
من وارسو.. البابا تواضروس يشرح مفهوم "الخير العام" في الفكر المسيحي
زار البابا تواضروس الثاني، مساء اليوم الجمعة، كلية أوروبا في ناتولين بالعاصمة البولندية وارسو، وذلك في إطار زيارته التي بدأها اليوم ضمن جولاته الرعوية بإيبارشية وسط أوروبا.
وتعد جامعة أوروبا واحدة من أعرق المؤسسات الأكاديمية المتخصصة في العلاقات الدولية والدراسات الأوروبية في القارة الأوروبية.
كان في استقبال البابا تواضروس، أوشنيتسكا تاميتسكا، نائب رئيس الكلية، إلى جانب عدد من الأساتذة والمتخصصين في الشأن الأوروبي، وبحضور السفير أحمد الأنصاري سفير مصر في بولندا ونيافة الأنبا چيوڤاني أسقف وسط أوروبا والوفد المرافق لقداسة البابا.
ودون البابا تواضروس كلمة في سجل كبار الزوار ثم عقد لقاءً مع نائب رئيس الكلية وأعضاء هيئة التدريس، قبل أن يلقي محاضرته أمام الطلاب والأساتذة والتي جاءت بعنوان "في العالم ولكن ليس من العالم: رسالة الكنيسة والخير العام في العصر الحديث"
وفي كلمتها التي ألقتها ترحيبًا بقداسة البابا عبرت إيفا أوشنيتسكا تاميتسكا، عن سعادتها الكبيرة باستضافة قداسة البابا تواضروس الثاني والوفد المرافق له، واعتبرت أن هذه الزيارة تمثل لحظة تاريخية مميزة في سجل الكلية. وأوضحت أن كلية أوروبا في ناتولين، التي تأسست في بولندا عام ١٩٩٢، ليست مجرد مؤسسة أكاديمية، بل منبر حي للحوار البناء بين الثقافات والأديان والحضارات، مشيرة إلى أنها تسعى إلى إعداد جيل من القادة المؤمنين بقيم السلام، والانفتاح، والتعددية، والتفاهم المشترك التي تعد أساس بناء مستقبل مشترك يسوده السلام والتعاون.
وأكدت أن الكلية كرست جهودها منذ نشأتها لتعزيز الوحدة الأوروبية من خلال التعليم والانفتاح على تجارب الشعوب الأخرى، مؤكدة أنها تستقبل سنويًا طلابًا من أكثر من خمسين دولة، ما يجعلها منصة عالمية للحوار الثقافي والإنساني، ويثري التجربة الأكاديمية ويعزز فهم الآخر وقبوله.
وتحدثت عن مكانة مصر المميزة في وجدان البولنديين، مبينة أن التاريخ المصري القديم يُدرس في المناهج التعليمية البولندية منذ سنوات طويلة، مما يعبر عن احترام خاص للحضارة المصرية العريقة، ويجسد عمق الروابط الثقافية بين الشعبين. وفي ختام كلمتها، وأعربت عن تقديرها لدعوة قداسة البابا تواضروس الثاني لها لزيارة مصر.
ثم ألقى البابا محاضرته، ودعا في بدايتها، الحضور، إلى لحظات صمت تقديرًا لروح البابا الراحل فرنسيس، بابا الڤاتيكان، مقابل ما قدمه من دور متميز في خدمة الإنسانية.
وقدم الشكر لإدارة الكلية على دعوتها، مشيرًا إلى أن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، المتجذرة في أرض مصر، تحمل تحياتها الحارة لكل الشعوب ذات النية الحسنة، مذكّرًا بأن مصر هي الأرض التي احتضنت العائلة المقدسة حين لجأت إليها من العنف، ما جعل منها أرضًا للراحة، والسكينة، والحضور الإلهي الصامت، وهو إرث متجذر في الهوية الروحية للكنيسة القبطية.
وعن موضوع المحاضرة "في العالم، لا من العالم"، أوضح أنها دعوة حقيقية، مفادها: كيف يمكن للكنيسة وللمؤمن أن يعيش في قلب الواقع الاجتماعي، مندمجًا فيه.. مدللًا على ذلك بالكنيسة القبطية الأرثوذكسية التي تعيش متجذرة في أرض مصر، وفي نفس الوقت فهي ممتدة إلى عوالم كثيرة؛ مندمجة في المجتمعّ وهذه ليست مجرد مسألة روحية بل لها تبعات اجتماعية وسياسية لافتًا إلى أن الكنيسة تساهم في بناء المجتمع، وتقديم العدالة والشفاء، دون أن تصبح أداة لأيديولوجية أو طرفًا سياسيًا.
