أبناء الطفيلة يستذكرون بعيد الجلوس مسيرة الإنجاز والتحديث بمختلف الصعد التنموية
الطفيلة سمير المرايات- سجلت العزيمة الهاشمية منذ جلوس جلالة الملك عبد الله الثاني على العرش، إنجازا تلو الإنجاز، وتنمية اثر تنمية، نقلت محافظة الطفيلة إلى مساحات من النهضة والتطور والحداثة في مختلف المجالات التنموية وأوجدت فرصا للإنجاز والابتكار والحياة الفضلى عبر خدمات تعليمية وصحية واجتماعية متطورة ومشروعات تشغيلية وصروحا علمية وتعليمية وطبية متميزة.
واستذكرت الفعاليات الرسمية والشعبية والشبابية في محافظة الطفيلة، المنجزات التي تحققت في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني والمكارم الملكية التي طالت مختلف الصعد التنموية والمجالات الخدمية التي أسهمت في إحداث نقلة نوعية في حياة المواطنين.
وقال محافظ الطفيلة الدكتور عمر الزيود، إن محافظة الطفيلة شهدت في عهد جلالة الملك، نقلة نوعية في مختلف المجالات التنموية ضمن مشروعات ومبادرات شملت القطاعات الصحية والتعليمية والاجتماعية والزراعية والسياحية وغيرها.
وأضاف أن جلالة الملك عبدالله الثاني، منذ توليه سلطاته الدستورية، كان وما زال حريصا على التواصل المباشر مع أبناء شعبه، عبر زيارات متكررة للمحافظات تسهم في النهوض بالمجالات التنموية، وتلمس مطالب المواطنين واحتياجاتهم، ضمن نهج ملكي يجسد أسمى معاني المحبة بين القيادة والشعب.
ولفت الزيود إلى الجولات الحكومية التفقدية لمحافظة الطفيلة التي تجسد الاهتمام الملكي بمحافظة الطفيلة، والتي توجت بتحقيق منجزات نقلت الطفيلة نحو التقدم والازدهار بدءا من إقامة جامعة الطفيلة التقنية قبل نحو 20 عاما مرورا ببناء الصروح الطبية، كمستشفى الطفيلة الحكومي والمراكز الصحية والشبابية والملاعب وانتهاء بالتنمية الزراعية وتطوير المواقع السياحية .
وأشار رئيس مجلس محافظة الطفيلة أحمد الحوامدة، إلى دور مجالس المحافظات التي جاءت لترجمة رؤية جلالة الملك بأن يصبح مجلس المحافظة هو الوحدة التنموية الحقيقية، لافتا إلى أن مجلس المحافظة حقق على مدار السنوات الماضية، نسبا من الإنجاز والإنفاق على مشروعات خدمية وتشغيلية وتدريبية فاقت الـ 60 مليون دينار ، إذ تعتبر مجالس المحافظات كما قال جلالة الملك " إن مجالس المحافظات والبلديات مفتاح أي تطوير في بلدنا وركيزة أساسية في التحديث السياسي".
وقال رئيس جامعة الطفيلة التنقية الدكتور بسام المحاسنة، إن جلالة الملك اختط منذ اليوم الأول لتسلم سلطاته الدستورية واعتلائه للعرش، نهجا للإصلاح والتنمية في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية تمثلت بالإصرار والتصميم على تجذير أسس الديمقراطية والعدالة بما يعود بالنفع المباشر على حياة المواطنين.
ولفت إلى الخدمات الاكاديمية والرياضية التي تقدمها الجامعة للطلبة، من خلال توفير المرافق العامة المتعددة، كالمجمع الرياضي الذي يحتوي على التجهيزات الرياضية والصالات الداخلية والخارجية في جميع الألعاب الرياضية.
وأكد رئيس غرفة تجارة الطفيلة عودة الله القطيطات، أن الطفيلة حظيت في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني، بإنشاء مدينة الطفيلة الصناعية بكلفة تجاوزت الـ 10 ملايين دينار.
