
ميناء أكادير.. التلوث يحاصر الشاطئ ويحرم المدينة من 'اللواء الأزرق'
تعد مدينة أكادير من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، بفضل شواطئها الممتدة ومناخها المعتدل ومينائها الحيوي، الذي يُعد ركيزة اقتصادية محورية لجهة سوس ماسة ، غير أن هذا الوجه المشرق تصدّع في السنوات الأخيرة تحت وطأة التلوث البيئي، الذي بات يُهدد جودة مياه الشاطئ ويحول دون حصول المدينة على شارة 'اللواء الأزرق'، التي تُمنح للشواطئ المستوفية لأعلى المعايير البيئية العالمية.
– تلوث الميناء: تهديد للتنمية المستدامة
رغم الجهود التي تبذلها السلطات لتحسين جودة مياه شاطئ أكادير، إلا أن التلوث المنبعث من الميناء يُعد مصدر قلق كبير. زيوت عائمة، نفايات بلاستيكية، ومخلفات بحرية تتسرب إلى المياه الساحلية، محدثةً خللًا بيئيًا يؤثر سلبًا على الحياة البحرية والنشاط السياحي.
وقد أشار رشيد فاسح، رئيس جمعية 'بييزاج' لحماية البيئة، في تصريح ل ' هبة بريس ' إلى خطورة الوضع، قائلاً:
'الوضع الحالي في ميناء أكادير لا يُحتمل، ويجب وضع حد فوري للتلوث المينائي الذي يهدد سواحلنا وسلامة نظامنا البيئي البحري.'
وأضاف:'الجمعية تدعو إلى الانطلاق بخطوات سريعة وفعالة نحو مشاريع الميناء الأخضر، الذي يمثل الحل الأمثل لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.'
– الموانئ الخضراء: بوابة التحول البيئي
يُجمع خبراء البيئة على أن تبنّي نموذج 'الميناء الأخضر' يُشكّل خيارًا استراتيجيًا لتجاوز الأزمة البيئية،ويعتمد هذا النموذج على مجموعة من الآليات، من أبرزها: تحسين جمع ومعالجة النفايات والزيوت.
فرض تشريعات صارمة لمراقبة الأنشطة المينائية.
تحفيز السفن والمشغلين على استخدام تقنيات نظيفة وصديقة للبيئة.
شراكات من أجل التغييرفي سبيل حماية شواطئها وتحقيق حلم 'اللواء الأزرق'.
وتحتاج أكادير إلى تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين: من سلطات محلية ومؤسسات وطنية، إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني. ويبرز هنا دور مؤسسات مثل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي أطلقت برامج رائدة مثل 'شواطئ نظيفة'، تسعى من خلالها إلى رفع الوعي البيئي وتحسين جودة الفضاءات الساحلية.
– نحو استدامة السياحة في أكادير
إن تأهيل ميناء أكادير بيئيًا لا يُعد مطلبًا بيئيًا فقط، بل هو رهان استراتيجي لضمان استدامة السياحة في المدينة، والحفاظ على مكانتها كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في المغرب وشمال إفريقيا.
