
مانجا للإنتاج تحصد جائزة المنتدى السعودي للإعلام 2025 عن حملة عالمية لمسلسل أنمي
في إنجاز جديد يضاف لإنجازات المملكة العربية السعودية، حصدت شركة مانجا للإنتاج، التابعة لمؤسسة محمد بن سلمان "مسك"، جائزة المنتدى السعودي للإعلام في مسار الأنشطة الاتصالية الإعلامية عن مسلسل الأنمي السعودي "أساطير في قادم الزمان 2"، وذلك تقديرًا لجهودها في إنتاج محتوى سعودي مبتكر يعزز الهوية الوطنية ويصل إلى الجمهور العالمي.
جائزة منتدى الإعلام السعودي لمانجا للإنتاج
هذا الفوز المستحق يأتي بعد حملة اتصالية وإعلامية ضخمة رافقت إطلاق مسلسل الأنمي الشهير، وشهدت 3 عروض أولى عالمية، اثنان منها في العاصمة الرياض وواحد في طوكيو، حيث لاقت ردود فعل كبيرة وقوية من الجمهور والإعلام.
وتضمنت الحملة الاتصالية حملة علاقات عامة عالمية حصدت 477 خبرًا صحفيًا ما بين العالم العربي واليابان، بالإضافة إلى حملة رقمية واسعة النطاق على وسائل التواصل الاجتماعي، أسفرت عن تحقيق أكثر من 151 مليون مشاهدة, كما شملت الحملة إعلانات في الشوارع الرئيسية في الرياض، جدة، والمنطقة الشرقية.
محتوى سعودي ينافس عالميًا
وتعليقًا على هذا الإنجاز، قال الرئيس التنفيذي ل مانجا للإنتاج الدكتور عصام بخاري: "فخورون بهذا التكريم الذي يعكس نجاح جهودنا في تقديم محتوى سعودي مبتكر ينافس عالميًا، واليوم يصل مسلسل أساطير إلى الجماهير في خمس قارات، مما يجسد انتشار وتأثير إبداعاتنا عالميًا, ونتطلع إلى مواصلة تقديم أعمال ملهمة تعكس ثقافتنا وهويتنا".
وبهذا الإنجاز حققت حملة مسلسل الأنمي السعودي "أساطير في قادم الزمان 2" نجاحًا استثنائيًا على مستوى العالم، مُتوجة جهود شركة مانجا للإنتاج بجائزة المنتدى السعودي للإعلام 2025 للحملات الإعلامية المتكاملة في القطاع الخاص، وذلك تأكيدًا لدورها في إلهام أبطال المستقبل.
قصة نجاح تُروى بالأرقام!
حملة مسلسل الأنمي السعودي أساطير في قادم الزمان 2 تحقق نجاحًا استثنائيًا على مستوى العالم، مُتوجة جهود #مانجا_للإنتاج بجائزة #المنتدى_السعودي_للإعلام 2025 للحملات الإعلامية المتكاملة في القطاع الخاص، تأكيدًا لدورها في إلهام أبطال المستقبل pic.twitter.com/1n7LxN8ooB
— مانجا للإنتاج Manga Productions (@manga_prd) February 23, 2025
مسلسل الأنمي أساطير في قادم الزمان 2
ويعد الموسم الثاني من مسلسل الأنمي السعودي الشهير "أساطير في قادم الزمان 2" امتدادًا للنجاح الكبير الذي حققه الموسم الأول، حيث يواصل تقديم قصص مستوحاة من التراث و الثقافة السعودية برؤية إبداعية تجمع بين الأصالة والحداثة، واستطاع المسلسل تحقيق نجاح واسع على المستوى المحلي والعالمي، جاذبًا مشاهدين من مختلف الأعمار بأسلوبه الإبداعي ورسائله الهادفة.
ويشارك في هذا الموسم أكثر من 50 فنانًا سعوديًا، مما يعكس التزام مانجا للإنتاج بدعم المواهب الوطنية وتعزيز الحضور السعودي في صناعة المحتوى الإبداعي عالميًا.
تعزيز انتشار المملكة عالميًا
كما يؤكد فوز مانجا للإنتاج بجائزة المنتدى السعودي للإعلام تميزها في صناعة المحتوى الإعلامي الترفيهي، ويعزز مكانة المملكة كمنتج عالمي في قطاع الأنمي والصناعات الإبداعية.