وثمن القرار الحكومي الرامي إلى تقديم إعفاءات وتخفيضات للمستثمرين في المدينة الصناعية في خطوة تهدف إلى جذب الاستثمار وتوفير فرص العمل، من خلال قرار إعفاء الشركات والمصانع التي تنشأ أو تسجل خلال عام من تاريخه في مدينة الطفيلة الصناعية من أسعار الكهرباء لمدة ثلاث سنوات، بالإضافة إلى تخفيض أسعار الأراضي في المدينة الصناعية بنسبة 50 بالمئة، ليصبح سعر المتر المربع 5 دنانير فقط، إذ يشكل هذا القرار مرحلة جديدة من مراحل زيادة نمو الاستثمار في المدينة الصناعية وبالتالي زيادة فرص العمل لتصل إلى أكثر من 500 فرصة عمل جديدة.
ولفت رئيس اتحاد الجمعيات الخيرية عامر النعانعة، إلى الدعم الملكي المتواصل لقطاع الجمعيات الخيرية لجهة تعزيز دورها المجتمعي والتنموي وباعتبار الجمعيات شريكا استراتيجيا في العمل الاجتماعي والتنموي.
وعبر رئيس بلدية بصيرا الدكتور جهاد الرفوع، عن اعتزازه بالنهج الملكي المتواصل وبتوجيهات جلالة الملك للحكومات بضرورة شمول المحافظات بالتنمية المستدامة ومنها لواء بصيرا، والذي كان له نصيب من مخرجات الجولات واللقاءات الحكومية التي كانت محط ثقة واعتزاز أبناء بصيرا الطفيلة عامة، لا سيما في مجالات تحسين البنى التحتية للمراكز الصحية وتحسين التزويد المائي للقادسية وبناء قصر عدل للطفيلة ودعم الأنشطة الثقافية مثل مخيم ضانا الإبداعي وغيرها .
وبين رئيس بلدية الطفيلة الكبرى الدكتور حازم العدينات، أن الطفيلة شهدت في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني مستويات مميزة في العمل البلدي، حيث كان الاهتمام الملكي المتواصل بدعم البلديات ورفع موازناتها لتمكينها من المضي قدما في تطوير خدماتها المقدمة للمواطنين وأن تكون أحد الروافع التي يقع على عاتقها القيام خدمة الوطن والمواطن.
ولفت مدير عقد إدارة مياه الطفيلة المهندس ربيع العمايرة، إلى أن قطاع التزويد المائي شهد في عهد جلالته تطورا وحداثة في شبكات التزويد المائي ومحطات الضخ والحفاظ على البيئة والصحة العامة من خلال إقامة محطة تنقية حديثة بكلفة تجاوزت 25 مليون دينار، مشيرا إلى أن القرارات الحكومية الأخيرة جاءت ضمن خطة لتحسين التزويد المائي في المحافظة، تشمل تأهيل محطات الضخ، وتحديث شبكات المياه، وتنفيذ خطين ناقلين في منطقتي القادسية وارحاب، بكلفة إجمالية تقارب 25 مليون دينار، ستنفذ خلال العام الحالي والعامين المقبلين.
وبين مدير مديرية أشغال الطفيلة المهندس عمار الحجاج، أن قطاع الأشغال العامة شهد في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني تنفيذ شبكات من الطرق الرئيسة والفرعية في الطفيلة أسهمت في التنمية الاقتصادية والسياحية والزراعية، لافتا إلى مواصلة هذه المنجزات خلال العام الحالي الذي سيشهد تطوير واقع الطرق الرئيسة والفرعية في الطفيلة، إذ جرى تخصيص مليونين و 700 ألف دينار لها لهذا العام ضمن مخصصات مجلس المحافظة، لافتا إلى حرص الحكومة على استكمال مشروع تحسين طريق الطفيلة باتجاه الكرك وغيرها من مشروعات تطوير البنى التحتية ومشروعات الانارة.