واستشهد بكلمات السيد المسيح "لَيْسُوا مِنَ الْعَالَمِ كَمَا أَنِّي أَنَا لَسْتُ مِنَ الْعَالَمِ. قَدِّسْهُمْ فِي حَقِّكَ. كَلاَمُكَ هُوَ حَقُّ." (يو ١٧: ١٦ و١٧) مؤكدًا أن الكنيسة القبطية منذ القرون الأولى فهمت رسالتها كشاهد لا كحاكم، وأن رسالتها عميقة في المحبة والحق والرجاء.
وأضاف: "نحن لا ننافس، بل نُكمل. لا نفرض، بل نقترح. لا ننعزل، بل ندمج. الكنيسة لا تسعى لتكون دولة داخل الدولة، بل تتحمل مسؤوليتها نحو مجتمعها كبوصلة أخلاقية، ملاذٍ آمنٍ، ووعاءٍ للنور"
ولفت البابا إلى فكرة الرهبنة التي انطلقت من الكنيسة القبطية: "الرهبنة وُلدت في مصر، في صحارى وادي النيل، على يد القديس أنطونيوس الكبير، أبونا الروحي وهو شخصية لها ثقلها في جميع التقاليد، فكل راهب وراهبة في الشرق والغرب، كاثوليكي أو أرثوذكسي، مدين لهذا الناسك المصري"
واستعرض مفهوم "الخير العام" في الفكر المسيحي، مشيرًا إلى ما قدمته الكنيسة عبر العصور من مدارس ومستشفيات ودور أيتام، وخدمة المسجونين واللاجئين، والتحدث بالحق في أزمنة الخطر.
ونوه: "نحن نعيش في زمن معقد، العلمانية تتسع، وتغريها الأيديولوجيات المتصلبة أو الانعزال، ولم يعد التطرف مقتصرًا على سوء فهم الدين، بل نشهد أيضًا أشكالًا جديدة من التطرف العلماني الذي يرفض الإيمان، ويخنق الحوار، ويضيق على الروح الإنسانية"، مشددًا على أن الكنيسة يجب أن ترفض كليهما قائلًا: "لا يمكننا أن نتخلى عن المجتمع، ولا أن نسمح بأن نُستعمل كأداة في الأجندات السياسية"
وعندما تتحدث الكنيسة عن قضايا مثل الهجرة أو البيئة أو حقوق الإنسان، فهي تفعل ذلك من منطلق إيمانها بأن الإنسان مخلوق على صورة الله، وله الحق في السلام والكرامة والعدالة.
واستكمل: "ربما لا توجد كنيسة تفهم هذا التوازن الدقيق مثل كنيسة مصر. على مدى ألفي عام، كنا جزءًا لا يتجزأ من الوطن، وفي الوقت ذاته، ظل الأقباط على إيمانهم رغم تعاقب الإمبراطوريات، وكان هدفهم دومًا أن يخدموا ويحبوا ويصمدوا"
وروى قداسته لحظة شخصية مؤثرة بعد سقوط نظام حكم متشدد عام 2013، حين تم الاعتداء على الكنائس والمؤسسات المسيحية، فقال: "شعرت آنذاك بمسؤولية أخلاقية لأتكلم، لأدعو للهدوء، ولأعيد التأكيد على الحياة المشتركة. قلت كلمات أكررها لكم اليوم، لا كبيان يأس، بل إعلان رجاء: (وطن بلا كنائس أفضل من كنائس بلا وطن).
