
هل يتجه ترامب إلى صفقة نووية مع إيران؟ مفاجآت في الكواليس الأميركية
كشف مسؤولون أميركيون أن الرئيس دونالد ترامب وفريقه باتوا أقرب من أي وقت مضى إلى تبنّي سياسة مشابهة لتلك التي انتهجها جو بايدن في التعامل مع الملف الإيراني، مع تغيّر ملحوظ في نبرة الخطاب الأميركي.
فقد أصبحت لهجة ترامب أكثر تفاؤلًا حيال إمكانية التوصل إلى اتفاق مع طهران، بينما خفّفت إدارته من لهجة التصعيد والتهديد بالقوة العسكرية، مع تمسّكها بالخط الأحمر الثابت: منع إيران من حيازة سلاح نووي.
ووفقًا لما نقله عدد من المسؤولين، فإن هذا التحوّل ليس عشوائيًا، بل يأتي مدفوعًا برغبة ترامب في تحقيق إنجاز خارجي يعوّض الإخفاق في الملف الروسي، خاصة بعد فشل جهوده لإنهاء الحرب في أوكرانيا.
وقال أحد المقربين من الرئيس: 'ترامب يسعى إلى تسجيل إنجاز تاريخي… والملف الإيراني قد يكون فرصته الذهبية'، مضيفًا أن حلّ هذا الملف قد يفتح الباب أمام توسيع نطاق 'الاتفاقات الإبراهيمية'.
وفي ظل هذه الرؤية، تؤكّد الإدارة الحالية أنها تميل إلى الخيار التفاوضي، لأن العمل العسكري مكلف وخطير، وقد يتسبب بانفجار إقليمي واسع النطاق.
وقال مسؤول بارز: 'نريد حلاً دبلوماسيًا، لأن البديل سيكون كارثيًا على المنطقة بأسرها'.
ورغم نبرة التهدئة، لم تُقلّص واشنطن وجودها العسكري في الشرق الأوسط. إذ لا تزال حاملة الطائرات 'كارل فينسون' متمركزة في خليج عدن، إلى جانب حاملة بريطانية، وسرب طائرات 'إف-35″ و'بي-52' في قواعد بالمنطقة.
وقال مسؤول دفاعي: 'لدينا خيارات دفاعية وهجومية جاهزة… لكن الرسائل الحالية تميل إلى التهدئة'.
وتستند الإدارة في رهاناتها على القدرات الاستخبارية الأميركية، التي تمكّنها من مراقبة دقيقة للبرنامج النووي الإيراني، خصوصًا من حيث التطور التقني والمعرفي.
وأشار مسؤول مطلع: 'نحن غير مرتاحين لما نراه، لكننا نؤمن بأن الحلول الدبلوماسية ما زالت ممكنة'.
وعلى الرغم من التقاطعات الظاهرة مع نهج بايدن، يصرّ فريق ترامب على تميّز مقاربته، مؤكدًا أنه لا يريد لإسرائيل أن تُفشل المسار التفاوضي من خلال عمل عسكري.
بل يرى أن الاستقرار في الشرق الأوسط هو مفتاح الأمن العالمي، وأن أي اضطراب في المنطقة ستكون له تداعيات تتجاوز الجغرافيا.
