أردوغان يقدم الشرع هدية لنتنياهو
مثلما ذهب لواء الاسكندرون الى تركيا الشقيقة , ولا فارق بين قصبة وقصبة في دار الاسلام , تذهب هضبة الجولان الى الشقيقة اسرائيل التي تحتاج , في سوريا. الى مثل ذلك الرجل الذي قلنا انه دفن القضية تحت الثلوج , والورود , الاسكندنافية , في أوسلو. حين التقى اسحق رابين في حديقة البيت الأبيض بدا يهودياً أكثر من اليهود . قال له رئيس الوزراء الاسرائيلي "I start to believe chairman Arafat that you are close to the Jewish" , أي "أعتقد أيها الرئيس عرفات أنك على وشك أن تصبح يهودياً" . أجاب للتو "جدي ابراهيم" . أي أن رئيس منظمة التحرير هو صاحب فكرة "ميثاق ابراهيم" لا الرئيس الأميركي دونالد ترامب .
هكذا باستطاعة الفصائل (القبائل الآتية على الطريق الذي سلكه هولاكو منذ نحو 8 قرون) أن تقضي على العلويين الذين قال فيهم مرشدها الشيخ ابن تيمية "من أصناف القرامطة الباطنية , وهم أكفر من اليهود والنصارى" . الآن , اشقاؤنا اليهود (ما المشكلة , ألم يقتل قايين شقيقه هابيل ؟) . كعاشق قديم لدمشق, ماذا أفعل بقول سعيد عقل فيها "خذني بعينيك واهرب ايها القمر / لم يبق في الليل الا الصوت مرتعشا" , وبقول محمود درويش "في دمشق ينام غزال الى جانب امرأة / في سرير الندى / فتخلع فستانها وتغطي به بردى" . الآن , أي حاخام يضاجع المدينة التي اختارها محيي الدين بن عربي لتكون طريقه الى الله؟
نعلم كيف تدار سوريا الأن , ومن أين . هل يتصور اردوغان , حتى ولو قدم أحمد الشرع هدية الى بنيامين نتنياهو , أن يجلس على عرش السلطان ؟ هو من قال ان المشروع التوراتي الذي يعمل الائتلاف الحالي لتنفيذه , يلحظ اقتطاع أجزاء من تركيا. هذه هي اسرائيل الكبرى لا تركيا الكبرى التي دفنت الى الأبد . ولسوف نرى من يدفن الآخر اردوغان أم نتنياهو ؟
على كل , الاثنان يلعبان على الخشبة الأميركية . والاثنان يبذلان جهوداً خارقة , في الظل أو في الضوء , للحيلولة دون توصل واشنطن وطهران الى اتفاق . لنتصور أن الجمهورية الاسلامية , بامكاناتها البشرية والطبيعية , دخلت في الاقتصاد العالمي , كما وعدها دونالد ترامب , أي دور لأنقرة ولتل أبيب في هذه الحال ؟
هكذا يتغير الشرق الأوسط وفق الرؤية الأميركية , لا وفق الرؤية العثمانية , أو السلجوقية , التي طالما سعى اليها اردوغان ولكن بين شقوق الجدران , ولا وفق الرؤية الاسرائيلية التي سعى اليها نتنياهو عبر ذلك الطريق الطويل من الجثث . اللحظة السريالية الآن . نائب الرئيس الأميركي ديفيد جيمس فانس قال ان المفاوضات تسير على ما يرام . معلوماتنا الموثوقة تؤكد أن ثمة قراراً ايرانياً رفيع المستوى بتوثيق العلاقات مع السعودية الى أبعد مدى , أي أننا سنكون أمام مشهد استراتيجي جديد , وواعد , على ضفتي الخليج .
بالتأكيد , الأمير محمد بن سلمان , وان استضاف بود رجب طيب اردوغان , لن ينسى , قطعاً , كيف امسك بقميص جمال خاشقجي وراح يلوّح به في وجه الرئيس الأميركي لأنه , وهو الذي يراهن على استعادة لقب "خادم الحرمين الشريفين" , لا يستطيع أن يتحمل رجلاً , في قصر اليمامة , بتلك الكاريزما , وبتلك الرؤية . كما أن ولي العهد السعودي يدرك , بدقة , ما يجول في رؤوس أولئك الذئاب في اسرائيل . أيضاً أن يحل الحاخام , لا السلطان , محل خادم الحرمين الشريفين , وأن يطوف العرب حول الهيكل لا حول الكعبة .
