتح شباكه، يزداد الشعور بالبرد لدى ركّاب السيارة. فألهمت هذه التجربة، ماري، لابتكار ماسحات من المطاط يمكن تشغيلها من داخل السيارة. وفي عام 1903 حصلت على براءة اختراع بذلك. لكن اختراع ماري لم يحظ بدعم صانعي السيارات آنذاك، إذ ظنوا أنه سيؤثر سلباً على انتباه السائقين أثناء القيادة. ولم تحقق ماري أي ربح مادي من اختراعها حتى بعد أن أصبحت ماسحات الزجاج جزءاً أساسياً في السيارات. 4: بطاريات المحطة الفضائية الدولية - أولغا غونزاليز سانابريا تعد بطارية النيكل والهيدروجين طويلة العمر التي تزود المحطة الفضائية الدولية بالطاقة من الابتكارات المهمة حقاً. وتمكنت أولغا غونزاليز سانابريا، المنحدرة من بورتوريكو، من تطوير تقنية أسهمت في إنتاج هذه البطاريات في ثمانينيات القرن الماضي. وعملت أولغا مديرة لقسم الهندسة في مركز غلين للأبحاث التابع لوكالة الفضاء والطيران الأمريكية (ناسا). بي بي سي 100 امرأة 2024: من هن الرائدات من المنطقة العربية على قائمة هذا العام؟ 5: غسالة الصحون - جوزفين كوكران لطالما حلمت جوزفين كوكران - التي كانت تقيم مآدب طعام بشكل دوري - بجهاز يمكنه غسل صحونها بأسرع مما يتمكن خدمها من ذلك، ولا يكسر هذه الصحون. وكان الاختراع الذي أنجزته، والذي كان يشتمل على محرك يدير عجلة داخل مرجل نحاسي، أول غسالة صحون تستخدم ضغط الماء في عملها. وكان زوج كوكران، السكير، قد ترك لها ديوناً ثقيلة عقب وفاته، مما دفعها إلى تسجيل براءة اختراعها في عام 1886 وإلى تأسيس أول مصنع لهذه الغسالات. 6: نظام الأمن المنزلي - ماري فان بريتان براون كانت ماري فان بريتان براون تعمل ممرضة، وكثيراً ما تبقى في بيتها بمفردها، مما دفعها إلى التفكير في ابتكار يجعلها أكثر أماناً في مسكنها. وبمعية زوجها ألبرت، طورت براون أول نظام للأمن المنزلي رداً على ارتفاع معدلات الجريمة وضعف أداء الشرطة في ستينيات القرن الماضي. وكان النظام الذي ابتكرته براون معقداً بعض الشيء، إذ كان يتضمن آلة تصوير تعمل بمحرك يرفعها ويخفضها حول باب بيتها الأمامي للتعرف على وجود أي شخص يحاول اقتحام البيت. وكان النظام يضمّ أيضاً شاشة في غرفة نومها تبثّ الصور التي تلتقطها آلة التصوير إلى جانب زر للإنذار. 7: فصل الخلايا الجذعية - آن تسوكاموتو سجّلت، آن تسوكاموتو، براءة اختراع طريقة عزل وفصل الخلايا الجذعية في عام 1991، ومنذ ذلك الحين أدت البحوث التي أنجزتها إلى تطوّرات عظيمة في مجال فهم عمل جهاز الدوران لدى مرضى السرطان، وهي تطورات قد تؤدي في نهاية المطاف إلى ابتكار علاج لهذا المرض. وأجرت تسوكاموتو أبحاثاً إضافية في نمو الخلايا الجذعية، وشاركت في تسجيل براءات اختراع سبعة اختراعات أخرى. 8: مادة الكيفلار - ستيفاني كفوليك واخترعت الكيميائية، ستيفاني كفوليك، مادة الكيفلار، وهي نسيج خفيف الوزن يستخدم في السُّتَر المقاومة للطلقات النارية. ومنذ نجاحها في تطوير هذه المادة في عام 1965، أنقذ الكيفلار، الذي