logo
إيران بين السماء والنار.. سباق التسلح من بوابة بكين وموسكو

إيران بين السماء والنار.. سباق التسلح من بوابة بكين وموسكو

سكاي نيوز عربيةمنذ 7 ساعات
وبينما تسعى إيران لتعزيز قدراتها الجوية، تُعقد الآمال على موسكو و بكين كحليفين استراتيجيين، في وقت تتشابك فيه الحسابات الدولية وتتعقّد خيوط التسليح المتقدم وسط عقوبات وضغوط وتوازنات حساسة.
الضربة الأخيرة التي استهدفت الدفاعات الإيرانية ومنشآتها النووية، شكّلت نقطة تحوّل فارقة في مقاربة طهران للأمن القومي.
فبعد سنوات من الاعتماد على منظومات دفاعية جزئية ومحدودة الكفاءة، بات واضحا – بحسب مراقبين – أن إيران تقف أمام حاجة ملحة لإعادة بناء شبكة دفاعها الجوي، وتعزيز قدراتها الردعية.
وهنا تتجه الأنظار إلى الصين و روسيا ، بوصفهما المزوّدين المحتملين لمنظومات متطورة، تشمل طائرات شبحية ومنظومات دفاعية من طراز S-400، وهو خيار محفوف بتحديات سياسية ولوجستية جمّة.
نفت المستشارة السياسية في مركز الدراسات الدولية، إلينا سوبونينا، خلال حديثها إلى "غرفة الأخبار" على سكاي نيوز عربية ما يُشاع عن فتور روسي تجاه إيران، مؤكدة أن موسكو تبذل جهودها في سياق وقف التصعيد، وتحتفظ بمواقفها المناهضة لتغيير الأنظمة بالقوة. لكنها أشارت إلى أن روسيا ستظل "حذرة" في ملف تزويد إيران بأسلحة متطورة، لا سيما في ظل العقوبات الأميركية والرقابة الدقيقة من إدارة ترامب التي لا تخفي انحيازها الواضح لإسرائيل.
كما لفتت سوبونينا إلى أن روسيا تملك علاقات معقدة مع كل من إسرائيل وأميركا، وأن تقديم دعم عسكري لطهران قد يُربك هذه التوازنات الدقيقة.
ورغم توقيع اتفاقية استراتيجية بين موسكو وطهران ، فإن هذه الاتفاقية، بحسب سوبونينا، لا تشمل بنودا للدفاع المشترك، ما يجعل الموقف الروسي أقرب إلى الدعم السياسي والتقني منه إلى الانخراط العسكري الكامل.
أما الصين ، التي لطالما انتهجت سياسة "اليد الخفية" في الشأن العسكري، فتمارس حسب ما صرّح به مدير مركز الدراسات الاستراتيجية الإيراني مصدق بور نوعا من الدعم غير المعلن.
إيران، وفق قوله، بدأت بالفعل في تركيب مضادات جوية صينية الصنع في مناطق حساسة، وسط تجارب تُجرى في عدة مدن، وتُبلغ بها السلطات المواطنين باعتبارها "اختبارات دفاعية".
إلا أن الخبير العسكري مهند العزاوي يصف هذا المسار بالحقل الملغم، مشيرًا إلى أن توريد طائرات أو منظومات متطورة مثل S-400 أو مقاتلات J-10 الصينية، يتطلب قرارات سياسية كبرى لا تُتخذ بسهولة في بكين أو موسكو.
العزاوي أكد أن هذه الأسلحة لا تُشترى فحسب، بل تحتاج إلى بيئة تشغيلية متكاملة تشمل التدريب والنقل والتخزين – وكلها عمليات معرضة للرصد الإسرائيلي الأميركي المكثف.
إسرائيل والردع الاستراتيجي.. الـB-21 في المعادلة
