
بين الحرب والعوز، كيف تأثر اللاجئون في مصر بتخفيض المساعدات الأممية؟
BBC
اضطرت سعدية لترك منزلها، والانتقال مع أطفالها الأربعة للإقامة لدى أقاربها منذ ثلاثة أشهر، بعد أن عجزت عن دفع إيجار المنزل.
جاءت الأم المعيلة وأطفالها إلى مصر في مايو/أيار عام 2023 عقب اندلاع الحرب في السودان، ومنذ ذلك الحين اعتمدت في توفير سُبل معيشتها على عدد من المساعدات الأممية، وبيع العطور السودانية بين معارفها.
الآن بحزن وخوف دائم من المستقبل، تستقبل سعدية رسائل نصية من عدة جهات تخبرها واحدة تلو الأخرى بوقف الدعم الذي كانت تحصل عليه، حيث أعلنت العديد من المنظمات الأممية والدولية وقف أو تخفيض الدعم المقدم للاجئين في مصر، إثر نقص في التمويل الذي تحصل عليه هذه المنظمات، وتضاعف أعداد طالبي اللجوء في مصر خلال العامين الأخيرين.
توقف التعليم والعلاج
في منزل أقاربها بمنطقة فيصل الواقعة شرقي محافظة الجيزة والتي تؤوي الآلاف من السودانيين، تقول سعدية في حديثها مع بي بي سي إنها كانت تعتمد على هذه المساعدات في توفير إيجار المنزل، وعلاج واحد من أطفالها من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى المساهمة في تعليم بناتها الثلاثة، وكانت تعتمد على دخلها من بيع العطور السودانية في توفير الطعام وسُبل المعيشة اليومية.
وتقول سعدية "أصبحت غير قادرة على دفع الإيجار، كنت أحصل على مساعدات بقيمة 4250 جنيهاً (نحو 85 دولاراً)، أستخدمهم في دفع إيجار المنزل، بعد توقف هذا المبلغ عجزت عن دفع الإيجار، كيف أدبر هذا المبلغ وأنا امرأة وحيدة ومعيلة لأطفالي؟".
توقف المساعدات أثّر أيضاً على الدخل الذي كانت تحققه من بيع العطور، حيث تقول سعدية: "العام الماضي كنت أجني دخلاً يسترني، الآن الدخل تأثر، لأنه بسبب وقف المساعدات فقد السودانيون المقيمون هنا قدرتهم على شراء العطور والبخور، الوضع أصبح كارثياً بالنسبة لنا كلاجئين سودانيين في مصر".
بجانب سعدية كرسي متحرك لطفلها الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، نسمع صوته من الغرفة المجاورة تارة ضاحكاً وتارة صارخاً.
تقول إن حالته تدهورت بعد توقُّف جلسات علاجية كان يتلقاها بسبب توقف الدعم.
BBC
اضطرت سعدية لوقف جلسات علاجية لطفلها من ذوى الاحتياجات الخاصة
"كان يحصل على جلسات علاج طبيعي وتنمية مهارات وتخاطب، لأنه لا يمشي ولا يتكلم، مع الاستمرار في الجلسات تحسنت حالته، أصبح بمقدوره أن يقف دون مساعدة، لكن منذ 5 أشهر، أبلغتنا جمعية كاريتاس بتوقف هذه الجلسات لنقص التمويل، أصبح غير قادر على الوقوف مجددا".
وتضيف سعدية "تأثرت كثيراً بوقف جلسات علاجه، لكني غير قادرة على فعل أي شيء، الجلسات في المراكز الخاصة تبلغ 600 جنيه (نحو 12 دولاراً) للجلسة الواحدة، كيف لي أن أوفر هذا المبلغ؟".
كما اضطُرت سعدية لوقف تعليم اثنتين من بناتها "لديَّ ثلاث بنات في مراحل تعليمية مختلفة، وما أملكه من مال الآن لا يكفي لتعليمهن جميعاً، فركزت جهدي مع ابنتي الكبيرة ذات السبعة عشر عاماً، لتحصل على شهادة الثانوية السودانية، وهي الوحيدة التي أدت امتحانها، أما أختاها الاثنتان فلم تواصلا الدراسة".
