logo
بين برّاك ولاريجاني

بين برّاك ولاريجاني

الشرق الأوسطمنذ 11 ساعات
حقق المبعوث الأميركي توم برّاك مراميه؛ حيث إن مجلس الوزراء اللبناني وافق، يوم الخميس 7 أغسطس (آب) الحالي، على الأهداف الواردة في مقدمة الورقة الأميركية المقدَّمة من المبعوث الأميركي إلى لبنان وسوريا وصاحب مقولة «بلاد الشام»، وذلك بعد تعديلات أدخلها الطيف المتحمس لها من مجلس الوزراء بدءاً بالرئيسيْن جوزيف عون ونواف سلام، ووزير الخارجية، وكذلك وزير الدفاع، وكانت منقوصة الموافقة من جانب وزراء «حزب الله» و«حركة أمل» الذين مع الأسف انسحبوا من الجلسة، مع أن المألوف في الاجتماعات الحكومية هو الحضور، وإبداء الاعتراض أو الموافقة أو التحفظ من باب ترْك الباب مفتوحاً، إنما ليس «الحرَد». وأما توم برّاك فإنه أشاد بالرئيسيْن الصامديْن من أجْل استصدار الموافقة، مهنئاً لبنان من خلال قوله: «إن قرارات مجلس الوزراء الموافَق عليها تطْلق أخيراً مسار أمة واحدة، وجيش واحد في لبنان. لقد بدأ لبنان عملياً التنفيذ الكامل لاتفاق وقْف النار المبرَم في نوفمبر (تشرين الثاني) 2024، والقرار 1701، واتفاق الطائف، وإن الولايات المتحدة تقف إلى جانب الشعب اللبناني...». واستكمالاً لرؤية برّاك، يعزز رئيس الجمهورية الموقف الحكومي بترداد القول: «إن الدولة ماضية في تحقيق حصرية السلاح بيد المؤسسات الشرعية...». كأنما الرئيس عون يتطلع إلى أن تكون مشاركته الأولى (بعد انتخابه) في الدورة الآتية للجمعية العامة للأمم المتحدة، مشاركة الرئيس الذي في نهاية الأشهر الأربعة الأولى لترؤسه، يحسم لبنان المسألة الأكثر تعقيداً في المسيرة السياسية، وهي سلاح «حزب الله» المطلوب أميركياً وإسرائيلياً بإلحاح كثير الحدة نزْعُه. وفي الورقة الأميركية التي طُلب من لبنان التوقيع عليها ومن دون أي مجال للمناقشة في تداعيات ما يمكن حدوثه عند تنفيذ الطلب أو قبل ذلك؛ ما يجعل صاحب السلاح يتمسك بمخزونه المترامي المواقع من الجنوب إلى الديار البعلبكية، حيث تحاكي المهرجانات الطربية في قلعتها مخازن الصواريخ والذخيرة في هضاب قراها. وثمة خشية من أن ترتبك الأمور في ضوء السجالات بين الجانب الأمني الذي زار لبنان وبين الركن الدبلوماسي، كأن يقول الزائر الإيراني: «لا وقت لديه لزيارة وزير الخارجية»، ويرُد الوزير: «حتى لو لديَّ وقت لن أستقبله». وكانت نسبة الحصافة في تبادُل التعليقات من كلا الجانبيْن قليلة. ثم إن حدة التلاسن عموماً في موقف الطيف اللبناني الإيراني الهوى والالتزام كان من المتيسر عدم استخدامها. ونفترض أن التحادث مع المرشد علي خامنئي سيجلي بعض الغمام عن الأمور، بحيث تميل إلى التفهم والحرص، فلا يتم إيفاد أمين المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، الدكتور علي لاريجاني، مزوَّداً بواجب ينطبق عليه قول الشاعر: «جئتَ تطلب ناراً... أم تُرى تشعل البيت ناراً». ونقول ذلك، من باب افتراض أن الزائر الإيراني المرموق شاء من زيارة لبنان شد أزر الطيف المحلق في فضاء المعاناة الإيرانية مع الولايات المتحدة، وأن استعمال الورقة اللبنانية ربما يجعل الإدارة الأميركية تُلين موقفها إزاء إيران ومعها مواقف أطلسية فاعلة، كأن تكون هنالك «ألاسكا» أميركية - إيرانية بمثل الروسية، وإن كانت التي انعقدت لم تُشف الغليل إلى التحدي. لكن النار التي جاء من أجْلها لاريجاني انتهت على غير المتوقع. ومن الجائز افتراض أن المبعوث الإيراني الذي جاء مستبقاً المبعوث الأميركي، همس في لقائه الأمين العام ﻟ«حزب الله» الشيخ نعيم قاسم، بما جعل شيخ المكون الثالث في المشهد الطائفي الذي يقوم الوطن على أساسه، يحاول في خطاب تعبوي قلْب الطاولة التي عليها اتفاق مجلس الوزراء، ويقول بالصوت الأعلى: «المقاومة تعطي الشهادة، ولا تحتاج إلى شهادات من أحد، ولا يمكننا أن نتحدث عن سيادة لبنانية إلَّا مع ذِكْر المقاومة. الحكومة تنفِّذ الأمر الأميركي - الإسرائيلي بإنهاء المقاومة».
ختاماً؛ ما يجعل اشتعال البيت ناراً وارد الاحتمال ما دام القائل: «لن تُسلِّم المقاومة سلاحها والاحتلال مستمر، وسنخوضها معركة كربلائية إذا لزم الأمر...»، إلَّا إذا كانت الخطة التي ستقدِّمها القيادة العسكرية للجيش اللبناني ستحسم المأزق بحكمة... ألا يصاب الجيش بخيارات حزبية وسياسية، وعلى حتمية أن لبنان المستقر يتقدم على تخريجة اللاغالب واللامغلوب.
Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية السوري بحث مع وفد إسرائيلي تعزيز الاستقرار في المنطقة
وزير الخارجية السوري بحث مع وفد إسرائيلي تعزيز الاستقرار في المنطقة