وأشارت مديرة سياحة الطفيلة خلود الجرابعة إلى أن جلالة الملك عبد الله الثاني، أكد خلال زيارته الأخيرة للطفيلة إلى أهمية رفع مستوى الخدمات بالأماكن السياحية مثل محمية ضانا وقلعة السلع؛ لجذب عدد أكبر من الزوار، مشيرا إلى دور متحف الطفيلة، الذي جرى افتتاحه، في تعزيز النشاط السياحي، في وقت حظي فيه القطاع السياحي في عهد جلالته باهتمام متواصل من خلال تطوير المواقع السياحية في حمامات عفرا المعدنية وشارع القلعة والسلع والمعطن وغيرها من المواقع السياحية، فضلا على تنفيذ مشروعات انتاجية وبيئية في محمية ضانا للمحيط الحيوي.
ولفت مدير شباب الطفيلة إلى رؤى جلالة الملك عبدالله الثاني وسمو الأمير الحسين بن عبدالله الثاني، ولي العهد، في توجيه الشباب نحو التشغيل الذاتي وإدماج المجتمعات ومؤسسات المجتمع المحلي لإحداث التنمية المستدامة وخلق المزيد من فرص العمل.
كما ثمن مدير مديرية زراعة الطفيلة الرؤى والتوجيهات الملكية للاهتمام بالقطاع الزراعي، بصفته ركيزة أساسية للتنمية بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والبيئية مع العمل على مساعدة المزارعين للتحول من الزراعات التقليدية إلى الزراعات ذات القيمة المضافة العالية، مشيرا إلى سعي مديرية زراعة الطفيلة إلى تنفيذ مشروعات انتاجية بالتعاون مع مجلس المحافظة لإيجاد أسر منتجة.
كما أشار مدير التربية والتعليم الدكتور عمران اللصاصمة إلى الرؤية والتوجيهات الملكية نحو الارتقاء بالعملية التعليمية والبنى التحتية لجهة إيجاد بيئة تعليمية آمنة فضلا على تطوير المباني المدرسية والحد من المدارس المستاجرة، لافتا إلى أنه جرى خلال السنوات الثلاث الماضية إقامة نحو 11 مدرسة أساسية وثانوية والعمل جار حاليا على إقامة مدرستين جديدتين وصيانة مدارس أساسية وثانوية في العديد من مناطق الطفيلة.
وبين مدير مديرية البيئة في الطفيلة المهندس أحمد المهايرة، أن الأردن يمضي بتوجيهات جلالة الملك برؤية التحديث الاقتصادي بالتوازي مع الحد من المخاطر البيئية وندرة الحياة البيئية.
وأضاف أن مجلس الوزراء اتخذ قرارا بالسير في اجراءات إقامة متنزه عابل البيئي بكلفة 660 ألف دينار والذي يعد من أبرز الغابات الطبيعية في المنطقة الجنوبية من الطفيلة على مساحة تبلغ 23 دونما.
واكتسبت الجولات التفقدية لرئيس الوزراء لمحافظة الطفيلة في مضامينها صفة التوجيه لدعم القطاعات ذات المساس بالاحتياجات التعليمية والشبابية والتشغيلية ضمن توجيهات جلالة الملك عبد الله الثاني.
--(بترا)

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

عمون
منذ 2 ساعات
- عمون
رسالة الملكة للأسرة الأردنية في الجلوس الملكي الـ26
"كيف لا أستند إلى قلبك، ووطن بأكمله يستند إليك".. بهذه العبارة المفعمة بالمحبة والوفاء، وجّهت جلالة الملكة رانيا العبدالله رسالتها إلى جلالة الملك عبدالله الثاني والشعب الأردني بمناسبة الذكرى السادسة والعشرين لعيد الجلوس الملكي. رسالة قصيرة بمعاني كبيرة تستحق أن تكون محور مقالة تنساب منها نسائم المحبة الصادقة، المخلصة، المعتقة بحناء الانتماء وعبق الوفاء. رسالة لكل بيت أردني، مختومة بختم المودة والتعبير الإنساني العفوي، صاغتها لغة ثقافية، لتكون مصكوكة وطنية، يشع منها دفء العاطفة الجياشة، في إشارة رمزية للأسرة الأردنية الواحدة، الموحدة. رسالة تناولت مناسبة عزيزة لها صلة بمؤسسة ذات مكانة وطنية لدى الأردنيين (مؤسسة العرش )، من زاوية بعيدة كل البعد عن صياغة و تعقيدات اللغة الرسمية و شكلياتها ، لتصدر بلغة تعبيرية هي الأقرب إلى القلب ، اجمل ما فيها التلقائية و البساطة، تعكس مدى انسجام ثنائي الأسرة الملكية في إشارة هي دعوة لكل ذي موقع أن يكون قدوة في تعامله تجاه إسرته الصغيرة و الكبيرة ( الوطن). رسالة هي الوصية و آية الكرسي و الحرص على تلاوتها . هي تعويذة التفاؤل و تمائم الاهتمام بالمستقبل. هي دعوة للمحافظة على أحد أهم عناصر قوة الدولة الأردنية، و ركائز صمودها و استمرار ازدهارها ، فحواها: تماسك النسيج المجتمعي. رسالة تؤكد أن الأواصر المجتمعية القائمة على التشاركية والاحترام المتبادل، هي النواة الصلبة التي تبنى عليها لبنات المجتمع الأردني: مجتمع موحد ، راسخ في موروثة ، مواكب للحداثة ، ساع نحو المدنية ، يجمع بين الأصالة والتجدد، يصون القيم و يتكيف مع التغيرات و التصدي للتحديات ليظل الاردن وطنا قويا منيعا عزيزا كريما آمنا مطمئنا مستقرا.

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
عيد الجلوس الملكي
هو عيد الامل و الحياة الكريمة لكل الاردنين , واخص ذكرا بالاردنين ذوي الاعاقة و كبار السن و الاطفال . ان صناعة الامل الذي تبناها جلالة الملك من خلال اطلاله في قمة برلين 2025 ورعايته وافتتاحه لمؤتمر الاعاقة الدولي الثالث والذي تتمثل الامم المتحدة فية بكافة فروعها و البنك الدولي واكثر من الف منظمة تعني و تختص بذوي الاعاقة دمجا بالمجتمعات و منح للفرص المعززة لمساواتهم بغيرهم و توفيرالدعم المجتمعي لحصول تلك الفئة على الفرصة للتعبير عن قدراتهم وامكانياتهم برغم الاعاقة .. انه خير دليل على ترسيخ مبادئ الجلوس الملكي . ان احتفالا اليوم بعيد الجلوس الملكي هو تعبير عن امتتنان و تقدير لعرفان منا نحن ذوي الاعاقة بالاخص على جهود خارقة مميزة ومستمرة قام و يقوم بها جلالة الملك المعظم في سبيل جعل حياة ذوي الاعاقة ميسرة و منتجة ومشاركة و مقبولة , فالتزام الاردن بمواثيق الامم المتحدة مثل حقوق الانسان و حقوق ذوي الاعاقة و انتاج قانون عصري مواكب لها كقانون الاشخاص ذوي الاعاقة 20 لعام 2017 و انشاء مجلس اعلى للاشخاص ذوي الاعاقة و تكليف كبير امناءة برئاسته و التأييد المستمر للدور المشترك مع الحكومة عبر وزارة التنمية الاجتماعية, وما هذا وذاك الا محصلة لاقتناع سيد البلاد بدور ذوي الاعاقة المواطنين بوطنهم حقوقا وواجبات . ونحن نحتفل في عيد الجلوس الملكي واخص هنا ذوي الاعاقة ليسبقنا اجتهادنا بالدور المطلوب من القطاع الخاص نحو ذوي الاعاقة ولهم في هذه المناسبة و صاحبها الكثير لتطبيقة . ومؤسساتهم المجتمعية امثال جمعية البنوك و النقابات و غرف التجارة و الصناعة والاتصالات و المستشفيات والجامعات و الصناعات الكبرى و المناطق الصناعية و غيرها من غرف و مؤسسات . ان الواجب الانساني ومن وحي المناسبة العزيزة ليرتقى الى انتاج مبادرات خلاقة تعني وتختص بذوي الاعاقة و تفتح الطريق امام اخرين لتتنافس في تيسير السبل من دعم و دمج و مشاركة للوصول الى احد اهم اهداف عيد الجلوس الملكي . نرفع نحن ذوي الاعاقة الى مقام جلالة الملك المعظم ايات الشكر والعرفان والتقدير و الولاء بهذة المناسبة اعادها الله و قد تحققت طموحات سيد البلاد وجهوده . حمى الله هذا الوطن ورايات الهاشمين خفاقة . *خليل ابراهيم ابولبن/ رئيس جمعية العناية بمرضى الباركنسون.