"في أوقات، أشعر بنعمة أني أعيش الآن في أمان، بعيداً عن الحرب، وفي بعض الأوقات أشعر باليأس من توقف المساعدات وأضطر للعمل بسبب عدم قدرتي على توفير الطعام والشراب لأطفالي".
تقول سعدية، في حيرة واضحة: "بداخلي خوف دائم كيف سأتصرف إذا مرض أحد أولادي أو وقع لهم أي مكروه".
"طريق العودة مكلف"
نقص المساعدات دفع الكثير من اللاجئين للتفكير في العودة إلى السودان، لكن طريق العودة إما أن يكون على نفقة الشخص المسافر أو مجانياً عبر مبادرات للعودة الطوعية تصل قوائم انتظارها لشهور.
جاءت هاجر (اسم مستعار) إلى مصر بصحبة أبنائها الأربعة إلى مصر في أبريل/نيسان من عام 2024، وتقول في حديث مع بي بي سي إن إجراءات تسجيلها لدى المفوضية استغرقت نحو 9 أشهر.
تقول هاجر: "بسبب التأخر في إجراءات التسجيل لم يدخل أولادي المدرسة، كلما ذهبنا إلى منظمة لمساعدتنا، يقولون لنا إن المساعدات متوقفة، الآن، أنا أريد العودة إلى الخرطوم حتى مع استمرار الحرب، ليس لدي أي إمكانية للعيش هنا في مصر".
حاولت هاجر التسجيل في إحدى مبادرات العودة الطوعية إلى السودان، لكن وجدت اسمها على قائمة انتظار تمتد لنحو ستة أشهر على الأقل - "لم أدفع إيجار المنزل منذ عدة أشهر، صاحب المنزل بات يطالبني بإخلائه، والعودة على حسابي تكلفني نحو 4000 جنيه (نحو 80 دولاراً) للشخص الواحد، وعائلتي مكونة من 5 أشخاص، كيف يمكنني توفير هذا المبلغ؟".
"العودة إلى السودان تكلفني أموالاً لا أملكها، وإذا بقيت في مصر، سيترتّب عليَّ دفعُ الإيجار المتأخر، نحن كنا في انتظار هذه المساعدات"، تقول هاجر.
ومع استعادة الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم والعديد من المناطق المحيطة بالعاصمة في مارس/آذار الماضي، تزايدت أعداد السودانيين العائدين إلى بلادهم، إما عبر شركات النقل أو عبر مبادرات مجتمعية تساهم في إعادة الراغبين في العودة ولا يملكون الأموال الكافية.
من بين هذه المبادرات، مبادرة "راجعين لبلاد الطيبين"، ويقول مؤسسها محمد سليمان لبي بي سي إن "قوائم الانتظار للعودة إلى السودان في المبادرة تضم نحو ألف عائلة ينتظرون الدعم المادي لإعادتهم للسودان".
ويوضح سليمان أن "المبادرة تعتمد بشكل أساسي على مساهمات من الأفراد، لا توجد أي مؤسسات تدعمنا، وهذا الدعم غير مستقر، مقارنة بالحاجة الشديدة للكثير من العائلات للعودة إلى السودان".
وبحسب تصريحات للقنصل السوداني بمحافظات جنوب مصر السفير عبد القادر عبد الله، بلغ عدد السودانيين الذين عادوا من مصر عودة طواعيةً، نحو 224 ألف شخص، خلال عام 2024 وحتى يوم 10 مايو/أيار 2025.
لاجئون أكثر وتمويل أقل
BBC
تشتكى المنظمات الأممية من نقص حاد في التمويل في وقت تضاعف عدد اللاجئين
وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر عن تخفيض عدد اللاجئين الذين يحصلون على مساعدات نقدية بنحو 6 آلاف شخص، كما أوقفت التسجيل في برنامج المساعدات النقدية، إلى جانب وقف عدد من برامج دعم اللاجئين.
وتقول مسؤولة التواصل بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كريستين بشاي في حديث مع بي بي سي: "أطلقنا مناشدة تمويلية هذا العام للحصول على 137 مليونَ دولار، حتى الآن لم نتلقَّ سوى 28 في المئة من المبلغ، نحن في مشكلة كبيرة، في حين زاد عدد اللاجئين في مصر بنحو 3 أضعاف، قَلَّ تمويلنا إلى الربع".