ومن خلال هذا الإنجاز تواصل مانجا للإنتاج ترسيخ دورها في إثراء المحتوى العربي عالميًا، عبر تقديم أعمال إبداعية بمواصفات عالمية تعكس القيم السعودية الأصيلة، وتضع المملكة في مصاف الدول الرائدة في صناعة الأنمي والمحتوى الترفيهي الهادف.
جدي بالذكر أن الموسم الأول من مسلسل الأنمي السعودي الشهير "أساطير في قادم الزمان" كان قد حقق نجاحًا كبيرًا حيث تجاوزت مشاهداته حاجز 100 مليون مشاهدة حول العالم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سعورس
منذ 4 أيام
- سعورس
شاعر اليمن الحزين "البكالي" في صباح وفاته
في الثانية بعد منتصف الليل، صعدت روحه الطيبة إلى بارئها، كما لو أنها اكتفت من هذا العالم، بعد أن ضاق بها الحنين، وأثقلها الوجع. وحين وصلتني أنباء وفاته فجراً، شعرت وكأن شيئًا من القلب انطفأ، وكأن اليمن فقدت شاعرًا لم يكن يكتب عنها فحسب، بل كان يحملها في صدره أينما حل، كأمٍ عجوز لا يملك فكاكًا من حبها ولا يستطيع احتمال أساها. عرفته عن قرب في لقاء لم يكن طويلاً، لكنه كان كافيًا لأدرك كم كان إنسانًا استثنائيًا: صافي القلب، نقيّ السريرة، عفويًّا حد الطفولة، يحمل في ملامحه تعب البلاد، وفي عينيه خريطة الأسى اليمني الممتدّ من جيل إلى جيل. وكأنك تنظر إليه من خلال بيت أبيه الشعري الشاعر الكبير عبدالله البردوني: عرفته يمنيا في تلفته خوف وعيناه تاريخ من الرمدِ كان ياسين وفيًا بطبعه، محبًا للناس والوطن، وكان يتحدث عن محن اليمن كمن يتحدث عن جراحه الشخصية. لم يكن ذلك تكلّفًا أو موقفًا، بل كان صدقًا مؤلمًا، ينبع من قلب امتلأ حتى الحافة بالتعب. وكنت أرى في كلماته ما لا يمكن للكلمات أن تحمله، من حبٍ صامت وقلق دائم على وطنٍ يتآكل. بعث إلي برسالة ذات مرة تحمل ابتهالات إلى بارئه وهو يحمل اليمن فيها: إلهي.. لا تُحصي معانيكَ مفرداتي ولا تضاهي جلالكَ محاولاتي؛ لأن أكون عبداً يليق بكَ، ولكني أتوسل إليكَ بما لا تدركه قدراتي فيكَ من سعة الغايات ودلالة الأسماء، أتوسلُ إليك بكل ما لا أدركه ويدركه البشر أن تخفَّفَ عنّي عبء التوجس؛ ومشقة الخوف من تقصيرٍ في عبادتكَ، وإهمالٍ في أداء حقكَ كخالق معبود، خذ بيدي يا الله وخذ بيد وطني وأمتي إلى حالٍ غير هذا الحال. قد لا أكون مبالغا إن قلت إن سبب النوبة التي أصابته هو هذا الوجع الدفين، فقبل وفاته بيوم بعث إلي برسالة تقطر فجيعة على اليمن بعد أن شاهد اللقاء الكبير الذي أعلن فيه الرئيس الأمريكي رفع العقوبات عن سوريا ، فكتب يتوجع على اليمن أيما وجع، ويشيد بالموقف التاريخي لولي العهد السعودي صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، ويحمل اليمنين تبعات هذه المآسي قائلا: "ان السعودية وقفت معنا أكثر من ذلك بكثير، لم نرع الجميل، نعتقد أن هناك مصالح سعودية.. الدبلوماسية السعودية كانت في العالم ناطقة باسم اليمني وقضيته، تعاملت معنا كما لو الأم مع ولدها الكسيح، بأبسط الأشياء، فكان النكران، والاتهام للسعودية" وفي رسالته لوم وتقريع لليمن لا أفضل نشره الآن! وبعد هذه الرسالة بدقائق بعث برسالته الأخيرة وكأنها والله وصية مودع يقول فيها نصا: "هنيئا لكم قيادتكم الرشيدة في المملكة إني أغبطكم على ما تعيشون فيه من نعيم واستقرار؛ حافظوا على وطنكم بقلوبكم وعقولكم فأنتم في فترة سيكتبها التاريخ على جبين الحياة" آه يا سين ما أصدق كلماتك ومشاعرك، لقد والله جاءت من رجل وفيّ جرب الحرب والشتات والغربة