انه الشرق الأوسط . بكل تضاريسه التاريخية , والايديولوجية , وحتى اللاهوتية . حتى الساعة لم يتمكن أي من المؤرخين , أو من الفلاسفة , من فك ما اطلق عليه المستشرق الفرنسي غوستاف لوبون "لغز الأنبياء" , ولماذا نزلوا في هذه الأرض التي هبط آدم عليها أيضاً . هل هم , وكما رأى آرنولد توينبي "ورثة الأساطير" . محمد أركون قال لنا "ما يجعلنا ندور داخل تلك الحلقة المقفلة ان الفراعنة "بُعِثوا" في أرض الكنانة , والفلاسفة "بُعِثواً" في بلاد الاغريق . لماذا في الشرق الأدنى بُعِثَ الأنبياء ؟ شيخ المستشرقين الألمان تيودور نولدكه , مؤلف "تاريخ القرآن" قال "ربما لأن المنطقة وسط الطريق بين الجنة وجهنم" . ولكن ألم تكن دوماً نسخة عن الجحيم ؟
بالمناسبة , هي أيضاً أكثر منطقة في انتاج رجال الدين , هذه ظاهرة تثير التساؤل فعلاً . علماء في الغيب لمواجهة ذلك النوع من العلماء الذين غيروا وجه الأزمنة . التونسي عبد الوهاب المؤدب رأى أنهم غيروا حتى "مسار القضاء والقدر" .
اذ نتمنى على أحمد الشرع الذي سمع من ايمانويل ماكرون كلاماً هاماً حول ما تعنيه سوريا في الشرق الأوسط , وكيف يكون دورها , أن يصغي الى صوت أبيه الطبيعي حسين الشرع لا الى صوت أبيه الاصطناعي رجب طيب اردوغان .
دونالد ترامب وعدنا ب"الفردوس الأميركي" . غزة ريفييرا الشرق الأوسط . ماذا عن الآخرين ؟ لا يصيبكم الا ما أصاب الهنود الحمر ... !!

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


البورصة
منذ 43 دقائق
- البورصة
ارتفاع أسعار النفط بالختام.. لكنها تسجل خسارة أسبوعية
ارتفعت أسعار النفط في نهاية تعاملات الجمعة مع تصاعد التوترات الجيوسياسية، لكنها سجلت أول خسارة أسبوعية منذ 3 أسابيع بسبب عوامل منها الاضطرابات التجارية، وضبابية آفاق الاقتصاد الأمريكي. زادت العقود الآجلة لخام برنت القياسي تسليم يوليو بنسبة 0.54% أو ما يعادل 34 سنتاً إلى 64.78 دولار للبرميل، لتقلص خسائرها الأسبوعية إلى 0.96%. وارتفعت عقود خام نايمكس الأمريكي تسليم يوليو بنسبة 0.54% أو 33 سنتاً إلى 61.53 دولار للبرميل، لكنها تراجعت 0.71% على مدار الأسبوع. يتابع المستثمرون عن كثب الجولة الخامسة من المفاوضات النووية بين أمريكا وإيران، وسط مخاوف تعثر المباحثات. وهدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية بنسبة 50% على الواردات من الاتحاد الأوروبي اعتباراً من مطلع الشهر المقبل، بزعم تعذر التوصل إلى اتفاق تجاري مع التكتل. تلقى الذهب الأسود دعماً في تعاملات اليوم من تغطية المشترين الأمريكيين في سوق العقود الآجلة مراكزهم قبل عطلة الإثنين القادم بمناسبة 'يوم الذكرى'. وعلى صعيد آخر، أظهرت بيانات من شركة 'بيكر هيوز' انخفاض عدد منصات التنقيب عن النفط والغاز الطبيعي في الولايات المتحدة هذا الأسبوع، ليسجل أدنى مستوى منذ نوفمبر من عام 2021، في إشارة إلى تقلص الإمدادات المستقبلية.


الزمان
منذ ساعة واحدة
- الزمان
رويترز تكشف عن صورة مغلوطة واجه ترامب بها رئيس جنوب أفريقيا
كشفت وكالة رويترز عن صورة مغلوطة عرضها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب خلال لقائه برئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا والتى ادّعى أنها توثق دفن مزارعين بيض قُتلوا فى جنوب أفريقيا. وكشفت الوكالة أن الصورة لا تمت بصلة لجنوب أفريقيا، بل التُقطت فى جمهورية الكونغو الديمقراطية. خلال الاجتماع الذى عُقد فى البيت الأبيض يوم 21 مايو الجارى، حيث أخرج ترامب صورة مطبوعة متّهما حكومة رامافوزا بالتقاعس عن حماية المزارعين البيض، فيما بدا تكرارا لروايته القديمة حول "إبادة جماعية بيضاء" فى جنوب أفريقيا، وهى مزاعم دحضها مرارا الخبراء والبيانات الرسمية. الصورة التى استخدمها ترامب مأخوذة من فيديو نشرته وكالة رويترز فى ديسمبر 2022، ويُظهر جنازة جماعية فى مدينة جوما شرقى الكونغو لضحايا سقطوا فى اشتباكات بين الجيش ومتمردى حركة "إم 23″، ولا علاقة لها بالمزارعين أو بجنوب أفريقيا.