تبلغ متانته خمسة أضعاف متانة الفولاذ، حياة العديد من البشر، ويستخدمه الملايين يومياً. ويوجد الكيفلار في العديد من المنتجات منها القفازات المنزلية والهواتف المنقولة والطائرات والجسور المعلّقة. 9: لعبة المونوبولي - إليزابيث ماجي رغم أن كثيرين يقولون إن تشارلز دارو هو الذي ابتكر المونوبولي، وهي واحدة من أشهر الألعاب في التاريخ، لكن قوانين اللعبة كانت من بنات أفكار إليزابيث ماجي. أرادت ماجي إظهار مخالب الرأسمالية، وذلك عن طريق لعبة مبتكرة يتبادل فيها اللاعبون الأموال والأملاك. وكانت اللعبة التي سجلتها في عام 1904 تدعى "لعبة أصحاب الأملاك". أما لعبة المونوبولي المعروفة اليوم، فقد أنتجت للمرة الأولى في عام 1935 من قبل الأخوة باركر الذين اكتشفوا أن دارو لم يكن مخترعها الوحيد، بل كان قد اشترى حقوق نشرها من ماجي بـ 500 دولار فقط.


BBC عربية
منذ 6 أيام
- BBC عربية
ماذا يعني دخول البحرين عالم الطاقة النووية السلمية؟
انضمت البحرين إلى الدول الخليجية الساعية لتطوير الطاقة النووية السلمية، إذ وقّعت الولايات المتحدة والبحرين بالأحرف الأولى اتفاقية للتعاون النووي المدني، في "خطوة تُظهر استعداد الولايات المتحدة للشراكة مع أيّ دولة ترغب في متابعة برنامج نووي مدني لا يهدف إلى إنتاج أسلحة أو تهديد أمن الدول المجاورة"، بحسب تعبير وزير الخارجية الأمريكية ماركو روبيو. وجاء ذلك في إطار الزيارة الرسمية التي قام بها ولي عهد البحرين ورئيس مجلس الوزراء الأمير سلمان بن حمد آل خليفة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. فماذا يعني ذلك بالنسبة للبحرين؟ تأتي اتفاقية التعاون النووي المدني في إطار التزام البحرين بتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2060، وبما يسهم في دعم الجهود الدولية لمواجهة تحديات التغير المناخي وحماية البيئة. ومن شأن التعاون الثنائي أن يساهم في تطوير قدرات البحرين في استخدام الطاقة النووية لأغراض مدنية، وتلبية احتياجاتها مثل توليد الكهرباء وتحلية المياه وتنويع مصادر الطاقة وتقليل الاعتماد على النفط، كما من شأنها أن تتيح للمنامة الاستفادة من التكنولوجيا والخبرة الأمريكية في هذا المجال والتعاون في مجالات "الأمان النووي"، كالتدريب والبحث، مع الالتزام الكامل بالمعايير الدولية. ويأتي التوقيع البحريني- الأمريكي في ظل الانخراط الخليجي في قطاع الطاقة النووية السلمية والالتزام بشكل أكبر بأهداف الاستدامة والطاقة النظيفة، على سبيل المثال، تمضي الإمارات في تشغيل مفاعل "براكة"، فيما تسير السعودية بخطوات ثابتة نحو تعاون مع الولايات المتحدة لتطوير الصناعات النووية السلمية داخل المملكة. لماذا تنضم البحرين إلى عمليات التحالف الدولي في البحر الأحمر؟ ويقول الكاتب السياسي البحريني عبدالله الجنيد إن التفاهم البحريني الأمريكي يأتي في إطار توجّه دول مجلس التعاون الخليجي للانخراط في عملية تعزيز مصادر إنتاج الطاقة الكهربائية وقدرات تحلية المياه وتوجيه جزء كبير من هذه الاحتياجات للصناعات الجديدة، مضيفاً لبي بي سي عربي أن البحرين لديها طموح كبير في عملية الانخراط بشكل حيوي في الثورة الصناعية الرابعة كالحاسوب الكمي وتخزين المعلومات، وهذا يقتضي وجود مصادر طاقة تكون ذات كفاءة عالية. أما الخبيرة في الشؤون النووية في منطقة الخليج نور عيد، فتوضح أن معظم الدول، عندما تعلن عن رغبتها في تطوير الطاقة النووية، تبدأ بتوقيع مذكرات تفاهم مع العديد من الشركاء لتنويع خياراتها لأن مذكرة التفاهم لا تُلزمها بشيء، بل هي فقط بمثابة إعلان عن "خطى جدّية" في المضي بخطة لتطوير الطاقة النووية السلمية، ولكن عندما تبدأ عملية تقديم العروض، عندها يبدأ اتخاذ القرار الفعلي، بحسب وصفها. وتضيف عيد في حديث لبي بي سي عربي أنه بالنسبة للبحرين ونظراً لأنها دولة صغيرة، لا تملك القوى العاملة اللازمة ولا الخبرة الفنية لتطوير برنامج طاقة نووية متكامل، وتعطي مثالاً عن الإمارات التي بدورها لا تملك القوى العاملة الكافية لتشغيل المحطات النووية بنفسها، بل اعتمدت على شركات كورية لهذا الهدف وبعدد كبير من الخبراء الأجانب. لكن عيد لفتت إلى وجود مفاعلات SMRs أي المفاعلات المعيارية الصغيرة وهي مفاعلات نووية مصممة لتكون أصغر حجماً وأكثر مرونة من تلك التقليدية، يمكن تصنيعها ونقلها وتركيبها في مواقع وبلدان مختلفة، وهي لا تتطلب مساحة كبيرة، وبالتالي فإن كثيراً من الدول باتت تفكر في تطوير مفاعلات مماثلة، لأنها ليست مكلفة مقارنة بمحطات الطاقة النووية التقليدية كما أنها سهلة التشغيل، فضلاً عن استئناف البنك الدولي تمويل مشاريع الطاقة النووية بعد توقف دام عقوداً، وذلك في إطار جهوده لتلبية الطلب المتزايد على الطاقة النظيفة ودعم التنمية المستدامة. وتتوقف عيد عند واقع قطاع الطاقة النووية في الولايات المتحدة الذي تقول إنه "يعاني"، مشيرة إلى أن الأمريكيين يراهنون على مفاعلات SMRs التي يُتوقع أن ينتهوا من العمل على النموذج الأولي منها في العامين المقبلين، لإحياء صناعتهم النووية، على الرغم من كلفتها المرتفعة. لكنّ الأمر لن يشكّل مشكلة بالنسبة للخليجيين عموماً وللبحرين خصوصاً، بحسب عيد، التي ترى أن توقيع البحرين على مذكرة التعاون هو خطوة سياسية أكثر من أي شي آخر. توقيت حساس وأبعاد استراتيجية ويرى بعض المراقبين أن التوقيع يأتي في توقيت استراتيجي يحمل أبعاداً جيوسياسية واقتصادية مرتبطة بالوضع الإقليمي والدولي. فهو يأتي في ظل التصعيد المتجدد حول البرنامج النووي لجارة البحرين، إيران، وبعد المواجهة العسكرية بين إسرائيل وإيران التي دامت 12 يوماً، والضربة العسكرية التي وجّهتها الولايات المتحدة للمفاعلات النووية الإيرانية. ويعتبر أستاذ العلاقات الدولية الدكتور خطار أبو دياب، أن التوقيع بين المنامة وواشنطن هو رسالة لإيران بأنّ كل شيء ممكن، خصوصاً أن الولايات المتحدة كانت قد شددت على أهمية