logo
89 قتيلاً بمواجهات السويداء... ودمشق تتحرّك لـ «الحسم»

89 قتيلاً بمواجهات السويداء... ودمشق تتحرّك لـ «الحسم»

الرأي١٤-٠٧-٢٠٢٥
- القوات الحكومية تسيطر على قرية المزرعة وتتقدم نحو مدينة السويداء
- «الداخلية» تريد نزع سلاح المجموعات «المنفلتة»
- الرئاسة الروحية للدروز ترفض دخول الأمن العام وتطالب بـ«الحماية الدولية»
- الإدارة الكردية تؤكد «ضرورة احترام التعددية الوطنية»
ارتفعت إلى 89 قتيلاً، حصيلة الاشتباكات المتواصلة في محافظة السويداء جنوب سوريا، بين مسلحين دروز وعشائر مُسلحة، بحسب ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، مع دفع قوات الأمن بتعزيزات عسكرية للسيطرة على الوضع.
في الأثناء، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه هاجم دبابات سورية بين بلدتي سجين والسميع في منطقة السويداء، بينما أكد وزير الدفاع يسرائيل كاتس، أن «الضربات الإسرائيلية كانت رسالة وتحذيراً واضحاً للنظام السوري، لن نسمح بالإساءة للدروز في سوريا، إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي».
وأمس، تواصلت الاشتباكات في الريف الغربي للمحافظة ذات الغالبية الدرزية، بحسب «المرصد»، الذي أكد أنها تدور «بين مجموعات من العشائر وعناصر وزارتي الدفاع والداخلية من جهة، ومسلحين دروز من أبناء السويداء من جهة أخرى».
وفرغت شوارع مدينة السويداء من المارّة، فيما شارك عدد قليل من السكّان بتشييع مقاتلين، بينما كانت أصوات القذائف والرصاص الناجمة عن اشتباكات في محيطها لاتزال تسمع.
وأحصى «المرصد» سقوط 89 قتيلاً في الاشتباكات والقصف المتبادل في مدينة السويداء وريف المحافظة، وهم 46 من المقاتلين الدروز إضافة إلى 4 مدنيين هم امرأتان وطفلان، و18 من العشائر، و16 قتيلاً من قوات الأمن، و5 قتلى مجهولي الهوية بلباس عسكري.
ونقلت قناة «الاخبارية» الرسمية عن مصدر في وزارة الدفاع تأكيده مقتل 16 من قوات الأمن، بعدما أعلنت الوزارة نشر الوحدات «العسكرية المتخصصة في المناطق المتأثرة، وتوفير ممرات آمنة للمدنيين، وفك الاشتباكات بسرعة وحسم».
وشوهدت سيارات محملة بالمقاتلين وارتالاً عسكرية كبيرة تابعة لوزارة الداخلية وسيارات مدنية ودراجات نارية تحمل مسلحين متوجهين نحو خطوط التماس عند أطراف مدينة السويداء، بالإضافة إلى سيارات إسعاف تنقل مصابين من مناطق الاشتباك وتتجه نحو مستشفيات دمشق.
ولاحقاً أمس، سيطرت القوات الحكومية معززة بدبابات وآليات ومئات المقاتلين، على قرية المزرعة، عند مشارف السويداء، حيث عثرت على مستودع أسلحة، وتواصل تقدمها نحو المدينة.