وأضاف: "فدور الكنيسة ليس حماية الحجر، بل حفظ الروح الجماعية. يمكننا دائمًا إعادة البناء، لكننا لا نترك من دُعينا للعيش معهم وخدمتهم"
واختتم: "لا تخافوا هذا الطريق. شاركوا في مجتمعاتكم. أحبوا أوطانكم. دافعوا عن الحق. لكن احملوا معكم تواضع الخدمة، لا كبرياء السلطة، ولنسِر جميعًا معًا، كنيسة ومجتمع، مؤمنين وباحثين، رجاءً ومجروحين، نحو عالم تُصان فيه الكرامة، ويُسعى فيه إلى السلام، ويُكرم فيه البعد الإلهي في كل إنسان"
يذكر ان كلية أوروبا بناتولين، استضافت على مدار تاريخها نخبة من القادة وصناع القرار العالميين، من بينهم: مادلين أولبرايت وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة، وفرانسوا هولاند رئيس فرنسا السابق، وأندجيه دودا رئيس بولندا الحالي، إلى جانب عدد من رؤساء الدول والحكومات والبرلمانات الأوروبية، مثل: شارل ميشيل، كاترين آشتون، هيرمان فان رومبوي، وميشيل بارنييه، بالإضافة إلى الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا بطريرك القدس للاتين.
وعقب المحاضرة نظمت إدارة الكلية جولة لقداسة البابا داخل قصر ناتولين، حيث اصطحبه والوفد المرافق الدكتور أنيس عيسى، مدير برنامج الحوار الديني بالكلية، في جولة داخل القصر التاريخي الذي يحتضن مقر الكلية، للتعرف على تاريخه العريق ومكانته المعمارية والثقافية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ يوم واحد
- مصرس
البابا لاون يلتقي موظفي الكرسي الرسولي
التقى قداسة البابا لاون الرابع عشر صباح اليوم في قاعة بولس السادس بالفاتيكان المسؤولين في الكوريا الرومانية، وموظفي الكرسي الرسولي، وأعضاء حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان، إضافة إلى نيابة أبرشية روما. ويُعدّ هذا اللقاء الأول من نوعه منذ انتخاب الحبر الأعظم على السدّة البطرسية وللمناسبة وجّه البابا كلمة رحّب بها بضيوفه عبّر فيها عن شكره العميق لكلّ من يخدم الكنيسة من خلال هذه المؤسسات، كما توقّف عند الأبعاد العميقة لهذه الخدمة، مذكّرًا بأهميّة الذاكرة المؤسساتية التي تحفظ هوية الكنيسة وتوجّه مسيرتها، وبالبُعد الإرسالي الذي يجب أن يطبع كل عمل في قلب الخدمة البطرسية. البابا لاون يوجه الشكر للقائمين على الخدمات قال البابا لاوُن الرابع عشر، إن لقاءنا الأول هذا ليس مقامًا للكلام عن البرامج والخطط، بل هو، بالنسبة إلي، فرصة لأقول لكم: شكرًا من القلب على الخدمة التي تؤدّونها، تلك الخدمة التي، إن صحّ التعبير، "أرثها" عن أسلافي. فكما تعلمون، لقد وصلتُ منذ عامين فقط، حين اختارني البابا الحبيب فرنسيس لأكون عميدًا لدائرة الأساقفة. يومها تركتُ أبرشية تشيكلايو في البيرو، وجئتُ لكي أعمل هنا... يا له من تغيير! أما الآن، فماذا عساي أقول؟ لا أجد أفضل من كلمات سمعان بطرس التي قالها ليسوع على ضفاف بحيرة طبرية: "يا ربّ، أنتَ تعرف كلّ شيء، أنت تعلم أنّي أُحبّك".