
م. هاشم نايل المجالي : شبابنا والخوف من المجهول
الشباب في حاضرنا لا يريد أن يعيش على الهامش، بل يبحث عن المكان المناسب الذي يستطيع أن يشغله ويُحدِث فيه فرقاً نحو النجاح، وأن يكون لحياته معنى، فشبابنا اليوم هم المستقبل، وهم بمثابة ضمانة لمستقبل الوطن. لذلك، يجب بذل الكثير من الجهد لرعايتهم من كافة النواحي.
ومن هذا المنطلق، علينا أن نعطي الأهمية البالغة لمعالجة حالات القلق التي يعيشها كثير من شبابنا المتعطش لاستكمال تعليمه، والإبداع العملي والمهني، وتعلُّم كل ما هو جديد. فالقلق هو الهوة بين الآن (الحاضر) وبين المستقبل (الغد)، وكلما كانت الهوة كبيرة أو آخذة بالاتساع، يزداد القلق.
ومن أجل خفض مستوى القلق، علينا نظرياً وعملياً اتباع طرق الإرشاد، والعلاج العقلاني، وخفض الانفعال السلوكي السلبي، ومعالجة الأفكار اللاعقلانية لدرجات كبيرة. وعلينا أن نعطيهم المساحة الكافية لتحديد اتجاهاتهم الدراسية والعلمية والعملية دون وضع أية عراقيل تُحبط مسيرتهم العلمية والعملية.
إن الخوف من المستقبل، في ظل المتغيرات المتسارعة والأزمات المتنوعة لدى فئة الشباب من الجنسين، أمرٌ طبيعي يحدث نتيجة لما يسمى (الخوف من المجهول)، لأن كثيراً من الأزمات والمتغيرات تجعل الشباب في قلق: هل سيحقق النجاح أم الفشل، فالمتغيرات الاجتماعية والاقتصادية والنفسية لها بالغ الأثر على شخصيته.
لذلك يحدث لدى الشباب نوع من القلق الداخلي، خاصة عندما يحاول الطلبة الحصول على معدلات نجاح عالية ولا يستطيعون بسبب صعوبة الأسئلة، والتي يعتبرها سبباً يحول دون تحقيق طموحاته، أو أن هناك من يعمل على إحباطه ليتخذ مساراً آخر غير تعليمي.
وهناك من يتجه نحو الانحراف، أي تحدث ردات فعل متفاوِتة؛ فهناك من يبحث عن مسؤول ليأخذ بيده نحو إيجاد فرصة عمل، أو يكون مصيره التسكع في الطرقات، والتعرض لمواقف مُحبِطة، خاصة مع أصدقاء السوء الذين يعانون من نفس الأوضاع، فهو يعتبر رسوبه في الامتحان نهايةً لمستقبله.
إن الشباب هم صُنّاع المستقبل، لكنهم ينخرطون في دوامة الحياة، ويحتاجون لمن يأخذ بيدهم ويرشدهم إلى الطريق السليم نحو المستقبل، حسب قدراتهم وإمكانياتهم.
وعلينا زيادة الدفاعية لديهم، وكيفية التأقلم مع هذه المتغيرات، وفي ظل الأزمات المختلفة، حتى يتحقق لهم الأمن النفسي والطمأنينة، وحتى نُحقّق مجتمعاً آمناً يُواجه الشباب من خلاله كافة أشكال التحديات.
والمجهول الذي يخافه كثير من شبابنا، ويثير فيهم الخوف، هو عنصر المفاجأة غير المتوقع، وهذا يجعل شبابنا لا يعرف مدى الضرر الذي من الممكن أن يحدث له، ويحاول أن يُقنع نفسه بالحلول والخيارات المقدور عليها، والتي تُحقق المنفعة له وتكون ضمن قدراته وإمكانياته.
