شريان حياة لتنمية ولاية إستراتيجية
❊ الطريق الوطني رقم 50 عصب اقتصادي وتنموي هامتشهد شبكة الطرقات الولائية والوطنية بتندوف، تحسنا كبيرا، بفضل المشاريع التي استفادت منها، غير أن مشاق ومتاعب كثيرة، مازالت تواجه مستعملي الطريق الوطني رقم "50"، الذي يمثل شريان التنمية المحلية والوطنية، إذ يربط ولاية تصبو إلى غد تنموي مشرق وواعد، وقد حاولت "المساء"، في هذا الاستطلاع، الإحاطة بوضعية الطرق الولائية والبلدية والوطنية في ولاية تندوف، ومهام الفرق التقنية المكلفة بمجالات الصيانة، التي تعمل على فك عزلة هذه المنطقة الشاسعة من الوطن.نظرا للتوسع العمراني الملحوظ بولاية تندوف في السنوات الأخيرة، أصبح لزاما تكثيف شبكة الطرقات وتحسينها، وهو ما لجأت إليه مصالح الأشغال العمومية، ضمن الصلاحيات الممنوحة لها قطاعيا، حيث تتربع الولاية، على مساحة إجمالية تصل إلى 158 ألف كيلومتر مربع، تتخللها شبكة من الطرقات المعبدة والمسالك، على مسافة طولها 2992.26 كلم.وحسب مصالح مديرية الأشغال العمومية بالولاية، فإن هذه الشبكة، تتألف من محور رئيسي، يربط تندوف بولايات الشمال، مرورا بولاية بشار، ويمتد من الجهة الجنوبية إلى غاية ولاية أدرار، علما أن هذا المحور الرئيسي والهام، تتفرع عنه طرق ولائية ومسالك حدودية، تربط الولاية ببعض الدول المجاورة.مسلك فعال في التنمية بالمنطقةبخصوص شبكة الطرق الوطنية، يأتي الطريق الوطني رقم 50 في الصدارة، لما له من دور حيوي وتنموي بالمنطقة، ومن خلالها انتعاش نشاطات التجارة والتنمية، وساهم في فك العزلة عن العديد من المناطق، حيث يبلغ طول الطريق الوطني رقم "50"، الذي تعول عليه الولاية في بعث نهضتها وتنميتها، نحو 1252 كلم، منها 1107 كلم داخل إقليم الولاية، منه نحو 743 كلم معبدة، و364 كلم في طور التعبيد، حسب المصالح المعنية، بالإضافة إلى وجود طريقين ولائيين معبدين، يصل طولهما إلى 151 كلم، فيما يبلغ طول الطرق البلدية، وهي اثنان فقط؛ 193 كلم كلها معبدة، أما المسالك الحدودية، فيصل طولها إلى 1416 كلم، منها 351 كلم معبدة، و1065 كلم في طور التعبيد في بعض مقاطعها.تقوم مصلحة استغلال وصيانة شبكة الطرقات، عن طريق مكاتبها الثلاثة، بمهام تسيير وصيانة شبكة الطرق، وإعداد ملف تصنيفها وإعادة تصنيفها. كما يقوم القسم الفرعي الوظيفي لتسيير حظائر عتاد الأشغال العمومية، بتسيير العتاد الموجه إلى وحدات التدخل، عبر الطرق التابعة للقسم الفرعي الإقليمي للأشغال العمومية، وبفضل التدخلات المتتالية لمختلف الورشات والمصالح الفرعية التابعة للمديرية، تم إعادة صيانة وإنجاز الطريق الوطني رقم "50"، الذي كان خلال فترة التسعينيات، كابوسا حقيقيا لمستعمليه، بسبب حالة الاهتراء والتدهور التي كانت تميزه، حيث استفاد محور 360 كلم، منذ السنوات الماضية، إلى غاية سنة 2015، من البرامج الوطنية الكبرى وعمليات الصيانة والترميم الدورية، حيث تقلصت نسبة المقاطع السيئة إلى صفر بالمائة.