الشرق الأوسط

timeمنذ 14 دقائق

  • الشرق الأوسط

وزير الخارجية السوري بحث مع وفد إسرائيلي تعزيز الاستقرار في المنطقة

أفادت الوكالة العربية السورية للأنباء (سانا) بأن وزير الخارجية أسعد الشيباني، التقى بوفد إسرائيلي في باريس، أمس (الثلاثاء) «لمناقشة عدد من الملفات المرتبطة بتعزيز الاستقرار في المنطقة والجنوب السوري». ويُجري مسؤولون سوريون وإسرائيليون محادثات بوساطة أميركية، حول تهدئة الصراع في جنوب سوريا. وأضافت الوكالة السورية أن النقاشات تركزت على «خفض التصعيد، وعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي، والتوصل لتفاهمات تدعم الاستقرار في المنطقة، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء». وتناول الاجتماع أيضاً إعادة تفعيل اتفاقية فض الاشتباك بين إسرائيل وسوريا، الموقعة عام 1974، والتي أُنشئت بموجبها منطقة عازلة تحت إشراف الأمم المتحدة في هضبة الجولان. وكان هذا ثاني اجتماع بين الجانبين في العاصمة الفرنسية خلال أقل من شهر، بعد أن اتفقا في يوليو (تموز) على مواصلة المحادثات، بعد عدم التوصل إلى اتفاق نهائي بشأن تخفيف حدة التوتر في جنوب سوريا. وأفادت تقارير بمقتل مئات في اشتباكات بمحافظة السويداء جنوب سوريا، بين مقاتلين دروز والعشائر البدوية السنية والقوات الحكومية. وتدخلت إسرائيل بغارات جوية لمنع ما قالت إنه قتل جماعي للدروز على أيدي القوات الحكومية. وسلَّطت الاشتباكات التي وقعت الشهر الماضي الضوء على التحديات التي يواجهها الرئيس أحمد الشرع في تحقيق الاستقرار في سوريا والحفاظ على الحكم المركزي، على الرغم من تحسن العلاقات مع الولايات المتحدة، وإجراء اتصالات أمنية بين الإدارة السورية وإسرائيل.

وزير خارجية لبنان: لا تراجع عن حصر السلاح بيد الدولة
وزير خارجية لبنان: لا تراجع عن حصر السلاح بيد الدولة

عكاظ

timeمنذ 42 دقائق

  • عكاظ

وزير خارجية لبنان: لا تراجع عن حصر السلاح بيد الدولة

شن وزير الخارجية اللبناني يوسف رجي هجوما حادا على حزب الله، متهما إياه بأنه يتاجر بالطائفة الشيعية ويصادر قرارها. وشدد في مقابلة مع قناتي «العربية/الحدث»، اليوم (الأربعاء)، على أن قرار حصر السلاح بيد الدولة لا رجعة فيه، واصفا قرار الحكومة حول تسليم سلاح حزب الله بـ«التاريخي». ولفت رجي إلى أن لبنان «مر بعقود من احتلال وهيمنة تيارات لا تمت له بصلة». وأنحى وزير الخارجية باللائمة على قيادات لبنان السابقة، مؤكدا أنها أبعدته عن محيطه العربي، لكن السلطة الحالية أعادته إلى الساحة العربية والدولية. وأعرب عن أمله أن ينضم جميع الفرقاء إلى مشروع الدولة. وحول الخطة التي كلف الجيش بإعدادها لتنفيذ القرار الحكومي بحصر السلاح، كشف وزير الخارجية أن الجيش قد يطلب مهلة إضافية لأسبوعين لتقديمها، إلا أنه أكد أنها ستقدم خلال سبتمبر القادم. ولفت إلى أن الحكومة طالبت المبعوث الأمريكي توم براك أن يلزم إسرائيل بتنفيذ بنود اتفاق وقف إطلاق النار الذي أبرم في شهر نوفمبر الماضي بعد عام من المواجهات بين حزب الله والقوات الإسرائيلية. وبشأن الجدل الذي حصل حول تعليقات أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي لاريجاني، ورده عليها، قال رجي: لم أقابل لاريجاني بسبب هجوم قياداته على لبنان، لافتا إلى أن الحكومة والمسؤولين أبلغوا الإيرانيين مرارا برفض التدخل في الشؤون اللبنانية. وكان لاريجاني قال خلال زيارته إلى بيروت الأسبوع الماضي حين سئل إن كان سيلتقي وزير الخارجية، إن برنامجه ضيق. ليرد حينها رجي بالقول إنه حتى لو كان لديه وقت لما كان سيجتمع معه. وكانت مصادر مطلعة كشفت أن رئيس مجلس النواب نبيه بري دعا حزب الله إلى التعاون مع الجيش اللبناني. وأفادت المصادر أن بري أكد لحزب الله بأن لا فائدة من استخدام الشارع بهدف الاعتراض على قرار نزع السلاح أو إسقاطه. وذكرت أن رئيس البرلمان دعا الحزب إلى دعم الحكومة للتمديد لقوات اليونيفيل في الجنوب اللبناني. وأقرت الحكومة اللبنانية مطلع الشهر الجاري حصر السلاح بيد الدولة، وكلفت الجيش بوضع خطة لهذا الهدف بحلول نهاية الشهر، على أن ينتهي تسليم السلاح أواخر السنة. أخبار ذات صلة

سورية: تفكيك خلية داعش شمال إدلب
سورية: تفكيك خلية داعش شمال إدلب

عكاظ

timeمنذ 42 دقائق

  • عكاظ

سورية: تفكيك خلية داعش شمال إدلب

داهمت الأجهزة الأمنية السورية موقع خلية تابعة لتنظيم داعش الإرهابي في محافظة إدلب. وطوقت قوات الأمن الداخلي، منزلاً قرب شارع شركة الكهرباء في بلدة أطمة شمالي إدلب، بعد ورود معلومات عن وجود خلية تابعة لداعش داخله. وجرت العملية بالتنسيق مع طيران التحالف الدولي بعد منتصف ليل الثلاثاء/الأربعاء، حيث شهدت المنطقة تحليقاً كثيفاً لمروحيات هليكوبتر. فيما اندلعت اشتباكات متقطعة على الأرض بين عناصر من التحالف ومسلح يُعتقد أنه تابع للتنظيم، وقتل خلال عملية إنزال جوي دقيقة. وشهدت منطقة الدويلعة في العاصمة دمشق في يونيو الماضي هجوماً إرهابياً استهدف كنيسة مار الياس، ما أدى إلى مقتل نحو 25 شخصاً، بعدما اقتحم مسلح المكان وفتح النار على المصلين، وتبعه آخر أيضا. وكشفت وزارة الداخلية أن المهاجمين أتيا من مخيم الهول عبر البادية من أجل تنفيذ جريمتهما، مؤكدة أنهما ينتميان لداعش. في غضون ذلك، كشف المبعوث الأمريكي توم براك أنه التقى شيخ عقل الدروز في إسرائيل موفق طريف في العاصمة الفرنسية باريس. ووصف براك في منشور على حسابه في «إكس»، اليوم (الأربعاء)، اللقاء بـ«الودي والمفيد». وأفاد بأن اللقاء ناقش الوضع في السويداء، وكيفية تقريب وجهات النظر بين جميع الأطراف، وتهدئة التوترات، وبناء التفاهم. وأوضح أنه ناقش مع براك الوضع في محافظة السويداء، مطالباً باستمرار وقف النار، وطالب بمعبر إنساني «درزي - درزي» إلى السويداء. وأعلن أنه يسعى للسلم، ويرفض الاعتداء على الدروز في السويداء. وكان وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني، التقى وفداً إسرائيلياً في باريس لبحث ملفات تتعلق بالجنوب السوري، وتم التوصل خلال اللقاء إلى اتفاق على تكثيف الجهود لخفض التصعيد، وعدم التدخل في الشأن الداخلي السوري، إضافة إلى دعم التفاهمات التي تسهم في استقرار الأوضاع، ومراقبة وقف إطلاق النار في محافظة السويداء، وفق ما أفادت وكالة «سانا». أخبار ذات صلة

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store