وعلينا في هذا السياق توعية شبابنا حول كثير من المفاهيم الجديدة الدخيلة على مجتمعنا، حتى لا يكون هناك جيلٌ مُفرغ من دوافع العلم والإبداع، لأن ذلك يترك أثراً سلبياً على المجتمع. ــ الدستور

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


أخبارنا
منذ 22 دقائق
- أخبارنا
الصحة العالمية: سوء التغذية في غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"
أخبارنا : قالت منظمة الصحة العالمية إن سوء التغذية في قطاع غزة بلغ "مستويات تنذر بالخطر"، مشيرة إلى أن "الحظر المتعمد" للمساعدات أودى بحياة أكثر وكان من الممكن تفاديه. وأضافت المنظمة في بيان، الأحد، إن قطاع غزة "يشهد حالة من سوء التغذية الخطير الذي اتسم بارتفاع حاد بعدد الوفيات في تموز"، مشيرة الى أن معظم تلك الوفيات حدثت لدى وصولها إلى المرافق الصحية، وبدت على أجسادهم علامات واضحة مثل الهزال الشديد.


أخبارنا
منذ 22 دقائق
- أخبارنا
المجلس التمريضي والصحة العالمية يبحثان تعزيز دور الكوادر التمريضية
أخبارنا : بحث أمين عام المجلس التمريضي الأردني الدكتور هاني النوافلة، وممثل منظمة الصحة العالمية في الأردن الدكتورة إيمان الشنقيطي، دعم الكوادر التمريضية من خلال برامج التدريب والتأهيل، وتعزيز الخدمات التمريضية في مجال الصحة النفسية. كما بحث، الجانبان خلال اجتماع في مقر منظمة الصحة العالمية في الأردن، بحضور مستشارة المجلس لشؤون الفنية الدكتورة منى النسور، وعدد من مدراء الإدارات والمختصين في الجانبين، تفعيل دور الممرضين والممرضات والقابلات القانونيات في الرعاية الصحية الأولية، وتمكين التمريض من خلال الأدوار القيادية في مركز الرعاية الصحية المنتشرة في مختلف مناطق المملكة، ودمج الرعاية الصحية النفسية ضمن إطار برنامج "فجوة الصحة النفسية". وقال المجلس في بيان، إن الاجتماع جاء استكمالا لمسيرة التعاون المستمر والمثمر بين الجانبين، وتجسيدا لتوجيهات سمو الأميرة منى الحسين، رئيس المجلس التمريضي الأردني وراعية التمريض والقبالة في منظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، والداعمة لتعزيز الشراكات المحلية والدولية للنهوض بمهنة التمريض وتطوير القطاع الصحي للوصول الى التغطية الصحية الشاملة. واستعرض النوافلة أبرز المهام والمسؤوليات التي يقوم بها المجلس في تنظيم المهنة وتطويرها وبناء القدرات المهنية للكوادر التمريضية للارتقاء بجودة الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين، مؤكدا أهمية دور منظمة الصحة العالمية كشريك استراتيجي في دعم وتطوير القطاع الصحي الأردني وجهودها في تأهيل الكوادر التمريضية والمساهمة في تحسين جودة الخدمات الصحية في الأردن، خاصة في مجال الصحة النفسية والمجتمعية والرعاية الصحية الاولية. من جهتها، أكدت الشنقيطي أهمية دعم البرامج التي تعنى بتطوير وإعداد قيادات تمريضية في مختلف مستويات ومؤسسات الرعاية الصحية. وأعربت عن تقدير المنظمة لجهود المجلس التمريضي الأردني، مؤكدة التزام المنظمة بتعزيز التعاون المستقبلي، ودعم البرامج الوطنية الهادفة إلى الارتقاء بمستوى خدمات التمريض والرعاية الصحية الأولية في الأردن. وجرى الاتفاق على متابعة تنفيذ المبادرات المقترحة ذات الأولوية، وبما يسهم في تحقيق أهداف التنمية الصحية المستدامة، وتلبية احتياجات المجتمع الأردني الصحية والتمريضية.