معاناة كبيرة لسائقي شاحنات نقل البضائعونحن نعد هذا الاستطلاع، صادفنا بعض سائقي الشاحنات التابعة للمؤسسة الوطنية للنقل البري "سنتيار"، وتحدثوا لنا عن الظروف العامة للمهنة، التي اعتبروها متعبة وشاقة. وقال سائق شاحنة لنقل الوقود "ب. ط«، البالغ من العمر 54 سنة، وهو أب لأربعة أطفال، أنه يكابد صعوبات جمة من أجل لقمة العيش وإعالة أسرته، التي يغيب عنها أسابيع عدة من أجل نقل الوقود من الشمال إلى تندوف، وتوزيعه عبر محطات الوقود المتواجدة بالولاية.أما الحاج "ق. ت«، البالغ من العمر 66 سنة، والمسؤول عن عائلة تتكون من 10 أفراد، فقال بأنه التحق بالعمل بالمؤسسة منذ سنة 1980، وعايش عدة ظروف طبيعية كالحر وبرد الشتاء أثناء تنقلاته عبر مختلف ولايات الوطن، حيث كشف عن المعاناة الكبيرة التي يتلقاها هو ورفاقه أثناء السير لمسافة طويلة، عبر الطريق الوطني رقم "50"، تزيد عن 800 كلم، الأمر الذي يحتم عليهم قضاء لياليهم تحت ضوء قمر الصحراء وحرها الشديد، في جماعات كأنهم أسرة واحدة، وحدتهم المعاناة والبحث عن لقمة العيش، رغم صعوبة المناخ وقلة الإمكانيات أحيانا، إضافة إلى قلة قطع الغيار، التي تتلف بسبب وضعية الطريق كالعجلات المطاطية التي تتلف وتضيع، بسبب الارتفاع الشديد للحرارة. وأوضح محمد، وهو سائق شاب (40 عاما)، أنه مكث ثلاثة أيام بقرية نائية، ينتظر إمداده بعجلات مطاطية تجلب له من الشمال.الطرق الحدودية والمسالك في وضعية جيدةتتميز الطرق الحدودية والمسالك في تندوف، بحالة جيدة، بفضل البرامج القطاعية المخصصة لها، ومنها الطريق الرابط بين مدينة تندوف والنقطة الكلومترية "75"، وحدود الجمهورية الإسلامية الموريتانية، على مسافة 73 كلم، إلى جانب الطريق الحدودي الرابط بين تندوف ومنطقة أم لعشار، مع الحدود المغربية على مسافة 120 كلم، والمسالك الحدودية على مسافة 1416 كلم، منها 351 كلم كلها معبدة، حسب تقرير مصالح الأشغال العمومية بالولاية.وحدات التدخل تتعزز بمنشآت إضافية جديدةتعززت وحدات التدخل، التابعة لمديرية الأشغال العمومية بتندوف، بوحدة مراقبة وتدخل عبر الطرقات "إسير"، والتي أنشئت بقرار وزراي سنة 2015، ومن مهامها الرئيسية، مراقبة شبكة الطرقات عبر الولاية والتدخل بصفة يومية لصيانة الطرق. وأفادت مصالح الأشغال العمومية بالولاية، أنه تم إنجاز دور للصيانة، تضم 120 عامل متعاقد، و8 موظفين، هدفها الإشراف على حالة الطرق من قريب وصيانتها، وهي منشآت وهياكل تقنية مجهزة بكل العتاد والتجهيزات الضرورية، مشيرة إلى أن هذه الفرق تقوم بإنجاز أشغال الصيانة العادية، منها صيانة الإشارات العمودية والأفقية، والسهر على سيولة وانسيابية حركة المرور في جميع الأحوال.تركيب لافتات بالطرقات ومحاور الدوران
