
لعمامرة: السودان لا يتحمّل يوماً آخر من الحرب
ونبّه لعمامرة، في تعميم صحافي، إلى أن لا أحد يعرف على وجه الدقة عدد القتلى منذ اندلاع الحرب في 15 أبريل (نيسان) 2023، مؤكداً أن «عدد الضحايا مذهل ويزداد سوءاً يوماً بعد يوم».
وقال إن الأوضاع الإنسانية تزداد سوءاً مع تدهور الأمن الغذائي، مضيفاً أن «واحداً من أصل أربعة سودانيين (أي زهاء 12 مليون شخص)، اضطروا للنزوح من منازلهم»، وأن أكثر من 30 مليون شخص بحاجة ماسة للمساعدات الإنسانية.
جنود سودانيون في القضارف بشرق البلاد يوم 14 أغسطس خلال احتفالات بذكرى تأسيس الجيش (أ.ف.ب)
وأشار لعمامرة إلى أن المنطقة برمتها تتأرجح على حافة الهاوية، مع تزايد خطر الاشتباكات عبر الحدود، وتدهور الأمن على طول البحر الأحمر، وتعمّق التدخلات الخارجية، وتهيئة بيئة خصبة لتجذّر الجماعات المتطرفة. وقال: «إننا نشهد سباقاً محموماً نحو القاع، والقاع يواصل الانهيار تحت أقدامنا».
لكن المبعوث الأممي عاد وقال: «لا تزال هناك فرصة أمام القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع) لتغيير هذا المسار، وإنقاذ السودان من الهاوية، إذا توفرت الإرادة السياسية، واستخدام الضغط وإسداء الدعم، والأمر الأكثر إلحاحاً الآن هو الاتفاق على وقف فوري لإطلاق النار، والانخراط في حوار حقيقي لمعالجة أسباب الصراع».
وأضاف لعمامرة أنه بات من الواضح له أن «الحوار أفضل من الحرب»، بحسب ما قال رئيس الوزراء البريطاني الأسبق هارولد ماكميلان، مضيفاً: «اليوم هناك نافذة ضيقة، لكنها تنغلق بسرعة، للشروع في هذا الحوار»، لافتاً إلى أن موسم الأمطار يقترب وأن المعارك البرية قد تتراجع على المدى المنظور.
وقال: «أقف بمعية الشركاء الدوليين الرئيسيين على أهبة الاستعداد للعمل مع الأطراف المتنازعة على اتخاذ تدابير لخفض التوتر، تتيح وصول المساعدات، بحيث يمكن أن تنقذ العديد من الأرواح».
ودعا المبعوث الأممي إلى توحيد جهود جميع الفاعلين الخارجيين في كل العواصم واستخدام نفوذهم السياسي لضمان إيصال المساعدات الإنسانية، والدفع بعملية سياسية ذات مصداقية إلى الأمام، بهدف إنهاء الحرب المدمرة في السودان.
وذكر لعمامرة في التعميم الصحافي أن السلام في السودان يصب في مصلحة جيرانه في القرن الأفريقي، ودول البحر الأحمر، وحتى القوى العالمية البعيدة، وفي مثل هذه اللحظات، فإن وحدة وعزم مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة أمران أساسيان، فهما يمنحان فرصة حقيقية لتشكيل اصطفاف سياسي يمكنه جمع الأطراف المتحاربة وداعميها حول طاولة المفاوضات وإنهاء الحرب.
متطوعون سودانيون يعدون الطعام لسكان في الفاشر التي تحاصرها «قوات الدعم السريع» في دارفور يوم 11 أغسطس الجاري (أ.ف.ب)
وحض العالم على أن يمارس ضغطاً حقيقياً ومستمراً على القوات المسلحة السودانية و«قوات الدعم السريع»، مرحباً بالدور القيادي والحيوي الذي يمكن أن تلعبه الولايات المتحدة في توحيد جهود «الرباعية» التي تضم أيضاً مصر والسعودية والإمارات.
وقال لعمامرة إنه يجب على المجتمع الدولي أن يتّحد ويقف خلف هذه الجهود للإسراع في تحقيق السلام في السودان، مضيفاً: «لم يعد مقبولاً أن نظل مكتوفي الأيدي بينما تُزهق أرواح السودانيين».
وأضاف: «منذ تعييني استمعت إلى المدنيين السودانيين من مختلف الأطياف، رجالاً ونساءً، شباباً ومسنين، من مشارب سياسية وعرقية متعددة، هؤلاء هم من يدفعون الثمن الأكبر لهذه الحرب الوحشية، ورسالتهم إلى القوات المسلحة السودانية و(قوات الدعم السريع): أوقفوا هذا العنف المروّع».