وتوضح بشاي قائلة: "كانت هناك بالفعل قوائم انتظار للتسجيل في برنامج المساعدات النقدية، عدد اللاجئين المسجلين في هذا البرنامج كان يبلغ 81 ألفاً، وهو أقل من 10 في المئة من عدد المسجلين".
وارتفع عدد طالبي اللجوء المسجلين لدى المفوضية خلال العامين الماضيين إلى نحو مليون لاجئ، أغلبهم من السودانيين الذين فروا من بلادهم بسبب الحرب المشتعلة هناك منذ عام 2023 بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع.
وتوضّح بشاي تأثر العديد من برامج المفوضية بوقف التمويل، حيث أغلقت المفوضية أحد مكاتبها في القاهرة، وقلصت من عدد موظفيها لتقليل النفقات، مضيفةً "هذه الإجراءات اتُخذت حتى نقلل من تأثير نقص التمويل على الدعم الذي يحصل عليه اللاجئون، لكن نتيجة لذلك أصبحت قوائم الانتظار لتسجيل اللاجئين أطول، كما تأثّرت قدرتنا على التخطيط لأي برامج مستقبلية، لأننا لا نعرف حجم التمويل الذي قد نحصل عليه".
كما حذّرت بشاي من استمرار أزمة نقص التمويل "حين لا يجد الناس المساعدات التي يحتاجون لها في بلدان اللجوء، سيضطرون لاتخاذ قرارات صعبة قد تعرضهم للخطر، مثل الهجرة غير المنتظمة، ومن ثم، فنحن نناشد الحكومات والمجتمع الدولي بالتدخل قبل أن تتفاقم هذه المشكلة".

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الأيام
منذ 4 ساعات
- الأيام
بين الحرب والعوز، كيف تأثر اللاجئون في مصر بتخفيض المساعدات الأممية؟
BBC اضطرت سعدية لترك منزلها، والانتقال مع أطفالها الأربعة للإقامة لدى أقاربها منذ ثلاثة أشهر، بعد أن عجزت عن دفع إيجار المنزل. جاءت الأم المعيلة وأطفالها إلى مصر في مايو/أيار عام 2023 عقب اندلاع الحرب في السودان، ومنذ ذلك الحين اعتمدت في توفير سُبل معيشتها على عدد من المساعدات الأممية، وبيع العطور السودانية بين معارفها. الآن بحزن وخوف دائم من المستقبل، تستقبل سعدية رسائل نصية من عدة جهات تخبرها واحدة تلو الأخرى بوقف الدعم الذي كانت تحصل عليه، حيث أعلنت العديد من المنظمات الأممية والدولية وقف أو تخفيض الدعم المقدم للاجئين في مصر، إثر نقص في التمويل الذي تحصل عليه هذه المنظمات، وتضاعف أعداد طالبي اللجوء في مصر خلال العامين الأخيرين. توقف التعليم والعلاج في منزل أقاربها بمنطقة فيصل الواقعة شرقي محافظة الجيزة والتي تؤوي الآلاف من السودانيين، تقول سعدية في حديثها مع بي بي سي إنها كانت تعتمد على هذه المساعدات في توفير إيجار المنزل، وعلاج واحد من أطفالها من ذوي الاحتياجات الخاصة، بالإضافة إلى المساهمة في تعليم بناتها الثلاثة، وكانت تعتمد على دخلها من بيع العطور السودانية في توفير الطعام وسُبل المعيشة اليومية. وتقول سعدية "أصبحت غير قادرة على دفع الإيجار، كنت أحصل على مساعدات بقيمة 4250 جنيهاً (نحو 85 دولاراً)، أستخدمهم في دفع إيجار المنزل، بعد توقف هذا المبلغ عجزت عن دفع الإيجار، كيف أدبر هذا المبلغ وأنا امرأة وحيدة ومعيلة لأطفالي؟". توقف المساعدات أثّر أيضاً على الدخل الذي كانت تحققه من بيع العطور، حيث