
ملتقى استثمارات الشرق والغرب
المُلتقى، لغويًا، هو اسم مكان وزمان. ملتقى الطرق هو مكان تقاطعها، وملتقى النهرين يعنى مكان اجتماعهما، كما يقال إلى الملتقى أى إلى اللقاء المقبل، وقد يكون الملتقى اجتماعًا أو ندوةً. وبالمكان والزمان، صارت مصر، الآن، مؤهلة لأن تكون ملتقى استثمارات الشرق والغرب. بالمكان، لكونها، جغرافيًا، بوابة رئيسية للقارة الإفريقية ومنطقة الشرق الأوسط، وما بعدهما. وبالزمان، لأنها أولت، خلال السنوات العشر الماضية، اهتمامًا بالغًا بتعزيز مناخ الاستثمار، ونسجت شبكة واسعة من اتفاقيات التجارة، تتيح وصول منتجاتها،وما يتم إنتاجه على أرضها، إلى أكثر من 1.5 مليار مستهلك.
مع الطفرة، أو النقلة النوعية، التى تحققت فى تطوير أو إعادة تأهيل البنية التحتية، وتوافر العمالة المدربة فى العديد من القطاعات الحيوية، قطعت الدولة المصرية خطوات مهمة فى رفع معدلات الشفافية وتعزيز التنافسية،واتخذت إجراءات أخرى عديدة عززت دور القطاع الخاص فى دفع عجلة التنمية، وأسهمت فى تهيئة بيئة أعمال أكثر جاذبية واستقرارًا للاستثمارات الأجنبية، العامة والخاصة. وعليه، نرى أن الرئيس عبدالفتاح السيسى، لم يكن يبالغ حين قال إن الاستثمار فى مصر يُعد فرصة لأى مستثمر، فى ظل حالة الاستقرار السياسى، وما تتمتع به الدولة من استقرار مجتمعى «توعوي»، قائم على وعى مواطنيها وصلابتهم فى تحمل الإصلاحات الاقتصادية الكبيرة القاسية، التى تم تطبيقها، تحقيقًا للمصلحة العامة، فى مواجهة الظروف السياسية الصعبة، التى مرت بها المنطقة، وما ترتب عليها من تداعيات.
شراكة مصر مع الصين، وروسيا، والاتحاد الأوروبى والولايات المتحدة، وغيرها من دول العالم، شرقًا وغربًا، أعيد تأسيسها، خلال السنوات العشر الأخيرة، على تعظيم المنفعة المتبادلة، وتحقيق المصالح المشتركة، وتقديم أولويات البناء والتنمية على الصراع والتنازع، واحترام خصوصية الشعوب، وحقها فى الاختيار، دون وصاية أو تدخلات. وهناك آليات مختلفة، لتعميق العلاقات، واستغلال الفرص الاقتصادية التكاملية، وتعزيز وتطوير التعاون المستقبلى، تتيحها اتفاقيات الشراكة الاستراتيجية، منتديات الأعمال، واللجان العليا المشتركة، التى تجمع بين مصر ودول من مختلف قارات العالم: 30 لجنة مع دول أوروبية، و14 لجنة مع الدول العربية، و9 لجان إفريقية، و8 لجان مع دول آسيوية، إلى جانب 7 لجان مع دول أمريكا اللاتينية. وكل هذه اللجان، أو غالبيتها، أعيد تفعيلها، منذ منتصف 2014، فى ظل الجهود، التى قامت، وتقوم، بها دولة 30 يونيو، لتعزيز العلاقات مع مختلف الشركاء الدوليين، وزيادة الاستثمارات المشتركة فى المجالات ذات الأولوية،التى تنتج كميات كبيرة، بنسبة مكون محلى عالية،وتوّفر الكثير من فرص العمل، وتُدِر موارد ضخمة من النقد الأجنبى، وتنعش قطاعات إنتاجية عديدة.
منذ سنة بالتمام والكمال، تحديدًا فى 29 مايو الماضى، أعلن الرئيس السيسى ونظيره الصينى شى جين بينج، فى بكين، تدشين «عام الشراكة المصرية الصينية»، بمناسبة الذكرى العاشرة لإطلاق الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وأكد الرئيسان أهمية تحقيق التكامل بين «رؤية مصر 2030» و«مبادرة الحزام والطريق»، والعمل المشترك على ضمان تقدم مشروعات التعاون بين البلدين بشكل آمن وسلس.