وختم المبعوث الأممي قائلاً: «أشيد بصمودهم وإيمانهم العميق بالسلام، وعلى استعداد لمواصلة العمل معهم وتسخير كل طاقتي لدعم الجهود الدبلوماسية (...) إن شعب السودان يستحق فرصة لبناء مستقبل ملؤه الكرامة، والسلام، والفرص، ولا يمكننا أن نغضّ الطرف بعد الآن».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشرق السعودية
منذ 14 دقائق
- الشرق السعودية
ترمب يستقبل زيلينسكي.. ويؤكد انفتاحه على "توفير الأمن" لأوكرانيا
قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الاثنين، إن الولايات المتحدة ستقوم "بمساعدة" أوروبا في توفير الأمن لكييف في إطار أي اتفاق لإنهاء حرب روسيا وأوكرانيا، وذلك خلال اجتماعه مع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في البيت الأبيض. وأعرب ترمب عن أمله في أن تؤدي اجتماعاته مع القادة الأوروبيين في وقت لاحق، الاثنين، إلى اجتماع ثلاثي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وزيلينسكي، مضيفاً أنه يعتقد أن بوتين يريد إنهاء الحرب. وقال ترمب، إنه سيجري مكالمة هاتفية مع بوتين بعد اجتماعات البيت الأبيض مع عدد من القادة الأوروبيين. وأضاف: "تحدثت للتو إلى بوتين بشكل غير مباشر". واستقبل ترمب زيلينسكي خارج البيت الأبيض، وتصافحا معبراً عن إعجابه ببدلته السوداء، التي تعد تغييراً عن ملابسه العسكرية المعتادة. وعندما سأله أحد المراسلين عن الرسالة التي يود أن يوجهها إلى شعب أوكرانيا، قال ترمب مرتين "نحن نحبهم". وأضاف: "أحب الجميع، وأحب الشعب الروسي أيضاً". وجاء لقاء ترمب مع زيلينسكي قبل اجتماع موسع يشارك فيه عدد من القادة الأوروبيين، والأمين العام لحلف شمال الأطلسي "الناتو". وقال زيلينسكي خلال اجتماعه مع ترمب في البيت الأبيض: "نحن بحاجة إلى إنهاء هذه الحرب، وإيقاف روسيا، ونحتاج إلى الدعم من الشركاء الأميركيين والأوروبيين". "نريد صفقة شاملة لوقف الحرب" وأبدى الرئيس الأميركي إعجابه بـ "فكرة" وقف إطلاق النار، لكنه قلّل من دعوته السابقة إلى ذلك، مفضلاً التفاوض على اتفاق سلام أوسع. وقال ترمب إن "الصفقة الشاملة لوقف الحرب بين روسيا وأوكرانيا أفضل من وقف النار"، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة يمكن أن تحاول التفاوض لإنهاء الأزمة الأوكرانية دون الحاجة إلى هدنة تؤدي إلى توقف القتال. وأضاف ترمب أنه سيناقش مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين في اجتماعات البيت الأبيض "ضمانات الأمن لأوكرانيا". ولم يستبعد ترمب أيضاً إرسال قوات أميركية إلى أوكرانيا كجزء من الضمانات الأمنية ضمن اتفاق السلام المحتمل. وقال: "سنبلغكم بذلك، ربما في وقت لاحق اليوم". وقد يُحدث انفتاح ترمب على السماح للقوات الأميركية بالتواجد في أوكرانيا تحولاً كبيراً، حيث تعتبر كييف الضمانات الأمنية أمراً بالغ الأهمية لأي اتفاق سلام محتمل مع روسيا. وأكد ترمب أن الدعم الأميركي لأوكرانيا سيستمر بغض النظر عن نتائج اجتماعاته مع زيلينسكي والقادة الأوروبيين. بدوره قال زيلينسكي إنه مستعد لحوار ثلاثي يشمل بوتين. وأضاف أنه "بعد وقف الحرب سنكون بحاجة لتطوير قدرات الجيش الأوكراني". ويسعى زيلينسكي إلى وقف فوري لإطلاق النار من أجل إجراء محادثات سلام أعمق. وكان ترمب أيد ذلك في السابق، لكنه غيّر مساره بعد القمة مع بوتين في ألاسكا، وأشار إلى دعمه للتفاوض على اتفاق شامل في ظل استمرار القتال.