تقول سعدية: "العام الماضي كنت أجني دخلاً يسترني، الآن الدخل تأثر، لأنه بسبب وقف المساعدات فقد السودانيون المقيمون هنا قدرتهم على شراء العطور والبخور، الوضع أصبح كارثياً بالنسبة لنا كلاجئين سودانيين في مصر". بجانب سعدية كرسي متحرك لطفلها الذي يبلغ من العمر 12 عاماً، نسمع صوته من الغرفة المجاورة تارة ضاحكاً وتارة صارخاً. تقول إن حالته تدهورت بعد توقُّف جلسات علاجية كان يتلقاها بسبب توقف الدعم. BBC اضطرت سعدية لوقف جلسات علاجية لطفلها من ذوى الاحتياجات الخاصة "كان يحصل على جلسات علاج طبيعي وتنمية مهارات وتخاطب، لأنه لا يمشي ولا يتكلم، مع الاستمرار في الجلسات تحسنت حالته، أصبح بمقدوره أن يقف دون مساعدة، لكن منذ 5 أشهر، أبلغتنا جمعية كاريتاس بتوقف هذه الجلسات لنقص التمويل، أصبح غير قادر على الوقوف مجددا". وتضيف سعدية "تأثرت كثيراً بوقف جلسات علاجه، لكني غير قادرة على فعل أي شيء، الجلسات في المراكز الخاصة تبلغ 600 جنيه (نحو 12 دولاراً) للجلسة الواحدة، كيف لي أن أوفر هذا المبلغ؟". كما اضطُرت سعدية لوقف تعليم اثنتين من بناتها "لديَّ ثلاث بنات في مراحل تعليمية مختلفة، وما أملكه من مال الآن لا يكفي لتعليمهن جميعاً، فركزت جهدي مع ابنتي الكبيرة ذات السبعة عشر عاماً، لتحصل على شهادة الثانوية السودانية، وهي الوحيدة التي أدت امتحانها، أما أختاها الاثنتان فلم تواصلا الدراسة". "في أوقات، أشعر بنعمة أني أعيش الآن في أمان، بعيداً عن الحرب، وفي بعض الأوقات أشعر باليأس من توقف المساعدات وأضطر للعمل بسبب عدم قدرتي على توفير الطعام والشراب لأطفالي". تقول سعدية، في حيرة واضحة: "بداخلي خوف دائم كيف سأتصرف إذا مرض أحد أولادي أو وقع لهم أي مكروه". "طريق العودة مكلف" نقص المساعدات دفع الكثير من اللاجئين للتفكير في العودة إلى السودان، لكن طريق العودة إما أن يكون على نفقة الشخص المسافر أو مجانياً عبر مبادرات للعودة الطوعية تصل قوائم انتظارها لشهور. جاءت هاجر (اسم مستعار) إلى مصر بصحبة أبنائها الأربعة إلى مصر في أبريل/نيسان من عام 2024، وتقول في حديث مع بي بي سي إن إجراءات تسجيلها لدى المفوضية استغرقت نحو 9 أشهر. تقول هاجر: "بسبب التأخر في إجراءات التسجيل لم يدخل أولادي المدرسة، كلما ذهبنا إلى منظمة لمساعدتنا، يقولون لنا إن المساعدات متوقفة، الآن، أنا أريد العودة إلى الخرطوم حتى مع استمرار الحرب، ليس لدي أي إمكانية للعيش هنا في مصر". حاولت هاجر التسجيل في إحدى مبادرات العودة الطوعية إلى السودان، لكن وجدت اسمها على قائمة انتظار تمتد لنحو ستة أشهر على الأقل - "لم أدفع إيجار المنزل منذ عدة أشهر، صاحب المنزل بات يطالبني بإخلائه، والعودة على حسابي تكلفني نحو 4000 جنيه (نحو 80 دولاراً) للشخص الواحد، وعائلتي مكونة من 5 أشخاص، كيف يمكنني توفير هذا المبلغ؟". "العودة إلى السودان تكلفني أموالاً لا أملكها، وإذا بقيت في مصر، سيترتّب عليَّ دفعُ الإيجار المتأخر، نحن كنا في انتظار هذه المساعدات"، تقول هاجر. ومع