والألم والحرمان، ويرفض أن يعيش أهله ومحبوه في السعودية هذه الآلام ويخشى عليهم منها ولذلك يقول حافظوا على هذا النعيم بقلوبكم ومشاعركم وولائكم، وحافظوا عليه بعقولكم فهما واستيعابا ودفاعا واعيا ضد كل انحراف! إن معرفتي بالمثقفين والشعراء العرب كبيرة وعلاقاتي بهم متشعبة، وذلك يجعلني أُكبر هذا الشاعر في وفائه للملكة التي احتضنت تجربته وطبعت دواوينه الشعرية واستضافته في محافلها وكان من آخرها أمسيته الشعرية في مقهى أدب في الرياض. بعث إلي في مارس الماضي قائلا: "هذي فقرة من كتابي عن المملكة الذي رصدت فيه الأرض والانسان والمعطى الحضاري لهذا الوطن الجميل الذي نهنئكم عليه المملكة قبسٌ من الأعلى يحطُّ على شبه الجزيرة العربية بأجمل ما يكون عليه الإنسان وأبهى ما تزهو به الأرض. دولةٌ ضاربةٌ في الدهشة ولأسباب كثيرة تجد أن الصمت هو الحل المناسب إزاء هذا الجمال. هنا أخلاقٌ تنضح بها وجوه القوم قبل أفئدتهم، هنا سكينةٌ لا يجد الأذى مجالاً لإثارة زوابعه فيها. * المشرف العام على الموسوعة العالمية للأدب (أدب) د. عبدالله السفياني

سعورس
منذ 4 أيام
- سعورس
التراث السعودي في المراسم الملكية: هوية ثقافية راسخة وقوة ناعمة عالمية
وفي هذا السياق، جسدت مراسم استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – للرئيس الأمريكي دونالد ترمب حدثًا ثقافيًا استثنائيًا في الرياض ، وجاءت كرسالة دبلوماسية تحمل في طياتها الأصالة والكرم، حيث تَجلّت ملامح التراث السعودي في أبهى صورة، لتقدم للعالم لوحة ثقافية بديعة تُجسد اعتزاز المملكة بثقافتها وجذورها الراسخة، بدأت تلك المراسم «بالحفاوة» المتجذرة في كل فرد سعودي والتي تُعد أسلوب حياة ليس مجاملة؛ بل هي رسالة عميقة تتجاوز حدود الكلمات، تمتد في نظرات العيون، وفي ملامح الوجه، وفي التفاصيل التي تُصمم بعناية لتروي قصة وطنٍ يقدّر ضيوفه ويحتفي بهم بروح عربية أصيلة ، إنها لغة غير منطوقة، تتحدث بها التصرفات، ويرويها التراث. وفي لحظة تعبيرية تحمل بين ثناياها أسمى معاني الكرم العربي الأصيل، قُدمت القهوة السعودية بأسلوبها التقليدي، حيث توسطت دلال النحاس الفاخرة المكان، تُصب بفناجين صغيرة مزخرفة بأشكال تراثية، نكهة القهوة المختلطة بالهيل والزعفران تعبر عن أصالة البادية وعبقها الذي يتجاوز حدود الزمن، فيما ترافق تقديمها طبق من تمر العجوة الفاخر، في مشهد يعكس روح الضيافة العربية المتجذرة في وجدان الشعب السعودي. وفي مشهد حمل بين ثناياه قوة التاريخ وعبق الفروسية، أبهرت الخيل السعودية الأصيلة الحضور باستعراضٍ يفيض بالأصالة والعزة، تلك السلالات التي ارتبطت منذ الأزل بملاحم البطولة والشموخ، بدت وهي تتهادى بخطوات ثابتة لتصنع مشهدًا يأخذ الألباب، متزينة بالسروج والأوشحة المطرزة بخيوط ذهبية وألوان تراثية، وكأنها تروي للعالم حكاية الفارس العربي الأصيل، فيما الفرسان يقدمون استعراضات تحاكي مهارات الأجداد تمايلت الخيول بخطوات واثقة تحت إيقاعات الأهازيج التراثية التي ملأت الأجواء بحكايات الفخر والمجد، ليُعيد المشهد للذاكرة صورًا خالدة من بطولات الفرسان وشجاعتهم التي توارثها السعوديون جيلاً بعد جيل. امتدت مساحات الاستقبال على سجاد بنفسجي فاخر، مستلهم من ألوان زهور الخزامى البرية التي تنمو في الصحارى السعودية، كان السجاد البنفسجي بمثابة رسالة بصرية تنقل للعالم سحر الصحراء وهدوء الطبيعة، وهو لون ارتبط حديثًا بالهوية