شرعت الفرق التقنية والصيانة، التابعة لمديرية الأشغال العمومية بتندوف، من أجل إضفاء طابع عمراني وجمالي على المدينة، ضمن المهام المسندة لها، في عملية تركيب ووضع لافتات عند مفترق الطرق بمطار الرائد "فراج"، وتكثيف اللافتات والإشارات عبر الطريق الوطني رقم "50"، حيث تندرج هذه العملية، حسب نفس المصالح، في إطار تزيين وجه المدينة، وتجسيد مخطط مروري يساعد أصحاب المركبات على احترام قانون المرور، والتقليل من الحوادث التي يحصدها أحيانا الطريق الوطني رقم "50"، الرابط بين ولاية تندوف وولاية بشار نحو باقي ولايات الوطن، حيث تم على طول هذا الطريق، تثبيت إشارات المرور اللازمة لتسهيل عملية عبوره الآمن، والحد من حوادث المرور التي يشهدها هذا الطريق الحيوي. من جهة أخرى، استحسن سائقو المركبات والشاحنات هذا الإجراء، واعتبروه مسألة مهمة لتسهيل السياق، خاصة في الليل مع العبور المفاجئ لقطعان الإبل. كما قامت نفس المصالح المكلفة بعمليات صيانة الطرقات، بحملة نظافة شملت الطريق الوطني رقم "50" عند محور الدوران، المؤدي إلى المعبر الحدودي "مصطفى بن بولعيد"، على مستوى النقطة الكيلومترية رقم "75". الطريق البري "تندوف - أزويرات" متنفس تجاري حيوي
يعد الطريق البري، بين تندوف في الجزائر والزويرات في موريتانيا، محورا استراتيجيا يبلغ طوله حوالي 840 كيلومتر، ويتم إنجازه من قبل مؤسسات جزائرية، بتكفل من قبل مكتب دراسات جزائري، حيث يوفر خطوط طرق دولية هامة ويسمح للمتعاملين الجزائريين بالوصول إلى الأسواق الأفريقية عبر موريتانيا. كما يعزز التعاون الاقتصادي بين الجزائر وموريتانيا، ويسهل المبادلات التجارية. سيسمح هذا الطريق، بفتح محاور طرق دولية هامة، والسماح للمتعاملين الجزائريين بالولوج إلى الأسواق الإفريقية، مرورا بموريتانيا، وكذا تعزيز التعاون الاقتصادي بين المتعاملين الاقتصاديين لكلا البلدين، وتنشيط الحركية الاقتصادية، وضمان انسيابية المبادلات التجارية. وقد سخرت الجزائر من جهتها، كل الإمكانيات المادية والبشرية من أجل تسريع وتيرة إنجاز هذا الطريق، الذي يمثل بوابة لإفريقيا عن طريق دولة موريتانيا.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

جزايرس
منذ 4 ساعات
- جزايرس
الابتلاء.. رفعةٌ للدرجات وتبوُّؤ لمنازل الجنات
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. ونجد أحيانا أن البلاء يشتد على أهل الإيمان أكثر مما يحصل لغيرهم، وإذا لم يحمل المؤمن النظرة الصحيحة للبلاء فسوف يكون زللُه أكبر من صوابه، ولا سيما أن بعض المصائب تطيش منها العقول لضخامتها وفُجاءَتها – عياذاً بالله. ولا بد للمسلم أن يستشعر بأن الله وعد في كتابه (فإن مع العسر يسرا).ولابد للمسلم أن يستشعر الحكمة من البلاء لأن الله سبحانه وتعالى لا يبتلينا ليعذبنا، بل ليرحمنا. وأن على المؤمن أن ينظر إلى البلاء- سواءً كان فقداناً للمال أو الصحة أو الأحبة- وهي في نصوص الكتاب والسنة...الابتلاء امتحاننعم امتحان وابتلاء، فنحن في قاعة امتحان كبيرة نُمْتحن فيها كل يوم فما هذه الدنيا إلا دار بلاء و اختبار و الآخرة هي دار الجزاء، وكلنا ممتحن في كل ما نملك وفي كل ما يعترينا في هذه الحياة حتى نلقى الله . قال تعالى: كُل نَفسٍ ذَائِقَةُ المَوتِ وَنَبلُوكُم بِالشر وَالخَيرِ فِتنَةً وَإِلَينَا تُرجَعُونَ. [ الأنبياء: 35 ].