استعادة الجيش السوداني السيطرة على الخرطوم والعديد من المناطق المحيطة بالعاصمة في مارس/آذار الماضي، تزايدت أعداد السودانيين العائدين إلى بلادهم، إما عبر شركات النقل أو عبر مبادرات مجتمعية تساهم في إعادة الراغبين في العودة ولا يملكون الأموال الكافية. من بين هذه المبادرات، مبادرة "راجعين لبلاد الطيبين"، ويقول مؤسسها محمد سليمان لبي بي سي إن "قوائم الانتظار للعودة إلى السودان في المبادرة تضم نحو ألف عائلة ينتظرون الدعم المادي لإعادتهم للسودان". ويوضح سليمان أن "المبادرة تعتمد بشكل أساسي على مساهمات من الأفراد، لا توجد أي مؤسسات تدعمنا، وهذا الدعم غير مستقر، مقارنة بالحاجة الشديدة للكثير من العائلات للعودة إلى السودان". وبحسب تصريحات للقنصل السوداني بمحافظات جنوب مصر السفير عبد القادر عبد الله، بلغ عدد السودانيين الذين عادوا من مصر عودة طواعيةً، نحو 224 ألف شخص، خلال عام 2024 وحتى يوم 10 مايو/أيار 2025. لاجئون أكثر وتمويل أقل BBC تشتكى المنظمات الأممية من نقص حاد في التمويل في وقت تضاعف عدد اللاجئين وفي مايو/أيار الماضي، أعلنت مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر عن تخفيض عدد اللاجئين الذين يحصلون على مساعدات نقدية بنحو 6 آلاف شخص، كما أوقفت التسجيل في برنامج المساعدات النقدية، إلى جانب وقف عدد من برامج دعم اللاجئين. وتقول مسؤولة التواصل بمفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين كريستين بشاي في حديث مع بي بي سي: "أطلقنا مناشدة تمويلية هذا العام للحصول على 137 مليونَ دولار، حتى الآن لم نتلقَّ سوى 28 في المئة من المبلغ، نحن في مشكلة كبيرة، في حين زاد عدد اللاجئين في مصر بنحو 3 أضعاف، قَلَّ تمويلنا إلى الربع". وتوضح بشاي قائلة: "كانت هناك بالفعل قوائم انتظار للتسجيل في برنامج المساعدات النقدية، عدد اللاجئين المسجلين في هذا البرنامج كان يبلغ 81 ألفاً، وهو أقل من 10 في المئة من عدد المسجلين". وارتفع عدد طالبي اللجوء المسجلين لدى المفوضية خلال العامين الماضيين إلى نحو مليون لاجئ، أغلبهم من السودانيين الذين فروا من بلادهم بسبب الحرب المشتعلة هناك منذ عام 2023 بين قوات الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وتوضّح بشاي تأثر العديد من برامج المفوضية بوقف التمويل، حيث أغلقت المفوضية أحد مكاتبها في القاهرة، وقلصت من عدد موظفيها لتقليل النفقات، مضيفةً "هذه الإجراءات اتُخذت حتى نقلل من تأثير نقص التمويل على الدعم الذي يحصل عليه اللاجئون، لكن نتيجة لذلك أصبحت قوائم الانتظار لتسجيل اللاجئين أطول، كما تأثّرت قدرتنا على التخطيط لأي برامج مستقبلية، لأننا لا نعرف حجم التمويل الذي قد نحصل عليه". كما حذّرت بشاي من استمرار أزمة نقص التمويل "حين لا يجد الناس المساعدات التي يحتاجون لها في بلدان اللجوء، سيضطرون لاتخاذ قرارات صعبة قد تعرضهم للخطر، مثل الهجرة غير المنتظمة، ومن ثم، فنحن نناشد الحكومات والمجتمع الدولي بالتدخل قبل أن تتفاقم هذه المشكلة".