عمون
منذ 3 ساعات
- عمون
مناسبة الجلوس الملكي .. استذكار للانجازات ووفاء للقائد المفدى
يحتفل شعبنا هذه الأيام "بباقة جميلة" من المناسبات الوطنية والدينية: منها الاستقلال ؛ وتعريب الجيش ؛ والثورة العربية الكبرى؛ وعيد الجلوس الملكي؛ وعيد الأضحى؛ وتأهل منتخبنا الوطني لكرة القدم (لأول مرة في تاريخه) إلى المونديال ٢٠٢٦ . وهي مناسبات يتفاعل معها شعبنا بكل حيوية ونشاط وفرح . فالاعياد تعني الفرح دائما، مهما كانت ظروف الحياة ، كونها تعيد الحيوية للفرد والمجتمع، وتساهم في تجديدها وبث روح الأمل في مستقبل زاهر لوطننا وشعبنا ، وهي أيضا فرصة لاستذكار ماضي الآباء والاجداد ، والانجازات التي تحققت، ومسيرة البناء التي اوصلتنا إلى ما نحن عليه الآن من منجزات وتميز ، وهي فرصة لترسيخ الوحدة مع بلدنا وقيادتنا ، والالتفاف حولها، وتجديد الأمل معها نحو مستقبل افضل لنا ولاجيالنا القادمة، إضافة إلى كونها مناسبة لتعزيز الشخصية الوطنية، أو إن شئتم ، الذات الوطنية. اما احتفالاتنا بذكرى الجلوس الملكي السادس والعشرين ، فهي مناسبة لاستعراض مسيرة الإنجازات المباركة لشعبنا ووطننا في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني، وترسيخ حالة الولاء والوفاء للقائد والعرش المفدى ، الذي يقود بلدنا نحو التحديث والتقدم والازدهار. وهنا يمكن التوقف عند أبرز المحطات لهذه المسيرة المباركة: اولا: لقد تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية في ظروف اقليمية ودولية بالغة الخطورة والتعقيد ،ومنها: حرب الخليج ومالاتها ، واحداث الحادي عشر من أيلول ٢٠٠١ وتداعياتها، وتطورات القضية الفلسطينية، وتعقيداتها ، والازمة الاقتصادية العالمية، وانعكاساتها الإقليمية والدولية، و"تسونامي" ما سمي بالربيع العربي، وارتدادته على المنطقة والعالم، وجائحة كورونا التي قلبت العالم رأسا على عقب، وليس آخرها العدوان الصهيوني الغاشم على شعبنا الفلسطيني في غزة والضفة الغربية والقدس، إثر أحداث السابع من أكتوبر لعام ٢٠٢٣، والتي نسفت مصفوفة القيم الإنسانية من أساسها، وعرت وافقدت منظومة العلاقات الدولية من هذه القيم ، وجعلتها عاجزة أمام جريمة العصر التي لم تشهد البشرية، في عصرها الحديث ، مثيلا لها، ضد شعب يباد يوميا أمام نظر دول العالم"المتحضر"، الذي فقد قيمه بعد ان تجمدت مشاعره الإنسانية، وأصبح عاجزا عن رفض الظلم والانحياز للعدالة وحق الإنسان في الحياة الحرة الكريمة. ثانيا: لقد استطاع جلالة الملك التعامل مع مجمل هذه القضايا والتحديات الاستثنائية بحكمة وثبات ورباطة جاش قل مثيلها، ووصل الليل بالنهار للحفاظ على مصالح الأردن العليا، وقيادة سفينة الوطن وسط هذه العواصف العاتية ، إلى بر الأمان، محافظا، في الوقت ذاته، على مواقفه المبدئية الإنسانية