مباشر
منذ 33 دقائق
- مباشر
قمة بالبيت الأبيض.. ترامب متفائل بفرص إنهاء الحرب وزيلينسكي يدعو لسلام عاجل
مباشر: استقبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض، اليوم الاثنين، الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بحضور عدد من القادة الأوروبيين، لبحث سبل إنهاء الحرب الأوكرانية. وقال ترمب في تصريحات عقب الاجتماع، إن المباحثات كانت "جيدة ومثمرة"، مشددًا على أن اللقاء يمثل "اجتماعًا في غاية الأهمية"، معربًا عن تفاؤله بوجود فرصة حقيقية لإنهاء الحرب. وأضاف: "أعتقد أن الرئيس بوتين يريد إنهاء الحرب، ونحن نريد إنهاءها بما يحقق صالح الجميع". وأكد ترامب، أن الولايات المتحدة ستعمل مع روسيا وأوكرانيا لتحقيق سلام ناجح ومستدام، مشيرًا إلى أن المفاوضات تناولت الضمانات الأمنية، حيث ستكون أوروبا خط الدفاع الأول عن أوكرانيا، على أن تشارك واشنطن في ذلك أيضًا. ومن جانبه، قال زيلينسكي إن بلاده "ترغب بوقف الحرب"، معلنًا استعداده لعقد اجتماع ثلاثي مع روسيا، وأبدى انفتاحه على إجراء الانتخابات بعد تحقيق الأمن والسلام. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال أبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصات الخليجية اضغط هنا


العربية
منذ ساعة واحدة
- العربية
إيران تحذر من أن الحرب مع إسرائيل قد تتجدد في أي لحظة
حذر مسؤول إيراني اليوم الاثنين من أن الحرب مع إسرائيل قد تتجدد "في أي لحظة" ، معتبراً أن وقف إطلاق النار الساري منذ أواخر يونيو (حزيران) قد لا يدوم طويلاً. وقال نائب الرئيس الإيراني محمد رضا عارف في مقابلة مع أكاديميين في طهران: "علينا أن نكون مستعدين للمواجهة في أي لحظة، نحن لسنا في ظل وقف لإطلاق النار، نحن في حالة وقف الأعمال العدائية". وفي 13 يونيو (حزيران)، شنت إسرائيل حرباً غير مسبوقة على إيران ضربت خلالها أهدافاً نووية وعسكرية، إضافة إلى مواقع مدنية، ما أسفر عن مقتل أكثر من ألف شخص، بينهم علماء نوويون وقادة عسكريون. وردت إيران بضربات صاروخية وطائرات مسيرة قتلت أكثر من 20 شخصاً في إسرائيل. وأعلنت الولايات المتحدة وقف الحرب في 24 يونيو (حزيران)، بعد يومين من مشاركتها في الهجمات إلى جانب إسرائيل وقصفها منشآت نووية إيرانية. غير أن الأطراف لم يبرموا اتفاقاً رسمياً لوقف إطلاق النار. وأتى تصريح عارف غداة تأكيد يحيى رحيم صفوي، وهو مستشار عسكري للمرشد الإيراني علي خامنئي وقائد سابق للحرس الثوري، أن بلاده تعد خططاً "للسيناريو الأسوأ". وقال صفوي: "لسنا في حال وقف إطلاق نار الآن، نحن في مرحلة حرب، وقد تنهار في أي لحظة. ليس هناك بروتوكول ولا قواعد ولا اتفاق بيننا وبين الإسرائيليين، أو بيننا وبين الأميركيين". وأضاف أن "وقفاً لإطلاق النار يعني وقف الهجمات، وهذا قد يتغير في أي وقت". ومنذ وقف الحرب يؤكد القادة الإيرانيون أن بلادهم لا تسعى للقتال ولكنها مستعدة في حال تجدد الهجمات. وتتّهم دول غربية وإسرائيل طهران بالسعي للحصول على سلاح نووي، وهو ما تنفيه إيران منذ سنوات. وهددت الولايات المتحدة وإسرائيل بمعاودة الهجمات في حال استأنفت إيران تخصيب اليورانيوم المتوقف منذ الحرب. ويدور خلاف كبير بين الولايات المتحدة وإيران حول مسألة تخصيب اليورانيوم، ففي حين تصرّ طهران على أن من حقها التخصيب، تعتبر إدارة الرئيس الأميركي هذا الأمر "خطا أحمر". وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإيران هي الدولة الوحيدة غير النووية في العالم التي تخصّب اليورانيوم بنسبة 60 بالمئة. ويتخطى هذا المستوى السقف المحدّد بـ3.67 بالمئة في الاتفاق الدولي المبرم سنة 2015 مع القوى الكبرى والذي انسحبت منه الولايات المتحدة عام 2018. ويتطلّب الاستخدام العسكري لليورانيوم تخصيبه عند مستوى 90 في المئة. وتلوّح فرنسا وألمانيا وبريطانيا، وهي أطراف في اتفاق العام 2015، بإعادة فرض العقوبات الدولية على إيران. وهدد مسؤولون في طهران في المقابل بعواقب لذلك، ملمحين إلى إمكان الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي.