
ما الذي يربط ترامب وماسك رغم الخلاف؟
BBC
تطورت علاقة ترامب وماسك في السابق، إلا أنها ساءت مؤخراً بشكل كبير
لا يبدو أن الخلاف بين اثنين من أقوى مليارديرات العالم سينتهي قريباً، خصوصاً بعد أن زعم الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، الجمعة، أن إيلون ماسك، أغنى رجل في العالم، "فقد عقله".
وعلى الرغم من أن المراقبين توقعوا منذ فترة طويلة أن ترامب وماسك سيختلفان في نهاية المطاف، إلا أن قلة توقعوا سرعة وضراوة الخلاف بينهما على وسائل التواصل الاجتماعي.
يشار إلى أن المكالمة الهاتفية التي كان من المقرر إجراؤها بينهما الجمعة لم تتم، ويقال إن ترامب يفكر في بيع سيارة تسلا الحمراء التي اشتراها من شركة ماسك في مارس/ آذار. وقد يكون لخلافهما بشأن الإنفاق الحكومي الأمريكي آثار بعيدة المدى على الصناعة الأمريكية.
ومنذ أن أعلن ماسك دعمه الكامل للرئيس ترامب عقب محاولة اغتياله في بنسلفانيا قبل أقل من عام، ازداد تشابك المصالح السياسية والتجارية بين الرجلين.
وأصبح الرجلان يعتمدان على بعضهما البعض، في عدة مجالات رئيسية - بما في ذلك التمويل السياسي، والعقود الحكومية، وعلاقاتهما الشخصية - ما يعني أن إنهاء التحالف بينهما من المرجح أن يكون فوضوياً. وهذا يُعقّد تداعيات خلافهما، ويضمن أنه أينما اتجه الخلاف، سيظلان مرتبطين - ولديهما القدرة على الإضرار ببعضهما البعض بطرق متعددة.
تمويل الحملات الانتخابية
على مدار العام الماضي، كانت تبرعات ماسك لترامب والجمهوريين الآخرين هائلة - إذ بلغ مجموع التبرعات 290 مليون دولار وفقاً لموقع (أوبن سيكريتس) لتتبع تمويل الحملات الانتخابية.
وزعم ماسك، الخميس، أن الرئيس فاز في الانتخابات بفضله، واشتكى من "نكران الجميل".
وهناك مثال مضاد واضح. ففي وقت سابق من هذا العام، أنفق ماسك 20 مليون دولار في سباق قضائي رئيسي في ولاية ويسكونسن، ومع ذلك، خسر مرشحه الجمهوري المختار بفارق 10 نقاط مئوية في ولاية فاز بها ترامب في نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي.
ومع ذلك، تُعدّ تبرعات ماسك مبلغاً ضخماً من المال سيُفوّت على الجمهوريين في سعيهم للحفاظ على تفوقهم في الكونغرس في انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر/ تشرين الثاني 2026. وربما كانت هذه مشكلة يواجهوها على أي حال. إذ أن ماسك كان قد صرّح في وقت سابق بأنه سيُساهم "بشكل أقل بكثير" في الحملات الانتخابية في المستقبل.
ولكن هل يُمكن أن يدفع خلاف ماسك مع البيت الأبيض ليس فقط إلى الانسحاب، بل إلى إنفاق أمواله لدعم معارضة ترامب؟
وألمح [ماسك] بذلك، يوم الخميس عندما نشر استطلاع رأي على منصة إكس X، عبر التساؤل "هل حان الوقت لإنشاء حزب سياسي جديد في أمريكا يُمثّل فعلياً نسبة 80 في المئة من الطبقة المتوسطة؟"
العقود الحكومية والتحقيقات
BBC
كيف تحول ترامب من مالك لسيارة تسلا إلى ناقد لها ثم إلى راغب في بيعها؟
دخلت شركات ماسك، بما في ذلك سبيس إكس وشركتها الفرعية ستارلينك وتسلا، معاملاتٍ تجاريةً ضخمةً مع الحكومة الأمريكية.
وحصلت شركة سبيس إكس وحدها على عقودٍ حكومية أمريكية بقيمة 20.9 مليار دولار منذ عام 2008، وفقاً لتحليل أجرته بي بي سي لتقصي الحقائق.
وأدرك ترامب أن هذا الأمر يمنحه نفوذاً على أغنى رجل في العالم.