وكالة نيوز
منذ ساعة واحدة
- وكالة نيوز
كيف أساء ترامب الصور لدعم ادعاءات 'الإبادة الجماعية البيضاء' في جنوب إفريقيا ، بما في ذلك فيديو الكونغو
في له اجتماع المكتب البيضاوي الأربعاء مع رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوسا ، قدم الرئيس ترامب مزاعم بالاضطهاد من المزارعين البيض في جنوب إفريقيا ، والتي اعتاد لتبريرها منح وضع اللاجئ لمجموعة من الأفريكانيين في وقت سابق من هذا الشهر. نفى رامافوسا أن هناك إبادة جماعية ، ويقول بعض الأفريكان السيد ترامب يكذب على حول 'الإبادة الجماعية البيضاء' في البلاد. في الأشهر الثلاثة الماضية من عام 2024 ، قُتل 12 شخصًا في مزارع في جنوب إفريقيا ، وفقًا لشرطة جنوب إفريقيا. وقالت الشرطة إن أحدهم كان مزارعًا أبيض ، بينما كان الآخرون عمالًا سودًا أو عمال أمن. بعض التقديرات قل في السنوات الأخيرة ، كان هناك حوالي 50 جريمة قتل في العام ، لكن تلك لا تحدد العرق. كان لدى البلاد ما يقرب من 27000 جريمة قتل في العام الماضي ، وفقا لبيانات الشرطة. قام السيد ترامب بتشغيل مقاطع الفيديو وعقد مقالات خلال اجتماع البيت الأبيض هذا الأسبوع لدعم مطالباته التي لا أساس لها. لكن الكثير مما أظهره كان يتم تحريفه. فيما يلي ثلاثة أمثلة: رويترز لقطات من الجثث في جمهورية الكونغو الديمقراطية قام السيد ترامب بإعداد مقال مطبوع من 'مفكر أمريكي' ، وهي مجلة محافظة على الإنترنت ، والتي تضمنت لقطة شاشة ، تُنسب إلى رويترز ، قال الرئيس 'أظهر جميع المزارعين البيض الذين يتم دفنهم'. لكن الفيديو الذي تم التقاطه من لقطة الشاشة كان من العمال الإنسانيين يرفعون حقائب الجسد في جمهورية الكونغو الديمقراطية ، قال رويترز. تم التقاط اللقطات في فبراير / شباط بعد معارك مميتة مع مجموعة المتمردين الكونغوليين المدعومة من رواندا في مدينة غوما. كان مقال 'المفكر الأمريكي' حول كل من الكونغو وجنوب إفريقيا ، لكن الصورة لا تظهر جنوب إفريقيا. أخبر أندريا ويدبورغ ، المحرر الإداري في 'American Thinker' ومؤلف كتاب The Post ، لرويترز أن السيد ترامب قد 'قد حدد الصورة'. خط الصلبان البيضاء ادعى السيد ترامب صورًا عن الصليب الأبيض الذي شوهد في الفيديو الذي تم تشغيله خلال اجتماعه مع رامافوسا ، أظهرت مواقع دفن المزارعين البيض. ومع ذلك ، كانت الصلبان رمزية ، جزء من احتجاج في عام 2020 بعد مقتل زوجين من الزراعة البيضاء ، وفقًا للتغطية الإعلامية المحلية. أ قال المشارك مثلوا جميع جرائم القتل في المزرعة ، وليس فقط المزارعين البيض ، على مر السنين. كانت المظاهرة ، التي عقدت بالقرب من نورمانديان ، جنوب إفريقيا ، تدعو الحكومة إلى اتخاذ المزيد من الإجراءات ضد عمليات القتل في المزرعة. اعترف رامافوسا بمشكلة الجريمة في بلده. وقال للسيد ترامب 'هناك إجرام في بلدنا'. 'الأشخاص الذين يقتلون لسوء الحظ من خلال النشاط الإجرامي ، ليسوا فقط من البيض. الغالبية منهم من السود'. تجمع لقطات من السياسي الهامش شمل الفيديو الذي قدمه السيد ترامب مقاطع من يوليوس ماليما ، زعيم حزب سياسي جنوب إفريقيا أقصى اليسار ، مقاتلي الحرية الاقتصادية. سمع وهو يغني أغنية مضادة للفرنوسيد تتضمن غنائيًا ، 'Kill the Boer' ، في إشارة إلى المزارعين البيض ، في مقاطع متعددة من السنوات الأخيرة. تم طرد ماليما من الحزب الحاكم في رامافوسا ، والمؤتمر الوطني الأفريقي ، قبل 13 عامًا ، وقال رامافوسا إن EFF هو 'حزب أقلية صغيرة' لا يمثل الحكومة. حزب المؤتمر الوطني الأفريقي أيضا نأت من الأغنية منذ أكثر من عقد من الزمان. في بيان لرويترز بعد الاجتماع بين السيد ترامب ورامافوسا ، قال EFF إن الأغنية 'تعبر عن الرغبة في تدمير نظام سيطرة الأقليات البيضاء على موارد جنوب إفريقيا'. ذكرت رويترز أن ثلاث محاكم من جنوب إفريقيا قد حكمت ضد محاولات تعيينها على أنها خطاب الكراهية ، قائلة إنه هتاف تحرير تاريخي ، وليس تحريضًا حرفيًا على العنف. و إيما لي و ديبورا باتا ساهم في هذا التقرير.