واختتم أحد المسؤولين حديثه بالقول:
'نعرف كيف تبدأ الحروب… لكننا نجهل كيف تنتهي، ومن يتحكم بمساراتها'، مشددًا على أن الولايات المتحدة تواصل دورها كضامن لأمن المنطقة، وأن إدارة ترامب تدرس خياراتها بعناية، على أمل أن يُثمر هذا التوجّه اتفاقًا يُعزّز الأمن ويمنع إيران من امتلاك القنبلة النووية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الميادين
منذ 41 دقائق
- الميادين
"التلغراف": إيلون ماسك أراد البقاء في البيت الأبيض لكن طلبه رُفض
كشفت صحيفة "التلغراف" البريطانية أن البيت الأبيض رفض طلب الملياردير الأميركي إيلون ماسك تمديد فترة عمله كموظف حكومي خاص، الأمر الذي أثار توتراً متصاعداً بين ماسك والرئيس دونالد ترامب. وأشارت الصحيفة إلى أنّ ماسك، الذي شغل مؤخراً منصب رئيس دائرة كفاءة الحكومة في البيت الأبيض، كان يطمح إلى الاستمرار في منصبه لتحقيق تقدّم في مشروعه القاضي بخفض تريليون دولار من الإنفاق الحكومي، إلا أنّ طلبه قوبل بالرفض، بحسب مصدرين مقرّبين منه. وكان قد تمّ تعيين ماسك في المنصب "موظفاً حكومياً خاصاً" لمدة 130 يوماً، ليقود مبادرة تستهدف تقليص الإنفاق، قبل أن يغادر منصبه الأسبوع الماضي. غير أنّ خروجه لم يمرّ بهدوء، إذ سرعان ما شنّ هجوماً علنياً على مشروع ترامب الاقتصادي، المعروف باسم "الضخم والجميل"، واصفاً إيّاه بأنّه "عمل بغيض مثير للاشمئزاز". اليوم 09:37 اليوم 08:39 وقد أثار هذا التعليق، الذي جاء عبر حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "إكس"، موجة من الصدمة في واشنطن، حيث يواجه ترامب بالفعل معركة تشريعية شاقّة لتمرير مشروعه في الكونغرس. وذكرت الصحيفة أنّ مسؤولي الإدارة شعروا "بخيبة أمل" من انتقادات ماسك، بينما وصف أحد المقرّبين من الأخير الموقف بأنّه نابع من "حسد". وفيما يبدو أنّ تصريحات ماسك بدأت تؤتي مفعولها، أشارت التلغراف إلى أنّ انتقاده العلني للمشروع أدّى إلى بروز معارضة جديدة داخل الكونغرس، حيث أعلنت النائبة الجمهورية مارغوري تايلور غرين، المحسوبة على معسكر ترامب، موقفاً مناهضاً له. وربطت الصحيفة بين هذه التطوّرات وبين غياب ترامب عن المشهد الإعلامي خلال الأيام الماضية، حيث انشغل بإجراء اتصالات مكثّفة في محاولة لتأمين الدعم لمشروعه داخل الكونغرس. ونقلت التلغراف عن مصادر مقرّبة من ترامب أنّ ردّة فعل ماسك جاءت من تدبير رجل أعمالٍ يسعى لحماية مصالحه الخاصة، بعد أن شعر بالاستياء من اضطراره إلى ترك منصبه الحكومي.


لبنان اليوم
منذ ساعة واحدة
- لبنان اليوم
ترامب يُفجّر مفاجأة: دول محظورة… وأسباب صادمة وراء القرار!
في خطوة أثارت جدلاً واسعاً، أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن توقيع أمر جديد يقضي بمنع دخول مواطني 12 دولة إلى الولايات المتحدة، معلّلاً قراره بتداعيات 'هجوم إرهابي' وقع مؤخراً في ولاية كولورادو. وفي رسالة مصورة، أوضح ترامب أن 'الهجوم المروّع الذي استهدف تظاهرة يهودية في مدينة بولدر، كولورادو، كشف عن الثغرات الخطيرة في نظام الهجرة، خصوصاً عندما يتعلق الأمر بمن دخلوا البلاد دون إجراءات فحص دقيقة'. وذكر أن منفّذ الهجوم دخل الأراضي الأميركية بصورة غير شرعية، ما دفعه إلى التحرك السريع. القرار الجديد يفرض حظراً تاماً على دخول رعايا 12 دولة هي: أفغانستان، ميانمار، تشاد، الكونغو، غينيا الاستوائية، إريتريا، هايتي، إيران، ليبيا، الصومال، السودان، واليمن. ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد، بل ستُفرض أيضاً قيود إضافية على الزوار من بوروندي، كوبا، لاوس، سيراليون، توغو، تركمانستان، وفنزويلا، في خطوة وصفها البيت الأبيض بأنها تهدف إلى 'تعزيز الأمن القومي وحماية الشعب الأميركي'. ومن المقرّر أن يدخل هذا الحظر حيّز التنفيذ ابتداءً من 9 يونيو، ما يضع العديد من المهاجرين والطلاب والعائلات القادمة من هذه الدول في موقف غامض وصعب.