النبيلة، منتصرا ومنحازا إلى قيم العدالة والحقوق التاريخية الراسخة للشعوب، وفي مقدمتها، حقوق الشعب الفلسطيني غير القابلة للتصرف، في الحرية والاستقلال وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني، وبقي ثابتا على هذه المواقف المبدئية، على الرغم من الأخطار والتحديات الهائلة التي واجهته نتيجة ذلك . بل واستطاع ، ومن خلال نشاطات وجولاته عبر عواصم صنع القرار الدولي، ان يغير الكثير من السردية الاسرائيلية المضللة تجاه مظلومية الشعب الفلسطيني، ولا يزال يمثل صوت الحق والعدالة ، والقيم الإنسانية الحقيقية، في عالم يعاني من فقدان لهذه القيم ، التي قامت عليها العلاقات الدولية لعقود طويلة. وهذا ما اكسب جلالته احترام وتقدير العديد من دول وشعوب العالم، باعتباره إنسانا حقيقيا وقائدا فذا لا يحيد قيد انملة عن قيم ومبادئ إنسانية لطالما امن بها، وهي المستمدة من رسالة الهاشميين التاريخية- احرار العرب وسادتهم. ثالثا: اما داخليا، فقد بقيت مصلحة الأردن العليا وشعبه الأصيل بوصلة الملك وأولى أولوياته ، التي لم يحد عنها يوما،بل كانت هاجسه اليومي لتوفير الحياة الافضل لابناء وبنات شعبه، محولا، بحنكته الفذة التحديات إلى فرص ،استطاع من خلالها، وفي أصعب الظروف، من تحقيق الإنجاز تلو الإنجاز، في مختلف مسارات المشروع النهضوي الذي تبناه منذ تسلمه مقاليد الحكم. كما أن مشروع التحديث السياسي والاقتصادي والاداري، وكذا في المجالات الاجتماعية والثقافية والتنموية الأخرى ، الا دليل ساطع على ما نزعم. وهي إنجازات عظيمة لم تأت من فراغ، بل بجهود ملكية جبارة ، يسانده شعبه الأردني المعطاء ، في إطار المشروع الوطني للتحديث والتنمية الشاملة، الذي أطلقه ويقوده جلالة الملك، يساعده في كل ذلك عضده القوي ولي العهد- الفارس الهاشمي النبيل، هذا المشروع الذي يشهد ديناميكيات تجديدية واصلاحية لا تتوقف، للوصول إلى الأردن الانموذج، وفق الرؤى الملكية والنموذج الأردني في الإصلاح التدريجي، المنسجم مع واقعنا وتجربتنا الأردنية الفريدة، بعيدا عن القفزات غير المدروسة. وقد أثبتت تجربتنا صحة هذا النهج الملكي في التحديث والاصلاح،الذي تخضع مخرجاته، بشكل ديناميكي، للمراجعة والتقييم والتعديل. واخيرا، فإن احتفالات شعبنا ودرته- جيشنا الباسل، واجهزتنا الأمنية ، الساهرين على أمنه واستقراره، وحماية منجزاته، الملتفين حول قائدهم المفدى، تمثل مناسبة حقيقية لاستذكار مسيرة الإنجاز والتقدم والبناء المباركة في عهد جلالة الملك عبد الله الثاني وولي عهده سمو الأمير الحسين في المملكة الهاشمية الرابعة، وهي وقفة لترسيخ الولاء والوفاء للعرش المفدى، وهي تجسيد لتجديد الأمل في بناء مستقبل زاهر للوطن الأردني وشعبه الأصيل ، والسير بخطى ثابتة نحو المستقبل المشرق، ان شاء الله.. "الرأي"