وفي خضم هذا السباق، تلوح في الأفق طائرات الشبح الأميركية من الجيل السادس B-21، والتي تستعد لدخول الخدمة. العزاوي يرى أن حصول إسرائيل على هذه الطائرات أو استمرارها في تشغيل B-2 القديمة، يمنحها تفوقا جويا لا يُضاهى في المنطقة.
كما أن البنية الصناعية العسكرية الإسرائيلية سمحت لها إنتاج وتسليح طائراتها من دون الحاجة إلى استيراد الذخيرة، ما يعزز استقلالية القرار العسكري الإسرائيلي ويقوّض أي توازن تحاول إيران بناؤه.
الشركاء أم الضامنين؟.. رؤى من الداخل الإيراني
يعرض مصدق بور من طهران، رؤية تعكس "الواقعية السياسية الإيرانية"؛ إذ يقرّ بأن العلاقات مع روسيا والصين لا تخلو من منافع مشتركة، لكنّه في الوقت ذاته يدعو للبحث عن بدائل إقليمية.
كما شدد على أهمية المسار السلمي والدبلوماسي، معتبرا أن ما تمر به إيران من عزلة وضغوط وعقوبات يتطلب حلولًا أقل عسكرية وأكثر سياسية.
ويشير إلى أن طهران سلّمت موسكو – سابقًا – كميات من اليورانيوم المخصب كضمانة، ضمن اتفاق نووي هش، لكنه يذكر بشرط أساسي وضعته إيران بأن تعود هذه المواد فور فشل المفاوضات، وهو ما يفتح الباب على نقاش أوسع حول "ضمانات الحلفاء".
تشير المعطيات إلى أن إيران تجد نفسها الآن في سباق مع الزمن لإعادة بناء دفاعاتها الجوية، لكن معادلة التحديث لا تتعلق فقط بالحصول على معدات متطورة، بل بقدرة إيران على دمج هذه الأنظمة وتشغيلها في ظل تهديدات سيبرانية، واستهداف استخباراتي دائم، وفضاء جوي تسيطر عليه الأقمار الصناعية الأميركية والإسرائيلية.
ويبدو أن خيارات إيران محصورة بين شراكات استراتيجية محفوفة بالمخاطر، وتنازلات سياسية قد تُفضي إلى نوع من "الحياد المبرمج" أو "المساومات الكبرى"، سواء في الملف النووي أو في مشاريع التسلّح.
وبين حذر بكين ومصالح موسكو وتفوّق تل أبيب الجوي، تواصل طهران محاولتها لترميم أمنها القومي بوسائل تراها ردعًا مشروعًا، فيما يراها خصومها استفزازًا تصعيديًا. لكنّ الحقيقة التي تلوح في الأفق هي أن صفقات السلاح لا تصنع الأمان بالضرورة، وأن أي رهان على الردع العسكري بمعزل عن التهدئة السياسية والدبلوماسية، قد يُفضي إلى جولة أخرى من التصعيد، لا رابح فيها سوى الفوضى.
في سماء تتنازعها الطائرات الشبح، والصواريخ الذكية، والأقمار الاصطناعية، يبقى السؤال: هل تستطيع إيران أن تُحصّن أجواءها من دون أن تُقايض استقلال قرارها السياسي؟ أم أن ثمن الدفاع هذه المرة، سيكون باهظًا على كل الجبهات؟.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ترامب وبوتين سيتحدثان اليوم قبل مكالمة محتملة بين الرئيس الأمريكي وزيلينسكي
ترامب وبوتين سيتحدثان اليوم قبل مكالمة محتملة بين الرئيس الأمريكي وزيلينسكي