البصرية للمملكة، وقد جاء اختيار فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لربطة عنق بنفسجية أثناء زيارته؛ كتعبير عن احترامه لهذا التراث ورمزيته، في موقف يعكس عمق التأثير الثقافي الذي تحمله المراسم الملكية السعودية في جذب أنظار العالم وإيصال رسائلها الثقافية. وعند مدخل موقع استقبال الضيوف، كانت الأنظار تتجه نحو حًراس الشرف الذين اصطفوا بانتظام مهيب، مرتدين الشماغ الأحمر المنسدل على أكتافهم، يعكس شموخ الصحراء وهيبتها، متناسقًا مع الزي العسكري المطرز بخيوط ذهبية تُعبر عن الفخامة والقوة، كما أن مشهد وقوف الإخوياء بزيهم التقليدي الذي يجسد مزيجًا من العراقة والفخر وصفوفهم المنتظمة وأزياؤهم التي تروي قصة الانتماء للتراث السعودي العريق. فيما كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – يظهر بلباسه الفاخر مرتديًا البشت الأسود، ذلك البشت الذي يُرتدى أيام الثلاثاء وفقًا للبروتوكول الملكي، حضور سمو الأمير بهذا الزي الملكي جاء ليُجسد ارتباط القيادة السعودية بتقاليدها العريقة، مؤكداً على الالتزام بالموروث والاعتزاز به كجزء من الهوية الوطنية التي يتوارثها الأجيال. وفي مشهد يمزج بين عبق الماضي وإيقاعات الفلكلور، علت أنغام السامري النجدي، الفن الشعبي الذي ينبض بإيقاعات الطبول والدفوف، السامري يعبر عن الفخر والشموخ وتُحكي كلماته قصصًا من التراث البدوي وتصنع إيقاعاته صورة سمعية تعيد للأذهان أمجاد الأجداد وتؤكد على عمق الترابط بين الماضي والحاضر. بهذا الحدث الثقافي، نجحت المملكة العربية السعودية في تحويل مراسم استقبال الرئيس ترامب إلى عرض ثقافي متكامل، حمل في طياته رسائل حضارية ودبلوماسية بأسلوب مُبدع وراقٍ، فمن القهوة السعودية التي عكست روح الكرم والضيافة، إلى السجاد البنفسجي الذي جسّد جمال الصحراء وهدوءها، ومن استعراضات الخيل التي روت قصص الشجاعة والبطولة، إلى إيقاعات السامري التي بثّت في المكان روح الفخر والانتماء. جاءت هذه المراسم لتُجسد رؤية المملكة 2030، التي وضعت التراث والثقافة في قلب المشهد الدبلوماسي، لتُعرّف العالم بعمق الهوية السعودية وتراثها الزاخر بالقيم والمبادئ، وفي مشهد يُحاكي الفخر والعزة، أكدت المملكة على أن التراث ليس مجرد ذكريات ماضية، بل هو حاضرٌ نابضٌ ومصدر قوة ناعمة تُعزز مكانتها على الساحة الدولية. وفي سياق الحديث عن الاعتزاز بالتراث ودوره في تعزيز الهوية الوطنية، يأتي تصريح سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –: «إننا نفخر بإرثنا الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، وندرك أهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة ، إن أرضنا عرفت على مر التاريخ بحضاراتها العريقة وطرقها التجارية التي ربطت حضارات العالم بعضها ببعض، مما أكسبها تنوعًا وعمقًا ثقافيًا فريدًا» هذه الكلمات من سموه ترسم خارطة طريق تعانق فيها المملكة مجد الماضي وتطلعات المستقبل، فهي ليست مجرد دعوة للاعتزاز بالإرث الثقافي والتاريخي، بل هي تأكيد على أن السعودية بحضاراتها المتجذرة وطرقها التي ربطت شعوب العالم منذ آلاف السنين، ستبقى منارةً للثقافة والتاريخ وعنوانًا للأصالة والعراقة، إنها رسالة ملهمة تعيد تعريف الهوية الوطنية كقوة حضارية تمتد جذورها في أعماق التاريخ، وتستمر في بناء جسور التواصل والتأثير، لترسم للمملكة ملامح المستقبل المشرق بملامح الماضي التليد.