الأيام
منذ 10 ساعات
- الأيام
جولة جديدة من المحادثات في لندن لإنهاء 'الحرب التجارية' بين الولايات المتحدة والصين
Getty Images تنطلق اليوم الاثنين في لندن جولة جديدة من المحادثات بين الولايات المتحدة والصين، تهدف إلى تسوية النزاع التجاري المستمر بين البلدين. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الجمعة أن وفداً أمريكياً رفيع المستوى سيلتقي بممثلين صينيين. وخلال عطلة نهاية الأسبوع، أكدت بكين حضور نائب رئيس الوزراء، هي ليفينغ، المحادثات. يأتي هذا عقب مكالمة هاتفية بين ترامب والرئيس الصيني، شي جين بينغ، الأسبوع الماضي، والتي وصفها الرئيس الأمريكي بأنها "محادثة إيجابية للغاية". وخلال الشهر الماضي، اتفقت الولايات المتحدة والصين، وهما أكبر اقتصادين في العالم، على هدنة مؤقتة لتقليل الرسوم الجمركية على السلع المتداولة بينهما، لكن منذ ذلك الحين وجه كل طرف اتهامات للطرف الآخر بانتهاك الاتفاق. وقال ترامب إن وزير الخزانة الأمريكي، سكوت بيسنت، ووزير التجارة هوارد لوتنيك، والممثل التجاري جيميسون جرير سيلتقون بمسؤولين صينيين في لندن يوم الاثنين. وأعلنت وزارة الخارجية الصينية يوم السبت أن نائب رئيس مجلس الدولة الصيني شي جين بينغ سيزور المملكة المتحدة في الفترة من 8 إلى 13 يونيو/حزيران، وسيُعقد خلالها اجتماع لآلية الاقتصاد والتجارة بين الصين والولايات المتحدة. وانطلقت الجولة الجديدة من المفاوضات عقب تصريح ترامب بأن مكالمته الهاتفية مع شي يوم الخميس ركزت بشكل أساسي على التجارة و"أسفرت عن نتيجة إيجابية للغاية لكلا البلدين". وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن شي أبلغ ترامب بضرورة أن "تتراجع الولايات المتحدة عن الإجراءات السلبية التي اتخذتها تجاه الصين". وكانت هذه المكالمة هي الأولى التي يجريها الزعيمان منذ بداية الحرب التجارية في فبراير/شباط. وعندما أعلن ترامب في وقت سابق من هذا العام فرض رسوم جمركية شاملة على واردات عدة دول، كانت الصين الأكثر تضرراً، وردت بكين بزيادة الرسوم الجمركية على الواردات الأمريكية، مما أدى إلى فرض زيادات مماثلة بلغت ذروتها 145 في المئة. وأسفرت المحادثات التي جرت في سويسرا، في مايو/أيار الماضي، عن هدنة مؤقتة وصفها ترامب بأنها "إعادة ضبط شاملة". وخفضت الولايات المتحدة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية إلى 30 في المئة، بينما قللت الصين الرسوم على الواردات الأمريكية إلى 10 في المئة، وتعهدت برفع الحواجز أمام صادرات المعادن الحيوية. وكانت الولايات المتحدة قد أوقفت مبيعات بعض التقنيات إلى الصين، بما في ذلك أشباه الموصلات، في حين فرضت بكين قيوداً على صادرات المعادن الأرضية النادرة والمغناطيس. وقالت سويثا راماشاندران، مديرة استراتيجية العلامات التجارية الاستهلاكية الرائدة (أرتميس)، لبرنامج "توداي" على بي بي سي إن مشاركة لوتنيك في المحادثات كانت "إضافة مرحب بها". وأضافت: "يبدو أن هناك تركيزاً واضحاً على المعادن النادرة، حيث تهيمن الصين بطبيعة الحال على الإنتاج في هذا المجال". وتابعت: "تستخرج الصين 69 في المئة من المعادن الأرضية النادرة على مستوى العالم، والتي تُعتبر ضرورية جداً لتطوير التكنولوجيا في الولايات المتحدة، لذا أعتقد أن هناك ما يكفي من الأوراق المطروحة على الطاولة لجعل الأمر مقبولاً لكلا الجانبين لتحقيق النتائج المرجوة". الاتفاق الذي تم التوصل إليه في مايو/أيار الماضي منح الطرفين مهلة 90 يوماً لمحاولة إبرام اتفاق تجاري. وأظهرت البيانات الأخيرة التي نشرتها بكين يوم الاثنين أن صادرات الصين في مايو/أيار كانت أقل من توقعات المحللين، رغم الهدنة المعلنة. وشهدت صادرات الصين بالدولار ارتفاعاً بنسبة 4.8 في المئة مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي. وفي الوقت نفسه، انخفضت الواردات بنسبة 3.4 في المئة، وهو ما كان أسوأ بكثير من الانخفاض المتوقع بنسبة 0.9 في المئة. منذ ذلك الحين، شهدت العلاقات بين الولايات المتحدة والصين تدهوراً ملحوظاً. ففي الشهر الماضي، اتهم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بكين بـ "الانتهاك الكامل" للاتفاق المبرم بين البلدين، فيما ردت الصين بعد أيام قليلة باتهام واشنطن بـ "الانتهاك الجسيم" لنفس الاتفاق. كما اتهمت الولايات المتحدة الصين بعدم استئناف شحنات المعادن الحيوية ومغناطيسات العناصر الأرضية النادرة، التي تُعد ضرورية لصناعات السيارات والحواسيب. وفي تطور لاحق، أعلنت وزارة التجارة الصينية يوم السبت موافقتها على عدد من طلبات تصدير المعادن الأرضية النادرة، دون أن توضح الدول التي ستصدر إليها. يأتي هذا الإعلان بعدما قال ترامب يوم الجمعة إن شي وافق على استئناف التجارة في العناصر الأرضية النادرة. وقال مدير المجلس الاقتصادي الوطني في البيت الأبيض، كيفن هاسيت، لشبكة "سي بي إس نيوز" يوم الأحد إن "صادرات المعادن الأساسية بدأت تتدفق بمعدل أعلى من السابق، لكنها لا تزال دون المستوى الذي نعتقد أننا اتفقنا عليه في جنيف".