ونشر على موقع "تروث سوشيال" التابع لترامب، يوم الخميس "أسهل طريقة لتوفير المال في ميزانيتنا، مليارات الدولارات، هي إنهاء الدعم الحكومي وعقود إيلون ماسك. ولطالما فوجئت بأن بايدن لم يفعل ذلك!"
في المقابل، هدد ماسك بالرد بإيقاف تشغيل مركبة سبيس إكس دراغون، التي تنقل رواد الفضاء والإمدادات إلى محطة الفضاء الدولية. لكنه تراجع لاحقاً عن هذا التهديد.
عملياً، يُعد إلغاء العقود الحكومية أو الانسحاب منها عملية قانونية معقدة وطويلة، ومن المرجح أن تواصل الحكومة الأمريكية، في الوقت الحالي وفي المستقبل، التعامل التجاري مع شركات ماسك بشكل كبير. إذ لا يمكن لأي شركة أخرى غير سبيس إكس تصنيع صواريخ دراغون وفالكون 9، والتزمت ناسا بعدد من رحلات محطة الفضاء والقمر باستخدام مركبات سبيس إكس.
وعلى الرغم من هذه الشراكات التجارية، يواجه ماسك وشركاته أيضاً تحقيقات من عدد من الوكالات الحكومية - أكثر من 30 وكالة، وفقاً لتقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز في فبراير/ شباط - وقضايا تنظيمية مثل الموافقة على سيارات الأجرة ذاتية القيادة التي اقترحتها تسلا.
شخصيات داخل الحكومة ووادي السيليكون
عندما كُلّف ماسك بإنشاء إدارة كفاءة الحكومة لخفض التكاليف (دوج) Doge، كأحد محركات التغيير الرئيسية التي وضعها ترامب داخل الحكومة الفيدرالية الأمريكية، مُنح صلاحيات واسعة لاختيار موظفيه.
ووفقاً لقوائم مسربة لموظفي إدارة كفاءة الحكومة، عمل العديد منهم سابقاً في شركات ماسك. وعلى الرغم من مغادرة ماسك (دوج) قبل أسبوع، لا يزال العديد من الموظفين في وظائفهم الحكومية.
كما يرتبط بعض موظفي (دوج) بعلاقات وثيقة مع معسكر ترامب. فقد كانت كاتي ميلر - التي عملت في إدارة ترامب الأولى ومتزوجة من نائب رئيس موظفي البيت الأبيض الحالي ستيفن ميلر - المتحدثة باسم إدارة كفاءة الحكومة.
ومع ذلك، أفادت شبكة سي إن إن CNN أن السيدة ميلر تركت الحكومة أيضاً الأسبوع الماضي، وتعمل الآن بدوام كامل مع ماسك.
وهناك آخرون في إدارة ترامب قد تُختبر ولاءاتهم بسبب هذا الخلاف. كديفيد ساكس، الذي عيّنه ترامب مستشاره الأول في مجال الذكاء الاصطناعي والعملات المشفرة، المُقرّب من ماسك، والذي عمل معه قبل عقود في شركة باي بال.
وفي شركة إكس (تويتر سابقا)، كان العديد من المديرين التنفيذيين في وادي السيليكون، إلى جانب مؤثري عالم ماغا، يختارون أحد الجانبين، ويُحللون الرسائل المتبادلة بين الرئيس وأغنى رجل في العالم.