سلمية البرنامج النووي الإيراني، وبالتالي هو "نوعٌ من التحفيز للجانب الإيراني". ويقول أبو دياب لبي بي سي إن الولايات المتحدة تتجه لشراكات في مجال الطاقة البديلة والطاقة النووية السلمية في كل دول المنطقة، وتسعى لتأخذ "الحصة الأساسية من الكعكة" في ظل منافسة من قبل دول أخرى أبرزها كوريا الجنوبية والصين وروسيا وبعض الدول الأوروبية. وصحيح أن الولايات المتحدة تسعى لجني مكاسب اقتصادية - بحسب أبو دياب - لكنها في المقابل تعمل على الإسهام بإعادة صياغة منظومة إقليمية أمنية، موضحاً أنه وعلى الرغم من إمكانيات البحرين المحدودة قياساً بدول أخرى غنية في المنطقة، إلا أن التوقيع هو خطوة لطمأنة البحرين، بمعنى أن الولايات المتحدة عندما تقوم بالتعاون النووي المدني مع أي دولة، فهي تشكل ضمانة أمنية لها بشكل أو بآخر، حتى لو لم تعلن ذلك صراحة. ما الذي يجمع المنامة وواشنطن؟ لا شك أن اتفاقية التعاون النووي السلمي فضلاً عن الاستثمارات البحرينية التي أُعلن عنها بقيمة 17 مليار دولار أمريكي، وتشمل اتفاقيات في مجالات الطيران والتكنولوجيا والصناعة والاستثمار، ستعزز من الثقة المتبادلة والشراكة المتينة بين البحرين والولايات المتحدة، وتفتح باباً لتعاون أوسع في مجالات أخرى ضمن تحالف استراتيجي طويل الأمد. وبحسب الكاتب السياسي البحريني عبدالله الجنيد، فإن البحرين ليست بجديدة على الاستثمار في الصناعات التحويلية، متوقفاً عند أهمية اتفاقية إنشاء كابل ألياف ضوئية بحري بطول 800 كيلومتر في شمال الخليج، يربط بين البحرين والسعودية والكويت والعراق بالشبكات العالمية، وقال إنه أحد المشاريع ذات الأبعاد الاستراتيجية بعد تعرّض الكابلات البحرية التي تمرّ في خليج عدن وباب المندب لكثير من التهديدات والهجمات. ويضيف الجنيد أن البحرين والولايات المتحدة تحكمهما علاقات تاريخية ليست وليدة سنوات مضت، كما أن المنامة طوّرت علاقات مختلفة مع الإدارة الأمريكية على المستويات كافة. وتستضيف البحرين مقر الأسطول الخامس الأمريكي على أراضيها ما يجعلها مركزاً رئيسياً للعمليات البحرية الأمريكية في الخليج، ولأمن حركة الملاحة في المنطقة. كما أنها أول دولة خليجية توقع اتفاقية تجارة حرة مع الولايات المتحدة دخلت حيز التنفيذ في يناير/حزيران 2006، فضلاً عن كونها طرفاً رئيسياً في الاتفاقيات الابراهيمية التي رعاها ترامب خلال ولايته الرئاسية الأولى، والتي أقامت بموجبها البحرين علاقات رسمية مع إسرائيل.


BBC عربية
١٣-٠٧-٢٠٢٥
- BBC عربية
ما هي الدول التي تمتلك الأسلحة النووية؟ وكيف حصلت عليها؟
مرّ 80 عاماً على إلقاء الولايات المتحدة قنابلها الذرية على اليابان. آنذاك، كانت الولايات المتحدة الدولة الوحيدة التي تمتلك قدرات نووية، أما الآن فتمتلك تسع دول أسلحة نووية. ويقدر الباحثون أن العدد الإجمالي العالمي يزيد عن 12 ألفاً. نستكشف في هذا التقرير كيف طورت تلك الدول ترساناتها، ولماذا تُمنع دول أخرى من ذلك.