وفى يونيو الماضى، أى منذ سنة إلا قليلًا، استضافت القاهرة مؤتمر الاستثمار المصرى الأوروبى، الذى شهد توقيع 29 اتفاقية ومذكرة تفاهم قيمتها 49 مليار يورو مع شركات تابعة للاتحاد الأوروبى، و6 اتفاقيات ومذكرات تفاهم بقيمة 18.7 مليار يورو مع تحالفات وشركات أخرى، أوروبية، غير تابعة للاتحاد، أو مع شركات من جنسيات مختلفة. وخلال القمة التى جمعته بالرئيس الروسى فلاديمير بوتين، فى 10 مايو الحالى، أشاد الرئيس بعلاقات مصر الاستراتيجية مع روسيا الاتحادية، التى توجّتها اتفاقية الشراكة الاستراتيجية الشاملة، سنة 2018، معبّرًا عن تقديره الزخم الذى يشهده التعاون الثنائى فى مختلف المجالات، بما فى ذلك المنطقة الصناعية الروسية المقرر إنشاؤها بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس، والمشروعات التنموية المشتركة الضخمة، التى تخدم البلدين، وتحقق تطلعات شعبيهما.
تباحث الرئيس، أيضًا، مع نظيره الأمريكى دونالد ترامب، فى مكالمتين تليفونيتين، بشأن سبل تعزيز العلاقات الثنائية، وشدّد الرئيسان على عمق وقوة العلاقات الاستراتيجية، التى تربط بين البلدين، وأكدا حرصهما على استمرار هذا التعاون بما يحقق المصالح المشتركة للشعبين، و...و... وخلال لقائه سوزان كلارك، المديرة التنفيذية لغرفة التجارة الأمريكية، وجون كريسمان، رئيس مجلس الأعمال الأمريكى المصرى، وكذا خلال اجتماعه الموسع مع عدد من مسئولى الشركات الأمريكية المشاركة فى «منتدى قادة السياسات بين مصر والولايات المتحدة»، الذى استضافته القاهرة، يومى الأحد والإثنين الماضيين، أبدى الرئيس استعداد الدولة المصرية للتعاون مع المستثمرين الأمريكيين فى كل المجالات، خاصة مع توجهات الرئيس ترامب الداعمة لتعزيز التعاون المشترك بين الشركات المصرية والأمريكية. كما أكد الرئيس كذلك تطلع مصر إلى أن تكون مركزًا كبيرًا للصناعات الأمريكية، مشددًا على أن الدولة مستعدة لتقديم كل التسهيلات اللازمة لإنشاء منطقة صناعية أمريكية بالمنطقة الاقتصادية لقناة السويس.
..وأخيرًا، لا تزال الجهود مستمرة، لجذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، والتوسع فى إقامة المزيد من الشراكات المتنوعة، إقليميًا ودوليًا، لبناء قدرات التصنيع المحلية وتحفيز الروابط الإنتاجية، ورفع مستويات أداء قطاعات الزراعة والصناعة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، لتصل مساهمتها فى الناتج المحلى الإجمالى إلى 50%، بحلول سنة 2030، إضافة إلى التوجيهات، أو التكليفات الرئاسية المتكررة بضرورة مواصلة العمل المكثف على تهيئة البنية التشريعية والرقابية، وحوكمة الإنفاق الاستثمارى، وطرح المبادرات التحفيزية، وتبسيط الإجراءات البيروقراطية،لتمكين القطاع الخاص، المحلى والأجنبى، من القيام بدور فعال فى دفع عجلة التنمية وخلق المزيد من فرص العمل.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


نافذة على العالم