تابع الأب الأقدس يقول إنَّ البابوات يأتون ويذهبون، أما الكوريا فتبقى. وهذا ينطبق على كلّ كنيسة محليّة، وعلى كوريّاتها الأسقفية، كما ينطبق على كوريّا أسقف روما. فالكوريا هي المؤسسة التي تحفظ وتنقل الذاكرة التاريخية للكنيسة، ولخدمة أساقفتها. وهذا أمر بالغ الأهمية، إذ إنّ الذاكرة هي عنصر جوهري في كيان حيّ. فهي ليست مجرد نظرة إلى الماضي، بل هي غذاء للحاضر وبوصلة للمستقبل. ومن دون الذاكرة، نضيِّع المسيرة ويفقد المسار معناه.كيفيه العمل في الكوريا الرومانية؟ أضاف الحبر الأعظم يقول أيها الأعزاء، هذه هي الفكرة الأولى التي أودّ أن أشارككم إياها: إن العمل في الكوريا الرومانية يعني المساهمة في إبقاء ذاكرة الكرسي الرسولي حيّة، بمعناها الحيوي الذي ذكرته للتو، لكي يتمكّن البابا من أن يقوم بخدمته بأفضل وجه. وبالطريقة عينها، يمكننا أن نقول الأمر عينه عن مختلف خدمات دولة حاضرة الفاتيكان.تابع الأب الأقدس يقول وثمة بُعد آخر أودّ التذكير به، يُكمل بعد الذاكرة، وهو البُعد الإرسالي للكوريا ولكلّ مؤسسة ترتبط بالخدمة البطرسية. وهذا ما شدّد عليه كثيرًا البابا فرنسيس، الذي، بالأمانة لما أعلنه في الإرشاد الرسولي فرح الإنجيل، قام بإصلاح الكوريا الرومانية من منظور البشارة، وذلك من خلال الدستور الرسولي "Predicate Evangelium" حول الكوريا الرومانية وخدمتها للكنيسة والعالم. وقد فعل ذلك سائرًا على خُطى أسلافه، وبشكل خاص القديس بولس السادس والقديس يوحنا بولس الثاني.عطايا الرب تلهمنا بالصبر وأضاف يقول وكما أظنّكم تعلمون، فإن خبرة الرسالة هي جزء لا يتجزأ من حياتي، لا فقط كمعمَّد، شأن كلّ واحد منّا كمسيحيين، بل أيضًا لأنني كراهب أوغسطيني كنتُ مرسَلاً في البيرو، وهناك، بين الشعب البيروفي، نضجت دعوتي الراعوية، وبالتالي لن أستطيع أبدًا أن أفي الرب شكرًا على تلك العطيّة! ثم جاءت الدعوة إلى خدمة الكنيسة هنا في الكوريا الرومانية، فكانت بمثابة رسالة جديدة، وقد تقاسمتها معكم خلال العامين المنصرمين. وسأواصلها، وأتابع السير فيها، ما دام الله يريد، في هذه الخدمة التي أوكِلت إليّ.كيف نكون كنيسة مرسلة؟ وتابع يقول لذلك، أُعيد على مسامعكم ما قلتُه في تحيّتي الأولى مساء الثامن من مايو: "علينا أن نبحث معًا كيف نكون كنيسةً مُرسَلة، كنيسة تبني الجسور، والحوار، وتكون مفتوحة على الدوام لكي تستقبل بأذرع مفتوحة، جميع الذين هم بحاجة إلى محبتنا، إلى حضورنا، إلى الحوار والمحبّة". هذه الكلمات وجّهتُها يومها إلى كنيسة روما؛ وها أنا أكرّرها الآن، مستحضرًا الرسالة التي أوكلت إلى هذه الكنيسة تجاه سائر الكنائس والعالم بأسره: أن تخدم الشركة والوحدة في المحبّة والحقيقة. لقد أعطى الرب لبطرس وخلفائه هذه المهمّة، وأنتم جميعًا، كلٌّ على طريقته، تتعاونون في هذا العمل العظيم. إنّ كلّ واحد منكم يقدِّم اسهامه من خلال قيامه بعمله اليومي، بالتزام وإيمان أيضًا، لأنّ الإيمان والصلاة هما كالملح في الطعام، يعطيان المعنى والطعم. وإذا كان علينا أن نتعاون جميعًا في هذه الرسالة العظيمة للوحدة والمحبّة، فلنبدأ بتحقيقها من خلال سلوكنا اليومي، انطلاقًا من بيئة العمل أيضًا. يمكن للجميع أن يكونوا بناة للوحدة من خلال مواقفهم تجاه زملائهم، متجاوزين سوء التفاهم الحتمي بالصبر والتواضع، واضعين أنفسهم مكان الآخرين، متجنبين الأحكام المسبقة، وبجرعة جيدة من الفكاهة، كما علّمنا البابا فرنسيس.