وقال جل ذكره: أَحَسِبَ الناسُ أَن يُترَكُوا أَن يَقُولُوا ءامَنا وَهُم لاَ يُفتَنُونَ (2) وَلَقَد فَتَنا الذِينَ مِن قَبلِهِم فَلَيَعلَمَن اللهُ الذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعلَمَن الكَاذِبِينَ. [ العنكبوت: 2-3 ].وليس في هذه الدنيا من لا يمتحن. وكيف لا وقد ابتلى الله الأنبياء ففي الحديث الصحيح: "أشد الناس بلاءً الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل..." [ رواه البخاري ]. ولكن في هذا الامتحان من يصبر فيفوز، كما أن هناك من يجزع ويعترض على الله – عياذاً بالله فيخسر ويشقىورحم الله الفضيل بن عياض حين قال: " الناس ما داموا في عافية مستورون، فإذا نزل بهم بلاء صاروا إلى حقائقهم؛ فصار المؤمن إلى إيمانه، وصار المنافق إلى نفاقه" ...الابتلاء قسمة وقدرإنَّ الله تعالى قسم بين الناس معايشهم وآجالهم، قال تعالى: نَحنُ قَسَمنَا بَينَهُم معِيشَتَهُم في الحَياةِ الدنيَا. [الزخرف: 32 ]. فالرزق مقسوم، والمرض مقسوم، والعافية مقسومة، وكل شيء في هذه الحياة مقسوم. فارضَ بما قسم الله لك يا عبد الله، ولا تجزع للمرض، ولا تكره القدر، ولا تسب الدهر، فإن الدقائق والثواني والأنفاس كلها بيد الله تعالى يقلبها كيف يشاء، فيُمرِض من يشاء، ويعافي من يشاء، ويبتلي من يشاء أَلاَ لَهُ الخَلقُ وَالأمرُ. [الأعراف: 54]. – بلى سبحانه وتعالى.وما دام الأمر كذلك فسلِّم أمرك لله أيها المبتلى، واعلم أنَّ ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك، وأن من يريد أن تكون الحياة على حال واحدة، فكأنما يريد أن يكون قضاء الله تعالى وفق هواه وما يشتهيه. وهيهات هيهات...الابتلاء خير ونعمة بشرطوأياً كانت هذه القسمة وهذا الامتحان فهو خير للمؤمن وليس لأحد غيره، ولكن بشرط الشكر على النعماء، والصبر على البلاء. وفي الحديث الصحيح: "عجباً لأمر المؤمن، إن أمره كله له خير، وليس ذلك لأحدٍ إلا للمؤمن؛ إن أصابته سرَّاء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضرَّاء صبر فكان خيراً له" [ رواه مسلم ].وما أصدق الشاعر إذ يقول:قد يُنعم الله بالبلوى وإن عظمت...........ويبتلي الله بعض القوم بالنعموأجمل من ذلك قول الحق سبحانه وتعالى: "فَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئاً وَيَجعَلَ اللهُ فِيهِ خَيراً كَثِيراً". [النساء:1] وقوله: "وَعَسَى أَن تَكرَهُوا شَيئًا وَهُوَ خَيرٌ لكُم وَعَسَى أَن تُحِبوا شَيئًا وَهُوَ شَر لكُم وَاللهُ يَعلَمُ وَأَنتُم لاَ تَعلَمُونَ" .لذا فاعلم يا عبد الله أنه إنَّما ابتلاك الذي أنعم عليك، وأخذ منك الذي أغدق عليك. وليس كل ما تكرهه نفسك فهو مكروه على الحقيقة، ولا كل ما تهواه نفسك فهو نافع محبوب، والله يعلم وأنت لا تعلم.يقول بعض السلف: إذا نزلت بك مصيبة فصبرت، كانت مصيبتك واحدة. وإن نزلت بك ولم تصبر، فقد أُصبت بمصيبتين: فقدان المحبوب، وفقدان الثواب".