فبين لواء أزرق مفقود، وميناء ملوّث، تقف أكادير أمام مفترق طرق، يحتاج إلى قرارات حازمة، واستراتيجيات جريئة تُنقذ ما تبقى من جمالها الطبيعي وثرائها البحري.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


هبة بريس
منذ يوم واحد
- هبة بريس
ميناء أكادير.. التلوث يحاصر الشاطئ ويحرم المدينة من "اللواء الأزرق"
هبة بريس – عبد اللطيف بركة تعد مدينة أكادير من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، بفضل شواطئها الممتدة ومناخها المعتدل ومينائها الحيوي، الذي يُعد ركيزة اقتصادية محورية لجهة سوس ماسة ، غير أن هذا الوجه المشرق تصدّع في السنوات الأخيرة تحت وطأة التلوث البيئي، الذي بات يُهدد جودة مياه الشاطئ ويحول دون حصول المدينة على شارة 'اللواء الأزرق'، التي تُمنح للشواطئ المستوفية لأعلى المعايير البيئية العالمية. – تلوث الميناء: تهديد للتنمية المستدامة رغم الجهود التي تبذلها السلطات لتحسين جودة مياه شاطئ أكادير، إلا أن التلوث المنبعث من الميناء يُعد مصدر قلق كبير. زيوت عائمة، نفايات بلاستيكية، ومخلفات بحرية تتسرب إلى المياه الساحلية، محدثةً خللًا بيئيًا يؤثر سلبًا على الحياة البحرية والنشاط السياحي. وقد أشار رشيد فاسح، رئيس جمعية 'بييزاج' لحماية البيئة، في تصريح ل ' هبة بريس ' إلى خطورة الوضع، قائلاً: 'الوضع الحالي في ميناء أكادير لا يُحتمل، ويجب وضع حد فوري للتلوث المينائي الذي يهدد سواحلنا وسلامة نظامنا البيئي البحري.' وأضاف:'الجمعية تدعو إلى الانطلاق بخطوات سريعة وفعالة نحو مشاريع الميناء الأخضر، الذي يمثل الحل الأمثل لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.' – الموانئ الخضراء: بوابة التحول البيئي يُجمع خبراء البيئة على أن تبنّي نموذج 'الميناء الأخضر' يُشكّل خيارًا استراتيجيًا لتجاوز الأزمة البيئية،ويعتمد هذا النموذج على مجموعة من الآليات، من أبرزها: تحسين جمع ومعالجة النفايات والزيوت. فرض تشريعات صارمة لمراقبة الأنشطة المينائية. تحفيز السفن والمشغلين على استخدام تقنيات نظيفة وصديقة للبيئة. شراكات من أجل التغييرفي سبيل حماية شواطئها وتحقيق حلم 'اللواء الأزرق'. وتحتاج أكادير إلى تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين: من سلطات محلية ومؤسسات وطنية، إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني. ويبرز هنا دور مؤسسات مثل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي أطلقت برامج رائدة مثل 'شواطئ نظيفة'، تسعى من خلالها إلى رفع الوعي البيئي وتحسين جودة الفضاءات الساحلية. – نحو استدامة السياحة في أكادير إن تأهيل ميناء أكادير بيئيًا لا يُعد مطلبًا بيئيًا فقط، بل هو رهان استراتيجي لضمان استدامة السياحة في المدينة، والحفاظ على مكانتها كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في المغرب وشمال إفريقيا. فبين لواء أزرق مفقود، وميناء ملوّث، تقف أكادير أمام مفترق طرق، يحتاج إلى قرارات حازمة، واستراتيجيات جريئة تُنقذ ما تبقى من جمالها الطبيعي وثرائها البحري. تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على WhatsApp تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على Telegram تابعوا آخر الأخبار من هبة بريس على X مقالات ذات صلة


هبة بريس
منذ 2 أيام
- هبة بريس
ميناء أكادير.. التلوث يحاصر الشاطئ ويحرم المدينة من 'اللواء الأزرق'