الدستور
منذ يوم واحد
- الدستور
بابا الفاتيكان: كونوا حرّاسًا للذاكرة وبناة للوحدة
التقى قداسة البابا ليو الرابع عشر، بابا الفاتيكان صباح اليوم السبت، في قاعة بولس السادس بالفاتيكان، المسئولين في الكوريا الرومانية، وموظفي الكرسي الرسولي، وأعضاء حاكمية دولة حاضرة الفاتيكان، إضافة إلى نيابة إيبارشية روما. ويُعدّ هذا اللقاء الأول من نوعه منذ انتخاب الحبر الأعظم على السدّة البطرسية. وللمناسبة وجّه البابا كلمة رحّب بها بضيوفه عبّر فيها عن شكره العميق لكلّ من يخدم الكنيسة من خلال هذه المؤسسات، كما توقّف عند الأبعاد العميقة لهذه الخدمة، مذكّرًا بأهميّة الذاكرة المؤسساتية التي تحفظ هوية الكنيسة وتوجّه مسيرتها، وبالبُعد الإرسالي الذي يجب أن يطبع كل عمل في قلب الخدمة البطرسية. وقال البابا ليو الرابع عشر إن لقاءنا الأول هذا ليس مقامًا للكلام عن البرامج والخطط، بل هو، بالنسبة إلي، فرصة لأقول لكم: شكرًا من القلب على الخدمة التي تؤدّونها، تلك الخدمة التي، إن صحّ التعبير، "إرثها" عن أسلافي. فكما تعلمون، لقد وصلتُ منذ عامين فقط، حين اختارني البابا الحبيب فرنسيس لأكون عميدًا لدائرة الأساقفة. يومها تركتُ أبرشية تشيكلايو في البيرو، وجئتُ لكي أعمل هنا… يا له من تغيير! أما الآن، فماذا عساي أقول؟ لا أجد أفضل من كلمات سمعان بطرس التي قالها ليسوع على ضفاف بحيرة طبرية: "يا ربّ، أنتَ تعرف كلّ شيء، أنت تعلم أنّي أُحبّك". وتابع الأب الأقدس: إنَّ البابوات يأتون ويذهبون، أما الكوريا فتبقى. وهذا ينطبق على كلّ كنيسة محليّة، وعلى كوريّاتها الأسقفية، كما ينطبق على كوريّا أسقف روما. فالكوريا هي المؤسسة التي تحفظ وتنقل الذاكرة التاريخية للكنيسة، ولخدمة أساقفتها. وهذا أمر بالغ الأهمية، إذ إنّ الذاكرة هي عنصر جوهري في كيان حيّ. فهي ليست مجرد نظرة إلى الماضي، بل هي غذاء للحاضر وبوصلة للمستقبل. ومن دون الذاكرة، نضيِّع المسيرة ويفقد المسار معناه. وأضاف الحبر الأعظم: أيها الأعزاء، هذه هي الفكرة الأولى التي أودّ أن أشارككم إياها: إن العمل في الكوريا الرومانية يعني المساهمة في إبقاء ذاكرة الكرسي الرسولي حيّة، بمعناها الحيوي الذي ذكرته للتو، لكي يتمكّن البابا من أن يقوم بخدمته بأفضل وجه. وبالطريقة عينها، يمكننا أن نقول الأمر عينه عن مختلف خدمات دولة حاضرة الفاتيكان.


أهل مصر
منذ 4 أيام
- أهل مصر
ألمانيا: نتواصل مع إسرائيل بشأن إدخال المساعدات إلى غزة
أعلنت وزارة الخارجية الألمانية، أنها على تواصل وثيق مع دولة الاحتلال الإسرائيلي بشأن إدخال المساعدات إلى غزة. وفي هذا السياق؛ جدد بابا الفاتيكان ليو الرابع عشر دعوته لإدخال "مساعدات إنسانية كريمة" إلى غزة، داعيا إلى وقف الأعمال العدائية "التي يدفع ثمنها الأطفال وكبار السن والمرضى"، وفق ما أوردت صحيفة فاتيكان نيوز. وقال البابا: "أجدد ندائي للسماح بدخول المساعدات الإنسانية الكريمة ووضع حد للأعمال العدائية التي يدفع ثمنها الأطفال وكبار السن والمرضى". وأطلق البابا ليو الرابع عشر هذا النداء في ختام مقابلته العامة الأولى في ساحة القديس بطرس. وفي كلمته قال البابا: "إن الوضع في قطاع غزة مثير للقلق والألم بشكل متزايد". ووصلت حالة الطوارئ الإنسانية في غزة إلى نقطة الانهيار، وفقًا للمنظمات الدولية. ويُحذّر التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي (IPC)، الذي تدعمه الأمم المتحدة، من مجاعة وشيكة.