ومصداق ذلك من كتاب الله عز وجل قوله تعالى: وَمِنَ الناسِ مَن يَعبُدُ اللهَ عَلَى حَرفٍ فَإِن أَصَابَهُ خَيرٌ اطمَأَن بِهِ وَإِن أَصَابَتهُ فِتنَةٌ انقَلَبَ عَلَى وَجهِهِ خَسِرَ الدنيَا وَالآخِرَةَ ذلِكَ هُوَ الخُسرانُ المُبِينُ. [الحج: 11 ]... الابتلاء محطة تمحيص وتكفيرالابتلاء محطة نتوقف فيها برهة من الزمن فإذا بأدران الذنوب والمعاصي تتحاتّ منا كما يتحات ورق الشجر؛ إذ المؤمن يُثاب على كل ضربة عرق، وصداع رأس، ووجع ضرس، وعلى الهم والغم والأذى، وعلى النَصَب والوَصَب يصيبه، بل وحتى الشوكة يشاكها. وفي الحديث: "ما يصيب المسلم من نَصَبٍ ولا وَصَبٍ – وهما المرض والتعب – ولا همٍ ولا حزنٍ ولا غمٍ ولا أذى، حتى الشوكة يشاكها، إلا كفَّر الله بها من خطاياه" [ متفق عليه ].فالأجر ثابت يا عبد الله، على كل ألمٍ نفسي أو حسي يشعر به المؤمن إذا صبر واحتسب. فقد جاء في كتب السنة "أن النبي دخل على أم السائب ، فقال لها: ما لكِ تزفزِفين ؟ قالت: الحمى لا بارك الله فيها. فقال: لا تسبي الحمى فإنها تُذهِب خطايا بني آدم كما يذهب الكير خبث الحديد" [ رواه مسلم ]. إن البلاء يعتري المسلم فيمحو منه – بإذن الله- أدران الذنوب والمعاصي إن كان مذنباً مخطئاً – وكل ابن آدم خطَّاء كما مرَّ معك –.. فإن مع العسر يسراوإن لم يكن كذلك فإن البلاء يرفع درجاته ويبوِّئه أعلى المنازل في الجنة. وقد جاء في الحديث أن الله عز وجل يقول لملائكته إذا قبضوا روح ولد عبده: "قبضتم ثمرة فؤاده؟ فيقولون: نعم. فيقول: ماذا قال عبدي؟ فيقولون: حمدك واسترجع. فيقول: ابنوا لعبدي بيتاً في الجنة وسمُّوه بيت الحمد" [ رواه أحمد وحسنه الألباني ]. ويقول سبحانه في الحديث القدسي: "ما لعبدي المؤمن عندي جزاءٌ إذا قبضت صَفِيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه إلا الجنة" [ رواه البخاري ].بل ترفع درجات المؤمن حينما يُبتلى بما هو أقل من ذلك، ففي الحديث أن النبي قال: "ما من مسلم يُشاك شوكة فما فوقها إلا كتبت له بها درجة، ومحيت عنه بها خطيئة" [ رواه مسلم ]... الابتلاء علامة حب ورأفةإن المصائب والبلاء امتحانٌ للعبد، وهي علامة حب من الله له؛ إذ هي كالدواء، فإنَّه وإن كان مراً إلا أنَّك تقدمه على مرارته لمن تحب – ولله المثل الأعلى – ففي الحديث الصحيح: "إنَّ عِظم الجزاء من عظم البلاء،وإنَّ الله عز وجل إذا أحب قوماً ابتلاهم، فمن رضي فله الرضا، ومن سخط فله السخط" [ رواه الترمذي وصححه الألباني ].يقول ابن القيم : "إنَّ ابتلاء المؤمن كالدواء له، يستخرج منه الأدواء التي لو بقيت فيه لأهلكته أو نقصت ثوابه وأنزلت درجته، فيستخرج الابتلاء والامتحان منه تلك الأدواء، ويستعد به إلى تمام الأجر وعلو المنزلة ..." إلى آخر ما قال.ويكفي الخير الذي في البلاء أنه يرفع درجات المؤمن الصابر يقول رسول الله صلى الله عليه و سلم : "إذا أراد الله بعبده الخير عجَّل له العقوبة في الدنيا، وإذا أراد بعبده الشر أمسك عنه بذنبه حتى يوافيه به يوم القيامة [ رواه الترمذي وصححه الألباني ]. وختاماً فعلى المؤمن أن يصبر على البلاء مهما اشتد فإن مع العسر يسراً، وعذاب الدنيا أهون من عذاب الآخرة.

