logo
من دون مخرج واضح.. الحرب قد تمتد لأسابيع

من دون مخرج واضح.. الحرب قد تمتد لأسابيع

الجمهوريةمنذ 4 ساعات

عندما تصادمت إسرائيل وإيران العام الماضي، خاضتا جولات قصيرة ومحدودة من القتال كانت تنتهي عادة خلال ساعات، وكان الطرفان يبحثان عن مخارج تُخفّف من حدّة التوتر.
منذ أن بدأت إسرائيل جولة جديدة من القتال يوم الجمعة، أعلنت الدولتان أنّهما ستواصلان القتال طالما لزم الأمر، مع توسيع نطاق هجماتهما، ما أدّى إلى ارتفاع كبير في عدد الضحايا في كلا البلدَين.
هذه المرّة، يبدو أنّ النزاع سيستمر لأسبوع على الأقل، إذ يتجاهل الطرفان أي مسارات لخفض التصعيد.
تبدو إسرائيل مُصمِّمة على الاستمرار حتى تدمير برنامج تخصيب اليورانيوم الإيراني، سواء بالقوة أو من خلال مفاوضات متجدّدة. ومع ذلك، لم تُظهر إيران أي إشارة إلى استعدادها لإنهاء التخصيب طوعاً، وهي عملية أساسية لبناء قنبلة نووية، كما أنّ إسرائيل لا تملك القدرة المعروفة على تدمير موقع التخصيب المحوري المدفون عميقاً تحت الأرض.
وأكّد دانيال بي. شابيرو، الذي أشرف على شؤون الشرق الأوسط في البنتاغون حتى كانون الثاني وبات باحثاً في المجلس الأطلسي- المجموعة البحثية في واشنطن: «نحن على بُعد أسابيع، لا أيام، من نهاية هذا الصراع. ستواصل إسرائيل القتال حتى تتأكّد، بطريقة أو بأخرى، من أنّ إيران لم تَعُد تمتلك قدرة على التخصيب. من الواضح الآن أنّه إذا تركت إسرائيل هذا الأمر من دون معالجة، فستكون حملتها قد فشلت».
وعلى رغم من أنّ إسرائيل نجحت في ضرب موقع التخصيب الرئيسي في نطنز وسط إيران بسهولة، إلّا أنّها تفتقر إلى القنابل الأميركية الخارقة للتحصينات اللازمة لتدمير موقع تحت أرضي أصغر، محفور عميقاً في جبل قرب فوردو شمالي إيران. ويأمل المسؤولون الإسرائيليّون أن تؤدّي ضرباتهم لأهداف أخرى، بما في ذلك كبار القادة العسكريِّين والعلماء النوويِّين وقطاع الطاقة الإيراني، إلى إلحاق أذى كافٍ يدفع إيران لإنهاء عملياتها في فوردو طوعاً.
حتى الآن، تبدو إيران بعيدة عن مثل هذا الاستسلام، حتى وإن كانت إسرائيل قد أظهرت سيطرة متزايدة في المجال الجوي الإيراني، بحسب سانام فاكيل، التي تقود تحليلات الشرق الأوسط في معهد تشاتام هاوس في لندن. وعلى رغم من أمل إسرائيل في دفع النظام الإيراني إلى الإنهيار، لا يزال هذا النظام يُسَيطر بالكامل على البلاد، ولا يزال يمتلك مخزوناً كبيراً من الصواريخ الباليستية، حتى وإن كانت إسرائيل قد حدّت من قدرة طهران على إطلاق بعضها.
وأوضحت الدكتورة فاكيل: «لا أرى أي مؤشرات على استسلام من طهران حالياً، لا أعلام بيضاء تُرفَع. من الصعب جداً تصوّر أن تتراجع إيران عن حقوقها في التخصيب بينما لا يزال برنامجها يعمل والدولة الإيرانية صامدة. هدفهم هو البقاء، إلحاق الضرر، وإظهار قدرتهم على الصمود».