كما أجرت شركة يوغوف لاستطلاعات الرأي استطلاعاً سريعاً يوم الخميس، سألت فيه المشاركين "ستصطفون إلى جانب من؟". وأشارت النتائج إلى أن 70 في المئة من الجمهوريين المشاركين في الاستطلاع اختاروا ترامب، مُقارنةً بأقل من واحد من كل عشرة اختار ماسك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


لكم
منذ 28 دقائق
- لكم
بلغت عائداته 5 ملايين دولار في 3 أشهر.. صادرات المغرب من التوت الأزرق إلى أمريكا تقفز إلى 525 طنا
بلغ حجم واردات التوت الأزرق المغربي إلى السوق الأمريكية خلال الفترة الممتدة من شهر يناير إلى شهر مارس من الموسم 2024/2025 رقما قياسيا قدره 525 طنا، بقيمة مالية تقترب من 5 ملايين دولار أمريكي. وتشير البيانات الصادرة عن مكتب الإحصاء الأمريكي، إلى أن هذا الحجم يفوق إجمالي الصادرات المغربية نحو السوق الأمريكية خلال المواسم الأربعة السابقة مجتمعة. وأفاد موقع 'إيست فروت' المتخصص في شؤون الزراعة والتجارة الدولية، أن من أبرز سمات الموسم الحالي لبداية صادرات التوت الأزرق من المغرب إلى الولايات المتحدة، الانطلاقة المبكرة التي بدأت في يناير 2025، وهو ما يمثل تغيرا في نمط التوريد المعتاد، حيث كان شهر مارس يشكل عادة بداية دخول الفاكهة المغربية إلى السوق الأمريكية. وقد سجل الجزء الأكبر من الصادرات في مارس، بحسب ما أورده 'إيست فروت'، الذي أشار أيضا إلى أن الاستهلاك الأمريكي للتوت الأزرق يعرف منحى تصاعديا، رغم تقلبات كميات الاستيراد من موسم لآخر، وهو ما يعكس اهتمام المستهلك الأمريكي بالغذاء الصحي، إلى جانب الطابع العملي للتوت الأزرق كخيار مناسب للوجبات الخفيفة والحلويات والاستخدامات المطبخية المتعددة. ويستغل المغرب هذه التوجهات الاستهلاكية الإيجابية من خلال تصدير التوت الأزرق في فترة يبدأ فيها تراجع الإمدادات من أمريكا الجنوبية، ما يمنح المنتوج المغربي ميزة تنافسية على مستوى التوقيت. وفي سنة 2024، زاد المغرب من المساحات المزروعة بالتوت الأزرق بحوالي 1500 هكتار، مما سيمكن من تعزيز الصادرات مستقبلا. وتجدر الإشارة إلى أن دولة بيرو تعد المورد الرئيسي للتوت الأزرق إلى الولايات المتحدة، كما تسجل السوق الأمريكية كميات هامة من نفس المنتوج من كل من المكسيك وتشيلي وكندا. وفي الموسم 2024/2025، تميز المغرب بكونه الدولة الوحيدة غير الأمريكية (شمالا وجنوبا) الحاضرة في سوق التوت الأزرق بالولايات المتحدة. وبالرغم من أن الكميات التي يصدرها المغرب إلى أمريكا تبقى محدودة مقارنة بالصادرات القادمة من الدول الكبرى، إلا أن البيانات توضح أن سعر التوت المغربي يفوق نظيره من بيرو والمكسيك بمعدل دولارين للكيلوغرام، ويتجاوز سعر التوت التشيلي بثلاثة دولارات. وقد عرف قطاع إنتاج وتصدير التوت الأزرق في المغرب تطورا سريعا، حيث انطلق الإنتاج التجاري الواسع النطاق سنة 2004، ليصل المغرب في عام 2022 إلى المرتبة الرابعة عالميا من حيث الصادرات، متجاوزا بذلك حتى الولايات المتحدة، البلد الذي شهد تدجين هذه الفاكهة لأول مرة. وبحسب نفس المصدر، فإن المغرب تمكن في نهاية عام 2024 من دخول قائمة الثلاثة الأوائل عالميا في تصدير التوت الأزرق، خلف كل من بيرو وتشيلي.


أريفينو.نت
منذ 3 ساعات
- أريفينو.نت
ساحر مغربي يغزو الامارات ب9 ملايير دولار؟
أريفينو.نت/خاص يستعد نجم التداول المغربي العالمي، حمزة لمسوكر، لتوسيع إمبراطوريته المالية عبر نقل جزء من نشاط صندوق التحوط الذي يديره، 'أريني'، إلى العاصمة الإماراتية أبوظبي، في خطوة استراتيجية تهدف للاستفادة من البيئة الاستثمارية الجذابة هناك. إمبراطورية بـ 9 مليارات دولار.. صندوق 'أريني' المغربي يحط الرحال في أبوظبي! يدير صندوق 'أريني'، الذي يحمل اسم فصيلة من الببغاوات يربيها لمسوكر، أصولاً تقارب قيمتها 9 مليارات دولار، ويعتمد على استراتيجيات تداول معقدة ترتكز على الديون عالية المخاطر ومقايضات التخلف عن السداد. ومن المقرر أن تفتتح الشركة مكتبها الجديد في أبوظبي بحلول سبتمبر 2025، ليكون تحت إدارة جيسون أبرغيل، رئيس قسم التداول في الصندوق. وتأتي هذه الخطوة ضمن موجة هجرة كبار مديري صناديق التحوط العالمية نحو الإمارات، بفضل بيئتها المعفاة من الضرائب وبنيتها التحتية المالية المتطورة. إقرأ ايضاً من هو حمزة لمسوكر؟.. قصة صعود شاب مغربي إلى قمة 'وول ستريت'! وُلد حمزة لمسوكر في المغرب عام 1991، وبرز كأحد ألمع نجوم التداول في بنك 'كريدي سويس' العالمي. فبعد تخرجه من مدرسة 'البوليتكنيك' المرموقة في فرنسا عام 2015، صعد بسرعة الصاروخ ليتولى بعد أربع سنوات فقط منصب رئيس تداول الائتمان عالي العائد لأوروبا في البنك. وفي عام 2020 وحده، حقق المكتب الذي كان يديره أرباحاً للبنك قُدرت بحوالي 220 مليون دولار. الرهان على الديون المتعثرة.. سر النجاح الباهر! يرجع المحللون الماليون النجاح الأسطوري للمسوكر إلى استراتيجيته القائمة على رهانات محفوفة بالمخاطر، حيث توقع مبكراً أن الشركات التي جمعت أموالاً ضخمة في عصر الفائدة المنخفضة ستواجه صعوبة في إعادة تمويل ديونها بعد رفع أسعار الفائدة عالمياً لكبح التضخم. ويُشاد بقدرته الفائقة على قراءة نفسية السوق وتحليل المخاطر، مما جعله واحداً من أنجح وأمهر المتداولين في العالم.