صحيفة الخليج

timeمنذ ساعة واحدة

  • صحيفة الخليج

ترامب وبوتين سيتحدثان اليوم قبل مكالمة محتملة بين الرئيس الأمريكي وزيلينسكي

واشنطن - رويترز أكد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أنه سيتحدث إلى نظيره الروسي فلاديمير بوتين اليوم الخميس، في وقت قال فيه مصدر أوكراني، إن ترامب قد يتحدث مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الجمعة. وكتب ترامب على منصة للتواصل الاجتماعي: «سأتحدث إلى الرئيس بوتين رئيس روسيا في الساعة 10:00 صباحاً. شكراً لكم» من دون أن يذكر ما سيتناقشان فيه. وذكرت صحيفة فاينانشال تايمز الخميس، أنه من المتوقع أن يناقش ترامب وزيلينسكي التعليق المفاجئ لبعض شحنات الأسلحة الأمريكية المهمة إلى كييف، مع توقع أن يطرح زيلينسكي أيضاً مسألة مبيعات الأسلحة. وأضافت الصحيفة، أن توقيت المكالمة ربما يتغير. وقالت مصادر في وقت سابق، إن الولايات المتحدة علقت بعض شحنات الأسلحة المهمة إلى أوكرانيا بسبب انخفاض المخزونات. ودفع هذا القرار أوكرانيا إلى استدعاء القائم بأعمال المبعوث الأمريكي في كييف الأربعاء للتشديد على ضرورة استمرار المساعدات العسكرية الأمريكية، والتحذير من أن هذه الخطوة قد تضعف قدرة أوكرانيا على التصدي للغارات الجوية المكثفة والتقدم الميداني الروسي. وذكرت رويترز، الأربعاء، أن خطوة البنتاجون أدت جزئياً إلى خفض شحنات صواريخ باتريوت للدفاع الجوي التي تعتمد عليها أوكرانيا لتدمير الصواريخ الباليستية سريعة الحركة.

بوتين: "سأتحدث اليوم مع الرئيس الأميركي"
بوتين: "سأتحدث اليوم مع الرئيس الأميركي"

الإمارات اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • الإمارات اليوم

بوتين: "سأتحدث اليوم مع الرئيس الأميركي"

أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أنه سيجري محادثة هاتفية مع نظيره الأميركي دونالد ترامب مساء اليوم وقال بوتين خلال زيارته معرض مسابقة العلامات التجارية الروسية الصاعدة "اعرف منتجاتنا" في المركز الوطني "روسيا": "سأتحدث اليوم مع الرئيس الأميريكي". من جهته، كتب الرئيس الأميركي في حسابه على منصة "إكس": "سأتحدث مع الرئيس الروسي بوتين في الساعة العاشرة.. شكرا لكم!". وكان الرئيسان الروسي والأميركي قد أجريا محادثة هاتفية أواسط يونيو الماضي، وأكد مساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف بعد المكالمة أن بوتين وترامب أجريا محادثة هاتفية استمرت 50 دقيقة وناقشا من بين أمور أخرى الوضع في الشرق الأوسط. وأشار أوشاكوف إلى أن الرئيس ترامب خلال اتصاله مع الرئيس بوتين أبدى اهتمامه بإنهاء الأزمة الأوكرانية. وأضاف أوشاكوف أن "الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، قد صرح خلال المحادثة الهاتفية، بأن روسيا مستعدة لمواصلة المفاوضات مع الجانب الأوكراني بعد 22 يونيو، كما أبلغ بوتين ترامب بتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل إليها في اجتماع الوفدين الروسي والأوكراني في إسطنبول". وفي 20 يونيو نفسه، أعلن الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف على هامش "منتدى سان بطرسبورغ الاقتصادي الدولي"، أن موسكو تواصل اتصالاتها عبر قنوات متعددة مع واشنطن.

قلق دولي من تعليق إيران التعاون مع الوكالة الذرية
قلق دولي من تعليق إيران التعاون مع الوكالة الذرية

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

قلق دولي من تعليق إيران التعاون مع الوكالة الذرية

المتحدثةُ باسم وزارة الخارجية الأميركية تؤكد أن تعليق إيران التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "غير مقبول". والمتحدث باسم الأمم المتحدة يرى أن تعليقَ إيران هذا التعاونَ "يُثيرُ القلقَ بالتأكيد".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store