منذ 40 دقائق
- نافذة على العالم
أخبار العالم : نقابة الصحفيين البريطانية تدعو للإفراج عن المياحي وتعتبر استخدام القضاء لمعاقبة الناقدين اعتداءً على حرية الإعلام
السبت 31 مايو 2025 02:00 صباحاً نافذة على العالم - نقابة الصحفيين البريطانية تدعو للإفراج عن المياحي وتعتبر استخدام القضاء لمعاقبة الناقدين اعتداءً على حرية الإعلام دعت نقابة الصحفيين البريطانية، جماعة الحوثي للإفراج عن الصحفي محمد المياحي، في الوقت الذي اعتبر استخدام القضاء لمعاقبة الناقدين اعتداءً على حرية الإعلام. وقال بيان صادر عن نقابة الصحفيين البريطانية، إنه تم الحكم ضد الصحفي محمد دبوان المياحي بالسجن 18 شهرًا بسبب منشورات على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد احتجاز المياحي قسراً منذ سبتمبر/أيلول الماضي. وأدانت النقابة، الحكم بالسجن 18 شهرًا على الصحفي والكاتب المياحي بسبب انتقاده لجماعة الحوثي، حيث قضت المحكمة الجزائية المتخصصة التابعة للحوثيين في صنعاء، بإلزام المياحي بدفع خمسة ملايين ريال يمني (نحو 18 ألف يورو) كـ"ضمان مالي". وأكدت أن مثل هذه المحاكمات ذات الدوافع السياسية تشكل جزءًا من نمط أوسع من القمع في المناطق التي يسيطر عليها الحوثيون، حيث يتعرض الصحفيون بشكل روتيني للمضايقة والاحتجاز أو إجبارهم على الصمت. وقال الأمين العام للاتحاد الدولي للصحفيين أنتوني بيلانجر: "إن هذه القضية بمثابة تذكير مروع بتدهور بيئة حرية الصحافة في اليمن. وأضاف: "إن استخدام القضاء كأداة لمعاقبة الأصوات الناقدة يُعدّ اعتداءً مباشرًا على حرية الإعلام. نقف إلى جانب زملائنا في اليمن ونطالب بالإفراج الفوري وغير المشروط عن محمد دبوان المياحي". وأشار البيان، إلى إختطاف المياحي، من منزله في سبتمبر/أيلول 2024 على يد مسلحين حوثيين، واحتجازه لعدة أشهر، بسبب انتقاداته لسلوك جماعة الحوثي على حسابه الرسمي على فيسبوك، وفي برامج إذاعية ومقالات. ولفت البيان، إلى أن نقابة الصحفيين اليمنيين أكدت أن الحكم الصادر بحق المياحي جاء بعد محاكمة صورية، حيث قرأ القاضي الحكم بصوت عال من هاتف محمول داخل قاعة المحكمة، منتهكا بذلك أبسط معايير إجراءات المحاكمة العادلة. واتهمت النيابة الجزائية المتخصصة المياحي بـ "نشر أخبار وبيانات كاذبة ومغرضة بقصد الإخلال بالأمن والسلم العام والإضرار بالمصلحة العامة، وذلك من خلال بث بيانات ومقالات تحريضية ضد الدولة ونظامها السياسي على قناة يمن شباب، وقناة بلقيس، وقناة الجزيرة، وموقع بلقيس، والفيسبوك".، في الوقت نفي المياحي جميع التهم الموجهة إليه، وأصر على أنه صحفي. وبحسب البيان، فإن نقابة الصحفيين اليمنيين وصفت الحكم بأنه "انتهاك لحرية الصحافة والتعبير في المناطق التي تسيطر عليها جماعة الحوثي، ويكشف عن حالة الإرهاب ضد حرية التعبير". وطالب البيان، بسرعة الإفراج الفوري عن المياحي داعيا الحوثيين إلى وضع حد لقمع الصحفيين في اليمن.