رؤيا
منذ ساعة واحدة
- رؤيا
لليوم الـ661.. جيش الاحتلال يواصل عدوانه على غزة وسط أزمة إنسانية خانقة بفعل الحصار والتجويع
حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة ارتفعت إلى 59,821 شهيدًا يواصل جيش الاحتلال حربه المفتوحة على قطاع غزة لليوم الـ661 على التوالي، في وقت تتفاقم فيه الكارثة الإنسانية بفعل الحصار والتجويع الممنهج. وشهدت مناطق قطاع غزة مشاهد كارثية من الدمار الواسع والمجازر بحق المدنيين، خاصة أولئك الذين يحاولون الوصول إلى مراكز توزيع المساعدات الإنسانية، التي وصفت بأنها "مساعدات أميركية" في ظل الانهيار التام للمنظومة الإنسانية. ورافق الهجمات حصار خانق، حيث تم إغلاق المعابر ومنع دخول المساعدات الإنسانية، ما أدى إلى تفشي المجاعة بشكل واسع وظهور أمراض مرتبطة بسوء التغذية، خاصة بين الأطفال والنساء. وأصبحت مناطق توزيع المساعدات أهدافًا مباشرة، حيث قُتل العديد من المدنيين الذين كانوا يسعون للحصول على الغذاء والماء. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية، بلغ عدد ضحايا الجوع 114 شهيدًا، في وقت حذّرت فيه منظمة الصحة العالمية من أن 90% من السكان يعانون من انعدام الوصول إلى مياه الشرب. وفي اليوم الـ133 من استئناف الحرب بعد خرق اتفاق وقف إطلاق النار، ركز سلاح الجو التابع لجيش الاحتلال ضرباته على مناطق قريبة من مراكز توزيع المساعدات، مستهدفًا تجمعات مدنية بشكل مباشر. وأعلن جيش الاحتلال الأحد عن تعليق "تكتيكي محلي" للعمليات العسكرية اليومية في مناطق المواصي ودير البلح ومدينة غزة، من الساعة العاشرة صباحًا حتى الثامنة مساءً، وذلك "بناءً على توجيهات المستوى السياسي". وأكد جيش الاحتلال أن هذه الخطوة جزء من "الجهود الإنسانية لتوسيع إدخال المساعدات" بالتنسيق مع الأمم المتحدة والمنظمات الدولية. وفي سياق متصل، تصاعدت التحذيرات الدولية من تفاقم الكارثة الإنسانية في غزة، لا سيما بعد اعتداء قوات الاحتلال على سفينة "حنظلة" في المياه الدولية أثناء توجهها لكسر الحصار عن القطاع، مما أثار تنديدًا واسعًا واعتبرته حركة "حماس" "تحديًا سافرًا للإرادة الإنسانية". ارتفاع حصيلة الضحايا أعلنت مصادر طبية أن حصيلة عدوان الاحتلال الإسرائيلي على غزة ارتفعت إلى 59,821 شهيدًا و144,851 مصابًا منذ 7 أكتوبر 2023. ومن بين هذه الحصيلة، تم تسجيل 8,657 شهيدًا و32,810 مصابين منذ استئناف العدوان على القطاع في 18 مارس 2024. وفي الساعات الأخيرة، استشهد 11 شخصًا، بينهم 36 مصابًا، جراء الهجمات على مناطق توزيع المساعدات، ليرتفع عدد شهداء "المساعدات" إلى 1,132 شهيدًا وأكثر من 7,521 إصابة. مجازر متواصلة استهدفت قوات الاحتلال، مساء الأحد، حيَّي التفاح والشجاعية في مدينة غزة، ما أسفر عن استشهاد أربعة مواطنين وإصابة آخرين. وفي خان يونس، استشهد ثلاثة مواطنين وأصيب آخرون جراء قصف الاحتلال للمنطقة. وفي مجزرة أخرى، استشهد 10 مواطنين شمال غرب غزة أثناء انتظارهم المساعدات الإنسانية، كما استشهد تسعة مواطنين في قصف الاحتلال لخيام النازحين في دير البلح. حالة طوارئ صحية تتسارع التحذيرات منظمات الأمم المتحدة والمؤسسات الإغاثية، من أن النظام الصحي في قطاع غزة على حافة الانهيار، مع مخاوف متزايدة من وقوع وفيات جماعية بسبب الجوع وسوء التغذية.