الوطن
منذ 4 أيام
- الوطن
التراث السعودي في المراسم الملكية: هوية ثقافية راسخة وقوة ناعمة عالمية
يُعد التراث الثقافي غير المادي جزءًا أصيلًا من هوية المملكة العربية السعودية، حيث يتجسد في المراسم الملكية التي تعكس عراقة التقاليد وتنوع الممارسات الثقافية والاجتماعية التي تميز المملكة، ومن خلال رؤية المملكة 2030، تم تسليط الضوء على أهمية الحفاظ على التراث الثقافي وتوظيفه كقوة ناعمة تُعزز الهوية الوطنية وتقوي الصلات الثقافية بين المجتمع السعودي والعالم الخارجي وفي هذا الإطار، تأتي المراسم الملكية السعودية كلوحة فنية حية، تتناغم فيها أصالة الماضي مع طموحات المستقبل، لتقدم للعالم مشهدًا ينبض بالفخر والاعتزاز بالهوية. وفي هذا السياق، جسدت مراسم استقبال ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – للرئيس الأمريكي دونالد ترمب حدثًا ثقافيًا استثنائيًا في الرياض، وجاءت كرسالة دبلوماسية تحمل في طياتها الأصالة والكرم، حيث تَجلّت ملامح التراث السعودي في أبهى صورة، لتقدم للعالم لوحة ثقافية بديعة تُجسد اعتزاز المملكة بثقافتها وجذورها الراسخة، بدأت تلك المراسم «بالحفاوة» المتجذرة في كل فرد سعودي والتي تُعد أسلوب حياة ليس مجاملة؛ بل هي رسالة عميقة تتجاوز حدود الكلمات، تمتد في نظرات العيون، وفي ملامح الوجه، وفي التفاصيل التي تُصمم بعناية لتروي قصة وطنٍ يقدّر ضيوفه ويحتفي بهم بروح عربية أصيلة، إنها لغة غير منطوقة، تتحدث بها التصرفات، ويرويها التراث. وفي لحظة تعبيرية تحمل بين ثناياها أسمى معاني الكرم العربي الأصيل، قُدمت القهوة السعودية بأسلوبها التقليدي، حيث توسطت دلال النحاس الفاخرة المكان، تُصب بفناجين صغيرة مزخرفة بأشكال تراثية، نكهة القهوة المختلطة بالهيل والزعفران تعبر عن أصالة البادية وعبقها الذي يتجاوز حدود الزمن، فيما ترافق تقديمها طبق من تمر العجوة الفاخر، في مشهد يعكس روح الضيافة العربية المتجذرة في وجدان الشعب السعودي. وفي مشهد حمل بين ثناياه قوة التاريخ وعبق الفروسية، أبهرت الخيل السعودية الأصيلة الحضور باستعراضٍ يفيض بالأصالة والعزة، تلك السلالات التي ارتبطت منذ الأزل بملاحم البطولة والشموخ، بدت وهي تتهادى بخطوات ثابتة لتصنع مشهدًا يأخذ الألباب، متزينة بالسروج والأوشحة المطرزة بخيوط ذهبية وألوان تراثية، وكأنها تروي للعالم حكاية الفارس العربي الأصيل، فيما الفرسان يقدمون استعراضات تحاكي مهارات الأجداد تمايلت الخيول بخطوات واثقة تحت إيقاعات الأهازيج التراثية التي ملأت الأجواء بحكايات الفخر والمجد، ليُعيد المشهد للذاكرة صورًا خالدة من بطولات الفرسان وشجاعتهم التي توارثها السعوديون جيلاً بعد جيل. امتدت مساحات الاستقبال على سجاد بنفسجي فاخر، مستلهم من ألوان زهور الخزامى البرية التي تنمو في الصحارى السعودية، كان السجاد البنفسجي بمثابة رسالة بصرية تنقل للعالم سحر الصحراء وهدوء الطبيعة، وهو لون ارتبط حديثًا بالهوية البصرية للمملكة، وقد جاء اختيار فخامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لربطة عنق بنفسجية أثناء زيارته؛ كتعبير عن احترامه لهذا التراث ورمزيته، في موقف يعكس عمق التأثير الثقافي الذي تحمله المراسم الملكية