الكثير يعتمد على كيفية ردّ فعل الرئيس ترامب. فعلى عكس إسرائيل، تمتلك الولايات المتحدة الذخائر والطائرات القادرة على تدمير موقع فوردو. ويعتقد محللون، مثل شابيرو، أنّ ترامب قد يُفكّر في هذا الخيار إذا قرّرت إيران تسريع جهودها لبناء قنبلة نووية بدلاً من التوصّل إلى حل وسط.
وأضاف شابيرو: «هذا سيخلق لحظة حاسمة لترامب، ليتخذ قراراً بشأن ما إذا كان يجب على الولايات المتحدة التدخّل». وقد يكون من الأسهل الآن على ترامب التدخّل من دون عواقب أمنية كبيرة، نظراً لأنّ الهجمات الإسرائيلية أضعفت بالفعل القدرات الدفاعية لإيران.
لكنّ آخرين يرَون أنّ ترامب من المرجّح أن يتجنّب المواجهة المباشرة مع إيران، ما لم تحوّل إيران هجماتها من إسرائيل إلى المصالح والأفراد الأميركيِّين في الشرق الأوسط، ممّا قد يُضيِّق هامش المناورة أمام ترامب. ومنذ يوم الجمعة، تجنّبت إيران تقديم أي ذريعة لمشاركة أميركية، كما امتنعت عن مهاجمة الحلفاء الآخرين للولايات المتحدة في المنطقة، مثل السعودية والإمارات.
وتشير تصريحات الرئيس منذ يوم الجمعة، إلى أنّ تفضيله الحالي هو استخدام المكاسب العسكرية الإسرائيلية كورقة ضغط لإعادة إطلاق المحادثات مع طهران. فطوال أشهر، أشرف ترامب على مفاوضات مع إيران، آملاً أن توافق طهران على إنهاء برنامجها التخصيبي من دون تدخّل عسكري إسرائيلي.
لكن تلك المحادثات تعثرت بعدما رفضت إيران التراجع. وفي تصريحاته خلال عطلة نهاية الأسبوع، لمّح ترامب إلى أنّ إيران، التي تلقت ضربات إسرائيلية، قد تصبح أخيراً مستعدة لتقديم تنازلات لم تكن مطروحة في السابق. ونتيجة لذلك، يرى بعض المحلّلين أنّ ترامب قد يضغط على إسرائيل لوقف هجماتها، عندما يرى أنّ إيران باتت أكثر مرونة.
وأوضح يوئيل غوزانسكي، الخبير في الشأن الإيراني في معهد دراسات الأمن القومي في تل أبيب: «ستنتهي هذه الحرب عندما يُقرّر ترامب إنهاءها، وهذا سيحدث على الأرجح عندما يعتقد أنّ إيران باتت مستعدة للتفاوض».
ويشير الخبراء إلى أنّ مثل هذا التحوّل له سابقة تاريخية، حتى وإن بدا مستبعداً حالياً. فقد أقدمت القيادة الإيرانية على تنازل غير متوقع في نهاية الحرب الإيرانية-العراقية في ثمانينات القرن الماضي، بحسب ماير جاويدانفر، أستاذ الدراسات الإيرانية في جامعة رايخمان في إسرائيل. فبعد رفضها المتكرّر لعروض إنهاء الحرب، وافق آية الله الخميني في النهاية على اتفاق عندما أصبحت كلفة الحرب باهظة جداً، بحسب الدكتور جاويدانفر، مضيفاً: «الخميني أجرى تغييراً بنسبة 180 درجة. إنّه بالضبط ما تأمل إسرائيل أن تراه من جديد».

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باريس وبرلين ولندن تحض طهران على التفاوض "بأسرع ما يمكن بدون شروط مسبقة"
باريس وبرلين ولندن تحض طهران على التفاوض "بأسرع ما يمكن بدون شروط مسبقة"

النهار

timeمنذ 20 دقائق

  • النهار

باريس وبرلين ولندن تحض طهران على التفاوض "بأسرع ما يمكن بدون شروط مسبقة"

حض وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا إيران على "العودة بأسرع ما يمكن وبدون شروط مسبقة إلى طاولة المفاوضات" حول برنامجها النووي، بحسب ما أفاد مصدر دبلوماسي فرنسي. وأوضح المصدر أن جان نويل بارو وديفيد لامي ويوهان فاديبول الذين أجروا مباحثات مساء الإثنين مع وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي كايا كالاس، "دعوا إيران إلى الإحجام عن أي هروب إلى الأمام بما يتعارض مع المصالح الغربية، وأي توسع إقليمي وأي تصعيد نووي" على غرار وقف التعاون مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أو الخروج من معاهدة منع انتشار الاسلحة النووية أو تخطي نسب التخصيب المسموح بها. وكانت وزارة الخارجية الإيرانية أفادت ليل الإثنين الثلاثاء بحصول اتصال بين وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الذي يقود المفاوضات عن بلاده، ونظرائه الفرنسي والبريطاني والألماني وكايا كالاس. واعتبر عراقجي أن الهجوم الإسرائيلي على إيران هو بمثابة "ضربة" للدبلوماسية. وقال إنَّ "العدوان الإسرائيلي على إيران في وسط المفاوضات (مع الولايات المتحدة حول الملف النووي) يسدد ضربة للدبلوماسية". والدول الثلاث أطراف إلى جانب الصين وروسيا في الاتفاق حول البرنامج النووي الإيراني الذي أبرم في 2015 وانسحب منه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بصورة أحادية خلال ولايته الأولى. وبدأت الولايات المتحدة في مطلع العام مفاوضات غير مباشرة مع إيران تعثرت عند مسألة تخصيب اليورانيوم. وكان من المقرر عقد جلسة مفاوضات جديدة في نهاية الأسبوع الماضي في عمان، ألغيت في نهاية المطاف في ظل الهجوم الذي باشرته إسرائيل على إيران. في المقابل، نقل الوزراء الثلاثة إلى إسرائيل رسائل حول "ضرورة عدم استهداف السلطات والبنى التحتية والسكان المدنيين" في ضرباتها على إيران، وفق ما ذكر المصدر الدبلوماسي الفرنسي.

وكالة فارس: الدفاعات الجوية دمرت مسيّرة صغيرة قرب منشأة نطنز النووية
وكالة فارس: الدفاعات الجوية دمرت مسيّرة صغيرة قرب منشأة نطنز النووية

صدى البلد

timeمنذ 32 دقائق

  • صدى البلد

وكالة فارس: الدفاعات الجوية دمرت مسيّرة صغيرة قرب منشأة نطنز النووية

أعلنت وكالة تسنيم للأنباء أن منظومات الدفاع الجوي التابعة لقوة الجو‑فضاء في الحرس الثوري الإيراني استطاعت صباح اليوم اعتراض مسيّرة صغيرة إسرائيلية كانت تحلّق قرب منشأة نطنز النووية، باستخدام منظومة "سوم خرداد"، ما أفضى إلى تدميرها قبل تمكنها من تنفيذ أي مهمة تجسسية أو هجومية وأكدت المصادر العسكرية الإيرانية أن العملية جرت ضمن "إحدى الطبقات الدفاعية" المحيطة بالموقع النووي، الذي يعد حجر الزاوية في برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم والعمل على الوقاية منه من أي هجوم خارجي . تعكس هذه العملية انتقالًا واضحًا للدفاعات الإيرانية من الاعتماد على منظومات دفاعية محلية في مواقع مثل طهران أو مشهد، إلى نشر خطوط دفاع متعددة حول المواقع النووية الحساسة، بما في ذلك نطنز وفوردو، على خلفية تصاعد التوتر مع إسرائيل على خلفية مسلسل الضربات ضد المنشآت النووية الإيرانية . وأوضحت التقارير أن هذه المناطق المحمية تُدار بقوة "سوم خرداد" التي طوّرت قدرتها على التصدي للمسيّرات المنخفضة الارتفاع ضمن مدى يصل إلى عشرات الكيلومترات، وهو ما يرفع سقف الجاهزية مواجهة أي اختراق جوي مستقبلًا وتأتي التصريحات الرسمية بعد أيام من عمليات إسقاط عدة مسيرات إسرائيلية في مدن أخرى مثل بندر عباس ومشهد، حيث جرى ضبط مخاطر أجسام طائرة صغيرة قبل وصولها إلى أهدافها، في إطار قرار طهران تعزيز أمن مناطق استراتيجية لحماية المنشآت النفطية والنووية على حد سواء . وقد زاد توسيع هذه السلسلة من الخطوط الدفاعية من مستوى التأهب والأمن حول المواقع الهامة.

مجموعة السبع تدين إيران وتدعم "حق إسرائيل بالدفاع"
مجموعة السبع تدين إيران وتدعم "حق إسرائيل بالدفاع"

المدن

timeمنذ 39 دقائق

  • المدن

مجموعة السبع تدين إيران وتدعم "حق إسرائيل بالدفاع"

اتفق قادة مجموعة السبع بشكل غير متوقع، الاثنين، على بيان مشترك يدعم حق "إسرائيل في الدفاع عن نفسها" ويعارض امتلاك إيران السلاح النووي، مع استمرار الحرب الإسرائيلية الإيرانية. وفي بيان صدر عن الدول السبع الكبرى الديمقراطية، المجتمعة في قمة بغرب كندا، وصفت المجموعة إيران بأنها "المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار والإرهاب في المنطقة". وأضاف البيان أن دول مجموعة السبع، والتي تضم الولايات المتحدة، والمملكة المتحدة، وفرنسا، وألمانيا، وإيطاليا، واليابان، وكندا، تتفق على أن "إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً". وأكدت المجموعة أيضاً على أن "لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها"، وأعربت عن دعمها لأمن إسرائيل. كما دعا البيان إلى "خفض أوسع للتصعيد في الشرق الأوسط، بما في ذلك وقف إطلاق النار في غزة". مغادرة ترامب وغادر الرئيس الأميركي دونالد ترامب قمة مجموعة السبع قبل يوم من انتهائها عائداً إلى واشنطن. وأكد ترامب الاثنين أن مغادرته المبكرة لقمة مجموعة السبع "لا علاقة لها بوقف إطلاق نار" بين إسرائيل وإيران، آخذا بشدة على الرئيس الفرنسي تقديمه الوضع على هذا النحو. وكتب ترامب عبر منصة "تروث سوشال"، "الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المحب للدعاية الشخصية، قال خطأ إنني غادرت قمة مجموعة السبع في كندا لأعود إلى واشنطن للعمل على (وقف إطلاق نار) بين إسرائيل وإيران". وأضاف "هذا خطأ! لا يملك أي فكرة عن سبب عودتي إلى واشنطن، لكن بالتأكيد لا علاقة له بوقف إطلاق نار. بل أكبر من ذلك بكثير. إيمانويل يخطئ الفهم دائماً. أبقوا على السمع!". وكان ماكرون قال لصحافيين على هامش قمة مجموعة السبع إن "اقتراحاً قدم" من جانب الأميركيين "لحصول لقاء وتبادل" مع الإيرانيين" مضيفاً "إذا نجحت الولايات المتحدة في الحصول على وقف لإطلاق النار فهذا الأمر سيكون جيداً". إسقاط النظام كما وجه ماكرون انتقادات حادة للأصوات الأجنبية التي تأمل في إسقاط النظام الإيراني من خلال الحرب، وقال: "لا أعتقد أن من دور القوى الخارجية أن تغيّر الأنظمة السياسية القائمة"، مضيفاً أن التاريخ أظهر أن من يحاولون استخدام القوة لإسقاط الأنظمة يرتكبون أخطاء استراتيجية جسيمة، مشدداً على أن "كل من يعتقد أن الضرب بالقنابل من الخارج سينقذ بلداً رغماً عنه فهو مخطئ". وذكر ماكرون أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أبلغه، يوم الجمعة، بأن تغيير النظام ليس هدفه الاستراتيجي. في غضون ذلك، قال مصدر دبلوماسي فرنسي، وفق وكالة رويترز، إن وزراء خارجية أوروبيون حثوا نظيرهم الإيراني عباس عراقجي في اتصال هاتفي، يوم الاثنين، على العودة للمفاوضات النووية مع الولايات المتحدة والامتناع عن تصعيد الصراع مع إسرائيل، إذ قال وزير الخارجية الإيراني إن أولوية طهران هي مواجهة إسرائيل في الوقت الراهن. إيران جدية وقال المصدر: "حث الوزراء إيران على العودة إلى طاولة المفاوضات بأسرع وقت ممكن من دون شروط مسبقة"، مع دعوة إيران إلى تجنب أي تصرف متهور ضد المصالح الغربية. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن عراقجي قوله إنه أشار إلى جدية إيران بشأن الدبلوماسية، وأكد أن "إيران لم تترك طاولة المفاوضات قط، لكن تركيز طهران في هذه المرحلة ينصب، بالطبع، على مواجهة العدوان بفاعلية". وأفاد المصدر الدبلوماسي بأن وزير الخارجية الفرنسي جان نويل بارو تحدث إلى نظيره الأميركي ماركو روبيو، قبل محادثة وزراء الدول الأوروبية الثلاث مع عراقجي. وأضاف المصدر أن الدول الثلاث نقلت رسائل منفصلة إلى إسرائيل تحثها على عدم مهاجمة السلطات الإيرانية، أو بنيتها التحتية، أو السكان المدنيين.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

مستعد لاستكشاف الأخبار والأحداث العالمية؟ حمّل التطبيق الآن من متجر التطبيقات المفضل لديك وابدأ رحلتك لاكتشاف ما يجري حولك.
app-storeplay-store