وفي حين دعت قيادات روحية درزية إلى الهدوء، وحضّت السلطات على التدخل، أعربت الرئاسة الروحية للموحدين الدروز والتي تتبع لحكمت الهجري، أحد مشايخ العقل الثلاثة في السويداء، عن «رفض دخول» قوات الأمن العام إلى المحافظة، مطالبة بـ«الحماية الدولية».
«فرض الأمن»
وبحسب المرصد السوري، انطلقت «شرارة الاشتباكات السبت بعد اختطاف تاجر خضار درزي من قبل مسلحين وضعوا حواجز على طريق السويداء - دمشق، ليتحوّل بعد ذلك إلى عملية خطف متبادلة».
وأفادت منصة «السويداء 24» لاحقاً، بأنه تم إطلاق سراح المخطوفين من الطرفين ليل الأحد.
لكن «المرصد» أشار إلى أن الاضطرابات الأخيرة تعود إلى «توتّر متواصل منذ اندلاع الاشتباكات ذات الخلفية الطائفية في أبريل» الماضي بين مسلحين من الدروز وقوات الأمن، في مناطق درزية قرب دمشق وفي السويداء، وشارك فيها إلى جانب قوات الأمن مسلحون من عشائر المحافظة.
وأسفرت أعمال العنف تلك عن مقتل 119 شخصاً على الأقل بينهم مسلحون دروز وقوات أمن. وعلى إثرها، أبرم ممثلون للحكومة وأعيان دروز اتفاقات تهدئة لاحتواء التصعيد.
ومنذ مايو، يتولّى مسلحون دروز إدارة الأمن في السويداء، بموجب اتفاق بين الفصائل المحلية والسلطات. لكن ينتشر في ريف المحافظة أيضا مسلحون من العشائر.
وكتب وزير الداخلية أنس خطاب على موقع «إكس»، أن «غياب مؤسسات الدولة، خصوصاً العسكرية والأمنية منها، سبب رئيسي لما يحدث في السويداء وريفها من توترات مستمرة»، معتبراً أن «لا حل لذلك إلا بفرض الأمن وتفعيل دور المؤسسات بما يضمن السلم الأهلي وعودة الحياة إلى طبيعتها بكل تفاصيلها».
وفي مقابلة مع قناة «الإخبارية»، قال الناطق باسم وزارة الداخلية نورالدين البابا، إنه «لابد من نزع سلاح كامل المجموعات المسلحة المنفلتة الخارجة على القانون».
بدورها، عبّرت الإدارة الكردية لشمال وشرق سوريا، عن قلقها البالغ إزاء أعمال العنف في السويداء «وما تتعرض له من استهدافات مباشرة وتهديدات تمس أمن وسلامة أبنائها».
ونددت في بيان، بما وصفتها بأنها «انتهاكات يتعرض لها أهل السويداء»، مؤكدة «ضرورة احترام التعددية الوطنية السورية، والاعتراف بحقوق كل المكونات من دون تمييز».
ويُقدّر تعداد الدروز في سوريا بنحو 700 ألف، يعيش معظمهم في الجنوب حيث تعد محافظة السويداء معقلهم، كما يتواجدون في مدينتي جرمانا وصحنايا قرب دمشق، ولهم حضور محدود في إدلب، شمال غربي البلاد.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