أريفينو.نت
منذ 3 ساعات
- أريفينو.نت
المغرب يواجه كابوس 'الأفيال البيضاء'؟
أريفينو.نت/خاص قبل خمس سنوات من انطلاق كأس العالم 2030، التي سيحتضنها المغرب إلى جانب إسبانيا والبرتغال، دخلت المملكة في سباق مع الزمن لإنجاز سلسلة من الاستثمارات الضخمة في البنية التحتية، مراهنة على تحقيق عوائد اقتصادية واجتماعية ورمزية مستدامة، من شأنها أن تغير وجه البلاد. قطار فائق السرعة وملعب أسطوري.. مشاريع عملاقة ترى النور! وفقاً لتحليل نشرته مجلة 'Jeune Afrique'، فإن هذه الاستعدادات تتجاوز مجرد تنظيم البطولة. ففي 24 أبريل الماضي، أُعطيت إشارة انطلاق أشغال تمديد خط القطار فائق السرعة ليربط بين القنيطرة ومراكش على مسافة 430 كيلومترًا، بتكلفة تقدر بـ 53 مليار درهم، على أن يكون جاهزًا في 2029. بالتوازي مع ذلك، انتهت في بنسليمان أعمال تسوية الأرض التي ستحتضن ملعب الحسن الثاني الكبير، الذي سيتسع لـ 115 ألف متفرج، مما يجعله أحد أكبر الملاعب في العالم بميزانية بناء تبلغ 5 مليارات درهم. إقرأ ايضاً طفرة اقتصادية منتظرة.. أرقام وتوقعات بالمليارات! تقدر شركة 'Sogécapital Gestion' أن حصة المغرب في ميزانية التنظيم تتراوح بين 5 و6 مليارات دولار، أكثر من نصفها سيوجه للملاعب والنقل. ولتمويل هذه الأوراش، أصدر المغرب سندات بقيمة 2 مليار يورو في مارس الماضي. ويتوقع مرصد العمل الحكومي (Otrago) أن تتراوح العوائد الاقتصادية الإجمالية للمونديال بين 8 و10 مليارات دولار، بينما تتوقع 'Atlas Capital' نموًا في الناتج المحلي الإجمالي بنسبة تتراوح بين 1 و2.5 نقطة، وخلق ما بين 130 ألف و160 ألف فرصة عمل. كما يهدف المغرب لاستقبال 26 مليون سائح بحلول عام 2030، مما يتطلب بناء حوالي 200 فندق جديد. تحدي الإرث.. كيف يتجنب المغرب فخ 'الأفيال البيضاء'؟ على الرغم من هذه الطموحات الكبيرة، تطرح مجلة 'Jeune Afrique' سؤالاً حاسماً حول إرث ما بعد المونديال. فبالاستناد إلى دراسات مثل تلك التي أجرتها 'BSI Economics' حول تجارب جنوب إفريقيا والبرازيل، هناك خطر حقيقي من أن تتحول هذه المنشآت الضخمة إلى 'أفيال بيضاء' باهظة التكلفة وقليلة الاستخدام. ولتجنب هذا السيناريو، تدعو التوصيات إلى تصميم ملاعب متعددة الوظائف، قادرة على استضافة فعاليات ثقافية ورياضية متنوعة تتجاوز كرة القدم، لضمان استدامتها وفائدتها على المدى الطويل.