جزايرس
منذ 4 ساعات
- جزايرس
ثواب الاستغفار ومقدار مضاعفته
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. الإجابةالحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحبه، أما بعد :فإن ما سمعتِه عن ثواب الاستغفار المذكور إذا كان مقصود صاحبه أن الاستغفار، أو غيره من الأقوال، أو الأفعال التي يتقرب بها إلى الله تعالى، وتستجلب بها الحسنات لا تضاعف، فهو غير صحيح، بل إن ثواب الطاعة، ومن بينها الاستغفار يضاعف عشر مرات، بل إن التضعيف قد يزيد على سبعمائة، أو أكثر من ذلك، إلى ما شاء الله، فقد جاء في الحديث القدسي الذي رواه الإمام مسلم، وغيره: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يقول الله عز وجل: من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها، أو أزيد.قال النووي في شرحه على صحيح مسلم: قوله تعالى: فله عشر أمثالها، أو أزيد معناه: أن التضعيف بعشرة أمثالها لا بُدّ بفضل الله ورحمته، ووعده الذي لا يخلف، والزيادة بعدُ بكثرة التضعيف إلى سبعمائة ضعف، وإلى أضعاف كثيرة يحصل لبعض الناس دون بعض، على حسب مشيئته سبحانه وتعالى. وقال العراقي في طرح التثريب: وفي الصحيحين عن ابن عباس -رضي الله عنهما- عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فيما يروي عن ربه تبارك وتعالى قال: إن الله كتب الحسنات والسيئات، ثم بيّن ذلك، فمن هم بحسنة فلم يعملها كتبها الله عز وجل عنده حسنة كاملة، وإن هم بها فعملها كتبها الله عنده عشر حسنات، إلى سبعمائة ضعف، إلى أضعاف كثيرة وهو صريح في أن التضعيف لا يقف على سبعمائة، بل قد يزيد عليها، لمن أراد الله تعالى زيادته له، وهو أحد القولين في قوله تعالى: والله يضاعف لمن يشاء {البقرة: 261} انتهى. الله أعلم

جزايرس
منذ 4 ساعات
- جزايرس
من أسماء الله الحسنى.. "الناصر، النصير"
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص. قال ابن جرير: (بَلِ اللّهُ مَوْلاَكُمْ) وليُّكم وناصركم؛ على أعْدَائه الذين كفروا (وَهُوَ خَيْرُ النَّاصِرِينَ) لا مَنْ فررتم إليه؛ مِنَ اليهود وأهل الكفر بالله !! فبالله الذي هو ناصِركم ومولاكُمْ فاعْتصِموا، وإياه فاسْتنصروا، دون غيره ممن يَبْغيكم الغوائل، ويرصدكم بالمكاره. وقال في قوله: (وَكَفَى بِاللّهِ نَصِيراً): وحَسبكم بالله ناصراً لكم على أعدائِكم؛ وأعداء دينكم، وعلى من بغاكم الغَوائل، وبَغَى دينكم العِوج. وقال: (وَنِعْمَ النَّصِيرُ): وهو النَّاصر. وقال: (نَصِيراً) يقول: ناصراً لك على أعدائك، يقول: فلا يَهُولَنَّكَ أعْداؤك مِنَ المشركين، فإني ناصرُك عليهم فاصْبر لأمْري، وامْضِ لتبليغ رسَالتي إليهم.وقال الحليمي: (النّاصر) هو المُيَسِّرُ للغلبة. و(النَّصير): وهو الموثوقُ منه؛ بأنْ لا يُسلم وليَّه؛ ولا يَخْذله.وقال القرطبي: وله معانٍ منها: العَوْن، يقال: نَصَره الله على عَدُوه؛ يَنْصره نصراً، فهو ناصرٌ ونصير للمبالغة، والاسم: النُّصْرة، والنَّصير: النَّاصر. وقال الأصْبهاني:"النَّصير والنَّاصر" بمعنى، ومعناه: ينصرُ المؤمنين على أعْدائهم، ويُثبِّتُ أقْدَامهم عند لقاء عَدُوهم، ويُلقي الرُّعبَ في قلوب عدوهم. وقال ابن كثير: (فَنِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ): يعني نِعْم الولي، ونعم النَّاصر مِنَ الأعداء.