السعودية في جذب أنظار العالم وإيصال رسائلها الثقافية. وعند مدخل موقع استقبال الضيوف، كانت الأنظار تتجه نحو حًراس الشرف الذين اصطفوا بانتظام مهيب، مرتدين الشماغ الأحمر المنسدل على أكتافهم، يعكس شموخ الصحراء وهيبتها، متناسقًا مع الزي العسكري المطرز بخيوط ذهبية تُعبر عن الفخامة والقوة، كما أن مشهد وقوف الإخوياء بزيهم التقليدي الذي يجسد مزيجًا من العراقة والفخر وصفوفهم المنتظمة وأزياؤهم التي تروي قصة الانتماء للتراث السعودي العريق. فيما كان ولي العهد الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله – يظهر بلباسه الفاخر مرتديًا البشت الأسود، ذلك البشت الذي يُرتدى أيام الثلاثاء وفقًا للبروتوكول الملكي، حضور سمو الأمير بهذا الزي الملكي جاء ليُجسد ارتباط القيادة السعودية بتقاليدها العريقة، مؤكداً على الالتزام بالموروث والاعتزاز به كجزء من الهوية الوطنية التي يتوارثها الأجيال. وفي مشهد يمزج بين عبق الماضي وإيقاعات الفلكلور، علت أنغام السامري النجدي، الفن الشعبي الذي ينبض بإيقاعات الطبول والدفوف، السامري يعبر عن الفخر والشموخ وتُحكي كلماته قصصًا من التراث البدوي وتصنع إيقاعاته صورة سمعية تعيد للأذهان أمجاد الأجداد وتؤكد على عمق الترابط بين الماضي والحاضر. بهذا الحدث الثقافي، نجحت المملكة العربية السعودية في تحويل مراسم استقبال الرئيس ترامب إلى عرض ثقافي متكامل، حمل في طياته رسائل حضارية ودبلوماسية بأسلوب مُبدع وراقٍ، فمن القهوة السعودية التي عكست روح الكرم والضيافة، إلى السجاد البنفسجي الذي جسّد جمال الصحراء وهدوءها، ومن استعراضات الخيل التي روت قصص الشجاعة والبطولة، إلى إيقاعات السامري التي بثّت في المكان روح الفخر والانتماء. جاءت هذه المراسم لتُجسد رؤية المملكة 2030، التي وضعت التراث والثقافة في قلب المشهد الدبلوماسي، لتُعرّف العالم بعمق الهوية السعودية وتراثها الزاخر بالقيم والمبادئ، وفي مشهد يُحاكي الفخر والعزة، أكدت المملكة على أن التراث ليس مجرد ذكريات ماضية، بل هو حاضرٌ نابضٌ ومصدر قوة ناعمة تُعزز مكانتها على الساحة الدولية. وفي سياق الحديث عن الاعتزاز بالتراث ودوره في تعزيز الهوية الوطنية، يأتي تصريح سمو ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان – حفظه الله –: «إننا نفخر بإرثنا الثقافي والتاريخي السعودي والعربي والإسلامي، وندرك أهمية المحافظة عليه لتعزيز الوحدة الوطنية وترسيخ القيم العربية والإسلامية الأصيلة، إن أرضنا عرفت على مر التاريخ بحضاراتها العريقة وطرقها التجارية التي ربطت حضارات العالم بعضها ببعض، مما أكسبها تنوعًا وعمقًا ثقافيًا فريدًا» هذه الكلمات من سموه ترسم خارطة طريق تعانق فيها المملكة مجد الماضي وتطلعات المستقبل، فهي ليست مجرد دعوة للاعتزاز بالإرث الثقافي والتاريخي، بل هي تأكيد على أن السعودية بحضاراتها المتجذرة وطرقها التي ربطت شعوب العالم منذ آلاف السنين، ستبقى منارةً للثقافة والتاريخ وعنوانًا للأصالة والعراقة، إنها رسالة ملهمة تعيد تعريف الهوية الوطنية كقوة حضارية تمتد جذورها في أعماق التاريخ، وتستمر في بناء جسور التواصل والتأثير، لترسم للمملكة ملامح المستقبل المشرق بملامح الماضي التليد.