كاتس يهدد خامنئي مجدداً
كاتس يهدد خامنئي مجدداً

المدى

timeمنذ 3 أيام

  • المدى

كاتس يهدد خامنئي مجدداً

وجه وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس، الأحد، تهديدات جديدة إلى المرشد الإيراني السيد علي خامنئي. وقال كاتس خلال زيارته قاعدة رامون الجوية برفقة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: 'جئت اليوم لأشكركم على العمل الرائع الذي أنجزتموه في عملية 'الأسد الصاعد' عندما فتحتم الأجواء أمام طهران، وضربتم رأس الأخطبوط الإيراني مرارا وتكرارا، وأبعدتم تهديدات الإبادة عن 'دولة إسرائيل'. وأضاف: 'أريد أن أنقل رسالة واضحة إلى الدكتاتور خامنئي: إذا استمريتم في تهديد 'إسرائيل'، فإن يدنا الطويلة ستمتد إلى طهران مجددا وبقوة أكبر – وهذه المرة إليكم شخصيا أيضا'.

رتل من أبناء العشائر في دير الزور يتحرك باتجاه السويداء (فيديو)
رتل من أبناء العشائر في دير الزور يتحرك باتجاه السويداء (فيديو)

المدى

time١٨-٠٧-٢٠٢٥

  • المدى

رتل من أبناء العشائر في دير الزور يتحرك باتجاه السويداء (فيديو)

نشر 'المرصد السوري لحقوق الإنسان' مقطع فيديو يُظهر تحرك رتلٍ عشائري من دير الزور باتجاه محافظة السويداء. رتل من أبناء العشائر في #دير_الزور يتحرك باتجاه #السويداء — المرصد السوري لحقوق الإنسان (@syriahr) July 18, 2025 الرتل الأضخم ينطلق الآن من عشائر البدو تنطلق نحو السويداء بآلاف الشباب — mustafa (@mustafamahmad0) July 18, 2025

السويداء... «مدينة منكوبة»
السويداء... «مدينة منكوبة»

الرأي

time١٧-٠٧-٢٠٢٥

  • الرأي

السويداء... «مدينة منكوبة»

، استفاق سكان السويداء على صدمة مع معاينتهم جثثاً في الشوارع وسيارات متضررة ومتاجر منهوبة، بعيد انسحاب القوات الحكومية إثر مواجهات دامية مع مسلحين دروز، أسفرت عن مقتل أكثر من 500 شخص، وفق حصيلة جديدة للمرصد السوري لحقوق الإنسان، بينما بدت المنطقة التي كانت شوارعها وأسواقها تنبض بالحركة الأسبوع الماضي، أشبه بمدينة منكوبة. وأحصى «المرصد» في عداد القتلى، 79 مسلحاً درزياً و154 مدنياً من السويداء، سقطوا خلال الاشتباكات، التي أودت كذلك بـ243 عنصراً من القوات الحكومية و18 مسلحاً من العشائر، إضافة الى ثلاثة من أبناء العشائر. كما قتل 15 عنصراً حكومياً جراء الغارات الإسرائيلية. وقالت الطبيبة هنادي عبيد (39 سنة) بعدما حاولت الوصول صباحاً إلى مقر عملها، لـ «فرانس برس»، «ما رأيته من المدينة بدا كأنها خارجة للتو من فيضان أو كارثة طبيعية». وقرب مستديرة رئيسية، أضافت أن روائح كريهة انبعثت بينما كانت كلاب شاردة تجوب المكان وسط إغلاق للمحال والمؤسسات كافة. وأفاد مصور لـ «فرانس برس» عن حالة من الفوضى أمام المستشفى المركزي، مع نقل عشرات الجثث إليه منذ صباح أمس، بعد جمعها من المنازل والشوارع. وقال إن عائلات مفجوعة حضرت إلى المستشفى بحثاً عن أفرادها وسط حالة من الغضب والهلع. وانتشر مقطع فيديو، الأربعاء، يوثق جثثاً متكومة في مشرحته بعدما بلغت البرادات طاقتها الاستيعابية. وأظهرت مقاطع أخرى جرحى في الممرات بعضهم على أسرّة وآخرون يفترشون الأرض وطواقم طبية عاجزة عن الاستجابة للحالات الطارئة. وقال رئيس تحرير «السويداء 24» ريان معروف لـ «فرانس برس» بعد جولة «في المستشفى أكثر من 150 جثة... ولم يعد قادراً على استيعاب مزيد من الجثث». وأضاف «أجهزة غسل الكلى خرجت من الخدمة، والمرضى لا يتلقون العلاج»، مضيفاً بانفعال «هناك كارثة إنسانية في السويداء». واندلعت الاشتباكات الأحد في محافظة السويداء بين مسلحين دروز وآخرين من العشائر، على خلفية عملية خطف طالت تاجر خضار درزياً وأعقبتها عمليات خطف متبادلة. ومع احتدام المواجهات، أعلنت القوات الحكومية الاثنين، تدخّلها في المحافظة لفضّ الاشتباكات. وقبيل وقف إطلاق النار، الأربعاء، أعلنت السلطات الثلاثاء وقفاً للنار في مدينة السويداء، لكن الاشتباكات تواصلت رغم ذلك.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store