هبة بريس – عبد اللطيف بركة تعد مدينة أكادير من أبرز الوجهات السياحية في المغرب، بفضل شواطئها الممتدة ومناخها المعتدل ومينائها الحيوي، الذي يُعد ركيزة اقتصادية محورية لجهة سوس ماسة ، غير أن هذا الوجه المشرق تصدّع في السنوات الأخيرة تحت وطأة التلوث البيئي، الذي بات يُهدد جودة مياه الشاطئ ويحول دون حصول المدينة على شارة 'اللواء الأزرق'، التي تُمنح للشواطئ المستوفية لأعلى المعايير البيئية العالمية. – تلوث الميناء: تهديد للتنمية المستدامة رغم الجهود التي تبذلها السلطات لتحسين جودة مياه شاطئ أكادير، إلا أن التلوث المنبعث من الميناء يُعد مصدر قلق كبير. زيوت عائمة، نفايات بلاستيكية، ومخلفات بحرية تتسرب إلى المياه الساحلية، محدثةً خللًا بيئيًا يؤثر سلبًا على الحياة البحرية والنشاط السياحي. وقد أشار رشيد فاسح، رئيس جمعية 'بييزاج' لحماية البيئة، في تصريح ل ' هبة بريس ' إلى خطورة الوضع، قائلاً: 'الوضع الحالي في ميناء أكادير لا يُحتمل، ويجب وضع حد فوري للتلوث المينائي الذي يهدد سواحلنا وسلامة نظامنا البيئي البحري.' وأضاف:'الجمعية تدعو إلى الانطلاق بخطوات سريعة وفعالة نحو مشاريع الميناء الأخضر، الذي يمثل الحل الأمثل لتحقيق التوازن بين التنمية الاقتصادية وحماية البيئة.' – الموانئ الخضراء: بوابة التحول البيئي يُجمع خبراء البيئة على أن تبنّي نموذج 'الميناء الأخضر' يُشكّل خيارًا استراتيجيًا لتجاوز الأزمة البيئية،ويعتمد هذا النموذج على مجموعة من الآليات، من أبرزها: تحسين جمع ومعالجة النفايات والزيوت. فرض تشريعات صارمة لمراقبة الأنشطة المينائية. تحفيز السفن والمشغلين على استخدام تقنيات نظيفة وصديقة للبيئة. شراكات من أجل التغييرفي سبيل حماية شواطئها وتحقيق حلم 'اللواء الأزرق'. وتحتاج أكادير إلى تضافر الجهود بين مختلف الفاعلين: من سلطات محلية ومؤسسات وطنية، إلى القطاع الخاص والمجتمع المدني. ويبرز هنا دور مؤسسات مثل مؤسسة محمد السادس لحماية البيئة، التي أطلقت برامج رائدة مثل 'شواطئ نظيفة'، تسعى من خلالها إلى رفع الوعي البيئي وتحسين جودة الفضاءات الساحلية. – نحو استدامة السياحة في أكادير إن تأهيل ميناء أكادير بيئيًا لا يُعد مطلبًا بيئيًا فقط، بل هو رهان استراتيجي لضمان استدامة السياحة في المدينة، والحفاظ على مكانتها كواحدة من أفضل الوجهات السياحية في المغرب وشمال إفريقيا. فبين لواء أزرق مفقود، وميناء ملوّث، تقف أكادير أمام مفترق طرق، يحتاج إلى قرارات حازمة، واستراتيجيات جريئة تُنقذ ما تبقى من جمالها الطبيعي وثرائها البحري.


هبة بريس
منذ 2 أيام
- هبة بريس
انفتاح استثماري واعد بفاس.. الجالية المغربية بالخارج تشيد بعمل المركز الجهوي للاستثمار
هبة بريس – ع. محياوي في أجواء يسودها الترحيب والتواصل المباشر، استقبل المركز الجهوي للاستثمار بفاس خلال الأيام الأخيرة وفودًا من أبناء الجالية المغربية المقيمة بالخارج، جاؤوا لبحث مشاريعهم الاستثمارية واستكشاف فرص العمل التي تزخر بها جهة فاس-مكناس. اللقاءات تميّزت بحسن الاستقبال والتواضع الذي أبداه المسؤولون، مقرونًا بتوجيهات دقيقة وتوضيحات إجرائية ساعدت المستثمرين على فهم مساطر الاستثمار وآفاقه. ومنذ تولي السيد محمد الصابري مهام المدير الجديد للاستثمار، إلى جانب نائبه السيد بنعيسى، وكامل فريق العمل بالمركز، شهدت الإجراءات الإدارية نقلة نوعية، حيث تم تبسيط المساطر وإزالة العوائق التي كانت تعترض الملفات. ويُعرف المدير الجديد بانفتاحه الكبير على الجميع وتطبيقه للتوجيهات الملكية السامية الداعية إلى دعم ملفات الجالية المغربية المقيمة بالخارج، ما جعله محل تقدير وثناء من طرف المستثمرين والفاعلين الاقتصاديين بالجهة. المبادرة لم تتوقف عند استقبال الوفود بالمقر الإداري، بل شملت أيضًا تنظيم لقاءات ترحيبية في مطار فاس سايس، ثم في مدينة مكناس، وصولًا إلى مقر المركز بفاس، في خطوة ترسخ نهج القرب والتواصل مع المستثمرين وتؤكد الرغبة الحقيقية في جعل الاستثمار أكثر سلاسة وجاذبية.