بوابة الأهرام
منذ 3 ساعات
- بوابة الأهرام
مصرالعلا وضميرالعالم
تمرالقضية الفلسطينية بمرحلة من أشد مراحلها خطورة. فالشعب الفلسطيني يتعرض لممارسات وحشية وعمليات إبادة لما يقرب من عشرين شهراَ، في تحد صارخ لكل القوانين والأعراف الدولية. إضافة لاتساع رقعة الحرب لتمتد للبنان وسوريا والسودان وليبيا واليمن والصومال والبحر الأحمر ومنطقة القرن الإفريقي في محاولة لتغيير خريطة المنطقة، مما يتطلب من الجميع إحكام العقل والعمل معا والتنسيق المستمر للتوصل لحلول وخطوات سياسية ودبلوماسية تجنب المنطقة الانزلاق إلى حرب شاملة. إلا أنه جاءت قمة بغداد بعد شهرين من قمة القاهرة الاستثنائية بحضور عربي ضعيف، فقد غاب عن هذه القمة معظم أعضاء الجامعة العربية باستثناء مصر وفلسطين واليمن والصومال وموريتانيا وجزر القمر, بالرغم من الحضور الدولي الجيد من قبل أمين عام الأمم المتحدة ورئيس وزراء إسبانيا، وأمين عام منظمة التعاون الإسلامي ورئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي والمبعوث الخاص للإتحاد الأوروبي. كانت كلمة مصركلمة تاريخية كاشفة تسجل جرائم الإحتلال، وتضع المجتمع الدولي أمام مسئولياته. كما تؤكد الموقف المصري الثابت الداعم للقضايا العربية وعلى رأسها القضية الفلسطينية. فقال الرئيس السيسى: «حتى لو نجحت إسرائيل، فى إبرام اتفاقيات تطبيع مع جميع الدول العربية، فإن السلام الدائم والعادل والشامل فى الشرق الأوسط، سيظل بعيد المنال، ما لم تقم الدولة الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية». فكانت الكلمة معبرة عن موقف المصريين ورؤيتهم، وعن صوت الضمير العربي والضمير الإنساني، وهذا ليس جديدا على مصر. فهذه ليست المرة الأولى التي تواجه فيها منطقتنا مثل هذا النوع من التهديدات والأخطارالتي تكاد تعصف بها. فتمتلك منطقة الشرق الأوسط العديد من المقومات والثروات التي جعلتها مطمعا للقوى الكبرى، بداية من موقعها الاستراتيجي فـي القلب من العالم، وتحكمها فـي أهم ممرات الملاحة الدولية، حيث تمتلك أهم المعابر البحرية؛ كقناة السويس ومضيق باب المندب. بالإضافة إلى ثرائها الديني، فهي أرض الرسالات السماوية. وهي أيضا مهد الحضارة الإنسانية؛ الحضارة الفرعونية والفينيقية والبابلية والسومرية والإسلامية . فضلا عما تمتلكه المنطقة من مصادر للطاقة، بداية من الاكتشافات البترولية فـي القرن الماضي، وصولا لإكتشافات الغاز الطبيعي الأخيرة، وما تمتلكه من ثروات طبيعية، وثروات معدنية هائلة كالفوسفات والحديد والذهب والزئبق والبوتاسيوم، إضافة إلى الثروة الحيوانية والسمكية والأراضي الزراعية. فعلى مدار تاريخها الممتد لآلاف السنين تعرضت مصر والمنطقة لهجمات مشابهة.مع الأخذ في الاعتبار تطور أساليب الحرب وأدواتها. فمن قديم العهد، عندما قام الهكسوس بغزو بلاد الشام ودخول مصر من سيناء، بوابة مصر الشرقية. طارد أحمس الأول الهكسوس حتى طردهم من وادي النيل، وحرر مصر وحقق استقلالها. فالمصريون هم من تمكنوا من هزيمة الهكسوس والقضاء عليهم، وأعادوا الأمن والسيادة والاستقرار للمنطقة، مرورا بانتصار تحتمس الثالث أعظم القادة العسكريين في تاريخ مصر، على القادشيين في «معركة مجدو» والذي أعاد هيبة مصر في فلسطين، واستطاع أن يسترجع شمالها الذي كان قد خرج عن النفوذ المصري في هذا الوقت. ثم انتصار رمسيس الثاني في «معركة قادش» شمالاً في سوريا، والذي تمكن أيضاً من القضاء على الاضطرابات جنوباً في النوبة في نفس الوقت، واستعاد السيادة والاستقرار للمنطقة. فأمن المنطقة ومحيط مصر الإقليمي هو جزء لا يتجزأ من أمن مصر. ومصر هي «فجر الضمير»؛ فكما أن للكون قوانين إلهية تحكمه وتنظمه وتمنع سقوطه فى هاوية الفوضى، فللإنسان أيضا قوانين تحكم سلوكه وتنظمه وهو ما عرف عند قدماء المصريين بقوانين الماعت الـ 42. وقد وجدت قوانين الماعت مدونة فى كتاب الخروج الى النهار الذى سبق ظهور الوصايا العشر بنحو 2000 عام. قوانين الماعت لم تكن قواعد أخلاقية وانما كانت جوهر الفضيلة التى أودعها الله داخل الإنسان وهى موجودة منذ بداية الخلق. وتنتقل من جيل الى آخر وكل ما يحتاجه الانسان هو استدعاء واستحضار الفضيلة من داخله، و هو ما يعرف بمصطلح «إيقاظ الضمير» .فلا يحتاج الانسان الى قواعد أخلاقيه تفرض عليه من الخارج، لأن بداخله الضمير وهو جوهر الفضيلة وماعلي الإنسان سوى تفعيل الضمير، ولهذا أصبح المصريون «أمة فجر الضمير الإنساني». فمن يقرأ كتاب التاريخ جيداً سيتأكد أن مصرهي القادرة دائماَ على التصدي للغزاة والمعتدين والحفاظ على وحدة وتماسك أراضيها والحيلولة دون تشرذمها وتفتتها، وهي القادرة أيضا على إزالة آثار العدوان، وطرد المعتدي الغاصب، واسترداد السيادة الكاملة على الأرض.ولهذا كتب الشاعر اللبناني شكري نصر الله قصيدة بعنوان «مصر العلا»، لحنها وغناها المطرب اللبناني وديع الصافي. تقول القصيدة «إذا مصر قالت نعم أيدوها، وإن أعلنت لاءها فاتبعوها، فمصر منزهة فى الأرب، ومصر العلا وضمير العرب». فالآن والعالم يمر بمرحلة شديدة التعقيد بالغة الدقة، وفي القلب منه منطقتنا، التي تمر بمنعطف شديد الخطورة، والذي يعد الأخطر في تاريخها الحديث؛ فهي تخوض «حرب وجود». على الأشقاء العرب قراءة تاريخ المنطقة جيدا، والسير في ركاب مصر والاهتداء برؤيتها، خاصة وقت المحن والتهديدات، لتفردها وحدها بالخبرات المتراكمة التي تمتد لآلاف السنين، والتي تمكنت فيها من سحق المعتدين على مر العصور. ربما يكون هذا هو النداء الأخير، لضمان السلامة للجميع. وأخيراَ أختم كلماتي بدعاء الشاعر اللبناني لمصر «حمى الله نيلهـا من كل عاد، وجنب شعبهـا غزو الطغاة، فيا رب بـارك بمصـر الحبيبة وكـن معهـا فى الليالـى العصيبـة». ----------- أستاذ الاستراتيجية والسياسات العامة جامعة حلوان


بوابة الأهرام
منذ 3 ساعات
- بوابة الأهرام
عبد العاطى فى تصريحات خاصة لـ«الأهرام»: علاقات تاريخية تجمع القاهرة والمغرب العربى.. نسعى لتطوير الشراكات الاقتصادية
تنسيق كامل فى المواقف تجاه الأزمات العربية والإفريقية.. ومكافحة الإرهاب فى الساحل أكد الدكتور بدر عبدالعاطى، وزير الخارجية والهجرة، أن مصر تربطها علاقات أخوية تاريخية وثيقة مع جميع دول المغرب العربى، مشيرا فى الوقت نفسه إلى الشراكة التجارية المتميزة بين القاهرة والرباط ونواكشوط، والتى نطمح فى تطويرها وتعزيز العلاقات الاستثمارية الكبيرة، خصوصا فى ظل الاتفاقيات المشتركة للتبادل التجاري. وقال وزير الخارجية، فى تصريحات خاصة لـ«الأهرام»، فى ختام جولته بموريتانيا والمغرب، إن زيارته إلى نواكشوط جاءت بعد انقطاع دام لنحو 19 عاما لانعقاد اللجنة العليا المشتركة، التى يرأسها وزيرا خارجية البلدين، وهناك صفحة جديدة فى العلاقة تقوم على دورية انعقاد اللجنة العليا المشتركة، حيث تم الاتفاق على عقدها سنويا بالتناوب، كما تم التوقيع خلال الزيارة على أكثر من 16 اتفاقية ومذكرة تفاهم بين الحكومتين، وبين عدد من شركات القطاع الخاص المصرى والحكومة الموريتانية، ما يفتح الباب أمام إمكان تعاون هائلة فى المشروعات التنموية الكبرى، خصوصا البنية التحتية، ومنها مشروع «تروماى» ضخم فى العاصمة نواكشوط، تنفذه شركات مصرية بينها «المقاولون العرب». وأشار د. عبد العاطى إلى أن عددا من الشركات المصرية العاملة فى مجال الطاقة تتعاون حاليا فى استيراد شحنات من الغاز الطبيعى من موريتانيا، التى بدأت بالفعل فى إنتاجه وتصديره إلى الخارج، وهناك اتفاقية مهمة فى مجال الصيد السمكى، وهناك مشروعات مشتركة فى قطاعات التعدين، مشيرا إلى أن هناك إرادة سياسية من جانب السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى والرئيس محمد ولد الغزوانى، للعمل على تطوير وتفعيل هذه العلاقات بما يعود بالنفع على البلدين والشعبين الشقيقين، وقد سلمت رسالة خطية من الرئيس السيسى إلى الرئيس الغزواني. وحول زيارته إلى المملكة المغربية، قال وزير الخارجية إنها محطة مهمة، فعلاقات مصر مع المغرب الشقيق متينة وممتدة عبر التاريخ، وهناك شراكة تجارية متميزة نطمح إلى تطويرها، وتعزيز العلاقات الاستثمارية الكبيرة،خصوصا فى ظل الاتفاقيات المشتركة للتبادل التجارى الحر، وبمقدمتها اتفاقية أغادير. وأشار إلى أنه خلال لقائه ناصر بوريطة، وزير الشئون الخارجية والتعاون الإفريقى والمغاربة المقيمين بالخارج، سلمه رسالة خطية من الرئيس السيسى إلى جلالة الملك محمد السادس، وتم بحث سبل دفع مسار العلاقات الثنائية من خلال عقد اللجنة العليا المشتركة بالقاهرة، واجتماع «آلية التنسيق والتشاور» على مستوى وزيرى خارجية البلدين، مؤكدا أن من بين نتائج هذه الزيارة المهمة الاتفاق بين الجانبين على تشكيل لجنة للتنسيق والمتابعة، تحت رئاسة رئيسى الوزراء فى مصر والمغرب، وبمشاركة الجهات الحكومية المختلفة، وتعقد قبل نهاية العام الحالى. وأوضح د. عبد العاطى أنه عقد خلال زيارته إلى المغرب لقاء مع مجموعة من كبار رجال الأعمال ورؤساء البنوك المغربية فى الرباط، بمشاركة الدكتور شريف الجبلى عضو مجلس النواب ورئيس لجنة الشئون الإفريقية بالمجلس، والسفير المصرى بالمغرب، ورئيس مكتب التمثيل التجارى فى الرباط، وتم خلاله استعراض أداء الاقتصاد المصرى وجهود الدولة لتعزيز مناخ الاستثمار. ونوه بنجاح منتدى الأعمال المصرى - المغربى، الذى انعقد بالقاهرة فى 4 مايو الحالى، بمشاركة 148 شركة من الجانبين، مؤكدا حرص مصر على متابعة نتائجه فى الفترة المقبلة، تمهيدا لعقد اللجنة التجارية المشتركة بين البلدين فى أكتوبر المقبل بالقاهرة، والاتفاق بين الجانبين على تشكيل لجنة للتنسيق والمتابعة تحت رئاسة رئيسى الوزراء وبمشاركة الجهات الحكومية المختلفة. وحول أبرز الملفات السياسية التى تم تناولها خلال الزيارة إلى المغرب، أكد وزير الخارجية أن هناك تشاورا رفيع المستوى بين مصر والمغرب الشقيق، وقال: نحن حريصون كل الحرص على تطوير هذا التشاور، على المستوى السياسى، وأبرزها الملفات الإقليمية والدولية، وعلى رأسها قضية العرب الأولى، القضية الفلسطينية، والأوضاع الكارثية فى قطاع غزة، والجهود المصرية الدءوبة بالتعاون مع قطر والولايات المتحدة الأمريكية لسرعة التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار. وأضاف د. عبد العاطى أنه جرت أيضا مناقشة عدد من الملفات الإقليمية، خصوصا الأوضاع فى ليبيا، فى ظل ما يموج به الشارع الليبى من حراك، وأيضا تطورات الأزمة السودانية، والجهود التى تبذلها مصر للتوصل إلى وقف إطلاق النار وضمان النفاذ الكامل للمساعدات الإنسانية.. وأيضا دار حديث معمق حول الأوضاع بمنطقة الساحل الإفريقى فى ضوء أن هذه المنطقة شديدة الأهمية لكل من مصر والمغرب، وللرباط دور مهم فيها.