الأيام
منذ 3 أيام
- الأيام
ما الذي يربط ترامب وماسك رغم الخلاف؟
BBC تطورت علاقة ترامب وماسك في السابق، إلا أنها ساءت مؤخراً بشكل كبير لا يبدو أن الخلاف بين اثنين من أقوى مليارديرات العالم سينتهي قريباً، خصوصاً بعد أن زعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، أن إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، "فقد عقله". وعلى الرغم من أن المراقبين توقعوا منذ فترة طويلة أن ترامب وماسك سيختلفان في نهاية المطاف، إلا أن قلة توقعوا سرعة وضراوة الخلاف بينهما على وسائل التواصل الاجتماعي. يشار إلى أن المكالمة الهاتفية التي كان من المقرر إجراؤها بينهما الجمعة لم تتم، ويقال إن ترامب يفكر في بيع سيارة تسلا الحمراء التي اشتراها من شركة ماسك في مارس/ آذار. وقد يكون لخلافهما بشأن الإنفاق الحكومي الأمريكي آثار بعيدة المدى على الصناعة الأمريكية. ومنذ أن أعلن ماسك دعمه الكامل للرئيس ترامب عقب محاولة اغتياله في بنسلفانيا قبل أقل من عام، ازداد تشابك المصالح السياسية والتجارية بين الرجلين. وأصبح الرجلان يعتمدان على بعضهما البعض، في عدة مجالات رئيسية - بما في ذلك التمويل السياسي، والعقود الحكومية، وعلاقاتهما الشخصية - ما يعني أن إنهاء التحالف بينهما من المرجح أن يكون فوضوياً. وهذا يُعقّد تداعيات خلافهما، ويضمن أنه أينما اتجه الخلاف، سيظلان مرتبطين - ولديهما القدرة على الإضرار ببعضهما البعض بطرق متعددة. تمويل الحملات الانتخابية على مدار العام الماضي، كانت تبرعات ماسك لترامب والجمهوريين الآخرين هائلة - إذ بلغ مجموع التبرعات 290 مليون دولار وفقاً لموقع (أوبن سيكريتس) لتتبع تمويل الحملات الانتخابية. وزعم ماسك، الخميس، أن الرئيس فاز في الانتخابات بفضله، واشتكى من "نكران الجميل". وهناك مثال مضاد واضح. ففي وقت سابق من هذا العام، أنفق ماسك 20 مليون دولار في سباق قضائي رئيسي في ولاية ويسكونسن، ومع ذلك، خسر مرشحه الجمهوري المختار بفارق 10 نقاط مئوية في ولاية فاز بها ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي. ومع ذلك، تُعدّ تبرعات ماسك مبلغاً ضخماً من المال سيُفوّت على الجمهوريين في سعيهم للحفاظ على تفوقهم في الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2026. وربما كانت هذه مشكلة يواجهوها على أي حال. إذ أن ماسك كان قد صرّح في وقت سابق بأنه سيُساهم "بشكل أقل بكثير" في الحملات الانتخابية في المستقبل. ولكن هل يُمكن أن يدفع خلاف ماسك مع البيت الأبيض ليس فقط إلى الانسحاب، بل إلى إنفاق أمواله لدعم معارضة ترامب؟ وألمح [ماسك] بذلك، يوم الخميس عندما نشر استطلاع رأي على منصة إكس X، عبر التساؤل "هل حان الوقت لإنشاء حزب سياسي جديد في أمريكا يُمثّل فعلياً نسبة 80 في المئة من الطبقة المتوسطة؟" العقود الحكومية والتحقيقات BBC كيف تحول ترامب من مالك لسيارة تسلا إلى ناقد لها ثم إلى راغب في بيعها؟ دخلت شركات ماسك، بما في ذلك سبيس إكس وشركتها الفرعية ستارلينك وتسلا، معاملاتٍ تجاريةً ضخمةً مع الحكومة الأمريكية. وحصلت شركة سبيس إكس وحدها على عقودٍ حكومية أمريكية بقيمة 20.9 مليار دولار منذ عام 2008، وفقاً لتحليل أجرته بي بي سي لتقصي الحقائق. وأدرك ترامب أن هذا الأمر يمنحه نفوذاً على أغنى رجل في العالم. ونشر على موقع "تروث سوشيال" التابع لترامب، يوم الخميس "أسهل طريقة لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات الدولارات، هي إنهاء الدعم الحكومي وعقود إيلون ماسك. ولطالما فوجئت بأن بايدن لم يفعل ذلك!" في المقابل، هدد ماسك بالرد بإيقاف تشغيل مركبة سبيس إكس دراغون، التي تنقل رواد الفضاء والإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية. لكنه تراجع لاحقاً عن هذا التهديد. عملياً، يُعد إلغاء العقود الحكومية أو الانسحاب منها عملية قانونية معقدة وطويلة، ومن المرجح أن تواصل الحكومة الأمريكية، في الوقت الحالي وفي المستقبل، التعامل التجاري مع شركات ماسك بشكل كبير. إذ لا يمكن لأي شركة أخرى غير سبيس إكس تصنيع صواريخ دراغون وفالكون 9، والتزمت ناسا بعدد من رحلات محطة الفضاء والقمر باستخدام مركبات سبيس إكس. وعلى الرغم من هذه الشراكات التجارية، يواجه ماسك وشركاته أيضاً تحقيقات من عدد من الوكالات الحكومية - أكثر من 30 وكالة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في فبراير/ شباط - وقضايا تنظيمية مثل الموافقة على سيارات الأجرة ذاتية القيادة التي اقترحتها تسلا. شخصيات داخل الحكومة ووادي السيليكون عندما كُلّف ماسك بإنشاء إدارة كفاءة الحكومة لخفض التكاليف (دوج) Doge، كأحد محركات التغيير الرئيسية التي وضعها ترامب داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية، مُنح صلاحيات واسعة لاختيار موظفيه. ووفقاً لقوائم مسربة لموظفي إدارة كفاءة الحكومة، عمل العديد منهم سابقاً في شركات ماسك. وعلى الرغم من مغادرة ماسك (دوج) قبل أسبوع، لا يزال العديد من الموظفين في وظائفهم الحكومية. كما يرتبط بعض موظفي (دوج) بعلاقات وثيقة مع معسكر ترامب. فقد كانت كاتي ميلر - التي عملت في إدارة ترامب الأولى ومتزوجة من نائب رئيس موظفي البيت الأبيض الحالي ستيفن ميلر - المتحدثة باسم إدارة كفاءة الحكومة. ومع ذلك، أفادت شبكة سي إن إن CNN أن السيدة ميلر تركت الحكومة أيضاً الأسبوع الماضي، وتعمل الآن بدوام كامل مع ماسك. وهناك آخرون في إدارة ترامب قد تُختبر ولاءاتهم بسبب هذا الخلاف. كديفيد ساكس، الذي عيّنه ترامب مستشاره الأول في مجال الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، المُقرّب من ماسك، والذي عمل معه قبل عقود في شركة باي بال. وفي شركة إكس (تويتر سابقا)، كان العديد من المديرين التنفيذيين في وادي السيليكون، إلى جانب مؤثري عالم ماغا، يختارون أحد الجانبين، ويُحللون الرسائل المتبادلة بين الرئيس وأغنى رجل في العالم. كما أجرت شركة يوغوف لاستطلاعات الرأي استطلاعاً سريعاً يوم الخميس، سألت فيه المشاركين "ستصطفون إلى جانب من؟". وأشارت النتائج إلى أن 70 في المئة من الجمهوريين المشاركين في الاستطلاع اختاروا ترامب، مُقارنةً بأقل من واحد من كل عشرة اختار ماسك.