بيروت نيوز
منذ 2 ساعات
- بيروت نيوز
متى ستستيقظ كييف على 'صفعة' واشنطن؟
عماد الشدياق نقلاً عن 'إيلاف' كأنَّ أوكرانيا على موعد متجدد مع الحظ العاثر… حين تتقدم في الميدان تخسر في السياسة؛ وحين تتقدم في الدبلوماسية تنهار الجبهات. أمّا الآن، فيبدو أنّ لعنة واشنطن تلاحقها، وتطلّ هذه المرة، لا من نافذة الرئيس الأميركي السابق جو بايدن، بل من شباك الرئيس الجديد دونالد ترامب. لم يكن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي بحاجة إلى أن يقرأ افتتاحيات الصحف والمجلات الأميركية كي يدرك أنَّ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يراهن على ضعف الغرب فحسب، بل على تراجع الغرب وعودته خطوة إلى الوراء. بوتين الذي تمرّس في تطويع الزمن، يدرك أنّ ما لم يؤخذ بالقوة قد يُنتزع بالسياسة… وإن بعد حين. مَن يراقب المشهد الأميركي بعيون أوكرانية، لا يسعه إلاّ أن يشعر بأنّ الأرض بدأت تميد من تحته. المخاوف في كييف لا تقتصر على تقهقر الدعم العسكري، بل تمتد لتشمل تغيّر المزاج الأميركي العام. فالرجل الذي عاد إلى البيت الأبيض في كانون الثاني (يناير) الفائت، لا يخجل بازدرائه لحلفاء حلف شمالي الأطلسي (الناتو)، ولا تعاطفه مع الكرملين. ترامب لم يُخف يوماً إعجابه ببوتين، وهذا هو جوهر القلق في أوكرانيا: أن تبيعهم واشنطن بثمن بخس، وتحت عناوين متعددة مثل 'وقف النار'، أو 'الحل الدبلوماسي'. تلك المصطلحات التي يروّج لها ترامب ومحيطه الجمهوري قد تكون مقدمة لتقسيم فعلي، أو تثبيت لما هو قائم على أرض الواقع. خصوصاً أنّ هذا التوجه يلاقى موافقة كافية في الداخل الأميركي، حيث سئم الكثيرون مما باتوا يعتبرونها 'حرب الآخرين' في أوكرانيا. زيلينسكي يعلم جيداً أنّ العالم لا يتعاطف مع الضعفاء إلى الأبد، وأن العواصم التي صفّقت له بالأمس ذات يوم، قد تُدير له ظهرها غداً. لذلك كان خطابه الأخير في باريس، شديد الواقعية. بل أقرب إلى محاولة استباقية من أجل رفع العتب. الرجل قالها بصراحة: 'إذا خسرنا نحن، فأنتم أيضاً تخسرون'. لكنّه لم يحدد من هم 'أنتم' في زمن تغيّرت فيه التحالفات، التي بدأنا نلمس تقلّبها منذ بداية العام مع وصول ترامب إلى البيت الأبيض. أوروبا مربكة وتقف على طرفي نقيض: طرف أوروبي يخشى بلا مبرر الدور الروسي، وطرف آخر يخشى كلفة مواجهته ويعلم جيداً أنّها مستحيلة. وفي منتصف هذين التباينين، تقف أوكرانيا عاجزة ومكسورة. أمّا الولايات المتحدة، فتعيش تجربتها الجديدة في زمن ترامب، عنوانها 'الأولوية للداخل' أو 'التوازن مع الصين'. وعليه، فإنّ ما يُقال همساً في كييف، بات يُقال جهاراً في واشنطن: هل هذه الحرب تستحق أن تُخاض حتى النهاية؟ هل يُعقل أن تتورط أميركا في حرب استنزاف لا أفق لها، ومن أجل من، ولماذا؟ هل هي حرب من أجل دولة ليست حتى عضواً في 'الناتو'؟ حسناً، فلنبحث عن الثمن.. ولهذا كانت صفقة المعادن النادرة. هذا الخطاب بات سائداً في دوائر اليمين الجمهوري، ومنه يستمد ترامب قوة التفاوض فيما يراه بوتين فرصة للاستثمار في النصر. ليس من خلال وقف الدعم لكييف، وإنما من خلال إطلاق يد موسكو بموجب 'صكّ مباركة' بأثر رجعي يؤدي إلى 'تسوية تاريخية' لنزاع جيوسياسي مزمن قضّ مضجع القارة العجوز لعقود. إن حصل ذلك، سوف يكون بمنزلة 'الضربة القاضية' لأوكرانيا، التي سترضخ في نهاية المطاف لـ'استسلام ناعم'. استسلام يعكس انهيار الإرادة الغربية، ويُعلن نهاية النظام الدولي الذي نشأ بعد الحرب الباردة. وهنا، يتكرّر السؤال الذي ترفض كييف أن تطرحه علناً: ماذا لو استيقظت أوكرانيا يوماً على خريطة جديدة، رُسمت بين واشنطن وموسكو، ولم تكن هي جزءاً منها؟ هذا هو الكابوس الذي لا تملك كييف ترف القدرة على التأثير به اليوم، بعدما كانت السبب في وصولها إليه قبل ثلاث سنوات، وظنّت أنّ الغرب سيقف خلفها إلى ما لا نهاية.